واشنطن تجند شركات التكنولوجيا المتطورة لاختراق سورية

واشنطن تجند شركات التكنولوجيا المتطورة لاختراق سورية
وكسب حلفاء داخل نظام الاسد وابعاد دمشق عن ايران
الثلاثاء يونيو 15 2010

واشنطن تجند شركات التكنولوجيا المتطورة لاختراق سورية Syr_us

محاولة اميركية لاختراق سورية في شكل غير مباشر

دمشق، واشنطن - واشنطن تجند شركات التكنولوجيا المتطورة لاختراق سورية Alqudslogo2

، وكالات ـ بحث الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء مع وفد من ممثلي كبار الشركات الأميركية في مجال التقنيات العالية وتكنولوجيا الاتصالات كيفية تطوير آفاق التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة.

وبحسب مصادر مواكبة للزيارة فإنه من المرجح أن يكون البحث تناول موضوع العقوبات الأميركية على دمشق وكيفية إمكانية التعاطي مع قانون العقوبات في إطار التعاون ريثما يكون هناك إقرار برفع العقوبات سواء كليا أو جزئيا.

وقالت مصادر أميركية مواكبة لزيارة الوفد الذي يتألف من 6 أشخاص إن الوفد اجتمع مع مسؤولين رسميين ورجال أعمال مساء أمس الاثنين.

ويعاني قطاع تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة كالتي تتعلق بالطائرات وكذلك قطاع الاتصالات من مقاطعة الشركات الأميركية العملاقة نتيجة حظر اقتصادي كانت فرضته إدارة الرئيس السابق جورج بوش بحجة أن سوريا تثير القلق في المنطقة وتحارب المشروع الأميركي في الشرق الأوسط من خلال سياساتها العامة التي تتعارض مع مصالح واشنطن وتتهمها منذ دخول قواتها الى العراق دمشق بانها تؤوي "إرهابيين ومتطرفين" وتسهل ارسالهم الى العراق وبأنها تدعم "منظمات إرهابية" مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني.

وتنفي دمشق كل هذه المزاعم والاتهامات الأميركية وتقول إن "سياسة الاملاءات" التي تمارسها واشنطن ازاء دول وقضايا ومصالح شعوب المنطقة توصل واشنطن الى طريق مسدود. ومنذ مجيء ادارة الرئيس باراك اوباما الى البيت الابيض تحسنت العلاقة بين واشنطن ودمشق.

وتأتي زيارة الوفد التجاري الاميركي الى دمشق اليوم كزيارة "استثنائية لوفد تجاري وتقني أميركي تم ترتيبها من قبل وزارة الخارجية الأميركية، كجزء من الالتزام بسياسة الانخراط مع سوريا التي تنتهجها إدارة الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وفق مصادر دبلوماسية أميركية ".

وأوضح مصدر أميركي رسمي لوكالة الأنباء الألمانية إن الوفد الأميركي يعتزم التوجه غدا إلى عاصمة الاقتصاد السوري مدينة حلب شمال سوريا لإجراء محادثات مع مسؤولين رسميين ورجال أعمال والإطلاع عن كثب على الاقتصاد السوري في هذه المدينة العريقة.

ويتشكل الوفد من ممثلين عن شركات مثل "مايكروسوفت" و"ديل" و "سيسكو" و "سيمون تيك" و"فيراسير" وتهدف الزيارة إلى استكشاف حاجات السوق السورية في هذا المجال والاستماع لإمكانات التعاون المستقبلية " .

وتعاني شركة الطيران السورية الحكومية من قانون العقوبات حيث تجد صعوبة بالغة في تحديث أسطولها او ايجاد مخارج للحصول على قطع الغيار للعدد القليل من الطائرات الموجود في الخدمة حاليا ، لكن واشنطن وافقت اخيرا لشركة "لوفتهانزا" الالمانية بإجراء تحديث لعدد محدود من أسطول الطائرات السورية من نوعي "جامبو" و"اير باص".

ونقل عدد من رجال الأعمال السوريين عن الوفد الأميركي وصفه المحادثات بأنها كانت" مفيدة للتعرف عن واقع الاقتصاد السوري عن قرب وكذلك سماع وجهة النظر السورية بشكل مباشر من مختلف الأطياف المحلية " لأن الوفد سيقول رأيه لكبار المعنيين و المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين في الإدارة والكونغرس الأميركي"

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية ذكرت اليوم الثلاثاء في تقرير موسع عن الزيارة أن تشكل آخر مبادرة من جانب إدارة الرئيس أوباما لاستدراج الرئيس بشار الأسد بعيدا عن تحالفه الاستراتيجي مع ايران.

وتثير هذه البعثة الجدل، نظرا للاتهامات الأميركية بأن سوريا نقلت صواريخ إلى "حزب الله" اللبناني. وتنفي سوريا والحزب والحكومة اللبنانية هذه الاتهامات.

وسيلتقي الوفد مع رجال أعمال سوريين، وأعضاء في المجتمع المدني ويجول في جامعتين سوريتين كبيرتين خلال زيارته التي تستغرق أربعة أيام، وتنتهي يوم الخميس المقبل.

وسبق للرئيس الأسد ان عبر لإدارة اوباما عن رغبته في تطوير بنية الاتصالات السلكية، التي تدهورت بسبب العقوبات الأميركية منذ العام 2004، بحسب ما ذكره أحد المسؤولين الأميركيين المشاركين في الزيارة.

وقال المشرعون والناشطون إن الرئيس الأسد لم يستجب لأي من المطالب السياسية التي قدمت له من جانب الولايات المتحدة منذ أن أعلن الرئيس اوباما عن تحول في سياسته في ما يختص بمشاغلة دمشق العام الماضي. وإعطوا مثالا محددا يتمثل في استمرار الدعم بالمال والسلاح لمجموعات مقاتلة تعمل في لبنان والأراضي الفلسطينية. كما اشاروا أيضا إلى رفض دمشق التعاون مع تحقيقا الأمم المتحدة في التطوير السوري المزعوم لأسلحة دمار شامل.

كما أعرب عدد من الناشطين السوريين ايضا عن قلقهم من أن قمع دمشق للمعارضين السياسيين سيزداد إذا حصلت الحكومة السورية على تقنيات أكثر تطورا.

وقال عمار عبد الحميد، وهو معارض سوري يعيش في واشنطن :"أعتقد أن الإدارة تخدع نفسها عندما تعتقد أن هذا النوع من المشاغلة سيؤدى إلى تعزيز الديموقراطية في سوريا. الأسد لم يظهر مطلقا أي مؤشر على تخفيف قبضته عن المجتمع بل أنه في أحيان كثيرة ازدادت تصرفاته سوءا".

وجعلت هيلاري كلينتون من نشر تكنولوجيا المعلومات حجر الزاوية في سياستها الخارجية، محتجة بأنها قادرة على مساعدة التطوير العالمي للديموقراطية والمجتمع المدني.

وخلال الشهور الأخيرة قامت إدارة أوباما باتخاذ خطوات لتسهيل تصدير أنواع معينة من معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية وبرامج خاصة بالتحكم بالبريد الالكتروني كانت محظورة في السابق من دخول دول مثل إيران والصين والسودان بداعي القلق من أنها قد تستخدم كأدوات للقمع من جانب تلك الدول.

وتحظر العقوبات الاميركية بيع كافة أنواع المعدات عالية التقنية وأجزائها إلى سوريا، لكن القانون يزود البيت الأبيض بقوة شرعية تمكن الشركات الأميركية من بيع بعض المنتجات المحددة للسوق السورية.

وخلال العام الماضي، قال مسؤولون أميركيون إنهم سهلوا بيع قطع غيار طائرات للخطوط الجوية السورية الوطنية كجزء من العملية. وقال أعضاء في البعثة الأميركية الحالية إلى سوريا إن ذلك كان يهدف لتسهيل دخول شركات مثل "مايكروسوفت" و"سيسكو" إلى الاسواق السورية.

وتبقى المعارضة في الحزب الجمهوري في الكونغرس قوية تجاه سياسة التقارب التي تنتهجها إدارة أوباما. وهدد بعض كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بفرض تعليق على مرشح البيت الابيض لمنصب السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد حتى يتم إعطاؤهم صورة اوضح عن عمليات نقل الصواريخ المزعومة من سوريا إلى "حزب الله".

وذكر مسؤولون أميركيون انهم اطلعوا المشرعين في الكونغرس على الموضوع قبل الرحلة وأنهم يعتقدون أنهم يدعمون وزارة الخارجية.

» محكمة "راسل": شركات غربية متواطئة مع إسرائيل في ارتكابها جرائم حرب وانتهاك القوانين الدولية
» شركات قطرية تحول مسارها من سوريا للأردن
» تأجيل كبريات شركات دبي سداد التزاماتها المالية
» "واشنطن بوست" تهاجم الرئيس عباس
» واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران