الاسراء والمعراج

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تبارك وتعالى" سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا
حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير" (سورة الإسراء/1 )

الإسراء هي رحلة أرضية تمت بقدرة الله لرسول الله من مكة إلى بيت
المقدس، أما المعراج: فهي رحلة سماوية تمت بقدرة الله لرسول الله من بيت
المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بجبار السماوات
والأرض سبحانه.
والإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معه واستدل العلماء على ذلك بقول
القران: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء:1]. والتسبيح هو تنزيه الله عن
النقص والعجز وهذه لا يتأتى إلا بالعظائم ولو كان الأمر مناما لما كان
مستعظما ثم بقوله : بعبده والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح .

ومن عجائب ما رأى الرسول في إسرائه:

1-الدنيا : رءاها بصورة عجوز .

2- إبليس : رءاه متنحياً عن الطريق .

3- قبر ماشطة بنت فرعون وشمَّ منه رائحة طيبة .

4- المجاهدون في سبيل الله : رءاهم بصورة قوم يزرعون ويحصدون في يومين .

5- خطباء الفتنة : رءاهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار.

6- الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة: رءاه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع .

7- الذين لا يؤدّون الزكاة :رءاهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع .

8 - تاركو الصلاة : رأى قوماً ترضخ رءوسهم ثم تعود كما كانت ، فقال جبريل : هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن تأدية الصلاة .

9-الزناة : رءاهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد .

10- شاربو الخمر: رءاهم بصورة أناس يشربون من الصديد الخارج من الزناة .

11-الذين يمشون بالغيبة : رءاهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية .

ومن عجائب ما رأى الرسول في المعراج وحصل له:

1-مالك خازن النار: ولم يضحك في وجه رسول
الله .فسأل جبريل لماذا لم يرهُ ضاحكاً إليه كغيره . فقال: إن مالكاً لم
يضحك منذ خلقه الله تعالى ، ولو ضحك لأحد لضحك إليك.

2-البيت المعمور : وهو بيت مشرف في السماء السابعة وهو لأهل
السماء كالكعبة لأهل الأرض ، كل يوم يدخُلُهُ سبعون ألف ملكٍ يصلون فيه ثم
يخرجون ولا يعودون أبداً .

3 - سدرة المنتهى : وهي شجرة عظيمة بها من
الحسن ما لا يصفه أحد
من خلق الله ، يغشاها فَراشٌ من ذهب ، وأصلها في السماء السادسة وتصل إلى
السابعة ، ورءاها رسول الله في السماء السابعة .

4- الجنة : وهي فوق
السموات السبع فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ
سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر مما أعدّه الله للمسلمين الأتقياء خاصة ،
ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم يشتركون فيه معهم .

5 _ العرش : وهو أعظم
المخلوقات ، وحوله ملائكة لا يعلم عددهم
إلا الله . وله قوائم كقوائم السرير يحمله أربعة من أعظم الملائكة ، ويوم
القيامة يكونون ثمانية .

6-وصوله إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام :انفرد
رسول الله عن
جبريل بعد سدرة المنتهى حتى وصل إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام التي
تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ .

7-سماعه كلام الله تعالى
الذاتي الأزلي الأبدي الذي لا يشبه كلام البشر.

8-رؤيته لله عزّ وجلّ
بفؤاده لا بعينه : مما أكرم الله به نبيه
في المعراج أن أزال عن قلبه الحجاب المعنوي ،فرأى الله بفؤاده ، أي جعل
الله له قوة الرؤية في قلبه لا بعينه ، لأن الله لا يرى بالعين الفانية في
الدنيا ، فقد قال الرسول ( واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا )).

والمقصود بمعجزة المعراج تشريف الرسول الأعظم باطلاعه على عجائب العالم العلوي وتعظيم مكانته.

وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه من بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً.

معجزة الإسراء والمعراج حولت القدس إلى آية قرآنية نتعبد بتلاوتها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قال الله تبارك وتعالى" سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا
حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير" (سورة الإسراء/1 )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نعيش هذه الأيام ذكرى معجزة الاسراء والمعراج في عين الوقت الذي تتعرض فيه مدينة الاسراء والمعراج الى أبشع عدوان وقع عليها على امتداد التاريخ. وهو العدوان الذي يستهدف هويتها وحضارتها وتاريخها وتشويه ذلك كله. بل واستبداله بالكامل دون ان تحرك أمة الاسراء والمعراج ساكناً باستثناء بعض البيانات الباهتة التي تصدر في هذه المناسبة أو تلك. أو بعض المراثي التي تبكي القدس وترثي لحالها وحال أمتها وصلت الى هذا الحضيض الذي استمرأت معه كل هذا الذل وهذا الهوان وقبلت به. ولولا نفر من ابنائها الذين تمردوا على واقعها. فانطلقوا يقارعون المعتدي والمحتل، ويلحقون به الهزيمة بعد الهزيمة. ويحققون الانتصار بعد الانتصار ومنها الانتصار على عدوان تموز 2006 على لبنان الذي تُحيي الأمة ذكراه السنوية هذا العام بالتزامن مع إحيائها لذكرى الاسراء والمعراج. فلعل هذا التزامن يؤجج جذوة المقاومة عند سائر ابناء الأمة، فيتنادون لتحرير مسرى نبيهم ومعراج رسولهم صلى الله عليه وسلم الذي سيكثرون الحديث عنه في هذه الأيام.

والحديث عن الاسراء والمعراج يعني بالضرورة حديثاً عن مدينة القدس. التي إليها انتهى الاسراء ومنها ابتدأ المعراج. وبها ارتبط انتقال ميراث الأنبياء الى صاحب معجزة الاسراء والمعراج عليه الصلاة والسلام. كما ان معجزة الاسراء والمعراج جعلت من القدس ممثلة بمسجدها الاقصى آية في كتاب الله يتعبد المسلمون بتلاوتها «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله». فالقدس ومسجدها هما سر وسبب بركة الارض المحيطة بها. وأولها فلسطين التي تستمد قدسيتها وبركتها من وجود القدس والاقصى بها. غير سورة الاسراء فإن هناك العديد من آيات كتاب الله التي يتعبد المسلمون بتلاوتها ذات صلة مباشرة، أو غير مباشرة بالقدس. مثل قوله تعالى «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولنيك قبلة ترضاها، فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره»، وهذه الآية تربط في وعي المسلمين بين مدن الاسلام المقدسة الثلاث مكة ويثرب والقدس. فكيف يقبل المسلمون ان تحتل أولى قبلتيهما وثالث مساجدهم التي تُشَد إليها الرحال المسجد الاقصى ثاني الحرمين؟ وكيف يغمض لهم جفن دون أن يفكروا بتحرير مدينتهم المقدسة التي ارتبطت تاريخياً بواقع الأمة، فكانت مقياساً لحالة القوة أو الضعف وحالة الحضور أو الغياب اللتين تعيشهما الأمة. فعبر التاريخ كان خروج القدس من سلطان أمتنا، يعني ان الأمة في حالة ضعف عسكري وفكري وسياسي. وانها في حالة خمول وغياب حضاري.

فالقدس مقياس من مقاييس الحضور الحضاري لأمتنا. لذلك فإن تحرير القدس يحتاج أول ما يحتاج الى أعادة وعي الأمة، وحضورها الحضاري بكل تجليات هذا الحضور وهذا الوعي ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. اي ان المسؤولية الاولى لتحرير القدس تقع على كاهل العلماء والمفكرين وحملة القلم فيها. فهؤلاء هم الذين يبنون الوعي ويشكلونه ويعطونه هويته. ويحولون الوعي الى فعل مادي. والقدس في هذه المرحلة تحتاج الى وعي مقاوم يدب في أوصال أمتنا لتستيقظ على واقعها فتتخلص من أسباب هزيمتها التي أدت الى ضياع القدس.

وأول هذه الاسباب تحكم الفردية والجهل والغفلة بأغلبية أبناء الأمة. وهذا التحكم هو الذي قاد الى تقاعس أبناء الأمة عن أداء واجباتهم. وقاد الى إهمالهم الأخذ بأسباب العزة والمنعة. فاحتُلت أرضهم ودُنست مقدساتهم بعد ان تمزق صفهم وتفرق جمعهم شذر مذر. فتمكن منهم عدوها. وفي ظل هذه الغفلة والجهل تولى زمام أمور الأمة أناس عجزوا عن الارتفاع الى مستوى القيادة، وما تتطلبه من تضحيات وضرب المثل وتشكيل القدرة من خلال العمل من أجل حماية الاوطان وتحرير ما احتل منها. وقبل ذلك، القدرة على إثارة حمية أبناء الأمة. وتحويل هذه الحمية وما ينتج عنها من عواطف الى عمل تتمكن الأمة به من تحرير أرضها، واسترداد حقوقها. وحتى تخرج الأمة مما هي فيه من أسباب الهزيمة فإنها تحتاج الى إعادة بناء ثقافتها على أسس جديدة غير الأسس التي قامت عليها ثقافة الهزيمة التي جعلت الأمة تقبل بالاستسلام تحت مسمى السلام. وبالتنازل عن القدس بذريعة انها من القضايا المؤجلة، مع انها لب القضية وجوهر الصراع. إن ذكرى الاسراء والمعراج واحدة من أهم المحطات التي يمكن التأسيس عليها للثقافة الجديدة التي تحتاج إليها أمتنا، لتخرج من ما هي فيه من ضعف وخور وهزيمة واستسلام مباشر أو غير مباشر لعدوها. فالركون الى الامم المتحدة ومجلس أمنها وسائر مؤسساتها هو استسلام غير مباشر للعدو. ذلك ان اسرائيل هي وليدة الأمم المتحدة وسائر مؤسساتها المنحازة لهذا الوليد، الحامية لبقائه والمشجعة لعدوانه. أكدت ذلك كل اعتداءات اسرائيل على أمتنا منذ ان أقامت كياناً غاصباً لفلسطين بقرار من الأمم المتحدة الذي ظل مجلس أمنها يسعى في كل اعتداء من اعتداءات اسرائيل على أمتنا لكسب الوقت للمعتدي ثم توفير الاسباب والذرائع والغطاء القانوني له.

في ذكرى الاسراء والمعراج يجب ان تكون القدس شديدة الحضور في وعي كل واحد منا، لأن هذه الذكرى مناسبة مقدسية يجب ان نحييها هي وكل المناسبات التي تخص القدس لتحريض أبناء أمتنا على تحرير أقصاهم، ومصدر بركة أرضهم. وهذا التحريض يجب ان يتم من خلال بناء مشروع ثقافي حضاري متكامل تكون القدس محوره. ويكون استحضار مركزيتها في تاريخ الأمة ووعيها وفكرها عموده الفقري. ويكون استحضار البطولات والتضحيات التي بذلت من أجل القدس عبر تاريخ أمتنا في طليعة وسائل بنائه. وحتى يتحقق ذلك نتمنى ان تتحول الصلاة في القدس المحررة، وفي أقصاها الى هدف شخصي لكل مسلم ومسلمة. وعلى كل مسلم ومسلمة ان يؤمن بان تحرير القدس قضية تتعلق بشرفه الشخصي، فيسعى الى تحريرها عبر العمل من أجلها. وليس من خلال اجترار المعلومات التاريخية عن المدينة. ولا من خلال استذكار الاعتداءات الاسرائيلية عليها. ولكن من خلال الأخذ بالاسباب التي توقف هذه الاعتداءات. وصولاً الى اجتثاث المعتدي، واعادة صياغة تاريخ المدينة بعد تحريرها.

وحتى نصل الى ذلك، فان الواجب يقتضي ان يعمل الجميع على تثبيت أبناء المدينة لتثبيت هويتها عبر إمداد أهلها بكل مقومات الصمود والثبات. في ذكرى الاسراء والمعراج نستذكر القدس فسنتذكر أنها المدينة التي توحد المسلمون حولها على أختلاف مذاهبهم وأجناسهم وأعراقهم وألسنتهم. مثلما نستذكر انها مدينة التعايش بين المؤمنين كافة. وقبل ذلك كله وبعد ذلك كله نستذكر ان القدس آية في كتاب الله نتعبد بتلاوتها لنذكر بان العبادات كل متكامل. فمثلما أن الصلاة عبادة يأثم من لا يؤديها، فان الجهاد لتحرير القدس المحتلة صار فرض عين على كل مسلم ومسلمة يأثم من لا يؤديه، فهل نعي هذه الحقيقة ونعمل لأجلها؟!

تقبلي مروري واضافتي

ودمتي

امل فلسطين

امل فلسطين

مشكووورة على الإضافة الجميلة

و مشكووووورة على مرورك

» بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج
» نهاية اسرائيل في سورة الاسراء
» يا مسجد الاسراء / للشاعر عبد الرحمن العشماوي