موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امل فلسطين
المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
امل فلسطين


الدولة : بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ (43)


بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Empty
مُساهمةموضوع: بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟   بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة سبتمبر 18, 2009 9:17 am



بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟
بقلم معتصم حمادة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لابد من بلعين، أيا كانت الظروف، وأيا كانت الاحتمالات. فبلعين هي نجمة فلسطين الأولى، مساء كل جمعة على الفضائيات. وهي نجمة فلسطين الأولى، صباح كل سبت على صفحات الصحف الفلسطينية والعربية. وبلعين، صارت، بفضل صمودها، قضية تشغل بال أوروبا، والأوروبيين، كما تشغل بال حكومات إسرائيل المتعاقبة.
وبلعين هي واحدة من قرى شمال غرب القدس، وحين أعادت إسرائيل تقسيم الضفة الفلسطينية لأسباب استيطانية، وديمغرافية، فصلتها عن القدس، وألحقتها بمحافظة رام الله، هي وكثير غيرها من القرى المماثلة. ورغم أنها أصبحت تابعة لرام الله إداريا (بقوة الأمر الواقع نظرا لتخلف بلدية القدس ـــــ البلدية اليهودية الآن ـــ عن الاهتمام ببلعين وحلول بلدية رام الله محلها). فإن التقسيم الفلسطيني ما زال ينسبها، كما كانت عليه، إلى ما يسمى بتجمع قرى شمال غرب القدس، ولا ينسبها إلى رام الله، في محاولة عنيدة لرفض القرار الإسرائيلي، سياسيا، وفي تأكيد على التمسك بالعمق الفلسطيني للقدس الشرقية المحتلة، وهو عمق توفره لها القرى المحيطة بها، والتي تم سلخها إداريا ـــ بقرار إسرائيلي، كما أوضحنا ـــ لصالح ضمها إلى بلدية رام الله.
وقضية بلعين، هي القضية نفسها لباقي القرى والمدن الفلسطينية التي التهم جدار الضم والفصل العنصري أراضيها بدواع مختلفة، وهي القضية نفسها لباقي القرى والمدن الفلسطينية التي التهمت المستوطنات أراضيها وآبار الماء فيها وحولتها إلى مجرد تجمعات سكانية بلا عمق جغرافي تحيطها المستوطنات من كل جانب.
***
يقول عبد الله أبو رحمة رئيس اللجنة الشعبية لبلعين إن قضية بلدتهم الصغيرة هي قضية الظلم الصارخ الذي لحق بالشعب الفلسطيني. وقد لجأت إسرائيل، للاستيلاء على أرض بلعين، إلى أساليب شتى منها ـــ على سبيل المثال ـــ تزوير أوراق رسمية تدعي أن بعض سكان بلعين قد باعوا أراضيهم لمشتري يهودي إسرائيلي، وأن الأرض لم تعد ملك أصحابها الفلسطينيين. ويوضح أبو رحمة مؤكدا أن المحامين الذين تولوا الدفاع عن مصالح بلعين وأراضيها، قد أثبتوا للمحاكم المختصة (داخل إسرائيل) أن عقود البيع مزورة، وأن مثل هذه العمليات (أي تزوير عقود البيع) ترتقي إلى مستوى السطو على أملاك الغير. لذلك طالب المحامون بمحاكمة مزوري هذه العقود ومعاقبتهم.
ومن الأساليب التي اتبعتها سلطات الاحتلال في الاستيلاء على أراضي بلعين الإدعاء بأنها تدخل في باب الأمن الإسرائيلي، خاصة وأن جيش الاحتلال غير ملزم ـ أمام القانون ـ لتوضيح المبررات الأمنية التي تتيح له مصادرة ما يشاء من الأرض أيا كان مالكها.

وحدة القرية

ويستطرد أبو رحمة في شرح قضية بلعين فيقول إن أهالي القرية توحدوا في مجابهة «الجدار» والتصدي له، ودارت بينهم وبين سلطات الاحتلال معارك ضارية سقط للقرية فيها شهداء من أبناء مختلف العائلات. لكن قبضة الاحتلال كانت أقوى فنجح في مد «جدار» من الأسلاك الشائكة، صادر خلفها معظم أراضي القرية، ثم شق بمحاذاة «السياج» الشائك طريقا معبدة، تسير عليها الدوريات المحمولة تراقب الحركة عند القاطع الآخر من هذا «السياج»، مما أبقى القرية وأراضيها وفلاحيها تحت رقابة جيش الاحتلال على مدار الساعة. كما بنى، عند بعض الجهات نقاطا ثابتة كالأبراج والدشم، يلجأ إليها جنود الاحتلال عند ساعات التوتر، يتمترسون فيها، ومنها يطلقون النار على القرية وعلى المزارعين العاملين في أراضيها، وعلى كل من يقترب من «السياج»، والذي تحول حدودا جديدة حل محل خط الرابع من حزيران (يونيو).
وصارت بلعين، والحال هكذا، قرية ليست فقط قريبة من «الحدود»، بل هي على تماس مباشر معه.
توغلات إسرائيلية
غير أن هذا التقسيم الجديد لم يمنع قوات الاحتلال من التوغل مرة أخرى داخل بلعين، بذريعة أنها تابعة للمنطقة «ج»، وهي المنطقة الخاضعة ـــ بموجب تقسيمات اتفاق أوسلو ـــ إلى السلطة الأمنية والإدارية للاحتلال، تكون محافظة رام الله معنية بتقديم الخدمات لها، لكن لا تتواجد فيها عناصر الشرطة الفلسطينية ولا تقام فيها مؤسسات رسمية (ما عدا المدارس). وعلى هذه القاعدة، كثيرا ما توغل جنود العدو داخل بلعين، فتشوا منازلها، وعبثوا بمحتوياتها، واعتقلوا شبانها. والتوغل من المراقب في شوارع بلدة بلعين وأزقتها يتيح له أن يلحظ بوضوح صور الشهداء وقد ألصقت على الجدران، كما خطت عليها شعارات التحية والتقدير لدورهم البطولي وتضحياتهم الشجاعة دفاعا عن قدسية أرضهم وسلامتها.
كيف تحولت بلعين إلى «قضية»؟.

اللجنة الشعبية

يقول عبد الله أبو رحمة إن القرية شكلت لجنة شعبية من أبنائها وممثلي العائلات بها، وقررت خوض معركة «تحرير» أراضي بلعين واستعادتها بعد أن اغتصبها «الجدار».
وبعد استشارات قانونية، تطوع لها محامون فلسطينيون من الضفة والقدس ومن داخل مناطق الـ 48، رفعت قضية بلعين إلى المحاكم الإسرائيلية وخاضت القرية معركتها على أكثر من صعيد:
* الصعيد الداخلي الخاص بالقرية حين توحد أهلها خلف قضيتهم مؤمنين بعدالتها، مصممين على خوض المعركة، مدركين مسبقا حجم الصعوبات والتضحيات الواجب عليهم التصدي لها. لذلك شكلت اللجنة الشعبية الإطار التوحيدي لأبناء القرية، ومرجعيتهم العليا، يلتزمون بما تقرره وتتبناه من خطوات.
* على الصعيد الإعلامي نشر خبايا القضية على الرأي العام، وإظهار عدالتها، ومدى الظلم الذي لحق بأهلها. ونجح الأهالي، تحت قيادة اللجنة الشعبية، في شد أنظار الإعلام إلى قضيتهم، حتى صارت موضوعا دائما على جدول أعمال الإعلاميين نهار كل جمعة. فمعركة بلعين إلى جانب أنها معركة استعادة أرض وتحرر من الاحتلال، هي أيضا معركة كسب رأي عام مؤيد لها ضد الاحتلال وسياساته.
* على الصعيد القانوني إثارة القضية أمام القضاء الإسرائيلي، رغم التشكيك الدائم بمدى عدالة هذه القضايا وبكونه جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الإسرائيلي، يخدم مصالح هذا الاحتلال وسياسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية. لكن خبرة المحامين الفلسطينيين، نجحت في إحداث اختراق في جدار القضاء الإسرائيلي من خلال الإثبات أن «السياج» الشائك الذي أقامه جيش الاحتلال لا يشكل ضرورة أمنية فضلا عن كونه شكل استيلاء على الأرض الفلسطينية وعلى أملاك أصحابها. ولقد نجح المحامون الفلسطينيون في دفع القضاء الإسرائيلي ليحكم بضرورة «تعديل» مسار «السياج» (وليس إلغاؤه) بما يعيد لبلعين أجزاء من أراضيها المصادرة (وليس كل أراضيها المصادرة). وقد شكل هذا الأمر نصرا لبلعين، وإن كان نصرا جزئيا غير كامل. غير أن سلطات الاحتلال التفت على قرار المحكمة الإسرائيلية ورفضت تنفيذه، وتدور معركة بلعين الآن، لهدفين: الأول، تنفيذ القرار وإزالة الشريط من فوق جزء من الأراضي وتعديل مساره. والثاني، مواصلة التحرك لاستعادة الأراضي كاملة حتى خط الرابع من حزيران (يونيو) 67، حيث أن بلعين تقع بامتداد أراضيها عند هذا الخط.
* على الصعيد الوطني تقديم بلعين نموذجا لما يمكن أن يكون عليه التحرك ضد «الجدار» وضد الاستيطان ومصادرة الأرض على يد الاحتلال. ودفع السلطة الفلسطينية والحركة الشعبية للتضامن مع بلعين في تحركاتها على مختلف الأصعدة.
* على الصعيد الخارجي تحويل قضية بلعين إلى قضية رأي عام دولي، يجري تبنيها من قبل الجهات المختلفة رسميا وشعبيا.

بلعين قضية دولية!

في هذا السياق يوضح رئيس اللجنة الشعبية أنهم نجحوا إلى حد كبير في تحويل قضية بلعين إلى قضية فلسطينية ودولية من الطراز الأول. فقد أصبحت ميدانا للاحتفالات السياسية للقوى الفلسطينية. فالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ـ على سبيل المثال ـ أقامت احتفال الذكرى الأربعين لانطلاقتها عند «السياج» الشائك لبلعين، واصطدمت مع جنود الاحتلال عبر هذا «السياج» بقذف الحجارة ومحاولة إزالة هذا «السياج» بالقوة، فردت عليها قوات الاحتلال بوحشية مستعملة القذائف الغازية المسيلة للدموع، والرصاص المطاط، والرصاص الحي، والماء الملوث. وقد سقط في صفوف أعضاء الجبهة وأنصارها، ومن بين أبناء بلعين آنذاك جرحى تم نقلهم إلى المستشفيات للعلاج. كذلك زار بلعين أعضاء الجبهة الديمقراطية في المجلس الوطني القادمين من مخيمات الشتات. وتظاهروا هم أيضا عند «السياج» واصطدموا بجنود الاحتلال الذين أمطروا المتظاهرين بوابل من القذائف المسيلة للدموع. بدورها أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذكرى استشهاد قائدها أبو علي مصطفى عند «السياج» وأصاب أنصارها ما أصاب أنصار الجبهة الديمقراطية من اعتداءات.
كذلك أصبحت بلعين نموذجا تعمل باقي القرى على إتباعه وصناعة مثيله. ولقد امتدت تجربة بلعين إلى قرية نعلين، وقرية معصرة، وهي قرى أوضاعها مماثلة لأوضاع بلعين في مواجهة «السياج» والاستيطان ومصادرة الأراضي.
أما على الصعيد الدولي ـ يضيف أبو رحمة ــــ فقد نجحت بلعين في اقتحام برلمانات أوروبا، ونقل صورة عما يجري فيها إلى الكتل البرلمانية وبدأت وفود الأحزاب الأوروبية اليسارية والديمقراطية والصديقة للشعب الفلسطيني والمناهضة للاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري تتدفق على بلعين. كما بدأت تتدفق عليها وفود شعبية من المدن الأوروبية المختلفة، تتعايش وأهل القرية، تطلع على قضيتهم وتنقل صورا عنها إلى الرأي العام الغربي. وقد أفردت بلعين بعض دورها لاستقبال هذه الوفود. وقد زرنا أحد هذه الدور، المجهزة بعشرات الفرشات الاسفنجية وطاولات الاجتماعات والكراسي والخرائط وأدوات الطبخ. كما التقينا في زيارتنا إلى بلعين بعض هذه الوفود التي شاركتنا التظاهر عند «السياج» ونالت ما نلناه من قصف بالقذائف المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
ويلاحظ أبو رحمة ـــ بأسف شديد ـــ أن وتيرة التضامن الأوروبي وحرارته مع بلعين تتجاوز وتيرة تضامن السلطة الفلسطينية والأحزاب والقوى السياسية العربية. ويقول إنه تلقى رسائل تضامن من رؤساء أحزاب أوروبية وغربية عديدة، ورؤساء برلمانات وحكومات غربية أيضا، كما تلقى رسالة تضامن من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. لكنه لم يتلق حتى الآن رسالة من أي رئيس أو رئيس حكومة عربي. أما مجيء الأحزاب العربية إلى بلعين فإنه أمر معقد، لأنه يدخل في باب التطبيع، لذلك أبدى أبو رحمة تفهما لهذا الأمر، لكنه لم يتفهم لماذا لم تتحول بلعين إلى قضية عربية تتبناها الأحزاب العربية في بلدانها كما تبنتها بعض الأحزاب الأوروبية.
ولا يخفي أبو رحمة ألمه لما تعرضت له تحركات بلدته من تشويه على يد البعض كالقول إن الوفود الأوروبية التي تزور القرية متضامنة إنما هي من حثالة أوروبا، وإن بعضها أقام علاقات «غير مشروعة» مع شبان القرية وإن بعض هؤلاء أصيب بأمراض مختلفة بسبب هذه العلاقات. وينفي أبو رحمة نفيا قاطعا مثل هذه الإشاعات مؤكدا أن الغرض منها هو المس بمصداقية نضالات بلعين، وبمصداقية الوفود الأوروبية، وتبرير التقصير المحلي في التضامن مع بلعين وإتباع نموذجها في التصدي للاحتلال و«السياج».

جدل سياسي

تثير قضية بلعين جدلا سياسيا صاخبا في الأوساط السياسية الفلسطينية. والجدل يدور في معظمه حول السؤال التالي: هل ما نشهده في بلعين هو من بقايا الماضي الآيل إلى الأفول، ماضي الانتفاضة الأولى والثانية، والذي يترك مكانه الآن للمفاوضات، وللمفاوضات وحدها. أم أن بلعين هي النموذج لما سيكون عليه المستقبل في ظل وصول المفاوضات إلى الطريق المسدود.
النقاش يمتد في الصالونات وفي أروقة المكاتب، وفي قاعات الفنادق، ولا يصل إلى نتيجة.
النقاش لا يتناسى أن بلعين تعبر عن بعض مظاهر المقاومة الشعبية للجدار والاستيطان في الزمن الفلسطيني السيء. سيء بسبب الانقسام والفوضى السياسية التي تجتاح الحالة الفلسطينية والافتقار إلى إستراتيجية سياسية واضحة المعالم، تشكل نقطة التقا
ويستعيد النقاش المفاوضات في زمن الرئيس الراحل عرفات. ويتساءل البعض هل يستطيع الرئيس عباس، في موقعه الضعيف حاليا، أن يحصل في المفاوضات ما عجز عنه الرئيس عرفات، في موقعه القوي آنذاك. ويضيف البعض مؤكدا أن الرئيس عرفات عاد من كامب ديفيد في تموز (يوليو) 2000 وقد بات على ثقة أن رحلة المفاوضات قد وصلت إلى محطتها الأخيرة وأن لا حل إلا بالعودة إلى المقاومة الشعبية. ويواصل هؤلاء في القول إن الرئيس عرفات دعا إلى اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، بحث فيه نتائج كامب ديفيد وأفصح عن رأيه في ضرورة اللجوء إلى المقاومة الشعبية بعد أن أفلس اتفاق أوسلو. وإن مثل هذا القول أثار حفيظة محمود عباس (عضو اللجنة المركزية لفتح وأمين سر اللجنة التنفيذية آنذاك) وقد اشتبك مع عرفات في النقاش خاصة وأن عرفات حمله بشكل شخصي الجزء الأكبر من المسؤولية عما آلت إليه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وأن الأمور توترت بين الطرفين وبرز في المقاطعة خطان: خط عرفات ومعه آخرون، وخط عباس ومعه آخرون. ويرى أصحاب هذه الرواية أن عباس حاول أن يستعيد موقعه في مواجهة عرفات في الاجتماع الذي عقدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في أعقاب اجتياح إسرائيل للضفة في آذار (مارس) ــــ نيسان (إبريل) 2002 في حملة «السور الواقي». وقد قال عباس آنذاك، بما معناه أن الحملة الإسرائيلية هي ثمرة سياسة عرفات وثمرة اللجوء إلى المقاومة، واستنكر عباس آنذاك أن يكون لفتح ذراعها العسكري، متمثلا في كتائب شهداء الأقصى واشتكى أن هذا التشكيل بني من خلف ظهر قيادة فتح وأنه هو العضو في اللجنة المركزية للحركة لا يذكر أن قيادة الحركة سبق وأن اتخذت قرارا ببناء هذا التشكيل أو قرارا بالعودة إلى المقاومة الشعبية والمسلحة. ويختم المتحدثون في هذا الجانب، بالقول إن هذه الحوارات التي لم يتم كشف النقاب عنها حتى الآن، على نطاق واسع تفسر الكثير من التطورات اللاحقة مثل إرغام عرفات على تعيين عباس رئيسا للحكومة، والمصير المعروف الذي انتهت إليه تجربته عند بوابة المجلس التشريعي، وعودة عباس من عزلته السياسية، بعد أن أشرف عرفات على الموت في المستشفى في فرنسا. ثم تصريح عباس عن الثقوب السوداء التي اخترقت سياسة عرفات، ولجوئه بعد ذلك إلى المفاوضات خيارا وحيدا، بعد أن اعتمد عرفات من قبل سياسة الخيارات المفتوحة.
هذا كله، وحديث رئيس الحكومة سلام فياض عن خطته السلمية لبناء الدولة الفلسطينية، يشكل أساسا مقلقا للبحث عن جواب لسؤال بلعين: هل هي جزء من بقايا الماضي الآيل إلى الأفول، أم أنها الجواب الفعلي على فشل السياسات التفاوضية للرئيس عباس وفريقه في المقاطعة في رام الله.

وسيبقى السؤال مفتوحا على النقاش لفترة غير قصيرة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امل فلسطين
المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
امل فلسطين


الدولة : بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ (43)


بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟   بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟ Emptyالجمعة سبتمبر 18, 2009 9:22 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في بلعين

حذرونا قبل الذهاب إلى بلعين بضرورة ارتداء ملابس «تصلح للمكان» وأن نتخلى عن الملابس الرسمية. كما حذرونا بضرورة التزام الصمت عند حواجز جيش الاحتلال، وترك الأمر للرفاق «أبناء المنطقة».
في الطريق إلى بلعين، وفي أسفل الواد قطع الطريق عليها حاجز إسرائيلي طيار، أقيم على عجل وكثيرا ما تقام هذه الحواجز أيام الجمعة تقطع الطريق إلى بلعين لمنع تدفق الوفود الذاهبة إليها. وبعد الإطلاع على التصاريح والبطاقات الشخصية، أوهمهم مرافقنا أننا ذاهبون إلى «واجب اجتماعي» في بلدة كفر نعمة، وهي واحدة من بلدات محافظة رام الله، تقع على طريق بلعين. فسمح لنا الجندي الإسرائيلي وفي عينيه نظره شك، بمواصلة الطريق. تجاوزنا كفر نعمة، ووصلنا إلى بلعين، وذهبنا إلى أحد دور الضيافة المتواضعة حيث كان عبد الله أبو رحمة في انتظارنا. وهناك دار الحديث المطول، ومن جانبنا في عرض أوضاع المخيمات في الشتات، خاصة في لبنان، ومن جانبه في عرض تجربة بلعين الثمينة.
عند التوقيت المحدد صارت التظاهرة ترفع الرايات والشعارات وتطلق الهتافات متجهة نحو «السياج» عند أعلى التلة غرب بلعين. من هناك وخلف السياج بدأت رؤوس جنود الاحتلال تطل علينا، ببنادقهم وخوذاتهم، واستعدادهم لإطلاق النار. تقدمت المسيرة إلى أن توقفت عند السياج تماما. كانت الأرض مزروعة ببقايا القذائف المسيلة للدموع التي أطلقت على تظاهرات سابقة.
من بين المتظاهرين خرجت مجموعة من المتضامنين الأجانب، كانوا يرتدون ملابس العمال الإسرائيليين الذين يشيدون «السياج». ملابس زرقاء، وخوذ صفراء، وقفازات سميكة كالتي يلبسها عمال الورش، وبدأوا يمثلون دورهم وكأنهم يفككون «السياج» في دعوة إلى إزالته وإعادة الأرض لأصحابها.
علت الهتافات وارتفعت حرارة التظاهرة، وتقدم الشبان أكثر فأكثر وهم يقذفون الحجارة بالمقاليع، وتسلق بعضهم «السياج» مهددا بتجاوزه نحو «القاطع» الآخر حيث يقف جنود الاحتلال وخلفهم سياراتهم.
كانت ردة فعلهم الأولى إطلاق ثلاث قذائف مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. قابلناها بأن حمينا أنوفنا بضمادات من شاش وقطن مبلل بمادة قيل لنا إنها تحمي من تأثير الغاز الإسرائيلي. لكنها لا تحمي العيون التي أخذت دموعها تسيل مدرارا، ولا تحمي الجلد الذي بدا وكأن نارا بدأت تلسعه وخاصة جلد الوجه.
لاحظ الجنود أن الوجبة الأولى لم تكن كافية وأن الإنذار لم يفعل فعله، فأطلقوا وجبة ثانية، كانت هذه المرة ثلاثين قذيفة دفعة واحدة، انتشرت في منطقة واسعة، نشرت في سماء المنطقة سحبا كثيفة من الغاز المسيل للدموع، فتبعثر المتظاهرون، وسقط عدد منهم مغشيا عليه، فتطوع المنقذون التابعون للجان الرعاية الصحية بنقلهم في سيارات الإسعاف الخاصة بهم، إلى خارج المكان حيث تلقى الإسعافات الضرورية، كإعطائها دفعات من الأوكسجين ليستعيد نفسه الطبيعي.
نادى المنادي، وأعيد تجميع التظاهرة، واشتد التحدي، وعلت الهتافات تطالب بالحرية لبلعين وفلسطين وبرحيل الاحتلال والمستوطنين، هذه المرة كان جنود الاحتلال أكثر توترا. إذ أمطروا التظاهرة بوابل جديد من القنابل المسيلة للدموع، اتبعوها برشقات من الرصاص المطاطي بين الأقدام، والرصاص الحي في الهواء.
بعد انقشاع الضباب الكثيف الذي أحدثته الوجبة الثانية من القذائف المسيلة للدموع، لاح من بعيد الصهريج الإسرائيلي الذي يلقي على المتظاهرين المياه الملوثة، برائحتها الكريهة المعروفة، والتي تعلق على الملابس والأجساد لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، لا ينفع معها الاغتسال بالماء والصابون أو الكولونيا والروائح العطرة. أسرع المتظاهرون وعلقوا على «السياج» أعلام فلسطين ورايات الجبهة الديمقراطية وانسحبوا عائدين بعيدا عن «مرمى» الصهريج وهم يهتفون ضد الاحتلال والاستيطان.
انتهت الزيارة إلى بلعين، ومازالت قضية بلعين تنتظر نهايتها السعيدة.

غاز مسيل للدموع من نوع آخر

قال لنا مرافقونا إن الإسرائيليين طوروا كثيرا غازهم المسيل للدموع. ففي السابق كانوا يستعملون نوعا من الغاز كنا نكافح آثاره بشم البصل. لكننا لاحظنا بعد فترة أن البصل لم يعد يفعل فعله. ولا نستطيع أن نرتدي الكمامات الصناعية كالتي تستعمل في الحروب، لأن الجنود يستهدفون من يرتديها بالرصاص الحي، وقد قتل عند «السياج» بعض المتظاهرين كانوا قد ارتدوا هذه الكمامات.
كذلك طور الإسرائيليون القذائف نفسها. فقد كانت فيما مضى معدنية، كلما سقطت سرعان ما نلتقطها ونعيدها إليهم. هي الآن مطاطية حين تقذف نحونا تتقافز حولنا عدة مرات، ولا تستقر في مكانها إلى بعد أن تكون قد فرغت من الغاز.
وأوضحوا لنا أنهم توصلوا إلى هذا النوع من الوقاية (ضمادات شاش وقطن مع بعض السوائل التي لم نتعرف عليها) وهي تحمي جزئيا الأنف من استنشاق الغاز، لكنها لا تحمي العينين ولا الجلد من التأثر بتلك الحرارة المرتفعة التي تبعثها الغازات والتي تصل حد لهب النيران.
بلعين لم تعد وحدها
لم تعد بعلين وحدها، بل امتد تحركها إلى قرى أخرى هي:
* نعلين: وهي قرية كانت قبل العام 1948 ضمن قضاء الرملة. وأصبحت بعد ذلك تابعة لقضاء رام الله. تقع إلى الشمال الغربي من المدينة وتبعد عنها 35 كلم وهي بمحاذاة «الخط الأخضر». صادرت سلطات الاحتلال أجزاء واسعة من أراضيها أقامت عليها مستوطنة نيلي. تتظاهر كل يوم جمعة ضد «السياج» تطالب باستعادة أراضيها.
* معصرة: وهي تقع في الريف الجنوبي لمحافظة بيت لحم، جرت فيها تظاهرة في 4/9/2009، كانت مناسبة لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية خاصة قرار المحكمة الدولية في لاهاي بإزالة الجدار.
* عوفر: حيث أقيم سجن عوفر غرب مدينة رام الله، وقد تحول الاعتصام عند مدخل السجن كل يوم جمعة ظاهرة يومية لأهالي الأسرى والمعتقلين للمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال، والسماح للأهل بزيارة أبنائهم وإطلاق سراح المعتقلين خاصة الإداريين منهم الذين لا يقضون أية محكومية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بلعين: بقايا الماضي.. أم إرهاصات المستقبل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلم العودة في عيون اللاجئين: بقايا من قوشان ومفتاح وأمل بالرجوع إلى الدار الأولى
» مؤتمر مشترك للمقاومة الشعبية في غزة و بلعين
» واخيرا انتصرت بلعين على الجدار العنصري
» بين الماضي واليوم
» من باع فلسطين؟ الحاضر شاهــد على الماضي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة الشؤون السياسية :: مقالات ودرسات عربية وعالمية-
انتقل الى: