فيلم سينمائي اهداء الى ارواح ضحايا مجزرة الدوايمه "ملح هذا البحر"

عضو نشيط

افتتاح مهرجان القصبة السينمائي ... ملح وبحر وغياب

لـم يكن افتتاح مهرجان القصبة السينمائي الدولي في دورته الثالثة، مساء الأربعاء، عادياً، بدءاً من عروض السيرك والـموسيقى التي حوّلت الشارع الضيّق أمام "القصبة" في رام الله إلى مساحة رحبة لفنون متنوّعة، ومن جميع أنحاء العالـم، مروراً بفيلـم الافتتاح الـمذهل (ملح هذا البحر)، وليس انتهاءّ بالغياب القسري لـمخرجته آن ماري جاسر؛ بعد رفض الاحتلال الـمتواصل، وعلى مدار 16 شهراً، منحها تأشيرة للدخول إلى الأراضي الفلسطينية.
كان الفيلـم حقيقياً وقاسياً، كما هي رسالة جاسر إلى الحضور ... مسّ الفيلـم قلوبنا، كما مستها كلـماتها حين قالت: "مرّت سنة وأربعة شهور على منعي من العودة لفلسطين، مرةً أخرى حاولت القنصلية الفرنسية إدخالي لأشارك في مهرجان القصبة السينمائي الدولي، ففي الأسابيع الأخيرة انتظرنا بفارغ الصبر لنسمع أخباراً حسنةً لكن خيبة الأمل كانت نهاية هذا الانتظار، ففي الصباح، انتظرت، وحقائبي مجهّزة عند الباب، أن يرن جرس الهاتف لأسمع أن هناك تصريح دخول، ولو ليوم واحد، لكني لـم أسمع رنين الهاتف".
ثريا (سهاد حماد)، عاشت في الفيلـم ما عاشته جاسر واقعياً إلى حد ما ... ثريا العائدة من بروكلين بتأشيرة مواطنة أميركية، تتعرف ــ بعد أن تعرضت لتنكيل شديد في مطار اللد ــ إلى عماد (صالح بكري)، ابن مخيم الأمعري، في أحد مقاهي رام الله، ويرتبطان مع الوقت بحكاية حب مختلفة ... هي تحلـم بالبقاء في فلسطين أكثر من أسبوعين (الـمدة القصوى للتأشيرة الحاصلة عليها) وهو يحلـم بالهجرة إلى كندا، قبل القيام برحلة مجنونة إلى الـمدن الفلسطينية الـمحظورة زيارتها على حملة هوية الضفة الغربية مثله.
آن ماري جاسر قطعت شوطاً كبيراً في تصوير الفيلـم في فلسطين التاريخية، وحين قررت العودة لإعادة تصوير بعض الـمشاهد "الـمضروبة"، لـم تحصل على تصريح، فلجأت للتصوير خارجها، وحتى اليوم لا تسمح لها سلطات الاحتلال بالعودة، بعد حصولها على أكثر من تأشيرة، وهو ما حصل مع ثريا تماماً في نهاية الفيلـم، حين ضبطت مع عماد في الدوايمة، موطنه الأصلي، فقامت شرطة الاحتلال بترحيلها إلى أميركا، وترحيله إلى السجن، لعدم حيازته التصريح اللازم للتجول في مسقط رأس جده.
تقول جاسر: السبب الرسمي الذي حصلت عليه عند رفضي هو أن لدي مشكلة أمنية وأني أقوم بمساعدة الفلسطينيين بدخول إسرائيل بطريقة غير شرعية ... نحن نعلـم السبب الحقيقي، أي فلسطيني على وجه هذه الأرض يعلـم أن هذه محاولة أخرى لترسيخ سياسة التفرقة بهدف سلخنا وتمزيقنا إرباً فلسطينية ... لكنهم سيفشلون في ذلك مثلـما فشلوا في إبقائنا صامتين طوال ستين سنة وأكثر.
الفيلـم نجح في إيصال أكثر من رسالة لاذعة، مناقشة حق العودة، وانتقاد اتفاقات السلام بين السلطة الوطنية وإسرائيل، والتي "أتاحت لهم تحديد من هو الفلسطيني"، كما قالت ثريا، وكذلك الطريقة التي يتعامل فيها الإسرائيليون مع الأميركيين والأجانب من أصول عربية في الـمعابر، والـمطارات، وفي منح التأشيرات، وعدم تحريك الأميركيين ساكناً، كما ناقش هموم الشباب الفلسطيني، وتوقه إلى الهجرة، والأهم تأكيده تمسك الجيل الجديد ــ رغم كل الظروف ــ بأرض الأجداد الـمسلوبة، وقضايا التعايش، والعلاقة بين الفلسطيني والإسرائيلي.
نقاش حاد دار بين ثريا وبين الإسرائيلية "اللطيفة" التي تسكن منزل جدها في يافا، التي تعرفها جيداً عبر حكايات جدها وجدتها، فما كان منها وعماد إلى البحث عن مسكن دافئ لحبها في الدوايمة الـمهجورة، والتي تغير اسمها ... استوطنا أحد الـمنازل، وعاشا يومين حياة بدائية، لكنهما كانا في غاية السعادة، والقلق أيضاً، فتأشيرتها منتهية الصلاحية، وهو بلا تصريح.
الفيلـم، الذي أهدته الـمخرجة لأرواح ضحايا مجزرة الدوايمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، كان بدأ بمشاهد تسجيلية للتهجير عبر البحر الـمالح، والذي كان جدها أحد أبطاله، أو بمعنى أدق أحد ضحاياه، وهو كما يقول صالح بكري، بطل الفيلـم: "ملح هذا البحر" يحكي عن واقعنا وعن مأساتنا كفلسطينيين، وكل ما شاهده الـمتفرجون نعيشه يومياً في فلسطين، ولذلك أيضاً ربما يمكن تصنيف هذا العمل في جانب منه إلى عمل توثيقي لدرجة أني لـما شاهدت الفيلـم، أحسست أنني لـم أقدم عملاً سينمائياً وإنما عشت ما أعيشه يومياً في بلدي وما يعيشه كل فلسطيني في الداخل والخارج على حد سواء ... لـم أشعر أن هذا الفيلـم عمل معزول عني، ولـم أتعامل معه بحرفية بقدر ما تعاملت معه بسجيتي وعلى سريرتي ... الفيلـم هو جزء من واقعي ومن وجودي.
ويضيف بكري: شخصية عماد التي شاهدناها في الفيلـم تنزع إلى هروب ولكن ليس بالـمفهوم الذي نعرفه عن الهروب، يمكن أن نسميه الهروب إلى الداخل ... الهروب إلى الأعماق ... الهروب إلى كل ما افتقده وإلى كل ما انتزع منه عنوة .. هروب البطل في الفيلـم هو هروب من السجن ومن الحصار الذي وجد فيه، وليس هروب خوف ... كان يرغب أن يعيش بأمان، دون بنادق ولا حواجز، ولا جدار ... عماد لـم يستطع أن يصل إلى البحر مدة 17 سنة رغم أن البحر بجانبه ... وتوقه للسفر هو في حد ذاته فعل مقاومة ومحاولة لكسر الحواجز ... أتفهم رغبة عماد وأعرف ما معنى أن يكون البحر حذوك على بعد كيلومترات ولا تستطيع أن تتمشى على شاطئه؛ لأن السلطات الإسرائيلية لا ترغب بذلك.
قلوبنا تمزقت مع النهاية غير السعيدة لحكاية ثريا وعماد، كما تمزق قلب آن ماري جاسر (لأنها ليست معنا) في قاعة القصبة، وفي حفلها ... حفل افتتاح مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثالث، الذي أكد جورج إبراهيم، مدير عام مسرح وسينماتك القصبة أنه سيتواصل رغم كل الصعوبات، للتأكيد على أهمية الحدث الثقافي كحدث مقاوم، وللتأكيد على أن الفلسطينيين يحبون الحياة، وينتصرون لها، كما هم في الوقت نفسه متمسكون بجذورهم.
من الجدير بالذكر، أن فيلـم "ملح هذا البحر" حصد عدة جوائز عالـمية، وعرض في الدورة الأخيرة لـمهرجان (كان) السينمائي الدولي، ورشحته وزارة الثقافة للـمنافسة على (الأوسكار

مشرف التدقيق الإملائي

شكرا يا رائد على الموضوع

عضو برونزي *المزاج* : رايق

مشكور أخ رائد على مشاركتك

نحن بالفعل بحاجة للمزيد والكثير من الأفلام والتوثيقات من هذه الشاكلة

إذ أنها تبقي الذاكرة متقدة

و تبقي الجرح ينزف

و هذا ما نحتاجه

إذ أن الجرح لا يجب أن يبرأ حتى نستعيد الأرض السليبة

أشكرك أخي رائد مرة أخرى
و بإنتظار المزيد من مشاركاتك

دمت مميزا

عضو الهيئة الادارية نائب المدير

الاخ رائد هديب

بداية موفقة وطرح مميز

اشكر لك ما قدمت

بإنتظار مزيدك

لا تغيب عشر ايام وتدخل على المنتدى يوم!!!!!!! Shocked

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

وحين يكون اليوم ليلا باكمله ويخر ج الى السطح نور النهار وتبرز معالم تبشر باننا ممكن نختلس لحظة, قد تصل الى لحظات نعبر فيها تحت نور الشمس.. مر زمن طويل من الظلم والقهر, قهر البعد والتشرد والحرماندون ان تصل قضيتنا العادلة الى حيزالوجود الصحيح من غير ذهنية من اصيبوا وكتوا بنار الهجرة والمعاناة والمذابح و المجازر لتنتهي بغياهب الغربة المظامة...دون ان تصل اصوات من استاغثوا وهم يسحقون تحت جنازير مجنزراتهم ويحترقوا في مساجدهم وصراخت امهات تناجي خالقها حينما اختلط حليب صدورهن بدماء قلوبهن النازفة... وها نحن نشاهد كهولة الرضع الذين نجوا من بين براثين الايدي الغادرة ليروه الينا هول المجزرة لنستطيع ان نرسم بمخيلتنا ما حدث لنرسم صور البشاعة ..وهاهي الصورة قد خرجت وبرزت ورسمت بفلم سينمائي جسدت من خلالة حلم ابناء الوطن بشموليته الفلسطينية وكافة اطيافة وأجيالة جسدت المعاناة اليومية لابناء فلسطين تحت نير الاحتلال الظالم والمتعنصر من خلالة ملحمة ابداعية تستحق الثناء والتقدير بما انجزت المخرجة الشابة ( ماري جاسر) حيث رسخت مفهوم قطعي بأن القضية تورث اجيال بعد
اجيال ...وان الشباب ليست يتذكرون فقط بل يجسدوا الذكرة ورسموها ونحتوها على صفحات لزمن القادم التبقى قضية حية...متجددةوالتقول لهم ان الشعب الفلسطيني لن يذوب ولن ينصهر ولن يكونوا الهنود الحمر
اخيرا" وليست اخرا".....لن تسطيع كل الكلمات ان تعبر عما قامت به ماري جاسر... ولكن نستطيع ان نقول..ان هناك ودائما من يخرج من بين الانقاذ يقاتل وكنتِ خير مقاتل. بتجسيد المعاناة .. بفلم ملح هذا البحر

,

» مجزرة " الدوايمة " : 29/10/1948م
» فيلم "ملح هذا البحر": هدية لمجزرة الدوايمة أرجو من جميع الاعضاء الدخول والتعليق
» في زواريب "عين الحلوة".. فقر يدفع الناس لانتظار "السمك في البحر"
» صحيفة دافار "الإسرائيلية" حول مجزرة الدوايمة -
» مجزرة "الحرية" أعادت حصار غزة للواجهة