يعيش في ال
مخيم أكثر من خمسة آلاف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا من بلدات وقرى في أرض 1948 وهي بيت نبالا وعنابة والعباسية والسافرية وهي بلدات وقرى قضاء مدينة الرملة الفلسطينية التي سقطت في أيدي العصابات الصهيونية أواسط 1948. كما ان هناك المئات من اهالي اللد يعيشون في ال
مخيم .
وقد سمي ال
مخيم باسمه الحالي
الجلزون في منطقة وسطى بين رام الله وبيرزيت كونه يقع في منطقة منخفضة،أي في وادٍ كان يسمى فيما سبق بـ "الوادي الأخضر" لكثرة الشجر فيه. وقد انقرض الأخضر طبعاً نتيجة زحف ألواح الزينكو والباطون. انحسر الأخضر لصالح الرمادي. وهكذا هي عيشة أهالي ال
مخيم المغرقة في الرمادي.
يجاور ال
مخيم قرية فلسطينية وادعة هي "جفنا" التي ما زالت تمثل رئة ثقافية ونفسية وحضارية لأهالي ال
مخيم العتيد. إلى جفنا يهرب الشبان من غبار طرقات ال
مخيم وضيق الغرف ، إلى حيث الماء والمشمش والنبيذ (جفنا قرية مسيحية فلسطينية).
أطفال ال
مخيم لا يستطيعون مقاومة مشمش جفنا فيضطرون أحياناً لسرقة وجباتهم أثناء تجوالهم العبثي.
وفي ال
مخيم الجلزوني، المنخفض، يقطن مثقفون ومتعلمون عديدون. ومن الذين ترعرعوا في أزقته وبيوته الرثة الكاتب والشاعر الفلسطيني الراحل محمد القيسي والمخرج الفلسطيني المبدع صبحي الزبيدي والمحلل والقاص محمد خروب (يعيش حالياً في الأردن) والقاص المشاغب زياد خداش الذي لم يبخل علينا بعيونه في هذه الإطلالة على شغب ال
مخيم وروحه. وكذلك الممثل حسين نخله الذي يعمل حالياً موظفاً في تلفزيون الاستقلال لصخر حبش.
يشق ال
مخيم من وسطه شارع معبّد تتفرع منه أزقة كثيرة ودروب عديدة تفضي دائماً إلى العتمة و/أو الخلاء و/أو المقبرة .
المقبرة المجاورة امتلأت بالشهداء وموتى هاجروا بحثاً عن الأمن والهدوء .
وفي قبلة ال
مخيم يقع حرش (أبو فكتور) وهو مجاور لقرية (صردا). حرش أبو فكتور أصلع الآن . لا أشجار فيه. "اضطر أهالي ال
مخيم أثناء حصارات الاحتلال الإسرائيلي الكثيرة أن يتسللوا إلى الحرش ويتخذوا من الأشجار حطباً يدفئون به أجسادهم في ليالي الشتاء الباردة والموحشة" ـ يقول زياد خداش.
ولا يبعد الحرش المذكور عن بيت الكاتب الفلسطيني زياد خداش سوى بضعة أمتار ويقول إن معظم قصصه ونصوصه استوحاها من تأملاته ومشياته في ظلمات وظلال الحرش .
"بيوت ال
مخيم فقدت طابع اللاجئين وصفاتهم، صارت بيوتاً حجرية فاخرة . وقلما نجد بيوت زينكو في
مخيم الجلزون وذلك بسبب الطفرة الإقتصادية التي حدثت في السبعينات بعد عمليات الدمج والالحاق بالاقتصاد الاسرائيلي" يقول الكاتب خداش.
المحزن في ال
مخيم أن لا شجر هناك، فقد شلح ال
مخيم اخضراره أو فقده بعد أن دخلت الحجارة والصفيح وشقت الطرق والأزقة فيه.
عاش في ال
مخيم أناس على الهامش . بشر غريبو الأطوار ذو ملامح أسطورية. أبرزهم أبو جوهر:" ذلك الرجل الخمسيني الأسود، طيب القلب المثقل بالنبيذ والقلق. لا تعرف حين يحدثك أبو جوهر ما هو الواقعي وما هو الاسطوري. كان يخلط الوهمي بالحقيقي. ومات بعد وجبة نبيذ عام 1985. ولكنك حين كنت تسمعه لا تمل، فهو يحوّل الوهمي إلى حقيقي في حديثه".
ويتابع خدّاش:" لا أنسى إحدى حكايات أبي جوهر التي رواها لي بنفسه . قال ذات نبيذ ثقيل: في الستينات شاركت في مسابقة عدو في لبنان ممثلاً ال
مخيمات الفلسطينية في فلسطين – ويضحك أبو جوهر وهو يروي الحكاية- لقد أخذت الجائزة الأولى يا اخوان ، أتعرفون كيف ولماذا.. لأنني استقللت سيارة أجرة خفية تواطؤاً وتعاوناً مع سائق فلسطيني من
مخيم عين الحلوة وأكملت الشوط مدعياً التعب والعرق واللهاث ، وحملت كأس الفوز وعدت إلى فلسطين منتصراً . ويضحك أبو جوهر ويضحك ويضحك" .
شخصية أخرى أقل هامشية وأكثر مأساوية عاشت في ظلال ال
مخيم . إنه رأفت العسكري. ولعل العسكري هو لقبه . وكان حينئذ في الأربعين من عمره حين طعن والده بسكين وصار يعيش منتهكاً طبيعة ال
مخيم المحافظة . كان رجلاً ضخم الجثة يحب النساء والخمر وانجاب الأطفال. ولا يمتهن مهنة يعيش منها سوى الجلوس على المقاهي والضحك. ولما طعن أباه بسكين نتيجة خلاف بسيط ولم يقتله هاجر إلى السويد بحثاً عن حياة أخرى. هناك هو الآن.. يبيع الزهور في لجوء سياسي آخر وينجب الأطفال على كيفه من زوجات مختلفات في أماكن متفرقة.
أشهر ما في
مخيم الجلزون عين الماء الذي امّحى. فعين الماء الذي كان يتوسط ال
مخيم في الخمسينات جرفته الجرافات ولم يبق منه أثر. فقد جرفته جرافات مهّدت الطريق لحضور الحديد والباطون والطين وأنفاس اللاجئين الجائعة. اللاجئون الأوائل اغتسلوا من هذا العين وشربوا . ولكن أحفادهم يتذكرون ويسمعون القصص التي رويت عنه.
في ال
مخيم أيضاً نادٍ رياضي شهير هو"نادي
الجلزون الاجتماعي الرياضي الثقافي" وقد اشتهر هذا الفريق بحصوله على كؤوس كثيرة على مدار سنوات عجاف .
على تلال أرض "بيتين" القريبة من
مخيم الجلزون تربض كارثة "مستوطنة" اسمها مستعمرة "بيت إيل". يعيش فيها علمانيون ومثقفون ورجال أعمال وكتاب وقتلة ومجرمو حرب وجنود احتلال يحرسونهم. وهناك تقطن الكاتبة اليمينية (أمونة آلون) التي كتبت ذات مرة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية مخاطبة الإسرائيليين "سأبقى هنا ولو تحت سيادة فلسطينية"! . حينئذ استفز الكاتب الفلسطيني خدّاش ما ذكرته في مقالها عن زهورها التي غرستها وأشجارها التي أينعت في المستوطنة. وتساءلت أمونة في مقالها المذكور أن كيف ستغادر الضفة الغربية وقد زرعت نباتات وورود وأشجار .
رد خدّاش على (أمونة آلون) في مقالة نشرتها الأيام يوم 17/5/2004 وتم إعادة استنساخها في مواقع ألكترونية كثيرة بعنوان"إلى الكاتبة اليمينية آلون" مستهجناً على أمونة الصهيونية كلمتي "غرس " و "شجر" وانتظر خداش أشهراً حتى ترد أمونه على مقالته. ولكن لا جواب قدم من أمونة . زياد قارب على الأربعين ولم يتزوج ولا يبخل على نفسه بمماحكات لغوية وكتابية بين الحين والآخر.
لم تسجل أية حادثة اشتباك مباشر مع المستوطنين في "بيت إيل" وأهالي
مخيم الجلزون. ولكن الأوضاع
مخيم الجلزونمن ويكيبيديا، الموسوعة الحرةمخيم الجلزون للاجئين الفلسطينين ( Jalazone camp ): انشئ المخيم في العام 1949 لللاجئين الفلسطينين الذين تشردو في العام 1948 من العديد من القرى ، اشهرها بيت نبالا ودير طريف والعباسية وعنابة وكفر عانا واللد واكثر من 20 قرية أخرى.
التسميةسمي المخيم هذا الاسم نسبة إلي عين الجلزون الكبيرة المشهورة والتي لا زالت آثارها حية وموجودة لغاية الآن . وآما المصدر الثاني نسبة إلى واد الحلزون الكبير ثم حرفت فيما بعد إلي الجلزون وهذه الراوية ضعيفة ألان . وأما الرواية الأصح وهي أرض الينابيع الوافرة ويعود ذلك لكون كلمة الجلزون كلمة يونانية مكونة من مقطعين الأول(Jalaz) وتعني الينابيع الوافرة وثاني (zone) وتعني منطقة وإذا جمعنا المقطعين يصبح اسمها أرض الينابيع الوفيرة وانشار آبار المياه الجوفية الكثيرة التي يزيد تعدادها عن (300) هي أكبر داعما لهذا القول .
الموقع الجغراقي والتركيبة السكانيةيقع إلى الشمال من مدينة رام الله، وإلى الغرب من الطريق الرئيس، الواصل بين رام الله ونابلس، وتحيط به من الشمال أراضي جفنا، وعين سينيا، وبلدة بيرزيت. ومن الشرق قرية دورا القرع. بلغت مساحته، عند إقامته، عام 1949، حوالي 240 دونماً، ثم امتدت إلى 337، عام 1988، منها 237 دونماً أراضٍ زراعية.
بلغ عدد السكان، عام 1967، حوالي 3071 نسمة، وهم موزعون على 635 أُسرة، وبلغ عدد اللاجئين لدى "الوكالة"، عام 1997، 7160 نسمة. أما غالبية السكان فهم من اللاجئين، منذ عام 1948، ويشكلون ما نسبته 99% من مجموع سكان المخيم، بينما نزح الجزء الباقي عام 1967، من قريتي نوبا، وعمواس، بعد أن تم تدميرهما، وتشريد السكان.في مخيم الجلزون كثافة سكانية عالية ، كما هي الحال في بقية المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج, وارتفع خلال العشر سنوات التالية إلى 8968 نسمة حسب احصائية العام 2007 .
الجلزون والاحتلال الإسرائيلييقع المخيم في مشاريع التوطين الصهيونية، ضمن البند القاضي بهدم المخيم، لوجوده في ضواحي القدس ورام الله، ونقل سكانه إلى منطقة الأغوار، ورافق هذه العملية زحف استيطاني باتجاه المخيم، فقد أُقيمت مستوطنة (بيت إيل ـ أ)، في عام 1977، على أراضي قريتي بيتين ودورا القرع، القريبتين من المخيم، والواقعتين شمال رام الله، وهذه المستوطنة تابعة لحركة "غوش إيمونيم" الصهيونية المتطرفة.
وقد قدم مخيم الجلزون عشرات الشهداء والجرحى على مر العقدين الاخيرين ، ومئات ان لم يكن الآلاف من الاسرى والمعتقلين . وقد شهدت الفترة الاخيرة ( 20-6 حتى 11-7 )اعتقال أكثر من 25 شابا من المخيم واقتحام للمخيم صباحا بشكل شبه يومي ، وقد اشتهر المخيم في فترة التسعينات باسم المخيم الاخضر كما اطلق عليه الشهيد الخالد " ياسر عرفات " انذاك.
التعليم في الجلزونيوجد في المخيم مدرستين تابعتين لوكالة الغوث التابعة للامم المتحدة ، واحدة للاناث والأخرى للذكور ، وكل منها أساسية للصف التاسع ، كما قامت وزارة التربية بتمويل من الحكومة الألمانية ببناء مدرسة ثانوية للاناث ، مجهزة باحدث الأجهزة ومبنية على النظام الأوروبي الحديق ، وينتظر سكان المخيم انتهاء جمع التبرعات للبدء ببناء مدرسة ثانوية للذكور أيضا.
وأهدي هذه القصيدة الى مخيم الجلزون والمخيمات
للشاعر المصري فاروق جويدة
لم آكل شيئا منذ بداية هذا العام |
والجوع القاتل يأكلني |
يتسلل ما في الأحشاء |
يشطرني في كل الأرجاء |
أرقب أشلائي في صمت |
فأري الأشلاء.. هي الأشلاء |
من منكم يمنحني فتوي باسم الاسلام |
أن آكل ابني |
ابني قد مات |
قتلوه أمامي |
قد سقط صريعا بين مخالب جوع لا يرحم |
وبعد دقائق سوف أموت |
ودماء صغيري شلال |
يتدفق فوق الطرقات |
أعطوني الفرصة كي أنجو من شبح الموت |
لا شيء أمامي آكله لا شيء سواه. |
قصيدة "لا تنتظر أحداً"
لا تنتظر أحداً |
فلن يأتي أحد |
لم يبق شيء غير صوت الريح |
والسيف الكسيح |
ووجه حلم يرتعد |
الفارس المخدوع ألقي تاجه |
وسط الرياح وعاد يجري خائفاً |
واليأس بالقلب الكسير قد أستبد |
صور علي الجدران ترصدها العيون |
وكلما اقتربت ...تطل وتبتعد |
قد عاد يذكر وجهه |
والعزم في عينيه |
والأمجاد بين يديه |
والتاريخ في صمتٍ سجد |
الفارس المخدوع في ليل الشتاء |
يدور مذعوراً يفتش عن سند |
يسري الصقيع علي وجوه الناس |
تنبت وحشة في القلب |
يفزع كل شيء في الجسد |
في ليلة شتوية الأشباح |
عاد الفارس المخدوع منكسراً |
يجر جواده |
جثث الليالي حوله |
غير الندامة ما حصد |
ابو جهاد / منتدى الدوايمة