هل من رابط بين زيارتي عبـاس ومشـعل للبنـان؟

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

عمار نعمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ما هو الجديد الذي يحمله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جعبته اليوم لطرحه على المسؤولين اللبنانيين؟
سؤال بالغ الأهمية خاصة لناحية مضمون الزيارة التي تستمر حتى يوم غد، مع العلم ان الزيارة تسبق زيارة اخرى لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وتجيب أوساط فلسطينية على السؤال بأن ما سيطرحه «أبو مازن» يتمحور حول ملفات أربعة:
أولاً: في الشأن الفلسطيني الداخلي، يتعلق الأمر بترتيب الوضع في حركة «فتح». وعلى هذا الصعيد، سوف يعقد عباس مجموعة اجتماعات ولقاءات لكوادر الحركة لاختيار قيادة جديدة للساحة اللبنانية.
وفي هذا الإطار، يطرح عباس تعيين القيادي فتحي أبو العردات بديلاً عن سلطان أبو العينين، الذي بات عضواً في اللجنة المركزية، في الوقت الذي يطرح فيه قياديون آخرون اسم خالد عارف. وعلم ان هذا الموضوع سيشغل الحيز الاكبر من زيارة عباس في يومها الثاني أي غداً.
ثانياً: سيطرح عباس موضوع ممتلكات المنظمة وحركة «فتح» في لبنان، وهو سيشكل في هذا الاطار لجنة لحصر الممتلكات وتسجيلها باسم المنظمة. ويهمس البعض من خارج اطار المنظمة الى ان ثمة ممتلكات للمنظمة قد تم بيعها من قبل مسؤوليها. لذا، سيطلب عباس من القضاء اللبناني التوسع في هذا الأمر وتوليه في شكل كامل.
ثالثاً: في شأن السلاح الفلسطيني. لن يبحث عباس موضوع السلاح خارج المخيمات «كونه غير معني به». أما في داخل المخيمات، فثمة مشروع غير جديد لتشكيل لواء فلسطيني يكون تحت إشراف الجيش اللبناني على ان يكون تابعاً للأمن الوطني الفلسطيني في رام الله.
ويريد الرئيس الفلسطيني ان يتشكل اللواء من فصائل منظمة التحرير، على ان تصبح هذه الفصائل حركات سياسية في إطار «فصل التنظيم عن العسكر».
وعلم على هذا الصعيد ان طرح تشكيل اللواء يواجه بمعارضة شديدة من قبل التحالف الفلسطيني، وهو التكتل الذي يجمع الفصائل من خارج المنظمة، كما ان الموضوع يلقى معارضة من قبل الدولة اللبنانية والجيش، وتنفي فصائل في المنظمة علمها به.
وثمة طرح مقابل يتمحور حول إعادة تشكيل الكفاح المسلح على ان يكون بمشاركة الجميع في المنظمة والتحالف، وذلك في اطار خطة شاملة لتنظيم السلاح داخل المخيمات لكي لا يصبح مادة تفجير على الارض.
وتتوقف فصائل فلسطينية أمام مخاوف من طرح عباس «ملفاً خطيراً» على صعيد قضية اللاجئين. وتقول على هذا الصعيد ان أبو مازن «يحمل مشروعاً لتشكيل لجنة لتحويل اللاجئين الى جالية اغترابية ومنحهم جوازات سفر تسمح لهم بالسفر الى جميع دول العالم باستثناء فلسطين». علماً بأن هذا التخوف، ليس في الوارد، لأن إصدار جوازات سفر فلسطينية حكر على المقيمين في الضفة وغزة، وممنوع على اللاجئين الفلسطينيين بحكم مواد اتفاق أوسلو.
لذلك تنفي فصائل في المنظمة علمها بنية عباس إثارة هذا الطرح، وتؤكد تمسكها بحق العودة ورفض التوطين والتهجير، لكن الامر بالنسبة إليها منوط بتنظيم العلاقة بين الدولة اللبنانية والفلسطينيين، الامر الذي لا زال يدور في حلقة مفرغة منذ افتتاح مكتب المنظمة في لبنان في أيار من عام 2006.
المشكلة على هذا الصعيد تتمثل في ان ثمة خلاف كبير بين فصائل المنظمة من جهة، والتحالف من جهة أخرى، حول تشكيل الوفد لمفاوضة الحكومة اللبنانية، في الوقت الذي لم تساعد الظروف اللبنانية الداخلية أيضاً على حلّ هذا الامر.
واليوم ثمة فرصة لذلك مع تشكيل الحكومة اللبنانية، وتقول أوساط المنظمة إن العلاقة بين اللاجئين الفلسطينيين والدولة اللبنانية تحتاج الى حوار فلسطيني لتنظيم الوضع الداخلي والاتفاق على تشكيل وفد بإشراف المنظمة للتوصل الى تشريعات قانونية وإقرار الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، إضافة الى الاتفاق على رؤية سياسية واضحة لدعم حق العودة في اطار القرار 194، ما يشكل مصلحة مشتركة بالنسبة الى الشعبين.
زيارة مشعل
أما بالنسبة الى زيارة مشعل، فتشير أوساط في حركة «حماس» الى انها كانت مقررة منذ مدة وستتم قبل نهاية العام الحالي.
وتلفت الى ان مشعل سيبحث أولا موضوع إعمار مخيم نهر البارد «الذي يجب ان يشكل أولوية فلسطينية»، كما انه سيناقش مسألة توفير الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وسيعقد مشعل لقاءً تشاورياً مع قيادة المقاومة في لبنان التي ترتبط بحلف استراتيجي مع المقاومة الفلسطينية.
ويذكر على هذا الصعيد بأن مشعل كان قد زار البلاد قبل نيف وعام وقد وعد بإنجاز بعض الملفات، «وقد أنجز بعضها بمشاركة الحركة»، كما ان مشعل تلقى وعوداً حول اعمار مخيم البارد حينها، حسب الاوساط. وتشير الى ان لا رابط بين زيارة مشعل وتلك التي سيقوم بها عباس اليوم، لافتة الى ان تأخر قدوم زعيم «حماس» ناتج عن «الظروف اللبنانية الداخلية».

» رابط فلاش تفاعلي رائع يشرح النكبة مع الخرائط التوضيحية