مونولجات غزة: اضخم حدث فني من اجل كسر الحصار على القطاع

مونولجات غزة: اضخم حدث فني من اجل كسر الحصار على القطاع

اسامة عواد/خاص/PNN- في حدث فني ضخم وبالتزامن ما بين 8 مسارح في الضفة الغربية وقطاع غزة والخط الاخضر والجولان سيقوم عدد كبير من الممثلين بعرض معاناة اطفال غزة ومعايشتهم للحرب عن طريق مونولوجات لاكثر من 45 قصة مؤثرة تحدث فيها الأطفال الذين عايشوا الحرب الاسرائيلية الاخيرة على القطاع.
يشارك في هذا العمل مسرحا عشتار ومركز رشارد الشوا في غزة، ومن رام الله ايضا مسرح عشتار، ومن الخليل مسرح نعم، ومن بيت لحم مسرح الحارة ومركز الفنيق وجمعية الرواد من مخيم عايدة، ومن جنين مسرح الحرية، ومن الناصرة مسرح الحنين/ ومن الجولان السوري المحتل مسرح عيون. كما سيتم عرض هذه المسرحيات عبر الفيديو كونفيرنس من قطاع غزة لخمسين دولة في جميع انحاء العالم.

يتحدثون عن انفسهم

الفكرة نبعت من الفنانة الفلسطينية ايمان عون التي اقترحت هذا الاقتراح بعد الحرب الاخيرة على غزة فوقفنا كفنانين ننظر الى انفسنا ماذا يمكن ان نقدم لشعبنا الفلسطيني ضد ما يحدث من مجازر في غزة وخصوصا الاطفال. هذا ما بدأ به الحديث المخرج الفلسطيني علي ابو ياسين الذي عمل مع الاطفال المعنفين في القطاع.
قمنا بعمل اختبار لاكثر من 100 طفل في قطاع غزة من مناطق مختلفة وتم اختيار 33 طفلا للحديث عن تجاربهم في الحرب وعن مخاوفهم وطموحاتهم واحلامهم حسبما افاد ابو ياسين، وتحدثت القصص عن ما قبل الحرب واثناء الحرب وما بعد الحرب، وانطلق الاطفال الذين تم اختيارهم للتدريب من الاول من يناير، وبعد ثلاثة شهور من التدريبات وتزايد الثقة استطاع الاطفال التحدث عن تجربتهم التي تحمل الكثير من المرارة والغربة والتعاسة ونحن اليوم في التحضيرات النهائية من اجل العرض النهائي في 17/10/2010 يوم الاحد القادم بالتزامن مع معظم مسارح العالم، وسيقدم هذا العارض ايضا في 29/11/2010 امام هيئة الامم المتحدة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويوم الاحد في تمام الساعة 11 صباحا على ميناء غزة، حيث سيتم اطلاق سفن ورقية في البحر تعبيرا عن رفضنا للحصار الظالم الذي فرض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويتحدث ابو ياسين عن القصص التي سردها الاطفال من خلال جلسات الدراما في المسرح حيث اكتشفوا العديد من المخاوف والمشاعر اثناء الحرب، والحكايات كانت قاسية جدا، فمثلا قصة الطفل محمود الذي ذهب الى منزل عمه وخرج العم كي يحضر فول وفلافل وعندما عاد واوقف الحافلة امام المنزل قصفت قوات الاحتلال المنطقة بصاروخ ومات العم الذي تقتطع الى نصفين من شدة القصف الاسرائيلي، فيتحدث الفتى كيف راى عمه قد انقسم إلى قسمين وكيف اتى الاسعاف ونقله الى المستشفى وحمله بكيس من النايلون.
ومن القصص المحزنة ايضا تتحدث عن طفل كان ينام على فراشه مع اخيه وكان دائما يتمنى ان ينام على فراشه وحده لان اخيه كان يشاركه الفراش دائما، فاستشهد اخيه واصبح ينام على الفراش وحده لكنه ينام وهو يحضن صورة اخيه الذي توفي.

ان الاطفال عندما تم اختيارهم في البداية وعندما دخلوا المسرح كانوا انطوائيين وخجولين لكن المسرح غيّر فيهم العديد من الصفات السيئة ومنحهم العديد من الصفات الجيدة، فالكثير من الاطفال قالوا انهم يشعرون اليوم انه بات لديهم معنى لوجودهم وانهم باتوا اليوم ينظرون الى الحياة بصورة اخرى جميلة.

للجولان السوري المحتل دور ايضا

ومن خلال حديثنا مع بعض المسارح المشاركة تحدث معتز وهبي من مسرح عيون من الجولان السوري المحتل حيث اهتم هذا المسرح كثيرا في الفكرة واهتم ايضا بنقل معاناة هؤلاء الاطفال الغزيين وهم جزء لا يتجزء من سوريا وقابعين تحت الاحتلال الاسرائيلي، حيث قال وهبي ان هذا الحدث يعتبر قيماً وبحاجة ان ينقل الى العالم عن ما شاهده الاطفال خلال الحرب، فعندما يقرأ الناس هذه النصوص ينصدمون بسبب ما يرويه هؤلاء الاطفال عن الشعور الذي عايشوه ومن الصعب تخيل كيف شاهدوا هؤلاء الاطفال هذه الاحداث الصعبة ونحن نعتبر ان مشاركتنا بهذا الحدث لنقل الصورة التي عايشها الاطفال.

ويوضح وهبي ان العمل بمثل هذا النمط يعتبر صعبا جدا، لانه يحاول ان يجسد على خشبة المسرح ما شاهده الاطفال وما لم تشاهده انت، وان تفسر هذا الشعور وان تعمل مع طفل عاش بين الاشلاء المتطايرة امر ليس بالسهل، وانا اعتبر انه ليس هناك اي تقنية في العالم تستطيع ان ترسم صورة الاشلاء وان تنقلها بالصورة التي شاهدها الطفل.
وبعض القصص التي ستطرح في المسرحية تتحدث عن طفل اسمه محمود يتحدث عن انتظاره امام المخبز وكيف يحارب من اجل الحصول على رغيف الخبز بينما القصف على غزة في لأوجه، وايضا من القصص ما تحدث عن شوارع غزة التي كانت مليئة بالمعلبات لان الناس في غزة اضطروا الى اكل المعلبات وكانوا يقومون برميها في الشارع، وقصة تتحدث عن شاب اسم اخيه طارق يفقده في الحرب، وقصة تتحدث عن الجثث والصواريخ التي تسقط على غزة وكيف اصبحت عادية بشكل كبير للاهل حيث الام التي تقول لابنتها "عادي" لا تقلقي انه مجرد صاروخ من اجل ان تخفف التوتر الموجود والمعاناة عن اطفالها.

مشاركة الخليل وتحويل العمل الى مسرحية

وفي وسط القصص التراجيدية كانت تمر هناك قصص مضحكة فشر البلية ما يضحك احيانا حسبما قال المخرج رائد شيوخي من الخليل واضاف قائلا في العديد من المرات راحت القصص تتحدث عن المواقف المضحكة وسط الحرب والقتل والدمار وبعض هذه القصص تتحدث عن ثلاثة مزارع من الدواجن فجاء القصف الاسرائيلي على احد المزارع وتوفيت 3000 دجاجة، فيتسائل الاطفال ما ذنب الدجاج، وايضا تتحدث القصص الطريفة في الحرب عن ان الانسان يقضي طيلة النهار وهو ياكل فقط بينما الاكل غير متواجد بكثرة في القطاع، والجدة التي تبحث عن تارة الاسنان الخاصة بها في وسط القصف ولا تريد مغادة المنزل المهدد بالقصف قبل ان تجدها وعندما وجدتها ذهبت الى الحمام من اجل الاختباء، وايضا تتحدث عن احد الرجال الذي اتصل باخيه وقال له كل النوافذ في المنزل انهارت وبقيت فقط نافذة واحدة فرد عليه قائلا قم بخلعها هي الاخرى.

مشاركة بيت لحم

في بيت لحم المخرجة رائدة عزالة من مسرح الحارة في بيت لحم التي عملت مع شباب من مركز الفينيق على انتاج المسرحية قالت ان التجربة ليست سهلة وانها تحتاج الى جهد بدني ونفسي بذلناه سويا من اجل انتاج المسرحية، المعاناة التي مر بها الاطفال ليست سهلة لكن المعناة النفسية اصعب بكثير وهنا تكمن المشكلة كيف تفسر المعاناة النفسية على خشبة المسرح وكيف تفرغها بمونولوجات تحكي الواقع.
لابد ان يقف الفنان الفلسطيني في وجه الظلم بسلاحه وهو الفن والمسرح ليقول انه متواجد وانه يستطيع ان يفعل ما لا يستطيع غيره فعله وسط الحرب، فمجموعة العروض هذه التي ستنطلق يوم الاحد بالتزامن هي رسالة صغيرة الى المجتمع الدولي من اجل انهاء الاحتلال والظلم الذي يمارس على الشعب الفلسطيني لكن بطريقة فنية.

» هويدا عراف "المقاتلة الجليلية" تقترب من تحقيق حلمها بفك الحصار عن القطاع
» "غزة 100" سباق رياضي إنساني لكسر الحصار أدخل القطاع موسوعة غينس بمشاركة ألفي متسابق
» غزة الحقيقة الغائبة في المفاوضات المباشرة رغم ان القطاع جزء من الدولة الفلسطينية المنشودة
» المتضامنون الأجانب أكثر إصرارا على الوصول إلى القطاع ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي
» موسى في غزة : «رفع الحرج» لا «رفع الحصار»