تشقق أعمدة المرواني مقدمة لانهيار الأقصى يا قمة العرب

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

بقلم علاء الريماوي- الخبير في شؤون القدس والاستيطان

لم يعد حديثنا عن الأقصى والخطر الذي يحيط به من كل جانب ذا أهمية، فقد أصبح المسجد يعيش حالة الانهيار الفعلي في أركانه، الكشف اليوم عن تشققات كبيرة في أعمدة المصلى المرواني الواقع بجانب المسجد الأقصى يدلل على أن مسار الحفريات صار تحت المسجد الأقصى مباشرة، مما يعني أننا سنرى قريبا تشققات كبيرة في جدران المسجد الأقصى الذي لا يحتمل بناؤه القديم أي عملية حفر تمس القواعد الأساسية التي يرتكز عليها، هذا ليس تحليلا نصل إليه، بل حقائق نسجلها من خلال ما شاهدناه الأسبوع الماضي من تشققات كبيرة في الجدار الشمالي للمسجد الأقصى، والناتجة عن الوتيرة العالية للحفريات في منطقة باب "حطة"، والحفريات متواصلة في عددٍ من النقاط أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، خاصة أسفل المدرسة العمرية التي لا تبعد سوى أمتار من باب "حطة"؛ يُضاف إلى ذلك التوجه الإسرائيلي لعمل كبير وخطير في منطقة باب "الأسباط" وباب الملك فيصل "الباب العتم" في منطقة الجدار الشمالي للمسجد، وهو فتح باب ومخرج إضافي للنفق اليبوسي في منطقة المدرسة الصلاحية من الجهة الشمالية لطريق المجاهدين بالقرب من باب الأسباط، إضافة إلى المخرج المجاور للمدرسة العمرية، هذا العمل الخطير مضافا إليه 11 حفرية في المنطقة الجنوبية من المسجد الأقصى و13 موقعاً حفريا في المنطقة الغربية، وعشرات الحفريات التي لم نستطع توثيقها، والتي تداهم وبعنف أساسات المسجد الأقصى لتشكل مساحة فارغة تحت البناء مباشرة من أجل تشييد معبد صهيوني كبير تحت المسجد الأقصى، هذا جنون جعلنا نشاهد تهاوي أشجار معمرة داخل باحات المسجد الأقصى، وكذلك تشققات كبيرة في منازل المواطنين في البلدة القديمة، وانهيارات في الشوارع المؤدية للمسجد، مما يجعلنا قريبين إلى حقيقة مفادها أننا مقبلون على جملة انهيارات كبيرة في الأعوام القادمة الثلاث.

المشكلة الأكبر جهل الحقيقة

إن ما نقوم به وما تقوم به المؤسسات التي تعنى بموضوع القدس تظل عاجزة عن الوصول إلى الصورة الكاملة الحاصلة تحت المسجد الأقصى، إذ ما يقام به من جهد لا يتعدى متابعة الصورة من الخارج و نتائجها، مما يجعل العمل المخفي والأضرار الناتجة كبيرة، وأي انهيار كبير سنراه حاصلا من غير إنذار مسبق، لذا فإننا بعجالة نرفع إلى الأمة صيحة من الأعماق لإنقاذ القدس ومسجدها من خطر هدم أصبح قريبا، وهذا ما يجعلنا مجبرين لتوصيف الجهد الذي يبذل لحماية الأقصى بأنه لا يتجاوز توثيق الصور، وترميم بعض الأحياء، والقيام ببعض الأنشطة الثقافية، والملاحقة القانونية الضعيفة لبعض المصادرات، وأن هذا الجهد في جله يتحمله الشيخ رائد صلاح وإخوانه وبعض الشخصيات المقدسية الوطنية، وما عدا ذلك يظل حديث شاشات وزعيقا من غير أثر.

يمكن صناعة الكثير لو توفرت النوايا

ونحن اليوم على مقربة من قمة عربية ستعقد في ليبيا وجب عليها اليوم أن تحمل شعار (لن ينهار المسجد يا عرب) وهذا يتطلب الكثير من العمل الذي لا بد أن يحوي على القواعد التالية.
1. الإعلان عن القدس عاصمة منكوبة جراء الإجرام الإسرائيلي على البشر والحجر.
2. ربط أي علاقة سياسية مع الكيان الغاصب للدول ذات العلاقة بالحاصل من إجرام إسرائيلي في القدس.
3. الضغط لتشكيل لجنة دولية لتسجيل وتوثيق ما يجري في القدس فوق الأرض وتحت الأرض.
4. تحمل الأردن والسلطة الفلسطينية مسؤولياتهما في القدس من خلال البعد العملي الحقيقي.
5. تبني مشاريع حقيقية في القدس للحفاظ على عروبتها وهويتها الوطنية.
6. ربط العملية السياسية ومبادرة السلام العربية بوقف فوري للسرقة الإسرائيلية للقدس.
7. الإعلان عن جهد جماهيري شامل في الوطن العربي وداخل فلسطين، يبدأ بالمصالحة وينتهي بانتفاضة سلمية عارمة.

نوايا يجب أن تتوفر، وواجب لا مفر منه، وأمانة وجب حملها؛ لأن القدس على مشارف الانهيار، والذي نخشاه صمت أسوأ من مؤامرة على الأقصى، هذا بلا ريب سيغري "إسرائيل" بالإقدام، وقريبا على خطوة لم تستطع فعلها منذ زمن، وهي السيطرة على المسجد المرواني وجزء من الساحة العلوية من الأقصى لوضع الأساس للهيكل المزعوم، وعندها هل سيكون ذلك خطرا تتحرك الأمة لأجله؟ لست أدري.

تشقق أعمدة المرواني مقدمة لانهيار الأقصى يا قمة العرب Top_Page

» التشققات في أعمدة الأقصى: لمـن يهمـه الأمــــر !!!!!
» المصلى المرواني
» مؤسسة "الأقصى" تندد بنشر صور فاضحة لنساء على خلفية المسجد الأقصى
» مقدمة حول التطور العمراني في المملكة العربية السعودية.
» مقدمة العضو الجديد احمد علالطة الجزائر