ريفكند: أخيرا وصل مد التغيير الى العالم العربي وعلى الحكام ان يدركوا معنى الثورة التونسية

ريفكند: أخيرا وصل مد التغيير الى العالم العربي وعلى الحكام ان يدركوا معنى الثورة التونسية

السبت يناير 29 2011

ريفكند: أخيرا وصل مد التغيير الى العالم العربي وعلى الحكام ان يدركوا معنى الثورة التونسية Mubarak2912011

غضب شعبي متصاعد

لندن – – نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية مقالا لل

سياسي البريطاني السابق مالكولم ريفكند الذي كان وزيراً للخارجية في عهد حكومة مارغريت ثاتشر تناول فيه التطورات الاخيرة في مصر وما قد يترتب عليها من نتائج بالنسبة الى الغرب والعالم بدأه

بالقول: "لاننا نحب الحرية والديمقراطية فاننا نشعر بالبهجة والسرور عندما يملأ المحتجون الطرقات". لكنه استدرك قائلا ان "من المحتمل الا تجري الرياح في النهاية مثلما نشتهي".

"لقد استغرق الامر وقتا طويلا ليتحقق، الا انه وصل الان. ومنذ سقوط حائط برلين في العام 1989 شهد العالم ثورات ديمقراطية، وتعزيزا لحكم القانون، واستبدال الدكتاتورية بحكومات تخضع للمحاسبة.

"وقد بدأ ذلك في اوروبا الوسطى والشرقية مع انهيار الشيوعية. وسادت ارادة الشعب في بولندا وجمهورية التشيك ودول البلطيق وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا، وسقط الحكم الاستبدادي بكل اشكاله.

"حتى في روسيا بينما ازداد الحكم الشمولي زيادة جدية ومقلقة خلال حكم فلاديمير بوتين، حظي الروس بحرية اوسع كثيرا في الراي، وحرية في السفر والحرية في حياتهم افضل مما كان عليه الوضع خلال الحكم السوفياتي.

"الا ان التغيير لم يقتصر على اوروبا وحدها. فالجنرالات كانوا ذات يوم يسيطرون بالفعل على اساليب الحكم في دول اميركا اللاتينية. لكنها اليوم، باستثناء كوبا، تخضع لسلطة حكومات مننتخبة. وعلى الجانب الاخر من العالم، هناك حكومات ديمقراطية متينة الى جانب انتخابات حرة منتظمة.

"غير ان احد الاقاليم القليلة التي لم يطرأ عليها تغيير كان العالم العربي، ولا اقول العالم الاسلامي. ذلك ان بنغلاديش وباكستان وماليزيا واندونيسيا أكدت ان بامكان الديمقراطية ان تتعايش مع الاسلام. ويجدر بالذكر ان باكستان هي اكبر دولة مسلمة في العالم.

"فالعالم العربي كان الاستثناء. واذا استبعدنا لبنان، وربما ذات يوم العراق ايضا، فانه ليس هناك دولة عربية ديمقراطية. ولنكن عادلين في القول، فان بعض دول الخليج مثل الكويت وقطر، اقامت مجالس نيابية تخضع للانتخابات وتتحمل مسؤوليات جساما، رغم ان السلطة الحقيقية ظلت في ايدي حكامها الذين يرثون السلطة.

"والواقع ان المجالس النيابية في بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا لا تملك ما يكفي من السلطة والحرية السياسية أوسع مما كانت عليه في ثلاثينات القرن الماضي. اذ انها تبدو كما لو انها ملكيات وراثية بصورة متزايدة. فالرئيس الاسد خلف والده في سوريا، والتوقعات تتكهن بان جمال مبارك سيخلف والده في مصر.

"وقد تكون الثورة التونسية قد غيرت ذلك كله. ذلك انها لم تحصل على حكومة جديدة واحتمالات الانتخابات الحرة في القريب العاجل فحسب، بل وبشكل اكثر وضوحا فان ذلك حصل بارادة الشعب خلال فترة وجيزة ومن دون تحذير مسبق.

"وهناك الان فرصة حقيقية لتغيير الاوضاع في المنطقة. فقد جرت مظاهرات واضطرابات واسعة النطاق في مصر واليمن. ويبدو الرؤساء والملوك في حالة توتر من المغرب الى الخليج.

"ولكن لا ينبغي ان نتوقع ان هذه الانتفاضات الشعبية ستنجح. فالحكام الحاليون شهدوا النتائج في تونس، ولا يمانع عدد منهم في استخدام اي اجراءات قسرية ضرورية لانهاء المعارضة. وقد يحققون النجاح على المدى القصير مثلما هو الحال في الوقت الحالي مع الملالي

السياسي السابق مالكولم ريفكند

في ايران.

"غير ان الجنيَ خرج من القارورة. وقد شهد الشعب العربي في تونس ما يمكن تحقيقه – ان رقابة الدولة عبر الانترنيت والجوال تصبح غير فاعلة على الاطلاق في دول عربية اخرى. فالتقنية الحديثة لا تقتصر على ضمان ان العالم العربي باكمله يدرك الاطاحة بدكتاتور عربي. كما انها تجعل بامكان احزاب المعارضة وانصارهم الكثيرين التنظيم والتخطيط بسهولة اوسع مما كان ممكنا في الماضي".

ثم تساءل ريفكند: "كيف يمكن للغرب ان يتفاعل مع هذه التطورات؟" ويجيب على ذلك بالقول انه "على احد المستويات سيبتهج جميع محبي الديمقراطية والحرية. ولكن علينا الا نصدر الاحكام على عجل. فكما اظهرت ايران، فان الاطاحة بحاكم ممقوت يمكن ان تؤدي الى حكم مستبد اشد قسوة.

"حتى وان ادت الثورة الى حكومة ديمقراطية في عدد من الدول العربية، فان التداعيات يمكن ان تجعل مشاكل الشرق الاوسط اكثر صعوبة على الحل مما هي عليه الان. فالحكومات المصرية والاردنية والمغربية، على سبيل المثال، التي تعتبر قوى اعتدال في المنطقة، تدعو الى الحوار مع اسرائيل وحل الدولتين السلمي للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. الا ان الشعب العربي اكثر راديكالية واكثر عداء لاسرائيل. فاذا هم حصلوا على السلطة السياسية، فانهم قد يشكلون حكومات في هذه الدول تكون سياساتها الخارجية اقرب الى تلك التي تمارس في ايران او سوريا.

"وحتى الوقت الحاضر فان التداعيات في تونس تشجع في اتجاه واحد مهم جدا. اذ لم تكن هناك مشاركة تستحق الذكر في الانتفاضة من جانب المتطرفين الاسلاميين، وتبدو هناك احتمالات جيدة لتشكيل مجلس نيابي علماني وحكومة علمانية على نطاق واسع نتيجة انتخابات حرة. واذا سقط مبارك في مصر، فان النتائج قد تكون اكثر ازعاجا. فالاخوان المسلمون يمثلون اكبر حركة معارضة، كما ان الفقر والبطالة اكثر حدة.

"ومصر، بطبيعة الحال، تعتبر الدولة العربية الاساسية. واحتمال قيام حكومة راديكالية اسلامية في القاهرة، تسيطر على قناة السويس، سيكون مقلقا جدا ليس للاسرائيليين وحدهم. وامامنا وقت طويل قبل ان يتحقق ذلك، لكن الحقيقة تظل ان ليس هناك من يعرف بالضبط ما الذي يمكن ان تكون عليه النتائج السياسية لثورة ناجحة في مصر.

"والمنطق يقول ان على الحكومات العربية ان تبدأ عمليات التحرير والتعهد بالاصلاح لتخفف من حدة التوتر والسخط. ومن المعلوم تماما ان اللحظة الاكثر خطورة بالنسبة الى الحكم الدكتاتوري هي عندما يحاول البدء بمسيرة تحرير، ويفعل ذلك لا من موقف قوة وانما بعد ان يكون ضعفه قد انكشف. واوضح مثال على ذلك هو محاولة ميخائيل غورباتشوف لاصلاح الدولة السوفياتية بدلا من تفكيكها.

"وعلى اي حال، فان التطورات في العالم العربي خلال الاشهر القليلة المقبلة لن تخضع لما يقرره المنطق. فهناك قوى قوية تعمل بعد أن ظلت مقهورة لسنوات عديدة. وليس امام الغرب الا القليل مما يمكن ان يفعله للتاثير على الحوادث التي يصنعها العرب انفسهم وليس اناس من الخارج.

"لو اني كنت رئيسا او ملكا عربيا لاستنتجت بكثير من التحفظ انه يجب التسليم بضرورة الاصلاح الحقيقي، وكلما بدأ ذلك في وقت قريب كلما كان ذلك افضل. كما انني كنت سادرك ان غالبية السكان قد نفد حماسها تجاه التطرف الاسلامي بعد مشاهدة خيبة أمل الجماهير الايرانية من آيات الله، والطريق المسدود الذي تمثله "القاعدة" والمنظمات الارهابية الاخرى.

"ان البداية المبكرة لاصلاح جاد واحتمالات الانتخابات الحرة ستكون خطرة للغاية بالنسبة الى الانظمة الحالية. ولكن اذا كانوا يتصرفون بعقلانية فانهم سيجدون ان ليس امامهم خيارات تستحق الذكر. ويعني نجاح الثورة التونسية ان الرسالة مكتوبة على الجدار الآن. واذا هم لم يقرأوا ما كتب امامهم اعينهم، فلن تكون لهم فرصة اخرى".

» الانتفاضة.. الثورة..المعجزة التونسية! رشاد أبوشاور
» صلاة فجر مليونية في كل مدينة من مدن العالم العربي
» مسيرة التغيير في الشرق الاوسط
» محتجون يشتبكون مع الشرطة في العاصمة التونسية
» كتاب إسرائيلي لإقناع العالم العربي بزيف "بروتوكولات حكماء صهيون"