ما هو ثمن الجنة ..... ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة ً للعباد ، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وأزواجه ِ ومن إقتفى أثرهِ ، وإستن بسنتهِ واهتدى بهديهِ إلى يوم القيامة . أما بعد .....
(•) قال تعالى : ( سارعواْ إلى مغفرة ٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها السماواتُِ والأرضُ أُعدتْ للمُتقين ) آل عمران 133 .
وعن أبي هريره (رضي الله عنه) قال : قال : (ﷺ) في الحديث القدسيّ الذي يرويه عن ربه عز وجل : ( أعددت لعباديَِ الصالحينَ ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ، واقرَؤا إن شئتم : ( فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفيَ لهم من قرة َ أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون ) متفق عليه .
وقال (ﷺ) : ( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله ِهيَ الجنة ) رواه الترمذي . ــ أدلج : سار بليلٍ دلالة على التبكير ــ .
ووصف ربنا عز وجل الجنة ـ في الحديث القدسيّ ـ وما أعد فيها بوصفٍ لا يُمكن تخيلهُ بالقلبِ ولا بالسمع ِ ولا بالعينِ ِ ، ولا يُمكن مقارنتهُ بما في الدنيا من رزقٍ ولا بكلِ المعايير والمقاييس ، وفي الحديث الآخر وصفها النبيّ (ﷺ) بسلعة الله وأيّ سلعة ؟؟ إنها غالية ، ومعروفٌ لدى الناس أن الغالي ثمنه هو النفيس والنادر .
وأنا ليس بصدد وصف الجنة وما فيها في هذا البحث .
** فماذا بإمكانك أن تدفعَ مقابل هذه السلعة الغاليه لتحُصلَ عليها ؟؟
(•) فيجب عليك أن تتعلم يا أخي ما ستقومَ به ، وما ستقدمُ من ثمن لتفوز بالجنة .
(•) وما هو الثمن الذي يُدفع للفوز بالجنة ؟؟؟؟؟؟ .
الذي يُريد أن يشتري شيء من حطام الدنيا وله قيمة ٍ في عُرفِ الناس ِ ، كالبيت أو السيارة أو غيره ... ، فإنه يبدأ بوضع الخطط ، ويضع القرش على القرش ويبحثُ عن الأفضل ، وما يُناسب ، ويسألُ أهلَ الخبرة ِ والمعرفة ، وكل هذا في حطامٍ زائلٍ ، والكل يعلم ذلك مُسلماً كان أو كافراً ، فهو لا بُد لهُ مُفارق .
(•) لو فرضنا أن شخص ما قام ببناء بيت ٍ على جسرٍ فوق نهر ، وهذا الجسر هو طريق سيارات ومُشاة ، ماذا سيقول الناس عنه ؟ أهو عاقل ؟ الجواب لا !! .
(•) والكل يعلم أن الدنيا جسرٌ وممرٌ للآخرة ولدار المقر ، فتزود من ممرك لمقرك .
قال تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أُولي الألباب ) البقرة 197 .
(•) ومن كرم الله عز وجل ورحمته بنا أنه لم يجعل الثمن لدخول الجنة فوق قدرتنا واستطاعتنا ، وإلا ما دخلها أحد من خلقه !! .
قال تعالى : ( لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ... ) البقرة 286 .
** ومن كرم الله عز وجل ورحمته أنه يُدخل الجنة بقليل عمل ، وربما بكلمة يتلفظ بها العبد من رضوان الله تقع عند الله بمكان ، فيدخله الله جل وعلا بها جنة عرضُها السماوات والارض ، بشرط أن لا يشرك بالله شيئاً ، وسأذكر أمثلة على ذلك في آخر هذا البحث من البند رقم 26 وما بعدها .
(•) من ثمن الجنة : ــ
1 ــ التوحيد : الثمن الأول وهو بمثابة جواز المرور للجنة وهو تحقيق التوحيد ، ولا يمكن تخطيه مهما دفعت من ثمن أو عمل لقوله تعالى : ( ولقد أُوحيَّ إليكَ وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) الزمر 65 .
وقال تعالى : ( قل هل ننبئكُم بالأخسرينَ أعمالاً * الذين ضلَّ سعيُهُم في الحياة ِ الدُنيا وهم يحسبونَ أنهم يُحسنونَ صُنعاً ) الكهف 104 .
* والشرك ناقض للعمل وإن كثر، وهو يَحجبُ العبد عن الجنة .
2 ــ الصبر على الطاعات :
لقوله تعالى : ( وأُمر أهلكَ بالصلاة ِ واصطبر عليها ) فلم يأمر الله جل علاه بالصلاة فقط، بل بالإصطبار عليها ، وكذلك الصبر على جميع العبادات والطاعات . وقال (ﷺ) : ( ... ومن يتصبّر يُصبرهُ الله ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر ) متفق عليه .
3 ــ الصبر عن المعاصي :
أنُتصبر نفسك عن المعاصي وهوى النفس وجنونها ، لقوله تعالى : ( وأما من خاف مقام ربهِ ونهى النفسَ عن الهوى * فإن الجنة َ هي المأوى ) النازعات 40ـ41.
4 ــ الصبر على الإبتلاءات ومن الصدمة الأولى :
لقوله تعالى : ( ... إنما يُوفى الصابرونَ أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 . ولقوله (ﷺ) : ( ما يصيبُ المسلم من نصب ٍ ولا وصب ٍ ولا هم ٍ ولا حزن ولا أذىً ولا غم ٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر اللهُ بها من خطاياه ) متفق عليه . ولقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( يقول اللهُ تعالى ما لعبدي المؤمن إذا قبضتُ صفيّهُ من أهل الدنيا ثمّ إحتسبه إلا الجنة ) البخاري
5 ــ التصبر على العلم والتعلم :
وهو أن يَحبسَ العبد ُ نفسهُ على الإستماع لدروس الفقة والعلوم الشرعية وأقله تعلم ما يُصلح به عبادته وُمعاملاته والمعلوم من دين الله بالضرورة .
قال (ﷺ) : ( من يُرد اللهُ به ِ خيراً يُفقهُ في الدين ) متفق عليه .
** فالحمدُ لله الذي جعل علامة خير المؤمن التفقه في الدين .
قال أبو الدرداء (رضي الله عنه) : كُن إحدى الأربعة ـ عالماً أو مُتعلماً أو مُستمعاً أو مُحباً للعلم ، ولا تكن الخامسة فتهلك : وهو الذي لا يعلم ولا يتعلم ولا يسمع ولا يُحب العلم .
6 ــ تقديم حُبِ اللهِ ورسولهِ على كل حُب :
من النفس والأهل والناسِ أجمعين لقوله (ﷺ) : ( ثلاث ٌمنّ كُنَّ فيه ِ وجدَ بهن حلاوة َ الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحب المرءُ لا يُحبهُ إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذهُ اللهُ منه كما يكره أن يُقذف في النار ) متفق عليه .
- ولقوله للسائل متى الساعة ؟ قال : ( وما أعددت لها ؟؟ ) قال : لم أعُد لها كثيرعمل ولكني أُحبَ الله َ ورسوله . قال : ( أنت مع من أحببت ) متفق عليه .
- وهذا أيضاً من كمال الإيمان . لقوله (ﷺ) لعُمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد أن حقق الحب للهِ ورسوله أكثر من نفسه ِ : ( ألآن يا عُمر ) .
7 ــ حُب المُسلمين المُوحدين وبُغض المُشركين والكفار ( الولاء والبراء) لقوله تعالى : ( لا تجدُ قوماً يُؤمنون باللهِ واليومِ الآخرِ يُوآدونَ من حآدَ اللهَ ورسولهُ ولو كانوا أبآءهُم أو أبنآءَهُم أو إخوانهم أوعشيرتهُم ، أُولئك كتبَ في قلُوبهمُ الإيمانَ وأيدهُم بروحٍ منه ، ويُدخِلُهُم جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدينَ فيها ، رضيَ اللهُ عنهُم ورضواْ عنه ، أُولئكَ حزبُ الله ، ألآ إنّ حزب اللهِ هُمُ الغالبون ) المُجادلة 22 .
- ولقوله (ﷺ) : ( ثلاث ٌمنّ كُنَّ فيه وجدَ بهن حلاوة َ الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحب المرءُ لا يُحبهُ إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذهُ اللهُ منه كما يكره أن يُقذف في النار ) متفق عليه .
8 ــ تقوى الله عزوجل ، وتقوى القلوب :
وذلك بالإمتثال لأوامره ِ بكل ما أمرنا به وأحبه ، والإنتهاء عما نهانا عنه وحرَمهُ ، قال تعالى : ( ذلك ومن يُعظم شعائر اللهِ فإنها من تقوى القلوب ) الحج 32 . وقال ابن مسعود (رضي الله عنه) : ( إتق الله تكن أعبد الناس وإتق المحارم تكن أسعد الناس )
وقال علماءنا : أن يجدك حيث أمرك ، ويفتقدك حيث نهاك .
9 ــ حُب الفقراء والمساكين والإحسان اليهم والحفاظ على مشاعرهم :
جاء رجل غنيّ نظيف الثياب إلى مجلس النبي (ﷺ) فلم يجد فـُرجة يجلس بها إلا بجانب رجل فقيرٍ رث الثياب ، وأثرُ العمل باد عليها ، فجلس بجانبه فنظراليه النبي (ﷺ) وهو يضبضب ثيابه عن الفقير ، فقال له : ( أتخاف أن يعديك بفقره ، أم أن تـُعديه بغناك ؟؟ ) . فما كان من الرجل إلا أن إستخطأ نفسهُ وأرادَ أن يُكفر عن خطيئته ِ وعلى الفور ِ قال : أُشهدكَ يا رسول الله أني تصدقتُ بشطر مالي لهاذا الرجل . فسأل النبي (ﷺ) الفقير : ( أتقبلُ شطر ماله ؟) فقال : لا يا رسول الله . قال ولمَ ؟ قال : أخاف إن قبلت مالهُ أن أتعالى على خلق الله ( أُنظر عزة نفس المؤمن !! ) وما كان من الغنيّ أن يرُدَ شيءً تصدقَ به ِ فقال : هو لفقراء المسلمين .
10 ــ التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل حتى يُحبك :
فإن أحبك أدخلك الجنّة ، قال (ﷺ) : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنتهُ بالحرب ، وما تقرب َ إليّ عبدي بشيء ٍ أحبَ إليَّ مما إفترضتهُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافل حتى أُحبه فإذا أحببته ُ كنتُ سمعهُ الذي يسمعُ به وبصرهِ الذي يُبصرُ به ويدهُ التي يبطشُ بها ورجلهُ التي يمشي بها وإن سألني أعطيتهُ ، ولئن إستعاذني لأعيذنهُ ) رواه البخاري .
فإذا سألتهُ الجنة يا عبد الله أعطاكها ....!! .
11 ــ حُسن الخلق :
- سُئل النبي (ﷺ) عن أكثر ما يُدخل الجنّــــة ؟؟ قال : ( تقوى الله وحُسن الخلق ) وسُئلَ عن أكثر ما يُدخل النار ؟؟ فقال : ( الأجوفان : الفم والفرج ) رواه الترمذي .
- وقال : ( إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً أحآسنكم اخلاقاً ، وأن أبغضكم إليَّ َوأبعدكم مني منزلاً في الجنـّّة مساويكم أخلاقاً ، الثرثارون ، المتشدقون المُتفيهقون ) رواه الترمذي . ــ والمُتفيهقون : المُتكبرون ــ .
- وقال (ﷺ) : ( ألا أُخبركم بمن يُحرّمْ على النار أو بمن تـُحرّم عليه النار ، تحرُمُ على كلقريب ، هيّن ، ليّن ، سهل ) رواه الترمذي .
12 ــ الصدق :
- لقوله ِتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة 119 .
- ولقوله (ﷺ) : ( إن الصدق يهدي إلى البرّ ، وإن البرّ يهدي إلى الجنـّّة ، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى الـّنار ، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه .
13 ــ قراءة القرآن :
- أنآء الليل وأطراف النهار ، ولا تهجُرهُ لقوله ِتعالى ( وقال الرسول يا رب ِ إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) الفرقان 30 .
- ولقوله (ﷺ) : ( يُقال لصاحب القرآن إقرأ وارتق ورتل كما كنت تـُرتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود والترمذي . - - ويأتي القرآن يُحاجج عن صاحبه ِ يوم القيامة حتى يُدخلهُ الجنة ...
- وقال (ﷺ) : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أيْ ربي منعتهُ الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن يا رب منعتهُ النومَ بالليل فشفعني فيه فيشفعان ) رواه أحمد .
14 ــ الصلاة المفروضة والتطوع :
- لقوله (ﷺ) : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد وأصحاب السنن . ومن كفر حُرمَ الجنة ودخل النار ، ولقوله ِ ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم وأحمد .
- والتطوع يرفع الدرجات بالجنّة فقد ثبت عنه (ﷺ) أن الجنّة درجات والنار دركات وما بين الدرجة والدرجة مئة عام وفي رواية خمسمائة .
15 ــ الزكاة المفروضة والصدقات :
لقوله ِتعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الركعين ) البقرة 43 . وقوله ِ: ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ) البقرة 45 .
- ولقوله (ﷺ) : ( في حديث سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم .... رجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ..... ) متفق عليه .
16 ــ الصيـــــام :
- لقوله (ﷺ) : ( لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجههِ سبعين خريفأ ) رواه أبي سعيد الخدري . فآذا ابتعد العبد عن النار يوم القيامه فأين يذهب ؟؟ وكذلك الحديث الذي سبق في قرأءة القرآن . وهناك أيضاً باب في الجنة ُيقال له الريان لا يدخله إلا الصا ئمون فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب .... فكن منهم ياعبد الله !! .
17 ــ الحج والعُمرة لله :
- لقوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله .... )البقرة 196 .
وعلى المُستطيع مرة في العُمر ومن تطوعَ فإن الله شاكرٌ عليم .
18 ــ تحقيق أركان الإيمان :
- الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر (والقضاء والقدر) خيره وشره .
19 ــ الإيمان بالغيب : لقوله تعالى ( الذين يؤمنون بالغيبِ ويُقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون ) البقرة 3 .
20 ــ إجتناب الكبائر :
- لقوله تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الفواحش إلا اللمم... ) النجم 32 .
21 ــ غض البصر عما حرم الله عز وجل :
- لقوله ِتعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون ) النور 30 .
- ولقوله (ﷺ) : ( كُتبَ على ابن آدم حظهُ من الزنا أدركَ ذلك لا محالة ، فزنا العينين النظر ، وزنا اللسان النطق ، وزنا الأذنين الإستماع ، وزنا اليدين البطش ، وزنا الرجلين الخُطا ، والنفس تـُمني وتشتهي ، والفرجُ يُصدقُ ذلك أو يُكذبه ) رواه البخاري مُعلقاً ومسلم مُسنداً .
22 ــ مُخالفة النفس عن الهوى :
- لقوله ِتعالى : ( فأما من طغى * وءاثر الحياة الدنيا * فإن الجحيمَ هيَ المأوى * واما من خافَ مقامَ ربه ِ ونهى النفسَ عن الهوى * فإن الجنـّة هي المأوى ) النازعات 37 ـ 41 .
23 ــ قيام الليل :
لقوله ِتعالى : ( أمنّ هو قانتٌ آنآء الليلِ ساجداً أو قائماً يحذرُ الآخرة ويرجوا رحمة ربه ِ ... ) الزمر 9 .
- وقوله تعالى : ( ومن الليل فتهجد بهِ نافلةً لكَ عسى أن يبعثكَ ربُكَ مقاماً محموداً ) الإسراء 79 .
- وقال تعالى : ( كانوا قليلاً من الليلِ ما يهجعهون ) الذاريات 17 .
- ولقوله (ﷺ) : ( أيها الناس إفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناسُ نيام تدخلوا الجـنّة بسلام ) رواه الترمذي .
** واعلم أخي المسلم أن قيام الليل شرفُ المؤمن .
24 ــ الإحسان والرفق :
- لقوله (ﷺ) : ( إن الله رفيق يُحبُ الرفق في الأمر كله ) متفق عليه.
- ولقوله (ﷺ) : ( إن الله رفيق يُحبُ الرفق ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العُنف وما لا يُعطي على ما سواه ) رواه مسلم .
- ولقوله (ﷺ) : ( إن الرفق لا يكونُ في شيء ٍ إلا زانه ولا يُنزعُ من شيء ٍ إلا شانه ) رواه مسلم .
- ولقوله (ﷺ) : ( من يُحَرمَ الرفق يُحرم الخيرُ كُلهُ ) رواه مسلم .
- ولقوله (ﷺ) : (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فاحسنوا القِتله ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحدُ أحدكم شفرته وليُرحَ ذبيحته ) رواه مسلم .
** إذا كان هذا بالحيوان !! . فكيف بالرفق واللين والإحسان بالإنسان ؟؟ !! .
وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( ألا أُخبركم بمن يُحرّمْ على النار أو بمن تـُُحرّمُ عليه النار ، تحرُمُ على كل قريب ، هيّن ٍ ، ليّن ٍ ، سهل ) رواه الترمذي .
25 ــ الجهادُ في سبيل الله :
- لقوله (ﷺ) لرجل ٍ تكاسلَ عن الجهاد : ( لا تفعل فإن مقامَ أحدكم في سبيل الله لأفضلُ من صلاته في بيته سبعين َعاماً ، ألا تـُحبونَ أن يغفرَ الله ُ لكم ويُدخلكم الجنة ؟؟ إغزوا في سبيل الله) رواه الترمذي .
- وقال (ﷺ) : ( من قاتل في سبيل الله فواقَ ناقة وجبت لهُ الجنة ) رواه الترمذي .
- وقال (ﷺ) : ( إن في الجنة مائة درجة اعدها اللهُ للمُجاهدينَ في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ( أيّ خمسمائة عام ) ، فإذا سألتم الله فاسالوه الفردوس ، فإنهُ أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقهُ عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ) رواه البخاري .
وقال : ( لا يجتمع كافر وقاتلهُ في النار أبداً ) رواه مسلم في كتاب الإمارة .
(•) هذا الحديث فقط في الجهاد وليس على الإطلاق .
*** ومن قليل العمل والقول الذي يُدخل الجنة : ــ
26 ــ إماطة الأذى عن الطريق :
- لقوله (ﷺ) : ( الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان ) البخاري ومسلم واللفظُ لمسلم . وأخبر النبي (ﷺ) عن رجل في من كان قبلهم أماطَ َ غصن شجرة أو شوك كان يُؤذي الناس المارة وما أرادَ بذلك إلا وجه الله عز وجل ، فشكرَ اللهُ لهُ ذلك الفعل وأدخلهُ الجنة .
27 ــ الإحسان إلى الحيوان :
- أخبرَ النبي (ﷺ) عن إمرأة بغيّ من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة بإسقائها كلبٌ كان يلهث ، وما فعلت ذلك إلا لوجه الله تعالى .
- وأخبرَ النبي (ﷺ) عن إمرأة حُرمت الجنة وعلى ما كانت من عبادة بسبب حبسها هرة حتى ماتت ، فلا هيَ أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ، فدخلت بها النار .
- وأيضاً الحديث الذي سبق في الإحسان والرفق رقم 24 .
28 ــ تفريج كربات المُسلمين والسعي على مصالهم : وهذا أمرٌ عظــــــيم
- قال تعالى : ( وافعلوا الخيرَ لعلكم تـُفلحون ) الحج 77 .
ومن يُفلــــحُ يدخـل الجنـّــة .
- قال (ﷺ) : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمهُ ولا يُسلمهُ ، من كان في حاجة أخيهِ كان اللهُ في حاجته ِ ، ومن فرّجَ على مسلم كُربة ً فرّجَ اللهُ عنهُ بها كُربة ً من كُرب يوم القيامة ، ومن سترَ مُسلماً سترهُ اللهُ يوم القيامة ) متفق عليه .
- وقال (ﷺ) : ( من نفـّسَ عن مؤمن كُربة من كُرب الدنيا نفـّسَ اللهُ عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ، ومن يسرَ على مُعسر يسرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ، واللهُ في عونِ العبد ِما كان العبدُ في عون ِ أخيه ِ ، ومن سلكَ طريقاً يلتمسُ فيه علماً سهلَ اللهُ به ِ طريقاً إلى الجنة ، وما إجتمعَ قومٌ في بيت من بيوت الله ِ تعالى يتلون كتابَ اللهِ ويتدارسونهُ بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهمُ الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهمُ اللهُ فيمن عنده ، ومن بطأ به ِعملهُ لم يُسرع به نسبهُ ) رواه مسلم .
- أي النسب لا ينفع بدون عمل كما حصلَ مع أعمام النبيّ (ﷺ) أبو طالب وأبو لهب .
29 ــ إعتكاف ساعات ، بل لحظات في بيوت الله جل عُلاه :
- وأعظم الإعتكاف في ليالي رمضان وخاصةً في العشر الأواخر منهُ ، وأعظمُ الأيام ( أيّ نهارها ) العشرُ الأوائل من ذي الحِجة ، وعلمنا المُصطفى (ﷺ) إذا دخلنا مسجداً للصلاة فيه أن ننوي الإعتكاف فيه بنيّة : ( الإعتكاف في هذا المسجد ما دُمتُ فيه ) .
* ولا يُشترط التلفظ بالنيّة وإنما النيّةُ مكانها القلب ، فبمجرد ان تنوي تحصلُ بإذن الله على أجر الإعتكاف ولو للحظات ، فلا تحرم نفسكَ من هذا الأجر !!
30 ــ إسباغ الوضوء على المكاره وركعاتٍ بعدهُ من أسباب دخول الجنة :
- قال (ﷺ) : ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملتهُ في الإسلام فإني سمعتُ دُفَ نعليكَ بينَ يديّ َ في الجنة ، قال : ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ٍ من ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطهور ما كُتبَ لي أن أُصلي ) متفق عليه .
** سبحان الله !! بلال الذي عُذب وضُرب بمكة بالسياط ووضع الصخر على صدره في الرمضاء ، أسبقـتهُ صلاة سُنة الوضوء دخول الجنة قبل كل ذلك !! ؟؟ .
31 ــ الذكرْ : من تسبيح وتحميد وتهليل وثناء وتمجيد وتعظيم للهِ جل عُلاه :
- من أسباب دخول الجنة بل بالإرتقاء إلى الدرجات العُلى بالجنة ، في درجات الذاكرين الله كثيراً والذاكرات .
- قال (ﷺ) : ( يُصبح على كل ُسلامي {مفصل} من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمرٌ بالمعروف ِ صدقة ونهيٌ عن المُنكر صدقة ، ويُجزء من ذلك ركعتان يركعهُما من الضُحى ) رواه مسلم .
** فلا تكن بخيلاً فافعل هذا وذاك وزد عليه .
- وقال (ﷺ): ( مثل الذي يذكرُ ربهُ والذي لا يذكرُه مثل الحيّ والميت ) البخاري .
- وقال (ﷺ) : ( يقولُ اللهُ تعالى أنا عندَ ظنَ عبدي بي وأنا معهُ ، إذا ذكرني في نفسهِ ذكرتهُ في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ٍ ذكرتهُ في ملأٍ خيرٍ منه ) متفق عليه .
- وقال (ﷺ) : ( لا يزالُ لسانك رطباً بذكرالله ) رواه الترمذي .
- وقال (ﷺ) : ( من قال سبحان الله وبحمدهِ غـُرست له نخلة في الجنة ) رواه الترمذي .
- وقال (ﷺ) : ( من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مئةُ مرة مُحيت خطاياهُ ولو كانت مثل زبد البحر ) .
- وعن أبي موسى الأشعريّ (رضي الله عنه) قال : قال لي رسول الله (ﷺ) : ( ألا أدُلك على كنز من كنوز الجنة ، فقلت بلا يا رسول الله قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ) متفق عليه .
32 ــ تعظيم الله سبحانهُ وتعالى :
- بعدم ذكر إسم من أسماءه ولا صفةٍ من صفاتهِ دون التمجيد والتعظيم والثناء الحسن ، كقول : جل جلاله ~ عز وجل ~ جل عُلاه ~ جل ثناءه ~ سبحانهُ وتعالى ~ تقدست أسماءه ~ أهل الثناء والمجد ~ وهكذا ........ .
33 ــ البكـــاء من خشية الله جل وعلا :
- قال تعالى : ( ويخرونَ للأذقانِ يبكونَ ويزيدهم خشوعاً ) الإسراء 109 .
- وعن أنس (رضي الله عنه) قال : ( خطبَ رسول الله (ﷺ) خُطبة ً ما سمعتُ مثلها قط ، فقال : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) قال : فغطى أصحابُ النبيّ وجوههم ولهم خَنين ( البكاء وانتشاق الصوت )) متفق عليه .
- وقال (ﷺ) : ( لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله حتى يعودُ اللبن في الضرع ، ولا يجعتمع غـُبارٌ في سبيلِ الله ودُخان جهنم ) رواه الترمذي .
- وفي حديث السبعة الذين يُظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ( ... ورجلٌ ذكرالله خالياً ففاضت عيناه ) متفق عليه .
- وفي حديث آخر ( عينا ن لا تمسهما النار ، عينٌ بكت من خشية الله وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل الله ) .
34 ــ وأقلُ أقلُ ما يُدخل الجنة :كلمة ٌ طيبة ٌ صادقة ٌ تـُقال بنيّـةٍ خالصة تـُعجب الرب جل جلاله فتبلغ من رضوان الله بمكان ، فتكون سببٌ في دخول العبد الجنة ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ، فعلى سبيل المثال لا الحصر :
** ما أخبر به النبي (ﷺ) : ( الرجلُ الذي حضرتهُ الوفاة ولم يعمل في حياته خيراً قط ، بل كلَ أعماله ُ شر ، قال لأبناءة : إن متُ فاحرقوا جسدي وبعثروهُ ، وذروهُ في يوم عاصف جزءُ في البحر وجزءٌ في البرّ ، لإن قدرَالله عليَّ ليُعذبني عذاباً لم يُعذبهُ أحداً من قبلي ، فلما مات وفعلوا ما أوصاهم به ، بعثه ُ الله عز وجل وسألهُ عما دفعهُ لفعل ذلك ؟ وهو أعلم . فقال : خوفاً ورهبةً منك يا رب !! ، فقال الله تعالى : قد تجاوزت عنك وغفرتُ لك بذلك أدخلوه الجنة ، فكانت هذه توبةً وخوفاً قبل الموت ) .
** والذي قتلَ تسعاً وتسعينَ نفساً وأكملها المئة .... فقد خافَ ورجع ولم يسجد لله سجدة ، ولكن أقبلَ على الله بقلبه ولسانه وجوارحه وأخلص النية لله فقبلها الله تعالى منه .
(•) وبالمُحصلة : لن يدخلَ الجنةَ أحدٌ بعمله ولا ألأنبياء ولا الرسل إلا برحمة الله ومنه وكرمه ، فلله علينا نعمٌ لا تـُعدُ ولا تـُحصى ، فإن عاملنا بعدله هلكنا ، ولكنهُ يُعاملنا برحمته .
- قال تعالى : ( وإن تعدوا نعمة اللهِ لا تـُحصوها إن اللهَ لغفورٌ رحيمٌ ) النحل 18 .
- فلعله يتجاوز عنا وعن تقصيرنا ، والمسابقة والمسارعة بالخيرات ترفع الدرجات عند رب البريات .
(•) أخي في الله ، أختي في الله : حيثما وجدت همّة في نفسك لتحقيق بند من هذه البنود ، فقم بالتركيز عليه ، ونميه واجتهد في تحصيله ، وداوم عليه لعله يكون بطاقة دخول لك إلى جناتٍ ونهر في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مُقتدر .
- قال (ﷺ) : ( أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قلْ ) .
- فلا يعني ذلك أن نـُُقصر في العمل ، ولكن هي دعوة للمُقصرين أمثالي أن نزيد ونستزيد من الخير وفعل الطاعات ، ولا نـُقنـط المُـقلين من إخواننا ولا حتى المُسرفين على أنفُسهم من رحمة الله ، بل نـُـذكرهم ونأخذ بأيديهم إلى النجاة وإلى الجنـّة بإذن الله تعالى .
(•) وإذا وجدت نفسكَ مُقصراً في كل هذا، فأبدأ من اليوم بالعمل والجَد لتفوز بالجنة إن شـــــــاء الله تعالى .
* تم بعون الله ، فإن كان من حق وصواب فمن الله وحده ، وإن كان من خطأٍ أو سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان ، وأنا مُتراجع ٌ عنه ، وأعوذ ُ بالله أن أُذكركم به وأنساهُ . وصلى اللهمُ على محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين ..... ( والحمد لله رب العـــالمين ) .
الشيخ جميل لافي
الإثنين فبراير 08, 2010 3:48 am