أحداث الجولان ومخيم اليرموك والفلسطينيون وانتفاضة سوريا* ياسر الزعاترة

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

أحداث الجولان ومخيم اليرموك والفلسطينيون وانتفاضة سوريا* ياسر الزعاترة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ليس لدينا أدنى شك في أن سماح السلطات السورية للشباب الفلسطينيين بالذهاب إلى الجولان في ذكرى نكسة حزيران هو جزء لا يتجزأ من المساومة التي يجريها النظام مع الولايات المتحدة والغرب من أجل دفعهم نحو موقف مختلف من الانتفاضة الشعبية. وتصريحات رامي مخلوف، ابن خال الرئيس لصحيفة نيويورك تايمز كانت واضحة على هذا الصعيد.

نتحدث عن هذه المرة على وجه التحديد، وحيث كانت الضغوط كبيرة على الجبهات الثلاث الأخرى من أجل عدم السماح بتكرار ما جرى خلال ذكرى النكبة، والذي أثار مخاوف كبيرة لدى السلطات الإسرائيلية لا زال صداها يتردد إلى الآن، كما وجد له مكانا في خطابي أوباما (خطاب الشرق الأوسط وخطابه أمام الإيباك)، في سياق من تحذير الدولة العبرية من مخاطر المستقبل التي ينبغي أن تدفعها نحو تسوية سريعة مع الفلسطينيين.

يحيلنا هذا الأمر إلى ما جرى في مخيم اليرموك أول أمس الاثنين، حيث هاجم محتجون من أهالي الشهداء والجرحى الذي سقطوا في الجولان برصاص الجيش الإسرائيلي (العدد كان 23 شهيدا و 350 جريحا بحسب الرواية الرسمية السورية)، هاجموا مقرا للجبهة الشعبية (القيادة العامة) في المخيم، بينما كان زعيمها أحمد جبريل موجودا فيه.

من الضروري القول إن من العبث الاعتقاد بأن أحمد جبريل هو الذي حمل كل أولئك الشبان إلى الجولان من أجل مواجهة رصاص الجيش الإسرائيلي، فحضوره في المخيم أقل شأنا من ذلك، كما أن أحدا لم يكن ليفرض عليهم الذهاب لو لم يكونوا يرغبون في ذلك، لكنه عشق الوطن والاستعداد للتضحية من أجله.

يصعب القول بالطبع إن ما جرى كان خاطئا، وإلا لكانت فكرة الاحتجاج السلمي برمتها خاطئة، صحيح أن ما جرى لم يكن ليفعل الكثير في ظل الظروف الموضوعية القائمة، لكنها معركة رمزية، وهي «بروفا» لمعركة أكبر في ظرف مختلف يشارك فيها الملايين من الفلسطينيين والعرب، من دون أن ننسى التذكير بإجرام العدو، وبعد ذلك الغطاء السياسي الذي تمنحه له الولايات المتحدة ودول غربية أخرى كما تبدي في تصريحاتها تعليقا على ما جرى.

مثل تلك المعركة تحتاج إلى أجواء خاصة، وترتيبات مختلفة، فهي ابتداءً لا يمكن أن تندلع إذا لم تكن هناك انتفاضة شعبية عارمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن وضع عربي محيط يسمح بتدفق الناس بالملايين نحو الحدود، من الأردن ومن سوريا ومن لبنان ومن مصر ومن القطاع نحو الضفة، ومن المياه الإقليمية الفلسطينية.

نتفهم من دون شك احتجاج الناس في مخيم اليرموك، فهو يعبر عن قناعتهم بأن ما جرى لم يكن سوى جزء من اللعبة السياسية التي ينتهجها النظام السوري في سياق مساومته مع الغرب كما أشرنا من قبل، وهو احتجاج ربما عبّر عن انحيازهم (أعني الفلسطينيين) إلى الشعب السوري في مواجهته مع النظام من خلال الاحتجاج على الفصائل التي وقفت معه بشكل واضح كما هو حال جبهة أحمد جبريل.

يحيلنا هذا إلى الموقف الشعبي الفلسطيني من الانتفاضة الشعبية السورية، لاسيما بعد أن سمعنا أحد أعضاء إعلان دمشق (عبد الرزاق عيد) يتحدث على الجزيرة عن مشاركة فلسطينيين في مسيرات لصالح النظام السوري في العواصم الأوروبية (وذكر حماس بالاسم)، وكنت على الهواء مباشرة في ذات الوقت للحديث عما جرى في مخيم اليرموك، ما دفعني إلى الرد الواضح عليه.

ما ذكره الرجل، ليس كذبا فحسب، بل بالغ الخطورة أيضا، إذ يمكن أن يترك شرخا في العلاقة بين الشعب الفلسطيني وأخوته السوريين، هو الذي يعلم أنهم كانوا ولا يزالون منحازين إليه وإلى قضيته. وإذا كانت للنظام حساباته في تبني المقاومة، فإن الشعب السوري يدعمها وينحاز للفلسطينيين وقضيتهم من منطلقات دينية وقومية لا تقبل المساومة.

بعد المداخلة، وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من الصديق تيسير علوني يقول فيها بالنص «أعانكم الله على هذه النغمة الجديدة، وعلى من يدّعون إعانة الفلسطينيين في المهجر لسفارات النظام السوري. خرجت في مدينة غرناطة السبت قبل الماضي أضخم مظاهرة في أوروبا دعما للثوار السوريين وكانت مشاركة الفلسطينيين فيها واضحة».

الفلسطينيون بشكل عام، والإسلاميون منهم على وجه الخصوص لا يمكن أن يتورطوا في أمر كهذا، والذين يعانون الظلم والاضطهاد والتهجير لا يمكن أن يقفوا مع الظالمين في أي مكان، وإذا تورط شخص أو حفنة من الأشخاص في التطبيل لنظام، فهم يعبرون عن أنفسهم لا أكثر، تماما كما يحدث مع أي شعب آخر.

معيب أن يتورط معارضون سوريون في ترويج أخبار كاذبة تمس العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والسوري، لكنا نعول على العقلاء منهم، والإسلاميون على وجه الخصوص، أن يردوا على تلك الافتراءات حتى لا تؤثر على بسطاء الناس، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى توحد سائر أبناء الأمة على نهج الثورة ضد الظلم والفساد، ومن أجل الوحدة والنهوض.

التاريخ : 08-06-

الدستور الاردنية

» ياسر محمد الزعاترة شرفت منتدى الدوايمة
» الجولان في القلب
» الكنيست يقر قوانين أبرزها عن النكبة والفلسطينيون وصفوها بالعنصرية
» احتجاز شرطة إسرائيليين في الجولان
» أول شهيد فلسطيني في ليبيا: قتلته المليشيات والفلسطينيون ينتظرون الموت