صحفي سويدي شجاع بقلم :- مالك العثامنة

مشرف سابق

صحفي سويدي شجاع

دونالد بوستروم صحفي سويدي، وهو صحفي تحقيقات محترف، بمعنى أنه لا يكتب رأيا ولا يقحم مزاجه الشخصي فيما يكتب، بل يبحث ويتقصى ويحقق ويوثق ثم ينشر.

هذا الصحفي أقام الدنيا ولم يقعدها في صحيفته السويدية قبل أسابيع، حين نشر تحقيقا صحفيا يشير فيه إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تقوم بقتل فلسطينيين بدم بارد ثم تسرق أعضاءهم.

قرأت ؟ كما غيري- التحقيق الصحفي مترجما، ومنذ البداية انتهج بوستروم الاحتراف المهني في تحقيقه ليضع المقدمات المنطقية الموثقة واستطاع ببراعة أن لا يتهم، بل قام بوضع الحقائق أمامنا وهي حقائق عمل على تجميعها والتحقيق فيها لسنوات طويلة، ولم تكن خيالا تخيله بين ليلة وضحاها.

الرجل لم يتهم، بل طالب بالتحقيق في ملابسات حقيقية تشكل في حال ثبوتها جريمة بحق الإنسانية وتنتهك كل الشرائع .

(...كي لا نكون مبالغين، هي لا تنتهك كل الشرائع، لأن القراءات التلمودية توحي أحيانا بشرعية قتل الأغيار من غير اليهود، وهذا يعني كل البشرية ما عدا شعب الله المختار!!).

التحقيق ذاته يورد معلومات جزئية مهمة في سياق السرد، كنا نجهلها لكنها مهمة لنعرف كيف ينظر البعض في العالم إلى إسرائيل على حقيقتها، ففرنسا مثلا قطعت علاقتها الطبية مع إسرائيل منذ التسعينات، ومعلومة تفيد أنه في عام 2003 تم الكشف في أحد المؤتمرات العلمية الدولية أن إسرائيل هي البلد الوحيد الذي لا تدين فيه مهنة الطب سرقة الأعضاء البشرية أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد الأطباء المشاركين في العملية الجنائية، وإنما العكس، ويشارك كبار الأطباء في المستشفيات الكبرى في معظم عمليات الزرع غير القانونية، وفقا لصحيفة داغينز نيهاترالصادرة في الخامس من كانون الأول/ من ديسمبر 2003 (والتوثيق المنسوب للصحيفة هو لبوستروم كما وثق كل معلومة أوردها في تحقيقه).

لقد أجهد هذا الصحفي نفسه في العمل على تحقيق خطير يضعه في مواجهة مع أعتى القوى الشيطانية التي ستعمل جاهدة على طمسه وإلغائه وتصفيته مهنيا، وهو بالتأكيد يدرك ذلك فهو مطلع على تاريخ إسرائيل وقواها المساندة في العالم، لكنه انحاز لمهنيته وضميره وكتب ما كتب.

المثير للإعجاب أكثر من ذلك، هو موقف الدولة السويدية من مواطنها الشجاع، وهو موقف لم يتخذ أي طرف عربي الحد الأدنى منه في المساندة، فرغم كل الضغوط التي تحاول إسرائيل ؟كدولة- ممارستها على الحكومة السويدية لشجب المادة الصحفية، إلا أن الحكومة السويدية المؤمنة بحرية التعبير والرأي، تواجه تلك الضغوط بشجاعة بالغة.

السؤال الأكثر إحراجا لنا نحن أصحاب الدم المسفوح مجانا على مذبح التجارة غير الشرعية للأعضاء، ماذا قدمنا لنبرز تلك القضية على الدنيا، ونفضح ممارسات قوة الاحتلال، ونحاول إزالة الغشاوة عن عيون الساذجين في العالم ليروا الاحتلال على حقيقته العنصرية الدموية.

» فلسطيني شجاع راسه ما بينحني
» لقاء صحفي
» تحقيق صحفي عن التدخين..!!!
» مؤتمر صحفي للإعلان عن معرض الفنان مسلم
» الملك فيصل في لقاء صحفي بعد أن لقن الغرب درسا لن ينسوه !