في الذكرى الحادية عشر لاندلاع انتفاضة الأقصى

الكاتب : حنا عيسى
2011-10-02

بتاريخ 28/9/ 2000 أي قبل 11 سنة اندلعت انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني الثانية رداً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون لباحة المسجد الأقصى برفقة حرسه الخاص, مما دفع المصلين إلى محاولة التصدي له ولحراسه فاندلعت أعمال العنف نتج عنها ما يسمى بالانتفاضة الثانية دفاعا عن المسجد الأقصى ولذلك سميت بانتفاضة الأقصى. وفي أثناء الدفاع عن الأقصى قام الجنود الإسرائيليين بقمع المواطنين الفلسطينيين بأساليب وحشية متنوعة ظنا أن ذلك سيخمدها ويطفئ نارها , فارتكبت جرائم قتل بشعة بالإضافة إلى القصف الهمجي للمناطق السكنية بأنواعه المختلفة براً وبحراً وجواً. وكان أكثر جرائم إرهاب دولة إسرائيل إثارة مقتل الطفل محمد الدرة بين أحضان أبيه في قطاع غزة... علماً بان الآلاف من الفلسطينيين سقطوا بين شهيد وجريح نتيجة الهجمات الوحشية التي شنها جنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ( الضفة الغربية يما فيها القدس وقطاع غزة) ناهيك عن تدمير مقرات السلطة بمؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية... كل هذا البطش لم يثني أبناء الشعب الفلسطيني عن المضي في هذه الانتفاضة التي كبدت الاحتلال الخسائر المادية والمعنوية وصدرت قرارات عن مجلس الأمن والجمعية العامة تطالب إسرائيل بالكف عن قتل الفلسطينيين واستخدام القوة المفرطة بحقهم.. إسرائيل استمرت بالقتل والبطش , حيث قدرت الإحصائيات النهائية عن سقوط أكثر من 5000 شهيد وأكثر من 50000 جريح .
ولا بد من الإشارة الهامة بان الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني تمت من الناحية السياسية على خلفية انهيار قمة كامب ديفيد الثانية في تموز2000, حيث رفض باراك آنذاك وزير الدفاع الحالي تنفيذ المرحلة الثالثة من الانسحاب الإسرائيلي في الضفة الغربية التي كان أعاد التفاوض بشأنها بنفسه في إطار اتفاق شرم الشيخ في أيلول 1999 مصرا بدلا من ذلك على الانتقال إلى مباشرة محادثات الوضع النهائي. وكان هذا هو السبب الثاني لاندلاع الانتفاضة الثانية والذي يمكن اختصاره بانسداد أفق حل سياسي ينهي الاحتلال ويوقف التوسع الاستيطاني وعمليات مصادرة الأراضي.
ومن نتائج الانتفاضة الثانية إذ قامت إسرائيل بتصفية القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم الأخ القائد الرئيس أبو عمار – رحمه الله والشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى رحمهم الله.
ومن النتائج الايجابية للانتفاضة أن المجتمع الدولي خرج عن صمته وأدان الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام الغير متوازن للقوة العسكرية, وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للجانب الإسرائيلي ومن المفارقات أن الانتفاضة الأولى الني انطلقت في التاسع من كانون الأول من سنة 1987 في غزة قادت إلى سلسلة اتفاقات السلام التي بدأت في أوسلو وانتهت عام 1993 بتوقيع إعلان المبادئ أما الانتفاضة الثانية فقادت إلى ما يقارب من دفن لعملية السلام وإظهار الرفض الشعبي لها نتيجة الغطرسة الإسرائيلية بعدم إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران لسنة 1967 وحل قضية اللاجئين حلا عادلا استنادا إلى قرار 194 المتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
لذا, لم يعد الفلسطينيون يتحدثون عن عملية السلام واقتصر الحديث عن قراري مجلس الأمن 242 و 338 اللذان يطالبان بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967. ولوحظ لأول مرة ارتفاع حدة الخطاب الفلسطيني والذي برز في تصريحات الرئيس أبو عمار رحمه الله خصوصا في لحظات تأبين الشهداء فكان يدعو إلى مواصلة النضال وتحمل التضحيات لنيل الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.
ورغم مضي 11 سنة إلا أن الشعب الفلسطيني يستذكر شهدائه وجرحاه الذين سقطوا من اجل الحرية والاستقلال .. نزولا عند الحكمة القائلة «الحرية تستحق الثمن الذي يدفع من اجلها». كما قال الشاعر توفيق زياد :
يا عدو الشمس أني لن أساوم والى آخر نبض في عروقي سأقاوم.

كما قال الشاعر توفيق زياد :

يا عدو الشمس أني لن أساوم والى آخر نبض في عروقي سأقاوم.

» الدوايمة / الذكرى الحادية والأربعون لحرق المسجد الأقصى
» قصة مريم --بمناسبة الذكرى الحادية والستين لمجزة الدوايمة
» انتفاضة الاقصى
» مركز حقوقي: إسرائيل اغتالت 827 فلسطينياً منذ اندلاع انتفاضة الأقصى
» انتفاضة الأقصى .. 28 – 9 – 2000 بداية مرحلة جديدة في تاريخ القضية