غولدستون: لا اشعر بالندم على تقرير غزة

غولدستون: لا اشعر بالندم على تقرير غزة

ولا علاقة بينه و"الأحكام القضائية التي اتخذتها في ظل أبارتهيد جنوب افريقيا"

الخميس مايو 6 2010

غولدستون

تل ابيب - ـ قالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الخميس إن القرارات القضائية التي اتخذها ريتشارد غولدستون في جنوب أفريقيا والتي أدت إلى إرسال مواطنين سود جنوب افريقيين إلى الموت تحت نظام الفصل العنصري (الأبارتهيد) ليست لها علاقة بتقريره عن حرب غزة، وفقا لما صرح به لهذه الصحيفة يوم أمس الأربعاء.

وجاءت التعليقات ردا على مقال اتهم فيه غولدستون بأنه ليس في موقف أخلاقي للحكم على اسرائيل لأنه تورط في عقوبات إعدام في ظل نظام "الابارتهيد".

وجاء في المقالة التي نشرت في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن غولدستون، الذي ترأس لجنة التحقيق الدولية والتي اتهمت كلا من اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب على غزة عامي 2008و2009، كان مسؤولا عن إرسال 28 من السود الجنوب أفريقيين إلى الإعدام عندما مثلوا أمامه في المحكمة.

وقال غولدستون، الذي يصف نفسه بالمؤيد للصهيونية : "بقدر ما يعنيني الأمر، ليس هناك ارتباط بين المهمة التي قمت بها في جنوب افريقيا وبين تلك الاتهامات. توليت مهمة على منصة القضاء، كما فعل عدد من القضاة الليبراليين، وكان علينا التقيد بقانون البلاد. كانت معضلة أخلاقية أن أقوم بذلك، لكن التوجه أنه كان من الأفضل محاربة التمييز العنصري من الداخل وليس عدم محاربته مطلقا. وجاءت الأزمة الأخلاقية عندما فرض علي أن أطبق القانون".

وقال غولدستون إنه حكم على اثنين فقط بالإعدام بشكل مباشر، لكنه وافق على غالبية الاستئنافات المرفوعة للمحكمة العليا، باعتباره واحدا من قضاتها الثلاثة.

وأضاف: "لقد نص القانون في ذلك الوقت على أنه عندما كانت هناك ظروف مشددة، تكون عقوبة الإعدام إجبارية، والندم الذي أشعر به الآن هو نفسه الذي شعرت به في ذلك الوقت. ولم أغير موقفي بهذا الشأن. لم يكن من الجيد المشاركة في إصدار عقوبة إعدام حينها والآن. لطالما كنت معارضا لعقوبة الإعدام. لكن حين قبلت المنصب على المنصة كان لا بد أن أحترم اليمين القانونية".

وفيما يتعلق بتقرير الأمم المتحدة حول الحرب الإسرائيلية على غزة، الذي هاجمت بسببه العديد من الجماعات اليهودية غولدستون، قال القاضي إنه لا يشعر بالندم على الموقف الذي اتخذه.

وقال: "لقد شعرت أنه بما أنني يهودي، سيكون من النفاق عدم الانخراط في قضية الشرق الأوسط. وأضاف أنه ينصح إسرائيل بإجراء تحقيق علني مفتوح حول الاتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وقال غولدستون إنه كان "منزعجا بشدة" بسبب مهاجمته وتأثير ذلك على أسرته.

وكان بعض الأعضاء في المجتمع اليهودي قد حاولوا إبعاده عن احتفال بلوغ حفيده اخيرا في جوهانسبيرغ لأنهم عارضوا موقفه بشأن "عملية الرصاص المسكوب".

وقال غولدستون بهذا الشأن: "كان احتفالا رائعا، مرحا وذا معنى، وأتى بعد فترة من الشدة. كان هناك أشخاص أرادوا منعي من الحضور. لكن تم حل الموضوع في اجتماع يوم الإثنين".

وأكد غولدستون أنه لم يسبق لأي شخص من جنوب إفريقيا بمن في ذلك أول رئيس أسود للبلاد نيلسون مانديلا الذي عينه قاضيا، أن اتهمه بتقويض سلطته الأخلاقية بسبب إصداره حكما بالإعدام على أشخاص أو رفضه طلبات الاستئناف التي قدموها.

وقال: "لم يسبق أن وجهت لي اتهامات من هذا القبيل، المرة الأولى التي اتهم فيها بهذه الأمور هي الآن، من قبل صحيفة يديعوت احرنوت".

في غضون ذلك، رد نائب وزيرالخارجية الإسرائيلي داني أيالون على تلك التقارير حول عمل غولدستون السابق بالقول ان: "هذه نفس التفسيرات التي سمعناها من ألمانيا النازية، وبعد أن انكشف ماضي (غولدستون) المثير للشكوك، لا يوجد سبب لعدم التفكير بأن القاضي كانت لديه دوافع خفية في كتابة التقرير الذي اتهم فيه الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب خلال عملية الرصاص المسكوب في غزة".

وترأس غولدستون المحكمة في جنوب إفريقيا خلال الثمانينات والتسعينات، وكتب في أحد أحكامه أن المشنقة هي الرادع الوحيد للقتلة.

وقال أيالون: "ما يسمى بالقاضي المرموق يستخدم هذا التقرير من أجل التكفير عن ذنوبه واكتساب الشرعية في المجتمع الدولي"، مشيرا بذلك إلى الشائعات حول أسباب سعي غولدستون للعمل في المحكمة الدولية في لاهاي.

وقال نائب وزير الخارجية إنه لم يتقبل رد غولدستون على التقارير، بأنه كان جزءا من النظام وكان عليه احترام قوانين البلاد، ما يدفعه أحيانا إلى فرض القوانين التي يعارضها.

وأضاف: "لا أريد أن أبالغ، لكن هذه نفس الأعذار التي كنا نسمعها من ألمانيا النازية بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ليس عذرا يبرر أفعاله".

وردا على الانتقاد بكون صحيفة "يديعوت أحرونوت" هي التي وجدت المعلومات عن غولدستون وليست وزارة الخارجية الإسرائيلية، لام أيالون أسلافه وخاصة تسيبي ليفني.

وقال: "من دون الحصول على التعليمات من المستوى السياسي، لا يمكن القيام بالخطوات الحساسة على المستوى الإداري، كان لا بد من أن تصدر التعليمات من قيادة وزراة الخارجية في ذلك الحين".

وأضاف: "لو كان بوسعنا استخدام هذا في الوقت المناسب، لكان أكثر فعالية، حتى وإن لم تحصل إسرائيل من وراء ذلك على مكسب سياسي، من المهم أن يعلم الناس، وأن يبقى ذلك في السجل التاريخي".

» فلسطينيو الـ48 في تقرير غولدستون
» تقرير غولدستون والقضايا العالقة
» تداعيات فضيحة تقرير غولدستون تتصاعد سياسيا وشعبيا
» منظمة يهودية اميركية: فقرة في تقرير غولدستون قد تؤدي الى فرض عقوبات دولية مشددة على اسرائيل
» تقرير غولدستون: هل يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة أم يجد قادة إسرائيل طريقهم إلى محكمة الجرائم الدولية؟