ثمة من يريد تذويب قضية اللاجئين!

ثمة من يريد تذويب قضية اللاجئين!

الكاتب : خالد وليد محمود

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تناقلت وسائل إعلام مؤخراً أن مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية بينها قادة سابقون في أجهزة الموساد و«الشاباك» والجيش أبدت استعدادها لإطلاق مبادرة للسلام مع العالم العربي في ظل حجم الضغوطات الدولية التي تقع على إسرائيل لتحريك عملية السلام.

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» التي حصلت على نسخة من الوثيقة فإن المبادرة تحمل اسم (المبادرة الإسرائيلية للسلام) وتقع في صفحتين واستوحيت بشكل خاص من التغيرات التي تشهدها المنطقة وتمت صياغتها كرد مباشر على مبادرة السلام العربية التي أصدرتها الجامعة العربية عام 2002 ومجدداً عام 2007.

الخبر أعلاه قد لا يكون جديداً ولا مستغرباً بل هو جزء من مبادرات يتم طرحها وحياكتها وراء الأبواب المغلقة كل فترة وأخرى لأسباب، منها جس نبض الفلسطينيين والعرب بقضية اللاجئين وثمة طروحات إسرائيلية معلنة وسرية تهدف إلى فرض حل لقضية اللاجئين على حساب الدول التي يعيشون فيها.

إسرائيل تعتبر أن قضية اللاجئين قضية أمنية تؤثر في الطابع اليهودي للدولة، حتى لو كانت عودة اللاجئين إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وإذا كان هناك بعض مرونة في موقف حركات السلام الإسرائيلية من موضوع النازحين؛ فإنه بالنسبة لموضوع اللاجئين ثمة إجماع لدى الأحزاب السياسية الأخرى بكافة تلاوينها على أن عودة اللاجئين داخل إسرائيل تمثل خطاً أحمر.

العرب يبدو أن ثمة عجز واضح لديهم في التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين، هذا العجز يتضخم يوماً بعد يوم، خاصة مع خيار السلام الذي تبنته الجامعة العربية، سيما أن الكل يعلم أن إسرائيل ترفض الاعتراف بحق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، والمساومة الحالية نشطة بشأن التنازل عن هذا الحق والخروج بحلول غامضة.

ما استجد في الآونة الأخيرة أن ثمة مخططات إسرائيلية ظهرت للعلن من خلال وسائل إعلام غربية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفرض يهودية الدولة، وثمة تقارير خرجت من معاهد ومراكز أبحاث غربية يجري الحديث عنها تطالب بحل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين من خلال استيعابهم في الدول المتواجدين فيها وفي أحسن الحالات العودة إلى أراضي الدولة الفلسطينية وتحت إشراف ورقابة إسرائيلية كاملة.

لا أدري كما معظم المراقبين ما المصائر والمآلات التي سينتهي إليها أزيد من نصف الشعب الفلسطيني، القمة العربية أكدت على حل عادل لقضية اللاجئين ولكن السؤال المطروح: ما هو الحل العادل لهذه القضية التي مضى عليها أكثر من ستة عقود؟ الحل العادل من خلال تلبية رغبات اللاجئين المنسجمة مع العدالة وقرارات الشرعية الدولية وبغير ذلك فإن الفشل المحتوم سيكون مصير أي مشاريع لتصفية القضية ولن تؤدي إلا لاستمرار حالة التوتر والاحتقان التي سرعان ما ستنفجر وتهدد الأمن والسلام والاستقرار.

اللاجئ الفلسطيني «المقهور» الذي يعاني قسوة العيش يردد ليلاً نهاراً قائلاً: يا مرحباً بحل يزيح مرارة الواقع وقساوة العيش، حل يبعد شبح اللعنة التي أصبحت ترافقه في أرضه وفي الشتات، اللاجئ الفلسطيني كتب عليه التيه، ينتظر حلاً منصفاً ولكن جل ما نخشاه ويخشاه اللاجئ نفسه هو أن يتم تذويب قضيته والتعامل معها كفائض بشري أو كحمولة زائدة ليس إلا!