في الذكرى 20 للإفراج عنه ... غزة تحتفي بالزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا

في الذكرى 20 للإفراج عنه ... غزة تحتفي بالزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا



من صورة ضخمة أطل الزعيم نيلسون مانديلا برأسه مبتسماً وهو ينظر إلى جواد كاسر حطم جدران سجن وأسلاكاً شائكة مثلت المعتقلات الإسرائيلية. هذا الجواد كان جزءاً من جدارية على مسرح مركز المسحال الثقافي في غزة الذي استضاف حفلاً فنياً في الذكرى العشرين لإطلاق سراح الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا.

جمهور غفير من أهالي الأسرى الفلسطينيين (في السجون الإسرائيلية) والشخصيات الرسمية والمحلية والثقافية حضرت أوبريت "صهيل الأحرار"، الخميس، الذي قدم أعمالاً فنية وكلمات تشيد بالزعيم مانديلا.

وقدمت الفرقة التي حمل الأوبريت اسمها فقرات فنية ووصلات من الدبكة الشعبية والرقص التعبيري والموسيقى والشعر والنثر تمثل حكايا وقصص من حياة الأسرى الذين يقبعون تحت سوط الجلاد في العالم بشكل عام وقصص لأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بشكل خاص. و قدمت الطفلة منى رزق نصاً نثرياً مسرحياً جسدت فيه آلام ابنة الأسير التي تتشوق لرؤية والدها الذي لم تره منذ سنوات.

أمهات الأسرى لم ينجحن في حبس دموعهن وهن يشاهدن أبنائهن الأسرى من خلال الأعمال الفنية التي قدمها الأوبريت. وكان لأمهات الأسرى كلمة ألقتها بالنيابة عنهن أم الأسير رامي عنبر التي اشادت بـ"رمز الحرية" نلسون مانديلا الذي قضى ربع قرن ونيّف في سجون التمييز العنصري.

وسلطت أم رامي الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين وابنها رامي الذي لم تزره منذ ثلاث سنوات، متسائلة عن سبب "الصمـت وعدم تدخل مؤسسات الصليب الأحمر وحقوق الإنسان باتجاه هذه القضية الإنسانية، حرماننا وحرمان أسرانا من التواصل عبر الزيارات."

وقالت أم رامي: "نناشد كل الضمائر الحية، وكل من يشعر بإحساس الأمومة والأبوة، للضغط على إسرائيل لإعادة العمل ببرنامج زيارة الأسرى الذي يُحرم منه الأسرى منذ ثلاث سنوات، منذ ثلاث سنوات الانقسام ونحن محرومون وأطفالنا من رؤية أبنائنا وأزواجنا في سجون الاحتلال الإسرائيلية."

وتمنع إسرائيل أهالي الأسرى من قطاع غزة من زيارة أبنائهم منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة أواسط حزيران 2007.

ويرزح في السجون الإسرائيلية عشرة آلاف أسير فلسطيني- وفقاً للإحصاءات الفلسطينية- من مختلف الفصائل الفلسطينية. وتمثل قضية الأسرى إحدى القضايا التي تقف عثرة في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية (المجمدة) ، سيما وأن منظمة التحرير الفلسطينية تشدد على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى كشرط للوصول إلى تسوية مع إسرائيل.

ولم تسلم الفصائل الفلسطينية من سوط أهالي الأسرى حيث أشارت أم رامي أن بعض الساسة والفصائل يتغنون ويتشدقون بقضية الأسرى وبعد "أن فازوا في الانتخابات لم نرهم لأن مصلحتهم انتهت."

الدكتور كمال الشرافي، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحقوق الإنسان، حضر الحفل قال لوكالة "وفا" إن السلطة الوطنية الفلسطينية "تقدر هذا المثل العالمي المقاتل من أجل الحرية."

وأضاف أن هذا النموذج يشير بوضوح إلى حتمية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وأنه (مانديلا) هو رمز للحرية التي يسعى إليها الفلسطينيون كشعب وكأسرى.

وشدد الشرافي على أهمية إنهاء الانقسام الداخلي من أجل المصالح الوطنية العليا وعلى رأسها قضية الأسرى فقال: "جئنا لنؤكد أهمية العمل من أجل إطلاق سراح أسرانا وهذا العمل لا يمكن أن يتم إلا بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وهنا دعوة وصرخة من أهالي الأسرى الذين التقيناهم اليوم لنقول لننهي هذا الانقسام ونعمل سويا من أجل حرية أسرانا وحرية أوطاننا."

وقال الشاعر رزق البياري، المشرف العام على الأوبريت، إن هذا العمل يأتي احتفاءً بالذكرى العشرين لإطلاق سراح الزعيم مانديلا، ورسالة أمل أن يُطلق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وحول تقديم عمل فني في هذه المناسبة قال البياري: " إن العلاقة الإنسانية واحدة والظلم وفي العالم واح، وهناك لغة مشتركة بيننا وبين أي إنسان في هذا العالم واجه الظلم والسجن والسجان، هنا اللغة الإنسانية تلتقي، ونحن نصرخ من خلال هذا الأوبريت، صرخة الإنسان الحر، في أماكن في العالم نتضامن معه ونعيش واقعه."

وأشار البياري إلى أن الفرقة تلقت دعوة من جنوب أفريقيا لتقديم أعمالها في وطن الزعيم مانديلا.

ويحظى الزعم مانديلا باحترام خاص في الأوساط الفلسطينية بسبب تجربته الاعتقالية التي تحاكي تجارب مئات الآلاف من الفلسطينيين الذي اعتقلتهم اسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس عام 1967. وهناك مؤسسة فلسطينية تختص بشؤون الأسرى حملت اسم الزعيم المحرر.

الشاعرة إلهام أبو ماضي، كاتبة الأوبريت قالت إن أوبريت صهيل الأحرار هو دراما كاملة عن حياة الأسرى.

وأشارت أن الفكرة نبعت لديها عندما أعلنت إسرائيل إلزامها الأسرى الفلسطينيين بارتداء ملابس برتقالية اللون في محاكاة للمعتقلين في غوانتانامو.

وكانت إسرائيل قررت في نيسان /أبريل 2009 فرض ارتداء الزي برتقالي اللون على الأسرى الفلسطينيين في سجونها أسوة بالمعتقلين في غوانتنامو الأمر الذي أدى إلى نشوب صدامات بين المعتقلين الفلسطينيين والسجانين الإسرائيليين.

وأضافت الشاعرة أبو ماضي: "هذا العمل في ذكرى نلسون مانديلا لأقول افخري يا جنوب أفريقيا بنيلسون مانديلا ونحن نفخر ب 10,000 مانديلا أسير فلسطيني خلف القضبان ينتظرون بزوغ الفجر."

نيلسون مانديلا هو أحد مسطري إحدى ملاحم القرن العشرين. كان أبرز المناهضين لسياسة التمييز العنصري التي انتهجها يتنتهجها نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. أعتقل عدة مرات وقضى في السجن 27 عاماً بشكل متواصل بسبب قيادته للعمل المسلح المناهض للنظام العنصري آنذاك.أُفرج عنه في الحادي عشر من فبراير 1990 وتقلد منصب رئيس جنوب أفريقيا وكان داعماً في آرائه للقضية الفلسطينية. تقاعد من عمله السياسي وكرس حياته للعمل الإنساني.

نعم يا صهيل الأحرار
نلسون مانديلا




نيلسون مانديلا





روليهلالا 'نيلسون' مانديلا (ولد 18 يوليو 1918) هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري
التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا. لقبه افراد قبيلته بـ(ماديبا) Madiba
وتعني العظيم المبجل وهو لقب يطلقه افراد عشيرة مانديلا على الشخص الارفع
قدرا بينهم وأصبح مرادفا لاسم نيلسون مانديلا. دائما ما اعتبر مانديلا ان المهاتما غاندي المصدر الأكبر لإلهامه في حياته سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء.
طفولته وصباه


ولد نيلسون روليلالا مانديلا في منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية.
كان والده رئيساً لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفي ونيلسون لا يزال
صغيراً، إلا انه انتخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولي المنصب.
تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة داخلية عام 1930، ثم بدأ الإعداد لنيل
البكالوريوس من جامعة فورت هار. ولكنه فصل من الجامعة، مع رفيقه اوليفر
تامبو، عام 1940 بتهمة الاشتراك في إضراب طلابي.و من المعروف إن مانديلا
عاش فترة دراسية مضطربة وتنقل بين العديد من الجامعات ولقد تابع مانديلا
الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبورغ، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة
ويتواتر ساند لدراسة الحقوق.
كانت جنوب أفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري
الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة في الحياة السياسية أو
إدارة شؤون البلاد. بل أكثر من ذلك كان يحق لحكومة الأقلية البيضاء أن
تجردهم من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى، مع كل ما يعني ذلك
لشعب (معظمه قبلي) من انتهاكات وحرمان من حق العيش على أرض الآباء
والأجداد والى جانب الأهل وأبناء النسب الواحد.
[عدل] النشاط السياسي



نصب نيلسون مانديلا في جوهانسبورغ





بدأ مانديلا في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي
كان بيد الأقلية البيضاء، ذلك أن الحكم كان ينكر الحقوق السياسية
والإجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا. في 1942 إنضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا. وفي عام 1948،
انتصر الحزب القومي في الانتخابات العامة، وكان لهذا الحزب ،الذي يحكم من
قبل البيض في جنوب إفريقيا، خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل
العنصري، وإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة. وفي تلك الفترة أصبح
مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة.
كان مانديلا في البداية يدعو للمقاومة الغير مسلحة ضد سياسات التمييز العنصري، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.
[عدل] اعتقاله وسجنه


في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي. في فبراير 1962 اُعتقل مانديلا وحُكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر الغير قانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964
حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه
بالسجن مدى الحياة. خلال سنوات سجنه السبعة والعشرين، أصبح النداء بتحرير
مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري. وفي 10 يونيو 1980
تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها:
"إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة
المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".
في عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، الا أنه رفض العرض. وبقي في السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقي القومي، والضغوطات الدولة عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك الذي أعلن ايقاف الحظر الذي كان مفروضا على المجلس الإفريقي. حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام.
[عدل] رئاسة المجلس الإفريقي ورئاسة جنوب إفريقيا


شغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الإفريقي (من يونيو 1991- إلى ديسمبر 1997)، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من مايو 1994- إلى يونيو 2000).
وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا إنتقالا كبيرا من حكم الأقلية إلى حكم
الأغلبية. ولكن ذلك لم يمنع البعض من انتقاد فترة حكمه لعدم اتخاذ سياسات
صارمة لمكافحة الايدز من جانب، ولعلاقاته المتينة من جانب آخر بزعماء معارضين للسياسات الأمريكية كالرئيس الكوبي فيدل كاسترو.
[عدل] تقاعده


بعد تقاعده في 1999
تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول
العالم. وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول
العالم. كان له كذلك عدد من الأراء المثيرة للجدل في الغرب مثل أراءه في القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وغيرها.
في يونيو 2004
قرر نيلسون مانديلا ذو الـ 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن
صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والإنتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من
عمرة بين عائلته.
في 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.
وتزامناً مع يوم ميلاده التسعين في يوليو 2008 أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.
كل التحية لنلسون مانديلا

ابو جهاد / منتدى الدوايمة