معاناة فلسطينيي العراق في ايطاليا

صحيفة ايطالية :
تحقق في معاناة فلسطينيي العراق في ايطاليا
وتكشف أسباب غياب أطفالهم عن المدارس

بعد انتشار خبر المعاناة التي يعيشها فلسطينيو العراق المتواجدين في ايطاليا، وتداول أنباء مفادها أن الطلبة متوقفين عن الدراسة، أجرت صحيفة" gazzetta del sud " الايطالية تحقيقا بالموضوع، لمعرفة الأسباب الكامنة وراء غياب الطلبة الفلسطينيين عن المدارس، فاكتشفت أن هناك إهمال واضح من قبل الحكومة الايطالية اتجاه فلسطينيي العراق المتواجدين على أراضيها.

فرغم أن الدخول المدرسي قد حل لم تكلف الحكومة نفسها عناء توزيع أدوات ومستلزمات الدراسة على الطلبة، كما لم تصرف راتب المعونة للاجئين لهذا الشهر، رغم احتجاجهم على الوضع ومقابلتهم لمسؤولي ببلديتي كالونيا ورياتشي، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.

كما تطرق التقرير المنشور على ذات الجريدة عن الوضع المأساوي الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني، وكيف غررت به المفوضية والموفد الايطالي اللذان قدما وعودا بضمان حق اللاجئ وفق ما تقره المعاهدات والمواثيق الدولية، إلا أن كل تلك الوعود كانت زورا وبهتانا.

و توجهت الصحيفة لمسؤول بالبلدية للاستفسار حول راتب المعونة، حيث صرح : "أنه ولحد الآن لم تستلم البلدية شيئا من الوزارة" لتتساءل الصحيفة عما إذا كانت البلدية عاجزة عن توفير بضع حقائب مدرسية، ودفاتر وأقلام ؟؟

و أكدت الصحيفة عبر تقريرها، أن توزيع الرواتب لا يزال معلقا، ولحد الساعة لم تستلم لعائلات اللاجئة رواتبها، كما أن وضع اللاجئين يسير من السيئ نحو الأسوء.

المصدر: صحيفة غازيتا ديل سود

حقائق خطيرة عن وضع لاجئي فلسطينيي العراق في ايطاليا

معاناة فلسطينيي العراق في ايطاليا 634201070974191877

ايطاليا تسير على خطى البرازيل واللاجئون يشدون الرحال نحو المجهول

أفادت مصادر موثوقة لموقع بلا حدود الإخباري ، تفيد بأن اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في ايطاليا والقادمين من مخيم التنف عن طريق الأمم المتحدة قد وصلهم إشعار بانتهاء برنامج المساعدات خلال السنة القادمة، وعليهم تدبر أمورهم من حيث السكن والراتب، انتقل ممثل موقع بلا حدود الإخباري الأخ أبو عمر إلى عين المكان، وقام بمتابعة حيثيات الموضوع، من خلال زيارة لاجئي فلسطينيي العراق المقيمين ببلدية كالونيا، ورياتشي.

وقد أجرى موفد بلا حدود مقابلات مع بعض اللاجئين الذين أبدوا كلهم تخوفا من المستقبل المجهول، خصوصا بعد صدور قرار إيقاف البرنامج، وشح فرص العمل بل وانعدامها علما بأنهم وزعوا على مناطق ريفية، إلى جانب استيائهم من التضليل الذي تعرضوا له من قبل المفوضية والموفد الايطالي، الذي وعدهم بتأمين سكن لائق مدى الحياة، وتوفير فرص عمل وإدماج، ولكن .... وجد اللاجئون أنفسهم أمام واقع آخر يختلف تمام عما روجت له المفوضية.

وضعنا زفت والحمد لله ....

"وضعنا زفت والحمد لله" بهذه العبارات افتتحت الحاجة أم رأفت حديثها، واصفة القرار بالمجحف، مواصلة أنهم سيطردونهم من البيوت بالقوة في حال لم يخرجوا منها في الأجل المحدد، وأعقبت: " لا توجد فرص عمل للشباب حتى، وهم جالسون بالبيوت مثلهم مثلنا، فمن أين لنا تأمين إيجار بيت في غياب العمل" مؤكدة: "أن الوضع يسير على الخطوات التي سارت عليها أوضاع اللاجئين بالبرازيل وأنه لا فرق بين المخيم وبين ايطاليا إلا في الجو" متابعة بلهجة قوية: "مهضومين ومحرومين إحنا فلسطينية العراق"

أما الحاج محمود التينة فلم يكن استياؤه من الوضع أقل وتيرة حيث قال: " كنا نعيش الموت بالمخيم، ونقلونا إلى موت آخر ولكنه أبطأ أحضرونا إلى ايطاليا لنموت ولكن ببطء، في ايطاليا تدمرنا، لقد دمرونا" مضيفا أن: " العمل مفقود، والتعليم يفتقر لأدنى الظروف اللائقة، بسبب أن الأماكن محدودة جدا" متابعا: " شردوا آباءنا من فلسطين، ونحن تشردنا من العراق إلى المخيم فإيطاليا والآن ينوون تشريدنا بالشارع، هذه جريمة بحقنا"

كل ما بني على الغش باطل ... ومجيئنا إلى ايطاليا باطل

وعند مقابلة الشيخ أبو علي قال: " نعيش في ظلام لأننا لا نعرف مصيرنا، و سنتين لا تكفي للاندماج، كما أن المنطقة ريفية وتنعدم بها فرص العمل، وعليه لا مستقبل لشبابنا وأولادنا إلا إذا تم تصحيح المشروع والعمل بالقانون الأوروبي الخاص باللاجئ السياسي، وإيجاد فرص عمل لنا" وفي رده على سؤال موفدنا فيما يتعلق بالخلل وأين يكمن رد الشيخ أبو علي قائلا: " الغلط في طبيعة المشروع نفسه، فقد جئنا ايطاليا باعتبارها جزء من أوروبا، ووعدنا المندوب الايطالي قبل مجيئنا من مخيم التنف بمجمع سكني، وأكد لنا أن أشغاله لم يبق منها إلا 20 بالمائة، ولكن حين وصلنا تبين لنا أنه لا يوجد لا مجمع ولا سكن مدى الحياة، وبالتالي أتوا بنا عن غش وكل شيء مبني على الغش باطل، إلا إذا ضمنوا لنا مستقبل سكننا ومستقبل أولادنا" متابعا: " العقد مدته سنتان، وهناك جهات تقول أنه يمكن تمديده سنة أو ستة أشهر أو خلال السنتين نطرد كما أتينا، واحتمال أن نتعرض لأسوء ما تعرض له لاجئو البرازيل باعتبارنا أكثر عدد منهم ومقسمين على بلديتين، خلاصة الكلام أن مجيئنا لايطاليا باطل" وعندما توجهنا له بالسؤال عن موقف الأمم المتحدة أجاب الشيخ أبو علي: " إن الأمم المتحدة سحبت يدها نهائيا وصرحت لنا أن دورها انتهى بمجرد مجيئنا، يعني ليس لهم أي دور وإن كان فسيكون مساندا للايطاليين، وأول من أبلغنا أنه مع انقضاء السنتين ستخرجون بأمتعتكم هو احد مسؤولي المفوضية، فكل شيء مجهول".

أما الأخ علي فقال: " لا أحد يستطيع تحمل حياة المخيم، والحرائق، كما أننا تخوفنا من رفض توطيننا في ايطاليا لأن هناك عائلات عوقبت من جراء رفضها، ولكن تمنيت لو أن سوريا فتحت أبوابها أمامنا، البعض قد يعارضني ولكن لو ضمنا فيها فقط السكن والعمل وبقينا ببلد عربي كان أحسن من ايطاليا، لأنه لا فرق بينهما في الظروف على العكس سوريا على الأقل بلد عربي مسلم" متابعا حديثه: " ما الفرق فلو قارنا أبسط دولة عربية هي أحسن من ايطاليا بكل المقومات"

نظرة الشباب .... تفاؤل لا يخلو من التخوف

ورغم أن الشباب كانوا أكثر تفاؤلا وحاولوا قدر الإمكان التركيز على وحدة الكلمة ولكن لهجتهم لم تخلوا من التخوف اتجاه القادم حيث يقول وليد خالد نائل: " نقول الحمد لله، ولكن دائما الإنسان يتطلع للمستقبل ولحد الآن لا شيء واضح المعالم" وفي جوابه عن سؤالنا حول وقف برنامج المساعدات قال وليد: " هناك تخوف من هذا الموضوع، خصوصا بعد الذي جرى للاجئين في البرازيل، ولكن دامت هناك ألفة وكلنا يد واحدة ونيتنا صافية سنحصل حقوقنا إن شاء الله"

وفي نفس السياق يقول رأفت الذي مر على قدومه من التنف ثمانية أشهر: " إن الوضع صعب ونحن كلاجئين نجهل القانون وبالتالي نواجه العديد من الصعوبات" وفي سؤالنا عن الوضع بايطاليا أجاب رأفت: "لحد الآن الأمور غير واضحة، لأننا نجهل ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات، فلا عمل ولا مدارس لغة لائقة للاندماج" مضيفا : "أن الكل مقصر بمن فيهم المفوضية والبلدية"

وللأطفال نصيبهم من المعاناة لأنهم وبكل بساطة ولدوا وعلى جبينهم مكتوب بالبنط العريض فلسطينيون، ففي مقابلة موفدنا بالطفل احمد عامر الذي لا يزال غير مدرك لما سيحل به وبعائلته لصغر سنة وبراءته حيث يقول تارة : " أنا غير مرتاح بايطاليا" وتارة أخرى يقول : " ايطاليا أحسن من المخيم ولكن أبي لا يعمل وهو معي طول الوقت"

لنخلص في النهاية إلى أن الكل يتفق على توفير فرص عمل وتعليم لائقين، حتى يستطيعوا على الأقل دفع إيجارات بيوتهم والعيش بكرامة، فإن انعدم هذين الأمرين لابد لايطاليا أن تتحمل مسؤوليتهم وتفي بوعودها بالسكن الدائم، وإلا فسيكون مصيرهم أسوء من مصير لاجئي البرازيل.

المصدر : بلا حدود الإخباري

» أين فلسطينيي العراق من وثائق ويكيليكس؟
» شبكات «الموساد» تلاحق فلسطينيي العراق
» الفلسطينيون في العراق.. معاناة الحاضر والمستقبل!
» استمرار معاناة الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في العراق
» التلفزيون الفرنسي طائرة زين العابدين بن على تحط في ايطاليا