إسرائيل العدو الأول للوطن الفلسطيني البديل بالأردن..الباحث والكاتب حسني عايش

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

الباحث والكاتب حسني عايش لـ الراية :

لن تسمح إسرائيل بتكرار تجربة نصارى الشمال في الأندلس
هدف تل أبيب الاستراتيجي اختفاء الشعب الفلسطيني من الوجود
إسرائيل تعمل على تحريض الشعب الأردني ضد الشعب الفلسطيني
أنصح الإسلاميين بعدم تصدر الثورات والمعارضات والحكم
الشعب الفلسطيني غير مستعد للتخلي عن وطنه ما دام مغتصباً
حاوره - أسعد العزوني :
جدلية الوطن السياسي الفلسطيني البديل في الأردن باتت عند الغالبية أمراً مسلماً حتى أن مسؤولين أردنيين كبار يتحدثون فيها ويرونها قاب قوسين أو أدنى، مما يجعل التعايش الأخوي بين الأردنيين والأردنيين الفلسطينيين في الأردن يتعرض لهزات مفتعلة قائمة على هذا الحديث .

لكن الباحث والكاتب حسني عايش له رأي آخر معاكس للتيار مسلحا بالمنطق الذي لا تهزمه حيلة ساحر أو ينقضه مكر سياسي، فهو يؤكد عداء إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية سواء داخل فلسطين أو خارجها لأن اسرائيل ليست مجنونة كي تغامر وتكرر تجربة نصارى شمال اسبانيا .

ويعلل قول الاسرائيليين ان الدولة الفلسطينية قائمة بالفعل في الأردن انما يهدف الى تحريض الشعب الأردني على الشعب الفلسطيني حتى لا يتوحد الشعبان ضدها .

وفيما يلي نص الحوار الذي أجريته معه في منزله بالعاصمة الأردنية عمان:

>لماذا تعتبر وبخلاف الكثيرين أن مقولة الوطن السياسي الفلسطيني البديل في الأردن مضللة؟

-كلما دق كوز بالجرة من مثل إشارة كاتب أو سياسي إسرائيلي في مقال، او خطاب، أو كتاب، او مؤتمر، أو كنيست إلى أن الأردن هو فلسطين، يسارع البعض إلى فتح موضوع الوطن (السياسي) البديل لفلسطين في الأردن وكأنه على الأبواب.

لكم بيّنا وبيّن غيرنا أن هذه المقولة أو الشعار مضللان، لأن الشعب الفلسطيني غير مستعد للتخلي عن وطنه فلسطين ما دام مغتصباً، وفي الأجسام عرق ينبض، وإن حصل كثير منه على اللجوء أو الإقامة كرهاً لا طوعاً او على المواطنة في بلد او بلدان عربية قومياً ، أو في بلدان أجنبية قانونياً، لأنه لا يوظف اللجوء او الإقامة أو المواطنة للانقضاض سياسياً على بلدان اللجوء أو الإقامة أو المواطنة ، ولن يوظفها أبداً. كما أن شعوب البلدان العربية المعنية بالوطن (السياسي) البديل ليست لقمة سائغة أو لواء أو ناحية في "إسرائيل" لتفرضه عليها. إن فلسطين ليست الأردن أو في الأردن أو في لبنان أو في سيناء، فكل منها لا تغتصب وطنهم فلسطين.

إن فلسطين في إسرائيل، وإسرائيل هي التي تغتصب فلسطين، " وإن عدد الفلسطينيين في وطنهم فلسطين من البحر إلى النهر أكبر من عددهم في أي مكان أو بلد آخر في العالم". ويجب أن يظل تعليم القضية قائماً في جميع مراحل التعليم، وأن ينشأ الأطفال الفلسطينيون والعرب والمسلمون عليه وان يبقى الإعلام موعياً به لإبقاء واجب العودة حياً، لأنه كلما طال الزمن يمكن أن يغيب من الذهن الوطن.

> على ماذا تستند في رأيك هذا؟

- عندما نفكر بهذا الأمر من بعيد أو من الخارج نجد في نهاية التحليل ان اسرائيل وحلفاءها هم أكبر أعداء الوطن (السياسي) البديل للفلسطينيين قبل أو بعد حكومات وشعوب البلدان العربية التي يرتبط اسمها به. لقد أتيحت الفرصة لإسرائيل مرتين لإقامة هذا الوطن (السياسي) البديل ولكنها لم تفعل ووقفت ضده، وإلا فهل فقدت إسرائيل عقلها لتسمح للفلسطينيين بإقامة دولة او ترتب لهم قيامها في بلد مجاور ومحادد لها؟ أفتطرد الشعب الفلسطيني من وطنه وتغتصبه وتستولي عليه ثم تقيم له دولة مجاورة ستظل معادية لها طيلة التاريخ؟ أو تقامر بوجودها فتسمح بقيام هذه الدولة او تقيمها بالقرب منها أوعلى جنبها؟ إنها إذن في جنون مطبق. لقد زلزلتها انتفاضة الشعب التونسي ثم انتفاضة الشعب المصري لمجرد احتمال قطع تونس علاقتها معها، ومصر الرجوع عن اتفاقية كامب ديفيد، أفتضمن بعد ذلك البقاء والأمن بإقامة أو قيام وطن (سياسي) بديل للشعب الفلسطيني على "حدودها"؟!

إنها ترى في قطاع غزة الذي تحاصره حتى الموت - براً وبحراً وجواً - وفي المقاومة، وفي اقتحام الجماهير الفلسطينية للخطوط الاسرائيلية في ذكرى الكارثة تهديداً وجودياً لها، أفتسكت على او تسمح بقيام دولة للفلسطينيين بعد ذلك في أي بلد عربي مجاور مفتوحة الحدود من معظم الجهات؟ إن ذلك يستدعي منها احتلال هذه الدولة ثانية أو محاصرتها من جميع الجهات او تشريد سكانها لتبقى. وكما نعرف يفكر اليهود في مستقبل إسرائيل أكثر من تفكيرهم في الماضي وإن لم ينسوه لأنهم يستمدون أكذوبتهم وحركتهم الصهيونية منه، ولأن هزيمة ساحقة واحدة لإسرائيل كفيلة بالقضاء التام عليها والى غير رجعة.

> ما الذي قضى على نظرية الوطن السياسي الفلسطيني البديل في الأردن من وجهة نظرك؟

- لقد قضت الحقائق السياسية الجديدة إضافة إلى التاريخ على نظرية الوطن البديل بنوعيه السكاني والسياسي في أي بلد عربي مجاور لفلسطين ومن ذلك ثورات تونس ومصر وغيرهما التي تحرر الشعب من أسره وتجعله يقول كلمته وهي دائماً ضد الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. كما أن إسرائيل ليست طالب تاريخ غبياً فتسمح بتكرار تجربة نصارى شمال إسبانيا - الذين طردوا العرب والمسلمين الفاتحين لها ولو بعد ثمانية قرون - في فلسطين .

فالفلسطينيون يمكن أن يصبحوا عشرات الملايين كلما طال الزمن، أفتسمح لهم بدولة على جنبها وتكرر غلطة العرب والمسلمين في الأندلس؟!
> لماذا يكرر بعض الاسرائيليين الدعوة الى اقامة وطن سياسي فلسطيني بديل في الأردن إذن؟

- إن الحقيقة الاستراتيجية الظاهرة لكل دارس ــ والخفية على غيره ــ أن إسرائيل لا تريد أن يبقى فلسطيني موجود في فلسطين وفي هذه المنطقة بل وفي العالم لو تستطيع . تريده أن يختفي ويضيع ويتلاشى في الآفاق، ولا تسمح ما استطاعت بقيام دولة له في فلسطين أو في أي مكان في العالم حتى ولو في استراليا او في فوكلاند أو فوق القارة القطبية الجنوبية، وهي ما تدل عليه مراقبتها الدائمة لأنشطتهم في أنحاء العالم كافة.

اما عن قيام بعض الإسرائيليين بالدعوة إلى ذلك؟ فان ذلك يدل على : أن إعادة فتح الموضوع يدير الوجه العربي عن العداء مع إسرائيل إلى العداء مع الفلسطينيين ويجعل الوجه العربي في المرآة كالوجه الإسرائيلي أي شركاء في العداء للشعب الفلسطيني. أي أنه بدلاً من أن تبقى إسرائيل هي العدو المشترك يصبح الشعب الفلسطيني هو العدو المشترك. وبذلك تحقق إسرائيل نجاحاً استراتيجياً عظيماً. يدعو بعض اليهود إلى ذلك أو يكتبون عنه لأنهم يحبون إثارة المشكلات في كل بلد فيه فلسطينيين لاجئون أو مواطنون والتحريض عليهم لأنه يوجد من يصدقهم. لكن لو تتوقف إسرائيل مثلنا عندما يكتب بعضنا ضدها مثل الدعوة الى إزالتها لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكنها لا تعير ما نكتب انتباهاً لأنه بالعربية ولا يصل بعيداً ، إلى الرأي العام في أوروبا وأمريكا .

> ما وجه الغرابة في العزف على مقولة الوطن السياسي الفلسطيني البديل في الأردن؟

- أستغرب بل أتعجب من (بعض) الذين يعزفون على مقولة الوطن (السياسي) البديل لأنهم في الوقت الذي يشككون فيه بلا ــ شرعية فك الارتباط الذي وضع نهاية للوطن(السكاني) البديل، يؤيدون سحب جنسيات مواطنين أردنيين مقيمين أصلاً في الأردن ويحملون أرقاماً وطنية ولا يعملون في دوائر السلطة ولا تنطبق على كثير منهم تعليمات فك الارتباط ، ناسين او متناسين أنهم حصلوا على الجنسية الأردنية منذ سنة 1949 ، وأن لوحدة الضفتين، ثم ضياع الضفة الغربية الأردني تداعيات وبواقٍ. لقد مضى على فك الارتباط وتعليماته أكثر من عشرين عاماً تم فيها سحب جنسيات أو جوازات سفر كثيرين من أصل فلسطيني، واستقرت بعدها الأمور وتحددت جنسية من تحددت جنسيته وانتهى الأمر، وأن بعض الشكاوى التي تبرز تخضع للتعليمات والتسويات النهائية بموجبها.

أما بالنسبة للحقوق والواجبات فيجب أن لا يطالب بها أحد أو طرف أو جماعة على أساس الأكثرية والأقلية والعدد بل على أساس المواطنة فقط فهي السبيل الآمن والأمين الى الوحدة الوطنية والنماء والإزدهار، لأنها تلزم الجميع بواجباتهم، وتضمن للجميع حقوقهم وبذلك يزول شبح التهديد من الخطاب.

> كيف يتم التعامل مع معاهدة وادي عربة بالنسبة لهذا الموضوع؟

- يؤسفني أن أبين - لأنني شخصياً لا أعترف بحق إسرائيل بالوجود - أنه وقد حصلت معاهدة وادي عربة، فإنه يجب استخدامها ضد إسرائيل من مثل رفعها في وجهها كلما او عندما تحاول إبعاد أي فلسطيني إلى الأردن الأمر الذي لم يحدث منذ توقيع المعاهدة. إن الحقيقة (المرّة) لهذه الاتفاقية تبين أنه لولاها (لكبّت) إسرائيل الفلسطينيين فوجاً وراء فوج في دولة الأردن (المعادية) كما كانت تفعل قبلها. ولكن المعاهدة كبّلت يد إسرائيل ومنعتها من ذلك مما يجعلها تلجأ إلى إبعاد الفلسطيني – ابن الضفة الغربية – الى قطاع غزة أو العكس. إنها لا تستطيع أن تبعده الى مصر بسبب معاهدة كامب ديفيد وإن عطلت المعاهدة قبل الثورة قوة مصر وفعلها.

> أين يكمن الخطر على الأقطار العربية؟

- أعتقد أن إسرائيل وهي تحرض على الإسلاميين في مصر والأردن وغيرهما، تتمنى لو يصل هؤلاء الى السلطة فيها او يستولون عليها لتتخذ من ذلك حجة للرجوع عن معاهدتي كامب ديفيد ووادي عربة ، فعندئذ ستحتل شبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس، وتحاصر قطاع غزة من الجهات الخمس، وتتخلص من الفلسطينيين في الضفة بالقائهم سكانياً في الأردن أو في لبنان أو سورية، ومن قطاع غزة في مصر.

وأمام هذه الحالة يجب على الإسلاميين أن يخيبوا آمال وأحلام وتنبؤات إسرائيل والغرب فلا يتقدمون صفوف المعارضة او الثورة ، ولا يسعون إلى السلطة السياسية، أو أن يعلنوا على رؤوس الأشهاد إيمانهم المطلق بالديموقراطية الكاملة: استراتيجياً لا تكتيكاً وأن يمارسوها ميدانياً لا لفظياً.

> ما الحل إذاً؟

- بما أن العالم اليوم قد تغير وإن كان لا يزال يهيمن عليه - مع ذلك - قطب واحد، وصارت الصين والهند قريبتين إلى إسرائيل أكثر من قربهما إلى العرب ، فإن بناء قوة قطرية عربية مكافئة لمنع إسرائيل من تطفيش الشعب الفلسطيني من فلسطين وبعثرته في العالم اذا ألغيت معاهدة كامب ديفيد أو معاهدة وادي عربة، عملية صعبة أو طويلة المدى. أما البديل لذلك فهو التهديد بلبننة المنطقة أو أفغنتها او السماح لجماهير اللاجئين الفلسطينيين ومؤيديهم بالزحف ومن جميع الجهات نحو الوطن المغتصب لتحريره.

> لنفترض جدلا ان الوطن السياسي الفلسطيني البديل أقيم في بلد ما مجاور لفلسطين فعلا ما توقعاتكم لردة الفعل الاسرائيلية؟

- احتلال اسرائيل لهذا البلد فوراً للسيطرة على حدوده من اجل منع تدفق الأسلحة اليه، فهي لم تغتصب فلسطين وتشرد اهلها لتسمح لهم في نهاية المطاف باقامة دولة على حدودها وبالتالي يصعب السيطرة عليها مما يهدد بقاء اسرائيل آمنة، لأن المقاومة عندئذ ستتضاعف وتتسع بعد احتلال الوطن الجديد لأن الشعب الأصيل والبديل سيصبحان معاً تحت احتلال واحد مما يعجزها عن التصدي لهذه المقاومة الواسعة والمضاعفة، وليس كما هو حاصل في رقعة فلسطين الصغيرة المغتصبة والمطوقة من الجهات الأربع بل الست. الوطن السياسي البديل الذي يبدو للبعض أن إسرائيل تريده يعني أنها ستقف إلى جانبه كلما وعندما يثور الشعب الأصيل عليه. بالله عليك هذا معقول؟

> على ماذا تراهن في هذا الكلام؟

- أراهن أولاً على الشعب الأردني العزيز والأصيل والقومي المؤمن مثل شعب فلسطين او اكثر بقدسية تحرير فلسطين والمستعد دائمًا بل الجاهز للتضحية في سبيل ذلك ولم لا وهو توأم الشعب الفلسطيني؟ لقد كانت مشاركة الشعب الأردني في العمل الفدائي بعد الخامس من حزيران 1967 لافتة للنظر وربما مساوية او اكثر لمشاركة الشعب الفلسطيني فيه ولكن الظروف والسلوكات التي أحاطت بالعمل الفدائي أجبرت الكثيرين على التخلي عنه، ولا يجوز وضع ما حدث عام 1970 من أحداث سيئة على الطاولة كلما تحدثنا عن المستقبل . لقد تجاوزنا هذا الحدث من زمان . كما أراهن على الشعب الفلسطيني الذي لا يوجد فيه فرد، أو حزب ، او تنظيم يفكر في الوطن السياسي البديل أو يعمل له سراً أو علناً.

> لكن اسرائيل الرسمية تشيع دائما ان الدولة الفلسطينية مقامة فعلا في الأردن ما تفسيرك لذلك؟

- الهدف من وراء ذلك أو تفسيره هو تحريض الشعب الأردني على الشعب الفلسطيني وكأنه على وشك اقامة هذا الوطن السياسي البديل لتجعل اسرائيل الشعب الأردني أو تتمنى أن يصبح شريكاً لليهود في كراهية الشعب الفلسطيني وكأنه فعلا عدو مشترك لهما. تلكم هي اللعبة،فهل ننتبه إليها ولا نقع في فخها؟ ولكن الشعب الأردني ليس مغفلاً لينجر إلى هذه اللعبة الخطرة ،وتنم دعوة الملك عبد الله الثاني إلى إغلاق الحديث في هذا الموضوع عن هذا الوعي. كما يحرص الأردنيون الفلسطينيون وكذلك بقية الشعب الفلسطيني في فلسطين والعالم أشد الحرص فيما أعرف وأعاين كل يوم على سلامة الأردن دولة وشعباً ونظاماً حاضراً ومستقبلاً وبخاصة بعد الأحداث المؤلمة التي مرّ بها في أكثر من بلد عربي ولأن الشعب الأردني هو الأصدق فلسطينياً وعربياً.

» اجمل ترحيب بصاحب البيت الاستاذ والكاتب الصحفي الفلسطيني رشاد ابو شاور
» شعوذة الوطن البديل ومراقبة الفلسطيني عندما يشتري بطاطا \حبيب الزيودي
» العرس الفلسطيني من الطلبة لزفة الجزء الأول
» عقد المؤتمر النقابي الفلسطيني الأول لمقاطعة اسرائيل
» إسرائيل تطالب قبرص بتفسير قرارها رفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى سفارة