ذكريات تاريخية فاصلة في سجل الاحداث العربية تزامنا مع مرور عقد على انطلاق "انتفاضة الاقصى"

ذكريات تاريخية فاصلة في سجل الاحداث العربية

تزامنا مع مرور عقد على انطلاق "انتفاضة الاقصى"

الثلاثاء سبتمبر 28 2010

ذكريات تاريخية فاصلة في سجل الاحداث العربية تزامنا مع مرور عقد على انطلاق "انتفاضة الاقصى" 10-years-intifada

قادة الشعب الفلسطيني كانوا وقود انتفاضة غيرت وجه القضية

القدس، القاهرة، دمشق - ذكريات تاريخية فاصلة في سجل الاحداث العربية تزامنا مع مرور عقد على انطلاق "انتفاضة الاقصى" Alqudslogo2

ذكريات تاريخية فاصلة في سجل الاحداث العربية تزامنا مع مرور عقد على انطلاق "انتفاضة الاقصى" Alqudslogo2

- في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) تتزامن مناسبات أربع تلخص في معانيها ودلالاتها طبيعة التحديات وسبل مواجهتها في آن واحد. واجملت صحيفة "السفير" اللبنانية هذه المناسبات كما يلي:

ففي 28/9/1961 استفاقت الأمة على حدث جلل في حياتها حين نجحت مؤامرة الانفصال المشؤوم في إنهاء أول وحدة عربية معاصرة بين مصر وسوريا، فلم تدّمر حلماً انتظره العرب طويلاً فحسب، بل كانت إشارة انطلاق لأخطر هجمة استعمارية وصهيونية ضد وحدة الأمة وهويتها ووجودها، ولم يكن الانفصال مجرد ثأر استعماري لاتفاقية سايكس – بيكو فحسب، بل كان إيذاناً بالانتقال من مخطط تجزئة الوطن العربي إلى مشروع تفتيت كل كيان من كياناته الوطنية بهدف تأبيد التجزئة والتمزق والتخلف والقهر على مستوى الأمة.

وفي 28/9/1970، وبعدما خسرت الأمة دولة الوحدة، فقدت قائد تلك الوحدة، ورمز الحركة القومية المعاصرة جمال عبد الناصر لتواصل القوى المعادية هجومها، في ظل فراغ كبير خلّفه رحيل القائد الكبير على مستوى الأمة عموماً، وفي قطرها الأكبر، مصر، التي سعى الأعداء إلى إخراجها من الصراع المصيري مع العدو بهدف إنهاء الصراع نفسه على حساب الحقوق والوجود والكرامة.

وفي 28/9/1982، شهدت الأمة حدثاً فاق بدلالاته التاريخية مساحته الجغرافية، فنجحت ثلة من المقاومين الأحرار في تحرير ثاني عاصمة عربية احتلها العدو، الذي لم يغادرها من دون شروط أو مفاوضات أو تنازلات فقط، بل غادرها مندحراً فيما مكبرات الصوت تحمل نداءات جنوده: يا أبناء بيروت نحن راحلون فلا تطلقوا النار علينا، وبرز بذلك نهج المقاومة العربية من جديد مستعيداً أمجاد معركة بور سعيد الخالدة عام 1956، ومعركة الكرامة المجيدة عام 1968، ومدشناً مرحلة جديدة من المقاومة نجحت في تحرير ارض محتلة في جنوب لبنان عام 2000، ثم في قطاع غزة العصّي على الاحتلال.

وفي 28 أيلول (سبتمبر) عام 2000، وفي قلب تفاعل مستمر ومتواصل بين روح الثورة في فلسطين، وانتصار المقاومة في لبنان، انطلقت انتفاضة الأقصى المبارك في الأرض الفلسطينية المحتلة لتعيد الصراع إلى الداخل الفلسطيني بعدما ظّنت اسرائيل أنها قد نجحت في إخراجه منها ليحوله إلى صراع دموي مرير بين الشتات الفلسطيني وبين الدول المضيفة لهذا الشتات.

"انتفاضة الاقصى"

في الثامن والعشرين من ايلول (سبتمبر) من عام 2000، دخلت تاريخ السجل الفلسطيني الحافل بالتواريخ مرحلة حاسمة. كان ذلك يوم اندلعت الانتفاضة الثانية بعد فشل المفاوضات وكانت الأرضية جاهزة، شعبياً وقياديّاً، للهبّة.

صحيفة "الاخبار" اللبنانية قالت في عددها الصادرعشر سنوات على انتفاضة الأقصى التي كانت شرارتها الأولى مع دخول زعيم حزب "ليكود" في ذلك الوقت، أرييل شارون، إلى باحة المسجد الأقصى. كان ذلك العنوان العريض لاندلاع المواجهات، بداية من القدس المحتلة قبل أن تنتقل إلى الضفة الغربية وبعض مناطق فلسطين التاريخية، في ما عرف لاحقاً باسم "هبّة أكتوبر".

عشر سنوات، لم يعلن أحد خلالها نهاية الانتفاضة، وإن كان وهجها قد خبا، وطغت عليها مسائل أخرى على علاقة بالداخل الفلسطيني والانقسامات والحسابات السياسية والأمنية التي تحكّمت بمسار الانتفاض، وفي النهاية أنهاه فعلياً. عشر سنوات تقسّمت خلالها الأحداث إلى مراحل مفصليّة. البداية كانت مع شرارة الانتفاضة في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر). مرحلة استمرت لنحو عامين كانت خلالها المواجهات متفرّقة بالحجارة في العديد من مدن الضفة الغربية، مع ظهور جديد لعمليات المقاومة، كان عنوانها الأبرز في ذلك الحين "كتائب شهداء الأقصى" المنبثقة من حركة "فتح".

الكتائب كانت الحركة التصحيحة الأبرز في "فتح"، بعدما كانت قد انخرطت عملية التسوية خلال السنوات السبع السابقة للانتفاضة إلى حين انهيار المفاوضات في كامب ديفيد وطابا.

انتفاضة الأقصى لم تكن مشابهة للانتفاضة الأولى في عام 1987. كان الاختلاف في دخول السلاح عنصراً أساسياً في تلك المرحلة. دخول كان بقرار مباشر من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وينقل أحد المقربين من الرئيس الراحل عرفات في ذلك الوقت مجموعة حوارات كانت تشير إلى رغبة أبو عمار في عسكرة الانتفاضة.

ويقول المصدر إنه حين كان يأتي المسؤولون الفلسطينيون ليبلغوا عرفات عن سقوط شهداء، كان يقول باللكنة المصرية المعروف فيها: "وإحنا ما قتلناش حد، سلاحنا فين". وحين أبلغوه بالعملية الأولى التي قُتل خلالها جنود إسرائيليون قال: "افتكرتكم حتقولولي إنكم دمرتم دبابة ولا فجرتم مدرعة".

المحيطون بعرفات حينها فهموا مغزى حديثه، لتنطلق بعدها سلسلة العمليات الفدائية والاستشهادية، وصولاً إلى عملية نتانيا الاستشهادية في السابع والعشرين من آذار (مارس) 2002، التي نفذها الشهيد عبد الباسط عودة وأدت إلى سقوط 29 قتيلاً وأكثر من 100 جريح في أحد مطاعم المدينة الإسرائيلية.

العملية كانت ذريعة لإطلاق المرحلة الثانية من الانتفاضة مع شنّ قوات الاحتلال عدوان "السور الواقي" في الضفة الغربية. ورغم أن الشهيد عودة كان منتميّاً إلى "كتائب عز الدين القسّام" التابعة لحركة "حماس"، إلا أن إسرائيل حمّلت عرفات المسؤولية، وجعلت منه الهدف الأول لعدوانها بعدما حاصرته في مقر المقاطعة في رام الله.

إضافة إلى حصار عرفات في المقاطعة، كان لعدوان السور الواقي محطتان بارزتان امتدت آثارهما إلى ما بعده. الأولى كانت حصار كنيسة المهد في بيت لحم، حيث تحصن عدد من المقاومين الفلسطينيين من مختلف الفصائل. حصار لم ينته بوقف الأعمال القتاليّة، إذ بقيت الاشتباكات في محيط الكنيسة إلى أن جرى الاتفاق على عمليات إبعاد للمقاومين إلى إيرلندا وقبرص وقطاع غزة.

المحطة الثانية في العدوان كانت في أسطورة الصمود في مخيم جنين، أو "جنينغراد" كما كان يحلو لأبو عمّار تسميته. في مساحة كيلومتر مربع واحد، نجح رجال المقاومة في وقف تقدّم قوات الاحتلال وكبدوها 23 قتيلاً، 13 منهم في كمين واحد. أسطورة الصمود انتهت حينها بتدمير 150 وحدة سكنية تدميراً كاملة، و80 وحدة جزئياً، وإحراق 60 وحدة أخرى، مع حصيلة من 58 شهيداً.

النهاية الفعلية للانتفاضة، التي لم تُعلن، كانت مع اغتيال الشهيد عرفات في 11 تشرين الثاني من عام 2004. بعدها دخل الفلسطينيون في متاهاتهم الداخلية، وانتخاباتهم الرئاسية، ثم التشريعية، التي أودت إلى حال الانقسام القائم حالياً. ورغم ذلك، بقيت انتفاضة الأقصى قائمة في حسابات الضحايا، على غرار التقرير الذي أصدرته منظمة "بتسليم" أمس، والذي أشار إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية قتلت 6371 فلسطينياً، بينهم 1317 قاصراً، منذ 29 أيلول (سبتمبر) 2000 إلى 26 أيلول (سبتمبر) 2010، فيما قتل مقاومون فلسطينيون 1083 إسرائيلياً.

وبغض النظر عن الحصيلة النهائية للانتفاضة، وسواء انتهت أو لا تزال مستمرة، يبدو الحديث اليوم عن انتفاضة ثالثة أكثر من أي وقت مضى، على اعتبار أن أجواء أيلول (سبتمبر) 2000 حاضرة في أيلول 2010 مع ظلال الفشل التي تخيّم فوق العملية التفاوضيّة الحالية. غير أن الفارق كبير بين الأمس واليوم، ولعل الأبرز هو غياب الرغبة الفلسطينية في إشعال الوضع الميداني، وحتى القيادات القادرة على إدارة دفة العمليات العسكرية.

من المؤكد أن الأمس لا يشبه اليوم، ما دام الهمّ الفلسطيني الأساسي هو منع الحراك الميداني، والحديث عن الانتفاضة الثالثة كأنها خطر على السلطة الفلسطينية بالدرجة الأولى.

عضو نشيط

انتفاضة الاقصى كانت واحدة من انجازات الشعب الفلسطيني والتي اخذت دعم مطلق من الشهيد

ياسر عرفات وكانت سبب رئيس في تصفيته واغتيالة بالسم

» ذكرى انطلاق انتفاضة الاقصى
» اسرائيل تعيد ذكرى انطلاق انتفاضة الاقصى
» انتفاضة الاقصى
» الاستشهاديات في انتفاضة الاقصى 11 استشهادية
» نداء الدوايمة تضامنا مع الاقصى شاركونا في حملة الدفاع عن الاقصى