من يطفئ حريق الأقصى في ذكرى إشعاله؟

في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969 أقدم الصهيوني الأسترالي دنيس روهان على إضرام النيران في المسجد الأقصى فالتهمت مساحة كبيرة من المسجد، بما فيها من آثار، من بينها منبر صلاح الدين الأيوبي.
ومنذ هذا التاريخ لم تتوقف مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتقويض أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومع كل انتهاك للأقصى أو كشف عن مخطط يحاك له، تتصاعد النداءات لإنقاذ المسجد والإدانات للاحتلال، إلا أن ذلك لا يثني الإسرائيليين عن عزمهم، ليبقى السؤال الذي يردده سكان مدينة القدس المحتلة: "من يطفئ نيران الأقصى المشتعلة؟".
وبمناسبة الذكرى الأربعين لإحراق المسجد الأقصى، رصدت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" المستجدات والمخاطر التي يتعرض لها الأقصى على أيدي الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المؤسسة، في تقرير حصلت "إسلام أو لاين.نت" على نسخة منه: "إن السنين والأشهر الأخيرة سجّلت تصاعدًا ملحوظا ومخاطر غير مسبوقة أوقعها الاحتلال بحق المسجد الأقصى"، مضيفة أنه "بات من الواضح أن الاحتلال يخطط لتنفيذ اعتداء كبير على المسجد، خاصة في ظل حكومة إسرائيلية قد ترتكب حماقات وإجراءات هستيرية".
وبينت المؤسسة أنه "برغم مرور 40 عاما على ذكرى إحراق المسجد فإنه ما زال حريق الأقصى مشتعلا، وإن تعددت أشكاله ومسمّياته".
ومن بين المخاطر التي يرصدها التقرير "حلم بناء الهيكل"، وذلك من خلال قيام جماعات يهودية دينية بشكل شبه أسبوعي باقتحام الأقصى وأداء شعائر دينية وطقوس تلمودية داخل ساحاته، وقد قامت المجموعات اليهودية بنصب ما يسمى بـ"شمعدان الهيكل الذهبي"، ومجسم كبير للهيكل الثالث المزعوم قبالة المسجد الأقصى، إضافة إلى العديد من الخطوات الأخرى التي هي ضمن مزاعم الهيكل.

تقسيم الأقصى
وفي سياق المخططات الإسرائيلية، ذكر التقرير أن المؤسسة الإسرائيلية بدأت مؤخرا في إعداد الخطط والبرامج والتنفيذ المتدرج لمخطط تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وذلك على غرار ما حصل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وأوضح أن "أبرز مؤشرات ذلك هو قيام الاحتلال بإغلاقات ليلية لأجزاء من المسجد، تمتد ما بين مصلى النساء والمتحف الإسلامي غرباً، مرورا بمسطح المصلى المرواني ومنطقة البوابات العملاقة للمصلى المرواني والمنطقة المشجرة شرقا".
إلى جانب ذلك، يضيف التقرير أن "الاحتلال بدأ في تنفيذ أعمال تصوير واسعة ومسح هندسي بواسطة كاميرات فيديو وفوتوغرافية من قبل مختصين ومهندسين من بلدية الاحتلال في القدس".
ورصدت مؤسسة الأقصى محاولات لـ"تحويل المسجد الأقصى إلى متنزه عام"، وفرض الأمر الواقع للتعامل مع ساحات المسجد باعتبارها أماكن عامة، وما يؤشر إلى ذلك هو إدخال آلاف السياح الأجانب يوميا إلى الأقصى، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس". وذكر التقرير أيضا بشبكة الحفريات والأنفاق التي ما زال الاحتلال يقوم بتنفيذها أسفل الأقصى وفي محيطه.

"من للأقصى"؟

الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، اعتبر أن مصادفة الذكرى الـ40 لإحراق الأقصى مع قدوم شهر رمضان يمثل فرصة كبيرة كي يدرك الناس أن الدفاع عن الأقصى هو واجب كالصيام وغيره من أركان الدين".
وأضاف الخطيب في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "لا بد أن ترتقي الأمة وتعلم أن الخطر المتزايد تجاه الأقصى من قبل الاحتلال لا يمكن الانشغال عنه بأي مظاهر أخرى في الحياة".
فيما شدد ناجح بيكرات، رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، على أنه في ذكرى إحراق الأقصى لا بد من الخروج من "وصف المشكلة إلى البحث عن حلول لها".
وأضاف: "لابد من اتخاذ خطوات واقعية تتمثل أبرزها في إزالة السبب وهو وجود الاحتلال، وهذا يتطلب منا الوقوف في صف واحد عربا ومسلمين لمقاومة الاحتلال وتحرير القدس وفلسطين منه".
أما الخطوة العملية الأخرى التي يرى بكيرات أنها ذات أثر كبير، فتتمثل في "نشر المعلومة عن واقع مدينة القدس، وعن المشروع الصهيوني وأهدافه، حتى يصبح هناك وعي لدى الجماهير العربية والإسلامية".

"توأمة مقدسية عربية"

بدوره رأى خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية بالقدس، أن الإعلان عن مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، يجب أن يكون بداية لتوأمة ما بين المؤسسات المقدسية والمؤسسات العربية.
وتابع التفكجي قائلا لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "المؤسسات الثقافية والرياضية والصحية والتعليمية (العربية داخل الخط الأخضر)، كلها على وشك الانهيار، وهذا يتطلب من المؤسسات العربية أن تكون جزءا أساسيا لإبقاء هذه المؤسسات على قيد الحياة وتقدم خدماتها".
وشدد على أهمية "الحفاظ على الإنسان المقدسي لكونه يشكل نقطة البقاء في هذه المدينة، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع الترميم أو بناء المنازل الجديدة للمقدسيين؛ لأن الصراع مع الاحتلال هو صراع ديموجرافي، ويجب تثبيت المقدسيين في مدينتهم للدفاع عن مقدساتهم".

الجامعة العربية تندد

وفي سياق الدعوات والتنديدات المتواصلة دون جدوى بالانتهاكات الإسرائيلية، طالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي بإنقاذ الأقصى من يد الاحتلال، منبهة إلى أن هناك سياسة رسمية (إسرائيلية) لتهويد القدس بمخطط مدروس مع أوساط أمريكية مالية.
وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في لجامعة لدول العربية اليوم: إن "الجريمة التي بدأت في الحادي والعشرين من شهر أغسطس منذ أربعين عاما مستمرة لم تنقطع لحظة واحدة، ونستطيع القول إن هناك سياسة إسرائيلية رسمية تدعمها دوائر في الولايات المتحدة الأمريكية لتهويد القدس، وفق برنامج مخطط ومدروس بعناية ومدعوم بشكل كامل وبأموال طائلة لا حدود لها".
وأكد صبيح رفض الجامعة ما أسماه "التصرف الاستفزازي" المتمثل بقيام عضو بالكونجرس الأمريكي من الحزب الجمهوري مع عدد من أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والمتطرفين اليهود بزيارة القدس بغرض دعم الاستيطان في المدينة.
وتعاني مدينة القدس من حملة تهويد شرسة تنفذها سلطات الاحتلال، وتستخدم فيها جميع الوسائل المتاحة، سواء من خلال طرد المقدسيين أو هدم منازل العرب، إلى جانب مصادرة الأراضي والتوسع في الأنشطة الاستيطانية.

مشرف سابق

[size=29]

المسجد الأقصى لن ينهار وسوف يبقى رغماً عن
أنفهم وسوف ندافع عنه بكل ما لدينا من قوة
ونفول حسبي الله ونعم الوكيل فيهم

وندعو الله ونتمنى أن ينعم علينا باقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف

الجوهرة

» ذكرى وعد بلفور
» مؤسسة "الأقصى" تندد بنشر صور فاضحة لنساء على خلفية المسجد الأقصى
» فيلم تسيجبلى عن حريق المسجد الاقصى
» شاهدوا صور الضباط الإسرائيليين وهم متفحمون بعد حريق الكرمل
» ذكرى وعد بلفور