حكاية يجب ان تقرأ.. مستوطنة جبل الطويل

مشرف سابق

حكاية يجب ان تقرأ.. مستوطنة جبل الطويل

بقلم :- محمد خروب

في خضم الحديث الكلامي الصاخب حول الاستيطان والضجة المفتعلة التي تثيرها اسرائيل في هذا الشأن وحملة التلميع المقصود لموقف ادارة اوباما، هذه الحملة التي ادارتها جهات عربية معروفة في سعي واضح منها للايحاء أن اداءها طوال سنوات بوش واولمرت قد بدأ يؤتي أكله وانها - بالتالي - لا تتحمل نتائج سياسات هذين العهدين اللذين توجا انتصارهما في لعبة شراء الوقت في مؤتمر انابوليس قبل نحو من عامين (27/11/2007) هذا المؤتمر الذي شكل هو الاخر فرصة تاريخية لايهود اولمرت كي يواصل حملة الاستيطان بهمة وجدية لم يجد العرب وخصوصا السلطة الفلسطينية، التي اغدقت المديح على اولمرت كرجل سلام وعلى جهود كونداليزا رايس وتسيبي ليفني وجورج بوش، سوى حركة السلام الان الاسرائيلية كي تكشف عن ان الاستيطان في الضفة الغربية والقدس قد تضاعف خلال الاشهر الستة التي تلت انابوليس عنه في الفترة ذاتها من العام الماضي.

نقول في غمرة هذا الجدل الذي يجري والذي يجلس فيه العرب - كعادتهم - على مقاعد المتفرجين وكأن المعركة الدائرة على الارض الفلسطينية هي شأن اميركي اسرائيلي محض، بعد ان وضعوا كامل ما تبقى من بيضهم في السلة الاميركية، وبدا وكأن السناتور جورج ميشيل هو ممثل العرب في مواجهة اسرائيل (لم لا فأخواله لبنانيون)، وتتضارب الابناء حول مدى صحة التسريبات التي تتحدث عن تنازل واشنطن عن شرطها (..) بأن يشمل تجميد الاستيطان القدس الشرقية.

تبدو الحكاية التي اوردها ناحوم برنيع في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية يوم الجمعة الماضي (28/ مثيرة وباعثة على الحزن والاسى لحال الانحطاط التي وصلنا اليها فلسطينيين وعربا، بعد ان نجح العدو الاسرائيلي في بث روح الهزيمة في المجتمعات العربية وغدت معظم الانظمة العربية معنية بالمحافظة على بقائها بصرف النظر عن حجم السيادة التي تتمتع بها تأزم المجتمعات التي تحكمها وانعدام قدرتها على ممارسة الحدود الدنيا من مسؤولياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتعزيز قدرات ومناعة مؤسسات المجتمع المدني وحماية الطبقة الوسطى من التلاشي والاندثار، وبالتالي توفير الحد الادنى من الكرامة الوطنية والقومية الكفيلة بلجم اسرائيل عن المضي قدما في تهديد انسجة مجتمعات هذه الانظمة التي باتت على قناعة ان موازين القوى ليست في صالحها، وبالتالي سارعت طواعية او مجبرة (لا فرق) على استبعاد خيار الحرب ورأت في السلام هدفا استراتيجيا لها واعتبرت المفاوضات قاعدة وحيدة لهذا السلام الذي طال انتظاره منذ ان كسر انور السادات الحاجز النفسي في العام 1977 واعتبر ان حرب اكتوبر اخر الحروب وتواصل مسلسل التنازلات الذي لم يكن اوسلو ذروتها كما اعتقد البعض، بل ان المشروع الوطني الفلسطيني ذاته قد خضع لجراحات عديدة اسفرت في جملة ما اسفرت عنه وصول الحلم الفلسطيني الى ادنى درجاته (يسمون ذلك واقعية)، وفيما القدس تقترب من لحظة سقوطها الكامل في مشروع التهويد والأسرلة وتفريغها من سكانها الاصليين، يخرج علينا سلام فياض صاحب المقعد الوحيد في المجلس التشريعي الفلسطيني المعطل، بمشروع اعلان دولة امر واقع فلسطينية، يعلم الجميع ليس فقط استحالة قيامها وانما ايضا في ما انطوى عليه هذا الاعلان من يأس ورهان على دور اميركي بمجرد اقناع اسرائيل بالعودة الى طاولة المفاوضات.

الحكاية التي اوردها ناحوم برنيع احد ابرز المعلقين الاسرائيليين جاءت في مقال طويل لعدد الجمعة
(يسمى عندهم عدد السبت الاسبوعي) تحت عنوان المستوطنون في حيرة من امرهم .

قبل ثلاثين عاما كان فؤاد بن اليعازر العميد، حاكما عسكريا ليهودا والسامرة وصديقا للمستوطنين، مجلس لواء جديد، (ماتيه - بنيامين) بحث عن مكان لوضع مكاتبه فيه، ما هو رأيك بجبل الطويل؟ سأل فؤاد رئيس المجلس بنحاس فيلرشتاين، الجبل مرتفع ويطل على البيرة ورام الله ولذلك كان امنية بالنسبة للمستوطنين.
(إن كنت حتى يوم غد الثامنة صباحا هناك - فالجبل لك) وعده فؤاد.

في صبيحة اليوم التالي - يواصل برنيع - كان فيلرشتاين هناك ومن ورائه ثلاث شاحنات وثلاثة كرفانات وبهذه الطريقة فتحت المكاتب، بعد ذلك تم ارسال نواة دينية الى المكان كانت قد احتشدت في شارع البيسكا في بيت فجان في القدس، اسم الشارع اعطاهم ايحاء لاسم المستوطنة بسغوت .. كل ذلك تم بالغمز: وثائق الدولة اعتبرت بسغوت، مركز خدمات وليس مستوطنة .

هذا مجرد مثال واحد على الكيفية التي تزرع فيها اسرائيل الاراضي الفلسطينية بالمستوطنات وهذه المستوطنات التي اعترفت بها السلطة الفلسطينية كأمر واقع (...) هي التي من أجلها تبدي السلطة استعدادا لتبادل الاراضي، التي تعني في جملة ما تعني الاعتراف بارض اسرائيل الكبرى والكاملة، وربما ما هو ابعد من ذلك بكثير وخصوصا في القدس الشرقية التي باتت عدد المستوطنين فيها يزيد على مائتي الف مستعمر.

المحزن في المشهد كله ان كل ذلك يجري فيما تتصارع الحركتان فتح وحماس على الفوز بمزيد من بطاقات ال V.I.P والامتيازات والنفوذ في ظل سلطة وهمية لا تملك من امرها شيئا..

» لا تقرأ الفاتحه بسرعه ....... انظر لماذا؟!!!!!
» إسرائيل تواصل البناء في 50 مستوطنة بالضفة
» إسرائيل تقرر إقامة مستوطنة علمانية شرق نابلس وإضافة أبنية في 8 مستوطنات
» الدوايمة / تداعيات السلام الجديدة مستوطنة ( أفرات ) تستعد لإستقبال سكان شمال ووسط اسرائيل
» رأي القدس \مستوطنة القدس والردود 'الصوتية' الغربية