بصائر رمضانية

مشرف سابق

بصائر رمضانية : رمضان شهر السهر

بقلم :- د. مأمون فريز جرار

في شهر رمضان يتغير نظام حياتنا ، في صحونا ومنامنا ، وأكلنا وشربنا ، وساعات دوامنا ، وهذا أمر طبيعي فيه مراعاة لما يطرأ على الحياة في شهر رمضان من تغيرات.

فعندما يقضي الواحد منا في صلاة التراويح من الوقت في المسجد مالا يقضيه في سواه ، وعندما تقوى علاقته في هذا الشهر بالقرآن الكريم بما لا يكون في شهر غيره ، وعندما يستيقظ مبكراً قبل الفجر ، ليتسحر ، وليصلي ما كتب له ، ويدعو الله تعالى بدعوات حارة صادقة ، عندما يفعل ذلك لا نتوقع منه أن يكون نهاره في شهر رمضان كحاله في سائر الشهور.

ولكن ، هناك من الناس من يسهرون في شهر رمضان ، ولكن لا في المساجد في صلاة قيام الليل ، ولا مع القرآن الكريم تلاوة وفهماً ، بل يسهرون في هذه البدعة الاجتماعية التي ظهرت منذ سنوات التي سميت: الخيام الرمضانية. وهي خيام بالاسم ، فقد صارت الفنادق تتسابق لإقامتها في صالاتها ، لتقدم لروادها (الطرب الشرقي الأصيل) ،،، ، وتستقدم لذلك المغنين والمغنيات ، كل ذلك باسم رمضان والسهرات الرمضانية ، ولتجعل لهذه السهرات نكهة خاصة تقدم لروادها مأكولات ومشروبات ارتبطت برمضان من قمر الدين ، إلى القطائف ، إلى البليلة ، والفول النابت يضاف إلى ذلك الأرجيلة بنكاتها المختلفة ، ولا ينسى منظمو هذه السهرات أن يكون لباس العاملين في الصالات الرمضانية لباساً شرقياً تراثيا يوحي بالأصالة ،، ويرتبط في أذهانه الرواد برمضان،،.

ويمضي هؤلاء الساهرون ليلهم مع الطرب والأكلات الرمضانية المميزة ، حتى مطلع الفجر ، أو قبيل ذلك ، ويمضون أسراباً أسراباً ، لا هم صلوا العشاء جماعة ولا صلوا التراويح ، بل يذهبون إلى النوم للراحة ، فلا يصلون الفجر ، ويذهبون عند الصحو إلى دوامهم وهم ثقيلو الرؤوس ، متخمو البطون ، من أثر تلك السهرات التي تتحول لديهم إلى إدمان ، فما إن يطل الليل بستاره حتى يعاودهم الحنين ، وهكذا يمضون الكريم في هذا الجو الرمضاني المميز الخاص بهم،،.

فأي رمضان هذا الذي يقضون ، وأي أجر ينتظرونه في نهايته؟

ومن الذي ابتدع لهم هذا المفهوم لرمضان؟ وهل يقال لهؤلاء في نهاية الشهر الكريم: قد غفر الله لكم ما تقدم من ذنوبكم وما تأخر؟

لقد تحول شهر رمضان لدى عدد من الناس إلى فولكلور شعبي ، لا علاقة له بالدين ، فهو موسم اتخذوا له تقاليد ، وابتدعوا له طقوساً ، فلا هم صاموا الصيام الحقيقي ، بل كان صيامهم في النهار امتناعاً عن الطعام والشراب ، من غير سعي إلى تحقيق ثمرته وهي التقوى ، وكان ليلهم قياماً طويلاً ، ولكن مع الطرب والأكل والشرب والجلسات الصاخبة ، التي يسودها اللغو ، وتسيطر عليها الغفلة.

فهل هذا هو رمضان الله تعالى الذي فرضه على المؤمنين؟

لا بد من مراجعة لهذا النمط من السلوك إن كنا نحب الله ، نصوم لنيل رضاه ، وسبيلنا إلى ذلك التوجه إلى الله بقلب صادق ، وإلى معرفة ديننا وأحكامه من مصادرة الشرعية ، فلو أحسنا تلاوة القرآن الكريم ، وأخذنا من كتب الحديث النبوي ، وطالعنا بعض كتب الفقه ، وأطلعنا على ملامح السيرة النبوية وشيء من سير الصالحين عن العصور ، لو فعلنا ذلك لاستنارت قلوبنا ، واستقامت حياتنا ، وكنا مهيئين للإفادة من العبادات كلها ، صلاة وصياماً ، وزكاة وحجاً.

مشرف سابق

تحياتي

الجوهرة

اشكر لك هذا الطرح

دمت

che

مشرف سابق

الأخ زكريا تحياتي

مشكور على مرورك العطر

فقد أنرت مصفحتي

الجوهرة

» أطباق رمضانية
» قصص رمضانية للأطفال
» أطباق رمضانية ((3))
» اشارات مرور رمضانية
» مـدفـع و فـانـوس و مـسـحـراتـي .. حكايات رمضانية