موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هيفاء
عضو هيئة ادارية المدير الاداري
عضو هيئة ادارية المدير الاداري



الدولة : معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! (43)


معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Empty
مُساهمةموضوع: معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!!   معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!! Emptyالثلاثاء أبريل 20, 2010 3:24 am



معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!!

بقلم رشاد أبو شاور

عام
1984، رحل الشاعر الكبير معين بسيسو في العاصمة البريطانية (لندن)، ولم
تكتشف وفاته إلاّ بعد 14 ساعة لأنه كان يعلّق علي باب غرفته بالفندق الذي
نزل فيه عبارة: الرجاء عدم الإزعاج.

رحل معين بسيسو شّاباً في السابعة والخمسين، فهو ولد في (غزّة) بتاريخ 10 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1927.
كان
يريد أن ينام، أن يرتاح، ولكن قلبه الذي أجهد نبض نبضات سريعة، ربّما
احتجاجاً علي إرهاق الشاعر له، فمدّ معين يده إلي الهاتف يريد طلب
المساعدة، ولكن الوقت كان قد فات...

عندما فتح باب الغرفة، وجد الشاعر نائماً، ويده ممدودة إلي الهاتف في مشهد جامد.
مفارقة
هذه، أن يموت شاعر فلسطيني في (لندن) عاصمة السياسة التي كانت أس المصائب،
وأصل النكبة والخراب في فلسطين، وأن لا يحظي بالراحة، ولا يصل نداء
استغاثته بطلب العون، ثمّ ينقل جثمانه ليدفن في القاهرة، محروماً من دخول
غزّة ، حتى بعد أن مات، وهذا ما يدّل علي مدى حقد عدونا على الشعر
والشعراء.

كأنما هذه حكاية الشعب الفلسطيني، مع فارق أن شعبنا حي، وأنه
يمضي علي طريقه، وأنه يتقوّي بصوت الشاعر، وبالشعر، حداءً لأمل سيتحقق.
معين بسيسو، الفلسطيني، الغزّي، المدفون في ثري مصر الطهور، بين من أحبهم،
لم تسمح سلطات الاحتلال الصهيوني لجثمانه بالدخول ليدفن هناك في تراب غزة
الذي درجت عليه أقدامه، والشاهد الأول لتفجّر موهبته الشعرية.

حدث في زمن بعيد، أن أخرج أبي يده من تحت عباءته ومدّها وقد طوت كتاباً رقيقاً غير مدرسي، وقال لي محتفياً:
ـ هذا شعر لمعين بسيسو.
ثمّ طلب منّي أن أقرأ، فقرأت...
كان
الأب الأمّي فخوراً برفيقه، رغم أنه لا يعرفه، وكان يريد لابنه أن يحفظ
هذا الشعر، وأن يصونه في ذاكرته، فهذا الشعر يصل كالمنشورات السريّة، وهو
بذور لا بدّ لها من تربة لتخصب فيها، وتربة الشعر هي النفوس، والعقول...

كبرت،
وعرفت من هو هذا الشاعر، وصرت أقرأ شعره دون حّث من الأب، ولكن بحافز
منّي، فشعر معين بسيسو يشّد العزيمة، ويقوّي المعنويات، وهو قريب إلي روحي.

ردد أبي وقد حفظ لفرط ما تلوت علي مسمعه:
من لم تودّع بنيها بابتسامتها
إلي الزنازين لم تحبل ولم تلد
وحفظ عن ظهر قلب:
أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
واحمل سلاحي لا يخفك دمي يسيل من السلاح
وكان
يدخل السجن، ويخرج، وفي يقينه أنه ينبغي أن يكون إبناً لائقاً، شجاعاً
ومفتدياً، ومضحيّاً، لتباهي أمّه به، وليعش هو في أفئدة الجماهير مكرّماً،
تماماً كما يقول شعر رفيقه معين بسيسو. هذا شعر يشجّع، يغذّي الروح
بالإيمان، يدحر الشعور بالعزلة بعيداً عن ضمير المناضل المضحّي، الذي
يتعرّض لكّل ما يتسبب له بالأذي، والإحباط.

صوتان وصلانا من غزّة: صوته وصوت هارون هاشم رشيد، وبشعرهما عشنا مع (غزّة) المأساة والمعجزة.
شعرهما
انتشر موحّداً مشاعر الفلسطينيين، ومنشئاً صلة وصل بينهم، إن في منافيهم
البعيدة، أو في مخيّمات اللجوء في الضفّة الفلسطينيّة، وسوريّة، ولبنان.

صورة
معين بسيسو وصلت إلينا كما يليق بالشاعر، فهو يتقدّم المظاهرات، بقميص
مفكوك الأزرار عن الصدر، مشرع للاستشهاد، هاتفاً بشعره، رافضاً مع شعبه
التوطين في سيناء، فلا بديل عن فلسطين.

تلك كانت صورة الشاعر، الذي
ينتسب إلي سلالة شعراء، حملوا دمهم علي راحاتهم، ومضوا في مقدمّة الصفوف،
بكامل عدّتهم: الموهبة الشعرية، الالتزام، حمل المبادئ، الجاهزية
للتضحيّة، بمصداقية القول المقترن بالفعل. إن دور شعرائنا التنويري،
التثويري، قد دشّن منذ بداية الصراع والاشتباك مع الحركة الصهيونيّة،
والاستعمار البريطاني، والمؤامرات المحليّة المتصاعدة علي عروبة فلسطين،
وها هم شعراؤنا أحياء يرزقون بيننا: إبراهيم طوقان، عبد الرحيم محمود، عبد
الكريم الكرمي (أبو سلمي)، مطلق عبد الخالق، حسن البحيري، نوح إبراهيم
الشاعر الشعبي، محمد العدناني، كمال ناصر، فدوي طوقان، علي فودة، فوّاز
عيد... ومن بعد، حين وقعت النكبة، وهيمن اليأس، والشعور بالعجز، ارتفعت
أصوات شعرائنا، حاضة علي الصبر، والتشبّث بفلسطين، والاعتماد علي النفس،
وفاضحة الخيانة وأسباب الهزيمة والكارثة، ومحرّضة علي مواصلة المعركة.

قد
يقال بأن هذا الشعر فيه مباشرة، وتحريض آني، والحق أن تلك المباشرة حملتها
مواهب أصيلة ذكيّة، عرفت كيف تغوص في عمق الحدث، وتستخرج منه قيماً
إنسانيّة جوهرية لا تموت مع الزمن.

ما كان صدفة أن عنوان أحد بواكير
أعمال معين بسيسو هو (المعركة)، فشعراء فلسطين قديماً وحديثاً يعيشون في
المعركة، وفي نيرانها يكتبون، وهم يكتبون عن الوطن، والشهادة، والبطولة،
والتضحية، والحب، والمنفي، والعودة التي ستتحقق، وهم يتأملون في مصائر
البشر، والحياة، والكون، فهم لا يغلقون علي أنفسهم، وما هو بغريب أن
الفلسطينيين كانوا في مقدمة من ترجم عن الغرب روائع أدبية، وفلسفيّة ...

معين
بسيسو شاعر معركة، واشتباك، يحيا، ويتألّق، ويجوهر في الميدان، بين الناس
في أتون المعركة... من عرفه في غزّة رآه شاعراً ومناضلاً في الميدان،
يتقدّم جموع الفلسطينيين الرافضين للتوطين في صحراء سيناء، والمطالبين
بالتسلّح للتصدّي لاعتداءات المحتلين الصهاينة، وكانت آنذاك قد ازدادت علي
قطاع غزّة.

كان معين بسيسو يباهي بأن أهل غزّة أفشلوا مشروع التوطين،
وكانوا السبب في صفقة الأسلحة التشيكيّة التي أبرمتها مصر الناصرية،
ليتمكن جيشها من الرّد علي الاعتداءات، وتدشين حقبة العلاقة مع الاتحاد
السوفييتي، أي أن هذا التحوّل الاستراتيجي كان فيه دور بارز لفلسطينيي غزة
الأباة العنيدين المكافحين.

من عرفوا معين بسيسو آنذاك، رأوه وهو يشرّع
صدره للبنادق، هاتفاً باسم فلسطين، معلياً من شأن البطولة والتضحية. هنا
كان صوت عبد الرحيم محمود يتجاوب، يتناسخ، يتواصل في حنجرة معين وكلماته...

إنه صوت معين بسيسو الذي تحدي قوات العدوان الثلاثي عام 56:
قد أقبلوا فلا مساومة
المجد للمقاومة
لم يكن هذا مجرّد شعار، لقد كان قرار حياة، فيه تتجاوب روح عبد الرحيم محمود:
فإمّا
حياة تسّر الصديق وإمّا ممات يغيظ العدا يستمّد شعر (معين) قيمته من أنه
يكتنز معني الحياة، كرامتها، قيمتها، في كلمات قليلة، يقولها شاعر أصيل
الموهبة، عميق الثقافة، صاحب مباديء.

من غزة انتشر صوت معين بسيسو في
بلاد العرب، فالتقطه الفلسطينيون، وأنشدوه، وعمموه، وتبنّوه. معين ابن
الشعب، وصوت الضحايا، كما وصفه شاعر مصري شعبي:

يا معين يا صوت الضحايا
معين
هذا تعرّض للسجن، للمنافي، للمطاردة، في عدّة أقطار عربيّة، وحافظ علي
صلابته الروحيّة، وتقوّي بالشعر علي المصائب والصعاب. كل من تعرّف بمعين،
لمس فيه روح ابن البلد، الطيّب، العفوي، البسيط، الشعبي، القريب إلي
القلب، والذي تبلغ فيه حدود البساطة مدي يسهّل علي المخادعين أن يستغلّوا
كل هذه المناقب.

معين بسيسو وفي، وأنا رأيته مراراً يزور مخيّم
(اليرموك) قرب دمشق العاصمة السوريّة، ليلتقي برفاقه (الشيوعيين) الغزازوة
الذين أقام كثير منهم في المخيم، وكان يعني بهم وبأسرهم بصمت وتواضع ووفاء
نادر. هذا الشاعر إبن الشعب، صوت الضحايا، ما في جيبه ليس له، سعادته أن
يسمع كلمة طيبة وكفي. في المعركة يجوهر معين، ولذا امتلأ حماسة أثناء
معركة (تل الزعتر). كان يكتب ليل نهار، يرسل صوته إلي المحاصرين بين أنياب
الانعزاليين الوحوش، يحمل مسدساً ويمشي في الشارع، فهو في (المعركة) وهو
يقول الشعر، يندفع في الشوارع ممتلئ الصدر صهيلاً.

كان يصيح من جذور قلبه:
الآن، خذي جسدي كيساً من رمل
الشعر عند معين هو دعم لوجستي، كالذخيرة، كالتموين، به يصمد المحاربون، فالروح بحاجة للغذاء، والشعر غذاء الروح، به تتقوّي وتنتصر...
عام
82 كان يشارك في مؤتمر أدبي في (طشقند)، وعندما سمع ببدء العدوان علي
الثورة الفلسطينيّة والحركة الوطنيّة اللبنانيّة، بادر بالعودة سريعاً إلي
(بيروت) مخترقاً الحصار، ليكون مع الفلسطينيين واللبنانيين في المعركة، إذ
لا يعقل أن تكون معركة، ويكون معين بعيداً يتفرّج. منذ لحظة وصوله انخرط
(معين) في المعركة شعراً، ونثراً، وبدأ يكتب زاويته (متاريس) حاضّاً علي
الاستبسال:

ولدي محمّد: في ظلي الدامي تمدد
أو فوق ركبة أمك العطشي تمدد
وإذا عطشت وجعت فاصعد
هي
الكلمة الشجاعة في وجه الظلم والجور والطغاة ، وقد قالها معين صادقةً،
ودفع الثمن مراراً ولم يركع. ولأنه شاعر مقاومة، ولأننا في بيروت قررنا أن
نقاوم مع البنادق بالكلمات، فقد أسسنا صحيفة (المعركة) اليوميّة، واقترح
بعضهم أن نضع ترويسة علي صفحتها الأولي مقطعاً من قصيدة شاعر المقاومة
الفرنسي (أراغون):

اللعنة علي العدو المحتل
ليدو الرصاص دائماً تحت نوافذه
وليمزّق قلبه الرعب
ولكننا ثبّتنا منذ العدد الخامس مقطعاً من قصيدة معين:
اقبلوا فلا مساومة،
المجد للمقاومة...
في
(المعركة) التقي الكتّاب والشعراء من كل الأقطار العربيّة : فلسطين،
الأردن، مصر، لبنان، سوريّة، العراق، وقاوموا بكلماتهم، وبعضهم شارك في
إذاعة (صوت الثورة الفلسطينيّة)، وكانت تلك أيّاماً مجيدة لتلاحم الكلمة
والبندقيّة، تعبيراً عن صمود الناس، والتصدّي للإعلام الصهيوني والكتائبي
الانعزالي، وحربهما النفسيّة.

معين بسيسو كمبدع يتمتّع بموهبة فذّة،
وثقافة إنسانيّة فسيحة، وهو لا يكتفي بالتعبير عن رؤيته بالشعر، فقد كتب
للمسرح، وقدّمت مسرحياته في القاهرة، ودمشق، وبعض الأقطار العربيّة.

نثره
يعتمد الجمل القصيرة المتوترة، وإذ تقرأه تحسب أن الشاعر يكتب وهو يركض في
الشوارع، والأزقّة، والحواري، وفي القطارات، وعلي سطح سفينة تضربها أمواج
عاتية، فهو يكتب ويركض من جهة إلي جهة، للتواري عن عيون مطارديه، لا خوفاً
ولكن ليكتب ويوّزع ما يكتبه كالمنشورات السريّة، حريصاً علي تأدية دوره
علي أتّم وجه للمساهمة في إنقاذ السفينة، وبلوغها شاطئ الحريّة والأمان.

المرحلة
المصرية في حياته صبغت شعره، وذوقه، ومزاجه، فهو ترعرع ونما في أحضان
الحركة الثقافية في مصر، وارتبط بصداقات هي الأعمق في حياته، وبخّاصة مع
عبد الرحمن الخميسي، الشاعر، والقّاص، والفنان، والممثل، والمخرج
السينمائي.

ودائماً تكلّم بحب عن الخميسي، وهو الذي استضافه مراراً في (بيروت) وقدّمه، وعمل علي إعادة طباعة أعماله الشعرية.
ثمّة
ما هو مرح، وفكه بينهما، وفي حياتهما، فالمقالب لا تنتهي بينهما، معين كان
مصري المزاج، والذوق، وهو ما نلحظه في شعره، ومسرحه الشعري، وأسلوب حياته.

إنه معين، إبن البلد، صوت الضحايا...
في
الملعب البلدي، يوم 21 آب (أغسطس)، تعانقت ومعين، وبكينا واحدنا علي كتف
الآخر، فقد ازدادت علاقتنا حميمية أثناء معركة بيروت، وهو ما أشار له في
كتابه (88 يوماً خلف المتاريس).

معين بسيسو كان مؤمنا بطليعيّة الاتحاد السوفييتي، وبدوره القيادي علي الصعيد العالمي، في مواجهة الإمبرياليّة الأمريكيّة.
كان
زائراً دائماً لموسكو ـ بل صاحب بيت ـ التي له فيها رفاق، من الشعراء،
والمبدعين الروس (سوفرونوف) الشاعر الروسي، ومن شعوب الاتحاد السوفييتي،
ومن بلدان العالم الثالث (فايز أحمد فايز) الشاعر الباكستاني المنفي عن
بلده. كان معين محترماً ومحبوباً جداً في (موسكو)، وأذكر أنه عندما زار
موسكو بعد معركة بيروت كان الإعلان عنه في نشرة الأخبار الرئيسة مع تقديم
ريبورتاج جوانب حياته الأدبيّة والنضاليّة.

كتب معين (الاتحاد
السوفييتي لي)، وهو كان وفيّاً للاتحاد السوفييتي، والكتاب عن رحلاته في
جمهوريات الاتحاد السوفييتي الأوروبيّة والآسيويّة.

في البرافدا كتبوا
عن معين، وترجم لنا الدكتور شوقي العمري، وهو شاعر غزّي من تلاميذ ومريدي
معين، درس في موسكو وأتقن الروسية كأفضل الناطقين بها، وأكّد لنا بالفم
الملآن أن جائزة لينين ستكون من نصيب معين... التقيته في موسكو بعد خروجنا
من بيروت، في عام 83، وهناك احتفي بي كثيراً، وكانت روايتي (البكاء علي
صدر الحبيب) قد ترجمت مع بعض قصصي القصيرة، فبقيت في موسكو قرابة الشهر ،
ولست أنسي اهتمام معين بي.

القصيدة :
في المجلس الوطني الفلسطيني
بعد الخروج من بيروت، عام 83، قرأ معين قصيدة كانت قد كتبت على عجل، ولقد
رأيت أنها أقّل من قيمته الشعرية، فعتبت عليه جداً.

من الجزائر توجهنا
إلي تونس، وذات يوم تلفن له (زياد عبد الفتاح) رئيس وكالة (وفا)، وأخبره
بوجودي، فطلب أن يحكي معي، وبطريقته الشعبية اللطيفة طلب مني أن أزوره مع
زياد، فقلت له :

ـ شريطة أن تبدي استعداداً لسماع ما سأقوله لك، لأنه جدّي وخطير، فهل تقبل ؟
صمت علي الهاتف، ثمّ جاءني صوته:
ـ تعال...
أعدت عليه ما قلت، فألّح علي حضوري، وقد لمس جديّة في صوتي، وعرف أنني لا أمزح.
رحنا إلي نزل (أبو نواس) ، وكان يقيم في غرفة وصالة علي التلة المجاورة، وما أن دخلنا حتى بادرني مستفسراً :
ـ ماذا تريد أن تقول ؟!
جلست، وسألته بلهجة هجومية لم يتوقعها :
ـ هل ما قرأته في المجلس الوطني شعر يا (أبو توفيق)؟!
سألني بانزعاج:
ـ وما هو الشعر برأيك ؟
فأخذت اقرأ له ما أحفظ من شعره، ولعله دهش لما أحفظ، ولما أختار، وختمت بقصيدته المهداة إلي شهيد معركة جبل (صنين) جورج عسل :
استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى
استشهد الصوت ولم يزل يقاتل الصدى
وأنت بين الماء والندى
وأنت بين الصوت والصدى
فراشة تطير حتى آخر المدى
مدّ يده، وتناول كومة أوراق، وأخذ يقرأ، وأنا لا أستقبل أبداً، فاستنتج أنني لم أعجب بما سمعت، فقال بلهجته المحببة:
ـ طيّب : اسمع...
وأخذ يقرأ مقاطع من قصيدته (القصيدة) ، آخر قصائده، قصيدة الوداع.
صفّقت له واقفاً، وأنا أردد :
ـ هذا شعر، أي والله هذا شعر يا أبو توفيق...
أمسية لندن :
في
عام 83 أقيم أسبوع ثقافي فلسطيني في العاصمة البريطانية (لندن)، وكان معين
يشارك مع شعراء فلسطينيين آخرين. جاء إلي الأمسية متأنقاً، وكما هو شأنه
فشعره ينفر كما لو أنه عرف حصان. جلس بجواري، وكنت أجلس أنا وصديقي ياسين
رفاعية وزوجته الشاعرة أمل جرّاح.

قلت له:
ـ الليلة ستكون ليلتك، صدّقني...
استفسر :
ـ بجد ؟
ـ نعم يا (أبو توفيق). الليلة ستكون ليلتك، ليلة (القصيدة)، الليلة ستتألّق، وتنال ما تستّحق من ثناء.
وهذا
ما كان. صعد معين، وفي القاعة كان شعراء، سياسيون، فنّانون عالميون،
تتقدمهم صديقة الشعب الفلسطيني، الفنّانة البريطانية العالمية (فانيسيا
ردغريف)، والصحافي البريطاني الكبير (مايكل آدمز) ، ومئات من حركات التحرر
العالمية. استحوذ معين علي الجو، شعراً وإلقاءً، وصفّق له الجمهور واقفاً،
صفّق للقصيدة:

مطر علي الشبّاك
في لون البنفسج والخزامي
مطر علي المرآة
في لون الدوالي والندامي
مطر علي البحر المسيّج
زبد وعوسج
موج يعبئ بالنوارس
لي المسدس
كانت تلك ليلة (معينيّة) حقاً، أفرحت معين.
في تونس، في المؤتمر العام لاتحاد العمّال الفلسطينيين تكررت تلك الأمسية، حيث قرأ معين (القصيدة).
بعدئذ لم ألتق بمعين، وجاء الخبر الفاجع: رحل معين بسيسو!
لم تسمح سلطات الاحتلال لجسد معين أن يدفن في غزّة، فدفن في مقبرة آل بسيسو في القاهرة...
الاحتلال
يخاف أجساد الشعراء، لأن الشعراء أمثال معين بسيسو لن يصمتوا بعد الموت،
فهم أحياء بشعرهم الذي تتناقله الأفواه، وتردده الحناجر، وتختزنه الذاكرة
الجمعية لشعبهم، وأمّتهم.

الاحتلال يكره الشعر والشعراء، لأن أجساد الشعراء الراحلين ستتحوّل إلي مزارات تتجدد عندها نداءات الحريّة والمقاومة...
من
وقّعوا علي اتفاق (أوسلو) لم يتفطنوا إلي بند ينص علي عودة جثامين
المبدعين الفلسطينيين، علي الأقل الذين من مدن وقري الضفّة والقطاع... من
العجيب أننا كلّما انتقدنا مسيرة الخراب الاستسلاميّة فلا نسمع سوي :
تعالوا ناضلوا معنا!

طيّب، أيها المناضلون: لماذا (نسيتم) أن تصطحبوا
معكم في (عودتكم) المظفّرة جثامين : كمال ناصر (بير زيت)، وحنّا مقبل
(الطيبة)، وعلي فودة (علاّر)، ومعين بسيسو (غزّة)، وجبرا إبراهيم جبرا
(بيت لحم)، وائل زعيتر (نابلس) وماجد أبو شرار (دورا).

نحن لا نريد أن
نحرجكم، ونطالبكم بإعادة جثامين: غسّان كنفاني، ناجي العلي، سميرة عزّام،
وأحمد عمر شاهين، فهؤلاء من: عكّا، الشجرة، الناصرة، الرملة،...

يا لهذا (السلام) الذي يحرم جثامين الشعراء، والكتّاب، والصحفيين، من حق العودة والدفن في مساقط رؤوسهم !
شاعر الوحدة الوطنيّة :
ظلّ
معين بسيسو شيوعيّاً حتى رحيله، ولكنه لم يكن متعصّباً، فهو كتب شعراً
جميلاً في جمال عبد الناصر، رغم أنه سجن في مصر مع مئات الشيوعيين... وهو
رغم أنه علي النقيض مع (الإخوان المسلمين) ، سار هو وشيوعيو غزّة،
والقوميون، كتفاً لكتف، معاً، يتقدمون الجماهير، رافضين التوطين، مطالبين
بالسلاح للمقاومة.

في مذكراته (دفاتر فلسطينيّة) يسرد معين ملامح تلك
المرحلة في منتصف الخمسينات، ويقدّم رموز (الإخوان المسلمين) بكّل
الاحترام، والإنصاف، رغم الخلاف الفكري، معتزاً بروح الوحدة الوطنيّة.

لقد حافظ شاعرنا الكبير علي صلاته الحميمة مع كل مناضلي تلك المرحلة حتى أيّامه الأخيرة...
اليوم،
ونحن نستعيد ذكراه، ونقرأ شعره، ونحن نري ما يحدث في وطننا فلسطين بكّل
فخر ـ ما جاءت به الانتخابات التشريعيّة الفلسطينيّة ـ نجدنا مدعوين
لصيانة روح الوحدة الوطنيّة التي ميّزت معين، ومنحته إضافة لقيمته الشعرية
احتراماً وطنياً، ودوراً قياديّاً.(...)

هذا هو الشعر، وهذا هو دوره :
في
آخر مقابلة أجراها معه تلفزيون الإمارات العربية ـ المذيع أحمد زين
العابدين ـ قال معين: الدور الذي يجب أن ينهض به الشعر العربي الآن هو أن
يقف مع الإنسان العربي، يقف مع الأمة العربيّة، يقف مع كل صديق لهذه
الأمة، في سبيل نهوضها، وفي هذه المرحلة علي الكلمة أن تكون صادقة، شجاعة،
وصريحة...

معين يفهم الحداثة كما يلي : أنا حينما أقرأ بعض القصائد أحس
أنني أقرأ باللغة الهيروغليفية . بعض الشعراء اعتقدوا أنهم حينما يتنكّرون
للتراث، للتقاليد الشعرية العظيمة يصبحون شعراء معاصرين...

وبطريقته
التهكمية يسخر ممن يدّعون أنهم يكتبون لأنفسهم : حسناً، إذا أردت أن تكتب
لنفسك، أن تكتب شيئاً لا يفهمه الناس، ولا يتفاعلون معه، فاكتب علي
المرآة، وانظر فتجد قصيدتك، وتري أيضاً وجهك، وهذا يكفي لتحقيق كل
طموحك... معين بسيسو من أوائل من كتبوا القصيدة الحديثة، قصيدة التفعيلة،
وهو مع كونه شاعراً جماهيريّاً لا يغيب عن باله سؤال الشعر العظيم.

قرأت
مرّة للناقد السوري الصديق الراحل محيي الدين صبحي أن شعر معين ينطبق عليه
مصطلح الشعر الخشن الذي ورد في كتاب (الشعر) لأرسطو، وهذا ما جعل الكتابة
عنه صعبة رغم سهولة وبساطة هذا الشعر...

من جهتي فأنا أشارك محيي الدين
صبحي هذا الرأي، فالشعر العظيم لا يحتاج لفّك الطلاسم، ورسم المثلثات،
والمكعبات، وتقويله ما لم يقل...

معين يا صوت الضحايا :
اليوم نردد مع الشاعر المصري :
يا معين يا صوت الضحايا
تملّي صوتك معايا
ومع معين ننشد :
قد أقبلوا فلا مساومة
المجد للمقاومة
المجد
لمقاومة الإنسان العربي في فلسطين، في العراق، في لبنان، المجد للمقاومة
الإنسانيّة تتحدّي ظلم أمريكا، وعدوانيتها وحليفتها الصهيونيّة...

المجد للشعر، للكتابة تنحاز للإنسان، للعدل، للكرامة الإنسانيّة، للحب بكّل تجليّاته...
البداية

إلى طفلتي دالية
وكمصلوب يحلم.
الأرض النائية كنجم.
لو يسمع وقع خطاه...
أنا أحلم أن نمشي.
في كفي شعلة أزهار.
وورائي أعلام الدمية.
تتلوى فوق الأسوار.
مصلوبك يا وطني يحلم
الأرض النائية كنجم
لو يسمع وقع خطاه...
وورائي أعلام الدمية.
أمراس جليد.
تتلوى فوق الأسوار.
ألف شتاء قد مر وما زال
مصلوبك يا وطني يحلم
لو تلمس قدماه،
الأرض النائية كنجم
لو يمشي
لو يسمع وقع خطاه...
البداية

المعركة
أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
وانظر إلى شفتي أطبقتا على هوج الرياح
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح
واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حمر الجبال
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة
فإذا سقطنا يا رفيقي في حجيم المعركة
فإذا سقطنا يا رفيقي في حجيم المعركة
فانظر تجد علما يرفرف فوق نار المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة
البداية

ثلاثة جدران لحجرة التعذيب
(عند طلوع الفجر )
ساقاومْ...
ما زالَ في الجدارِ صفحةٌ بيضاءْ
ولم تذبْ أصابعُ الكفينِ بعدُ...
هناكَ من يدَقْ
برقيةٌ عبر الجدارْ
قدْ أصبحتْ أسلاكُنا عروقُنا
عروقُ هذه الجدرانْ...
دماؤنا تصبُّ كلُّها،
تصبُّ في عروقِ هذه الجدرانْ...
برقيةٌ عبرَ الجدارْ
قد أغلقوا زنزانةً جديدهْ
قد قتلوا سجينْ...
قد فَتَحوا زنزانةً جديدهْ
قد أحضروا سجينْ...
********
(عندما ينتصف النهار )
قد وضعُوا أمامي الورقْ،
قد وضعُوا أمامي القلمْ
قد وضعوا مفتاحَ بيتي في يدَي
الورقُ الذي أرادوا أن يُلطِّخوهُ
قال: قاومْ َ
والقلمُ الذي أرادوا أن يُمرِّغوا جبينَهُ في الوحلِ
قالَ: قاومْ
مفتاحَ بيتي قالَ: باسمِ كلِّ حجرٍ
في بيتكَ الصغيرِ قاومْ
ونقرةٌ على الجداره
برقيةٌ عبرَ الجدارِ من يدٍٍ محطّمهْ
تقولُ: قاومْ
والمطرُ الذي يسقطُ
يضربُ سقفَ حجرةِ التعذيبْ
كلُّ قطرةٍ
تصيحُ: قاومْ...
********
(بعد غروب الشمس)
لا أحدٌ معي
لا أحدٌ يسمعُ صوتَ ذلك الرجلْ
لا أحدٌ يراهُ
في كلِّ ليلةٍ وحينما الجدرانْ
تُغْلقُ والأبوابْ...
يخرجُ من جِراحَي التي تسيلْ
وفي زنزانتي يسيرْ
كانَ أنا،
وكانَ مثلما كنتُ أنا...
فمرةً أراهُ طفلاً
ومرةً أراهُ في العشرينْ
كانَ عزائيَ الوحيدْ
وحبيَ الوحيدْ
كان رسالتي التي أكتبها في كلِّ ليلةٍ
وكانَ طابعَ البريدْ
للعالم الكبيرْ
للوطنِ الصغيرْ
في هذهِ الليلةِ قد رأيتُهُ
يخرجُ من جراحي، ساهماً معذباً حزينْ
يسيرُ صامتاً ولا يقولْ
شيئاً كأنهُ يقولْ:
لن تراني مرةً ثانيةً لو اعترفتْ
لو كتبتْ...
البداية

نافذة الكهف
في مكان ينهار فيه الجناح
وتسوق الزمان فيه الرياح
ويفوح النسيان ألهثه الموت
كأفعى قد ألهثتها جراح
ويخاف السكون منه كطفل
علقت في ثيابه الأشباح
كوكب ترصد النهاية عيناه
ولا شاطىء ولا ملاّح
ليس فيه من الحياة سوى الليل
ضريرا يقوده مصباح
وصحارى من العواصف تلتفّ
عليها من اللّظى أدواح
وسماء من الخرائب تجتاح
سماء نجومها أرواح
صور من براعم الموت فاحت
في عيون دموعها أقداح
ليس تدري آفاقها من شذاها
أين يهوى المجداف والإصباح
وهي ما أورق الفراغ دلاء
وهي ما أجدب السكون رماح
***
أنا في النهر صورة كسرتها
يد أعمى خياله لمّاح
فتماسكت عالقا بظلاّ لي
وهي تطفو كأنها ألواح
وتلفتّ والرجاء غراب
ضلّ , واليأس طائر صدّاح
والمصبّ العملاق أعور كالشمس
قد اجتاح رأسه مجتاح
وحرام على المصبّ ابتلاعي
وأنا منه جدول فوّاح
فنيت قوتي ومات خريري
ودعاني هديره الصيّاح
فتلعثمت ثمّ ناديت لبّيك
وجدّفت والهوى فضّاح
وإذا النّهر والرّياح دموع
في مآقيه والخرير نوّاح
نفضته أعماقه وتغشّى
ضفتيه من الضباب وشاح
فجرى عاصفا وحوّل مجراه
شتاء مزلزل وكفاح
البداية

لمعة
أين عيناك تبصران شموعي
وهي تذوي على ركام دموعي
أين عيناك تبصران عصافير
شبابي في عنفوان الربيع
ظامئات تنقرّ الحجر
الراشح ألقته ثورة الينبوع
جائعات تلوك ما قطع الزارع
من زهره الهزيل الصريع
لاهثات كأنها نفس النجم
وراء السّحاب قبل الطلوع
اين كفّاك تجمعان الذي
يسقط من عقد عمري المقطوع
فهي قد جمعّته من صدف الشا
طىء أمّي ومن غريب الزروع
أين عيناك أين قلبك يسترجع
دقّات قلبي المفجوع
وهو كالطائر الرضيع وقد أصبح
فوق الغصون غير رضيع
يبصر الريح وهي تعتصر النهر
وتلقيه كومة من نجيع
غير أني على الخرائب وحدي
ساهرا أصطلي لهيب شموعي
أرقب النجم وهو نور منيع
يترامى على الفضاء المنيع
وأشمّ الأمواج وهي قرابين
تضّحى للزورق المصدوع
وأحسّ الطوفان وهو على القمة
يتلو بصوته المسموع
قصة اليأس وهو يمشي على الأر
ض برأس مكلّل مرفوع
البداية

الجبل الزاني
عصى جرسي هذا هو الجبل الزاني
وهذا هو الرجّام ذو النفس الفاني
فلا تطرقي شبّاكه فهو شمعة
تخبؤها الظلماء عن نجمك الداني
ولكن أضيئي خطوة في طريقه
فإنّ الضياء الحرّ خطوة إنسان
فهذا سياج لم يكن ظلّ طائر
ولكّنه ظلّ لصخرة سجّان
هو القفر لا يسقي وكم في دلائه
من الجبل المرجوم أنجم غدران
عصا جرسي قد تسعد الطين زهرة
تفوح به أو يسعد الطلل الباني
وما النّار إلاّ باصطلاء جذورها
تعيش فكوني المصطلي الساهر الحاني
وهذا تراب لم تزل فيه ناره
وإن ذاذ عنها الريح مطفئها الجاني
فلمّي من الأحطاب تمثال غابة
ونادي له القاصي ونادي له الداني
فقد كان ميناء الحياة رصيفها
وداع لألوان لقاء لألوان
وحين يضيء الليل كلّ نجومه
وتعلو من الأمواج صيحة طوفان
أريقي به النار التي لم ترق به
وإن سكبتها فيه قبلك عينان
ونادي له الطفل الذي لم يزل له
ليحرق أحلام الحياة بأغصان
وقولي له والسحب تهوي بجمره
وترسم ألواحا بريشة ربّان
سلام مجير الطّفل من ثدي أمّه
سلام غريق لا يلوح بشطآن
البداية

النمل
أتظمىء عينيك السماء وتستستقي
وأشرب من نهر التراب وأستبقي
وتعلو أعشاش النجوم بنخلة
من الريح أعلوها بسنبلة العمق
وتشمخ في قشّ الفراغ منقرا
سحائب أنفاسي فيمطر بي خفقي
وأمخر رايات الرياح لخيمة
معششة الأسوار في جبل الرقّ
وأشرف من نجم السياج ملوّحا
إلى النمل مطروف الحصاد على الأفق
فرّطت بمحراثي غصوني لنملة
وكم نملة شجراء تصفر في عرقي
تسامر عينيها قيود من الحصى
فتنعس والأصداء موغلة الطرق
كجارية الأحلام في برعم خبا
به الليل أغفت كالحمامة في الطوق
حكايتها والشّمس خيط غزلته
حكاية مصباحي المسافر في الشرق
تعلّق في ثوبي كمؤودة رأت
ضفائرها واللّيل يبزغ للنطق
إلى غدر أمشي وطيّ عباءتي
غدير وقيد صام فيه عن الحرق
أريق له ناري على ساق شمعة
تقاذفها جزر الهدير إلى عنقي
وأنت بمجداف السّماء تزورني
تكتحل عيني بالزوابع والبرق
وشمسك في ليلي فضاء سلكته
إليك وأغلالي تجاذبني عنقي
ترابي في كفّي وريحي طائر
أناخ جناحيه وأغمض في أفقي
البداية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معين بسيسو في الذاكرة..استشهد الماء ولم يزل يقاتل الندى!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المناضل ابن غزة معين بسيسو
» شعراء من فلسطين ... معين بسيسو
» النائب الحجوج :إن أصعب شيئ على الانسان هو أن يُقتل على يد من يقاتل من أجلهم
» (مجموعة فخاخ وعصافير) : قبلات الندى
» استشهد القيادى البارز فى حركة حماس سعيد صيام وابنه وشقيقه فى غارة اسرائيلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة الشؤون السياسية :: مقالات ودرسات عربية وعالمية-
انتقل الى: