"حضور الفلسطيني في عين الرسام الاسرائيلي" : لوحات تثبت انه مالك الاراضي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"حضور الفلسطيني في عين الرسام الاسرائيلي" : لوحات تثبت انه مالك الاراضي

تحت عنوان "حضور الفلسطيني في عين الرسام الاسرائيلي" نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية الصادرة السبت مقالاً للكاتب الصحافي روبرت فيسك يقول فيه انه زار متحفاً للوحات الفنية في تل ابيب ليرى كيف صور الفنانون الاسرائيليون الفلسطينيين قبل قيام اسرائيل وبعد قيامها في اعمالهم الفنية. وفي ما يأتي نص المقال:
"يحتفل الفلسطينيون بارضهم التي فقدوها بالشعر والفن، ولنها دائماً مكان اشجار البرتقال والزيتون المفقودة ومنازل القرى الوادعة، ومزيج من محمود درويش ونسخ رسومات ديفيد روبرتس التي تظهر رجالاً عرباً متكئين على آبار قديمة الى جانب خرب كلاسيكية، الامر الذي يثبت ان فلسطين لم تكن، كما تريد لنا الرواية الصهيونية الشعبية ان نصدق، ارضاً بلا شعب.
لذا – عملاً بالمبدأ الذي يقضي بان احاول دائماً استيعاب معرض واحد للوحات الفنية في كل بلدة تطأها قدماي – توجهت على اطراف اصابع قدمي الى متحف تل ابيب للفنون في طريق متفرع عن شارع شاؤول هاميليك هذا الاسبوع لأرى كيف رأى يهود فلسطين ما كان سيصبح وطنهم قبل نزوح العرب في 1947-48.
اقول "على اطراف اصابع قدمي" لانه في الجهة المقابلة لهذا المتحف الرائع المقام من الحجر الرمادي يقف رمز التفوق الاسرائيلي، أي وزارة الدفاع الاسرائيلية، مقر الجيش الذي تقزم اخلاقه، ونبل سلاحه، وانسانيته واحساسه بالشرف تقزيماً دائماً كل الجيوش الاخرى في العالم المكتشف. الخ، الخ، الخ. ومقارنةً بهذا التخيل البشع، يعتبر متحف تل ابيب الفني متنفساً مريحاً وتحقيقاً، وسط الدعاية الصهيونية المتشدقة بارفع فضيلة، في الحلم اليهودي والكابوس اليهودي والذي يقر بوجود عرب فلسطين، وان كان ذلك من دون وعي في بعض الاحيان. انظر الى لوحة "لاجئون" للرسام موريس منكوفيسكي (1906-1909) التي تظهر رجلين ملتحيين وصبياً وهم يحملون اكياس امتعة ويقودون بحرص نساءهم ويبدون نحيفي الوجوه ووراءهم رهط من الناس والعربات يشقون طريهم وسط سحب الغبار. انهم يهود، طبعاً. ولكنهم يمكن ان يكونوا عرب فلسطين بعد 40 عاماً من ذلك، وهم يفرون من الهاغاناه في لحظة نكبتهم، أي نكبة 750000 انسان توجهوا نحو ما تبقى من شرق فلسطين الى مخيمات لبنان والى سوريا والاردن.
والقرائن التاريخية خطيرة. فعرب فلسطين لم يمروا عبر مذابح اوروبا الشرقية او المحرقة النازية، وان كانت مأساتهم لا تقل عنها في واقع الامر. وتتحرك اشباحهم – دون استئذان بلا ريب، وان كان التاريخ لا ينصف دوما المنتصرين – على الدوام في اروقة المتحف، وافضل مجموعة فيه هي من دون شك تلك التي رسمها ديفيد إزرائيلي. وكان هذا المحسن والمصمم الكندي-الاسرائيلي نفسه لاجئا في العام 1939، وقد فر من منزله في ماكو مازوفسكي التي تقع شمال وارسو عبر اوكرانيا واوزبكستان وبغداد الى فلسطين، وقد انضم في طريقه الى جيش الجنرال اندروز البولندي (ولم يلبث ان هجره). وقد وصل في الوقت المناسب ليقاتل ضمن ما يسمى "حرب الاستقلال الاسرائيلية"، وهي التي خلفت كارثة اللاجئين الفلسطينيين الذين تخلى بهدوء الان عنهم المعتدل الجديد باراك اوباما والذين طحنتهم المذلة الاوروبية.
واشتمل تعريف زيفا كورت للمجموعة على لمحة تقشعر لها الابدان حين قالت ان رسومات موشيه كاستل، وسيوناه تاغر، ومارسيل يانكو، ولودفيغ بلوم تظهر أن "العرب هم سكان البلاد ولهم جذور عميقة في الارض.. اما رساموا العشرينات الذين يرون أن العرب يمثلون اسلوب حياة محلية فيظهرونهم كمشاهد تصويرية في بيئة يمكن ايضا تعريفها عادة كارض محلية مع شخصيات شرقية".
وهذا بالطبع جزء من المشكلة. ذلك ان عرب فلسطين الانتداب كانوا من دون ريب "محليين"، ولا يعتبرون انفسهم "مشاهد تصويرية" ولا "شخصيات شرقية". ولقد كانوا في كثير من الحالات مالكي الاراضي التي يصورها بلوم ويانكو ورفاقهما لكنهم ليسوا "شرقيين" او "اجانب" مثل الهود المهاجرين الذين وصلوا بلغتهم الغريبة وشال الصلاة، او الحاخامات الذين يلعبون الشطرنج كما في الرسم البديع لهنريك غوتليب الذي يعود للعام 1935 ورجال الدين بلحاهم البيضاء الذين يشبهون الى حد كبير الائمة المسلمين المنشغلين بامورهم.
وهؤلاء العرب يظهرون في الفن اليهودي الاسرائيلي. ففي رسم كاستيل الذي يعود الى الثلاثينات "شخصيات على مقهى الشاطئ"، تجلس مجموعة من العرب حول طاولة على مقربة من البحر تحت مظلة كبيرة وضوء الشمس ينعكس على كوفيه رجل بيضاء، وصبيان يرتديان الطربوش يقدمون المرطبات. وعلى امتداد الافق الى اليسار، سفينة بخارية تبتعد عهم وينبعث من المدخنة دخان اسود تتجه نحو الساحل. فهل كانت في طريقها الى موانيء الانتداب الكبيرة؟ الى يافا العربية؟ او حيفا؟ تنقل يهودا، وربما حصل المسيطرون الاستعماريون في فلسطين عل حصتهم الطموحة في الهجرة. قبل حوالي 30 عاما شاهدت فلسطينيو ياسر عرفات والبواخر تبحر بهم من ميناء طرابلس اللبناني الى المنفى في تونس، وبعد فترة طويلة من الزمن عودتهم الفوضوية الى فلسطين المجزئة. ولا ريب ان قصة اليهود والعرب في فلسطين تبدو موكبا من سفن تزور وتغادر الشرق الاوسط، وركابهما تطفر الدموع من عيونهم فرحا او ترحا.
وشاهدت حقائب اللاجئين الفلسطينيين لا تزال فوق بعضها في اكواخهم بلبنان. وهذه الحقائب تظهر في رسومات مئير بشادزه والرسم الذين يمثله شخصيا في العام 1997 يمثل كهلا خط الزمن رسوما على وجهه وبسترة عتيقة وطاقية، يحمل ثلاثة مجلدات واثنتين من هذه الحقائب المعروفة، يسير على غير هدي بعيدا عن تلال سوداء وسماء داكنة. وشاهدت الكثير من مثل هذه الحقائب في مخيمات اوشفيتز النازية، ما يوحي بان اصحابها كانوا يعتقدون ان رحلتهم ستنتهي باستمرار حياتهم لا بمقتلهم.
غير ان الكثير من الرسومات في مجموعة ازرائيلي تظهر قيام اسرائيل ولا يظهر في اراضيها الا القليل من العرب. وبدلا من اليهودي مفتول العضلات يعمل في مواقع الانشاءات ومد الطرق ويصعد على السقالات او الحجارة – ورسم الاوائل لكاستل في العام 1930 يكاد يقتفي الاسلوب السوفياتي، على عكس رسوم جاك ييتس المخيفة التي تصور رجالا مسلحين ينتمون الى الجش الجمهوري الايرلندي القديم.
ومع مرور الزمن، لم تعد القرى العربية تأوي العرب. وهناك ارض كبيرة في القدس في العام 1960- رسمها بلوم – وقد تبين لي فجأة ان المسجد الاقصى لا يبدو فيها. اذ كان لا بد ان يبدو في الافق الى اليسار من فندق الملك داود، والى اليمين فوق بوابة يافا. لكنه ليس هناك. لقد اختفى. لماذا؟ هل ان الحياة يصورها الفن كما هي؟ ام ان الفن يمثل ما يرغب الاسرائيليون في وصفه بانه "حقائق الارض"؟ او انه احلام؟
خرجت من المتحف هذا الاسبوع ونظرت الى الحياة الساكنة امامي، قلعة وزارة الدفاع الاسرائيلية. من هناك صدرت الاوامر لعملية الليطاني، ولعملية السلام في الجليل وعملية عناقيد الغضب، وبالقدر نفسه من الشهرة السيئة عملية الرصاص المسكوب العام الماضي. ولكن من الذي يجرؤ على رسم النتائج؟

تحياتي ... أمل

لعين الفنان دائما

تلك النظرة المقدسة للتراث ...

و لكن .. حينما يبحث الفنان الإسرائيلي

عن نظرة تراثيه لأرض يقطنها ...

لن يجد فهو حديث العهد بها

فلا يجد أمامه إلا أن يعيد الحق لأصحابه

من خلال فرشاته .. التى قد تفعل أحيانا عكس ما يريد قلبه ...

تحياتي من جديد أمل

دمت بتألق

» لوحات من الفن التشكيلي الفلسطيني
» مالك الدوايمة اهلا" بك
» التراث الفلسطيني والجيل الجديد: "إحياء للتاريخ وإنعاش للذاكرة"
» مجزرة الدوايمة في لوحات الفنان التشكيلي الفلسطيني عبد الحي مسلم زرارة
» لوحات وصور قديمة لفلسطين للمدن والزي الفلسطيني في القرنين الثامن والتاسع عشر