رئيس سابق للبرلمان الاسرائيلي يقترح تشكيل حزب يهودي عربي يرفع شعار المساواة

رئيس سابق للبرلمان الاسرائيلي يقترح تشكيل حزب يهودي عربي
يرفع شعار المساواة التامة بدون تمييز ويعمل لانهاء الاحتلال
السبت يوليو 24 2010

مساواة من دون تمييز وعمل لإنهاء الاحتلال

تل ابيب – – كتب الرئيس السابق للبرلمان الاسرائيلي (الكنيست) ابراهام بورغ مقالاً نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يقول فيه ان الوقت قد حان لقيام حزب اسرائيلي جديد، حزب يهودي عربي، يرفع شعار الالتزام الكامل بالمساواة، وخال تماما من اي شائبة تمييز او عنصرية.

ويقول بورغ، وهو من دعاة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية: "ان ثاني الاعوام في الحكم هو دوما عام توضيح الامور. فطاقة الحكومة تكون قد وهنت وضعفها اضحى جليا، ويمكن لكل من لديه حاسة الشم ان يشتم مخاوفها. وما لم تتدخل القدرة الالهية، بحدث مثل حالة وفاة مفاجئة او سلام يفرض بالقوة او ادانة دراماتيكية او عفو مفاجئ، فان كل شيء مكشوف في العلن ويمكن التنبؤ به. الأمر بسيط وتبسيطي لدرجة مخيفة.

وعلى الرغم من ان الحرس القديم يكون قد أرهقه التعب واستنفد طاقته، وان القوى الجديدة تكون مفعمة بالحيوية، فانه الرياح لا تحمل معها اي تغيير حقيقي. ويعمد الشخصية التلفزيونية يائير لابيد ورئيس الاركان السابق دان حالوتس الى حياكة خطة، ولهما ما يبرر ذلك ولديهما المهارة، لملء الفراغ الضحل لحزب "كاديما". اما ارييه درعي فيقوم بفحص درجة حرارة جثمان "شاس" وإيلي يشاي، بطلب من الحاخام بطبيعة الحال.

أما المخضرمون من شبان حرس حزب "العمل" فلا يزالون ينتظرون في مجالسهم، كما هو متوقع منهم، يصحبهم الوزير السابق عوزي برعام ويواصلون تخطيط الهجوم الكبير. بل ان من بقي من حزب "ميرتز" يحاول كل اسبوع الافادة مجدداً من الفحم الذي احترق منذ زمن طويل.

وهناك ما يبرر ما يقوم به هؤلاء جميعا لان النظام السياسي في شكله الحالي يستحق نفضة قوية ولا بد من قص فروعه الميتة والتخلص منها، ولا بد من التخلص من الحشائش والاجزاء غير اللازمة باقتلاعها من جذورها. ومع ان هناك ما يبرر لهؤلاء ما يفعلون، فانهم اناس مملون من ذات النوعية السابقة. وليست افعالهم الا محاولة لاحلال السمك النافق باسماك اخرى ستموت ايضا. وسبب ذلك هو ان ليس هناك من لديه الاستعداد للاعتراف بان الماء ملوث ولا بد من تغيير مياه البحر.

نحن بحاجة في كل منحى من مناحي الصدع الاسرائيلي

ابراهام بورغ

الى محيط سياسي جديد ونظيف: في قضايا الحرب والسلم، وفي المجال الوسيط بين الدين والدولة، وفي المساحات الفاصلة بين الغالبية اليهودية العديمة الحساسية والاقليات المضطهدة. كما ان هناك فجوة بين الأغنياء الذين يزدادون ثراء والمحرومين الذين يتناقص ما يحصلون عليه اكثر فاكثر.

ولا يزال الوضع السياسي الحالي يقوم على اساس مفاهيم الايام الاولى للصهيونية. فالتباين بين الصهيونية والارثوذكسية المتشددة اصبح مظهرا ثابتا مع بداية القرن العشرين. وقد استمر التحدي الذي يمثله العرب في اسرائيل في المراوحة مكانه منذ العام 1948. ولن يمضي وقت طويل قبل ان تحتفل اسرائيل بالذكرى الـ 50 للاحتلال وما يحمله من مظالم. والتاريخ مليء بالتفاعلات المأساوية، اما ما يُعرض في الوقت الحاضر فضئيل للغاية.

ان اشد تهديد داخلي بالنسبة لوجود اسرائيل هو تآكل الديمقراطية الاسرائيلية التي فقدت بالفعل فحواها الاساسية – وهي قيم الحرية والالتزام الكامل تجاه مواطنيها جميعا.

لقد آن الأوان لبروز اقتراح جديد، اقتراح يتسم بالاثارة والتحدي. ولقيام حزب اسرائيلي، حزب يهودي عربي اسرائيلي، يرفع شعار الالتزام التام بالمساوة، من دون اي شائبة من تمييز وعنصرية. وينبغي ان يكون خاليا من تعقيدات "ميريتس" ومن اعباء"حداش" العاطفية. حزب يبحر بعيدا الى ما بعد الصيغة الحرفية للصهيونية التقليدية، التي تتجاهل حتى هذا اليوم توضيح موقع العرب في اسرائيل. حزب يطالب بالمساواة الكاملة لجميع مواطني اسرائيل، ذلك النوع من المساواة الذي نطالب به لليهود في الشتات اينما كانوا يعيشون.

وسيكافح حزب "العدالة الاسرائيلية" (شيفيون يسرائيل) – واختصارا بالعبرية شاي، الهدية- لقيام دولة ديمقراطية بالكامل. وسيناضل الحزب ضد التناقض الداخلي لـ"دولة يهودية وديمقراطية"، وهو ما يعني حصة كبيرة من الديمقراطية لليهود وقومية يهودية زائدة عن الحد للعرب (في اسرائيل). وسيكون حزبا لمن يلتزمون بالقيم المثلى العالمية والقيم الاسرائيلية الثقافية المتعلقة بكرامة الانسان والسعي الى السلام والرغبة في الحرية والعدالة والمساواة.

ومن يدلي بصوته للحزب ومرشحيه يقبل بتعريف اسرائيل كـ "دولة نظامها ديمقراطي ومتوازن، لجميع مواطنيها وطوائفها. دولة يختار اليهود فيها تجديد سيادتهم ويميلون الى الاعتراف بحق تقرير المصير". وعلى الجانب العملي فان تفسير هذا الالتزام يظهر في بذل جهود كبيرة لتغيير ميزان القوى الاجتماعية التي تبدو ظالمة، لمنح فرص عادلة لجميع سكان اسرائيل ايا كانت خلفيتهم القومية واصولهم العرقية وميولهم الجنسية.

وسيعمد الحزب الجديد الى التعاون مع اي من الذين يبدون استعدادا للعودة الى حدود سلمية والمساعدة في انهاء الاحتلال وكل انواع المظالم التي انبثقت منه. وسيحتل هذا الحزب مكان الصدارة في النضال ضد الحقد والاستفزاز، وسيكون لكل من يئس من المشهد السياسي الاسرائيلي الحالي. وسيمنح فرص قيام روابط قوية لكل من سئم من كل شيء يرقى الى مرتبة الاستحالة بالنسبة الى الوضع القائم حاليا.

» أنباء عن تشكيل وزير ليبي سابق حكومة مؤقتة في بنغازي
» الدوايمة / مقال من جريدة هارتس الشباب الاسرائيلي زعيم عربي : على غرار العجمي مدير
» مرشحون للبرلمان الاردني من ابناء قرية الدوايمة
» نتنياهو يقترح حل مشكلة اللاجئين خارج حدود 48 مقابل الدولة
» وسط تصاعد التضييق عليهم فلسطينيو48.. حلم المساواة الغائبة والأرض المسلوبة