اللاجئون يرفضون التنازل عن حقهم بالعودة

اللاجئون يرفضون التنازل عن حقهم بالعودة

شغلت التسريبات التي بثتها قناة الجزيرة حول موضوع اللاجئين جمهور اللاجئين في مختلف مخيمات الضفة الغربية بين مؤيد ومعارض ولا مبال.
وأظهرت وثائق سرية حصلت عليها الجزيرة أن مفاوضي السلطة الفلسطينية قدموا تنازلات جوهرية بشأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها غداة النكبة عام 1948، وهو حق ظل لعقود أحد الثوابت الوطنية لحركة التحرر الفلسطينية.
ومنذ فجرت الجزيرة هذه الوثائق، تسود حالة من الاستغراب والصدمة الشارع الفلسطيني عامة واللاجئين خاصة، الذين يشددون دومًا على رفض التنازل وحقهم بالعودة إلى بيوتهم وأراضيهم.
صياد بيافا
المسن رياض خيري (73عامًا) من مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية يقول لـ"صفا": "لا أحد يمكنه أن يتنازل عن حقنا بالعودة إلى بيوتنا، وأي قرار مصيري على أي من الثوابت لا يملكه الرئيس ولا المجلس التشريعي،
ويجب أن يخضع لاستفتاء يصوت به كل الفلسطينيين بالوطن والشتات".
ويضيف خيري وهو يشير إلى المكان حوله "عشنا هنا بين تلك الزقاق أكثر من نصف قرن ورفضنا حتى الخروج من المخيمات والتأقلم بالعيش، لسبب واحد، وهو العودة إلى منازلنا".
وليس بعيدًا عنه، تقول أم زاهر سيدة في الستين من عمرها: "إنني لن أقبل بأي حل لا يعيدني إلى قريتي قرب يافا".
أم زاهر، ما تزال تحتفظ بمفاتيح بيت عائلتها، كما أوراق الملكية "الطابو" موجودة لحين العودة. كما تقول.
بين زقاق المخيم أطفال يلهون بكرة، يقول أحدهم: "أنا من يافا وأسكن هنا بمخيم بلاطة مؤقتا، لدى عائلتي قارب صيد، سأتعلم الصيد عندما نعود وأعمل به.. جدي أخبرني أن والده كان صيادًا".
وآخر يقول: "أنا راح أعود إلى بيارة البرتقال بيافا ولن نبقى هنا طويلا، وقد أعيش هنا بضع سنين ومن ثم أعود".
وبمخيم عسكر القديم إلى الشرق من نابلس تؤكد ربة بيت لـ"صفا" أنها لن تقبل بالحلول المؤقتة وترفض التنازل عن حق العودة.

وتضيف جارتها بالمخيم أم عصام "أنا من قرية قرب اللد، لا أريد البقاء هنا وإخواني يعيشون بمخيم الوحدات بالأردن، لا نريد مكانا يجمعنا سوى بقريتنا."
أما أحمد كامل يحدث "صفا": "وأنت تمشي بزقاق المخيم اسأل أصغر طفل فيه وأي عجوز وشاب سيقول لك لا نريد البقاء ولا أحد يملك سلب حقنا بأرضنا، سنعود ولن نغير هذا الشعار الذي سيتحقق يوما".
ويقول أبو العلاء بمخيم عين بيت الماء غرب نابلس: "أنا أشكك في صحة الوثائق، ولكن أطالب الرئيس محمود عباس بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق بها ومعاقبة أيًا كان سولت له نفسه بالتنازل أو الموافقة على تنازلات بثوابتنا الشرعية".
ويوافقه الرأي محمد خليل قائلا: "لجنة تحقيق هي متطلب ينادي به اللاجئون بالمخيمات".
إحدى وثائق الجزيرة تشير إلى ورقة قدمها الرئيس محمود عباس إلى الطرف الإسرائيلي عام 2007 تؤكد أن "الجانب الفلسطيني مستعد للتنازل عن عودة ملايين اللاجئين والاكتفاء بعودة عشرة آلاف لاجئ سنويا لمدة عشر سنوات (أي بما مجموعه مائة ألف لاجئ)، مع إمكانية تجديد هذه الاتفاقية بموافقة الطرفين".
رصاصة الرحمة
وبمخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم أصيب أيهم طلال بصدمة من الوثائق التي نشرت فقال: "هذا لا يصدقه العقل، أن يكون هناك تنازلات بهذا المقدار من القيادة الفلسطينية".
ويضيف "على القيادة أن توضح هذا الأمر بكل شفافية وأن تكشف الحقائق للشعب".
ويشير إلى أن تلك القضية لا تخص الشعب الفلسطيني وحده سواء بالداخل أو الشتات، بل هي قضية الأمة العربية والإسلامية، وهنا القيادة عليها أن توضح وأن تعترف لنا وللأمة. حسب تعبيره.
ولفت إبراهيم هاني إلى أن الوثائق جاءت في وقت حرج تمر فيه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بموت سريري، وعلى الشعب الفلسطيني أن يطلق عليها رصاصة الرحمة، وقد آن الأوان لكي توقف عملية الاستهتار التي تقوم بها دولة الاحتلال بالشعب الفلسطيني وقيادته. وفق قوله.
ويؤكد اللاجئون في المخيمات الفلسطينية أن حق عودتهم ثابت لا يمكن التنازل عنه، بغض النظر عن تفاصيل المفاوضات وحقيقة ما جرى في أروقتها.
وقال اللاجئ من مخيم جنين خالد الدمج: "لا يهمني ما يجري في المفاوضات؛ بالنسبة لي هذا حق فردي وجماعي واللاجئ سواء في الضفة أو غزة أو الشتات لديه حلم واحد هو حلم العودة".

وحول موقفه من هذه الوثائق أضاف "لا أرى فيها جديدا؛ وكثير من التسريبات الإعلامية حصلت في الماضي فيما يتعلق بوثيقة جنيف وغيرها تؤكد هذه الوثائق".
محاكمة تاريخية
ويرى اللاجئ في مخيم الفارعة أحمد أبو كشك أنه يمكن تفهم تقديم تنازلات معينة في المفاوضات، لكن مقابل الحصول على شيء معين، "فنحن نقدم تنازلات دون الحصول على أي شيء، فالإسرائيليون يريدون أخذ كل شيء ولا يريدون ترك أي شيء لنا".
بدورها عدت المعلمة سمية عواد من مخيم الفارعة أن ما بثته الجزيرة محاكمة تاريخية لمسيرة المفاوضات على الهواء لم يحسب المفاوض الفلسطيني لها حسابا.
وقالت: "أتمنى أن تكون هذه التسريبات سببا في تصليب الموقف الفلسطيني وإعادة النظر في مسيرة المفاوضات بعد أن تبين أن الإسرائيليين لا يعطوننا شيئا في موضوع اللاجئين".
فيما أشار الناشط الشبابي في مخيم بلاطة أحمد الطيراوي إلى أن نشر هذه الوثائق صدمة بكل المعايير؛ "لقد اعتقدت في البداية أن حملات تشويه ووثائق مزورة، ولكن مواقف القيادة الفلسطينية تشير إلى أنها وثائق صحيحة وهذا يستدعي المحاسبة".
دائرة شؤون اللاجئين –وكالات أنباء

» اللاجئون في الأردن: لا أحد مفوض التنازل عن حق العودة
» الفلسطينيون يرفضون التسريبات حول استئجار القدس والاغوار
» من هم اللاجئون الفلسطينيون ؟
» تل أبيب تعد لعملية عسكرية في غزة وتهدد بالعودة لسياسة الاغتيال
» الدوايمة ..أنا لاجىء في الداخل والشتات الا تنازل عن حقي بالعودة (الجزء الثاني)