موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايهاب هديب
عضو نشيط
عضو نشيط
ايهاب هديب


العمر : 55
المزاج : رايق بفضل الله

رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Empty
مُساهمةموضوع: رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة   رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة Emptyالأربعاء نوفمبر 04, 2009 2:40 pm






( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) كاملة





رواية قصيرة





كانت بداية الخبر يا أصدقاء في غياهب
ذلك الزمن السحيق، الغارق في القدم ..
عندما شاء ربُّ العزّة والجلال أن يخلق أوّل إنسان في
الوجود .. { آدم أبا البشر كلّهم } ! .
فأمر واحداً من الملائكة الكبار أن ينزل الى الأرض ويأخذ
من أطرافها الأربعة ، قبضات
من تُرابها الأحمر والأصفر والأسود والبنّي
، ثم يصعد بها عائداً الى السماء ، ففعل المَلَك
ذلك بخضوع تامّ .
عندئذ قال الله لملائكته المُقرّبين :
ـــ يا ملائكتي ، إني جاعل
في الأرض خليفة لي ... يعمرها بالعبادة والعمل
...
فإذا سوّيته ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين
.
فسجدوا جميعاً " تحيّة
وسلاماً
" .. إلا إبليس كان من الجنّ
ففسق عن
أمر ربّه ........ وصاح مستكبراً :
ـــ كيف أسجد لمن هو دوني !؟ ،
خلقتني من نار وخلقته من طين
!! ...
لذا فإني أقسم بعزّتك وجلالك أن أمنعه من عبادتك والعمل
في سبيلك !
.
فغضب الله عليه غضباً شديداً ، وكان أن طرده من رحمته
الى يوم يُبعثون .
وأما الملائكة المُقرّبين فقد بقي شيء من الغرابة في
أنفسهم النورانيّة ،
فقالوا مُستفهمين مُتعجبين :
ـــ سبحانك ربنا ....
أتجعل فيها هذا الإنسان الذي يُفسد فيها ويسفك

الدماء ويقتل بعضه بعضاً ، ونحن نُسبّح بحمدك ونُقدّس لك
؟! .
قال : إني أعلمُ يا ملائكتي
ما لا تعلمون
.
وعلّم آدم أسماء الأشياء كلّها ، ثم خلق له من ضلعه زوجته
حوّاء لتكون
أُنــسـاً له ورحمة ... فكوّنا معاً أوّل عائلة بشريّة
في ملكوت الكون الهائل ...
وعندما هبط آدم وحوّاء من الجنة إلى الأرض ، هبط معهما إبليس الشيطان ،
وكان بعضهم لبعض عدوّا .
ومرّت سنين الدهشة والتعلّم والإكتشاف ، في دنيا الشقاء
والتعب الجديدة ،
كبر خلالها إبنيّ آدم وحوّاء ( قابيل
وهابيل )، وصارا رجلين يتنافسان في
كلّ شيء وعلى كلّ شيء ..... وكان الشيطان قبل ذلك قد وسوس
بالشرّ

والبغضاء في نفس قابيل ، فملأ قلبه بالحقد والحسد على
أخيه ، فراح الأحمق
، يتوعّده
بالويل ويترصّده بالهلاك ... وهابيل
غافل عن كلّ ذلك ! .
وذات يوم أراد الأخوان أن يُقرّبا لله قرباناً طاعة له
سبحانه وتقرّباً من جلال
قدسه المُبارك ، فجمع هابيل
أفضل ما لديه من محصوله الزراعي ، بالإضافة
الى كبش سمين أقرن من أكباش النعم ، وقدّمهما صدقة وزكاة
لله ، ثم وقف
يُصلّي طالباً المغفرة والقبول .
أما قابيل فقد قدّم
أسوأ وأخبث ما عنده من المحصول والغنم ، ووقف يُصلي
ظاهريّاً وهو يقول في نفسه :
ـــ هذا يكفي ... بل هو كثير ......!
وفجاءة إنفتح باب في السماء ، واندفع منه لسان عظيم من
اللهب ، فأقبل
على قربان هابيل
فأخذه ، وترك قربان قابيل لم يمسّه ... فصاح هذا
في وجه أخيه ساخطاً :
ـــ لماذ تقبّل الله منك
ولم يتقبّل مني
؟ .
أجاب هابيل
بلطف :
ـــ إنما يتقبّل الله
من المُتّقين يا أخي
.
ـــ ماذا تقصد يا ثور
الأرض ؟ ...... قسماً لأقتلنّك
.
قال هابيل
بإشفاق :
ـــ لإن مددتَ إليّ يدك
لتقتلني ما أنا بمادّ إليك يديَ لأقتلك ، إني أخاف الله

ربُّ العالمين وأُريد أن تحمل ذنبي وذنبك أمامه وتكون من
أهل النار .

وما لبث قابيل أن طوّعت
له نفسه قتل أخيه هابيل فقتله ، وترك
جُـثّـته مكشوفة فوق الأرض التي

إنتفضت وتزلزلت من هول الجريمة الكبرى التي حدثت لأوّل مرّة في تاريخ
بني الإنسان ..... وطال الوقت على جُثة أوّل قتيل بشريّ
، وحار قابيل ، ولم
يدر كيف يُواري سوأة أخيه أي جُثته ، ويُخفيها عن
الأنظار ، وظلّ كذلك
حتى بعث الله غرابان يقتتلان ، فقتل أحدهما الآخر ، وراح
يبحث في الأرض
ينبشها ، حتى صنع حُفرة ، فدفن فيها الغراب القتيل ، ثم
طار عائداً من حيث جـــــاء ! .
دُهــش قابيل وصاح
قائلا :
ـــ يا ويلتي !، أعجزتُ
أن أكون مثل هذا الغراب ، فأواري سوأة أخي ، وأدفنه تحت التراب ؟
! .
فأصبح على ذلك من النادمين ... ندم
لأنه لم يُفكر سابقاً ويفعل في الحال مثلما فعل الغراب
.
وكان الله تعالى في سابق علمه ، قد كتب حُكمه الأزليّ ،
فقال في كتاب نوره
الأقدس { من أجل ذلك كتبنا
على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس
جميعاً
}


(
23 ) المائدة

بنوا إسرائيل ...... وقالوا: نحنُ أبناءُ الله
وأحبّاؤه
... وقالوا: شعب الله المُختار ...
كبُرت كلمة تخرج من أفواههم يكذبون
بها على الله ، ويُزوّرون الحقيقة ، فمنذُ
البدء كانوا
قوماً مُجرمين
... ! .
لطالما عصوا ربّهم وشوّهوا شريعته السمحاء ، وحرّفوا
كلامه الطيّب عن مواضعه ،
فغيّروا مقاصده الحكيمة ، وخرجوا على نهجه القويم وهم
يعتدون ... فلما إشتدّ غضب
العزيز الجبّار عليهم لكثرة عصيانهم العجيب له منع منهم
الأرض المُقدّسة ، وحرّم عليهم دخولها أربعين سنة يتيهون خلالها في أرض
الظلام ... فضاعوا في التيه المُعتم
كامل
تلك المدّة
.
وما إن إنقضت فترة ذلك العقاب الربّاني العادل ،واستقرّت
أحوال القوم من جديد ،
حتى رجعوا مُسرعين الى ما كانوا عليه من فجور ومنكرات ،
وإعتداء على الحُرمات
والمُقدّسات وحياة الناس والسلام بينهم .

في إحدى لياليهم العامرة بالمُحرّمات ... السابحة بخواطر الشؤم

والخراب ، جلس الملك كعادته ، مخموراً في قاعة عرشه ، يشرب من كأس
بيده نخب المعصية والجريمة ...
وكان ينظر بعين الخبث والفجور ، الى فتاة راقصة ، أخذت تتلوّى بجسدها الأُفعواني
أمامه ، كثعبان يُريد الإنقضاض على فريسته ليبتلعها !
.
ودنت الأفعى الراقصة بوجهها الذي طُبع بالإثم والشرّ رغم جماله الآسر ، وجعلت
تُداعب الملك ، وتفحُّ في أُذنه


فحيح الحيّة السامّة :
ـــ سيّدي ومولاي العظيم ، ألم يحن الوقت بعدُ كي
تتزوّجني ؟ ...
أم أنك قد غيّرت رأيك بشأني ... وما عدت راغباً بي وبجمالي
الســــاحر ؟! .

فأكّد لها الملك حُبه قائلاً :
ـــ كلا ... كلا يامليكتي الجميلة سالومي ...أنت
محبوبتي الأثيرة
وأُريد أن أتزوّجك في الحال ... ولكن ذلك النبيّ
يحيى
بن زكريا

يُحرّمك عليّ ويمنع إتمام الزواج ! .

فقالت الشيطانة بغضب أسود :
ـــ أُفّ له من نبيّ كاذب ! .. كيف يجرؤ على مُخالفة
إرادة
المَلك السامية ؟! .. يجب على مولاي الحبيب أن يقتله
جزاء تطاوله الوقح على حُبّنا ! .

تفاجأ المَلك من الفكرة وقال مُتعجّباً :
ـــ أقتل النبيّ يحيى بن زكريّا ...... !!!
ـــ أجل يا مليكي العظيم ... أُقتله وقدّم لي رأسه هديّة
على
طبق من ذهب ليلة زفافنا !
.
وبرقت أعينهما بالشرّ ..... وتبادلا نظرة إجرامية مشؤومة
ذهب الخير كلّه بعدها من بني إسرائيل ، والى الأبد .





كان دائم
الحُزن والشجن ، كثيراً ما يبكي من خشية الله ،
يمشي في الدروب على مهل ، ويضع على جسده لباساً من
وبر الجمال الخشن ..... ويصرخ مُختنقاً بعبراته :

ـــ سبحانك ربي ... كيف أفرّ من غضبك الى رحمتك ؟
.. كيف
أفرّ من جحيمك الى جنتك ؟ .. أرشدني وخذ بيدي يا إلهي
وسيدي ومولاي .

فيتبعه الناس مُتعجّبين وهم يقولون :
ـــ أتقول هذا يا يحيى وأنت نبيّ الله وخليفته فينا
؟! .. فماذا
نقول نحن؟! .

فيجيبهم مُذكّراً بما أمرهم الله في الزمن السابق :
ـــ قولوا حطّة " توبة " يغفر الله لكم
خطايكم ويحطّها عنكم ،
وســـيزيد المُحسنين .

ثم لا يلبث أن ينسلّ من بينهم قاصداً نهر الأردن
... فينزل
فيه متبرّكاً بمياهه القُدُسيّة ، ويأمر تلاميذه ومُريديه أن ينزلوا
في النهر المُبارك ويفعلوا كما يفعل .

وبينما هم كذلك إذ جاءت جماعة من الجند وقبضوا على نبيّ
الله عليه السلام ... وجرّوه قائلين :
ـــ تعال معنا ...... المَلك يطلبك .
فالتفت يحيى الى الناس مودّعاً :
ـــ يا أُخوتي في الله ، إني ذاهب عنكم فتذكّروا ما
كنتُ أقوله
لكم والتزموا به .

وقف النبيّ الجليل مُحاطاً بالحُرّاس في قاعة العرش ــ قاعة
المُنكرات ــ مُكبّلاً بالقيود الحديدية ، وكان المَلك ينظر إليه
بجفاء ووحشية ، وقد عوى كذئب ضالّ :
ـــ والآن يا يحيى ، أما زلت مُصرّاً على موقفك الرافض
لزواجي من فتاتي سالومي ؟؟
.
ـــ أجل أيها المَلك ... فشريعة الله التي جاء بها
موسى ترفض
هذا الزواج الباطل وتُحرّمه ... وإني أمنعك وأُحذّرك من إتمامه .

ـــ ومن أنت حتى تمنع المَلك وتُحذّره مما يُريد ؟.
فأجاب النبيّ المُقبل على الشهادة :
ـــ أنا المسلم لله وجهه عبدالله يحيى بن زكريا ،
القيّم على
شريعة الرحمن والمُدافع عنها ، وحسبي الله ربّي وربُّ
كل شهيد .

فازداد غضب المَلك وشدّ على أسنانه قائلاً :
ـــ إنك لمقتول الليلة أيها النبي المسلم ، وسيكون رأسك
يا عبدالله هديّتي التي أُقدّمها الى عروسي على طبق من
ذهب كما تمنّت وأرادت .

ودُقّت طبول الفرح ، ورقصت حاشية المَلك ، وغنّى له
حُرّاسه وجنوده طويلاً ، وشرب بنوا إسرائيل أقداح الخمر
حتى ذهبت عقولهم في صحّة المَلك .......
ومشت العروس كطاووسة بين وصيفاتها ، تتهادى نحو
كُرسيّ المُلك المُتعالي ..... وحين إستقبلها المَلك وأخذ بيدها
فأجلسها على كُرسيّ العرش ، ألقت بنظرة شرّيرة
، ملأها
الترفع والتكبّر على كل ما حولها ! .
وفجاءة ظهر إثنان من العبيد يحملان معاً صحناً كبيراً من
الذهب مُغطى بقماش الحرير، تقدّما به ووضعاه أمام العروسان
القاتلان ، وكشفا عنه الغطاء ..... فجحظت عيون
المدعوّين ،
وسقطت منهم القلوب هلعاً وخوفاً ، عندما رأوا
رأس
النبيّ
الشهيد يحيى بن زكريا
موضوعاً فوق الطبق
الذهبي !
.
وفي لحظة غامضة ، فار الدم النبوي الطهور ، وأخذ يتدفق
بقوّة وغزارة من شرايين الرأس المقطوعة ، فدبّ الرعب
والموت في صفوف القوم المجرمين ، وراحوا يتدافعون
مُتصارخين : أين المفرّ ؟ ... وكيف النجاة من هذا الشيء
المُخيف بلونه
الأحمر الناري ، الذي يزحف نحونا كوحش
خرافيّ قاصداً هلاكنا ! .

ومضت بُرهة من الزمن مقدارها أربعون مما يعدّ ، كان الدم
الزكيّ خلالها يغلي ويفور في الشوارع والساحات وفوق الأسوار ، كبركان ينتفض ثائراً
على الطغاة والقتلة.. جمع


في قلبه ورَحمه
أرواح الشهداء الأوّلين ، وأرواح الشهداء الآخرين ، ولم يهدأ
أو يستكين ، حتى بعث الله على بني إسرائيل عبداً من عباده
الأشدّاء ، فدمّر بنيانهم وقتّل رجالهم وأخذ نساءهم وأولادهم
جواري وعبيداً ، وقطّع أوصالهم خارج الأرض المقدّسة ... فعاد
الأوغاد بظلمهم وإجرامهم الى سواد التيه وشتاته .






مرّ دهر طويل ، بعد أن رفع الله
عزوجل سيدنا عيسى بن مريم إليه في السماء ،وطهره وأنقذه من دنس بني إسرائيل ،
الذين حاربوه
وأوشكوا على صلبه وقتله بأمر الحاكم الروماني ببيت المقدس .
وكان الناس حينذاك قد نسوا ملّة أبيهم إبراهيم عليه السلام ،
فمالوا عن منارة الحق المُضيء وانغمسوا في مُستنقعات الجهلة
المُظلمة ! .
في تلك الأيام المريرة ، المقتولة بالظلم والفساد والعدوان ،
والإشراك بالله ما لم يُنزّل به سلطاناً ، كانت يثرب تموج بالمُفسدين في الأرض وهم
اليهود ،الذين ما تخلّوا يوماً عن
إشعال فتيل الحرب بين قبيلتيّ الأوس والخزرج ، ومحاربة
النبيّ المُنتظر ، وهو لم يزل بعدُ خبراً
مُســـتــقبـليــّاً في كتب
الســــــــماء .

فقاموا بطــمس وإخفاء علاماته المُزهرة ، والمُقرّرة عندهم في
التوراة، وحتى في الإنجيل ... وراح كثير من أحبارهم يحلمون
طائرين على أجنحة أمانيّهم الكاذبة ، مُشيعين بين العباد بعلمهم
الخادع المُحرّف : أن النبيّ المُنتظر والرسول الخاتم ، لن يكون إلا واحداً منهم ،
أما العرب فليس لهم فيه حظ ولا نصيب ،
فهم أقلّ من أن يكون فيهم نبيّ مُرسل يُوحى إليه من ربّه
!
.
وأنساهم الشيطان بضلالهم ، أن الله سبحانه أعلم أين يضع
رسالته .
ولم تلبث آمالهم الخبيثة أن خابت ، فرُدّ عليهم مَكرهم الظلاميّ ،
وانكشفت إدّعاءاتهم الوقحة ، عندما آن الآوان وظهر محمد
بن
عبدالله ، خاتم الأنبياء وسيّد الرسل
إلى الوجود ، فدعى الناس
الى دينه الحنيف ، وكان عربيّاً خالصاً من ولد
إسماعيل
.
فرفرفت القلوب المُعذبة ، وترنّمت بإنشودة الحب والمُساواة ...
ثم هاجرت كطيور السنونو الى نور الله وخلوده ، ولم يطل الوقت
حتى صارت يثرب المدينة المُنوّرة بالإسلام، بعد أن حطّ الرسول
الكريم رحاله فيها ، فأنهى الحرب المُشتعلة بين خصماء الدهر ،
الأوس والخزرج ، وآخى بين أصحابه المُهاجرين والأنصار ، وأقام الدولة العربيّة
الإسلامية على أساس الشورة والعدل والمُساواة والسلام بين الناس جميعاً دون تمييز
.





ولكن هل أعجب هذا اليهود
؟؟؟
.
كلا ...... وبقيت قلوبهم المريضة تغلي بالبغض والكراهية لله
ولرسوله وللمؤمنين .. وراحوا ينبحون ككلاب مسعورة في كل
مكان وهم يقولون :
ـــ محمد يقضي بدينه وقرآنه على قوّتنا ونفوذنا بين
الناس ...
بل إن دينه الإسلام يقضي على وجودنا فوق هذه الأرض ، فماذا أنتم فاعلون يا بني
إسرائيل !؟! .

ـــ وحق موسى لنكذبنه في كل مجمع ولنحاربنه ودينه وقرآنه
بعلمنا وسلاحنا حتى تكون الغلبة لنا عليه وعلى كل ما هو
عربيّ ... !

ومضوا في حربهم الغادرة للمسلمين بلا هوادة ... فأوحى الله
ربُّ السماوات والأرض الى نبيّه الأعظم أن يشدّ عليهم هو
وأصحابه الكرام ، لكي يتحقق من جديد ذلك العقاب الربّاني لهم .
وجاء يوم خيبر العظيم ، يحمل في قلبه وعينيه
رؤيا النصر العربيّ
الكبير ، ودارت المعركة الرهيبة بين حُماة حق الإنسان في العيش
والكرامة، وقتلة هذا الحق والتطاول عليه ، فواجه الصدق الكذب
والخير واجه الشرّ ، واستبسل المؤمنين في جهادهم ، وراح
عبدالله المسلم يصول ويجول براية الإسلام العالية الخفاقة ،
ويضرب بسيف الله المسلول رأس كل طاغية جبار ويُطيح بهامة
كل كافر غدّار .

ومرّ الوقت كشُهب السماء المُضيئة ، وحسم فرسان الحق الإلهي
المعركة ، فانهزم ليل اليهود المُعتدين ، مُحترقاً أمام فجر الإسلام
الملائكي ، وأمر النبيّ الإعظم صلى الله عليه وسلم بهم
فطُردوا
من المدينة المنوّرة ، بل زمن الأرض العربية كلها ... فعاد القوم بظلمهم الأبديّ
الى عتمة التيه وضبابه ..
{ وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }
( 118 ) سورة النحل

وشعر المسلمون بالإرتياح فتنفّس السرور فرَحَاً في قلوبهم الطاهرة ، وصلى بهم الرسول الأكرم شكراً لله على نعمة النصر ،
ثم جلس يُخبرهم خبر آخر الزمان بوحي من العزيز العلام وقال :
ـــ ( لتُقاتلنّ اليهود أنتم شرقيّ النهر وهم غربيّه
حتى يقول الحجر
والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهوديّ ورائي تعال فاقتله إلا
شجر الغرقد فهو من شجرهم
) . رواه مسلم
ودمعت عيون الصحابة الكرام ، حُزناً وخوفاً على أولادهم وأحفادهم حُرّاس الأقصى
،وراحوا ينظرون الى الأفق البعيد
واضعين أيديهم المُجاهدة على مقابض السيوف وهم مُتحفّزون
!! .

تتابعت الأعوام ومرّت السنين ، وطوى الزمان صفحاته المجيدة
بعد أن حقق البطل الناصر صلاح الدين ، نصره العظيم في حطين ،
فطرد الصليبيين الغزاة واستردّ منهم القدس زهرة المدائن
، ثم
جاء بعده خبر الانتصار الكبير للسلطان المظفّر قطز مع صاحبه
ركن الدين بيبرس ، على المغول والتتار في عين جالوت .. وبعده
كان الإنتصار الإسلاميّ المُدوّي للخليفة والسلطان العثماني محمد الفاتح على
البيزنطيين، الذي فتح به مدينة القسطنطينية التي كانت
عاصمة الصليب الكافر
، وجعلها منارة من منارات الإسلام
الخــالــدة ! .

أجل يا أُخوة ويا أصدقاء ، فقد طوى الزمان كل تلك الصفحات
وأكثر ، وأتى على السيوف العربية حين من الدهر، ضعفت فيه
وغفلت بل تخاذلت عن أعدائها ، فكان أن تسللت قطعان القرَدَة
والخنازير تحت جنح الليل البهيم ، الى محارم الأرض العربية
المُـقدّســة .. فلسطين وما حولها .
وراحوا يُنزلون بأهلها المُسالمين ، والخالية أيديهم من السلاح
الجرائم الفظيعة والمذابح القاسية ، دون أن يعترضهم أحد من
أقوياء العالم المُتحضّر، الذين يتباكون دائماً على حقوق
الإنسان
وحياته الثمينة !
.
من عمّان العاصم الجديدة للمُلك الهاشميّ التليد ، والتي كانت
ولا تزال تُطلّ بعينيها الفتيّتين الجميلتين على مساجد القدس
وكنائسها الحزينة ، قَدِمَ المَلِك عبدالله الأوّل
بن الحسين
ليُصلي
الجمعة مع الناس في المسجد الأقصى الذي بارك الله
حوله
..
وبينما كان يصعد الدرجات ليدخل حرم المكان المقدّس مع مُرافقيه ، وإذ برصاص الغدر
والخيانة لله ورسوله ولحُرمة الأقصا ينطلق نحوه
كسهم الشيطان ... فوقع المَلِك الهاشميّ المسلم عبدالله الأوّل شهيداً على باب
الأقصى
الباكي ، وقد تكفّن بدمه الذي صلى خاشعاً لله .





وبعد أن أشعل الصهاينة
الأشرار النار في أرجاء أولى القبلتين وأحرقوا منبر صلاح الدين .. ركضت الأعوام
مُعذّبة تتقاذفها ريح



السموم ،وقد ثبّت اليهود
وجودهم القذر فوق صدر الأرض المُغتصبة .. وبكت السيدة العذراء حسرة وألماً ، وهي
تُحاول لملمت جسدها الذي تمزّق فسال منه الدمُ غزيراً ، وراح يصرخ



ويفور في الطرقات
والساحات وفوق الأسوار مُستغيثاً بنخوة كل



المؤمنين الأشراف .


فما لبثت أرواح الشهداء البررة أن
إنطلقت مُنتفضة في وجه الظلم


والإحتلال فواجه الحجر الدبابة
والمقلاع واجه الرصاص ! .


وماجت شوارع الضفة الغربية وغزة هاشم
بثوّار الحجارة من شيوخ ونساء وشباب وأطفال وبنات ، وعلى مرأى من العالم


كلّه راح جنود القتل والجريمة
يُطلقون رصاص أسلحتهم الغادرة


على الأرواح الشهيدة بلا رحمة أو
ضمير .


وتراكض المُجاهدون من كل حدب وصوب
ليدافعوا عن مُقدّسات


الأرض والسماء فواجهوا بصدورهم
العارية جرائم إسرائيل واستكبارها .


وكان محمد الدرّة الطفل
العربي المُحاصر في قلب المُواجهات الدامية ، يُحاول أن يختبئ في حُضن أبيه الجريح
، فصوّب إليه الجنود المُتوحّشون رصاص حقدهم المُفترس .. فذهب شهيداً يشكو الى
الله ضياع طفولته البريئة ! .



ومضت الأحداث تتلاطم وتتصادم كأمواج
البحر الهادر، وصمد


أهل الحق والأرض صمود الجبل الراسخ
في مكانه ، غارسين


جذورهم العربية الأصيلة في أعماق
الوطن السليب لا يهزّهم هجوم الموت عليهم ولا الإفتراس اليهوديّ لهم .


وسط ذلك الصراع الأبديّ
المُحتدم بين قوة الحق المُضيئ وقوى



الشرّ والباطل المُظلم ،
ظهر هناك فجاءة طفلان عربيّان خالدان عُمَريّان ، لم يعرفهما أو يراهما أحد من قبل
، كانا قد رضعا من



نور الشمس الساطعة
وتغذّيا بثمرة الوحي المُحمديّ ، وخرجا من



رَحِم الأرض
الطهورليبدآآ على الفور مع إخوانهم الثوّار المُنتفضين ، معركة الجهاد والتحرير
.....



وحين رميا أوّل حجر
لهما في سبيل الله ، قتلا به ضابطاً صهيونيّاً



خسيساً كان
مُنهمكاً في ضرب فتاة فلسطينية جريحة تُوشك على



الموت ، وما أن حدث
ذلك حتى انطلق الرصاص الإسرائيلي المجنون خائفاً يبحث في كل إتجاه عن هذين الطفلين
اللذين



اختفيا قبل أن
يُمسك بهما الجنود المرعوبين ! .....



وبعد يوم وبعض يوم ،
فجّر الطفلان العربيّان الخالدان (
مسلم وعبدالله ) قنبلة حجريّة قتلا بها عقيداً
إسرائيليّاً وثلاثة ضبّاط



وعدداً من الجنود ،
فقامت القيامة داخل الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة ، وأخذت تحفر في الأرض وتُنقّب
وتبحث وتُفتّش



في كل مكان وزمان عن
ذينك الطفلين مسلم وعبدالله اللذين



ألقيا الرعب والفزع في
قلب الكيان اليهوديّ المسخ ، وتركاه في



حالة من التخبّط
والتحيّر العجيبين .. !



في مدينة بيت لحم ،
وفي بُقعة قصيّة بعيدة، وتحت بقايا جذع



ضخم قديم لنخلة
متكسّرة ، توجد مغارة تاريخيّة مباركة ، اختفت



عن عيون الأعداء ، كان
الطفلان النورانيّان يختبآآن فيها بعد كل فعل بطوليّ يقومان به لدحر العدوّ
المغتصب عن الأرض والعرض



والمقدّسات ...


وبينما هما يُنهيان
فريضة الصلاة ، إذ ظهر أمامهما سيّدٌ جليل



يشعّ من وجهه الأبيض
النقيّ نور الملائكة في السماء ! ...



قال بصوت إيمانيّ رخيم :


ـــ سلام
من الله عليكما يا ولداي وسلام على أحجاركما المنتفضة ،



وتقبّل الله منكما
هذه الصلاة المباركة .



فأجاب الأخوان الصغيران معاً :


ـــ نشكرك
أيها السيّد العظيم وأهلا بك معنا في مغارتنا الخفيّة



هذه .. ولكن
من أنتَ ؟!



ـــ أنا
عبدالله الخضر ، جئتُ أزوركما وأُبارك جهادكما ، وقد جلبتُ معي لكما طعاماً هو رزق
من عند الله ، آليتُ على نفسي أن أُقاسمكم إيّاه لكي يحصل لي الأجر ، وأُساهم ولو
بشيء يسير في سدّ حاجتكما وكسر هذا الحصار الظالم الذي يفرضه عليكم وعلى إخوانكم
في غزة و بلاد الإسلام كلّها عدوّكم الغاشم وأعوانه الماكرين ! .



نظر الطفلان إليه
بدهشة وسرور ، ثم هتفا :



ـــ إذن
فأنتَ سيّدنا
الخضرالذي سافر أليك سيّدنا موسى بوحي من الله لكي
يتعلّم منك ، والذي كنتَ مع ذي القرنين القائد الذي



جاهد في سبيل
الله وفتح جميع البلدان ووصل الى مطلع الشمس



ومغربها وبنا
السدّ العظيم في وجه يأجوج ومأجوج ... ولكن قل لنا



ياسيّدنا هل
حقاً شربتَ من ماء الحياة وأنك تعيش في بلاد الشام



عامّة وفلسطين
خاصة ، تتنقّل فيها حيث شئتَ وقد سترك الله بلطفه عن أعين الناس ؟؟!
.


تبسّم العبد الصالح
وأحنى رأسه في حياء ثم قال
:


ـــ إن
ربّي لطيف لما يشاء .. أتعلمان يا ولداي بأنكم تلوذان بذات المغارة التي وُلِدَ
فيها عيسى بن مريم عليه وعلى حبيبنا وسيّدنا محمد أفضل الصلاة والسلام منذ أكثر من
ألفيّ عام .. حقاً مآ أعظم هذه الأرض الوطن ومآ أغلاها ،فكم من نبيّ صالح ورسول
كريم وكم من صحابيّ جليل وشهيد كبير ، يرقدُ عزيزاً ويثوي كريماً تحت ثراها
المُقدّس ! .



وفي تلك اللحظة
السرمديّة ظهرت حمامة بيضاء كالثلج ، رفرفت في حيّز المغارة ، ووقفت أمام الخضر
عليه السلام الذي ضحك لها وقال :



ـــ هذه
حمامة السلام يا مسلم وياعبدالله ، هديلها يسبّح بالحمد



للرحمن ، جاءت لتبقى
معكما لآآآخر الزمان .. حتى يتحقق



وعد ربّ السماوات
والأرض بزوال اليهود عن هذه الأرض مهد السلام .



ازداد سرور الطفلان
ورحّبا بصاحبتهما الجميلة قائليْن :



ـــ أهلاً
بكِ معنا يا حمامة السلام .. إذأ ستكونين رفيقتنا في



جهادنا على
مرّ الأيام ... !؟! .



ـــ أجل
يا أخواي سأكون روحكما المُنيرة دائماً بإدن الله ...



وفرح الجميع بهذا
اللقاء الخيّر .. ثم ما لبث سيّدنا الخضر أن



بارح المكان مُخلّفاً
وراءهُ نوراً أخضرَ لا ينطفئ !
.


واشتدت الأجهزة الأمنية الصهيونية في
طلب الصغيرين .. وراحت قوات الإحتلال في سبيل ذلك تقتل كل فتىً فلسطيني في سِنّ
العاشرة فما فوق ، وكلّ حمامة بيضاء تطير في الجوّ ، وتحرق البساتين ، وتقلع
الأشجار ، وتهدم البيوت ، وتقصف مخيّمات اللاجئين والمدنيين ، بصواريخ الطائرات
السمتية وقذائف المدفعية ودبابات الميركافا، وتُجنّد بعض الخائنين بهدف الوصول إلى
الطفلين الثائريْن


مُسلم
وعبدالله .



وفي تلك الأثناء الرهيبة
، ووسط هذا الإجرام الإسرائيلي كله ، كان
الطفلان المُحمديّان يقومان بجهاد العدوّ ،
بجرأة عظيمة ، وشجاعة نادرة، فأثبتا للعالم أجمع بطولة عربية مَشرقيّة فريدة ،
تجلّ عن الوصف والكلام ! ..



وكان الفارسان العربيّان مُسلم وعبدالله ، قد تعرّفا على رجل غريب، ظهر
بمظهر البائس المسكين ، وقال : إنه من رُمَاة الحجارة ، وأن اليهود قتلوا أهله
وأولاده ،فأصبح بذلك وحيداً في هذه الدنيا الظالمة ،


فرقّا له وأشفقا عليه وأمّناه كما هو
شأن المؤمنين دائماً مع الذين يستغيثونهم ، واتّخذاه صديقاً مُخلصاً لهما كما تمنى
وطلب .


ولكن لم يطل الوقت حتى اتضح بأن هذا الرجل الغريب ، هو عميل خائن ، باع دينه ونفسه ووطنه الى
أعداء الله ورسوله والمؤمنين ،



مُقابل حفنة من المال
الحرام !! ..



وفي الحال ، وبعد أن دلّ الخائن
الزنيم ، أسياده الإسرائيليين على


مكان الطفليْن العزيزين ، قامت أجهزة
العدوّ الأمنيّة بتشكيل فرقة


سرّية خاصة من عُتاة القتلة
والمُجرمين ، غرضها الأوحد وهدفها


الأسود ، إغتيال البطليْن الصغيريْن
مع حمامتهما البيضاء المُخيفة !!.


وأسفر الصبح باكياً ، بعد ليلة عنيفة
وقاسية من ليالي المحرقة في


غزة هاشم ، والقصف الصاروخيّ
المُدمّرللأحياء العربية الصامدة ،


في قلب فلسطين التي ما فقدت > حماسها , ولا تركت جهادها
, ولا


سقطت ألوية
الناصر صلاحها
< رغم كل هذا الضُرّ وهذا
الحصار وهذا القتل .. وخرج الناس ثائرين مُنتفضين ، يهتفون
: بألله أكبر،


والشهيد حبيب الله ... حاملين
على أكتافهم المنهوكة الشامخة ، عروش سبعة شهداء ، كانوا أباً وأمّاً وثلاثة فتيان
وبنت واحدة ،



وطفلة رضيعة لم يتجاوز
عمرها مدة حمل أمها بها ... !



وأيقظت
المظاهرات الغاضبة دماء كل ذرّة تراب مُغتصبة ..



وسار موكب
الشهداء في غزة العزة والقدس الشريف ، وكل فلسطين



عبر درب
الآلام الذي سار عليه من قبل السيّد المسيح عليه السلام ،



قبل أن يرفعه
الله إليه ويُطهّره ... وحين وصل الموكب الى حرم المسجد الأقصى ، نادى المؤذّن أن
حيّ على صلاة الجمعة ، فلم



يبقى أحد من
المؤمنين إلا وجاء مُقتحماً لكلّ الحواجز والسدود ونقاط



التفتيش
اليهودية الكافرة ، لكي يُقيم هذه الفريضة الإسلامية العظيمة .



وبينما كان
القمران الشآميّان المنيران مُسلم وعبدالله يصعدان مع جموع المُصلّين الأبطال ،
عتبات المسجد الذي بارك الله حوله ،



وإذ برصاص الغدر والإجرام
اليهودي الإسرائيلي ، ينطلق نحوهما كحيوانٍ ناريٍّ مُفترس ، أشعل بجسديهما
الضئيليْن الغضّيْن ، حريقاً قاتلاً ، أتى عليهما وعلى أجساد المُصلّين من حولهما
.. فهاج الناس



وماجوا ، لهذه المذبحة بل
المَحرَقة المروّعة التي نفّذها إخوان القِرَدة



والخنازير، في أطهر وأقدس
مكانٍ في القدس ! ...



أما حمامة السلام
البيضاء، فقد نجّاها الله سبحانه من تلك المجزرة الرهيبة ، فطارت غير بعيد ، ثم
عادت ورفرفت حول أجساد الشهداء الطاهرين ، ثم لم تعتم أن وقعت على جسديّ صاحبيها
الزكيين مُسلم وعبدالله ، ففتحا عيونهما ونظرا إليها مُتبسّمين .. فقالت وهي تدمع



من الحُزن والألم :


ـــ إلى
جنة الخلد يا أخواي وصديقاي ... أنتما وكل هؤلاء الشهداء



المظلومين .. لقد مات
منكما الجسد ، ولكن روحيكما الطاهرتين لم



تمُتا ، وستبقيان معي
لأطير بهما عبر شرقي النهر ، الى جبال



عمّان ، حيث سأعتصم
بهما هناك الى آخر الزمان ... الى أن



يأذن الله ذو الأيد
والعرش ببعثكما مرّة أخرى ، فينده عليكما



وعلى جميع المسلمين
المؤمنين الحجر والشجر ، كما أخبر



الصادق المصدوق رسول الله
صلى الله عليه وسلم :



ـــ ( يا مسلم .. يا
عبدالله .. هذا يهوديّ ورائي تعال واقتله ... )



فإلى اللقاء حتى ذلك
الحين ... الى اللقاء ...






تمّت بحمدالله وفضله


بقلم : ايهاب خليل زارع
هديب



الطبعة الأولى في كتاب
2005



جميع الحقوق محفوظة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. كاملة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الرابعة
» رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الأخيرة
» رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الأولى
» رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الثانية
» رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الثالثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة الثقافة والآدب العربي :: منتدى - الشعر والقصة القصيرة-
انتقل الى: