محلل اسرائيلي: تهديدات ليبرمان لسورية مشابهة لتهديدات رابين في الـ67

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

محلل اسرائيلي: تهديدات ليبرمان لسورية مشابهة لتهديدات رابين في الـ67 والتي ادت الى اندلاع الحرب والامور في المنطقة قابلة للاشتعال بسرعة
زهير اندراوس:

06/02/2010

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الناصرة ـ 'القدس العربي' ما زالت تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، تثير عاصفة سياسية في الدولة العبرية، خصوصا وانّه لم يتراجع عنها، لا بل انّ موقع صحيفة 'يديعوت احرونوت' على الانترنت نقل عن مقربين من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قولهم انّ رئيس الوزراء ليس غاضبا من ليبرمان بسبب تهديداته لسورية، وانّه لا ينوي عمل ايّ شيء ضدّه، كما طالبت العديد من الشخصيات السياسية.
ولكنّ المحلل والباحث في صحيفة 'هآرتس' العبرية، الوف بن، استذكر الجمعة انّ حرب الايام الستة (عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967) اندلعت بعد ان قام رئيس هيئة الاركان العامة آنذاك، الجنرال اسحق رابين، بتهديد النظام السوري اذا واصل تقديم الدعم لحركة التحرير الفلسطينية (فتح)، مع ذلك، طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي كافة وزراء حكومته بالامتناع عن اطلاق تصريحات تتعلق بسورية في اعقاب تصريحات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان.
وطلب نتنياهو من سكرتير حكومته، تسفي هاؤزير، الاتصال هاتفيا بكافة الوزراء وابلاغهم طلبه. واعلن ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انه التقى بليبرمان وبعث رسالة تهدئة لسورية، واصدر نتنياهو بيانا للاعلام قال فيه انهما اتفقا على ان وجهة اسرائيل للسلام ولمفاوضات سياسية مع سورية من دون شروط مسبقة، لكن بموازاة ذلك ستستمر اسرائيل العمل باصرار وحزم مع كافة التهديدات التي تواجهها.
وقال رئيس طاقم (الاعلام الوطني) بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، نير حيفتس، ان نتنياهو وليبرمان يؤكدان ان سياسة الحكومة واضحة وان وجهتها للسلام.
في سياق ذي صلة، اعلن مدير عام وزارة الخارجية الاسبق، الون ليئيل، انه قرر ارجاع جواز سفره الدبلوماسي للوزارة احتجاجا على سلوك وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الاستفزازي والمهين تجاه تركيا وسورية.
وقال ليئيل الذي شغل منصب سفير اسرائيل في تركيا ويرأس (الحركة لسلام اسرائيلي ـ سوري)، لموقع 'يديعوت احرونوت' الالكتروني انه قرر ارجاع جوازه الدبلوماسي في اعقاب الاحداث التي شهدتها الدبلوماسية الاسرائيلية في الشهر الاخير، بدءا من اهانة نائب الوزير داني ايالون للسفير التركي واخيرا تهديدات ليبرمان لسورية، واوضح ليئيل انّه في الفترة الاخيرة تراكمت عمليات تحقير للدبلوماسية الاسرائيلية من قبل وزير الخارجية ونائبه، وفقد شعوره بالانتماء لهذه المؤسسة وغير قادر على حمل جواز دبلوماسي اسرائيلي في العالم.
واضاف ليئيل انه من المفترض ان يكون هدف سياسة اسرائيل هو الاندماج في المنطقة وليس استفزاز الدول المجاورة.
وفي السياق، دعا رئيس حزب (ميرتس)، المحسوب على ما يُسمى باليسار الصهيوني الاسرائيلي النائب في الكنيست، حاييم اورون، الى تنحية وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان من منصبه. وقال في تصريحات صحافية نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة انّه طالما بقي ليبرمان وزيرا للخارجية، فانّ كلام رئيس الوزراء، حول السلام سيبقى فارغا من اي مضمون. ووصف ليبرمان بانه وزير حرب، حوّل الدبلوماسية الاسرائيلية الى صناعة اثارة الفتن.
واضاف: بدلا من ان يعمل على تسوية ازمات يقوم هو ونائبه بافتعالها. وفي ذات الاتجاه ايضا، جاءت تصريحات عضو الكنيست عن حزب (العمال) المشارك في الائتلاف الحكومي، ايتان كابل حيث دعا فيها نتنياهو الى ان يوقف داعية الحرب ليبرمان عند حدّه.
ووصف ليبرمان بانه يفتقد الى التعقل ولا يدرك مخاطر خوض حرب ضد سورية ولا يعي اهمية السلام معها، واضاف: انّ ليبرمان يتصرف بلا وازع او رادع. وبدوره ايضا، شن حزب (كاديما) المعارض هجوما على ليبرمان وقال في بيان تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية، قال ان حكومة نتنياهو تلعب بالنار، وفي ظل انعدام زعامة سياسية واضحة، اضاف البيان، فانّ كل وزير في الحكومة يتلاعب بصورة غير مسؤولة ويطلق تهديدات باشعال حرب شاملة، وبدلا من تهدئة الخواطر تقوم اسرائيل الرسمية بتأجيج النار، ودعا بيان كديما رئيس الوزراء نتنياهو الى التعالي على مشكلاته السياسية وابداء مسؤولية تجاه مصير الدولة.
من ناحيته قال المحلل والباحث الوف بن في 'هآرتس' انّ ادراج سورية في المكان السابع على لائحة الاماكن المفضلة للسياح الامريكيين وتعيين سفير امريكي في دمشق يدلان على انّ هناك تقاربا كبيرا بين نظام الرئيس بشّار الاسد في سورية والولايات المتحدة الامريكية، لافتا الى انّ الرئيس السوري صرح لصحيفة 'نيوركر' الامريكية بانّه جدد التنسيق الامني مع واشنطن والمملكة المتحدة، مضيفا ان طلب تجديد التعاون الامني ارسل من اوباما عن طريق المبعوث الخاص لمنطقة الشرق الاوسط، جورج ميتشل، وكان الرد الايجابي السوري سريعا، الامر الذي دفع واشنطن الى الاعلان عن تعيين سفير لها في دمشق، بعد سنوات من الانقطاع، وزاد قائلا انّ هذه المؤشرات تؤكد بشكل غير قابل للتاويل بانّ الاسد يخطو نحو توثيق العلاقات مع الادارة الامريكية، دون ان يضطر الى استعمال البوابة الاسرائيلية للوصول الى واشنطن، ودون ان يلتزم بفك التحالف الاستراتيجي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية. لا بل اكثر من ذلك، فقد قال الرئيس الاسد للصحيفة الامريكية انّ التقدم في التنسيق الامني مع واشنطن يرتبط بالتقدم في المسار السياسي.
وزاد انّه في الاشهر الاخيرة تمّ تبادل الرسائل بين تل ابيب ودمشق، سورية لا تريد ان تخاطر بخوض حرب مع اسرائيل، والاخيرة ليست معنية بالتنازل عن هضبة الجولان، على حد تعبيره.
واوضح انّه فجأة وبدون سابق انذار بدأ التلاسن الاسرائيلي ـ السوري والتهديدات المتبادلة، مشددا على انّ التاريخ مقلق للغاية، فبعد تهديد رئيس الاركان اسحق رابين في العام 67 بالاطاحة بالنظام السوري واعلان الحرب عليه بسبب دعمه لفتح، اندلعت حرب الايام الستة، مشيرا الى انّ اقوال ليبرمان الخميس ضدّ سورية تشابه الى حد كبير تصريحات رابين امام السفراء الاجانب في الدولة العبرية، وساق قائلا انّ تهديدات ليبرمان نقضت بشكل سافر ما فرضته المنظومة الامنية الاسرائيلية على المستوى السياسي بانّه لا يُسمح لأي احد ان يقوم باغضاب الرئيس الاسد، مشددا على انّ خطاب الاهانة من قبل ليبرمان يتناقض جوهريا مع السياسة الاسرائيلية، وخلص الى القول انّ ما حدث مع ليبرمان يندرج في اطار الحرب الباردة ضدّ سورية وايران، ولكنّ الامور في الشرق الاوسط تؤكد على انّ الانتقال من مرحلة الاستفزاز الى مرحلة الحرب سريع جدا، على حد تعبيره.

» قصف اسرائيلي لسورية: من المستفيد
» العنصرية الإسرائيلية أبعد من ليبرمان
» سيناريو حرب اسرائيلية-لبنانية ثالثة كما يتصورها محلل اسرائيلي
» محلل اسرائيلي: نتنياهو يعود من واشنطن ذليلا ومعزولا
» محلل اسرائيلي : الرأي العام مرتبك ورئيس الوزراء مرتبك