والله رؤوفٌ بالعباد .

بسم الله الرحمن الرحيم
والله رؤوفٌ بالعبـــــــــاد !!

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة ً للعباد ، الحمد لله الذي أخبرنا أنه رؤوفٌ ورحيم ٌبالعباد ، فقال جل عُلاه : (حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) التوبة 128 . فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آلهِ وصحبهِ ومن إقتفى أثرهِ ، وإستن بسنتهِ واهتدى بهديهِ إلى يوم القيامة . أما بعد ،
لقد ذكر الله ُ جل علاه في كتابهِ العزيز الرأفة والرحمة عشر مرات، بالإضافة للآية التي ذكرتـُها أنفاً برأفة ورحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمؤمنين ، وهذا أيضاً من رأفة ورحمة الله بنا .
* قال تعالى : ( ... وما كان اللهُ ليضيعَ إيمانكم إنّ الله َ بالناس ِ لرؤوفٌ رحيمٌ ) البقرة 143 .
* وقال تعالى : ( ومن الناس ِ من يشري نفسهُ إابتغاء مرضات ِ الله ِواللهُ رؤوفٌ بالعباد ) البقرة 207 .
* وقال تعالى : ( ... ويحذركم اللهُ نفسهُ واللهُ رؤوفٌ بالعباد ) آل عمران 30 .
* وقال تعالى : ( ... ثم تاب عليهم إنهُ بهم رؤوفٌ رحيمٌ ) التوبة 117 .
* وقال تعالى : ( ... إنّ ربكم لرؤوفٌ رحيمٌ ) النحل 7 .
* وقال تعالى : ( ... أو يأخذهُم على تخوف ٍ فإنّ ربكم لرؤوفٌ رحيمٌ ) النحل 47 .
* وقال تعالى : ( ... ويمسك السماءَ أن تقعَ على الأرض ِإلا بإذنهِ إن اللهَ بالناس ِ لرؤوفٌ رحيمٌ ) الحج 65 .
* وقال تعالى: ( ...ولولا فضلُ الله ِ عليكم ورحمتهُ وأن اللهَ رؤوفٌ رحيمٌ ) النور 20
* وقال تعالى : ( ... ليخرجكم من الظلمات ِ إلى النور ِ وأنّ اللهَ بكم لرؤوفٌ رحيمٌ ) الحديد 9 .
* وقال تعالى : ( ... ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذينَ آمنوا ربنا إنكَ رؤوفٌ رحيمٌ ) الحشر 10 .
* نقرأ هذه الآيات ونمرُ عليها ، ولا نتدبر معناها ولا مفهومها ولا عظمتها ، فتعالواْ نتذاكر ونتدارس بشيء ٍ من معانيها .
** أقول واللهُ المُوفق : ـــ

الفرق بين الرأفة والرحمة

قال ابن عاشور: (والرَّأفة : رِقَّة تنشأ عند حدوث ضر بالمرؤوف به. يقال: رؤوفٌ رحيم. والرَّحْمَة: رقَّة تقتضي الإحسان للمرحوم، بينهما عمومٌ وخصوص مطلق).
وقال القفال : (الفرق بين الرَّأفة والرَّحْمَة: أنَّ الرَّأفة مبالغة في رحمة خاصة، وهي دفع المكروه وإزالة الضَّرر، كقوله: {{ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ }} النور: 2
أي : لا ترأفوا بهما فترفعوا الجلد عنهما، وأمَّا الرَّحْمَة فإنَّها اسم جامع، يدخل فيه ذلك المعنى، ويدخل فيه الانفصال والإنعام) .
وقال أبو البقاء الكفوي : (الرَّحْمَة هي أن يوصل إليك المسار، والرَّأفة هي أن يدفع عنك المضار... فالرَّحْمَة من باب التزكية، والرَّأفة من باب التَّخلية، والرَّأفة مبالغة في رحمة مخصوصة، هي رفع المكروه وإزالة الضر، فذكر الرَّحْمَة بعدها في القرآن مطردًا لتكون أعم وأشمل) .
وقيل : (الرَّأفة أشد من الرَّحْمَة) .
وقيل : (الرَّحْمَة أكثر من الرَّأفة، والرَّأفة أقوى منها في الكيفية؛ لأنَّها عبارة عن إيصال النِّعم صافية عن الألم)
1 ــ في التكليف:
من رأفة الله ِ ورحمته بنا أن كلفنا بما نـُطيق بل أحياناً بأقل من ذلك .
قال تعالى : ( لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا وُسعهَا ...)البقرة 286 . فلو كلفنا اللهُ عز وجل بأكثر مما نـُُطيق لهلكنا ولدخلنا النار جميعاً ، .... أليس اللهُ بروؤفٌ بالعباد ؟؟ .
2 ــ في الصلاة :
من رأفة الله ِ ورحمتهِ بنا أن خففَ عنا الصلاةَ ، فأول ما فرضها اللهُ علينا في المعراج كانت خمسين صلاة ًفي اليوم والليلة ، ثم جعلها خمساً في العمل وخمسين في الأجر، فكلام الله لا يُبدل ووعده لنا بالأجر لا يتخلف ولكنه رحمنا ، والذي نفسي بيده لو بقيت خمسون ما استطعنا أن نُصليها ، وكيف نقدرعليها واليوم بليلتهِ أربع ُ وعشرون ساعة ، فما نفرغُ من صلاة حتى يُؤذن للإخرى ، فلا يستطيعُ أحدنا أن يعمل أو يأكل أو يتعلم أو حتى ينام ، فلو قسّمنا خمسون على أربع ُ وعشرون ساعة لكان في كل خمس وعشرون دقيقة صلاة ..... ، بل في السفر والمطر والمرض خفف عنا ورخص لنا ، ......أليس اللهُ بروؤفٌ رحيم ؟؟ .
3 ــ في الصوم :
عندما خلق الله السنة جعلها إثنى عشر َ شهراً ، وفرض علينا صيام شهرٌ واحدٌ فقط ، والإحدى عشرَ شهراً منها فطراً وبعالاً ، إلا من أراد أن يتطوع فهو خيراً له ، أنظر يا أخي في الله لو كان العكس نصوم إحدى عشر شهراً ونـُفطرُ شهراً واحداً فقط ...!! ، هل نـُطيقُ ذلك ؟ لا واللهِ ، إنه لشاق حتى على القويّ ، إلا على من رحم الله ، وقليلٌ ما هم .....
أليس اللهُ بروؤفٌ بالعباد ؟؟
4 ــ في الزكاة :
لقد فرض الله تعالى الزكاة على الأغنياء لتردُ الى الفقراء ، وفي الحول ِ مرة ، وإذا بَلغت النصاب ، ثمّ جعلها إثنان ونصف بالمائة فقط وسبعة وتسعون ونصف بالمائة لك تتصرف بها كما تشاء في الحلال وبما يُرضي الله ، تدبر أخي المسلم لو عُكست النسبة هل نـُطيق ذلك ؟ بل إنّ البعض يتحايل على الأثنين ونصف بالمائة ويُريد أن يُعطيها لمّّّن لا يستحق الزكاة من أبناءه ، أو في غير مصارفها الثمانية !! .... أليس اللهُ بكم لروؤفٌ رحيم ؟؟ .
5 ــ في الحج :
لقد فرض َ الله الحج مرة ً في العُمر وعلى المُسطتيع فقط ، ومن تطوع فهو خيرٌ له ، جاء رجل إلى النبيّ (صلى الله عليه وسلم) فقال : أفي كل ِ عام يا رسول الله ؟؟ فسكت الرحمة المُهداة ، فأعاد السؤال مرة ً فمرة ولم يُجبه ، حتى قال : لو قلتُ نعم لوجبت) . فتدبر يا أخي لو فـُرضت في كل عام ما إستطعنا إلى ذلك سبيلاً ، لا نقول بالإستطاعة المادية والجسدية فقط ، ولكن بالإزدحام ففي كل عام يحُجُ ثلاثة ملايين حاج ، وتحدث حوادث مُميتة، فتصور لو أن ملياراً أو أكثر سيحُجونَ في كل عام ٍ ماذا سيحصل ؟؟ .... أليس اللهُ بالناس ِ لروؤفٌ رحيم ؟؟ .
6 ــ ومن رحمة الله ورأفته :
أن جعل باب التوبة مفتوح ما لم تطلُع الشمسُ من مغربها أو تـُغرغر الروح ، فمهما أسرف العبد على نفسه وتاب وأناب واستغفر لوجد الله غفاراً ، بل يفرح الله بتوبة عبده ، كما أخبر الصادق المصدوق في الحديث إذ قال : ( لَ اللهُ أشدُ فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل ٍفي أرض ٍدويّة مُهلكة معه راحلتهُ عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركهُ العطش ثم قال أرجع الى مكاني الذي كنت ُ فيه ِ فأنام حتى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت فاسيقظ وعندهُ راحلته وعليها زادهُ وطعامه وشرابه فـَالله أشدُ فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده ) صحيح مسلم / عن الحارث بن سويد عن عبدالله . وفي رواية فقال :اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، قال : أخطأ من شدة الفرح ) . .... أليس اللهُ بروؤفٌ بالعباد ؟؟ .

7 ــ ومن رحمة الله ورأفته :
أنهُ أرحمُ من الأم ِ برضيعها ( كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة من غزواته وبعد أن فتح الله عليه ، وجمعوا السبيّ نظر فإذا بإمرأة تبحث عن ولدها في السبيّ حتى وجدته ، فألصقته إلى صدرها وأرضعته ، فقال للصحابه : أترون هذه مُلقية ً ولدها في النار ؟؟ وقد رأوا ما صنعت ــ فقالوا :لا يا رسول الله . فقال : لَ اللهُ أرحمُ بعباده ِ من هذه بولدها ) ......
أليس اللهُ بروؤفٌ رحيم ؟؟ .
** وبحسبة بسيطة جداً ، لو حسبنا ما كلفنا الله عزوجلّ بهِ في حياتنا لا يتجاوز من الواحد إلى الخمسة بالمائة في حده ِ الأعلى . وهو القائل : ( وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبُدون ، مآ أُريدُ منهم من رزق ٍ ومآ أريدُ أن يُطعمون ، إنّ اللهَ هو الرزاق ُ ذو القوة ِ المتين )الذاريات 56ـ58 .
* وبالرغم من هذا كله تجد كثيراً من الناس ِلا يفعلون ما طلب الله عز وجل منهم !! .
* فأُذكرهم بأن الله تعالى شديدُ العقاب ... .
أليس اللهُ بالناس ِلروؤفٌ رحيم .... ؟؟ .
أليس اللهُ بروؤفٌ بالعباد .... ؟؟ .
** هذا وإن كان من حق ٍ وصواب فمن الله وحده ، وإن كان من خطأ ٍ أو سهو ٍأو نسيان فمني ومن الشيطان ، وأعوذ بالله ِأن أذكرَكم به ِ وانساه ، وأسأل الله أن يكون حُجة ً لنا يوم نلقاه ، وأسأله ُالتفقه والتعلمَ في الدين ِ،
إنه وليّ ذلك والقادر ُعليه ، وصلى اللهُ على محمد ٍ وعلى آله ِ وصحبه ِ وسلم تسليماً كثيراً .
* ملاحظة : هذا البحث كان محور خطبة جُمعة لي بمدينة إنشون بكوريا ، فأحببت ُ أن أُدونه حتى يتسنى للمسلمين وغيرهم الإطلاع عليه ، ليعرفوا رأفة ورحمة الله بخلقه ِأجمعين ، والله من وراء القصد .

* والحمدُ لله ِ ربّ العالمين *

الخميس : 12 صفر 1431هـ
الموافـق : 28 / 1 / 2010 م الشيخ جميـــل لافــــي
* ولا تنسوني من صالح دعائكم .

مشرف سابق

تسلم اخ جميل على هذه الكلمات والايات الطيبة
لما فيها من معاني مفيدة يستفيد الكل منها

الحمد لله فعلا الله رؤوف بالعباد الحمد لله

بارك االله فيك

اخ جميل

على طرحك القيم

جزيت الف خير على مجهودك الطيب

يعطيك العااافيه

و دمت بحفظ الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً ورأفةً بالعالمين
الأخ أبو أحمـــــد من غزة هاشم
بارك الله فيك ولك وعليك
على القراءة وعلى الرد وزادك الله علماً ونوراً
أخوك في الله جميل لافي

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على قرة الأعين محمد إبن عبد الله
صلى الله عليه وسلم
الأخت أمـــل فلسطــــين
بارك الله فيك ِ وزادك ِ الله رفعة ً ومغفرة ً وعلمـــاً
على القراءة وعلى التعلم في الدين ففي الصحيحين قال (صلى الله عليه وسلم ):
( من يُرد الله ُ به ِ خيرا ً يُفقهُه في الديـــــن )
فالحمد لله ِ الذي جعل علامة خير المؤمن التفقه في الدين !!
أخوك ِ في الله جميل لافي

» ALLAH IS FULL OF PITY HIS BONDMEN والله رؤوفٌ بالعباد
» عيب وعار..والله عار
» أحمد طلب زرارة هلا والله
» إسماعيل هديب هلا والله
» والله هلا بيك هشام نورت المنتدى