رأي الدستور طرح قضية القدس على الأمم المتحدة

مشرف سابق

رأي الدستور

طرح قضية القدس على الأمم المتحدة

لم يعد أمام العرب في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على القدس المحتلة ، وبكل أشكاله الهمجية ، إلا عرض قضية المدينة المقدسة ، على الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في دورتها القادمة ، لفضح الممارسات الصهيونية ، وتعريتها ، أمام المجتمع الدولي ، والتي تشكل انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية ، ومعاهدة جنيف الرابعة ، واستصدار قرارات جديدة ، من أكبر وأهم مرجعية جماعية دولية ، تؤكد أن القدس هي مدينة عربية محتلة ، وفقا لقراراتها السابقة ، والطلب من سلطات الاحتلال التوقف عن الاستيطان ، وإجراءات التهويد ، وكافة ممارسات التطهير العرقي.

إن هذا الإجراء يجيء كخيار وحيد أمام النظام العربي ، بعد أن أغلقت حكومة عصابات الاحتلال ، كافة الطرق المؤدية إلى السلام ، ورفضت كافة النداءات الدولية ، الداعية لوقف الاستيطان ، وحل الدولتين ، وأعلنت وعلى لسان نتنياهو لاءاتها الثلاث ، والتي تؤكد أن الضفة الغربية وغزة جزء من أراضي الكيان الإسرائيلي.

إن المتابع لمشهد المفاوضات الأميركية - الإسرائيلية لحل الصراع ، يلاحظ رفض إسرائيل وقف الاستيطان من حيث المبدأ ، ومحاولتهم استدراج العرب للتطبيع ، مقابل وقف مؤقت ، لا يشمل مدينة القدس ، وهذا ما رفضه العرب حتى الآن ، لأنه يمس صلب القرارات الشرعية الدولية ، والتي تعتبر أن القدس أرض محتلة ، إضافة أن التطبيع قبل الانسحاب ، وإحلال السلام يشكل مكافأة للاحتلال.

لقد عملت عصابات الاحتلال ، ومنذ سقوط المدينة المقدسة في الأسر عام 1967 ، ووفق نهج صهيوني خبيث على تهويد المدينة ، وتغيير طابعها العربي الإسلامي ، وشق الأنفاق تحت المسجد الأقصى ، تمهيدا لهدمه ، وإقامة الهيكل المزعوم ، تنفيذا لمقولة مؤسس الكيان الإسرائيلي ، ابن غوريون "بأن لا معنى لإسرائيل بدون القدس ، ولا معنى للقدس بدون الهيكل".

وفي الاحصاءات الفلسطينية الرسمية ، فإن ما يسمى ببلدية القدس تمارس التطهير العرقي ، ضد العرب المقادسة بصورة خطيرة ، إذ قامت ومنذ بداية العام الحالي بهدم 58 منزلا ، تقع في مناطق تخطط سلطات الاحتلال لبناء أحياء استيطانية فيها ، أو توسيع مستوطنات قائمة ، أو بناء حدائق عامة ، وقامت أيضا بتسليم إخطارات هدم لـ 1550 عائلة تسكن في أحياء مختلفة من القدس المحتلة ، ويربو عدد ساكنيها على 5000 مواطن فلسطيني ، كما طالت هذه الاخطارات مجمعات سكنية تابعة لأديرة مسيحية ، كما هو الحال بتجمع سكني في حي الأرمن.

لقد حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من خطورة استمرار الاستيطان ، وخاصة في مدينة القدس المحتلة ، ودعا إسرائيل إلى ضرورة وقف ممارساتها العدوانية ، وخلق الأجواء المواتية لاستئناف عملية المفاوضات ، وفق أسس محددة تنتهي بحل الدولتين ، وإقامة سلام اقليمي شامل ، مؤكدا جلالته ، في الوقت نفسه بأنه لا يمكن أن تحتفظ إسرائيل بالأرض والسلام معا ، وعليها الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ، والمبادرة العربية ، التي تضمن لها الوجود الطبيعي في المنطقة ، واعتراف 57 دولة عضوا في الأمم المتحدة بها كخيار وحيد لتحقيق السلام والاستقرار.

مجمل القول: في ظل إصرار عصابات الاحتلال على المضي في عدوانها ، على القدس ، القائم على الاستيطان والتهويد والترانسفير ، لم يعد أمام العرب من خيار إلا بعرض قضية القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ، على الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لاستصدار قرارات جديدة ، تؤكد القرارات السابقة ، وتدين العدوان الإسرائيلي المستمر ، وتعري ممارساته الإرهابية ، وتذكر العالم كله ، وخاصة أصدقاء إسرائيل وحلفاءها ، بأن هذه الأراضي هي أراض عربية محتلة ، وبالتالي فكافة الإجراءات الإسرائيلية ، بما فيها الاستيطان والمستوطنات باطلة وغير شرعية.

[/center]

» الأمم المتحدة تجدد فكرة تدريس “المحرقة” في مدارسها بغزة
» خبر عاجل ..عباس يقدم طلب عضوية دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة ويلقي كلمة امام هيئة الأمم
» بلعين حاضرة في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك
» كتاب اسرائيلي: الحركة الصهيونية رشت مندوبين في الأمم المتحدة
» مقعد فلسطين في الأمم المتحدة يطوف في مخيمات الشمال