تهويد القدس... قانون الغاب وشريعته

تهويد القدس... قانون الغاب وشريعته

إنها القدس العربية المحتلة تدق النفير مراراً وتكراراً بعد أن بلغ السيل الزبى وباتت المدينة ترزح تحت نير القضم والضم والهدم والتهويد وتدنيس المقدسات في إطار مخطط لم يعد سرياً على أحد بل يتم علناً على مرأى العالم أجمع... مشاريع بالجملة... أرقام ومخططات... خرائط ومستوطنات... في إطار مخطط إجرامي لتهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها التاريخية الديمغرافية بينما بات أهلها في مواجهة مصير مظلم ومأساة حقيقية.
فبالتوازي مع محاولات اقتحام الأقصى وتدنيس حرمته نشرت منظمات إسرائيلية إعلاناً حددت فيه يوم السادس عشر من آذار الجاري (يوماً عالمياً من أجل بناء الهيكل المزعوم) جاء بالتزامن مع إعلان إسرائيلي رسمي يوم الخامس عشر من هذا الشهر افتتاح ما يسمى (كنيس الخراب) وهو أكبر وأعلى كنيس يهودي يبنى في البلدة القديمة على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك بينما كشفت بلدية الاحتلال في القدس عن مخطط جديد سينفذ في شوارع وممرات البلدة القديمة في المدينة المقدسة بدعوى (الحفاظ على طابعها) لكنه في حقيقة الأمر سيؤدي إلى تغيير معالمها بصورة كاملة بحيث تصبح بلدة إسرائيلية جديدة... وهذا التغيير سيطول أغلب شوارع البلدة القديمة البالغ عددها 361 طريقاً وتشغل نحو 58 دونماً.
وحسب المخطط فإن أعمال الاحتلال ستطول أماكن مهمة جداً للمقدسيين مسلمين ومسيحيين كطريق باب العامود وسوق خان الزيت وطريق الواد وسوق العطارين وطريق حارة النصارى وطريق القديس متري وساحة عمر بن الخطاب وطريق الآلام وطريق الرسل وباب الغواتمة وعقبة دير الحبشة وطريق مارمرقص.
فصول التهويد الإسرائيلية لا تقف عند هذا الحد بل تتعداه للمزيد والمزيد من المشاريع والخطط الهادفة لطمس معالم المدينة وتاريخها ومحو هويتها العربية حيث أعلنت سلطات الاحتلال عزمها على هدم مئة منزل فلسطيني في حي البستان وإقامة حدائق ووحدات استيطانية فيه أي على مساحة ثلاثة آلاف متر بهدف تعزيز الصفة اليهودية للحي بزعم أنه المكان الأهم دينياً للإسرائيليين في المدينة المقدسة بعد المسجد الأقصى.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال حفرياتها المكثفة أسفل بلدة سلوان المجاورة للحرم القدسي الشريف ما تسبب بحدوث انهيار جديد في الحي وتحديداً فوق الأرض الوقفية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية بينما يؤكد المعنيون أن انهيارات أخرى أكبر ستحدث في لحظة ما تشكل خطراً حقيقياً ومباشراً على الفلسطينيين ومنازلهم...
ثعبان التهويد الإسرائيلي يتلوى في أرجاء القدس منتهكاً مقدساتها وبات ديدن الاحتلال في يومياته تسليم المقدسيين إخطارات لهدم منازلهم التي يملكونها منذ الأزل... وأمام هذه الحملة التهويدية المسعورة التي تطول الأرض والإنسان والمقدسات ما زال الشارع الفلسطيني بانتظار وحدة وطنية تبلسم الجراح وتضمن الحقوق وتتصدى لإجراءات الاحتلال وما زال بانتظار تحرك عربي وإسلامي ودولي داعم وفاعل يضع حداً للممارسات الإسرائيلية ويردع عنجهيتها وبلطجتها ودون ذلك سيبقى الصمت بمنزلة الضوء الأخضر لإسرائيل للمضي في جرائمها ومخططاتها.

بقلم ميسون يوسف

» تهويد القدس هى كلمه كثيرا ما ترددها وسائل الاعلام
» تهويد القدس .... موت معلن
» معطيات جديدة وخطيرة عن إجراءات تهويد القدس
» تصعيد خطير في سياسة تهويد القدس والأغوار
» سياسات تهويد القدس الشريف .. إرهاب دولة منظم