نتنياهو والسلام مع الفلسطينيين (( د. سمير قطامي))

مشرف سابق

نتنياهو والسلام مع الفلسطينيين

بقلم :- د. سمير قطامي

بعد طول انتظار، وبعد عدة جولات لميتشيل إلى المنطقة، وبعد تسريبات صحفية من هنا وهناك، حول قبول ورفض إسرائيل مبادرة أوباما، بإيقاف المستوطنات، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، تمهيدا للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين، أعلن في واشنطن عن قبول إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة تسعة أشهر، تمهيدا للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين، والموافقة على فتح مكاتب تجارية لإسرائيل في بعض الدول العربية، وفتح الأجواء العربية أمام الطائرات التجارية الإسرائيلية .

وقبل أن يعود نتنياهو إلى إسرائيل، وقبل أن يجف حبر الاتفاقية التي وقع عليها، أمر بتسريع الاستيطان قبل البدء في المفاوضات مع الفلسطينيين، كما استثنى القدس من أي التزام، مما أثار حفيظة الإدارة الأمريكية، التي أعربت عن استيائها من بناء المزيد من المستوطنات!! وقيل إنها وبخت إسرائيل على ذلك!! مسكين الرئيس الأمريكي أوباما، فهو لا يعرف طبيعة هذه الحكومة التي تقود إسرائيل برئاسة نتنياهو ، ولا يفهم أدواتها ووسائلها، فهؤلاء لا يريدون سلاما مع الفلسطينيين، ولن يسمحوا بقيام دولة فلسطينية، وكل ما يفعلونه أنهم يراوغون، وكبير هؤلاء المراوغين هو نتنياهو الذي أخرج الملك حسين، رحمه الله، عن طوره في إحدى المرات، فوجه له خطابا من أقسى ما وجه إلى مسؤول أجنبي، لكثرة ما كان ينقلب على ما يوقع عليه، أو يتنصل مما اتفق عليه.

ليعلم أوباما انه يتعامل مع عصابة من الكذابين والدجالين المراوغين الذين لا يرعوون عن فعل أي شيء مهما كان، وأن هؤلاء سيماطلون لسنوات طويلة، ولن يقدموا أي شيء للفلسطينيين وللعرب سوى الكلام .. ألم يصرح وزير خارجية هذه الدولة الباغية (افيغدور ليبرمان)، أن الداعين لحل الدولتين لا يفهمون عما يتحدثون؟ وهو في هذا يوجه كلامه للرئيس الأمريكي أوباما!! كما يصرح بأنه ليس هناك احتمال للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في السنوات الست عشر القادمة، وأن حل الدولتين لن يؤدي إلى نهاية الصراع، بل سينقل الصراع إلى داخل إسرائيل!! ها قد مضت تسعة أشهر، والرئيس الأمريكي يحاول دفع عملية السلام إلى الأمام، والضغط على الحكومة الإسرائيلية للبدء في مفاوضات، فيقابل بشروط تعجيزية، ومماطلات لها أول وليس لها آخر، فتارة يشترط نتنياهو التطبيع العربي قبل المفاوضات، وأخرى يشترط الاعتراف بيهودية الدولة العبرية من قبل الفلسطينيين والعرب، وثالثة يشترط اسقاط المطالبة بالقدس وحق العودة، هذا قبل بدء المفاوضات، مع أن العالم كله يعلم أن نتنياهو لن يقدم شيئا، وستكون مفاوضات من أجل المفاوضات، إذا حصلت، أو مفاوضات مقابل الأمن!! وستنتهي مدة رئاسة أوباما قبل أن يتحقق شيء على الأرض، فهل يستغرب الرئيس الأمريكي أوباما أن ينقلب نتنياهو اليوم على ما اتفق عليه بالأمس؟ ليس هناك بصيص أمل لأي سلام مع هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي شحنت الشعب والمجتمع بشحنات مرعبة من الكراهية والحقد ضد الفلسطينيين والعرب، ومهما حاولت الإدارة الأمريكية والحكومات الأوروبية الضغط على إسرائيل، ستظل الحكومة الإسرائيلية أقوى من كل الضغوط، ولن يكون هناك أي سلام مع هذه العصابة مهما قيل عن الضغوط الأمريكية الأوروبية، فقد علمتنا التجارب السابقة أن هذه الدول سرعان ما تغير مواقفها، وتغير خطابها، والأيام القادمة ستشهد ذلك، وها هي قوة أوباما آخذة في الضعف، وألقه بدأ يخبو، ومعارضوه في الداخل يزيدون .

» نتنياهو يكشف اللاءات الاسرائيلية المتعلقة بالاسرى الفلسطينيين
» وثيقة إسرائيلية على طاولة نتنياهو لإجهاض حق العودة للاجئين الفلسطينيين
» نتنياهو ومناورته المكشوفة
» امريكا واهانة نتنياهو!
» نتنياهو في مصر: لا اهلا ولا سهلا