الأسرى للدراسات : حلم الأسرى الجلوس على مائدة رمضان بصحبة ذويهم
أكد مركز الأسرى للدراسات أن شهر رمضان المبارك يمر على الأسرى وأهالي الأسرى بمزيد من الشوق والحنين ، مضيفاً أنهم يشعرون بقمة الحزن على فراق الأحبة فى هذا الشهر ، مطالبين إدارة السجون بالسماح لهم بإدخال الطعام من الأهل كما كان سابقاُ ، وبالسماح بتناول الفطور عبر زيارات خاصة مع الأهل ، والسماح بادخال الاحتياجات اللازمة لهم " من المصاحف والتمر والألبان والكتب والمسابح وسجادات الصلاة والحلويات والملابس والسماح بالزيارات الخاصة مع الأهالى وممارسة الشعائر الدينية بلا عوائق ومبررات " ودعوا إلى الضغط على الجانب الإسرائيلي للسماح بإدخالها.
وأكد الأسرى أنهم فى شهر رمضان يحاولون ممارسة طقوس وشعائر رمضان مثلما كانوا يفعلون خارج السجن رغم قلة الإمكان ، إلا أن ممارسات إدارة السجن تحول في بعض الأحيان دون ذلك.
وأضافوا أن كمية الطعام لا تتغير وهي لا تكفي الأسير ولكن يحاول الأسرى تعويض الأمر عبر الكانتين الذى يصعب توفير الأموال له ، والأمر الذي يكلف الأسرى الشيء الكثير على حسابهم الخاص حتى يشعر الأسير بنوع من التغيير في هذا الشهر المميز .
ويضيف مركز الأسرى أنه مع استمرار ازدياد معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال وذويهم لا يسع الأهالي سوى الدعوى خلال هذا الشهر من أجل الإفراج عن كافة أبنائهم والتخفيف عن معاناتهم وذويهم، مطالبين كل من يعنى بقضية الأسرى إلى الالتفات لاحتياجاتهم والضغط على دولة الاحتلال لتأمينها والسماح بتدخيلها وفضح انتهاكات دولة الاحتلال بمنع الضرورات منها وخاصة ما يمس الشعائر الدينية منها .
........................................................................................
رغم حرارة الشمس: هناك من يبرق بالتهنئة للأسرى خلف القضبان
" الله يا رب العالمين يجمعني معك يا زوجي في رمضان القادم بغزة"،" حبيبي الك الف تحية من امك المشتاقة" أمنيات تبرق بها أمهات وزوجات الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة لأحبائيهم القابعين خلف قضبان الاحتلال الاسرائيلي.
رغم حرارة الشمس الملتهبة ورغم جفاف الحلق في أطول أيام صيام شهر رمضان لم تتوان امهات وزوجات وذوي الأسرى عن الالتحاق بالاعتصام الأسبوعي اليوم الاثنين في مقر الصليب الأحمر بمدينة غزه هناك عشرات وأزواج من العيون الحائرة التي تتلفت يمنة ويسرى من بينها زوجة الأسير المناضل " نصر عمر النملة " و الذي أمضى واحدا وعشرون عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلى , و المحكوم عليه بالمؤبد .
أم حسام النملة التي بدأت بالحديث عن مرارة فراق زوجها ومرارة قسوة جفاء الأهل قائلة : " اعتقل زوجي عام 1990 تاركا وراءه ستة أطفال , لم أجد أحدا يقف إلى جانبي في تربية أطفالي , اعتمدت على نفسي و جابهت قساوة الحياة, ومما ساعدني على ذلك خبرتي في تصميم الملابس و حياكتها , التي كانت مصدر رزقنا , كما واجهت صعوبات كثيرة عندما زوجت بناتى , فعمهم الكبير رفض ان يكون وكيلا لها , ما اضطر بها الامر الى ان تنتظر ابنها الاكبر حتي وصل الى السن الذى يسمح له بان يكون و كيلا عن اخته " .
تستكمل حديثها قائلة "لكن تعبي لم يذهب هباء عندما ارى اولادي , تعبت عليهم و علمتهم حتى انهى بعضا منهم دراسته الجامعية ."
وفيما يخص صفقة تبادل الاسرى و عن مدى تفاؤلها بأن يكون اسم زوجها ضمن قائمة الاسرى المنوى الافراج عنهم, قالت "انا متأملة بالله , و لا أتفاءل بالصفقات التى يتم عقدها مع الاحتلال الاسرائيلى , فكما هو معروف عن الاحتلال ليست له كلمة و يتنصل دائما من وعوده " .
اما الاسير ابراهيم عبد المنعم عرابي معاناة اسرته لم تختلف كثيرا عن حال الكثيرين من أهالى ذوى الاسرى الاخرين وان اختلفت فى تفاصيلها و روايتها , فهو اب لطفلين , من موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية, يتقاضى راتبا قدره 2300 شيكل , و هو من تنظيم الجبهة الديمقراطية , تم يجريف بيت عائلته فى الحرب الاخيرة على قطاع غزه عام 2009 .
وتقول والدة الاسير ابراهيم " انه تم اعتقاله اثناء تأديته لعملية جهادية في منطقة خزاعة , حكم عليه 23 عاما قضى منهما تسع سنوات " .
وفيما يتعلق بزيارة ابنها الاسير قالت " بأنها لم تراه منذ اربع سنوات, وها هو يأتي رمضان و هو بعيد ا عنا , و نتمنى رمضان القادم ان يكون بيننا " .
وأثناء حديثها عن ابراهيم ارتسمت ابتسامة على وجهها مزجت بين مشاعر الاشتياق والالم قائلة " كان ابراهيم شخصا يتسم بالهدوء , محبوبا و مبتسما دائما, وحنونا يأتي كل صباح قبل ذهابه الى عمله و يقبل يدي و يلبى جميع طلباتى , حتى انه امر زوجته بان لا تقطع صلة رحم اخواته و أتمنى ان يكون جميع اخوته مثله".
كما ناشدت الدول العربية أن تقف الى جانب قضية الاسرى , و أن ترى حلا عادلا لقضيتهم خاصة ذوي الاحكام العالية, متمنية أن يكون ابنها من ضمن قائمة صفقة تبادل الاسرى المنوى الافراج عنهم .
أما و الدة الاسير عبد الحليم محمود بدوى فحال لسانها يقول " نشعربفراغ كبير منذ أن اعتقل , لم نزره منذ سنوات , اعتقل و هو فى سن التاسعة عشر من عمره , محكوم عليه ثمانية عشر عاما قضى منهما عشر سنوات اعتقل أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمنطقة بيت حانون و اتمنى ان يتم الافراج عنه ضمن صفقة تبادل الاسرى " .
كان ذلك جزءا يسيرا من بعض قصص اهالي الاسرى رسمت كلماتهم مدى معاناتهم و آلام فراق ابناءهم و أزواجهم و أشقاءهم , فما زال الالاف من الاسرى يقبعون داخل السجون الاسرائيلية و جدران العزل الانفرادى يجابهون شتى انواع التعذيب الذى لم تشهده البشرية قط من قبل .
..........................................................................................
الأسير المصري يعاني من وضع صحي صعب أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن الأسير عماد المصري القابع في سجن مستشفى الرملة يعاني من جرثومة في الدم لا يعرف سببها، وكذلك يعاني من التهابات في الرئة أدت إلى تعطل الرئة لديه بنسبة 80 % كما ويعاني من حالات إغماء مفاجئة، ومن التهابات في الكلى والأمعاء إضافة إلى أن الأسير في السابق كان قد تعرض لكسر في الفقره الرابعه من الظهر في أثناء التحقيق ولم يتم تقديم له أي علاج.
وأشار محامي نادي الأسير بأن الأسير يتناول في اليوم 17 حبة دواء ومع ذلك لا يشعر بأي تحسن، مضيفا أنه وقبل أسبوعين تحديدا تعرض الأسير لارتفاع حاد في الحرارة وتم وضعه في غرفة معزولة لأسباب صحية.
بدوره اعتبر نادي الأسير ان ما تقوم به إدارات السجون مناف لكل القيم الانسانية والأعراف الدولية وأن مسؤولية الأسرى تطال الجميع وعليهم تكثيف الجهود رسميا وشعبيا، وضرورة ايجاد حل جذري وسريع في تقديم العلاج المناسب للأسرى المرضى، مؤكدا أن أوضاعهم في ترد مستمر وأن معظم الأدوية التي يتم تقديمها هي مجرد مسكنات.
........................................................................................
أفت حمدونة [/color]
يستقبل الأسرى وأهالي الأسرى شهر رمضان المبارك ولكن على غير حال المسلمين ، الآخرين سيستقبلونه بالبهجة والفرح والجو الاجتماعي والروحاني الرمضاني المميز عن كل عام ، و يستعدون للاحتفالات وتنوع الأطعمة والأشربة وزيارة الأرحام والسهرات وقيام الليل والأدعية والأمسيات ، وأما الأولون " الأسرى وأهالي الأسرى" فسيستقبلون رمضان بالدموع والآلام وحسرة الفراق وكل أشكال الحرمان من كل متاع الحياة الدنيا ، وحتى من متعة الشعور بالجو الرمضاني الروحاني وبالعبادات ، في شهر رمضان المبارك يتجدد الألم ولهيب شوق الأسير لمحبيه وعاشقيه ولأمه وزوجته وأطفاله وعائلته والمقربين .
يستقبل الأسرى وأهالي الأسرى شهر رمضان بتجدد شوق الأعزة والقلق على أسيرهم فى السجون ، ويتضاعف حجم التساؤل عليه ، كيف يقضى يومه ؟ هل هناك سحور ؟ هل هناك فطور ؟ هل هناك جو روحاني ؟ كيف يقضى وقته ؟ من يطبخ لهم ؟ من يزورهم ؟ من يواسيه ليتحمل عبء الفراق ؟ عبء الوحدة والغربة والآلام ؟
فى رمضان تذرف الدموع مرات ، مرة عند قرب رمضان ، وثانية عند أول آذان فجر فيه وثالثة على سُفرة فطور عائلة الأسير ، ورابعة عند زيارات الرحم التي تفتقر للأسير وسط جمعة الأهل والمحبين مستذكرين القريب البعيد والغائب الذي لا يغيب ، وخامسة وسادسة وعاشرة وعشرين عند كل ذكر اسم له أو سؤال عنه في هذا الشهر الفضيل .
وهناك في الأسر الوحشة والغربة والحنين ، فهذا الأسير له فى السجن أكثر من ثلاثين رمضان قضاها فى خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أو تحقيق ، والثاني له ربع قرن أو يزيد لم يجلس على سفرة واحدة مع أمه وزوجته وأطفاله وأهله ومحبيه ، والثالث له عشرين رمضاناً لم يصلى خلالها ركعةً واحدةً فى مسجد مع جماعة تزيد عن عدد الغرفة أو الزنزانة الموحشة الحقيرة بين الجدران والسجان ، والرابع له خمسة عشر رمضاناً كان آخرها رحمة أمه التي انتظرته وصبرت على زياراته وتمنت العيش ولو للحظة واحدة بصحبته ولكن خطفها الموت فى هذا الشهر قبل أعوام قلائل من قرب الإفراج عنه ، وآخر من أمضى عشر رمضانات لم يذق فيهن ولو لمرة واحدة مما اشتهت نفسه وتاقت من طهي أمه وقهوتها والمعجنات حلوها ومرها ، ومنهم من له خمس رمضانات لم يدخل خلالها بيت أخته وجدته متواصلاً معهم كما الآخرين في زيارة الأرحام ، ومنهم من له الرمضان الأول وما أقساه من رمضان حين يمر عليه شريط الذكريات القريب بكل جماله وحلاوته ومتاعه .
في رمضان أتذكر أيام سجني ومحاولات إيجاد السعادة ورسم الفرحة بأقل الإمكانيات بيننا ، أتذكر كيف كنا نستعلي على جراحنا وكيف كنا نحاول إظهار السعادة على محيانا ونخفى آلامنا وحزننا شموخاً أمام السجان ، أتذكر كيف كنا نضع الخطط في محاولة لتغطية عجز الطعام الذي كان يطهوه لنا الجنائي لتكفى حاجاتنا من الطعام والشراب ومواد التنظيف وحاجات السجناء من مخصصات وزارة الأسرى و التنظيمات ، وكيف كنا نجمع من بعضنا ما ينقص لسد عجزنا ، أتذكر حبات الفواكه التي كنا نستلمها في بعض الأحايين وإيثار الأسرى بعضهم لبعض بود ومحبة ووفاء ، أتذكر كيف كنا نحاول ولو جزئياً إيجاد جواً روحانياً لنحول الغرفة إلى مسجد لقراءة القرآن وصلاة التراويح ، أتذكر سُفرة الطعام القليلة بكمها ونوعها والكبيرة بلقائها والإيثار بها وقيمتها النفسية والمعنوية ، أتذكر كل هذا وزيادةً عليه دعاء الأسرى في رمضان " اللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وجهادنا ، اللهم فرج كربنا واجمع شملنا وردنا إلى أهلينا سالمين غانمين .آمين يا رب العالمين ".