جدار شعفاط يفصل 55 ألفا من حملة الهوية المقدسية عن مدينتهم

جدار شعفاط يفصل 55 ألفا من حملة الهوية المقدسية عن مدينتهم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في ظاهرة هي الأولى من نوعها، قامت سلطات الاحتلال بفصل أحياء من مدينة القدس يحمل سكانها الهوية المقدسية عن مدينتهم جغرافيا، وذلك بالشروع في بناء جدار يخرج مخيم شعفاط وضاحية السلام وحي رأس خميس وأجزاء من بلدة عناتا شرقي القدس المحتلة من محيط بلدية الاحتلال التي وضعتها بلدية القدس الغربية عند بدء الاحتلال في العام 1967.
قبل عدة سنوات أقدمت سلطات الاحتلال على فصل أحياء سميراميس وقلنديا وكفر عقب شمال المدينة التي يحمل سكانها الهوية المقدسية أيضا، ولكن بشكل مختلف عما يجري حاليا، إذ أن الإحياء السالفة الذكر تقع خارج حدود بلدية الاحتلال، في حين أن الأحياء المستهدفة في الشرق كانت جغرافيا جزءا من مدينة القدس.
10 آلاف طالب سوف يفصلون عن مدارسهم من الآن فصاعدا بفعل الجدار، ولن يكون بإمكانهم الوصول للمدينة إلا عبر حاجز يطلب منهم التفتيش اليومي وإبراز الوثائق الثبوتية وتفتيش الطلبة، ما يعني مزيدا من تعطيل العملية التعليمية في المدينة.

حاجز وجدار إسمنتي:

وقال المواطنون إنه يجري حاليا الإعداد لعمل معبر تجاري كبير في المنطقة السكنية، بالتزامن مع إنشاء جدار يفصل بين مخيم شعفاط وبلدة شعفاط، كما يفصل حي رأس خميس وضاحية السلام عن المدينة المقدسة أيضا.
وفي هذا الإطار، أكد حمزة الرفاعي أنه تم تسليم إخطارات بهدم بنايتين قيد الإنشاء في محيط المعبر المنوي إقامته هناك، عوضا عن الحاجز العسكري الذي كان يقطع الطريق إلى القدس المحتلة.
وأضاف أنه بالتزامن مع انطلاق أعمال بناء الجدار يجري حاليا إغلاق الحاجز عند الساعة العاشرة ليلا حتى ساعات الصباح، من أجل العمل في الشارع بشكل متسارع ويثير استغراب المواطنين هناك.
من جانبه، قال أبو علي ربيع، إنه يجري حاليا بناء مقطع من الجدار يفصل بين مخيم شعفاط ومستوطنة بسجازئيف المقامة على أراضي المواطنين هناك، وكذلك يهدف الجدار على الفصل بين الأحياء العربية هناك بإخراج جزء كبير من السكان المقدسيين خارج مدينة القدس إمعانا في تهويدها.
وأضاف: في هذا السياق يجري تجريف مساحات شاسعة من الأراضي، ويجري فصل السكان بشكل كامل مع المرافق الحيوية في المدينة المقدسة مثل المدارس والمراكز الطبية والمستشفيات، إضافة إلى فصلهم عن أماكن عملهم هناك.

إجراءات غير قانونية:

من جانبه، أكد خضر سلامة رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس، أن الكتل الإسمنتية وضعت دون الاستناد لأي قرار من المحكمة. وأضاف: إننا ننظر إلى ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال حفر وتركيب للجدار ما بعد الحاجز العسكري، باعتباره فصلا لمنطقة رأس خميس وتقسيمها لجزئين، كما أنه يزيد من معاناة سكان الحي ويسبب صعوبة في التنقل والتواصل.
وأكد سلامة أن السياسة التي ينتهجها الاحتلال في إحكام الإغلاق على المنطقة التي تضم رأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام ومخيم شعفاط، تعزل أكثر من 55 ألف مواطن، وتمهيدا لبناء حاجز كبير يضم عدة مسالك يشمل خدمات بريدية وضريبية ومكاتب لمؤسسة التأمين الوطني وغرف للتوقيف.
وأوضح سلامة أن السلطات الإسرائيلية أحكمت الإغلاق على المنطقة بالجدار الفاصل من رأس شحادة لغاية حاجز مخيم شعفاط والمعبر الجديد، ومن الشرق يمتد شارع 70 الذي يتوسطه الجدار المتصل بشبكة أنفاق بجوار منطقة الزعيم، ومن الشمال الغربي الجدار يفصل بين المخيم ورأس خميس وعناتا من جهة ومستوطنة بسغات زئيف من جهة أخرى، كذلك شرق المخيم من جهة عناتا، ومن الجنوب الغربي للمخيم المعبر والجدار من جهة رأس خميس، إضافة إلى الأسلاك الشائكة الممتدة حتى منطقة الزعيم.
وأشار سلامة إلى أن المنطقة تعتمد على مدينة القدس بشكل رئيسي وتتلقى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية، وببناء الجدار وإتمام إغلاق المنطقة يعتبر قتلا للجهود المبذولة في عملية السلام والمفاوضات المباشرة، ويبين أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تنوي تطبيق أي من الاتفاقيات أو الالتزامات لنجاح عملية السلام.
وناشد سلامة المؤسسات الدولية والرباعية الدولية الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف أعمال بناء الجدار العنصري، كما ناشد السلطة الوطنية عدم الاكتفاء بإدراج موضوع المستوطنات وإنما وقف بناء الجدار بشكل نهائي، مؤكدا أنهم سيقومون باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأن هناك اتصالات مكثفة بين السكان ومحامي المنطقة لوقف بنائه.
من جانبه، اعتبر عمر الغول مستشار رئيس الوزراء للشؤون الوطنية، أن هذه الأعمال تهدف إلى إعادة تشكيل مدينة القدس وفق المخطط الصهيوني كمقدمة لضمها، بعد فصل الأحياء الفلسطينية كثيفة السكان عن جسم المدينة.
وأضاف مستشار رئيس الوزراء أن تزامن بناء الحاجز العسكري أو المعبر الجديد داخل الأحياء العربية في القدس المحتلة، هو بمثابة رسالة سياسية موجهة للأقطاب الدولية تؤكد استمرار سياسة الفصل العنصري، وتعميق عملية القهر والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين وضرب مقومات حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي رفض خيار حل الدولتين للشعبين

» حملة لإعادة أسماء الشوارع والأحياء المقدسية لأصولها العربية والإسلامية
» الأسر الفلسطيني: الهوية والحيّز.!
» الشبكة المقدسية عدد 37‎
» الأطفال الفلسطينيون في لبنان يتخبطون في «أزمة الهوية والانتماء»
» الهوية الأردنية جامعة والتحديات قادمة والرد بالوحدة