فهنيئاً للقدس بنسائها / بقلم سلوى هديب

عضو نشيط

لم تمنحنا الحياة كل ما نرغب به ، لكنها وهبتنا الأرض والهوية ، أرض تحسن الإقبال

لم تمنحنا الحياة كل ما نرغب به ، لكنها وهبتنا الأرض والهوية ، أرض تحسن الإقبال على الحياة ، تفيض بعطر أنوثة البيلسان ، لتكتب للتاريخ سفره الأول ، وتترك بقية الأمم كي تملي صفحات من تشابه الأحداث ، لذلك كانت الأرض تؤرخ الفرح في فصلٍ شتائي يشتهي قوس قزح ، ليؤجل به دمعاً كثيراً ، ويشغل الذاكرة عن حزنها . فبعد عشرين فاجعة أو تزيد ، كان لا بد من فجر ندي ، يخضر كف عروس مربك بنقش الحناء ، تنتظر عودة فارسها اللاجئ ، وفي مطلع الحنين إلى الذاكرة ، تهجع القدس في اللوعة المخصبة بالذكرى ، تؤوب النجوم على شرفاتها وتنام على أهداب الحلم ، ففي القدس دهشة الأرض لنبوة أخيرة ، يأتي العباد من نصوص الكتاب المقدس ، والبسملة ، إلى أبجدية الحرية ، فلو لم أكن فلسطينية ، فماذا سأكون ؟! وكما هو المعتاد ، فلسطين تتقن الصمت المنذر بالعاصفة ، لتكتمل رواية الحياة فما بين المدينة والمدينة فاجعة اللجوء وارتحال الأحبة إلى مدن الحدود ، لكن الخيمة لم تصبح بيتاً ، ولا المخيم وطناً ولم تؤنث مدناُ أخرى كي تشبه ما تركناه في زمن الحرب والخوف ، إلا أننا أثثنا في داخلنا زمن العودة ، وأن لا وطن لنا إلا بلادنا ، وفي القدس تكتمل اللغة بنضوج الرؤية نمرعليها بالذكر مرور الأنبياء إلى صلاة تجمعهم ، نجمع المساءات التي كنا قد مررنا في أزقتها وننتظر صوت الجارة وهي ترنو بقلبها وتهمس للسيدة العذراء ( يا أم المسيح ) ، وتنصت حين يصدح الأفق بالأذان . منذ ذلك الوقت ونحن ندافع عن حقنا بالحياة والحرية ، نعيد اكتشاف ذاتنا ، لنطلق العنان لقدراتنا الكامنة ، فمن زمن الحرب إلى القلم ، إلى النضال السياسي والثقافي ، لا شيء يثني عزمنا عن طموحنا وتحقيق ما نصبوا إليه ، وفي القدس اختارت النساء أن يناضلن من خلال مؤسسات اجتماعية ، تدافع عن الأرض والحق والتاريخ والميراث ، كي تقاوم المحتل ، وتثبت أن القدس مهما طغى عليها المعتدي وجار عليها الزمان ، ستصدم أبداُ . فهنيئاً للقدس بنسائها اللواتي استمرين بالكفاح والنضال .

» جرح الدوايمة النازف بقلم نضال هديب
» حوار خاص مع المناضلة السيدة سلوى هديب قنام
» السيدة سلوى هديب نائبا لمحافظ القدس
» سلوى هديب ... دايمية الهوى مقدسية النضال
» سلوى هديب تبحث قضايا المرأة الفلسطينية اللاجئة