موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
قصة صورة Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
قصة صورة Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
قصة صورة Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
قصة صورة Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
قصة صورة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
قصة صورة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
قصة صورة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
قصة صورة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
قصة صورة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
قصة صورة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
قصة صورة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
قصة صورة Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
قصة صورة Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
قصة صورة Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
قصة صورة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
قصة صورة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
قصة صورة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
قصة صورة Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
قصة صورة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
قصة صورة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
قصة صورة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
قصة صورة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
قصة صورة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
قصة صورة Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
قصة صورة Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
قصة صورة Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
قصة صورة Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
قصة صورة Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
قصة صورة Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
قصة صورة Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
قصة صورة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
قصة صورة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
قصة صورة Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
قصة صورة Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
قصة صورة Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
قصة صورة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
قصة صورة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
قصة صورة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
قصة صورة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
قصة صورة Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
قصة صورة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
قصة صورة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
قصة صورة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
قصة صورة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
قصة صورة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
قصة صورة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
قصة صورة Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
قصة صورة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
قصة صورة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
قصة صورة Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 قصة صورة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زكريا ابو صبيح
مشرف سابق
مشرف سابق




قصة صورة Empty
مُساهمةموضوع: قصة صورة   قصة صورة Emptyالخميس نوفمبر 05, 2009 3:32 am


قصة صورة




تتسلل اشعة الشمس الى غرفة النوم، فتضيء ما حولي بخفوت، ارغب في النهوض و لكن الكسل يغلفني، اتقلب في السرير منذ اكثر من ساعة، مترددا بين النهوض و الاستلقاء، افتقد صخب الصغار من حولي، هدوء غريب ينتشر في ارجاء البيت افتقدته لسنوات ، و هأنذا استغرب حدوثه، ربما نسيت كيف يكون، و لا ادري ان كنت استمتع به ام لا، الا انني اشعر به يربض فوق صدري ثقيلا.
قررت النهوض اخيرا.
اضع دلة القهوة على النار، و بانتظار غليان الماء اذهب الى الحمام، دوش سريع نظف ما بقي عالقا في جسدي من النوم، اتممت صنع القهوة و دلفت الى غرفة الجلوس. اشعلت اولى سجائري لهذا اليوم، للسيجارة الاولى مع القهوة الصباحية طعم لا يعوض، بسري الخدر ببطء، و احسه بعد لحظة يتركّز في مفاصلي فتنبض بالم مبهم، ترتجف يدي و انا ابحث عن المنفضة لالقي بها رماد السيجارة، اغمض عيني و اتنفس بهدوء حتى استعيد نفسي ثانية، افتقد هذا الاحساس باقي اليوم ، فلا يحدث الا مع السيجارة الاولى.
منذ ذهاب زوجتي لزيارة والديها بصحبة الاطفال، و انا انتوي ان ارتب حاجياتي القديمة، كل متعلقاتي التي مرت خلال سنيني الماضية و لازمتني الى ان شعرت بان علي ان احتفظ بها، كنا انا و زوجتي قد وضعنا بعضها في غرفة مهملة في البيت لم تلبث ان تحولت الى مخزن ، ثم قمنا بوضع الباقي لنحفظه من عبث الصغار، و هذا هو اليوم الثالث و الفكرة تعاودني في كل صباح، الا انني اجد لنفسي سبب ما لتأجيل هذا الامر، و قد رفضت عروض زوجتي في مساعدتي في ترتيبها. لو انني سمحت لها لكنا قد انتهينا منها منذ زمن، الوم نفسي عندما اتكاسل بهذه الكلمات، و اعلم انني انا من يجب ان يقوم بهذا الامر، فهي تحتاج الى فصل و ترتيب حسب ما اراه مناسبا و ربما اذا وجدت الحماسة لا تزال تعتريني فقد اقوم بتصنيفها، و زوجتي غير قادرة على هذا لانني انا نفسي لا ادري ما الذي سيدور في رأسي لحظتها.
جمعت شجاعتي، و مضيت الى غرفة المخزن، و لم انس ان اصطحب معي علبة السجائر و كوب القهوة.
تقع الغرفة في بداية الممرقبالة غرفة الجلوس، و عندما فتحتها امتلأ انفي برائحة الرطوبة و الاوراق المتعتقة، كم مضى من الوقت و لم ادخل هذه الغرفة؟، بصراحة لا اذكر اخر مرة خطت بها قدماي هذه الغرفة، احتوتني الحياة برتابتها ، و تهت في دوامة العمل و الصغار و البيت، و لا استطيع ان اجزم ان كنت قد انتهيت من قراءة كتاب كامل خلال السنة الماضية، الغرفة ضيقة بعض الشيء، تتكدس فيها الاغراض بترتيب عشوائي ، العديد من هذه الاغراض يجب القائه، الا ان زوجتي تحتفظ به للذكرى، " هذه اول دراجة اشتريناها لايمن... و تلك اول ارجوحة ابتعناها للصغار..." ثم تغرورق عيناها و هي تستعيد تلك اللحظات، فاهمل فكرة التخلص منها، بالاضافة الى انني انا ايضا اشعر بالحنين اتجاهها.
الامر الجيد انني قمت بكتابة اسمي على جميع الصناديق التي تحتوي على ما يعود لي شخصيا، لا ادري كيف خطرت لي هذه الفكرة وقتها، و كانت تتموضع في الزاوية اليمنى من الغرفة، و للوصول الى هناك كان علي ان ازيح العديد من الاغراض التي تعود للصغار، وضعت كوب القهوة و علبة السجائر جانبا، و شرعت في اخراجها الى الممر، الى ان استطعت الوصول الى صناديقي، جلست على احدها و فتحت الاقرب لي، فظهر منه الكتب التي صفت بلا ترتيب، فجزء قد صف بصورة طولية، فيما صفَّ جزء اخر بالعرض، دون الاهتمام بابراز اسم الكتاب للاعلى، لا بد انها هي من قام بترتيب هذا الصندوق حدثت نفسي، اخرجتها جميعها ثم بدأت باعادة ترتيبها، وضعت كتابين جانبا محاولا اقناع نفسي انني ساقوم بقرائتها مرة اخرى في وقت ما. تناولت صندوقا اخر، كتب عليه على وجه السرعة "اوراق" فلم يكن الخط بالصورة المطلوبة، و قد وضعت ثلاثة خطوط اسفل الكلمة، فتحته، لاجده مملوءا بالاوراق حتى حافته، بعضها قد اصفر كلية ، خاصة تلك التي في المقدمة، و البعض الاخر تناثرت في الصفرة، قلبتها بين يدي، تعرفت الى خطي الدقيق، و كلماتي المتلاصقة، فغلبني الحنين، محاولات غير منتهية لما جال بخاطري يوما، و اخرى قد انتهت، و لم اقم بعد بطباعتها، كنت قد اجلت ذلك لوقت آخر ، و الذي يبدو انه طال كثيرا، تذكرت بعضها و البعض الاخر لم اتذكر متى قمت بكتابته، و جدت بعض القصاصات التي تحتوي على افكار راودتني فكتبتها على الفور قبل ان انساها، تتنافر هذه القصاصات بالشكل و اللون، و ما يجمع بينها هو خط يدي.
وجدت مجموعة من الصور قد وضعت في مغلف عريض، تناولتها و رحت اقلِّبها بين يدي، وجوه اصدقاء تطالعني، و ابتسامات من اجل الصورة تعلو الوجوه، اذكر اننا كنا نمضي وقتا طويلا من اجل ايجاد خلفية مناسبة للصورة ، ثم نقف الى جوار بعضنا مبتسمين الى ان تنتهي الصورة، فتعود ملامحنا الى الوجوم، اكثر ما يرهقني هو الصور الجماعية، حيث تمتليء بالوجوه، و لا استطيع ان اتذكر اغلب الاسماء، اميِّز وجوههم، اما الاسماء فلا طائل من البحث عنها في ثنايا ذاكرتي.
لمياء.
طالعني وجهها من احدى الصور كما اذكره دائما، طفوليا، هادئا، و ثمة ما فيه يهفو اليه قلبي حين اراه، لا ادرك كنهه و لكنني اشعر بوجوده يجتذبني اليه بسلاسة ، و هناك انتفاخة بسيطة تظهر في جفنيها السفليين فتضفيان جمالا الى عينيها، تعقف شعرها خلف راسها فيبدو وجهها نحيفا، و ابتسامة عذبى تعلو شفتيها الرقيقتين، ابتسم لها بدوري و كانها، الان ، تقف امامي، و اتابع تفصيل الصورة، ترتدي بنطالا من الجينز الاسود يغلف ساقيها الممتلئتين، و بلوزة كاكية اللون بخطوط سوداء، يعلوها معطف داكن اللون، تمسك بيدها اليسرى كرة ثلجية، اقف الى جوارها و الكرة الثلجية خلف رأسي، لم انتبه لها و هي تقوم بذلك، و لكنني شعرت بتلك الكرة و هي تصطدم برأسي بعد الانتهاء من التصوير، و تلتها ضحكة اهتز لها جسدها و لم تتمالك ناهد نفسها من الضحك.وضعت بقية الصور جانبا، اشعلت سيجارة، و عدت اطالع تلك الصورة ثانية، لا زلت اذكر ذلك اليوم الذي التقطت به تلك الصورة بحذافيره و كانه كان البارحة.
" انها تثلج"
اتاني صوتها عبر الهاتف، و قد علته بحتها العذبة، و لم تنتظر جوابي فاردفت " انني انتظرك ... تعال ... سنخرج سويا" و اغلقت السماعة قبل ان تنتظر ردي. كنت لا ازال في السرير. و عندما اويت الى الفراش لم يكن هناك ما ينذر بسقوط الثلج. نهضت و توجهت الى النافذة، ازحت الستارة قليلا فاحتواني البياض، اطبقت عيني ثم فتحتهما ببطء، كان الثلج على امتداد البصر يغطي الارض كلية، و ندف الثلج تهمي برخاوة، هائمة تسقط مترنحة الى ان تصل الى زاوية النافذة، فتتجمع فيها، فتحت النافذة و مددت يدي خارجا، تحسست الثلج، فسرت فيَّ برودته، تحمست فعمدت الى تبديل ملابسي استعدادا للخروج، فكرت ان اخذ قفازيّ ثم عدلت عن الفكرة.
" الى اين تريد الخروج بهذا الوقت" استقبلتني والدتي بصوتهاالمتعب و هي تحتوي المدفأة
" سارى بعض الاصدقاء" اجبت، و انا باتجاهي الى الباب
" في هذا الوقت " تعاود دون ان تغير من وضعيتها امام المدفأة
" اجل " اقول حازما ، و افتح الباب فيستوقفني صوتها
" الن تتناول افطارك على الاقل"
"كلا" ارد و اغلق الباب خلفي، فيحتويني البياض و الوجوه المبتسمة. اتبادل رمي كرات الثلج مع بعض الجيران قبل ان اتابع سيري.
يبدو انها كانت تثلج طوال الليل، لم اعد قادرا على رؤية الاسفلت، و الثلج تراكم حتى و صل الى ارتفاع حافة الرصيف، و هذا يعني ان علي ان اقطع المسافة مشيا على الاقدام، السكن يبعد قرابة خمسة كيلومترات، و الاهم من هذا عدد كرات الثلج التي سأُضرب بها على طول الطريق .
وجدتها تقف بانتظاري، وجنتاها محمرتان، و كذلك ارنبة انفها، " رأيتك من النافذة و انت قادم" ابتدرتني، ثم تابعت" الم تجد ما تركبه؟"، " كلا أي احمق سيسير بسيارته في هذا الثلج" رددت فيما كانت تزيل ما علق بسترتي من بقايا كرات الثلج التي ضربت بها على طول الطريق"، " قطعت مسافة طويلة " قالت مبتسمة فيما كانت تضع يديها في كفي، باردة كانت. نذف الثلج لمّا تزل تتساقط، تقبع بعضها فوق شعرها ، تلبث قليلا ثم تذوب بين ثناياه، " هيا بنا الجميع بانتظارنا" قالت و هي تشد يدي و تغذ الخطى باتجاه بوابة الجامعة ، " أمن الضروري ان تخرجي في هذا الجو" اقول ، فتجيب دون ان تنظر نحوي " لا تخف انا بخير"، " من هناك" قلت " الجميع" اجابت بلامبالاة، صادفنا بعض المارة ، تبادلنا و اياهم تقاذف كرات الثلج، لا اعرف احدا منهم و لا اظن انها تعرفهم ايضا، يبعث الثلج فينا روحا مغايرة ، نتقبل الاخر بلا مقدمات، و تنتهي العلاقة بعد تراشق بضع كرات ثلجية. تركناهم و مضينا و اثار كرات الثلج لا تزال عالقة بملابسنا، سعيدة كانت كطفلة، و الابتسامة تلتصق بشفتيها.
اشعلت سيجارة، اخذتها من بين شفتيَّ، و شرعت في تدخينها، لم تكن تدخن باحتراف، او انها " بتعفّط" كما تقول ضاحكة، تملأ فمها بدخان السيجارة، ثم تدفعه خارجا ببطء، و تبقي جزءا بسيطا تبتلعه، " لم فعلت ذلك" اسألها، " احب ملمسها بين اصابعي" صمتت قليلا قبل ان تتابع " و مشاركتك" ، اخرج سيجارة اخرى و اشعلها.
" ها هم هناك" قالت و اشارت بيدها باتجاه ما.
على البعد بدا اصدقائنا، لا اتبينهم، يصنعون رجلا ضخما من الثلج، كانوا قد انتهوا من الجزء السفلي و الاوسط منه، و حال وصولنا اليهم كانوا يكورون الرأس، بدا ضخما بطول قامتي تقريبا و ذلك بدون الرأس، تبادلنا التحايا، اعرف اغلبهم ، اصدقاء الدراسة و البقية اصدقائهم، جرى التعارف سريعا فقد كان الكل مشغول برجل الثلج، فشرعنا في مساعدتهم، صعدت و مها على الجزء السفلي فيما قابلنا اثنان على الجهة الاخرى، تناولنا الرأس، ببطء، و مع التعليمات من الاخرين نصبنا الرأس في منتصف الجسد الابيض. احضر احمد حجرين و وضعهما مكان العينين، فيما كانت ناهد تضع غصني شجرة مكان اليدين، فبدا مضحكا بجسده الضخم و ذراعاه النحيفان، و اخذ الاخرون يضيفون لمساتهم الى ان رضي الجميع بشكله.
اول كرة ثلج القيت بعد الانتهاء من رجل الثلج، قذفتها نجوى، فدبت الحمى بين الجميع، و اخذنا نتقاذفها فيما بيننا لا على التحديد، تجمع الثلج، تكوره بيديك العاريتين، ثم تقذف به اقرب شخص لك، او ذاك الذي سدد اخر كرة ثلج نحوك، نتراكض خلف بعضنا و الكرات تتطاير، تعلو الضحكات، يلهث احدنا، يتعب اخر، فيصبح مرمى لنا جميعا، اراها تتقافز هي الاخرى، و كرة معلقة بيدها، تبحث عمن ستقذفه بها، يرميها امجد بواحدة تصيب اذنها، تنثني تحت الضربة، تلتفت اليه و تقذفه بالتي في يدها، ثم تاخذ بتنظيف ما علق باذنها من الثلج، و اقذفه انا باخرى جاهزة في يدي، لم نهدأ طوال ساعة كاملة ، البرودة تنال من اصابعي، و ارى عروقا من الازرقاق تمتد على طول ظهر يدي، احاول ان اجمع قبضتي و بصعوبة استطيع ذلك، ينال الاعياء منا جميعا، فنتهالك على بساط الثلج، يعلو لهاث انفاسنا، و الضحكات لا تزال تتسرب من بين شفاهنا، و كل منا يذكر الاخر بالكرة التي رماه بها و ان كانت مؤلمة ام لا.
" احضرت الكاميرا معي" قالت مها، و اخرجتها من جيب معطفها، و رحنا نتبادل التقاط الصور، اغلبها بلا تحضير، " سنلتقط صورة لنا سويا" تهمس في اذني " فقط انا و انت"، اشارت الى ناهد، ناولتها الكاميرا و رحنا نتخير مكانا مناسبا للصورة، و استقرينا اخيرا على ان تكون خلفية الصورة بضع شجيرات قصيرة ، غطاها الثلج من الاعلى، تقدمنا قليلا لكي يظهر الرجل الثلجي خلفنا.وضعت يدي في جيبي، فقد كان البرد يفتك بهما، فيما اخذت تصلح من هندامها، وقفت ملتصقة بي من الجهة اليمنى، ابتسامة خفيفة خفيفة علت وجه ناهد، لم افهم سبب تلك الابتسامة الا بعد انتهاء الصورة، " 1 ... 2 .... 3 " قالت ناهد بطريقة مسرحية ، ثم التمع الفلاش، و بعده بلحظة احسست بكرة الثلج و هي تصطدم براسي من الخلف.
امضينا بعض الوقت مع الاصدقاء قبل ان ننفصل و نمضي وحدنا، اسمع لهاث انفاسها، " هل انت بخير" اقول قلقا، " لا تشغل بالك، الا باس بي" ترد ثم تضيف " لقد استمتعت كثيرا " ،" هل احضرت البخاخ معك" ، " كلا " ترد باقتضاب، اتطلع اليها فتبتر الكلمات من شفتي قائلة " اعطني سيجارة" ، اتردد قليلا الا ان يدها الممدودة تدفعني لاخراج اثنتين ، اناولها واحدة و اضع اخرى بين شفتي، اشعلهما، خطوات قليلة و وصلنا الى الجسر، المستشفى على يسارنا و الى اليمين تلاع العلي، نتجه صوبها. ندف الثلج توقفت، لم انتبه لذلك الا الان، نتبادل حديثا متقطعا بين الحين و الاخر، و نترك جسدانا يحتكان ببعضهما ، اشعر بطراوة جسدها، المحال مغلقة ، و لم ار سيارة تمر بالشارع منذ وصولي، الثلج يملأ المكان و قد ازداد ارتفاعه، خطانا تنغرس في طراوة الثلج.
يزداد لهاث انفاسها ، و يعلو صوت شهيقها، ارقبها في قلق، ستظل تكابر لو سألتها، ان كانت بخير، امسكت برأسها بين يدي، و نظرت الى عينيها مباشرة، " ساخذك الى المستشفى " قلت بكل ما لدي من حزم، " انا بخير ، و لا اريد الذهاب " قالت و طبعت قبلة هائمة على خدي، امسكت بيدها و قلت " سنذهب الى المستشفى ، لا يزال قريبا منا" . و عدنا ادراجنا.
مستشفى الجامعة، ينتصب على ربوة ترهق الانفاس قبل ان تصل اليه، اصبح تنفسها يشبه الصفير، تحاول ان تبتلع الهواء المحيط بها، تتقلص عضلات وجهها، و تنثني الى الامام محاولة ان تعب الهواء و تغرس اصابعها في ذراعي ، ما كان يجب ان تنسى البخاخ، احدث نفسي، كانت تلك المرة الاولى التي اراها بها على هذا الشكل، ترهقني رؤيتها هكذا، اشعر بانها لم تعد قادرة على المتابعة، و لا نزال في منتصف التلة، احملها بين ذراعي، و اشد الخطى، اخذوها من بين يدي، و اندفعوا بها الى الداخل، عيناي تتابعانها، و صفير انفاسها يصلني، عشر دقائق طويلة جدا انتهت قبل ان يبدأ تنفسها يستعيد رزانته، و ان ما زالت تبدو منهكة، " ما كان يجب ان تخرج في مثل هذا الجو" القى احدهم بهذه الكلمات في اذني ، و لم اكلف نفسي عناء النظر الى وجهه، كانت عيناي لا تزالان متعلقتان بها.
" تستطيع ان تأخذها الان" قال احدهم، مددت يدي نحوها فناولتني يدها بتراخ، لكم كانت مرهقة. " لا تخف، انني بخير، و لكن هذا الدواء يتعبني " همست بعياء و هي تنتصب بجانبي ثم تابعت" استمتعت كثيرا هذا اليوم " .
ترى اين هي الان؟ ، فجعني السؤال بوحشته.

اعدت الصور الى المغلف، حاولت ترتيب الاوراق المتناثرة داخل الصندوق، لم اجد عزما لذلك، فرَّت الرغبة مني و غادرتني كل حماستي السابقة، طويت ثنايا الصندوق و الصقتها، اعدت كل شيء الى مكانه، " ربما سأعود لترتيبها ذات يوم" حدثت نفسي و انا اغلق باب غرفة المخزن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيفاء
عضو هيئة ادارية المدير الاداري
عضو هيئة ادارية المدير الاداري



الدولة : قصة صورة (43)


قصة صورة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صورة   قصة صورة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 3:59 am





أشياء بسيطة ورقة .. قلم ,,صور .. وردة في كتاب

نخيفها في صندوق ذكرياتنا

قد نهملها سنوات لمشاغلنا واحيانا الكسل في العبث باغراض

مر عليها الزمن
ولكن ما ان نعود اليها نشتم رائحتها ونعيش اللحظة

ونغوص في الذكريات بتفصيل حلوها ومرها .. هنا كنا .. هناك همس لي,, كما تمنيت لو..

نعيش دفء وبرد تلك الذكريات

وعندما نستقيق نتساءل

اين هم الان؟!!,,



زكريا

في بحر ذكرياتك ايقظت ذكرياتي

اسلوب سلس ومشوق

الله يعطيك العافية

دمت بخير

هيفاء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نضال هديب
المدير العام
المدير العام
نضال هديب


العمر : 59
المزاج :

قصة صورة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صورة   قصة صورة Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 5:28 am


زكريا
كم هي صور جميله بسردها مؤلمة بذكريتها
كثير من الذكريات والصور تقبع بذاك المخزن
الذي فيه من الذكريات الكثير التي لا نستطيع احيانا تلمسها او التقرب منها
تحت اي عذر غير مقنع اما هروبا" او لكي لا تتذكر انك كبرت أو انك ابنتعدت كثيرا" عن تلك الذكريات والصور او بقايا صور بعضها غطاها الاصفرار او لا تعلم اين هم
ابدعت برسم تلك الصور بالفعل استمتعت بقرائتها وكنت اعيش كل لحظه وكل صورة
من صورك زكريا
من جسر الجامعه لتلاع العلي مرورا" بين اشجار الصنوبر والسرو
على اطراف شوارع الجامعه صيفها وشتائها المثلج دائما"
وربيعها وخريفها

اشكرك زكريا
ودام قلمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكريا ابو صبيح
مشرف سابق
مشرف سابق




قصة صورة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صورة   قصة صورة Emptyالسبت نوفمبر 07, 2009 3:15 am

هيفاء كتب:




أشياء بسيطة ورقة .. قلم ,,صور .. وردة في كتاب

نخيفها في صندوق ذكرياتنا

قد نهملها سنوات لمشاغلنا واحيانا الكسل في العبث باغراض

مر عليها الزمن
ولكن ما ان نعود اليها نشتم رائحتها ونعيش اللحظة

ونغوص في الذكريات بتفصيل حلوها ومرها .. هنا كنا .. هناك همس لي,, كما تمنيت لو..

نعيش دفء وبرد تلك الذكريات

وعندما نستقيق نتساءل

اين هم الان؟!!,,



زكريا

في بحر ذكرياتك ايقظت ذكرياتي

اسلوب سلس ومشوق

الله يعطيك العافية

دمت بخير

هيفاء






تحياتي

تتشابه الذكريات التي نتقاسمها و ان اختلفت
في الاشخاص و الاحداث و لكنها من حيث
الجوهر تبدو و كانها ذاتها
هي كما قلت انت قصاصات صغيرة
تتفتح امامها ابواب الذكريات فنتوه فيها
و نستعيد اوقاتا كانت اكثر من رائعة
نعيشها ثانية و يعتادنا ما شعرنا به ذات
مرة

هيفاء

هو السؤال ذاته
ايم هم الان؟
اشكر مرورك
و اعجبتني الوردة في كتاب
يبدو انها عالمية

دمت

che

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكريا ابو صبيح
مشرف سابق
مشرف سابق




قصة صورة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة صورة   قصة صورة Emptyالسبت نوفمبر 07, 2009 3:25 am

نضال هديب كتب:

زكريا
كم هي صور جميله بسردها مؤلمة بذكريتها
كثير من الذكريات والصور تقبع بذاك المخزن
الذي فيه من الذكريات الكثير التي لا نستطيع احيانا تلمسها او التقرب منها
تحت اي عذر غير مقنع اما هروبا" او لكي لا تتذكر انك كبرت أو انك ابنتعدت كثيرا" عن تلك الذكريات والصور او بقايا صور بعضها غطاها الاصفرار او لا تعلم اين هم
ابدعت برسم تلك الصور بالفعل استمتعت بقرائتها وكنت اعيش كل لحظه وكل صورة
من صورك زكريا
من جسر الجامعه لتلاع العلي مرورا" بين اشجار الصنوبر والسرو
على اطراف شوارع الجامعه صيفها وشتائها المثلج دائما"
وربيعها وخريفها

اشكرك زكريا
ودام قلمك




تحياتي

تظل الذكريات حبيسة ونحاول الفرار منها
الا انها تنكأ في اول لحظة تذكر و حينها
تنساب الذكريات و لا نستطيع امساكها
فنستعيدها ثانية او تستعيدنا
تغير شارع الجامعة عما نذكره الان
اختفت الاشجار و اخذت المباني بالظهور هناك
بشكل مكثف و محطات البنزين
يؤلمني ما آل اليه الشارع و ان ظلت الجامعة
تحتفظ على الجانب الاخر باشجار السرو
التي ارتبطت بها العديد من الذكريات

نضال

اسعدني مرورك

che
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة صورة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صورة...ولا تعليق!!!
» صورة وتعليق
» صورة...وتعليق
» صورة تشرح آية ... !!
» صورة بملايين الكلمات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة الثقافة والآدب العربي :: منتدى - الشعر والقصة القصيرة-
انتقل الى: