من الصحافة العبرية\كشف هام وجدير

من الصحافة العبرية

هآرتس ـ افتتاحية

كشف هام وجدير

بقلم: أسرة التحرير
"الملف الإسرائيلي" لوثائق "ويكيليكس"، الذي تنشر تفاصيل منه اليوم بتوسع في ملحق "هآرتس"، يمنح مساهمة هامة للنقاش الجماهيري في إسرائيل. يتبين أن شخصيات عامة وموظفين إسرائيليين كبار عرضوا على مسمع من ممثلي الإدارة الأمريكية مواقف، غير مرة كانت تختلف عن الآراء التي عرضوها على الجمهور. كشف تقارير السفارة الأمريكية في تل أبيب والقنصلية العامة في القدس يميط لثام ازدواجية الأخلاق واللسان، ويساهم في الانفتاح والنقاء في الحياة السياسية.
هكذا تبين أن رئيس مجلس "يشع" داني دايان، الذي في كلماته العامة يعرض مواقف لا مساومة فيها ضد إخلاء بؤر استيطانية ومستوطنين، أبدى اعتدالا ومرونة أكثر بكثير في أحاديث مع دبلوماسيين أمريكيين. وفي رواية ويكيليكس (يوسي ميلمان وعوفر ادرات، "هآرتس" أمس)، فإن ديان "يعرف أن المستوطنين سيوافقون على الإخلاء مقابل تعويض نزيه"، ويوافق بالصمت على إخلاء بؤر استيطانية صغيرة. وقد أبدى تفهما لمشاعر جيرانه الفلسطينيين المرتبطين بأرضهم، بل وأيد رفع حواجز في الضفة.
في محادثاته مع ممثلي الولايات المتحدة، تحدث ديان بحدة ضد عنف المستوطنين وأعمال "شارة الثمن" للمس بالفلسطينيين وهي الأعمال التي وصفها بأنها "فظيعة من ناحية أخلاقية". وانضم إلى موقفه الياكيم هعتسني، من مؤسسي حركة الاستيطان. خسارة أن ديان وهعتسني مستعدان لأن يعربا عن مواقف كهذه في لقاءات مغلقة مع ممثلين أجانب وليس أمام الجمهور الإسرائيلي. يبدو أن قيادة المستوطنين ترغب في التمتع بالعالمين: أن تستخدم العنف كوسيلة للضغط على الحكومة، لردع وإحباط إخلاء البؤر الاستيطانية وفي نفس الوقت عرض اعتدال ومسؤولية تجاه الإدارة الأمريكية.
الكشف سيثير جدالا حول من ينبغي أن نصدق: الأقوال العلنية، أم المواقف التي تهمس بها في الغرف. هل ديان قال الحقيقة في يوميات الصباح في الإذاعة، أم للقنصل الأمريكي؟ لا يوجد جواب حاسم على هذه المسألة، وازدواجية لسان السياسيين والموظفين الكبار لن تتوقف في أعقاب النشر. واضح فقط، إن مكتشفات ويكيليكس توسع النقاش وتكشف فيه عن ألوان اختفت حتى الآن عن ناظر الجمهور، ومن هنا أهميتها.

» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية
» الصحافة العبرية