نتن ياهو خطط لعملية إيلات .. الكاتب : صائب عرفات

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

تعيش إسرائيل حالة فزع و إرباك أصابت الحكومة و الليكود و اليمين المتطرف بالأمس عندما سقطت النظرية الأمنية الإسرائيلية التي تقوم على الغطرسة و العنجهية و القوة أمام تخطيط مجموعة صغيرة أربكت كل أجهزة الأمن و العسكر في إسرائيل ،،، سبق هذه العملية موجة من الاحتجاجات التي بادرت إليها قطاعات متزايدة من المجتمع الإسرائيلي و التي بدأت خجولة في أواسط يوليو ضد ارتفاع تكاليف السكن والمعيشة ، وتواصلت حركة الاحتجاج في مدن عدة تطالب الحكومة بمراقبة أسعار العقارات التي ارتفعت بنسبة 60% خلال أربعة أعوام ، وانضم بعض المجالس المحلية إلى حركة الاحتجاج مطالبة بإصلاحات فورية، ومنها من أغلق أبوابه للمشاركة في إضراب ليوم واحد وتعاطف عدد من الدوائر الرسمية مع الحركة المطلبية ، فتوقف أكثر من 150 ألف موظف بلدي عن العمل ليوم واحد في إضراب تحذيري، وأغلقت

البلديات أبوابها، ورفض عمال النظافة تفريغ حاويات القمامة وتضامنت مؤسسات رسمية عدة مع المضربين، وأعلنت دعمها للمطالبين بالعدالة الاجتماعية ، هذه التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها تل أبيب على مدى عدة أسابيع شملت مؤخرا مختلف أنحاء البلاد وجمعت ما بين 50 ألف شخص بحسب الشرطة، و100 ألف بحسب المنظمين..
أجمع معظم الكتاب و المحللين أن عدوى الربيع العربي ومطالب الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، تركت أثراً واضحاً على المجتمع الإسرائيلي الذي تحدى حكومة نتن ياهو بالنزول إلى الشارع.
لا شك أن الأزمة الاقتصادية في إسرائيل بنيوية وعلى صلة أكيدة بالأزمات التي تعيشها الدول الغربية الداعمة للاقتصاد الإسرائيلي وفي موازاة ذلك تتخوف الحكومة الإسرائيلية من أن قرار شركة تدريج اعتماد الدول "ستاندرد أند بورس" بخفض تدريج اعتماد الولايات المتحدة سيؤدي إلى خفض تدريج اعتماد إسرائيل و لعل انخفاض بورصة تل أبيب بشكل حاد في مؤشراتها بأكثر من 7% أكد صحة ذلك التوقع ورفع من حدة الخطورة بالإضافة لتصريح وزير مالية إسرائيل شتاينيتس أنه "رغم ثقتنا بقوة الاقتصاد الأميركي وأنه سينتعش من الأزمة إلا أن خفض تدريج الاعتماد يشكل تحذيرا لتذكيرنا جميعا بأننا ما زلنا نقود سفينة الاقتصاد الإسرائيلية في بحر عاصف".
سياسة حكومة إسرائيل اليمينية و في مقدمتها نتن ياهو خلقت نوعا من اللاعدالة والفروق بين الطبقات الاجتماعية و أفرزت ظواهر سلبية مثل الخلل في توزيع الدخل، وتراجع دعم الدولة للخدمات العامة مما أدى إلى التأثير على دخل الطبقة الوسطى ، و بالتالي الحراك الشعبي في إسرائيل يشبه إلى حد ما الحراك الشعبي العربي ويختلف عنه في أشياء أخرى بسبب انه يحمل خصوصية التجربة الإسرائيلية التي بدأت تشير البوادر إلى استحالة استمرارها بالصيغة المعهودة و بالتالي كرة الثلج بدأت بنصب الخيام إلا أنها يمكن أن تكبر لتجرف بنيامين نتن ياهو نفسه من مقر رئاسة الوزارة إلى مسكن جديد هذا على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي .
أما على الصعيد السياسي و الدولي فالمفاوضات على كافة الصعد متعثرة و لا أفق سياسي بسبب الاستيطان و منطق الغطرسة و القوة و العنجهية و الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين و ما تقوم به من اعتداءات يومية بحق المدنيين ، و لعل الحراك السياسي الفلسطيني الذي بدأ ينمو بشكل ايجابي على الصعيد الدولي و خلق حالة فلسطينية موحدة لمرحلة معركة دبلوماسية بدأت تلوح في الأفق بعدما أصبحت جاهزية السلطة الفلسطينية بمؤسساتها و أنظمتها على كفاءة عالية ، و ما صدر من تقارير للدول المانحة و ممثل الأمم المتحدة و صندوق النقد الدولي و البنك الدولي أشادت بتلك الجهود و أكدت كفاءتها و جاهزيتها لتصبح مؤسسات دولة ذات كفاءة عالية على صعيد الحكم و الإدارة و تقديم الخدمات للمواطنين ، و كذلك سلسلة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967م و لعل عجز إسرائيل و حكومة نتن ياهو اليمينية عن مواجهة الدبلوماسية الفلسطينية دفعها نحو الزاوية على الصعيد الدولي و السياسي و على مختلف الصعد.
في ظل هذه الحالة من التخبط و التذبذب و الأزمات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والأمنية فكر نتن ياهو بحالة من التصعيد لتصدير الأزمة الداخلية المتفاقمة و التي تهدد حكومته و تعرقل جهود توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول المقبل و بالتالي شن حملة عسكرية واسعة لخلط الأوراق في إطار المشهد الفلسطيني الإسرائيلي و تنفيذ أجندة سياسية و عسكرية تم التخطيط لها ضمن دوائر و مستويات صنع القرار السياسي و العسكري ،، و بالتالي على الجميع أن يدرك أهمية تفويت هذه الفرصة على نتن ياهو و حكومته اليمينية المتطرفة لكي تبقى حكومة تل أبيب أسيرة للأزمات الداخلية اقتصادياً و اجتماعياً و أمنياً و في ذات الوقت تبقى أسيرةً على الصعيد السياسي و الدولي و نحن الفلسطينيين نقترب من استحقاق أيلول و الجهود الدبلوماسية على أشدها و القيادة الفلسطينية ما زالت تطوف بلدان العالم المختلفة للحصول على دعم دولي أوسع فيما يتعلق باستحقاق أيلول المقبل و عضوية فلسطين في الأمم المتحدة .. و لا يخفى على أحد ما تتعرض له القيادة الفلسطينية من ضغوط لم يسبق لها مثيل .
ضغوط متعددة سياسية و اقتصادية و دبلوماسية و مالية و الموقف الفلسطيني صامد و واثق بقوة إرادته و رافضاً لكل الابتزازات و الضغوط و بكل أشكالها ، هذه الابتزازات و الضغوط ليست إسرائيلية فحسب بل تقف خلفها دول أآثرت الدعم لمشروع إسرائيل الإرهابي في قتل المدنيين و الأطفال و النساء و الشيوخ و الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بقوة السلاح الذي تمدها به و تجاهلت الحق الفلسطيني بل و تجاهلت أدنى حقوق الإنسان التي أقرتها المواثيق الدولية و أضحت تكيل بمكيالين .
سينتصر الفلسطينيون بوحدتهم و صلابتهم و قوة إرادتهم و حقهم الشرعي الذي كفلته كافة المواثيق الدولية.

» الذكرى السنوية الـ38 لعملية 'فردان' والفاكهاني
» تل أبيب تعد لعملية عسكرية في غزة وتهدد بالعودة لسياسة الاغتيال
» مقتل 7 اسرائيليين وجرح العشرات بعملية نوعية في إيلات
» الدوايمة / 5 صواريخ تسقط في محيط إيلات والعقبة و4 جرحى في العقبة
» الكاتب الإسرائيلي شمير : أنا مع تفكيك إسرائيل