الذكرى الثانية والثلاثون لاستشهاد الفدائية دلال المغربي

في الذكرى الثانية والثلاثون على استشهاد زهرة العاصفة الفدائية دلال المغربي...

الوصية في القلب والعين على فلسطين...

في الحادي عشر من شهر آذار للعام ثمانية وسبعون...كانت قوارب الفدائيين تشق موج البحر وعيون دلال تشق عتمة

الليل...وبندقيتها تبشر بفجر فلسطين جديد...في ذلك اليوم كانت فلسطين على موعد مع ثلاثة عشر كوكبا...قدموا من

لبنان وحملوا في قلوبهم وصايا الشهداء ومع بنادقهم صرخة المقاومة التي تؤكد حقهم في وطنهم الذي يسكنهم ويتعدد في

داخلهم...والفدائية دلال المغربي ابنة الثمانية عشر ربيعا لم يثنها صف الدراسة عن الالتحاق في صف الثورة والانضمام

إلى حركة فتح وتلقي الدورات العسكرية وهي المشهود لها بشجاعتها وجرأتها ومبادرتها لتقدم الصفوف وحماستها لنكون

دائما أول المبادرين والمتقدمين...وقد تعلمت من ميادين التدريب فن القتال وروح الجماعة والقيادة...فأصبحت مقاتلة

على درجة كبيرة من الوعي والتأهيل...فتسابقت للاشتراك في تنفيذ عملية الشهيد كمال عدوان على ساحل يافا لاستهداف

مبنى الكنيست الإسرائيلي...كانت دلال تنتظر شرف تنفيذ هذه العملية وقيادة المجموعة الفدائية المسلحة المكونة من ثلاثة

عشر مقاتلا...وكانت تترقب لحظة الشهادة المجيدة على تراب فلسطين...فتمكنت دلال ومجموعتها من الوصول إلى

الساحل الفلسطيني بعد يومين من الصراع مع البحر الذي التهمت أمواجه اثنين من المقاتلين الذين كانت أخر أمنياتهم

الصلاة في رحاب المسجد الأقصى.

وصل الفدائيين...وتنهدوا ظافرين...لم تمنعهم أمواج البحر التي كانت تتشكل كالجبال المتحركة من الوصول...فيهم

إصرار المؤمنين وعظمة الثائرين الذين تلمذوا في مدارس حركة فتح التي تزرع النصر والتمكين في الأفئدة والقلوب قبل

خوض المعارك...والشروع في القتال ذلك إن المهزومين لا ينتصرون أبدا...وعملية الساحل الفلسطيني كانت نموذجا

حيا للواثقين والمنتصرين الذي تحدوا الموت وقهروا المسافات وأشهروا نزالهم...والحقيقة إن مهمتهم كانت من أصعب

المهمات الفدائية لما في الطريق من مخاطر وتحديات كبيرة...لكن الإرادة التي يحركها نقاء الفكرة وصلابة

الموقف...والجاهزية العالية والاستعداد الكامل للتضحية هي إرادة لا يمكن لها إن تكسر...وهي ماضية إلى الإمام لا

تعرف التراجع...أو طعم الهزائم فقد كانت هذه العملية مسارا جديدا في المقاومة الفلسطينية ورافعة قوية لحركة النضال

الفلسطيني...

ويمضي المقاتلون وعلى رأسهم دلال فيتمكنوا من السيطرة على حافلتين إسرائيليتين على الطريق المؤدي إلى تل الربيع

ويحتجزون تسعون رهينة...والعملية تسير كما خطط لها للدخول إلى تل الربيع ومبادلة الرهائن بأسرى فلسطينيين...

وترفع الفدائية دلال عاشقة فلسطين وفراشة الساحل الفولاذية علم فلسطين على طول الطريق في الحافلة التي كانت

المجموعة التي تسيطر عليها بعد جمع الرهائن في حافلة واحدة لتسهيل تنفيذ العملية...

وقعت المواجهة...واندلعت نار المعركة...مع الإسرائيليين الذين كانوا قد تفاجئوا بالمقاتلين وبجرأتهم وقدرتهم على

اختراق امن الاحتلال...فقد خضعت هذه العملية إلى تخطيط على اعلي مستوى عسكري في حركة فتح بقيادة الأخ القائد

الشهيد أبو جهاد...وبالتزام العسكريين كانت تتحرك مجموعة دلال فرفضت المجموعة الاستسلام لايهود باراك...القائد

في الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اغتال الشهداء الثلاثة في عملية فردان في بيروت عام 1973 ودارت الاشتباكات

التي أوقعت أكثر من 150 قتيلا إسرائيليا وعشرات الجرحى الإسرائيليين... واستشهد إفراد المجموعة الفدائية باستثناء

بطلين أصيبا في العملية وتحرروا من الأسر في عملية لتبادل الأسرى مع الإسرائيليين وقد صمد سلاح الكلاشنكوف

التقليدي إمام قذائف ومدرعات المحتلين...وانتصرت دماء المقاتلين الشجعان على رصاص الجيش الإسرائيلي الذي سخر

قوته النظامية للقضاء على هذه المجموعة التي سجلت انتصارا باهرا في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي...

استشهدت دلال وتحقق حلمها في توسم شرف الشهادة على ارض فلسطين...بعد إصابة بالغة في رأسها...والكلمة

الأخيرة التي ظلت ترددها...قاتلوهم حتى تحرير فلسطين...هي وصية دلال المقدسة.

إن فلسطين التي تستحق هذه الدماء الزكية وهذه التضحيات البطولية ليستحق شهدائها وحماتها وحراسها وإبطالها

وفرسانها وشجعانها كل التقدير والتكريم والوفاء وحفظ وصاياهم والنهوض بها دستور عمل ونهج حياة...

وأننا إذ نقف اليوم لإحياء ذكرى الشهيدة البطلة دلال التي أوصت الفلسطينيين بدم قلبها ورصاص بندقيتها إن يكملوا

المسيرة مستمرين في تحرير فلسطين بالدماء والأرواح متواصلين في العطاء...والتضحية والفداء حتى النصر أو

الشهادة... إننا اليوم نؤكد وفاءنا الكامل لكل القيم الثورية والنضالية التي جسدتها الشهيدة دلال المغربي وشهداء إبطال

مجموعتها الفدائية...وما زال شعبنا يفخر بهذه البطولة التي يحفظها ويتباهي بها كعلامة فارقة في المقاومة

الفلسطينية...وان كان شعبنا يفتقد اليوم دلال فهو أبدا لن يفقدها...فروحها باقية ودمها هو بوصلة المسيرة...وفي ذكراها

الخالدة يحتفل شعبنا بالنصر التي حققته مجموعة دلال ويقيم لها صرحا وميدانا في رام الله يحمل اسمها ويخلد بطولتها في

الذكرى الثانية والثلاثون على استشهادها ستبقى دلال شامخة فوق ربى فلسطين وفي قلوب وعقول الفلسطينيين وستبقى

مدرسة نضالية ينهل من فكرها وإخلاصها كل المحبين لفلسطين...

وعهدنا لك إن نستمر حتى تحرير فلسطين...

ولتكن ذكراك خالدة...

وصية الشهيدة دلال :

وصيتي لكم جميعا ايها الاخوة حملت البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو

الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني تحميه بنادق الثوار

المشرهة الى كل الفصائل اقول الى اخواني الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه

الذكرى الثانية والثلاثون لاستشهاد الفدائية دلال المغربي Attachment

دلال المغربي :: حلم الحرية وعشق الحياة

وامتلكت عقول الشعراء ..

من هي دلال المغربي ..

ملكة جمال فلسطين والعالم سنة 1978

كتب الشاعر والأديب العربي نزار قباني مقالاَ بعد العملية قال فيه: إن دلال أقامت الجمهورية الفلسطينية ورفعت العلم

الفلسطيني، ليس المهم كم عمر هذه الجمهورية، المهم أن العلم الفلسطيني ارتفع في عمق الأرض المحتلة، على طريق
طوله (95)كم في الخط الرئيسي في فلسطين.

المجد والخلود لشهدائنا

ولنتذكر جميعا في هذه اللحظات الصعبة على شعبنا الفلسطيني هذه الشهيدة العملاقة

عاشت ذكرى دلال .

» عروس الوطن ... دلال المغربي
» عروس فلسطين دلال المغربي
» إسرائيل تطلب والسلطة تلغي تكريم دلال المغربي
» في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة عبد الرحيم محمود
» في الذكرى الـثالثة والعشرين لاستشهاد ناجي العلي