المصارعة الفلسطينية! (( د. عبد الحميد مسلم المجالي ))

مشرف سابق

المصارعة الفلسطينية!

بقلم :- د. عبد الحميد مسلم المجالي

ينشغل العرب، بهذا العبث الفلسطيني، اكثر مما ينشغلون بالخطر الاسرائيلي، وبين من يواصل العبث، ويصنع الخطر، مسافة واسعة من الشعور بالمسؤولية والتفرغ للقضية، التي من المفترض ان يدافع عنها ويعيش من اجلها.

فالإسرائيليون، وجدوا مبكرا، حلولا مستقرة لمسالة الحكم، والعلاقة بين من يحكم ومن يعارض. ومرجعية هذه الحلول، هي العودة الى الشعب، الذي يقرر من يحكمه، فيما تتوارى المعارضة خلف الاضواء، انتظارا للعودة الى صناديق الاقتراع. والقاسم المشترك هو قضية اسرائيل.

في المقابل الفلسطيني، لااحد يعترف باحد، جاء بالانتخابات او بغيرها. ومن في الحكم ومن خارجه، يكرسون حياتهم اليومية، في البحث عن الاتهامات، واختراع الحجج، لتبرير موقفه ظالما او مظلوما، والجميع يتسابقون الى الفضائيات، بحثا عن الاضواء، والفضائيات جاهزة وبعضها تنتقي من تريد ان تسوقه، او تقف معه، في مشهد مسرحي مضحك ومبكي معا.

الايديولوجيات المتعارضة في اسرائيل، تتعايش وتتشارك في الحكم، بالايجاب والقبول، اما الايديولوجيات الفلسطينية المتعارضة، فانها تتصارع مرة بالسلاح، واخرى بالسياسة. والشعوب العربية جاهزة لتأييد هذا الطرف او ذاك، دون ان تدري انها تساهم في تعميق هذا العبث.

حماس عارضت اتفاقات اوسلو الاستسلامية،لكنها دخلت الانتخابات للمنافسة على منتجات هذه الاتفاقيات، ومنها المجلس التشريعي، وفوجئت فتح بالهزيمة، وراهنت على تعطيل حكومة حماس، باحتفاظها برأس السلطة، وبعلاقاتها العربية والدولية، التي تؤهلها للقبول السياسي، وتلقي المنح المالية.

واصبح النظام السياسي الفلسطيني يحكم براسين، كل منهما يتطلع وينظر باتجاه مختلف، وكل راس يملك ادواته الخاصة به، فالسلطة لها اجهزتها الامنية، وحماس لها ميليشاتها الخاصة. وفي صورة كهذه، كان الصدام حتميا، فانفردت حماس بقطاع غزة، انفرادا وصفته بانه شرعي، في حين سمته السلطة التي انفردت بالضفة انقلابا.

اي ان كلا من الطرفين اخذ حصته من الوطن الفلسطيني، زاعما انها تحت سلطته رغم ان الحصتين تحكمهما اسرائيل، اما بالدبابات، او بالحصار والمراقبة برا و جوا و بحرا.

واليوم، لا تصدقوا ان الطرفين يرغبان في العيش داخل منزل واحد ـ رغم كل ما نسمعه ـ فقد تعمقت الازمة بينهما، وتحول الخلاف الذي يعتبره البعض سياسيا، الى ثارات نتقن نحن العرب التمسك بها، اذا كانت تتعلق بذوي القربى. ونشعر ان هناك قرارا داخليا لدى كلا الطرفين، بعدم الوصول الى نقطة النهاية في حوار المصالحة، حتى لو تم التوقيع على اي اتفاق.

كيف يمكن وقف هذا العبث الذي اضر بالقضية وشعبها؟.

في العالم المتحضر، عندما يختلف من في هواهم الوصول الى الحكم، يعودون الى الشعب ليأخذ قراره، الذي يكون ملزما اكثر من الدساتير والقوانين. فالشعب هو مصدر السلطة. وفي هذا الصدد لا يجب العودة الى الشعب، بالطريقة التي اعلنتها السلطة في رام الله. بل تتدخل الامم المتحدة والاطراف العربية وبعض الدولية لتحديد موعد انتخابات يجري التحضير لها بكل تفاصيلها، من قبل هذه الجهات ابتداء من الاعداد لها واجرائها تحت رقابة صارمة، وانتهاء باعلان نتائجها.

» الأردن بعد الإنتخابات: إستقالة الخطيب والمصري بلا ضمانات ..عودة المجالي وتزاحم الأعيان
» عبد الحي مسلم يعبر بالفن عن القضية الفلسطينية
» عبد الحي مسلم يجسّد النكبة الفلسطينية في معرض ذاكرة متجددة
» الدوايمة\ الفنان عبد الحي مسلم زرارة توثيق دراما القرية الفلسطينية
» خطة العمل الفلسطينية لنيل الإعتراف بالدولة الفلسطينية