السماحة والحُلم والعفو من أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم)

بسم الله الرحمن الرحيم

السماحة والحُلم والعفو من أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم)

بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالساً بين أصحابه ذات يوم ،
وإذا برجل من أحبار اليهود يُدعى زيد ابن سعنة ،
فدخل على رسول الله عليه الصلاة والسلام
واخترق الصفوف حتى وصل الى النبي وجذبه من مجامع ثوبه وشدهُ شداً عنيفاً ،
وقال لهُ بغلظة : أد ِ ما عليك من الديّن يا محمد ، إنكم يا بني هاشم قومٌ تماطلون في أداء الديّن .
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد إستدان منه مبلغاً من المال ، ولم يحل موعد السداد ،
فقام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يرفعُ سيفه وقال : إئذن لي يا رسول الله بضرب ِ عنقه ؟
فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) لعمر بن الخطاب(رضي الله عنه) ما لهذا دعوناك ،
لقد كنتُ أنا وهو في حاجة ٍ منك الى غير هذا ،
مُرهُ بحُسن الطلب ، ومرني بحُسن الأداء .
فقال اليهودي : والذي بعثك بالحق ما جئتُ لاطلب منك الدين ، فإن الدين لم يستحق الدفع ،
وإنما جئتُ أختبرُ أخلاقك ، لقد قرأتُ جميعَ أوصافك في التوراة ،
فوجدتها جميعها مُتحققة ً فيكَ إلا صفةً واحدة لم أُجربها معك ، وهي أنك
حليمٌ عند الغضب ، وأن الجهالة عليك لا تزيدك إلا حُلماً ،
وقد تأكدتُ اليوم منها .
فأشهدُ أن لا إله إلا الله وأنكَ رسول الله ،
وأما الدين الذي لي عندكَ فهو صدقة على فقراء المُسلمين .
فصدق الله عز وجل حيثُ قال في كتابه ِ العزيز :
(... إنما يخشى الله َ من عباده ِالعُلماء ...) فاطر 28 .
فالعلماء من المُسلمين هُم أكثرُ الناس ِ خشيةً لله جل عُلاه ،
ومن غير المُسلمين هُم أقربُ إلى الهداية من غيرهم إذا ما عُرضَ الإسلام ُ عليهم ،
وهناك الكثير من الأمثلة في الواقع .
فما أحوجنا اليوم إلى هذا الحُلم والعفو والسماحة في دعوتنا إلى الله تعالى ،
فصدق الله عز وجل حيثُ قال في كتابه ِ العزيز :
(فبما رحمة ٍ من االله ِ لنتَ لهم ،
ولو كُنتَ فظاً غليظَ القلب ِ لانفضوا من حولك ،
فاعفُ عنهُم واستغفر لهُم وشاورهُم في الأمر،
فإذا عزمتَ فتوكل على الله ، إنّ اللهَ يُحبُ المُتوكلين) آل عمران 159 .
~~~~~~~~
اللهم إجعل ما قلناهُ وما كتبناهُ حُجةً لنا لا علينا يوم نلقاك
* وأستغفر الله *

الأثنين / 15 ـ 2 ـ 2010 م جميل لافي / أبو مهند

اللهم صل وسلم وبارك على النبي الأمي وعلى آله وصحبه.

بارك الله فيك وفي طرحك

جزاك الله كل خير

وجعلهـ في موازينـ حسنآتكـ

الشيخ جميل لافي كتب:: بسم الله الرحمن الرحيم

السماحة والحُلم والعفو من أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم)

بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالساً بين أصحابه ذات يوم ،
وإذا برجل من أحبار اليهود يُدعى زيد ابن سعنة ،
فدخل على رسول الله عليه الصلاة والسلام
واخترق الصفوف حتى وصل الى النبي وجذبه من مجامع ثوبه وشدهُ شداً عنيفاً ،
وقال لهُ بغلظة : أد ِ ما عليك من الديّن يا محمد ، إنكم يا بني هاشم قومٌ تماطلون في أداء الديّن .
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد إستدان منه مبلغاً من المال ، ولم يحل موعد السداد ،
فقام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يرفعُ سيفه وقال : إئذن لي يا رسول الله بضرب ِ عنقه ؟
فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) لعمر بن الخطاب(رضي الله عنه) ما لهذا دعوناك ،
لقد كنتُ أنا وهو في حاجة ٍ منك الى غير هذا ،
مُرهُ بحُسن الطلب ، ومرني بحُسن الأداء .
فقال اليهودي : والذي بعثك بالحق ما جئتُ لاطلب منك الدين ، فإن الدين لم يستحق الدفع ،
وإنما جئتُ أختبرُ أخلاقك ، لقد قرأتُ جميعَ أوصافك في التوراة ،
فوجدتها جميعها مُتحققة ً فيكَ إلا صفةً واحدة لم أُجربها معك ، وهي أنك
حليمٌ عند الغضب ، وأن الجهالة عليك لا تزيدك إلا حُلماً ،
وقد تأكدتُ اليوم منها .
فأشهدُ أن لا إله إلا الله وأنكَ رسول الله ،
وأما الدين الذي لي عندكَ فهو صدقة على فقراء المُسلمين .
فصدق الله عز وجل حيثُ قال في كتابه ِ العزيز :
(... إنما يخشى الله َ من عباده ِالعُلماء ...) فاطر 28 .
فالعلماء من المُسلمين هُم أكثرُ الناس ِ خشيةً لله جل عُلاه ،
ومن غير المُسلمين هُم أقربُ إلى الهداية من غيرهم إذا ما عُرضَ الإسلام ُ عليهم ،
وهناك الكثير من الأمثلة في الواقع .
فما أحوجنا اليوم إلى هذا الحُلم والعفو والسماحة في دعوتنا إلى الله تعالى ،
فصدق الله عز وجل حيثُ قال في كتابه ِ العزيز :
(فبما رحمة ٍ من االله ِ لنتَ لهم ،
ولو كُنتَ فظاً غليظَ القلب ِ لانفضوا من حولك ،
فاعفُ عنهُم واستغفر لهُم وشاورهُم في الأمر،
فإذا عزمتَ فتوكل على الله ، إنّ اللهَ يُحبُ المُتوكلين) آل عمران 159 .
~~~~~~~~
اللهم إجعل ما قلناهُ وما كتبناهُ حُجةً لنا لا علينا يوم نلقاك
* وأستغفر الله *

الأثنين / 15 ـ 2 ـ 2010 م جميل لافي / أبو مهند

بارك الله فيك وأليك على جميل طرحك وإختيارك لنا هذا الموضوع
نسأل الله تعالى ان يجعله في ميزان حسناتك
نسأل الله تعالى ان يجعلك من عباده الصالحين
ونسأل الله ان يغفر لك ويجعلك من السعداء

» من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
» صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يرددها الإمام الشافعي
» معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأزواجه .
» من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية
» لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واعتزل الناس 3 أيام ادخل ولن تندم