حي الشيخ جراح بعيون المتضامنين الأجانب

حي الشيخ جراح بعيون المتضامنين الأجانب

ميسة ابو غزالة *****

"للاسف في بريطانيا لا يهتم الناس كثيرا بما يجري هنا..هناك العديد من الاشخاص لا يعرفون اي شيء عن الشيخ جراح وعن احياء القدس والتشرد"...

هذا جزء مما قاله المتضامن البريطاني "كافين" وهو ينظر الى حي الشيخ جراح خلال مشاركته في مظاهرة قرب خيمة عائلة الغاوي، فهذا المتضامن الذي يقيم في الحي منذ خمسة أسابيع، يرصد ما يجري بالحي الذي يعتبره انعكاس لما يجري بالاراضي الفلسطينية كلها وهو التطهير العرقي الحقيقي.

وأضاف :"من يأتي الى فلسطين ويرى الحقيقة بام عينه يصدم فالاعلام عندنا موجه، ويظهر الضحية هي اسرائيل دائما، وهي الدولة الديمقراطية التي لا ترى بالفلسطينيين الشريك الحقيقي لتحقيق السلام".

ومن خلال وجوده هذه المدة القصيرة بالقدس يقول :"صحيح ان المدة التي قضيتها في فلسطين هي قليلة لكني اصبحت اعرف من هو الجلاد ومن هو الضحية، فتواجدنا في الحي في اعتصام سلمي ممنوع، فمنا من يعتقل ومنا من يضرب واخرون تسحب جوازات سفرهم".

اشلي من نيويورك..

هي متضامنة أمريكية من مدينة نيويورك، عاشت أسبوعين عند عائلة الغاوي التي طردت من بيتها في آب الماضي، اعربت عن حزنها الشديد لمصادرة منزلهم وتشريد أطفالهم واشقائهم البالغ عددهم أكثر من 50 شخصا، وقالت :"لسوء الحظ حرمت عائلة الغاوي من أبسط الحقوق..حرمت من العيش بأمان وحرم الاطفال من اللعب في غرفهم الخاصة".

آشلي تعمل مع احد المؤسسات الاجنبية في البلاد، وأفرادها يقومون بجولات متواصلة الى الى المدن والقرى في مناطق القدس والضفة الغربية والقطاع ويشاهدون معاناة العائلات التي تنتهك حقوقهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وبدأت آشلي التضامن عندما جاءت الى البلاد وسمعت عن حي الشيخ جراح، وشاهدت كيف ان هناك العشرات من المنازل ومئات الافراد المهددين بالاخلاء لصالح المستوطنين فأرادت ان تقدم القليل من الدعم لسكانه، حيث اقامت عند عائلة ناصر الغاوي مدة 15 يوم حتى اخلائهم من المنزل، مضيفة أنها تأثرت كثيرا عندما طردوا من المنزل وانها شعرت بان منزلها قد سرق منها.

وقد استخدمت التكنولوجيا منذ اول يوم وصلت فيه عند عائلة الغاوي، حيث وضعت على موقع الفيسبوك كافة المعلومات عن الحي لتعرف اصدقاءها واهلها عما يجري وحقيقة الاحداث، وتضيف :"بصراحة عندما عرفوا وسمعوا عن الاحداث في القدس والشيخ جراح استغربوا..فالاعلام عندنا يقلب الحقائق ويغيرها لصالح اسرائيل".

وتأمل المتضامنه من حكومة بلادها مناصرة قضية العائلات المهجرة وايجاد حل لقضية الاستيطان التي لا تبدأ ولا تنتهي بالشيخ جراح.

متضامنة تعرضت للضرب..

اما المتضامنة التي عرفت عن نفسها بـ(ن أ) قالت أنها تعرضت للاعتقال والضرب، لكنها مصرة على المجيء للحي والمشاركة في الفعاليات، معتبرة أن ذلك اقل يمكن تقديمه للفلسطينين المظلومين وأضافت :"نحن نعمل على نقل الحقيقة الى العالم بوسائل عديدة".

وكانت هذه المتضامنة شاهدة على طرد عائلتي حنون والغاوي من منازلهم في آب الماضي.

متضامنة اسرائيلية..

أما المتضامنة الاسرائيلية "عاميت" وهي يهودية تأتي كل اسبوع الى الحي للاحتجاج على ممارسات المستوطنين، تقول :"انا يهودية لكني لا ارضى عن اعمال المستوطنين اليهود تجاه السكان العرب، فنحن نعيش في مدينة واحدة ويجب ان نعيش بسلام فيها".

واللافت للنظر في حي الشيخ جراح ان قوافل التضامن الاسبوعية تضم عشرات من الأجانب واليهود القادمين من بلدان بعيدة، لكنها لا تضم الكثير من سكان القدس ولا تضم اي متضامن حضر من بلد عربي أو اسلامي للاحتجاج ، وتأمل "عاميت" ان يشارك سكان المدينة العرب في الاحتجاجات لأنهم أكثر من يستطيع ان يفهم معاناة اخوانهم في الحي، لوقوعهم أصلا تحت الاحتلال منذ ما يزيد عن اربعين عاما.

» المصادقة على مشروع استيطاني خطير في حي الشيخ جراح
» القدس عاصمة الثقافة العربية تطهر عرقيا"لإسكان المستوطنين..الاحتلال يطرد عائلتين فلسطينيتين من الشيخ جراح
» مركز القدس يحذر من 'تل رميدة' إسرائيلي جديد في قلب حي الشيخ جراح
» أهالي القدس والداخل يؤدون صلاة الجمعة على أرضي حي الشيخ جراح
» شبح الطرد والترحيل.. هاجس دائم تعيشه العائلات المقدسية بحي الشيخ جراح