أنا وزهرة البنفسج

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أنا وزهرة البنفسج

زهرة بنفسج

يملئها الحزن

تثقل أوراقها حزمة من حكايات قديمة

تبدو شاحبة حزينة

يطاردها شبح الذبول

وترنو إلى حلمها الهارب

تسمع خرير الجداول

فيشتد ظمئها

وترنو إلى الماء المترقرق

فترق وتتكسر أغصانها الصغيرة

فآلمني منظرها

وبلغ مني الحزن مبلغه

وودت لو سقيتها من مقل العيون

دموع أفراح

تغسلها وتبل رمقها

اقتربت منها

وهمست في أذنها

آه يا زهرة البنفسج

أنا مثلك تماما

رحلت زوارقي

وكسرت أجنحة بلابلي

أنتظر حلمي البعيد

كاد اليأس أن يقتلني

غريب أنا

أعيش في زمن غريب

ليس إلا القلم

أقاتل به طواحين الهموم

وأنفث به

ما ألاقي من غموم

كنت أطالع الوفاء في كتبي

وتعلمته هناك

وما أن حفظته وخرجت به

فرحا مزهوا

إلى هذا العالم الغريب

توالت على قلبي صفعات الخيانة

لتخبرني أن هذه دروس قديمة

وأن ثمة ما تغير

وثمة منهاج جديد

رسبت في جميع الاختبارات

فأن أجهل هذه الدروس تماما

كنت كمن قضى عمره بجمع الملايين

ولما جاء ينفقها

وجدهم قد بدلوا العملة

وباتت عملته مجرد أوراق

عدت وحيدا

أعلل النفس بالأماني

فأخذت أنشد السعادة

بمطالعة صفحة السماء

أرى نجومها كالحروف

أقرأ فيها عبارات السعادة

حتى إذا ما تنفس الصبح

تنتعش الروح

وتتنفس نسائم السعادة

وإذا ما سمعت أغاريد الطيور في أفنائها

وجدتها ترتل بأذني تراتيل السعادة

وإذا ما لمحت الطير سابحا في جو السماء

ترفرف أجنحة آمالي وتحلق بي إلى فضاء السعادة

وإذا ما سمعت عزف المطر وتطاير على

جسدي المرهق شيء من رذاذه انتشرت

كالحروف في أنحائي فأكتب شيئا من السعادة

يعلمني ذلك الطفل الصغير

يرسم على ثغره ابتسامة بريئة

كيف أبتسم وكيف أصنع طوق السعادة

وحين أرى ترقرق الماء العذب تترقرق دمعة

الفرح في عيني

وكما أرى باطن الأرض من خلاله

تشف نفسي عن معاني السعادة

أجدها في تراقص الأشجار

تطربها الرياح فيرقص

القلب طربا ويغتبط بتلكم الرقصة

فترقص قناديل السعادة

أجدها في كل ما حولي

أجدها في بسمة أمي

ووجه أبي

بحديث جدتي

أجدها في خيمة البدوي

وفي صدر الحقول

وقامات السنايل

وبين طيات الكتب

أجدها في طلعة البدر الباسم

وشروق الشمس الضاحك

أجدها في البساتين الغناء

يسقيها سيل السعادة

ليست السعادة حكر على الذين ظنوا الوفاء

تخلف و غباء

لبسوا الأقنعة وفرحوا بها

اختار كل منهم ما يحلو له

متى ما شاء

وكيف ما شاء

تريده وفيا

سيكون

خائنا

سيكون

باكيا

سيكون

فرحا

سيكون

ونسي هو من يكون

نسي تجاعيد وجهه الحقيقية

نسي من كان

بل ربما نسي أنه إنسان

نحن أبقينا على وجوهنا ولم نرضى بغيرها بدلا

فمن رضي بتلك الوجوه

فحيهلا

ومن لم يرضى

فليبحث عن مرتادي حانة الأقنعة

فحتما سيجد ضالته هناك

ليس يعني أن يخون الجميع أن تخون

بل لا بد أن تعثر على ما يوافقك

هيا

عودي للحياة يا زهرتي الحزينة

ولا تنظري إلى الأشواك والحشائش

المحيطة بك

بل أنظري هناك حيث زهور الياسمين المبتسمة

ونادي براعم الدحنون

لتنمو بجانبك

عانقي النرجس

فلن تعدمي يدا كريمة تتخذ لك قناة من تلكم الجداول

فتسقيك آناء الليل وأطراف النهار لا تبقي مثل محدثك

وحيدة فهي قد ألفت الوحدة والحرمان

انا وزهرة المدائن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يا زهرة المدائن .. يا قدس .. يا أسطورة عشق ٍ أبدية .. يا حكاية حب ٍشامخة شموخ السماء في أعين المبتهلين إلى الله .. متدفقة كجدول ماء حفر أخاديده في كفيّ فقير يقرأ فيهما طالع العمر المتسلل برفق من بين خيوطهما فينسج قدرا ً مجبولا ً بالكرامة وعرق الأوفياء .

حملتك في قلبي ..غصن زيتون ..علما ً.. اسما ً.. عنوانا ً لي حينما صادروا مني عنواني .. هويتي .. ملامح وجهي ورسموني في جبين الأيام نكرة مقصودة ورسموك في خارطة التاريخ علامة إستفهام .

يا زهرة المدائن .. كوني قدسنا .. كوني تاريخنا المعطر بأريج البرتقال .. كوني علما ً يرفرف على جبين السماء .. تاجا ً تتزين به عواصم الدنيا .. كوني قاموسا ً لأبجدية حرة لا تمحى .. منارة ً لخطى ثابتة لا تضل .. وساما ً على صدر تاريخ لا ينسى .. كوني قدسنا

اشكر لك مرورك اخي رمضان
ودامت لنا القدس ودامت زهرة المدائن

» جدد منزلك بلون البنفسج
» الدوايمة / زهرة البنفسج نرحب بك في منتديات الدوايمة