المواضيع الأخيرة | » رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .الأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .الثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي» كيف تخشـــع في صلاتك ؟الإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟السبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطرالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....السبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي» الإمامة في الصلاة . مهم جـداًالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله السبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأولالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي» كفارة الغيبة والنميمة .السبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .السبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني الخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني الأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”الثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتاتالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرةالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة الإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياًالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديبالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب» صباح الخير يا دوايمةالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب» خربشات نضال . قال القدس لمينالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصىالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتاتالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة الخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi » ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .الخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعومالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني الأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدسالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني الإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم الأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب» نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي الأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب» يووم سقوط الدوايمة الثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب» حذاري ان تعبثوا بالوطنالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميدالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديبالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيينالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمةالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم الجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي» فضائل صوم ست من شوالالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-السبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسيرالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسيةالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيليالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين الجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب» في ذكرى رحيل أمي الجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربيةالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية السبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكترالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية الخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب |
|
| اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الثلاثاء مايو 11, 2010 5:27 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اعرف عدوك......مفاهيم ومصطلحات عبرية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لم يكن الصراع العربي- الإسرائيلي في يوم ما صراعاً سياسياً فقط، وإنما صراع بقاء وحياة يتضمن الفكر والثقافة وكل ألوان الوجود
ومع بداية قرن جديد. وصراع مستمر منذ أكثر من نصف قرن مضى، ما يزال الكثير غامضاً لدينا عن هوية الآخر
ولأجل كشف هذا الغموض، ولمعرفة الآخر معرفة جيدة تمكننا من استمرار الصمود أمامه، كانت هذه الفكرة وهي إعداد قاموس مبسط لكثير من المصطلحات الإسرائيلية، والتي تستخدم بشكل شبه يومي سواء من الإسرائيلي نفسه أو من العربي عند الحديث عن الشؤون الإسرائيلية
المجلس الوطني اليهودي
المجلس الوطني اليهودي (المعروف بـ Vaad leumi أو اللجنة القومية), هو المجلس الذي قام بدعم الوجود الصهيوني في فلسطين خلال الفترة الممتدة بين تاريخ إنشاء المجلس في 10/10/1920 وإقامة الحكومة المؤقتة (لإسرائيل) في أيار 1948. وقد كان هذا المجلس الجهاز التنفيذي للجمعية المنتخبة للييشوف*, أي المستوطنين, والمعروفة باسم Asefat Hanivhrim وقد سبق هذا المجلس لجنة مؤقتة عرفت باسم Vaad zemanni كان قد أنشأنها مؤتمر ممثلي مختلف فئات المستوطنات الصهيونية في فلسطين بما فيهم جنود الفرقة اليهودية التي شكلت عام 1918, رغم أن هذا المجلس الوطني اختبر عام 1920 من قبل أول جمعية منتخبة لليشوف واعتراف به ممثلا رسميا لها بموجب رسالة من أول مندوب سام بريطاني (هربرت صموئيل) فإنه لم يحصل المجلس على مركز قانوني رسمي إلا في 1/1/1928 عندما أسس «كنيست إسرائيل» قانونيا في ظل مرسوم تنظيم الجماعات الدينية لعام 1926. وقد انتخب المجلس الوطني اليهودي مجموعة أصغر من أعضائه لإدارة أعماله اليومية. وتعاون بشكل وثيق مع الوكالة اليهودية* التي كانت مسؤولة عن رسم السياسة العامة للهجرة والاستعمار الاستيطاني, والتطور الاقتصادي والشؤون العسكرية اليهودية. وقد مثل المجلس الوطني المستوطنين الصهيونيين في علاقاتهم بالسلطة المنتدبة وعالج المسائل الداخلية التي أنيطت به من قبل الوكالة اليهودية, كما كان على صلة مع هيئة الحاخامين والمجالس المحلية اليهودية. كذلك مثل المجلس الوطني يهود فلسطين أمام لجنة الانتدابات التابعة لعصبة الأمم *, وأمام كثير من لجان التحقيق وتقصي الحقائق التي أرسلت إلى فلسطين* بما فيها لجنة الأمم المتحدة التي اقترحت تقسيم البلاد عام 1947. ممثلة لم تكن كل قطاعات اليهود في فلسطين ممثلة في الأجهزة التنفيذية لكنيست إسرائيل ومنها المجلس الوطني. فحزب «أغودات إسرائيل»* والأوساط المتدينة من المستوطنين الصهيونيين قاطعت المجلس. ومنذ عام 1944 انضم الى مقاطعته كل من جماعات السفارديم والصهيونيون التصحيحين والصهيونيين العموريين واتحاد الفلاحين. وكان آخر رئيس للمجلس الوطني بن زفي. وتتمثل الأهمية التاريخية للمجلس الوطني اليهودي في أنه حدد معالم النشاط الصهيوني لإقامة دولة على أراضي فلسطين العربية من خلال برنامج سياسي اقتصادي عسكري واسع النطاق نفذ بإشراف الوكالة اليهودية.
حزب البوند
بوند» كلمة يديشية معناها «الاتحاد», وهي الكلمة الأولى في عبارة «الاتحاد العام للعمال اليهود في روسيا وبولندا وليتوانيا». وهو أهم التنظيمات الاشتراكية اليهودية في شرق أوروبا. وقد تأسس الحزب داخل منطقة الاستيطان في مقاطعات ليتوانيا وروسيا البيضاء التي كانت تتميز بوجود عمال يهود متركزين بأعداد كبيرة نسبيا في الصناعات. كما أن الكثافة السكانية اليهودية ككل كانت عالية إلى حد ما, الأمر الذي كان يعني عزلة اليهود عن بقية السكان. وعقد الاجتماع التأسيسي للحزب سرا في فلنا في أكتوبر عام 1897, أي بعد مرور أقل من شهرين على انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول. وحضر الاجتماع ثلاثة عشر مندوبا كان من بينهم ثمانية عمال. وكان الحزب يعد أكبر الأحزاب اليهودية وأكثرها جماهيرية, فكان يضم في صفوفه جماهير يهودية يفوق عددها عدد أعضاء المنظمة الصهيونية في شرق أوروبا في العالم كله. فقد كان عدد أعضاء حزب البوند في الفترة 1903 ـ 1905 ما بين 25و35 ألفا, وقيل إن العدد قد وصل إلى 40 ألفا عام 1905. ويقسم تاريخ حزب البوند في العادة إلى مرحلتين. ويمكن تقسيم المرحلة الأولى بدورها إلى فترتين, وقد سيطرت في الفترة الأولى من المرحلة الأولى عناصر ثورية من المثقفين على قيادات الحزب. ويلاحظ أن برنامج الحزب في سنواته الأولى لم يكن له توجه محلي أو يهودي واضح, فكانت قيادته ترى أنه حزب اشتراكي روسي يضطلع بمهمة التجنيد الثوري في القطاع اليهودي للطبقة العاملة. وتقبل الحزب يهودية العمال اليهود ولغتهم اليديشية بوصفها مجرد حقائق تؤخذ في الاعتبار. ولذا. أكد الحزب في برنامجه أهمية اللغة اليديشية باعتبارها إحدى الوسائل العملية للوصول إلى الجماهير اليهودية. ولكنه رفض من البداية أية تصورات صهيونية لقومية يهودية عالمية, وطرح بدلا من ذلك مفهوما كان يشار إليه بكلمة «دوإكييت» اليديشية والتي تعني «هنا», أي الاهتمام بأوضاع أعضاء الجماعة اليهودية (هنا) في شرق أوروبا خارج أي إطار يهودي عالمي وهمي. ولذا, كان البوند يعارض التعاون مع الحركات العمالية اليهودية في البلاد الأخرى (وقد ظل الالتزام بهذا المفهوم أحد ثوابت النظرية البوندية). بل إن حزب البوند كان يرى أن وجود حركة عمالية يهودية مستقلة هو مرحلة مؤقتة انتقالية, وأن الهدف النهائي هو الاندماج في الشعب الروسي (أو البولندي). وفي هذا الإطار, أكد الحزب التزامه بالماركسية واهتمامه بالمصالح العامة للطبقة العاملة ككل بصفة أساسية وبالمصالح الخاصة بالعمال اليهود بالدرجة الثانية, وانضم إلى الحزب العمالي الديموقراطي الاشتراكي الروسي عام 1898, وكان البوند أحد مؤسسي هذا الحزب. وقد كان عدد المندوبين في اللجنة التأسيسية للحزب تسعة من بينهم ثلاثة من أعضاء البوند. وقام الحزب بنشاطات واسعة ذات طابع سياسي في صفوف العمال من أعضاء الجماعات اليهودية الذين كانت تتزايد أعدادهم بسبب تزايد معدلات التحديث الاقتصادية والتصنيع في روسيا وتعثرها من الناحية الاجتماعية مع نهاية القرن. وأدى نجاحه في نشاطه إلى تأليب النظام الروسي القيصري ضده. وفي هذه الآونة, كان المفكران الروسيان اليهوديان سيمون دبنوف وحاييم جيتلوسكي قد صاغا نظريتهما عن قومية الدياسبورا (أو بتعبير أدق قوميات الجماعة اليهودية, وربما أيضا: القومية اليديشية). وتذهب هذه النظرية إلى أن ثمة ثقافات يهودية مستقلة عن بعضها البعض وعن الحضارات التي يتواجد داخلها اليهود, وأن استقلال اليهود الثقافي النسبي عن محيطهم الحضاري لا يعني ارتباطهم جميعا على مستوى يهودي عالمي. وأكد دبنوف أن الجماعة اليهودية في شرق أوروبا (أي يهود اليديشية) لها هوية ثقافية مختلفة عن الهويات اليهودية الأخرى التي نشأت في أماكن وأزمة أخرى, وأن هذه الهوية تستحق الحفاظ عليها وتطويرها على أراض شرق أوروبا ذاتها دون الحاجة إلى الهجرة إلى فلسطين, وهي الهجرة التي كانت تتم في إطار تصور وجود هوية يهودية عالمية واحدة. ووجدت هذه النظرية صدى لدى قيادات البوند,خصوصا أن التأكيد على الخصوصية اكتسب شيئا من الشرعية الماركسية من القرار الذي اتخذه الحزب بنيته من حزب مركزي إلى حزب فيدرالي قومي يتفق بناؤه مع التعددية القومية التي كانت تسم النمسا آنذاك. كما أن الواقع الفعلي لكثير من أعضاء الحزب كان يؤكد أنهم أقلية قومية شرق أوروبية (يديشية) لها لغتها وهويتها الثقافية الخاصة. وقد ساهم التحديث المتعثر في ورسيا القيصرية في هذه الآونة في دعم هذه الهوية وفي تعميق كثير من أبعادها, ولعل هذا يفسر سبب ترعرع الثقافة اليديشية وازدهارها. وقد أعلن البوند في مؤتمره الرابع عام 1901 أن اليهود يشكلون أقلية إثنية لا دينية وأن مصطلح أمة (كما هو مستخدم في ورسيا) ينطبق عليهم. وهنا تبدأ الفترة الثانية من المرحلة الأولى, حيث دعا الحزب إلى إعادة تأسيس روسيا كاتحاد فيدرالي من القوميات مع إدارة ذاتية قومية كاملة لكل أمة دون إشارة إلى الإقليم الذي تسكنه. ومع هذا, تقرر ألا يقوم البوند بحملة من أجل الإدارة الذاتية اليهودية حتى لا يتضخم الشعور القومي لدى أعضاء الجماعة اليهودية, الأمر الذي قد يميع الوعي الطبقي للعمال. ولكن هذا التحفظ الأخير لم يطبق, وألغي رسميا في المؤتمر السادس (عام 1905). وكان البوند قد أكد في مؤتمره الخامس (عام 1903) حقه كممثل للعمال اليهود في أن يضيف إلى برنامج الحزب الاشتراكي الديموقراطي العام مواد لا تتعارض مع ذلك البرنامج, وتتوجه في الوقت نفسه إلى مشاكل العمال اليهود الخاصة. واقترح البوند على مؤتمر الحزب الاشتراكي عام 1903 الاعتراف بأعضاء الجماعة كأقلية قومية روسية لها حق الإدارة الذاتية مثل بقية الأقليات. لكن الطلب رفض, فانسحب ممثلو البوند. ويلاحظ تذبذب البونديين بين نظرتين إلى أعضاء الطبقة العاملة من اليهود, إحداهما ترى أنهم يشكلون طبقة عاملة يهودية ذات هوية يهودية شرق أوروبية محلية أي يديشية, ولذا لا يمكن دمجها بشكل كامل في الطبقة العاملة الروسية. ويرى الموقف الآخر (البلشفي) أن ثمة طبقة عاملة روسية, وأن العمال اليهود هم جزء لا يتجزأ منها, ومن ثم يكون حل مشكلة اليهود القومية والطبقية هو الاندماج. ويدل تذبذب قيادة البوند على مدى ذكائهم الحضاري ومدى التصاقهم بجماهيرهم التي كانت لها هوية مستقلة آخذة في التبلور. فهذه الجماهير كانت كتلة بشرية كبيرة تصلح أساسا لتطوير شخصية قومية شرق أوروبية يديشية مستقلة. ولكن. لأن هذه الهوية ليست متبلورة وإنما أخذة في التبلور, طرح فلاديمير ميديم (1879 ـ 1923), أحد منظري الحزب, فكرة «الحياد» التي تذهب إلى أنه لا يمكن تحديد الشكل الذي سيحقق من خلاله أعضاء الجماعة اليهودية في شرق أوروبا بقاءهم, فهم قد يحتفظون بهويتهم وقد يندمجون في محيطهم الثقافي. وتصبح مهمة البوند بالتالي هي أن يحارب من أجل التوصل إلى إطار سياسي يضمن حرية التطور لكل من الاتجاهين, وألا يتخذ أية خطوات من شأنها أن تساعد على الاستمرارية الإثنية أو على عمليات التذويب. ولذا, لم تستمر القطيعة طويلا مع الحزب الديموقراطي الاشتراكي وعاد البوند إلى التحالف معه عام 1906. وبعد أن مارس الحزب نشاطه بشكل علني بعد ثورة 1905, وسع نشاطاته ووصل إلى قطاعات كبيرة من أعضاء الطبقة العاملة من اليهود. ولكنه بدأ ينتكس بعد عام 1908(وهي الفترة التي شهدت المد الرجعي في روسيا) حيث قبض على رؤساء الحزب وتم نفيهم, وانحصر اهتمام الحزب لبعض الوقت في الأمور الثقافية مثل اليديشية, واشترك في عدة مؤتمرات ومؤسسات ثقافية ذات طابع يهودي روسي عام مثل جمعية تنمية الثقافة بين يهود روسيا. ورغم تأكيد البوند الهوية اليديشية, وربما بسبب هذا, نجده يقف في حزم ضد الرؤية الصهيونية للقومية اليهودية العالمية التي تضم اليهود في كل زمان ومكان. وقد بين البوند أن المشروع الصهيوني لن يؤدي إلى حل المسألة اليهودية لأن الدولة الصهيونية لن تستوعب كل يهود العالم, كما أنها تفقد يهود العالم حقهم في المطالبة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والمدنية حيثما وجدوا. ذلك بالإضافة إلى أن إنشاء هذه الدولة يجعل الصراع بين اليهود والعرب أبديا, كما أن بقاءها يعتمد على رضا يهود الغرب. وقد بين البوند أن الافتراض الصهيوني بأزلية معاداة اليهود بين الأغيار يهدف إلى تمييع الصراع الطبقي وإعاقة تطور شعور المواطنة لدى اليهود وإلى تقوية عقلية الجيتو. وتبدأ المرحلة الثانية في تاريخ الحزب بحدوث تغيير أساسي في صفوف الحزب في تلك الآونة, إذ انسحب المثقفون من قيادته, وأصبحت أغلبية أعضائه وقياداته من العمال. ودار التركيز على خصوصية العمال اليهود وعلى خصوصية وضعهم. ولذاو كانت لغة المؤتمر العاشر للحزب (عام 1910) هي اليديشية, كما اتخذت قرارات تدعو إلى استخدام هذه اللغة في المدارس والمؤسسات وإلى اشتراك الحزب في انتخابات الدوما (البرلمان) لعام 1912. وحينما حدث الانشقاق بين البولشفيك والمنشفيك, انضم البنود إلى المنشفيك لقبولهم مبدأ الإدارة الذاتية, ولأن لينين والبلاشفة بشكل عام رفضوا فهم البوند للمسألة اليهودية (أو المسألة اليديشية) ولخصوصية وضع العمال من يهود اليديشية. وبعد اندلاع الثورة عام 1917, زادت عضوية البوند بسرعة ووصلت إلى خمسة وأربعين ألف عضو. ولكن أعدادا كبيرة منهم انضمت إلى الحزب الشيوعي, وكون بعض أعضاء الحزب في أوكرانيا حزبا بونديا شيوعيا, ولكن أعضاءه انضموا أيضا إلى الحزب الشيوعي بعد تصاعد الهجمات ضد أعضاء الجماعة اليهودية. وتم القضاء على ما تبقى من البوند عام 1919. وهاجرت شرذمة صغيرة من البوند إلى برلين بعد الثورة, واستمرت في نشاطها الحزبي وأصدرت مجلة. ولم يبق من الحزب سوى أرشيفه الذي نقل إلى جنيف عام 1927 ثم إلى باريس عام 1933. وكانت هناك أحزاب بوند في أماكن أخرى من بينها جاليشيا ورومانيا, ولكن أهم هذه الأحزاب هو حزب البوند في بولندا الذي استقل في نشاطاته حين عزل عن روسيا نتيجة اندلاع الحرب العالمية الأولى. وقد ازداد الحزب راديكالية في بولندا, وانضم الحزبان إلى الكومنترن, الأمر الذي تسبب في قمع الحكومة لهما. واختفى حزب البوند بين عامي 1920و1924, ولكنه حينما عاود الظهور في عام 1924 أصبح أكبر حزب عمالي يهودي في بولندا, فأصدر مجلة أسبوعية وأخرى شهرية وجريدة يومية وبلغت عضويته سبعة آلاف (ويقال 12 ألفا) إلى جانب منظمة شبابية كانت تضم عشرة آلاف عضو. ولعب حزب البوند دورا مؤثرا في الحياة السياسية في بولندا. فاستمر في حربه ضد الصهيونية واليهودية الأرثوذكسية, وكان يحصل على أغلبية الأصوات في انتخابات اتحادات نقابات العمال اليهود التي كانت تضم نحو تسعة وتسعين ألف عامل في عام 1939. وساهم الحزب في تأسيس منظمة المدارس اليديشية المركزية, كما كان يسيطر على نحو 80% من كل المؤسسات التعليمية اليديشية. واستمر البوند في معارضته للعبرية. ووصل البوند في بولندا إلى قمة نفوذه السياسي بين عامي 1936و1939, حين حصل على أغلبية أصوات اليهود في انتخابات البلديات, نظرا لأنه كان ينظم الجماهير اليهودية وغير اليهودية في الحرب ضد معاداة اليهود. وبعد الاحتلال النازي, اشترك البوند في المقاومة ضده. وقد تم القضاء على البوند مع تصفية معظم أعضاء الجماعة اليهودية في بولندا على يد النازيين. ويلاحظ أن حزب البوند لا يزال له فروع في الولايات المتحدة وبريطانيا تضم كبار السن من نشطاء الحزب السابقين في بولندا وروسيا, وقد كونت البقية الباقية من أعضائه وفروعه اتحادا عالميا له هيئة تنفيذية مقرها نيويورك, وقد عقدت هذه الهيئة مؤتمرا عاما في أبريل عام 1965, والمنظمة عضو في الاشتراكية الدولية. ولا يزال الحزب يرفض الفكر الصهيوني ويحاول أن يأخذ موقفا محايدا من الصراع العربي الإسرائيلي. ورغم الجماهيرية الواضحة للبوند أثناء فترة نشاطه, سواء في روسيا أو في بولندا, فإن أثره في تواريخ أعضاء الجماعات كان محددا. ولعل هذا يعود إلى عدة أسباب: 1ـ ارتبط البوند من البداية بثقافة اليديشية التي ازدهرت لفترة محددة, بسبب تعثر التحديث في شرق أوروبا بعد عام 1880, وحتى في هذه الفترة كان عدد المتحدثين باليديشية أخذا في التناقص. 2ـ يحوي برنامج حزب البوند جوانب اندماجية عديدة, ولذا فإن الاختفاء هو في واقع الأمر جزء من البرنامج وتحقق له. 3ـ أدت عملية التصنيع والتحديث, بعد الثورة البلشفية, إلى تصفية التجمعات اليهودية الكثيفة وإلى انتشار أعضاء الجماعات في روسيا, كما أدت الإبادة النازية إلى الشيء نفسه بالنسبة لبولندا, الأمر الذي أدى إلى تصفية القاعدة الجماهيرية للحزب في البلدين. 4- تولت الدولة السوفيتية, بنفسها, تنفيذ الجانب الثقافي لبرنامج البوند. فاعترفت باللغة اليديشية بوصفها إحدى اللغات الرسمية, وشجعت دراستها, وأنشأت العديد من المؤسسات الثقافية اليديشية, ثم أنشأت أخيرا مقاطعة بيروبيجان وهي التنفيذ العملي للبرنامج البوندي. وإذا كانت اليديشية آخذة في الاختفاء وإذا كان مشروع بيروبيجان لم ينجح, فإن هذا يعود إلى الطبيعة المؤقتة للنهضة الثقافية اليديشية وإلى أن أعضاء الجماعة أثروا الاندماج وما يتبعه من حراك اجتماعي سريع على الاحتفاظ بخصوصيتهم اليديشية. وعلى كل, فقد كان منظرو البوند غير متأكدين منذ البداية من أن الهوية اليديشية ستنمو وتزدهر, ولذا طالبوا بإطار منفتح يسمح بتطور هوية أعضاء الجماعة إما نحو مزيد من الاندماج أو نحو مزيد من الضمور ثم الاختفاء, وتركوا النتيجة ليحددها مسار التاريخ نفسه. ويبدو أن البديل الثاني هو الذي كتب له أن يتحقق
ممر القدس
هو مصطلح جغرافي ينطق بالعبرية <<بروزيدور يروشالايم>> وهي تسمية تطلق على المنطقة الجبلية المتاخمة من الغرب لخط المستوطنات اليهودية نحشون, كفار زحايا, جعفات يشعياهو, ومن كل الاتجاهات الباقية على الخط الأخضر. وقد ظهرت هذه التسمية بعد حرب عام 1948 نظرا لأن هذه المنطقة كانت بمثابة الحزام البرى بين القدس وبين بقية أجزاء الدولة.. وتبدو واضحة على الخريطة داخل المنطقة التي تسيطر عليها الأردن من الشمال, ومن الشرق والجنوب, وخوفا من قطع الممر وطرق المواصلات التي تمر منه اعتبر المكان منطقة هامة في الاستراتيجية الإسرائيلية حتى حرب عام 1967.
عدل سابقا من قبل امل فلسطين في الأربعاء مايو 12, 2010 5:14 am عدل 1 مرات | |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الثلاثاء مايو 11, 2010 5:44 am | |
|
اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
ألعاب التوراة - توراه إيروبكس
التوراة. ولذا أطلقنا عليها مصطلح «ألعاب التوراة». وألعاب التوراة إحدى البدع الجديدة التي ظهرت في الولايات المتحدة, وصاحبها حاخام إصلاحي في لونج أيلاند, قرر أن يقوم بدراسة نصوص التوراة وتلاوتها وذلك بمصاحبة التمرينات الرياضية المعروفة بالإيروبيكس ضمن الاحتفالات التقليدية المصاحبة لعيد النصيب. وفي الواقع, فإن عدم احتجاج أي من المؤسسات الدينية اليهودية الإصلاحية المسئولة على هذه البدعة الجديدة تبين أن اليهودية نفسها بدأت تتحول من الداخل إلى إحدى العبادات الجديدة التي فقدت الصلة تماما باليهودية الحاخامية, وخصوصا بعد السماح للشواذ جنسيا بالانضمام إلى الأبرشيات الإصلاحية المختلفة, بل وبعد السماح لهم بأن يرسم منهم حاخامات أيضا. وهذا أمر متوقع تماما في مرحلة الحلولية بدون إله, إذ يصبح الجسد (بالنسبة إلى يهود الولايات المتحدة البعدين عن الأرض المقدسة) الكيان المقدس الأساسي الذي يشكل العابد والمعبود والمعبد. وألعاب التوراة مثل جيد على علمنة النسق الديني من الداخل, بحيث لايبقى فيه من الخارج سوى القشرة والمحارة, فألعاب التوارة تعبير عن أخلاقيات اللذة والمتعة حيث يصبح الهدف من الحياة تحقيق الذات وإمتاعها والتعبير عن مبدأ اللذة خارج أية حدود أو قيود. وغني عن القول أن مثل هذه الأخلاقيات يقف على طرف النقيض من الموقف الديني الذي يصدر عن الاعتراف بأن الإنسان له حدود وبأن الهدف من وجود الإنسان في الأرض ليس إمتاع الذات وإنما تحقيق مثاليات أخلاقية تستند إلى أمر إلهي.
مارشال لويس : لويس مارشال
رجل قانون يهودي مشهور, وهو أحد زعماء اليهود في أمريكا. وكان زعيما لليهود غير الصهاينة, حتى أنه استجاب لطلب د. حاييم وايزمان للانضمام إلى الوكالة اليهودية الموسعة. وكان أيضا أحد مؤسسي اللجنة اليهودية الأمريكية, ثم رئيسا لها. كما كان أحد منظمي الوكالة اليهودية ورئيسا لمجلسها. ولد مارشال في أمريكا عام 1856 وعمل على إلغاء العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا بسب مطاردة الأخيرة لليهود. وكان يعتبر الروح الحية في الكفاح من أجل إلغاء القيود التي فرضت على المهاجرين إلى أمريكا. وقد كافح من أجل حقوق المواطن وحقوق الأقليات واليهود بشكل خاص. وقد ترأس صناديق الإغاثة لملايين اللاجئين اليهود الذين تعرضوا للفقر والمجاعة في أعقاب الحرب العالمية الأولى. كما عين رئيسا للجنة البعثات اليهودية التي أرسلت للمشاركة في مؤتمر السلام بباريس. توفي مارشال لويس عام 1929, وقد أطلق اسمه على عدة شوارع في عدة مدن إسرائيلية.
ماسورتي
«ماسورتي» كلمة عبرية تعني «محافظ» أو «تقليدي» ( من كلمة «موسار»أي «تقاليد») وتستخدم للإشارة إلى اليهود المحافظين, وخصوصا داخل إسرائيل. وتترجم الكلمة إلى العربية بكلمة «محافظ» أو «تقاليدي». ولذا, فحين تردد هذه الكلمة في أحد النصوص العربية, يظن القارئ العربي أن هذا اليهودي الذي يقال له «تقليدي» يتمسك بالشعائر وبأهداف دينه, ولكنه في الواقع يهودي إثني يتمسك ببعض بالشعائر لأنها جزء من ميراث الأجداد ولأنها تعبر عن الذات القومية وروح الشعب (فولك). وهو في هذا مختلف عن اليهود العلمانيين الذي يرفضون كل التقاليد ويرون أنها تعوقهم عن التقدم واللحاق بركاب الحضارة الحديثة. ولكنه رغم اختلافه عن اليهود العلمانيين إلا أن هذا لا يجعله محافظا أو تقليديا من المنظور الديني, فالشعائر بالنسبة له ليست جزءا من نسق ديني أخلاقي يتمسك به مهما كان الثمن, وإنما هي فلكلور يمتع به به نفسه. ولهذا, فرغم أن المعنى المعجمي للفظ «ماسورتي» هو «محافظ» أو «تقليدي», فإن مجاله الدلالي مختلف تماما عن كلمة «محافظ» أو «تقليدي» في أية لغة أخرى أو أي سياق حضاري أو ديني آخر.
لاهوت ما بعد أوشفيتس
عبارة «لاهوت مابعد أو شفيتس» تستخدم للإشارة إلى تفكير الديني اليهودي الذي ظهر منذ أوائل الستينات, والذي يتوقف عند حادثة الإبادة النازية ليهود أوروبا ويضفي عليها المركزية. وعادة ما يتم الربط بين ظهور دولة إسرائيل وحادثة الإبادة حيث تظهر الإبادة باعتبارها العنصر السلبي على حين أن إعلان استقلال إسرائيل هو العنصر الإيجابي في هذه الدراما الكونية. ولا هوت ما بعد أوشفيتس هو مسمى آخر للاهوت موت الإله. (انظر: «لاهوت موت الإله»).
متسبوت بانيجف: قلاع في النقب
مستوطنات زراعية أقيمت في النقب كردة فعل. من قبل الحركة الصهيونية والاستيطان اليهودي في فلسطين أيام الانتداب البريطاني, على سياسة الكتاب الأبيض المجحفة. وكان القصد من إقامة هذه المستوطنات التي أطلق عليها اسم «قلاع» هو دراسة طبيعية المناخ والأرض وإمكانيات الاستيطان في مناطق جديدة في فلسطين لم تصل إليها حتى ذلك الوقت المستوطنات الزراعية اليهودية. وفي عام 1943, أي في ذروة الحرب العالمية الثانية, أقيمت في النقب ثلاث قلاع هي: جفولوت (في 12/5/1943) وربيبيم في النقب الغربي وبيت إيشل (في 9/8/1943) قرب بئر السبع .. وفي حرب عام 1948 هوجمت هذه النقاط النائية على أيدي العصابات المسلحة والجيش المصري الذي غزا فلسطين يوم 15 مايو 1948, لكن المدافعين عن هذه القلاع صمدوا إلى أن تم صد المهاجمين المصريين.
متسودوت تاجيارت: قلاع تايجارت
قلاع شركة أقيمت في عهد الانتداب البريطاني في نقاط تتميز بأهمية أمنية عسكرية. وكانت فلسطين تعيش في تلك الأيام أحداثا دامية كان العرب يهاجمون خلالها اليهود والبريطانيون أحيانا. وقد بحث الإنجليز عن طريق ووسائل للحد من تحركات العصابات العربية المسلحة ومنع وصول أسلحة وذخيرة وإغاثة من الدول العربية المجاورة, وكانت المنطقة المناسبة لتهريب الأسلحة وشن الهجمات هي منطقة الحدود مع لبنان لكونها منطقة جبلية مليئة بالأودية وتفتقر إلى الطرق والمسالك. في عام 1938, أرسل إلى فلسطين السير تشارلز تايجارت بسبب خبرته في محاربة العصابات في البنغال, فاقترح إقامة مجموعة قلاع حصينة للشرطة ومد خط من الأسلاك الشائكة على طول الحدود, وقد قامت شركة «سوليل بونيه» بإقامة جدار الأمن الشمالي, أما قلاع الشرطة فقد أقامها متعهدون مختلفون. ورغم أن أعمال البناء تعرضت للتوقف بين الحين والآخر بسبب الهجمات العربية المسلحة, إلا أنها نفذت في النهاية بأكملها. وفي أيام كفاح وعصيان الاستيطان العبري ضد حكومة الانتداب البريطاني استخدمت مراكز الشرطة هذه كنقاط نشاط ضد اليهود.. وقد سلم العديد منها للعرب, وقد كلف احتلالها دماء غزيرة.
مجلس مستوطني الضفة وغزة
وهو المجلس الذي يحمل الاسم المختصر بالعبرية ويمثل الأحرف الأولى للضفة الغربية وغزة بالكلمات التوراتية, وينطق <<موعيتسيت ييشع>>, وهو هيئة تجمع 19 مجلس محلي ومجلس إقليمي في قطاعات يهودا, السامرة (الضفة الغربية) وغزة, بغرض دفع المصالح المشتركة للمواطنين اليهود ـ المستوطنين في المناطق (المحتلة عام 1967). وكان رئيس المجلس الأول حتى عام 1996) يسرائيل هارئيل (والذي عمل لسنوات عديدة أيضا كرئيس تحرير للجريدة الناطقة بلسان المجلس <<نقوداه>> وخلفه جاد بنحاس وولرشتاين (حتى عام 1999) وعمل معهم السكرتير العام أورى آيئيل, وثلاثتهم من قدامى حركة <<جوش أموانيم>> اليمينية المتطرفة. وإلى جانب نشطاء آخرين من تابعي جوش أموينم, يبرز في المجلس أيضا رؤساء مجالس علمانية, من أفراد حزب الليكود, وأحدهم <<يبنى كاشريئيل>> من مستوطنة معاليه أدوميم وهو الذي خلف وولرشتاين في رئاسة المجلس.
مجلس حكماء التوراة
وتنطق بالعبرية<<موعيتست حاخامي هاتوراة>> وهو اسم مختصر للاسم الكامل, <<مجلس حكماء التوراة السفارديم في أرض إسرائيل>>, وهي الهيئة العليا لحزب شاس الديني. وقد أنشئ المجلس عام 1984 على هيئة (الهيكل التنظيمي) لمجلس كبار التوراة لأجودات إسرائيل, وعلى رأسه تولى الحاخام عوفيديا يوسف, وغيره تم انتخاب الحاخامات, شمعون بعدائي, شبتاى اطون, وشالوم كوهين للعمل في المجلس. وقرارات المجلس من المفترض أن تصدر بروح الشريعة اليهودية وتلزم ممثلي حزب شاس في كل أنشطته وأعماله, ولكن الانطباع الذي ساد كان أن الحاخام عوفيديا يوسف يجتهد لعقد المجلس فقط عندما يكون واضحا له مسبقا أن رأيه سيقبل. وفي مارس 1993 أعلن الحاخام بعدائي عن انسحابه من مجلس حكماء التوراة, من خلال اعتراف بسيادة الحاخام <<شاخ>> الكاملة, ولكنه لم ينسحب فعليا, وفي يونيو 1999 تم ضم الحاخام موشيه مايا لمجلس حكماء التوراة.
مجلس كبار التوراة
في الهيئة العليا لأجودات إسرائيل ـ أكبر حزب ديني في إسرائيل ـ وكما يتضح من اسم هذا المجلس فإن أعضائه من المفترض أن يكونوا حاخامات كبار في التوراة, وكما هو متطلب من جوهر ولوائح اجودات إسرائيل, فإن في أيديهم الصلاحية لتحديد كل أساليب وممارسات الحركة على ضوء الشريعة اليهودية. وفي التشكيل الأول للمجلس. الذي أنشىء عام 1912, كان من بين الأسماء الحاخامات <<يوسف جرودجنيسكي>>,<<يسرائيل ميئير هاكوهين>>,<<حاييم سولوفيشيك>>, وكذلك كبار حاخامات اليهود لجماعتي <<جور>> و<<حاباد>>. ومنذ ذلك الحين فصاعدا, حدد المجلس بنفسه من ينضم إليه. ولكن الهدف كان دائما أن يضم المجلس كبار حاخامات اليهود الورعين المهمين, من ناحية وكذلك البارزين من بين رؤساء المدارس الدينية من ناحية أخرى, علما بأن الأخيرين لا بحصلون على العضوية بشكل تلقائي بل يتم تحدييهم وفقا لعلمهم (خلافا لوضع كبار اليهود الذين ورثوا العضوية من سابقيهم). وفي أعقاب كارثة النازي تؤلدت ثلاثة مجالس لكبار علماء التوراة, في أرض إسرائيل (فلسطين), في أوروبا وفي الولايات المتحدة, وفي بداية الثمانينات كان نصاب المجلس في إسرائيل 16 عضوا, وكانت أبرز الشخصيات التي ضمها, إليعيزر مناحم شاخ, زعيم التكتل اللتواني, وسمحا بونيم التار (الحاخام الأكبر لجماعة حور) زعيم التكتل الحسيدي, وخلال عدة سنوات تؤلد شقاق بين هاتين الكتلتين على ضوء تأييد شاخ لحزب شاس الديني عام 1948 ولحزب علم التوارة (ديجل هتوراه) عام 1988. وبسبب دعوات التحدي التي أطلقها شاخ على جماعة حاباد الدينية, وعشية انتخابات الكنيست الـ12 انسحب الحاخام شاخ من المجلس مع غالبية مؤيديه, وسارع الأعضاء الثمانية الباقين بتعيين ستة أعضاء جدد (منهم خمسة من التكتل الحسيدي), وذلك لخلق ما يسمى <<باليد القوية>>. وحسب زعم الكثيرين, ومنهم أفراد <<علم التوراة>>, أن تلك الخطوة كانت كفيلة لهبوط مستوى المجلس إلى حد كبير. وبعد فترة ما بعد ذلك تم تنصيب الحاخام الأكبر<<من فيجانيتس>> رئيسا لمجلس كبار التوراة بسبب مرض الحاخام الأكبر لجماعة جور, ولكن أفراد جماعة جور تصدوا له ودفعوه لتقديم استقالته في نهاية عام 1992. وفي عام 1995, نمت شراكة بين الحاخام الأكبر لجماعته جور والحاخام مافينيتشى على زعامة المجلس. وفي بداية بوليو 1997 أعلن عن إنشاء مجلس مشترك يتكون من 4 أعضاء للأجودات, ولعلم التوراة, ولكن المجلس التابع للأجودات استمر في الاجتماعات بشكل ذاتي مستقل. وتدار جلسات المجلس بلغة الييديش, وهذه الحقيقة تم استغلالها لعدم انتخاب حاخامات من الطوائف الشرقية كأعضاء به. وعدم الاختيار هذا في حد ذاته كان من العوامل التي حثت على إنشاء حزب شاس الديني.
مدخل رفح أو قطاع ياميت
هو مصطلح عبري شائع ومعروف لمستخدمين اللغة العبرية.. وينطق لفظيا: <<بيتحات رافيح >> وأيضا يسمى <<حيفل ياميت>>. ويقصد به منطقة العبور من الجنوب الغربي لرفح, بين شبه جزيرة سيناء والقطاع الساحلي لفلسطين غربا, والذي عن طريقه دخلت كل الغزوات من مصر إلى أرض فلسطين (أرض إسرائيل كما يطلق عليه اليهود) على مدى التاريخ, وكذلك كل الحملات العسكرية منها إلى مصر. وقد سيطر الجيش الإسرائيلي على منطقة مدخل رفح في أول يومين من أيام حرب 1967, وفي سبتمبر 1967 قررت حكومة الليكود الوطنية برئاسة ليفي أشكول, أن تقيم بها مستوطنات, حتى تضمن الاستحواذ الإسرائيلي عليها وكونها حدا فاصلا بين سيناء وقطاع غزة في أي تسوية مستقبلة. وامتدادا لهذا القرار جرى الحديث في خطة آلون عن إدراج منفذ رفح ضمن حدود السيادة الإسرائيلية, وتم وضع أساسات لخمس مستوطنات هي (ناحال سيناء, ديكاليم, ساديه1, ساديه 2, ساديه3). وفي يناير 1972 بدأت قيادة الجنوب, وعلى رأسها آريئيل شارون, في بناء جدار فاصل في منفذ رفح وإخلاء البدو الذين أقاموا فيه. وقد أثارت هذه الأعمال احتجاجات شديدة من البدو ومن دوائر اليسار في إسرائيل, ولكن كل الدعاوى التي قدمت لمحكمة العدل العليا قوبلت بالرفض. ومع ذلك, فقد وجدت لجنة تحقيق عسكرية عينها رئيس الأركان العامة دافيد اليعيزر أوجه خلل في طريقة إخلاء السكان, فضلا عن تجاوز لأوامر القيادة العامة. ونتيجة لذلك تعرض شارون نفسه واثنين من كبار ضباط الحكم العسكري في المنطقة للتوبيخ. كما تمت الإشارة في وثيقة جايلي, التي صبغت في سبتمبر 1973, إلى استمرار تطوير منطقة مركزية في منفذ رفح. وفي عام 1975 , أقيمت المستوطنة الحضرية <<ياميت>> هناك, لتصبح بذلك هي المركز الحضري للمنطقة. وبناء على ما ورد في اتفاقيات كامب ديفيد وفي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية, أخلت إسرائيلي كل من منطقة منفذ رفح, وبأمر من وزير الدفاع آيئيل شارون تم تدمير وهدم جميع المباني بمستوطنة <<ياميت>> قبل انسحاب إسرائيل وتسليم المنطقة إلى المصريين.
ليحي
بعد موت جابوتنسكي عام 1940 حدث انشقاق في منظمة الإرغون*(المنظمة العسكرية القومية ـ الإتسل) التي كان الأب الروحي لها فخرج إبراهام شتيرن ليؤسس عصابة أطلقت على نفسها اسم <<لحمي حيروت إسرائيل>> أي (المحاربون من أجل حرية إسرائيل) وتسمى اختصارا <<ليحي>>. وقد عرفت أكثر ما عرفت باسم <<شتيرن>> نسبة إلى مؤسسها. ويرجع سبب الانشقاق إلى معارضة ليحي سياسة مهادنة سلطات الانتداب التي انتهجتها الإرغون استجابة لتوصيات جابوتنسكي قبل وفاته. وتتلخص سياسة ليحي في الدعوة إلى إنشاء جيش يهودي مستقل, وتأليف لجنة وطنية تكون أشبه بحكومة مؤقتة خلال الحرب, وتبني خطة للهجرة اليهودية الطوعية والمنظمة إلى فلسطين, وإعلان هدف الصهيونية وهو إقامة دولة يهودية على ضفتي الأردن, وإحداث تمثيل يهودي موحد في مؤتمر الصلح. وقد لقي إبراهام شتيرن مصرعه في شباط 1942 بعد أن تعقبته القوات البريطانية وتمكنت منه. فاغتال عملاء ليحي في القاهرة في 6/11/1944 اللورد مورين الوزير البريطاني المقيم لشؤون الشرق الأوسط بحجة الثأر لشتيرن. وقد نفذت ليحي بالتعاون مع العصابات الصهيونية الأخرى عمليات إرهاب وتخريب واسعة ضد العرب والمعسكرات البريطانية. ومن بين هذه العمليات جريمة نسف سرايا يافا في تشرين الثاني 1947. في أيار 1948 انضمت قوات ليحي إلى جيش الدفاع الإسرائيلي* ولكن جناحها العامل في القدس ظل متمردا وأطلق على نفسه اسم << جبهة الوطن>>. وهو الذي قام بالتنسيق مع العصابات الصهيونية الأخرى باغتيال الكونت برناوت في 17/9/1948. وقد دفع هذا الحادث الذي أثار حفيظة العالم كله الحكومة الإسرائيلية إلى ملاحقة أعضاء منظمة ليحي واعتقال قادتهم. وحكم على اثنين منهم بالسجن 8 سنوات و5 سنوات, ولكن سرعان ما أطلق سراحهما بعفو خاص. بعد فوز نتان فريدمان (أحد المحكومين باغتيال برنادوت) في انتخابات الكنيست* الأولى عن قائمة المحاربين وقعت انقسامات في صفوف ليحي فأصبحت ثلاثة أجنحة تزعم الجناح الأول نتان فريدمان الذي انضم فيما بعد إلى الهستدروت* وانضم الجناح الثاني إلى بعض الحركات اليسارية المتطرفة, وأسس الجناح الثالث الذي يتزعمه شيب جمعية المحاربين القدامى. اعترفت الحكومة الإسرائيلية فيما بعد بأن الخدمة العسكرية في صفوف ليحي خدمة خاضعة للتقاعد فصفت لجميع الذين خدموا فيها وراتب التقاعد المستحقة لهم ومنحت بعضهم وسام محاربي الدولة.
مدينة حولون
مدينة صهيونية اشتق اسمها من كلمة <<حول>> العبرية بمعنى رمل, لأنها تقوم فوق كثبان رملية. وقد استوطنت جماعات صهيونية سنة 1925 منطقة حولون, وأقامت أول الأمر أكواخا بسيطة فوق مساحة من الأرض تابعة لمدينة يافا العربية, ثم تولت مجموعة شركات صهيونية تطوير هذه الضاحية بين عامي 1934 و1940 فبنت المساكن الكثيرة فوق كثبان الرمال. وقد جذبت هذه المساكن الجديدة أفراد الطبقة العاملة بخاصة, لرخص أجرتها بالنسبة إلى بيوت مدينة تل أبيب المجاورة. ولذلك نمت البلدة نموا سريعا, فما إن حل عام 1940 حتى كانت تضم خمسة أحياء يسكنها 1,800 نسمة معظمهم من العمال. وفي ذلك العام أصبح لحولون مجلس محلي يدير شؤونا ويتهم بتطويرها. تابعت البلدة نموها بين عامي 1941و 1948 فشهدت تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الصهيونيين للإقامة فيها. وبدأت بعض المشروعات الصناعية تشاد على أراضيها الرخيصة. وقد أصبح عدد سكانها عام 1948 زهاء 7,000 نسمة. وأنشئ حولها عدد من الضواحي والأحياء الجديدة, حتى غدت عام 1950 مدينة ذات مجلس بلدي. وارتبطت هذه المدينة الصناعية وضواحيها بتل أبيب ارتباطا وثيقا لقربها فهي لا تبعد عنها أكثر من 4 كم, بل كادت تلتحم بها. وتل أبيب هي المركز الرئيس بالنسبة إلى حولون, فهي توفر لسكانها فرص العمل المتنوعة, وهي معتمد حولون في شؤونها المالية والتجارية والتسويقية والتعليمية والصحية والترفيهية وغيرها. وقد استفادت حولون من موقعها داخل منطقة تل أبيب, وساعدها ذلك على التطور والازدهار, فهي تقع على خط السكة الحديدية والطريق الرئيسية إلى القدس, وتتصل بطرق معبدة بكل من تل أبيب وبت يم, وريشون لتسيون, وترتبط بمرفأي يافا ـ تل أبيب و أسدود القريبين. وإذا كانت قيمة موقع حولون كبيرة فإن قيمة أرضها أقل شأنا, فهي أرض رملية تركت آثارها في وظائف المدينة التي تكاد تقتصر على الوظيفتين الصناعية والسكنية. فالرمال التي تحاصر المدينة من جميع الجهات ليست بيئة صالحة للزراعة. وقد دفع رخص أسعار الأراضي إلى إقامة المشروعات الإسكانية والصناعية. ومخطط المدينة مستطيل اتجه النمو العمراني فيه ناحية الجنوب فبلغت مساحة المنطقة التابعة لبلدية المدينة 19,500 دونم سنة 1950. يقوم اقتصاد حولون على الصناعة التي تتركز في منطقة خاصة تربو مساحتها على 2,500 دونم وتضم مختلف المشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. وتعد حولون من أهم وأكبر المراكز الصناعية في الأرض المحتلة إذ يعمل في مصانعها 15,000 عامل تقريبا. وفيها 180 معملا ومصنعا و 350 مشغلا, وأهم صناعاتها النسيج والمعادن والخشب والكيمائيات والأدوات الكهربائية والمواد الغذائية والآثاث المنزلي والجلود. وفي المدينة مركز تجاري يضم 130 مخزنا. وفيها الكثير من المدارس لمختلف المراحل, بالإضافة إلى مدرسة تكنولوجية وعدد من المراكز الثقافية. وقد أقيمت على مساحة واسعة من الأرض عند مدخل حولون مدينة سياحية ترفيهية. سكان حولون خليط من المهاجرين الصهيونيين الذين يرجعون إلى أصول مختلفة. وقد نما عدد سكانها منذ عام 1948 نموا مطردا, فأصبح 49,000 نسمة عام 1961, و 74,000 نسمة عام 1967, و 106,700 نسمة عام 1973.
مدينة رحبوت
مدينة صهيونية من مدن قضاء الرملة تقع على بعد 10كم جنوب غربها وعلى مسافة نحو 20 كم جنوب شرق يافا ـ تل أبيب, ولموقعها الجغرافي أهمية كبيرة لتوسطها السهل الساحلي الفلسطيني, من جهة ولكونها عقدة مواصلات هامة للطرق البرية والسكك الحديدية من جهة ثانية فهي على مفترق الطرق القادمة إليها من الجنوب سواء من عسقلان و أسدود في السهل الساحلي أو من بير السبع في النقب وتصلها طرق رئيسية بكل من اللد والرملة في الشمال الشرقي, ويافا ـ تل أبيب في الشمال الغربي, علاوة على اتصالها بمدينة القدس في الشرق. ويمر بطرفها الغربي خط سكة حديد القنطرة ـ حيفا, وعلى مسافة قريبة إلى الشرق خط سكة حديد بير السبع ـ حيفا. تأسست رحبوت بتاريخ 5/3/1890 فوق رقعة منبسطة من السهل الساحلي. وتعد من أقدم المستعمرات الصهيونية في فلسطين. ويعني اسمها المكان الرحب دلالة على اتساع رقعتها وانبساطها. وتسمى أيضا ديران. وقد أنشأها 300 من المزارعين الصهيونيين. وتعد من أهم المدن الزراعية الصهيونية وأكثرها شهرة في زراعة الحمضيات. ولذا عرفت أيضا ببلدة الحمضيات لتوسطها نطاقا من البساتين المزروعة بها وإنتاجها قرابة خمس ما تنتجه فلسطين منها. وهناك عدة عوامل لنجاح زراعتها في منطقة رحبوت, منها اعتدال المناخ ووفرة الأمطار والمياه الجوفية وخصب التربة. وإلى جانب أهمية رحبوت الزراعية فإن فيها صناعات كثيرة كصناعة الأدوات العلمية والطيبة والبلاستيكية والجلد الاصطناعي والزجاج والصناعات الخاصة بمستخرجات الألبان والأغذية وعصير الحمضيات (ر:الصناعة).وهي مدينة علمية هامة لوجود المعهد المركزي للبحوث الزراعية ومعهد وايزمان لعلوم الكيمياء الحيوية والفيزياء و التكنولوجيا فيها. وفيها مجموعة من المستشفيات والمدارس, ومفاعل ذري اختباري ومحطة لمراقبة الإشعاعات النووية. نما عدد سكانها من 12,000 نسمة عام 1948 إلى 29,000 نسمة عام 1956 و 34,000 عام 1966 و 36,000 نسمة عام 1969 و43,300 نسمة عام 1973.
مدينة ريشون لتسيون
مدينة صهيونية, وأول مستعمرة أسستها منظمة البيلو, في فلسطين في موقع عيون قارة العربية عام 1882م. وكان أول سكانها الذين لم يزد عددهم على عشرة أفراد من الصهيونيين المهاجرين من روسيا. وقد مكنهم مساعد القنصل البريطاني في يافا آنذاك من الحصول على 3,330 دونما من الأرض لمستعمراتهم. نما عدد سكان المستعمرة إلى 100 نسمة في السنة الأولى من نشأتها. وواجه هؤلاء السكان صعوبات مالية في ذلك الوقت فأمدهم البارون إدموند دو روتشليد بمبلغ 25,000 فرنك فرنسي. وقد أصبح للمستعمرة مجلس محلي عام 1921 وتحولت إلى مدينة ذات بلدية منذ عام 1950. تقع ريشون لتسيون جنوبي شرق تل أبيب بمسافة 15 كم في مقاطعة رحبوت من السهل الساحلي, ويتميز موقعها الجغرافي بأهمية كبيرة لوقوعها على الطريق الرئيسية للسهل الساحلي, بل إن هذه الطريق تخترق المدينة من وسطها. وترتبط المدينة إضافة إلى ذلك بمدن أخرى مجاورة كاللد, والرملة ورحبوت ونس تسيونا بطرق ريشون لتيسون بخط السكة الحديدة الرئيس بين اللد ويافا, الأمر الذي يزيد من أهميتها ويضاعف من سرعة نموها سكانيا وعمرانيا. يقوم موقع المدينة على أرض سهلية منبسطة بمحاذاة الكثبان الرملية الشاطئية. وينمو العمران فيها على طول الطرق التي تخترق المدينة من الشمال إلى الجنوب, ومن الشرق إلى الغرب. ولكن الامتداد الأكبر للمدينة يتجه من الشرق نحو الغرب حيث يزحف العمران فوق الرمال. ومخططها مستطيل, فمعظم شوارعها مستقيمة متعامدة. ويقع قلب المدينة التجاري في الوسط على طول امتداد الطرق الرئيسية التي تخترق المدينة. وتتميز ريشون لتيسون باتساع رقعة أراضيها التي تزيد مساحتها على 44,000 دونم. واتساع مساحة أراضي المدينة وغناها بالمياه الجوفية بالإضافة إلى قربها من تل أبيب, عوامل هامة تزيد في نموها وتوسعها. للمدينة وظائف كثيرة هي الوظائف الزراعية والتجارية والصناعية والثقافية. وقد مارس السكان حرفة الزراعة منذ نشأتها الأولى عندما هاجر إليها العمال الزراعيين والإداريين الذين كانوا يشرفون على أعمال الزراعة في الإقليم. وتحول النمط الزراعي للأراضي الزراعية من الحبوب إلى الفواكة ولاسيما الحمضيات والعنب, التي أصبحت في السنوات الأخيرة دعامة قوية في اقتصاد المدينة. وأما الوظيفة التجارية فقد برزت بسبب الموقع الجغرافي للمدينة ترتبط بمجموعة مدن قريبة. والمدينة مركز صناعي ينتج النبيذ والبلاط والفخاريات وشفرات الحلاقة والزيت والصابون والألمنيوم والزجاج والأخشاب والبيرة وعصير الفواكة والمطاط. وفيها مفاعل ذري ومحطة لمراقبة الإشعاع النووي. وهي مركز ثقافي يضم المدارس والمكتبات والمعاهد الثقافية. وقد نما عدد سكانها من 500 نسمة عام 1897 إلى 2,130 نسمة عام 1917 و 10,500 نسمة عام 1984 و 46,500 نسمة عام 1970 و 58,600 نسمة عام 1973.
يتــــــــبع
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الخميس مايو 13, 2010 4:42 am | |
| اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية مدينة: رامات غان مدينة صهيونية يعني اسمها الحديقة المرتفعة. وقد تأسست عام 1914 كموشاف على يد عشرين من صهيوني أوربا الشرقية, وأصبحت ذات مجلس بلدي عام 1925 ومدينة منذ عام 1950. وهي اليوم رابع مدينة صهيونية من حيث عدد السكان. تقع رامات غان في السهل الساحلي شمالي شرق تل أبيب. وضمن مقاطعتها وجنوبي غرب بتاح تكفا وجنوبي نهر العوجا. وموقعها هام لارتباطها بشبكة مواصلات كثيفة جيدة مع المدن والمستعمرات المجاورة. فهي على الطريق الرئيسية للسهل الساحلي, وتمر بها طريق تل أبيب ـ ناتانيا الساحلية بساتين الحمضيات ومن بعضها الآخر المصانع. كان لموقعها الهام على طرق المواصلات وللمشروعات الصناعية التي بدأت تنتشر فيها منذ الثلاثينات الفضل الأكبر في نمو عمرانها. فقد كانت مساحة منطقة بلديتها 8 كم في عام 1984 فأصبحت 15 كم2 عام 1968, أي أنها تضاعفت خلال عشرين عاما. وقد اتصلت المدينة بكل من تل أبيب في الغرب والشمال وبين براق في الشرق, وتجاورها مدينة جفعيتم في الجنوب الغربي ورامات هشاورن في الشمال الشرقي. والوظيفة الصناعية أهم وظائف رامات غان. فالمدينة من أكبر المراكز الصناعية الصهيونية, وفيها أكبر مصانع الأحذية ومصنعان شهيران أحدهما للنسيج والآخر للأدوية, بالإضافة إلى صناعة الشوكولاته والمعلبات والعصير ولفائف التبغ والدباغة والخشب ومواد البناء والحياكة والألعاب والقداحات (ر: الصناعة). ورامات غان مركز ثقافي ورياضي وسياحي هام. ففيها 76 مؤسسة ثقافية ومتحف للطيران وملعب رياضي (ستاد) يتسع لستين ألف متفرج وناد زراعي وعدد من الحدائق العامة وحدائق الأطفال والفنادق السياحية والمسارح و المشافي. نما عدد سكان هذه المدينة بسرعة نتيجة ما سبق ذكره من موقع جغرافي هام وقرب من تل أبيب وتطور صناعي. وكان عددهم 140 نسمة عام 1922 فأصبحوا 17,000 نسمة عام 1948و 65,000 نسمة عام 1956 ثم بلغوا 121,000 نسمة عام 1973.
لجنة موم عندما عقد المؤتمر البريطاني ـ العربي في لندن بين 7/2 و15/3/1939 وجد من الضروري إجراء تحقيق عن علاقة الرسائل المتبادلة بين السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في القاهرة, والشريف حسين شريف مكة عن الوضع في فلسطين (ر:الحسين ـ مكماهون, مراسلات). وقد ألفت لجنة لدرس تلك الرسائل ضمت عن الجانب العربي نوري السعيد, وعبد الرحمن عزام, وعوني عبد الهادي* وموسى العلمي, وجورج أنطونيوس* السكرتير العام للوفود العربية, والسير متشيل ماكدونيل رئيس المحكمة العليا في فلسطين سابقا بصفة مستشار. وضمت اللجنة عن الجانب البريطاني اللورد موم Maugham قاضي القضاة في إنكلترا, والسير غراتان بوش المستشار بوزارة الخارجية, و معهما السير ج.هيورث دن أستاذ اللغة العربية في مدرسة الدراسات الشرقية بجامعة لندن كمستشار, والمستر ج.ر. كولفيل السكرتير الثالث بوزارة الخارجية كسكرتير للجانب البريطاني. اجتمعت اللجنة المذكورة في مجلس اللوردات أربع مرات بين 23/2 و16/3/1939 ودرست مراسلات مكماهون ـ حسين وحوداث معينة لاحقة ووثائق أخرى رأى ممثلو بريطانيا أنها قد تلقي ضوءا على معنى المراسلات أو المقصود منها. وقدمت اللجنة تقريرها في 16/3/1939. في بداية اجتماعات اللجنة بين اللورد موم أنه ليس حاضرا بصفته القضائية, وليس له أن يفصل كقاض في صحة آراء الحكومة البريطانية في الموضوع المطروح أو آراء العرب, وإنما هو ممثل للحكومة البريطانية مهمته الوحيدة شرح آرائها وبيان حججها حول هذا الموضوع. وتتلخص الحجج التي قدمها المندوب العرب في: 1)إن فلسطين كانت داخلة في منطقة الاستقلال العربي حسبما ظهر من مراسلات مكماهون ـ حسين. 2) وأن الدليل التاريخي يلقي ضوءا على نيات الحكومة البريطانية في سنة 1916. وهو يثبت أن الساسة البريطانيين عند درسهم لما طلبته فرنسا من حصول على مركز خاص في سورية (ومن ضمنها فلسطين) شعروا بأن الضرورة تقضي بمقاومة مطلب فرنسا فيما يتعلق بفلسطين ولم يعترفوا لها به إلا فيما يتعلق بأجزاء من سورية الشمالية. فالتحفظ الذي وضعه السير هنري مكماهون في مذكرته المؤرخة في 24/10/1915 يجب أن يقرأ في ضوء الموقف الذي كانت تتخذه وزارة الخارجية البريطانية في ذلك الوقت. 3) إن استثناء فلسطين من منطقة الاستقلال العربي لا يبرره إلا الاستناد على مطالب فرنسا, وقد نزلت فرنسا أخيرا مطلبها فيما يتعلق بفلسطين فقد المبرر ما يمكن أن يكون له من قوة. 4) إن السير هنري مكماهون قد قبل منطقة الاستقلال العربي عدا <<التحفظات>>. ولم يرد ذكر فلسطين في هذه التحفظات فهي إذا داخلة في منطقة الاستقلال العربي. ويمكن تلخيص الحجج التي أدلى بها المندوبون البريطانيون فيما يلي: 1) كانت فلسطين في مركز خاص جدا في الوقت الذي دارت فيه المراسلات لكونها بلادا مقدسة لديانات ثلاث كبرى, ولأن لبريطانيا فيها بوصفها مجاورة لمصر وقناة السويس مصالح عملية واضحة, ولأنها لم تكن بلادا عربية صرفا. 2) إن ما استثناء السير هنري مكماهون في كتابه المؤرخ في 24/10/1915 من منطقة الاستقلال العربي التي طلبها الشريف حسين في كتابه المؤرخ في 14/7/1915, وهو <<أجزاء من سورية واقعة غربي ولايات دمشق وحمص وحماة وحلب>>, يخرج ذلك القسم من سورية الجنوبية من ولاية بيروت السابقة وسنجق القدس الذي يعرف الآن بفلسطين. 3) إن التحفظ الوارد في كتاب هنري مكماهون فيما يتعلق بالمصالح الفرنسية ينطبق وما زال يسري منذ ذلك الوقت على كل الأرض التي طالبت بها فرنسا في 24/7/1915, وبالتالي على فلسطين التي كانت تعد في ذلك الوقت جزءا من سورية. وهذا التحفظ يستمر سريانه على هذا الوجه حتى لو نزلت فرنسا فيما بعد نهائيا عن مطلبها الخاص بفلسطين لسبب من الأسباب. 4) إن السير هنري مكماهون والسير غلبرت كلايتن وقد اشتغلا بصوغ المراسلات من القاهرة قررا بعد ذلك أن المقصود من هذه المراسلات إخراج فلسطين من منطقة الاستقلال العربي. وقد رد المندوبون العرب على الحجج البريطانية بملاحظات كتابية.وتولي السير متشيل ماكدونيل القانونية للردود التي تتلخص في ما يلي: 1) أن القول بأن الصيغة المقدسة لفلسطين وجوارها لمصر يجعلان تسليمها إلى الحكم العربي بدون ضمانات أمرا غير معقول, إن هذا القول يفنده أن السير هنري مكماهون نص بصراحة على ضمانات خاصة بسلامة الأماكن المقدسة وبالتعاون البريطاني في إنشاء حكومة عربية صالحة. وقد نص مكماهون على مثل هذه الضمانات الخاصة بالأماكن المقدسة لإثبات أنه كان يفكر في فلسطين ويعنيها حين قطع العهود البريطانية للشريف حسين. 2) إن القاعدة السلمية للحكم في الموضوع كله هي المراسلات نفسها. وأن ما قاله السير هنري مكماهون في عام 1937 من أنه كان يقصد أن يخرج فلسطين من منطقة الاستقلال العربي لا يجوز أن يكون له من الوزن والقيمة فوق ما يستحق. وأن ما كان يعنيه أو يقصده فيما بعد لا قيمه له على الإطلاق لأنه لم يكن هو الذي يقطع العهود بل الحكومة البريطانية التي كان هو مجرد أداة لها. والشيء نفسه يقال عما صدر عن السير غلبرت كلايتن في عام 1923. 3) إن الرجل البريطاني المسؤول عن السياسة البريطانية التي رسمت آنذاك كان السير إدوارد غري وزير الخارجية. وقد خطب في مجلس اللوردات في 27/3/1923 فقال:<<إن يشك شكا كبيرا في صحة تفسير الحكومة البريطانية للعهد الذي أمر هو بأن يقطع للشريف حسين في سنة 1915. ثم رد المندوبون البريطانيون بما يلي: 1) إن حجة العرب فيما يتعلق بتفسير المراسلات كما شرحت للجنة, ولا سيما فيما يتعلق بمعنى عبارة (أجزاء من بلاد الشام واقعة إلى الغرب من ولايات دمشق وحمص وحماة وحلب), لها من القوة أكثر مما كان يبدو من قبل. 2) يوافق المندوبون البريطانيون على أن فلسطين كانت داخلة في المنطقة التي طالب بها الشريف حسين في كتابه المؤرخ في 14/7/1915, وما لم تكن فلسطين قد استثنيت فيما بعد من هذه المنطقة فإن يجب عدها داخلة في المنطقة التي تعهدت بريطانيا بالاعتراف بالاستقلال العربي فيها وتأييده. وأن العبارة التي ورد فيها استثناء فلسطين لم تكن محددة وصريحة أو غير قابلة للخطأ كما ظن في وقتها. وقالت اللجنة المشتركة إنه ليس من اختصاصها أن تبدي رأيا في التفسير الصحيح للبيانات المختلفة التي تلت مراسلات حسين ـ مكماهون, مثل اتفاقية سايكس ـ بيكو* ووعد بلفور*, ورسالة هوغارث إلى الملك حسين في كانون الثاني 1918, والتأكيدات التي أعطاها اللورد اللنبي للأمير فيصل في 13/10/1918, والتصريح البريطاني ـ الفرنسي في 7/11/1918. ومع ذلك ترى اللجنة أنه يتضح من هذه البيانات أن الحكومة البريطانية لم تكن حرة في التصرف بفلسطين دون مراعاة رغبات أهالي فلسطين ومصالحهم. وأن هذه البيانات يجب أن تدخل في الحساب عند محاولة تقدير المسؤوليات التي تحملتها الحكومة البريطانية حيال هؤلاء الأهالي كنتيجة للمراسلات كائنا ما كان تفسيرها. واضح مما تقدم أن لجنة موم لم تشكل لتحسم في الظلامات العربية من بريطانيا بل لتمتص النقمة العربية ليس إلا.ولا أدل على ذلك من أنها رغم ميلها في النهاية إلى الحجج العربية حول مضمون رسائل مكماهون والشريف حسين فيما يتعلق بفلسطين فإنها لم تبت فيها, كما أن آراءها النهائية حفظت في ملفات وزارة الخارجية البريطانية ليطويها النسيان.
لجنة هيكرافت في الأول من أيار 1921 نظمت الهستدروت* مظاهرة للعمال اليهود في الشوارع الخارجية لمدينة يافا فتعرض لها جمهور من الحزب الشيوعي اليهودي وقام بالاعتداء على المتظاهرين ورد مظاهرتهم إلى جهة الحي الإسلامي ـ اليهودي المشترك. وحدثت مشاجرة بين العرب واليهود لأن المظاهرين اليهود كانوا يرفعون الرايات الصهيونية والرايات الحمراء, الأمر الذي استفز مشاعر الوطنيين فرأوا في ذلك التصرف إعلانا عن حكومة يهودية في البلاد. وقد أطلق اليهود النار على العرب واشتبك الفريقان وقتل عدد من كل منهما, الأمر الذي اضطر حاكم يافا إلى طلب قوة عسكرية بريطانية من اللد لفض الاشتباكات. وفي صباح اليوم التالي استؤنفت الاضطرابات وسقط عدد آخر من القتلى من الطرفين. وبطشت القوات البريطانية بالمتظاهرين العرب الذين طالبوا بإحلال قوات هندية محل القوات البريطانية, كما طالبوا بالسلاح ليدافعوا عن أنفسهم أمام الصهيونيين المسلحين. امتدت الاضطرابات إلى المناطق المجاورة لمدينة يافا. ففي قرية ملبس اعتدى الصهيونيون على مواطنين عرب وقتلوا منهم أطفالا و هتكوا أعراض النساء و بقروا بطونهن وطرحوهن عاريات. وقد استمرت هذه الاضطرابات حوالي خمسة عشر يوما قام العرب خلالها بالرد على اعتداءات اليهود فهاجموا مركز الهجرة الصهيوني وبعض المستعمرات بين يافا* و طولكرم*. وتجمع المصادر التاريخية على أن معظم القتلى من العرب سقطوا بسلاح القوات البريطانية التي كانت تبادر عادة إلى البطش بهم. وكانت حصيلة هذه الاضطرابات 47 قتيلا و146 جريحا من اليهود و48 قتيلا و73 جريحا من العرب (ر:يافا , ثورة). وجاءت عمليات القمع البريطانية الجديدة ضد العرب في يافا بعد أسابيع قليلة من عمليات القمع الوحشية التي مارستها قوات الشرطة البريطانية على المتظاهرين العرب في حيفا (28/3/1921) إبان زيارة تشرشل وزير المستعمرات البريطاني لفلسطين احتجاجا على تصريحاته الممالئة للصهيونية وتأكيده أن بريطانيا مصممة على تنفيذ وعد بلفور* وإقامة الوطن القومي اليهود في فلسطين. وقد رأت الحكومة البريطانية أن روح العداء لها بسبب ميلها الواضح إلى اليهود قد تفاقمت, وأن اضطرابات يافا التي امتدت لتشمل قضاءها كله تنذر بالامتداد إلى مناطق أخرى من فلسطين. وفي محاولة منها لامتصاص النقمة الجديدة التي زاد من حدتها تنكيل قوات الشرطة البريطانية بالعرب مجددا بادرت إلى تأليف لجنة للتحقيق في ملابسات أحداث يافا, وأسندت رئاستها إلى السير توماس هيكرافت قاضي فلسطين, وعينت ج. سنايس وه. لوك عضوين فيها. بدأت اللجنة عملها في أواخر أيار 1921 وأجرت كثيرا من الاتصالات بالمؤسسات العربية, ولا سيما الجمعية الإسلامية ـ المسيحية في يافا, واستمعت إلى عشرات الشهود من يافا وقضائها. كما تلقت تقريرا عن أحداث يافا من الجمعية الإسلامية ـ المسيحية فيها. وفي تشرين الأول 1921 قدمت اللجنة تقريرها إلى مجلس العموم البريطاني. وقد حاولت أن تشرح فيه الأسباب الحقيقية للاضطرابات التي كانت مظاهرة أول أيار في يافا الشرارة التي أشعلتها فقال أن الشعور السائد في البلاد ضد اليهود هو السبب الأساسي لوقوع الاضطرابات, وهو ناشئ عن خطة الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالوطن القومي اليهودي وموقفها الواضح في مساعدة الصهيونية لتحقيق ذلك. الأمر الذي نجم عنه كراهية العرب للسلطة البريطانية وتوحدهم مسلمين ومسيحيين في معاداة اليهود. وقالت اللجنة أنه لا أساس لاتهامات اليهود بأن العرب هم الذين دبروا هذه الاضطرابات لأن الأول من أيار 1921 كان عيد الفصح عند العرب الأرثوذكس, وكانوا في بيوتهم يتقبلون التهاني من أصدقائهم المسلمين. وأما الهجمات العربية على المستعمرات اليهودية المجاورة ليافا فقد كان سببها الإشاعات التي انتشرت عن قتل اليهود للعرب في حوادث يافا. ثم بسطت اللجنة شكاوى العرب التي استخلصتها من شهود متعددين مسلمين وأرثوذكس ولاتين وروم كاثوليك وأنغليكان بينهم كهنة الطوائف المسيحية المذكورة. وقد أجمعت هذه الشكاوى على أن الصهيونيين يسيطرون على الحكومة البريطانية في لندن, الأمر الذي دفع إدارتها في فلسطين إلى انتهاج خطة ترمي إلى تأسيس وطن قومي لليهود لا خطة تستهدف مصلحة جميع سكان فلسطين أو منفعتهم. كما أن السلطات البريطانية مكنت المنظمة الصهيونية* من أن تكون حكومة داخل حكومة فلسطين. فخطة الصهيونية ترمي إلى إغراق فلسطين بعناصر يهودية متخصصة في الشؤون الإدارية والتجارية, الأمر الذي يتيح لليهود تفوقا نوعيا على العرب. ولذلك زاد عدد الموظفين اليهود في حكومة فلسطين زيادة مذهلة لا تتناسب وعدد اليهود, وأجمعت الشكاوى على أن المهاجرين اليهود يشكلون خطرا اقتصاديا على أهالي فلسطين لما يلاقيه هؤلاء المهاجرون من تسهيلات. وجاء في الشكاوى أن اليهود والمهاجرين ولا سيما شباب الحالوتسيم, يسيئون للعرب بعجرفتهم وخروجهم على الآداب العامة في الشوارع واحتقارهم العادات الاجتماعية العربية. وأشارت اللجنة إلى أن تبجج اليهود أثار المشاعر ضدهم وأنهم حين كانوا أقلية في العهد التركي لم يكن أحد يكرههم أو يضايقهم, ولكن تدفق الهجرة اليهودية وممالأة حكومة الانتداب للصهيونية جعلا العرب يعتقدون أن اليهود أصبحوا ذوي نفوذ عظيم في الحكومة, وهذا ما أثار لديهم شعور النقمة والكراهية والعداء. وقد اهتمت اللجنة في تقريرها بإبراز درجة الوعي السياسي لدى عرب فلسطين فأشارت إلى أنهم يحرصون على قراءة ما يكتبه عنهم الصهيونيون ومؤيدوهم في الخارج. وأوردت على سبيل المثال ما قدمه أحد الشهود من فقرات مهيجة ضد العرب في كتاب طبع في لندن عام 1918, عنوانه <<إنكلترا وفلسطين>> من تأليف ه .سايدبوثام. وضمت اللجنة تقريرها فقرات وردت في مقال افتتاحي لجريدة <<الجويش كرونيكل >> البريطانية (25/5/1921) جاء فيه أن الحل الوحيد لمسألة فلسطين هو إعطاء اليهود ـ كيهود ـ حقوقا و امتيازات في فلسطين تمكنهم من جعلها يهودية, مثلما إنكلترا إنكليزية وكندا كندية. وقالت اللجنة أنها لم تكن تعلم مدى اقتناع المسؤولين الصهيونيين بهذه الأفكار إلا بعد استجوابها الدكتور ديفيد أيدر نائب رئيس المنظمة الصهيونية الذي يعد من المعتدلين. فقد قال: <<ليس من الممكن أن يكون في فلسطين سوى وطن قومي واحد هو الوطن اليهودي. ومن المستحيل أن تكون ثمة مساواة في الشركة بين اليهود والعرب. و ينبغي أن تكون هناك سيادة يهودية حالما يزداد هذا العنصر ازديادا كافيا>>. وأضاف أيدر قائلا : <<يجب أن يسمح لليهود لا للعرب بحمل السلاح, لأن تسليح اليهود دون سواهم هو الكفيل بتحسين العلاقات بينهم وبين العرب>>. كانت قيمة تقرير اللجنة تكمن في فضحه تواطؤ الحكومة البريطانية مع الخطة الصهيونية الرامية إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين, وفي تقديمه مبررات النقمة العربية على الحكومة البريطانية الممالئة للصهيونية ومبررات العداء العربي (الإسلامي والمسيحي) لليهود في فلسطين. وقد شنت الدوائر الصهيونية هجوما عنيفا على التقرير فاعتبره وايزمن هدية قدمت إلى خصومه الذين أحسنوا استغلاله لتشويه أغراض الصهيونية, وذهب وايزمن إلى أنه غرس بذور المتاعب التي واجهها الصهيونيون في فلسطين في السنوات التالية. أرض الموتى - شيول «أرض الموتى» ترجمة لكلمة «شيول» العبرية التي تستخدم كاسم علم, وهي مجهولة الأصل وتأتي دائما في صيغة المؤنث وبدون أداة تعريف ولا تظهر في اللغات السامية الأخرى. وتشير الكلمة إلى مكان يسكن فيه الموتى. وقد أشير إليه بأسماء أخرى, مثل «عفر» أي «تراب»,«جفر», أي «قبر», كما استخدمت عبارات شتى للإشارة إليه مثل «مكان السكنى», و«أماكن الأرض السلفى», و«أرض الظلمة». وتقع شيول إما تحت الأرض, أو تحت الماء, أو تحت قاعدة الجبال, وأحيانا تصور على هيئة تنين مخيف. وتعبر شيول مكانا محايدا, أي أنه لم يكن مكانا للثواب والعقاب يتساوى فيه الملوك والعامة والأثرياء والفقراء والسادة والعبيد والأخيار والأشرار, بل هو يكاد يكون مجرد مكان للدفن. ورغم أن الإله يتحم (حسب التصور اليهودي) في العالمين العلوي والسفلي, فإن الموتى لا يمكنهم التواصل معه أو التسبيح له (مزاميز 115/17), ذلك أنهم قد انحدروا إلى أرض السكون. ومع هذا, فيمكن استدعاء الموتى من هناك ليجيبوا عن أسئلة الأحياء. وشيول تشبه في كثير من النواحي عالم الأراللو أو عالم الظلمات في بلاد أرض الرافدين, فهو عالم مظلم لا حساب فيه وينسى من ينزل إليه. ومفهوم كلمة «شيول» مفهوم منطقي في السياق الحلولي الوثني للعهد القديم وعبادة يسرائيل, فالديانة القديمة ترى أن الجسد والروح شيء واحد, وأن الحياة الآتية امتداد للحياة الحالية. ولذا, فإن حياة ما بعد الموت, إن وجدت, فليست إلا صورة شاحبة لهذه الحياة تتسم بنوع من نقصان الحيوية. وحين يموت المرء, تذهب روحه وجسده إلى أرض الموتى. وقد تطور هذا المفهوم فيما بعد, في فترة ما بعد السبي البابلي حين ظهرت فكرة الثواب والعقاب الفرديين, بحيث أصبحت شيول المكان الذي نتظر فيه الموتى يوم الحساب حين يبعثون ليحاسبوا. ولذا, فقد قسمت شيول إلى أقسام مختلفة, ينتظر الأخيار في مكان خاص بهم, وينتظر الأشرار في أماكن أخرى مختلفة كل حسب درجة شره. ومن هنا, تداخل مفهوم كلمة«شيول» مع مفهوم كلمة «جيهنوم» (جهنم) وهو مكان العذاب الدائم للمذنبين.
مشمار هاموليديت: حرس الوطن حرس متطوعين تجندوا في أيام حرب العلمين, عندما اقترب الخطر النازي وأثار قلق الاستيطان اليهودي. وفي عام 1942, تشكل لواء «حرس الوطن» من أجل إعداد وتدريب الجماهير لمواجهة الخطر. وقد تلقى المجندون تدريبات أولية على استخدام السلاح والتدريبات الميدانية. وقد أعطيت التدريبات بشكل سريع واستمرت كل دورة سبعة أيام. وحتى نهاية أغسطس 1942, تجند في هذا الإطار أكثر من 5000 شخص. وعندما انتصرت دول الحلفاء على الجيش النازي والإيطالي في أفريقيا, بدأ الانحلال يصيب «حرس الوطن». وقد انضم جانب من أفراده إلى منظمة الهاجاناه.
مشمار هاعام: حرس الشعب وحدة متطوعين من اليهود في القدس, أقيمت في سبتمبر 1947 في مبادرة من لجنة الطائفة اليهودية في المدينة, وكانت مهمتها المحافظة على النظام العام في المدينة, وتنظيم الجمهور اليهودي وإعداده للعمل في صوف منظمة الهاجاناه. وقد ضم حرس الشعب الشيوخ أو الذين لم يستطيعوا العمل ضمن منظمة الهاجاناه لأسباب صحية وغيرها. وقد أقيمت أيضا وحدة لـ «حرس الشعب» في حيفا وضواحيها.
مزراحي (واسمه بالكامل بالعبرية هستادروت هامزراحي) وهو اسم الحزب الذي كان يعمل في إطار النقابات الصهيونية العالمية منذ عام 1902, والذي أقيم كهيئة مستقلة في البلاد (فلسطين ثم إسرائيل) حتى عام 1956. والمزراحي الذي اشتق اسمه من الأحرف الأولى لكلمة ـ مركز روحاني ـ أفشئ بمبادرة من الحاخامات البارزين القليلين الذين انضموا لتيودور هرتسل من أجل تجميع وتوحيد <<كل أؤلئك الصهيونيون المطلوبون بتطهير الصهيونية العملية (التطبيقية) من أي تدخل أجنبي أو الذي لا يقف في علاقة مباشرة لمساندة الصهيونية السياسية العملية (التطبيقية) من أي تدخل أجنبي أو الذي لا يقف في علاقة مباشرة لمساندة الصهيونية السياسية والعملية>>. وبذلك تم إخفاء المعارضة للأنشطة الثقافية للحركة الصهيونية, والتي بسببها انسحب عدد من مؤسسي <<هامزراحى>> من الحركة ومن الهستادروت (اتحاد النقابات العمالية العام) الصهيونية عام 1911. ومنذ ذلك الوقت فصاعدا اهتمت حركة هامزراحى كذلك بقيادة <<يهودا ليف سيمون>> و<<مئير بار إيلان>> بأنشطة ثقافية وتعليمية, ولفترة ما أقامت في البلاد شبكة تعليمية متشعبة الأنشطة, وقامت بتطوير مؤسسات ثقافية (مثال مؤسسة الحاخام كوك التعليمية وجامعة بار إيلان) كما أنشأت الحركة عام 1938 الجريدة اليومية الدينية هاستوفيه والتي ما زالت تصدر إلى اليوم. وبدأت أنشطة هامزراحى في فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى (وإن كانت بحجم متواضع) وفي عام 1920 أصبحت حركة <<هامزراحى>> بمثابة أول حزب صهيوني حدد مركزها العالمي في مدينة القدس. وقد أخذ ممثلوه على عاتقهم جزءا من العمل في حياة الييشوف اليهودي (الاستيطان اليهودي في أرض فلسطين) وفي مؤسساته. بما في ذلك اللجنة القومية وإدارتها وبادروا بإنشاء الحاخامية الأولى وعملوا لانتخاب أفراهام يتسحاق هاكوهين كوك, كحاخام أكبر. وفي المقابل كان حزب مزراحي شريكا في ائتلاف الإدارة الصهيونية منذ عام 1921 و (باستثناء السنوات 27ـ 1929 وكذلك 1933 ـ1935). وفي الجمعية العمومية الأولى للمنتخبين عارض ممثلو مزراحي منح حق الانتخاب للنساء.ولكنهم قبلوا بذلك بعدها. وفي حزب مزراحي ـ على النقيض من حركة هابوعيل هامزراحي التي انبثقت عنه ـ برزت نظريات الصهيونية (يمينية متطرفة). وقد عارض العديد من زعماء الحركة في نهاية الثلاثينيات على خطط التقسيم. لأسباب مبدئية دينية, وتحفظوا على سياسة ضبط النفس, وخرجوا ضد حاييم فايتسمان وأيدوا تنظيمات المنشقين. ومع ذلك كان يهودا ليف ميمون شريكا في الحلف التاريخي مع حركة العمل, والذي قام عام 1935. وأكثر من العمل للتنسيق مع دافيد بن جوريون. وقد كان لحزب مزراحي ثلاثة مندوبين في مجلس الشعب وفي مجلس الدولة المؤقت وممثل واحد في إدارة الشعب وفي الحكومة المؤقتة. وفي الانتخابات للجمعية العمومية العامة المؤسسة كان حزب مزراحي شريكا في الجبهة الدينية الموحدة, على الرغم من التناقضات بينها وبين فصائل أجودات يسرائيل, كما كان زعيمها يهودا ليف ميمون على رأس قائمة الجبهة. وفي الانتخابات للكنيست الثانية تنافس حزب مزراحي بقائمة مستقلة, برئاسة تسفى بنكاس, وحصل على 10383 صوتا (51, 1%) وعلى معقدين واستمرارا لذلك انضم تكتل حزب <<هامزراحى>> إلى لائتلاف الحكومي وحصل على حقيقة المواصلات. وفي الانتخابات للكنيست الثالثة كان حزب مزراحي شريكا ثانويا لحزب <<هابوعيل هامزراحي>> في إطار جبهة دينية قومية, بزعامة موشيه شاييرا وفي عام 1956 تم اندماج الهيئتين في إطار الحزب الديني القومي (المفدال) ومع ذلك ظل اسم مزراحي يستخدم كلقب لمجمل بعثات حزب المفدال في الشتات ـ حركة هامزراحى العالمية ـ في إطار الحركة الصهيونية.
مشروع آلون طرح الوزير الإسرائيلي ييغال آلون على حكومته في شهر تموز عام 1967 مشروعاً يتعلق بالمناطق المحتلة من فلسطين, أي الضفة الغربية وقطاع غزة. وهو أول وزير إسرائيلي يطرح <<تصوراً>> للتسوية في المنطقة من وجهة نظر إسرائيلية. لكنه لم يطرح تصوره هذا على أنه مشروع رسمي للحكومة الإسرائيلية آنذاك, رغم أن مشروعه هذا ظل أساساً لسياسة حكومة المعراخ (التجمع) في المناطق المحتلة, وورقة عمل رئيسية في مناقشات الحكومة بشأن المناطق وقضايا الاستيطان وغيرها. ولعل ما دفع آلون إلى وضع مشروعه أنه كان يطمح إلى استغلال مركز (إسرائيل) القوي بعد حرب1967 لإنجاز تسوية ضمن لها <<الحد الأقصى من الأرض والحد الأدنى من العرب>>. كما كان يرى الحاجة إلى وجود مشروع للتسوية تطرحه (إسرائيل) أساساً للمفاوضات في اتفاق سلام شامل أو جزئي, ويتحمل الجانب العربي المسؤولية في حال رفضه أو فشل المفاوضات. وفي أيلول 1976 نشر آلون في مجلة <<فورين أفيرز Foreign Affairs>> الأمريكية الفصلية دراسة بعنوان <<إسرائيل:حدود دفاعية>> يمكن ان تعتبر تطويراً وتكملة لمشروعه الاول الذي اقتصر على تناول مصير الضفة الغربية وقطاع غزة, بينما تناولت الدراسة الجديدة جميع الأراضي العربية المحتلة بعد عام 1967 والعلاقات مع البلدان العربية المعنية. ينص مشروع آلون الأساسي على النقاط التالية: 1) تصر (إسرائيل) على أن حدودها الشرقية يجب ان تكون نهر الأردن, وخطاً يقطع البحر الميت بكل طوله, في حين تبقى حدود الانتداب, على طول وادي عربة كما كانت قبل <<حرب الأيام الستة>>. 2) من أجل إنشاء نظام دفاعي متين من جهة, وتحقيق وحدة أراضي البلاد وتأمينها من ناحية جغرافية استراتيجية من ناحية أخرى, تضم (إسرائيل) إلى سيادتها المناطق التالية: (1) شريطا يتراوح عرضه بين 10 و 15 كم تقريباً على امتداد غور الأردن, من غور بيسان وحتى شمالي البحر الميت, على أن يشمل حداً أدنى من السكان العرب. (2) شريطاً عرضه بضعة كيلو مترات, تجري دراسته على الطبيعة, من شمالي طريق المواصلات بين القدس والبحر الميت, بحيث يتصل في مكان ما مع المنطقة الواقعة شمالي طريق: عطورات ـ بيت حورون ـ اللطرون, بما في ذلك منطقة اللطرون. (3) بالنسبة إلى جبل الخليل وصحراء يهودا يجب دراسة احتمالين: إما ضم جبل الخليل بسكانه وإما ضم صحراء يهودا, على الاقل من مشارف الخليل الشرقية حتى البحر الميت والنقب. (4) ومن اجل تجنب ضم عدد كبير من السكان العرب يجب النظر في إمكان الاكتفاء بضم صحراء يهودا فقط مع تعديلات أقل في الحدود. 3) يجب ان تقام في تلك المناطق, مستعمرات ريفية ومدنية وقواعد عسكرية دائمة وفق متطلبات الأمن. 4) يجب أن تقام شرقي القدس ضواح بلدية مأهولة بالسكان اليهود, بالإضافة إلى الإسراع في اعادة تعمير الحي اليهودي في البلدة القديمة وتأهيله. 5) تبادر(إسرائيل) إلى إقامة روابط مع زعماء وشخصيات من سكان الضفة الغربية كي تطلع على مدى استعداهم لإقامة إطار حكم ذاتي في الأراضي التي تكون تحت سيادة (إسرائيل). وقد يكون إطار الحكم الذاتي هذا مرتبطاً (باسرائيل). ويمكن أن يتمثل هذا الارتباط بوجود إطار اقتصادي مشترك, ومعاهدة دفاع مشترك, وتعاون تقني وعملي, واتفاقات ثقافية, وإيجاد حل مشترك لتوطين لاجئي قطاع غزة في الضفة الغربية. ومن الواضح أنه سيترتب على الحكومة أن تبادر إلى إعداد خطة عامة وشاملة وبعيدة المدى لحل مشكلة اللاجئين التي هي مشكلة مؤلمة وغير قابلة لحل كامل إلا على أساس تعاون إقليمي يحظى بمساعدات دولية. وإلى أن يتم التوصل إلى التعاون الكامل, يتوجب على حكومة(إسرائيل) أن تقدم على إقامة عدة قرى نموذجية للاجئين في الضفة الغربية, وربما في سيناء أيضاً. وهذا الأمر ضروري من أجل التعلم من التجربة, ومن أجل إظهار حسن النية والتدليل على استعداد (إسرئيل) للالتزام بحل المشكلة بطريقة بناءة. ولا بد من اتخاذ هذا التدابير لأسباب إنسانية وأسباب سياسية معاً. 6) يتوجب على (إسرائيل) أن تضم قطاع غزة بسكانه الأصليين, أي أولئك الذين كانوا يعيشون فيه قبل عام 1948. أما بالنسبة إلى اللاجئين الذين لم يتم استيعابهم في قطاع غزة لأسباب اقتصادية واجتماعية وغيرها فيجب توطينهم في الضفة الغربية وفي منطقة العريش وفق اختيارهم. ويتوجب على الأمم المتحدة العناية باللاجئين, في حين تتولى (إسرائيل) المعالجة الكاملة لشؤون السكان الدائمين. وسيحتاج تنفيذ مثل هذا المشروع إلى وقت كاف. لذلك لا يضم القطاع إلى (الدولة) في هذه الفترة بصورة قانونية. 7) إن وضع خطوط الحدود الدقيقة, يتم بالطبع بعد سماع رأي رئيس هيئة الأركان. ويجب ان تقام, بأسرع وقت ممكن, سلطة عليا لمعالجة مشكلات المناطق المحتفظ بها واللاجئين في نطاق دائرة رئيس الحكومة. أما مشروع آلون الموسع لعام 1976 فقد انطلق من الفرضيات الأولية التي ترى أن حرب 1973 اكدت مدى حاجة(إسرائيل) إلى حدود دفاعية, وأن التقدم التكنولوجي لا يلغي أهمية الحدود الدفاعية والعوائق الطبيعية. كما أن الضمانات السياسية لأمن (إسرائيل) خالية من أي قدرة على الردع. أما قرار مجلس الامن رقم242 فلا ينص في رأي آلون على الانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1967. ويرى آلون على أن على (إسرائيل) أن تتنازل, بموجب اتفاقية سلام, عن الغالبية العظمى من الأراضي العربية التي تحتلها منذ عام 1967 لأنها في غنى عن أن تلحق بها عرباً إضافيين. وينتقل آلون بعد هذه الفرضيات الأساسية, إلى تحديد الحدود التي يراها كفيلة بتوفير الأمن والعمق الاستراتيجي(لإسرائيل), فيقرر أن العمق الاستراتيجي والعقبات الطبوغرافية كانت غائبة كلياً في القطاع الأوسط من (إسرائيل) في خطوط ما قبل عام 1967. ولا يكفي لذلك تحري الحدود في هذا القطاع (المواجهة للضفة الغربية) نحو الشرق, بل إن من الضروري, بالإضافة إلى بعض التكتيكية على طول القطاع الغربي من الخط الأخضر, سيطرة (إسرائيل) على القطاع الشرقي الواقع إلى الشرق من التجمع العربي المتمركز على قمم جبال الخليل والقدس ونابلس سفوحها الغربية, أي القطاع الجاف الواقع بين نهر الأردن في الشرق والسلسلة الشرقية لجبال <<يهودا والسامرة>> في الغرب, وبين جبال فقوعة (الجبال المطلة على غور بيسان) في الشمال, والنقب في الجنوب. ويعطى للعرب ممر عبر هذا القطاع لكي بيقى الاتصال مستمراً بين الضفتين الشرقية والغربية. وسوف يترك هذا الحل جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية تقريباً تحت الحكم العربي. وبالنسبة إلى قطاع غزة يقترح آلون أن تشكل المدينة وضواحيها المزدحمة بالسكان جزءاً من الدولة الفلسطينية ـ الأردنية التي يقترحها لحل المشكلة الفلسطينية, بحيث تصبح غزة ميناء تلك الدولة على البحر المتوسط. وحتى يتحقق الاتصال البري بين غزة وبقية أجزاء الدولة الفلسطينة ـ الأردنية, يخصص ممر بري, لا يشكل جزءاً من تلك الدولة وإنما يكون تحت السيادة الإسرائيلية. وينبغي أن تستمر (إسرائيل) في السيطرة على القطاع الصحراوي الاستراتيجي الممتد من جنوب قطاع غزة حتى التلال الرملية الواقعة على المداخل الشرقية لمدينة العريش, لأن هذا القطاع يمكن أن يسد الطريق التاريخي للغزو, المار بمحاذاة البحر, والذي عبره العديد من الغزاة عبر التاريخ. وبالنسبة إلى القدس يرفض آلون إعادة تقسيمها, ويصر على أنه يجب أن تظل موحدة وعاصمة (إسرائيل) , ويقرر أن القدس لم تكن في يوم من الأيام عاصمة لأي دولة عربية أو إسلامية, ولكنها كانت دائماً عاصمة ومركزاً للشعب اليهودي. ولكن وضع القدس ومكانتها الدينية العالمية وتركيب سكانها تدفع إلى إيجد حل لوضع المصالح الدينية فيها على أساس ديني, لا على أساس سياسي. والحل هو إعطاء وضع خاص لممثلي مختلف الديانات في الاماكن المقدسة لديها. ومن الممكن أن تقسم المدينة إلى أحياء يراعى فيها التركيب السكاني والديني, وأن تقام مجالس لهذه الأحياء, مع بلدية مركزية. وأما الحل الواقعي الوحيد لمشكلة الهوية الفلسطينية فهة إقامة دولة أردينة ـ فلسطينية. ومرد ذلك أن سكان الضفتين في غالبيتهم من الفلسطينيين. كما أن كثيراً من الفلسطينيين يحملون جوازات سفر اردنية. ويرى آلون أن للجولان أهمية كبيرة بالنسبة إلى أمن (إسرائيل) لأنه يشرف على وادي الحولة وسهل بيسان والجليل الشرقي. ولذلك فإن (إسرائيل) بحاجة إلى خط دفاعي في الجولان لسبب تكتيكي, هو منع السوريين من قصف المستعمرات الإسرائيلية, ولسببن استراتيجيين هما : الحيلولة دون تسلط السوريين على مصادر المياه الإسرائيلية, ومنع أي هجوم ضد الجليل. وبعبارة أخرى يقترح آلون ضم معظم الجولان إلى (إسرائيل), حيث يسير الخط الدفاعي الذي يقترح بموازاة خط وقف إطلاق النار, ولا يبعد عنه سوى مسافة محدودة. ويرى آلون أن من الضروري إجراء عدد من التعديلات الحدودية في المناطق الحساسة على خط الهدنة بين (إسرائيل) ومصر. ويجب أن يتم ذلك بشكل يسمح بسيطرة إسرائيلية كاملة في عدد من القطاعات ذات الأهمية الحاسمة لدفاع (إسرائيل), والتي <<لا أهمية لها بالنسبة إلى أمن مصر>>, ويقصد بذلك المساحات المحيطة بأبو عجيلة والقسيمة والكونتيلا التي تشكل مناطق تقاطع محاور الطرق الرئيسية المارة من الصحراء إلى بئر السبع. كذلك فإن منطقة شرم الشيخ حساسة جداَ (لإسرائيل) لأن الاستيلاء عليها يهدد حرية الملاحة الإسرائيلية. ولذلك يجب أن تسيطر (إسرائيل) على الطريق الواصلة بينها وبين إيلات بشكل أو بآخر. وفي رأي آلون أن هذه التعديلات غير نابعة من رغبة (إسرائيل) في التوسع أو إلحاق أراض بها, ولا من اعتبارات ودوافع تاريخية أو ايديولوجية, بل من اعتبارات أمنية فقط. وإلى جانب هذه التعديلات لا بد من وضع ترتيبات أمن فعالة لمنع الهجوم المفاجئ من طرف ضد آخر, أو على الاقل تقليله إلى أدنى حد ممكن. والمقصود بهذه الترتيبات إيجاد <<مناطق مجردة كلياً أو جزئياً من السلاح تحت إشراف عربي ـ إسرائيلي مشترك, بالإضافة إلى ضمان عنصر دولي إن أمكن, واقامة أجهزة إنذار مبكر كتلك المقامة بمقتضى اتفاقية سيناء>>.
مشروع بن طوف مردخاي بن طوف يهودي بولوني الأصل هاجر إلى فلسطين عام 1920, وهو من زعماء حزب المابام ومؤسس جريدة الحزب اليومية <<عل همشمار>>, بالإضافة إلى كونه من قياديي الهستدروت. اشترك بن طوف منذ نشوء (الدولة) في عدة وزارات ائتلافية مع حزب الماباي الحاكم وله عدة كتب. أما مشروعه لحل القضية فقد نشر خطوطه العريضة في مقالة عنوانها <<استراتيجية السلام>> في مجلة نيو آوتلوك New Outlook عام 1975 مشيراً فيه إلى أن أفضل مشروع سلام إسرائيل لحل القضية قدم حتى الآن هو مشروع حزب المابام حسب تعبيره. وكان حزب المابام قد قدم في مناسبات مختلفة أفكاراً لتحقيق السلام مع العرب أضاف إليها بن طوف نقاطاً جديدة آخذاً بعين الاعتبار التطورات الأخيرة التي حصلت في الموقف السياسي بعد حرب 1973. يقول بن طوف في مشروعه أنه يترتب على دول (إسرائيل) أن تبادر إلى تقديم مقترحاتها بشأن أسس التفاوض مع جاراتها العربيات لإيجاد حل شامل على النحو التالي: 1) تعترف (إسرائيل), وتستمر في الاعتراف, بسيادة مصر وسورية على أراضي الدولتين التي احتلتها (إسرائيل) عام 1967. لكن (إسرائيل) تحتفظ في الوقت نفسه بحقها في طلب تعديل الحدود أثناء مفاوضاتها مع الطرفين المشار إليهما. 2) تتعهد (إسرائيل) مقدماً بالانسحاب من 75% ـ80% على الأقل من الأراضي المشار إليها أعلاه وتبدي استعدادها للدخول مستقبلاً في مفاوضات بشأن تقرير مصير الأراضي المحتلة الباقية. ويعني الإعلان مقدماً عن الانسحاب من 75 ـ 80% من الأراضي المحتلة التأكيد للعرب وللرأي العام العالمي أن حقوق (إسرائيل) ليست قائمة على أساس التوسع الإقليمي, كما يتم تحديد الحدود النهائية على أساس المفاوضات ويرضي الطرفين. ويقول بن طوف إن (إسرائيل) تكفل نتيجة لهذا الاقتراح حقها في تعديل حدود 1967 دون الإساءة إلى الموقف العربي الذي يرى أن على (إسرائيل) أن تعود إلى حدود ما قبل حرب 1967. 3) تتقدم (إسرائيل) بطلب إدراج ترتيبات معينة في اتفاقيات السلام, بعضها ذو صفة مرحلية, وترتيبات أخرى دائمة تتناول وضع (إسرائيل) الأمني الخاص, وكذلك أمن جيرانها كتحديد المناطق منزوعة السلاحونقاط المراقبة والإدارة المؤقتة للأراضي المحتلة والضمانات الكافية لمنع الهجمات المباغتة لأي من الأطراف وكل ما يساعد على تقوية فرص السلام والثقة المتبادلة. 4) تبدي (إسرائيل) استعدادها للتباحث بشأن القضية الفلسطينية مع ممثلي الفلسطينيين المعترف بهم من قبل دولتين على الأقل من جارات (إسرائيل), وعلى أساس الاعتراف المتبادل بين الطرفين, بأن تقرر (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير, كما يعترف الفلسطينيون بدورهم بحق (إسرائيل) في العيش ضمن حدود معترف بها. 5) تقوم (إسرائيل) ببحث مشروع اتفاق سلام مع الممثلين الفلسطينيين ليتم إبرامه بينها وبين الدولة التي يزمع الفلسطينيون إقامتها في إطار حق تقرير المصير. وتأخذ (إسرائيل) بعين الاعتبار في إطارهذا الاتفاق مع الدولة الجديدة ما ورد من التعهد بالانسحاب من 80% على الأقل من الضفة الغربية وقطاع غزة, على أن يجري تقرير مصير الأاضي الباقية في اتفاقية لاحقة. 6) تقترح (إسرائيل) تنفيذ بنود اتفاقيات السلام المقترحة على مراحل تبدأ بمرحلة أولى لإعلان إنهاء حالة الحرب وتنتهي في المرحلة الأخيرة بإقامة علاقات طبيعية بين الأطراف المعنية. ويجري مسبقاً تعيين تاريخ ابتداء ل مرحلة من اتفاقية السلام المعقودة, على أن يعين العرب بدورهم موعد ابتداء المرحلة الأخيرة بإعلانهم عن استعدادهم لإقامة علاقات طبيعية مع (إسرائيل). 7) تبدي (إسرائيل) استعدادها للدخول في مباحثات اتفاق شامل على أساس ما تقدم من مبادئ مع أي من جيرانها (وفيهم الفلسطينيون) منفردين أو مجتمعين. وفي حال إجراء مباحثات منفردة مع أحد الأطراف يراعى مبدأ تأجيل التنفيذ النهائي للاتفاق المعقود معه إلى حين الاتفاق مع الاطراف الاخرى. وواضح أن بن طوف يريد من ذلك أن يظهر أن إجراء المباحثات مع طرف من الأطراف العربية ليس صلحاً منفرداً. ثم يقول إن هناك كثيرين يرفضون تقديم أية تناولات للعرب متعللين بأسباب مختلفة, ولكنهم في أعماق أنفسهم يحجمون عن تقديمها خوفاً من أن يقبلها العرب. كما أن المسألة تتعلق حسب رأي بن طوف بمدى استعداد الحكومة الإسرائيلية في أن تعلن خطة من هذا النوع في ظل الأوضاع البربمانية وما كانت عليه يومها. لذلك لم يلق مشروعه الصدى الرسمي الإسرائيلي الملائم.
مشروع غولدمان ناحوم غولدمان هو أحد مؤسسي المؤتمر اليهودي العالمي. ومن أشهر أنصار إقامة <<الوطن القومي اليهودي>> في فلسطين حماسة. حضر جميع دورات المؤتمر الصهيوني وتولى رئاسة المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1956 حتى 1968. وبعد حرب 1967 أخذ غولدمان ينادي بعدم جدوى تحقيق أمن (إسرائيل) عن طريق القوة العسكرية وبضرورة التفاهم مع العرب. ومن هذا القبيل يأتي مشروعه لحل القضية الفلسطينية. يرتبط مشروع غودمان بالمناخ السياسي الذي كان يخيم على عام 1970. ففي منطقة المشرق العربي كانت حرب الاستنزاف المصرية ـ الإسرائيلية تتصاعد, وبرز مشروع روجرز الذي قبلته مصر وسعت (إسرائيل) إلى إحباطه. من ناحية ثانية شهدت المواقع الأمريكية هزات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وبدا واضحاً أن الاتحاد السوفييتي جاد في دعم الدول العربية. في ضوء ما تقدم بادر ناحوم غولدمان في شهر نيسان عام 1970 إلى القيام بمبادرات واسعة ظهرت إحداها في مجموعة من المقالات طرح فيها آراءه. أما الثانية فتمثلت في المحاولة التي قام بها للقاء الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة, بشرط أن يكون اللقاء بمعرفة الحكومة الإسرائيلية. وقد قوبلت مساعي غولدمان كلها باستهجان كبير في أوساط الحكومة الإسرائيلية خاصة, بسبب تشعب الأطراف المكونة لهذا الحكومة, والتناقض والاختلاف بينها حول هذه المساعي, مما عرض غولدمان لهجوم مركز من بعض أطراف هذه الحكومة. كما تعرضت الحكومة ذاتها أيضاً لهجوم من جهات أخرى في المجتمع الإسرائيلي. إذاً فما يسمى <<مشروع غولدمان لحل القضية الفلسطينية عام 1970>> هو في الحقيقة مجموعة من الاقتراحات, تضمنتها مقالات, نشرت واحدة منها في مجلة Foreign Affiars الأمريكية, ونشرت ست أخرى في صحيفة <<هآرتس>> الإسرائيلية. لقد رأى غولدمان في مقالته الأولى أن الحل الأمثل للصراع العربي ـ الإسرائيلي هو إقامة اتحاد كونفدرالي لدول منطقة الشرق الأوسط, تكون (إسرائيل) عضواً فيه. لكن الصعوبات الواقعية التي تحول قبول هذا الحل تحتم عليه, في زعمه, طرح المقترحات التالية من أجل تحييد (إسرائيل), خارج دائرة سياسات القوى العالمية, مع متطلبات هذا التحييد: 1) انسحاب (إسرائيل) من الأمم المتحدة حتى لا تضطر إلى اتخاذ مواقف مع الكتل المصطرعة داخلها. 2) إيجاد قوات دولية رمزية على حدودها, بحيث يعتبر أي اعتداء يجري ضدها اعتداء على كل الدول الضامنة لحيادها. 3) عدم تجريدها من القوة العسكرية ما لم تثبت فعالية الضمانات الدولية. 4) عدم تحويلها إلى عائق أمام عالم عربي يسير نحو الوحدة عاجلاً أم آجلاً. 5) ضمان حدودها بعد إنهاء الصراع الحالي بما يضع حداً للخوف العربي من الاعتداء والتوسع. 6) تأمين حل لمشكلة اللاجئين, بتوطينهم في الضفتين الغربية والشرقية للأردن, وتسليم قطاع غزة (إسرائيل) , بشرط اعتبار المائتي ألف عربي الذين يعيشون فيه كمواطنين متساوين معه الإسرائيليين. أما المقالات الأخرى فقد استندت إلى قبول (إسرائيل) لقرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في سنة 1967, أساساً للتسوية, مع إضافة جملة <<كما تفسره إسرائيل>>, ومن ثم تحديد الشروط التالية: 1) التأكيد على أن كل تسوية يجب أن تشمل المسائل كلها دفعة واحدة, لا أن تكون تسوية على مراحل, وألا تكون هناك أية انسحابات من المناطق <<المحتفظ بها>> قبل التوصل إلى تلك التسوية. 2) إذا لم يتم ذلك, يجب التوصل إلى سلام بديل تلتزم بموجبه الدول العربية بإنهاء حالة الحرب, واحترام الحدود, ومنع أعمال الشغب. وعلى (إسرائيل) أن تطالب بأن تكون هذه الحدود مفتوحة لحركة الأشخاص ومرور البضائع. 3) حرية الملاحة في خليج العقبة وقناة السويس شرط للاتفاق. 4) نزع الصفة العسكرية عن المناطق <<المحتفظ بها>> ما عدا القليل من التعديلات البسيطة في بعضها كاللطرون وقلقيلية. ويجري سحب قوات الأمم المتحدة الموجودة على جانبي الحدود بناء على اتفاق بين (إسرائيل) والدول العربية. ليستبدل بها إشراف إسرائيلي ـ عربي مشترك على المناطق, مما يشكل أول خطوة في التعاون العربي الإسرائيلي, مع إبداء الشك في استعداد العرب لذلك في المرحلة الأولى. 5) ترك مسألة غزة مفتوحة لأن هناك شكاً في رغبة مصر في العودة إلى حكمها, وتحمل مشكلة مائتي ألف لاجئ عربي. ويعني هذا إحالة المسألة إلى الأردن و(إسرائيل) لمعالجتها. وسيترتب على (إسرائيل) أن تفكر ملياً فيما إذا كان يجدر بها استيعاب هذا العدد الكبير من عرب غزة مقابل القبول بالقطاع. 6) مع الصعوبات التي يواجهها الموقف الإسرائيلي الرسمي بضم مدينة القدس, بسبب معارضة الدول العربية والدول الكبرى, يجب التأكيد على أهمية وحدة المدينة. وفي حال وجود حاجة لإعلانها عاصمة (لإسرائيل) يمكن الاعتماد على القسم الجديد من المدينة, حيث لا شأن للعالم المسلم والمسيحي به, وعلى محاولة زيادة الأكثرية اليهودية في المدينة. 7) اعتبار منح اللاجئين حرية الاختيار بين العودة أو التعويض أكثر الحلول فاعلية, لأنه حل يؤيده العرب والأمم المتحدة والدول الشرقية والغربية. ولكن يجب أن تضاف إليه تحديدات عديدة, سواء أكانت من ناحية الإشراف الأمني أم من ناحية إمكانية الاستيعاب الاقتصادي في (إسرائيل). واقترح منح الذين يفضلون العيش في الدول العربية تعويضات مالية كبيرة. الحصول على ضمانات فعلية وذات أهمية ـ من قبل الدولتين العظيمتين, أو الدول الكبرى الأخرى, أو مجلس الأمن ـ من أجل سلامة الحدود المرسومة وقيام السلام, والتأكيد على أهمية انضمام الاتحاد السوفييتي إلى تلك الضمانات لأنه مزود السلاح الأساسي إلى العالم العربي. 9) قيام اتفاق دولي حول تزويد دول الشرق الأدنى بالسلاح والذخيرة. وقد انتهى مشروع غولدمان, كغيره من مشروعات التسوية قبل حرب 1973, إلى ملفات النسيان.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الخميس مايو 13, 2010 5:02 am | |
| اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
مشروع فرانكفورتر
كان الشغل الشاغل للحركة الصهيونية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 أن يقوم مؤتمر باريس للسلام بتبني وعد بلفور والعمل على تحقيقه. وكان للصهيونية في وزارة الحرب البريطانية مؤيدون يرون أن قيام دولة ذات أغلبية يهودية في فلسطين سوف يخدم المصالح الاستراتيجية للحكومة البريطاني في المنطقة. وذلك سعت الحركة الصهيونية جاهدة إلى أن تكون بريطانيا هي الدولة المنتدبة لإدارة فلسطين. أخذ الحلفاء بالفعل المطالب الصهيونية بعين الرعاية. فقد كان أول عمل قام به مؤتمر السلام فيما يختص بفلسطين تطبيق المادة 22 من عهد (ميثاق) عصبة الأمم الذي يدعو إلى إقامة انتداب مؤقت على بعض الأقاليم التي كانت تحت الحكم العثماني قبل الحرب العالمية الأولى (رَ: عصبة الأمم). وقبل أن يتبنى المؤتمر عهد العصبة بشهر واحد قام الوفد البريطاني بافتتاح المحادثات الرسمية مع زعماء الحركة الصهيونية. وقد طلب هؤلاء من القاضي لويس د.برانديز ـ أحد زعماء الصهيونية في الولايات المتحدة, وعضو المحكمة العليا, وصاحب الصلة الوثيقة بالرئيس ولسن ـ أن يرسل فيليكس فرانكفورتر القطب الصهيوني الأمريكي النمساوي المولد إلى باريس عضواً مسؤولاً في الوفد الأمريكي كي يتعاون مع البريطانيين في تحديد النقاط الأساسية التي يرغب الصهيونيون في ضمها إلى صك الانتداب, وفي اختيار الاصطلاحات التي يجب استخدامها في صياغة بنود تلك الوثيقة. كذلك طالب زعماء الحركة الصهيونية بضم مقترحاتهم إلى نص المعاهدة المقترح عقدها في تركيا. وقد تقدم فرانكفورتر إلى الحكومة البريطانية بمقترحات جوهرها أن تقوم إدارة الانتداب بتكريس جهودها لتقوية وتثبيت العنصر اليهودي في فلسطين, وأن تستمر في إدارة البلاد حتى يصبح عدد اليهود في فلسطين كافياً لإقامة دولة يهودية. وقد تضمنت مقترحاته الخطوط العريضة التالية: 1) الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية واقتصادية وإدارية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي. 2) الأخذ بعين الاعتبار قابلية الوطن القومي اليهودي للتطور, إلى أن يصبح <<كومنولث>> مستقلاً في المستقبل. 3) الاعتراف بالصلة التاريخية التي تربط اليهود بأرض فلسطين. 4) الاعتراف بوكالة يهودية ملائمة تكون هيئة عامة تسدي المشورة إلى إدارة الحكم في فلسطين وتتعاون معها في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الأمور التي قد تؤثر في مصالح اليهود في فلسطين, وفي إنشاء الوطن القومي اليهودي. ويترتب على هذه الوكالة اتخاذ ما يلزم من التدابير للحصول على المعونة ممن يرغبون في المساعدة على إنشاء الوطن القومي اليهودي بعد استشارة الحكومة البريطانية. 5) تعاون إدارة الانتداب مع الوكالة اليهودية لتسهيل هجرة اليهود وحشدهم في الأراضي التي تملكها الإدارة, وفي الأراضي الموات غير المطلوبة للمقاصد العامة. 6) تولى إدارة الانتداب مسؤولية سن قانون للجنسية يشتمل على نصوص تسهل اكتساب اليهود الذين يتخذون فلسطين مقاماً دائماً لهم الجنسية الفلسطينية. 7) عد اللغات الإنكليزية والعربية والعبرية اللغات الرسمية في فلسطين. 8 إقامة حكومة ائتلافية في فلسطين في حال انتهاء الانتداب الممنوح للدولة المنتدبة. هذه أبرز عناصر مقترحات فرانكفورتر. وقد تمت مراجعتها ثلاث مرات كان آخرها في آب عام 1919. وقد اقترح زعماء الحركة الصهيونية أن يضم الوطن القومي اليهودي جميع الأراضي الفلسطينية, وأن تمتد حدوده الشمالية حتى نهر الليطاني في جنوب لبنان لتتاح له السيطرة على مصادر المياه ويشكل وحدة اقتصادية متكاملة ذات اكتفاء ذاتي. وافق مؤتمر سان ريمو في 24/4/1920 على انتداب بريطانيا لإدارة الحكم في فلسطين. كما تضمن نص معاهدة سيفر التي عقدت مع تركيا في آب من عام 1920 فقرة تتعهد بتنفيذ وعد بلفور . وبذلك لم يبق لتحقيق الهدف الصهيوني سوى اعتماد مقترحات فرانكفورتر في وثيقة الانتداب. ولكن تعيين اللورد كيرزون في منصب سكرتير الخارجية في الحكومة البريطانية أعاق المخطط الصهيوني لأنه لم يكن من مؤيدي الحركة الصهيونية المتحمسين. وكذلك أدى التخوف من ردود الفعل العربية إلى حذف بعض فقرات مشروع فرانكفورت, ولا سيما تلك التي تشير إلى مستقبل الوطن القومي اليهودي. وعلى الرغم من أن مشروع الانتداب الذي تقدمت به الحكومة البريطانية إلى مجلس عصبة الأمم في كانون الأول عام 1920 لم يكن مطابقاً لمطالب الحركة الصهيونية فقد عدت الوثيقة النهائية التي اعتمدتها مجلس عصبة الأمم في 24/7/1922 انتصاراً عاماً للحركة الصهيونية لأنها كانت ترجمة عملية لأفكارها الهادفة إلى إقامة وطن قومي في فلسطين العربية.
مشروع إلياف
آرييه إلياف يهودي ولد في روسيا عام 1921 وهاجر مع أسرته إلى فلسطين وعمره ثلاث سنوات. انضم أيام الانتداب البريطاني إلى صفوف الهاجاناه وتقلد بعد قيام دول الاحتلال عدة مناصب عسكرية وسياسية, كما درس التاريخ والاجتماع في الجامعة العبرية. وقد أصبح عام 1977 زعيماً لكتلة <<شلي<< التي تملك مقعدين في الكنيست يشغل أحدهما إلياف نفسه. أصدر إلياف عدة كتب منها <<أرض الظبي>> الذي نشره عام 1974 وضمنه شروعاً لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي ركز فيه على وجوب حل المشكلة الفلسطينية لأنها أساس الصراع. وقد أثارت أفكار إلياف في حينها ضجة كبيرة في الأوساط الصهيونية رغم أنها لا تخرج عن إطار الايديولوجية الصهيونية ونظرتها العامة, لأنه طرح مسألة الاعتراف بالشعب الفلسطيني في حين تنكر القيادات الإسرائيية وجود هذا الشعب. وتتلخص أفكار إلياف التي عرضها في كتابه والتي أصبحت تعرف باسم <<مشروع إلياف>> حول ثلاث قضايا: 1) المشكلة الفلسطينية: فهو يرى ان انكار وجود مشكلة فلسطينية او فلسطينيين لا يمكن أن يساعد (إسرائيل). وأي حل دائم او مؤقت مع الدول العربية بدون حل المشكلة الفلسطينية لن ينهي النزاع العربي ـ الإسرائيلي ولن تحصل (إسرائيل) بواسطته على السلام الحقيقي. فعلى (إسرائيل), كما يقول إلياف, أن تواجه المشكلة بشكل مباشر. <<فالفلسطينيون عاشوا هنا ثلاثة عشر قرناً, ولم يكونوا عابري سبيل>>. <<وهو اليوم يعيشون بيننا وداخل حدودنا, ونحن الآن مسؤولون عن نحو مليون منهم. ومن بينهم خرج وما زال يخرج ألد اعدائنا. وقدرنا أن نستمر في العيش معهم دائماً>>. إن ضم المناطق المحتلة إلى (إسرائيل) يخلق مشاكل امنية وديمغرافية وأخلاقية وديمقراطية كثيرة <<وفي مقابل السلام الدائم على إسرائيل أن تتنازل عن جزء من حقوقها التاريخية>>. ويجب أن تبادر إلى إعلان استعدادها لاعادة معظم الضفة الغربية وقسم من قطاع غزة إلى العرب الفلسطينيين (وليس الانسحاب منه), بحيث يمكن إقامة دولة مستقلة مع الأردن تترك لهم حرية شكل الحكم فيها واسمها (أردنية ـ فلسطينية أو فلسطينية ـ أردنية أو غير ذلك). وهذا في نظره خير من إنشاء دولة صغيرة في الضفة الغربية وأجزاء من قطاع غزة, لأنها لا تحل مشكلة الفلسطينيين, إذ سيكون نصفهم تقريباً خارج هذه الدولة ولن يعدوا ذلك حلاً لمشكلتهم. ويجب ان تفرض هذه الدولة قيوداً تتعلق بأمن (إسرائيل) منها أن يحال بين القوات العربية وعبور نهر الأردن, كذلك فصل قطاع غزة عن مصر ومنع أي نشاط عسكري فيه, وتجريد الضفة وقطاع غزة من السلاح, لا بضمانات الاتفاق المكتوبة بل بضمانات عملية يجسدها إشراف إسرائيلي أو مراقبة مشتركة وتصبح العلاقات بين الدولتين طبيعية. ويعارض إلياف سياسة الأمر الواقع في إقامة المستعمرات في المناطق المحتلة. اما المستعمرات القائمة في الضفة الغربية فيرى إلياف أن يضم بعضها رسمياً ونهائياً إلى (إسرائيل) في ختام المفاوضات, وأن يحول قسم آخر إلى قواعد مؤقتة للقوات العسكرية ودوريات المراقبة الامنية التي سينص على إنشائها في اتفاقيات السلام. أما القسم الثالث فيبقى ضمن حدود الدولة الأردنية ـ الفلسطينية الجديدة. فالعلاقات الوثيقة التي ستنشأ بين الدولتين سوف تسمح بوجود يهود تتطلب أعمالهم الاستيطان المؤقت أوالدائم في أرض الدولة العربية. ويرى إلياف أن إقامة الدولة العريية الفلسطينية ـ الأردنية إلى جانب (إسرائيل) يمكن أن يخفف حدة المشكلة السيكولوجية لعرب (إسرائيل). فهؤلاء, حسب قوله, يواجهون مشكلة مزعجة بالنسبة إلى هويتهم, فهم من جهة جزء من الشعب الفلسطيني لا يرغبون في الاندماج مع اليهود, واليهود لا يريدون ذلك. ومن جهة ثانية هم مواطنون إسرائيليون. ويمكن لعرب (إسرائيل), في حال إقامة دولة عربية فلسطينية ـ أدرنية فقط تعيش بسلام مع (إسرائيل), يمكنهم ان يشعروا بانهم رعايا إسرائيليون وانهم امتداد للشعب الفلسطيني ذي الهوية الخاصة في آن واحد. وقد يختار بعضهم الانتقال مؤقتاً أو نهائياً إلى الدولة الجديدة. ثم يقول <<ويمكن الافتراض بأن معظم العرب سيظلوا معاً ويشكلون جسراً بين الدولتين, كما يشكل اليهود في المستعمرات القائمة في الدولة العربية جسراً مماثلاً>>. ويتصور إلياف ان <<إسرائيل والدولة العربية الجديدة سوف تقيمان مع الزمن سوقاً مشتركة قد تجران إلى المشاركة فيها دولاً أخرى عربية وغير عربية>>. أما بالنسبة إلى مشكلة اللاجئين فإن إلياف يدعو إلى عدم النظر إليها على أنها مشكلة تخشاها, فقد يكون لها حسب رأيه بركة ونفع يستفاد منه. فالمليون لاجئ هم احتياطي من الأيدي العاملة الماهرة التي تستطيع بناء تجمعات مدنية وصناعية جديدة إذا توفر لها التمويل اللازم. وعلى (إسرائيل) ان تساهم في ذلك التمويل الفردي الجماعي. كذلك على دول النفط العربية الغنية والأوساط المالية الدولية ان تساهم أيضاً, وفي إمكان (إسرائيل) أن تبدأ منذ الآن بخطوات عملية في التعامل الجدي مع مشكلة اللاجئين بأن تزيل المخيمات القائمة وتسكن اللاجئين في مساكن عصرية واحياء جديدة حول مدن قطاع غزة والضفة الغربية. ولا ينسى إلياف أن يشير إلى أن على (إسرائيل) مطالبة الدول العربية في المستقبل بتعويضات على أملاك اليهود الذين هاجروا منها إلى (إسرائيل). وحول موضوع القدس يقول إلياف بعد أن يستعرض مكانة القدس لدى اليهود والعرب: إن على (إسرائيل) أن توضح بعض الأمور منها: (1) إن القدس الموحدة هي عاصمة (إسرائيل) وستظل كذلك. ولن تقبل (إسرائيل) بإعادة تقسيمها وعودتها إلى الحكم العربي. (2) إن المسلمين يستطيعوا ان يصلوا في مساجدهم في القدس. ولحل المشاكل المعقدة بالنسبة إلى الأماكن المقدسة يمكن إيجاد شكل من أشكال <<فتكنة>> هذه الأماكن (إي إعطائها وضعاً شبيهاً بوضع الفاتيكان في روما), وتحديد منطقة مقدسة تتلقى خدماتها البلدية من المدينة, ولكن تحظى بنوع من الإدارة الذاتية الدينية. (3) من الناحية العربية هناك طابع قومي لمشكلة القدس يمكن حله بخلق ممر إقليمي من الدولة الأردنية ـ الفلسطينية عندما يحل السلام, وهذا الممر يقود إلى منطقة الآثار الإسلامية المقدسة التي يمكن أن توضع تحت سيطرة الدولة الإسلامية. (4) يجب ان اوضح للعرب والعالم أننا سنبحث مشكلة القدس في نهاية عملية التصالح والسلام فقط لا في بدايتها. 2) التسوية مع مصر: يقرر إلياف أن الصهيونية لم تدّع يوماً أن لها حقوقاً تاريخية في سيناء التي هي أرض خاضعة للسيادة المصرية. فالمسألة إذن محصورة بين (إسرائيل) ومصر, وليست مسألة حقوق تاريخية وإنما هي مسألة أمن <<ذات أهمية لوجودنا>>. وإذا حدث السلام بين مصر و(إسرائيل) وقامت علاقات طبيعية فإنه, فيما عدا نوعاً من الوجود الإسرائيلي في مضائق تيران, يجب علينا أن نعيد شبه جزيرة سيناء إلى مصر على مراحل, وبعد أن جردت كلياً من السلاح ووضعت تحت مراقبة مشتركة وضمانات دولية وثنائية. 3) التسوية مع سوريا: يصف إلياف السوريين بأنهم اكثر الشعوب العربية عداء (لإسرائيل) ولكنهم واقعيون. ويرى في هذه الواقعية الأمل في إمكانية التوصل إلى حل بين سورية و(إسرائيل). ويضيف إلياف: من اجل ذلك يجب ان نبلور موقفاً واضحاً بالنسبة إلى هضبة الجولان. يجب أن تحتفظ (إسرائيل) بالسيطرة العسكرية على هذه السلسلة الجبلية, وأن يسمح في الوقت نفسه للسوريين بإعادة سكانها المهجرين أو بعضهم على الأقل. ويطلب هذا الحل, شأنه شأن الحلول في الجبهات الأخرى, مفاوضات وتوقيع معاهدات سلام وخطوات مرحلية وتجريداً كاملاً من السلاح وضمانات دولية وثنائية ورقابة مشتركة. ومصير مستعمرت الجولان سيكون كمصير مستعمرات الضفة الغربية وقطاع غزة, فمع حلول السلام سيتحول قسم منها إلى قواعد للدوريات والقسم الآخر إلى جزء من سورية المسالمة (لإسرائيل) والقسم الثالث سيضم إلى (إسرائيل). أما بالنسبة إلى لبنان فلن تكون هناك مشكلة في توقيع معاهدة سلام مع مصر والفلسطينيين والأردن وربما سورية , وكل ما يريده إلياف هو إقامة حدود مفتوحة في رأس الناقورة ومرجعيون ونقاط أخرى, وعبور البضائع والناس من الجانبين.
مشروع إيبان
هو من أوائل المشروعات الإسرائيلية لحل قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وقد قدمه آبا إيبان ضمن بيانه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 8/10/1968 (الدورة 23). وكان يومئذ يشغل منصب وزير خارجية (إسرائيل). وقد تضمن بيان آبا إيبان نقاطاً تسعاً هي: 1) إن الوضع الذي يعقب وقف إطلاق النار يجب أن يكون سلاماً عادلاً ودائماً, تجري مناقشته بكل دقة ويعبر عنه باتفاقات تعاقدية. ويجب أن يتضمن هذا السلام الشروط الدقيقة لتعايش (إسرائيل) مع جيرانها وخارطة متفق عليها للحدود الآمنة والمعترف بها. إن جوهر السلام هو أنه يجب ان يسمح لكلا الطرفين بإمكانية القول إن نزاعهما الذي استمر عقدين قد انتهى نهائياً. 2) في إطار السلام تستبدل بخطوط وقف إطلاق النار حدود دائمة ومعترف بها بين (إسرائيل) وبين كل واحدة من الدول العربية المجاورة. وتجري إعادة ترتيب وضع القوات وفقاً للحدود التي ستقام في ظل السلام النهائي. 3) بالإضافة إلى إقامة حدود إقليمية متفق عليها يجب بحث موضوع إقامة ترتيبات أمنية أخرى متفق عليها لتجنب الوضع الحساس الذي سبب انهيار السلام في عام 1967. ويجب أن تتضمن الاتفاقية التي سيقام بموجبها السلام تعهدات متبادلة بعدم الاعتداء. 4) عندما يتم التوصل إلى إقامة السلام على أساس حدود دائمة يجب الابقاء على حرية الانتقال والحركة القائمة الآن عبر الحدود في المنطقة, وبخاصة في القطاع الإسرائيلي ـ الأردني. 5) إن الترتيبات الخاصة بضمان حرية الملاحة يجب أن تكون دقيقة وغير مشروطة ومقامة على أساس المساواة الكاملة في الحقوق والالتزامات بين (إسرائيل) وكل الدول الأخرى ذات السواحل وجميع أعضاء مجموعة الدول البحرية. 6) يجب عقد مؤتمر لدول الشرق الأوسط بالاشتراك مع الدول التي تساهم في إغاثة اللاجئين ووكالات الأمم المتحدة المختصة لوضع خطة لخمس سنوات لحل مشكلة اللاجئين في إطار السلام الدائم ودمج اللاجئين في البيئات التي يقيمون فيها. ويمكن الدعوة لهذا المؤتمر قبل محادثات السلام. ويجب أن يكون إنشاء لجان مشتركة لإعادة توطين اللاجئين ودمجهم من الأمور المنصوص عليها في اتفاقيات السلام. 7) لا تسعى (إسرائيل) من أجل ممارسة السيطرة من الناحية القانونية, ومن جانب واحد, على الأماكن المقدسة للمسيحية والإسلام. وهي ترغب في كل الأحوال في إيجاد وضع خاص لهذه الاماكن, وفي التوصل إلى تفاهم مناسب مع الأطراف المعنية. وسياسة (إسرائيل) هي أن الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية يجب أن تكون تحت مسؤولية الجهات الدينية التي تقدسها. 8 يجب عقد اتفاقيات تعاقدية بين حكومة (إسرائيل) وكل واحدة من حكومات الدول العربية تتضمن اعرافاً متبادلاً بسيادة ووحدة أراضي كل دولة وحقها في بناء حياتها القومية. ويجب أن يتبع ذلك منطقياً أن تسحب الدول العربية جميع التحفظات التي وضعتها على المواثيق والاتفاقيات الدولية بسبب انضمام (إسرائيل) إليها. 9) إن السلام يقتضي دراسة مسألة إيجاد تعاون مشترك في بعض الموارد ووسائل الاتصالات في المنطقة في محاولة لوضع أسس مجموعة شرق أوسطية من الدول المستقلة. يمثل مشروع آبا إيبان هذا جوهر الفكر الصهيوني في معالجة قضية فلسطين وتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وليس هذا المشروع سوى التفسير الإسرائيلي لقرار مجلس الامن رقم 242 الصادر في22/11/1967. وهو مشروع يعكس نتائج عدوان حزيران عام 1967 (رَ: حرب 1967). ولم تكن (إسرائيل) تسعى, بمشروع وزير خارجيتها, إلى إيجاد تسوية للصراع وإنما كان هدفها إطالة أمد احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية تمهيداً لتحقيق أهدافها في التوسع والاستعمار. ولم يكن مشروع آبا إيبان أكثر من ظاهرة دعائية تعلن على منبر المنظمة الدولية. وقد تجاهل المشروع, عن قصد مبيت, حقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الاراضي المحتلة, واكتفى بتحديد أهداف (إسرائيل) من عدوان حزيران 1967. ولهذا لم يكن الاهتمام بالمشروع في المنظمة الدولية وخارجها ظاهراً لأن المشروع كان بعيداً جداً عن مفهوم السلام العادل ومقوماته. ومن الجدير بالذكر أن وزير خارجية (إسرائيل) أعلن مشروعه هذا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الذي كان غونار يارنغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة يباشر مهمته تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 242.
موشافاه
كلمة عبرية تعني مستوطنة أو مستعمرة, وجمعها <<موشافوت>>. وهي أول نوع من المستعمرات الزراعية الصهيونية التي أقيمت على أرض فلسطين منذ ما يسمى بالهجرة اليهودية الأولى. وقد أسست أول مستعمرة من هذا النوع عام 1878 شمال ملبس التي تحولت فيما بعد إلى مدينة بتاح تكفا*. تعتمد الموشافاه على المبادرة الفردية والأموال الخاصة والملكية الفردية للأرض, وعلى الاستئجار الحر للعمل. وهذا هو الفرق الجوهري بينها وبين الموشاف* أو الكيبوتز*. لاقت حركة الموشافاه صعوبات جمة في بداياتها, إلا أنها لم تتوقف وأقامت مستعمرات ريشون لتسيون* قرب الرملة* وزخرون يعقوب جنوبي حيفا*. وأقامت ما بين عامي 1883و1894 مستعمرات يسود همعلا, ونس تسيونا*, وعديره, ورحبوت*, والخضيرة*, وموشيه تحتيت, وببانيئيل, وكفار تبور. وقد تحولت معظم مستعمرات الموشافاه إلى مدن تضم المزارع والمعامل من مثل بتاح تكفا ورحبوت والخضيرة وريشون لتسيون وغيرها. وقد ظلت الموشافاه تعاني منذ تأسيسها من مشكلة استئجار العمل العربي, الأمر الذي أوقعها في كثير من النزاعات الوطنية والاجتماعية. ومجتمع الموشافاه متنوع الطبقات, ففيه أصحاب الأرض والمزارعون الذين لا يملكون أرضا والعمال و موظفوا الخدمات العامة. كانت مستعمرات الموشافاه القواعد الأولى التي انطلقت منها حملات الاستيطان الواسعة على الأرض الفلسطينية. وقد ساهم بعض أفراد أسرة روتشليد في تأسيس بعضها.
منظمة تاتسبن
تعني كلمة <<ماتسبن>> البوصلة. وتعرف هذه المنظمة باسم <<المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية>>. وقد تأسست في خريف عام 1962 من عدد من الشيوعيين المؤيدين للصين. وعرفت بعدائها الشديد للصهيونية وإدانتها لوجود (دولة إسرائيل) لأنها قاعدة للإمبريالية والاستعمار في منطقة الشرق الأوسط. ويعد ناتان فاينشتوك من أشهر منظريها. وقد ألف كتابا بعنوان <<الصهيونية ضد إسرائيل>>. تألفت ماتسبن من ثلاث مجموعات أساسية هي: المجموعة الخارجة على الحزب الشيوعي الإسرائيلي <<راكاح>> بحجة عدم انتهاجه خطأ ثوريا. ومجموعة التروتسكيين, ومجموعة المنشقين عن حركة العمل السامي. وقد أبدلت هذه المجموعة شعار <<ياسامي الشرق الأوسط اتحدوا>> الذي كانت الحركة ترفعه بشعار <<أيها الثوار الاشتراكية في الشرق الأوسط اتحدوا>>. ومنظمة ماتسبن منظمة صغيرة, وهي عبارة عن ظاهرة وليست قوة سياسية ولا تيارا سياسيا مؤثرا داخل (إسرائيل). وتقتصر على عدد من المثقفين الراديكاليين الذين يعودون في أصلهم الطبقي إلى البورجوازية الصغيرة. الواقع أن أهمية ماتسبن تعود على وجه التحديد إلى كونها <<إشارة أولية>> ودليلا على إخفاق الحل الصهيوني. ولذلك لا يجوز النظر إليها على أنها تعبير مبلور عن تيار سياسي قائم حاليا في فلسطين المحتلة. وقد أدى فقدان التجانس الفكري بين أعضاء المنظمة إلى حدوث انشقاق أول في صفوفها في أيلول 1970 فانفصلت عنها مجموعتان هما <<الاتحاد الشيوعي الثوري>> ومجموعة <<أفانغارد>>. وحدث الانشقاق الثاني داخلها في شهر شباط 1972 فانقسمت إلى جناحين: ماتسبن القدس ويدعى <<العصبة الشيوعية الثورية>> وهو جناح التروتسكي الذي ينتمي إلى الأممية الرابعة ويصدر نشرة باسم <<ماتسبن ماركسي>>, وماتسبن تل أبيب وكان يدعى <<المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية>> فأصبح يدعى منذ عام 1977 <<المنظمة الاشتراكية في إسرائيل>>, وهو يصدر صحيفة باسم <<ماتسبن>>. وكانت منظمة ماتسبين رفضت الاختيارين اللذين طرحتهما الصهيونية أمام اليهود وهما: الحفاظ على بقاء الكيان الإسرائيلي واستمراره وتوسعه بشتى الوسائل أو الفناء. ودعت إلى اختيار ثالث يتخلص في دعوة اليهود إلى <<المشاركة في النضال الثوري لبناء مجتمع اشتراكي في الشرق الأوسط العربي>>. هذا على الصعيد الإيديولوجي. وأما على الصعيد السياسي فقد وصلت المنظمة في تحليلها للمجتمع الإسرائيلي إلى أن التناقض الأساسي فيه يختلف عنه في المجتمعات الأخرى, بمعنى أن هذا التناقض تناقض خارجي. فالعامل الحاسم القادر على تقويض أسس (الدولة الإسرائيلية) هو وجود أنظمة جماهيرية عربية تخوض نضالا وصراعا جادا مع الوجود الصهيوني انطلاقا من أسس إيديولوجية اشتراكية. وتعتقد المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية التي تضم بين صفوفها عربا ويهودا أن المشكلة الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي يجب أن يجدا حلا اشتراكيا دوليا, مع أخذ الخصائص المميزة لهذه المشكلة المعقدة بعين الاعتبار. فالموضوع هنا ليس أزمة عادية بين أمتين يكفي لحلها المطالبة بتعايش يقوم على أساس الاعتراف المتبادل بالحقوق المشروعة القومية للشعبين. فالدولة (إسرائيل) هي النتيجة الطبيعية لاستعمار فلسطين من قبل الحركة الصهيونية على حساب الشعب العربي, وتحت إشراف الاستعمار. كما أن (إسرائيل) بشكلها الصهيوني الحالي أداة لمتابعة <<المشروع الصهيوني>>. فالشعب العربي لا يستطيع أن يقبل بين ظهرانيه دولة صهيونية لا تهدف إلى خدمة شعبها بقدر ما تهدف إلى أن تكون رأس جسر وأداة سياسية ومكانا يهاجر إليه يهود العالم بأسره. يضاف ذلك أن الطابع الصهيوني (لإسرائيل) معاكس أيضا للمصالح الحقيقة للطبقات الشعبية الإسرائيلية لأنه يعني أن البلد يخضع بصورة مستمرة للقوى الخارجية. فحل المشكلة يتطلب إذن إلغاء صهيونية (إسرائيل) وتحولها كدولة تحولا ثوريا عميقا بحيث تصبح دولة اشتراكية تمثل مصالح الطبقات الشعبية الموجودة فيها. وعلى هذه الدولة أن تلغي بصورة خاصة <<قانون العودة>> الذي يمنح كل يهودي في العالم الحق المطلق والفوري في الهجرة إلى (إسرائيل) ليصبح مواطنا فيها. وتخلص ماتسبن في تحليلها إلى القول: إن توازن القوى في المنطقة من ناحية والتحليلات النظرية من ناحية أخرى تبين استحالة حل المسألة الفلسطينية ضمن إطار فلسطيني منفصل. فالتوازن القوى بالنسبة إليها يبدو في أن الشعب الفلسطيني يشن كفاحا مسلحا يواجه فيه الصهيونية التي تؤيدها الإمبريالية. وهو معرض في الوقت نفسه للخطر من الخلف بسبب الرجعية العربية التي تؤيدها الإمبريالية يمكن أن تكف عن تأييد الصهيونية حليفتها الطبيعية وتقبل بالقضاء عليها, أي أنها ستدافع عنها حتى آخر قطرة من النفط العربي. وليس بإمكان الكفاح الفلسطيني المسلح من ناحية ثانية ضرب المصالح الإمبريالية في المنطقة بدون القضاء على شركاء الإمبريالية الصغار في الاستغلال, أي <<الطبقات الرجعية الحاكمة في العالم العربي>>. والاستنتاج الذي تصل إليه منظمة ماتسبن لا يدعو الفلسطيني إلى الانتظار بهدوء حتى يتم القضاء على السيطرة الإمبريالية في المنطقة بأسرها بل يدعوه إلى الانضواء تحت راية النضال الأوسع في سبيل التحرير السياسي والاجتماعي للشرق الأوسط بأسره. وبعبارة أخرى فإن استخدام الكفاح المسلح جزء من الكفاح العام لإسقاط الأنظمة القمعية, بما فيها النظام الصهيوني في (إسرائيل), وإسقاط الإمبريالية في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن تحقيق أي من هذه الأهداف إذ بقي الكفاح ضمن الإطار الفلسطيني المحض. أما بالنسبة إلى الأفكار والشعارات المطروحة عن الحل الثوري للنزاع العربي ـ الإسرائيلي فإن منظمة ماتسبن توجه نقدا إلى الشعار الداعي إلى <<دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية المستقلة التي يتمتع مختلف سكانها من مسلمين ويهود ومسيحيين بحقوق متساوية بغض النظر عن دياناتهم>>, ولأن هذا الشعار يعني خلق دولة جديدة مؤلفة من تجمعات دينية لا تمايز قوميا فيها. وترى المنظمة أن العجز الأساسي في هذا الشعار يكمن في تخطيه المسألة القومية بشكل عام والواقع الإسرائيلي بشكل خاص. لاشك أن اليهود المقيمين في (إسرائيل) جاؤوا للاستيطان تحت تأثير الصهيونية وبقيادتها, وأنهم اضطهدوا الشعب الفلسطيني وما زالوا يضطهدونه. ولكن من المستحيل حذف حقيقة تاريخية أخرى هي أن هذه المجموعة أصبحت تشكل إلى حد كبير كيانا قوميا مختلفا عن كيان سائر يهود العالم من جهة, وعن كيان الفلسطينيين العرب من جهة أخرى, كيانا له لغته الخاصة وحياته الاقتصادية والثقافية المميزة. أي أن الشعب الذي يتكلم العبرية في المنطقة ليس مجرد جماعة دينية. وإنه لمن السذاجة الاعتقاد بأن مثل هذه القضايا المعقدة تنحل بمجرد اعتبار الإسرائيليين جماعة تعتنق دينيا معينا وحسب. وتؤكد ماتسبن أن أي حل واقعي وتاريخي للنزاع ينبغي أن ينظر بعين الجد إلى أن الشعب الإسرائيلي يتصف بالخصائص المشتركة للقومية وروابطها. أو بعبارة أدق يؤلف الإسرائيليون قومية في طور التكوين ويؤلف العرب كذلك قومية في طور التكوين, ولم تكتمل العملية لدى أي من الطرفين بعد. ومما لا شك فيه أن عملية التكوين سوف تزداد نضجا مع استمرار الكفاح والصراع من أجل إقامة جمهورية اشتراكية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. فالمنظمة لا تفهم إذن حق تقرير المصير على أساس الدعوة إلى فكرة الوجود المنفصل, أو الدولة المنفصلة للشعب الإسرائيلي أو للشعب الفلسطيني بل تطالب الثوريين العرب واليهود في المنطقة بضرورة الاندماج في دولة اشتراكية كبرى في الشرق الأوسط.
موعيتست هامديناه
تعني بالعربية مجلس الدولة... ويقصد بها كما ذكرنا سالفا (مجلس الدولة المؤقت) وهي الهيئة التشريعية التي عملت خلال التسعة أشهر الأولى على قيام واستقلال إسرائيل. ومجلس الدولة المؤقت تضمن 37 عضوا وكان بمثابة بلورة لشكل مجلس الشعب (بتشكيل مماثل) بموجب التحديد الذي جاء في وثيقة إعلان الاستقلال ... <<وبدء من لحظة انتهاء الانتداب, الليلة, يوم الجمعة قبيل دخول قدسية السبت الموافق 15 مايو 1948, وحتى إقامة السلطات المنتخبة والنظامية للدولة... يعمل مجلس الشعب كمجلس دول مؤقت>>. وفي نفس اليوم أعلن مجلس الدولة المؤقت في منشور علني <<أن مجلس الدولة المؤقت هو الهيئة التشريعية>>. وفي الجلسة الأولى للمجلس انتخب مجلس الدولة المؤقت حاييم فاتيسمان والذي لم يكن ضمن أعضائه, لمنصب رئيس المجلس. وفي نفس الجلسة تم الإعلان عن حالة الطوارئ (والتي لا تبرز على الساحة مطلقا), وفي الجلسة الثانية تم التصديق على قانون تنظيم السلطة والقضاء, والذي وضع الأسس للحكم والقضاء في إسرائيل ولمهمة التشريع للكنيست. ومجلس الدولة المؤقت كان مقره في تل أبيب وأدار 40 جلسة تم التصديق خلالها على 98 أمرا وقانون. ولأن العديد من أعضاء المجلس كانوا يسكنون بالقدس المحاصرة فقد حددت إحدى الأوامر الأولى إجراء القائمين بالأعمال, وقد استعان المجلس في أعماله بـ11 لجنة وكان وضعه كهيئة تشريعية به إشكالية بالإضافة لأن ثلث الأعضاء عملوا كوزراء. فمبادرة التشريع وتحديد جدول الأعمال اليومي كانت بأيدي الحكومة المؤقتة. وفي الشهرين الأولين تولى رئيس الحكومة رئاسة المجلس, وبعد ذلك تم انتخاب رئاستها والتي تضمنت الرئيس يوسف شبرنييك وثلاثة نواب آخرين. وقد حدد مجلس الدولة المؤقت إجراءات الانتخابات للجمعية التأسيسية, وأنهى مهمته باجتماع هذه الجمعية.
موعيتست هاعام
ومعناها بالعربية مجلس الشعب... ولكن كمصطلح عبري له مدلول تاريخي خاص في الفترة التي سبقت قيام الدولة حيث تم تشكيل هذا المجلس أواخر فترة الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل من أجل تحمل أعباء السلطة في الفترة الانتقالية نحو حكم يهودي مستقل. وقد وضع الأساس لإنشائه في قرار اللجنة القومية اليهودية في 1 مارس عام 1948, والذي جاء فيه: <<التمثيل المنتخب للحركة الصهيونية وهو الإدارة الوطنية الإسرائيلية للوكالة اليهودية, وصلاحية ضم ممثلين لهيئات ليست ممثلة في الهيئتين تخضع لحسم الإدارتين: ويقوم المجلس الحكومي المؤقت ـ وفقا لما جاء بقرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ـ بإقامة كل دعائم السلطة المركزية والحلية>>. وقد صدقت اللجنة التنفيذية على هذا القرار بعد مرور شهر واحد, وقررت أنه من خلال <<مجلس الحكومة المؤقت>> يتم تشكيل هيئة مصغرة من 13 عضوا تكون مسؤولة بأعمالها أمام المجلس. وبسبب تحذير البريطانيين من إقامة مؤسسات دولة في فترة الانتداب تحدد الاسم <<مجلس الشعب>> وبديلا له الكودي بالأبجدية العبرية (ل ـ ز) للدلالة على النصاب المكون من 37 عضو, ومن بين هؤلاء 14 عضوا بإدارة اللجنة القومية و11 عضوا ونائب أعضاء بإدارة الوكالة اليهودية. وتركيب التكتلات السياسية كان تقريبا من أقصى اليسار السياسي إلى أقصى اليمين كالتالي: ماباي(حزب عمال أرض إسرائيل) 10 أعضاء, صهيونيون بمختلف أشكالهم (بما في ذلك حركة العامل الصهيوني) 6, مابام (حزب العمال) 5 أعضاء, هامزراحى وهابوعيل هامزراحى5, الرجعيون الإصلاحيون3, أجودات يسرائيل1, سفارديم1, عالياه حاداشاه1, الهجرة الجديدة1,فيتسو1, عمال أجودات إسرائيل1, شيوعيون1, واتحاد اليمينيين1, وقد نجح <<مجلس الشعب في إقامة وإدارة 4 جلسات وفي الأخيرة منهم تم الإعلان عن قيام الدولة, أي إعلان الاستقلال والذي جاء فيه ... <<ولذلك اجتمعنا, نحن أعضاء الشعب. ممثلو الاستيطان العبري والحركة الصهيونية, وفي يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل, واستنادا لحقنا الطبيعي والتاريخي وعلى أساس قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة, نحن نعلن بذلك عن قيام دولة يهودية بأرض إسرائيل, وهي <<دولة إسرائيل>>. وفي نفس الإعلان تقرر أيضا أن مجلس الشعب يصبح مجلسا مؤقتا للدولة (حكومة).
مكدونالد إيجيرت
رسالة وزعتها الحكومة البريطانية في 13 فبراير 1931 تحمل توقيع رئيس الحكومة «رامز مكدونالد». وقد وزعت هذه الرسالة في أعقاب استقالة د.حاييم وايزمان احتجاجا على سياسة «الكتاب الأبيض». وجاء في هذه الرسالة أن التزام الانتداب هو التزام خاص بالشعب اليهودي وليس بالسكان اليهود المقيمين في فلسطين فقط. وقالت الرسالة أن الحكومة البريطانية مازالت وفية لالتزاماتها و واجباتها. وانطلاقا من هذا الموقف, فإنها ستعمل جادة على تسهيل الهجرة اليهودية وتشجيع الاستيطان اليهودي المكثف دون أن تلحق الضرر بحقوق ووضع السكان الآخرين الذين يقيمون في فلسطين. كان القصد من هذه الرسالة هو المصالحة والتراجع بشكل مؤقت وجزئي, وتمكين اليهود من مواصلة أعمال البناء, ولكن ضمن شروط صعبة جدا.. فالحكومة البريطانية لم تتخل عن رغبتها في التخلص من الوطن القومي لليهود.
مكفيه يسرائيل
أول مدرسة زراعية أقيمت في فلسطين وخرجت أجيال من المزارعين الذين لعبوا أدوارا هامة في مجال الاستيطان والأمن. أقيمت هذه المدرسة عام 1870 على جانب الطريق الممتد من يافا إلى القدس. وقد أقامت المدرسة الشركة اليهودية الفرنسية «أليانس» ـ كل إسرائيل زملاء ـ وكانت الأرض التي أقيمت عليها المدرسة قد أعطيت بامتياز أبدي على أيدي السلطان التركي عبد العزيز. وقد أعيد تنظيم المدرسة بعد الحرب العالمية الأولى, وأخذ البارون «أدمون روتشيلد» على عاتقه دفع القسط الأكبر من نفقات صيانة هذه المؤسسة, كما قام المدير الجديد «إلياهو كراوزة», الذي كان قد تخرج من المدرسة نفسها, بتطبيق اللغة العبرية كلغة تدريس في المؤسسة ولاءم برنامج التدريس مع متطلبات العهد الجديد. بعد قيام إسرائيل أضافت الحكومة 1000 دونم لأراضي المؤسسة, ووضعت منذ ذلك الوقت تحت إشراف الحكومة الإسرائيلية والشركة اليهودية الفرنسية «إليانس».
اللاسامية
[/center] اللاسامية, أو معاداة السامية, مصطلح اخترعته الحركة الصهيونية للتعبير عن معاداة اليهود. وكلمة <<سامي>> مأخوذة مما ورد في الإصحاح العاشر من سفر التكوين من أن أبناء نوح هم سام وحام ويافث. والساميون هم نسل سام من العرب وغيرهم. ولكن الصهيونية تعمدت إطلاق السامي على اليهودي وأصرت على إطلاق مصطلح معاداة السامية على كل الحركات والأفعال المناوئة لليهود في أوروبا, وفي كل أنحاء العالم فيما بعد, تجنبا منها لاستعمال مصطلح معاداة اليهود بسبب ما اكتسبه لفظ اليهودي من ظلال قبيحة في أذهان الشعوب الأوروبية عبر التاريخ. فقد ارتبطت كلمة اليهودي بصفات البخل والانغلاق والجبن والاستغلال وغيرها. وظاهرة معاداة اليهود تعود إلى العصور القديمة. فشيشرون الروماني عبر عن ضيقه باليهود الموجودين في روما. ويذهب الكثير من المؤرخين إلى أن الصحفي الألماني اليهودي الأصل <<ولهلم مار>> هو أول من استخدم مصطلح اللاسامية بمعنى معاداة اليهود, وذلك عام 1879 بعد الحرب البروسية ـ الفرنسية التي تسببت في انهيار كثير من الماليين الألمان وجعلتهم يلقون اللوم على اليهود. ولقد كان العداء بين اليهود والعالم المسيحي عداء دينيا بحتا منذ القرن الأول الميلادي, إلا أنه تحول في أواخر القرن الثامن عشر إلى عداء اقتصادي وعرقي. فبعد موجة التحرر التي أشعلتها الثورة الفرنسية في أوروبا وتلاشي التعصب الديني اهتم الناس بالعلم الحديث وتعلقوا به. وأصاب اليهود مكاسب جمة من جراء ذلك إذا نالوا حقوق المواطنة في معظم دول أوروبا: هولندا 1796, وفرنسا 1830, والدانمارك 1849, وإنكلترا 1858, والنمسا 1867, وإيطاليا وألمانيا وسويسرا والبلقان, وأخيرا روسيا بعد ثورة تشرين الأول 1917. تذكر الكاتبة <<حنة ارندت>> أن اليهود في فرنسا وفي جميع الدول الأوروبية التي نالوا فيها التحرر أصبحوا على صلة بأموال الدولة. وقد تمكن الممولون اليهود من الهيمنة على مقاليد الأمور في مختلف الدول. فحين أبرمت اتفاقية 1871بين فرنسا وألمانيا تولى النواحي المالية في الاتفاقية أصحاب البنوك اليهود في كلا الجانبين. وحين ظهرت فكرة القوميات في القرن التاسع عشر وما صحبها من محاولات لاكتشاف عبقرية كل أمة صنف اليهود أنفسهم أمة سامية ترفض الاندماج في الأمم الأخرى. وبسبب هيمنتهم المالية ومنافستهم للرأسمالية الأوروبية حاولت هذه الرأسمالية توجيه نقمة الطبقة العاملة الأوروبية عليهم فجعلت من الصراع بينها وبين العمال (الصراع الطبقي) صراعا عرقيا يستهدف اليهود. وحين جاءت الصهيونية تلقفت هذه العداء لتجعل منه ظاهرة وعقيدة راسخة في النفوس. وكان موسى هس (1812ـ 1875) من أوائل المفكرين الصهيونيين الذي حاولوا استغلال السامية وجعلها عقيدة صهيونية. ففي محاولة هس حل المسألة اليهودية وهاجم اليهود الذين يدعون إلى الانصهار في الحضارة الغربية, وذهب في محاولته الرد على تفوق العرق الآري إلى الادعاء بأن الإنسانية عاجزة بتحكم تكوينها العضوي عن التقدم بدون اليهود. أما ليو بنسكر (1821 ـ 1891) فقد حاول أن يجعل من اللاسامية مرضا موروثا لدى شعوب فقال إن كراهية الشعوب لليهود مسألة نفسية, وإن اللاسامية مرض لا يمكن علاجه لأنه عاهة تنتقل من الأب إلى الابن, وأن التقدم مهما عظم لن يقتلعها, إلا إذا تغير وضع اليهودي تغيرا جذريا. ثم جاء هرتزل. وفي عهده حديث القضية المشهورة (قضية دريفوس) التي استغلتها الصهيونية أبشع استغلال وجعلت منها عنوانا للاسامية, وجعلت هرتزل يغير وجهة نظره ويذهب إلى أن المسألة اليهودية ليست مسألة اقتصادية بل قضية قومية, وأن حلها لن يكون إلا بجعلها مسألة سياسية. ورأى هرتزل أن اللاسامية أعادت القوة إلى اليهود, وأنها مفيدة للحركة الصهيونية ولتطوير الفردية اليهودية. ثم جاء حاييم وايزمن فزغم أن اللاسامية مسألة نفسية, وأنها باقية ما دام اليهود موجودين. كل ذلك كان من أجل دفع اليهود إلى أحضان الصهيونية والحيلولة دون اندماجهم في الأمم الأخرى بزرع الشك والريبة والخوف في نفوسهم, أو بزرع الاستعلاء والغرور ومزاعم التفوق العرقي. استغلت الصهيونية فكرة اللاسامية لتحقيق أهدافها في إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين, بل عملت على تأجيج نارها وافتعالها كلما خمدت. وقد كان هناك اعتقاد بأن اللاسامية ستنتهي بهزيمة النازية. ولكن الصهيونية أرادت للاسامية أن تستمر لأنها البقرة الحلوب للصهيونية المعاصرة وأداة الابتزاز والإرهاب التي تشهرها ضد العالم, ولاسيما ضد الإنسان الأوروبي الذي أصبح يعاني بفعل الدعاية الصهيونية من عقدة الذنب وتأنيب الضمير. لقد استطاعت الصهيونية أن تجند منذ مطلع هذا القرن عددا هائلا من الكتاب والمفكرين الغربيين الذين خدعوا وانزلقوا في أحابيل الصهيونية فراحوا. يروجون للاسامية من وجهة النظر التي تخدم الحركة الصهيونية. وغالبا ما استقى هؤلاء الكتاب معلوماتهم عن اللاسامية من المصادر الصهيونية كالموسوعة اليهودية التي أفردت عن اللاسامية ما يزيد على 150 عمودا تتحدث فيها عن تاريخ اللاسامية ابتداء من عام 410 قبل الميلاد. ومن أبرز الكتاب الذين روجوا للاسامية بما يخدم الأهداف الصهيونية الكاتب الإنكليزي جيمس باركس الذي رآها أمضى سلاح ضد الديمقراطية وعاملا من عوامل الهدم, وقال إنها ليست سلاحا موجها ضد اليهود وحدهم ولكنها موجهة ضد العالم الغربي كله. وما لبث اللاسامية أن أصبحت في مفهوم هذا الكاتب <<اللا إسرائيلية>> وتحول كل عداء لـ (إسرائيل) ـ حتى العداء العربي المشروع ـ عداء للسامية. وعلى الرغم من اعترافه بأن التعامل العربي مع اليهود طوال التاريخ كان يخلو من العداء فإنه يجعل عداء العرب للصهيونية عداء للسامية. إن شهر سلاح اللاسامية على كل من يقف في وجه الحركة الصهيونية أو يشك في نشاطها أو مطامعها التوسعية أطلق يدها لتهيمن على مقدرات الإعلام الغربي. فلم يعد هناك كاتب أو مفكر أو صحفي حر يجرؤ على فضح الصهيونية أو إدانتها دون أن يتعرض لتهمة اللاسامية.
بل إن الصهيونية اتهمت الاتحاد السوفيتي باللاسامية بسبب موقفه من بعض اليهود الذين يمارسون تخريب اقتصاده, أو بسبب موقفه من الهجرة اليهودية. وأصبحت اللاسامية المنسوبة إلى الاتحاد السوفيتي تعني <<اللامسيحية>>, وذلك لتأليب الغرب المسيحي على الاتحاد السوفيتي. ويحدث هذا رغم أن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة جعلت من اللاسامية بمعنى كراهية اليهود جريمة يعاقب عليها القانون. أما بلزر فقد كانت اللاسامية عنده تعني أشياء متعددة. فثورة العمال في ألمانيا على الرأسمالية اليهودية واحتكاك حفنة من اليهود للاقتصاد الألماني هي عنده <<اللاسامية الاقتصادية>> أو اللارأسمالية. أي أن معاداة الرأسمال اليهودي أصبحت عند بلزر معاداة اللاسامية. ولم تقف الصهيونية في استغلالها اللاسامية عند هذا الحد فراحت تتهم كل من يتعاطف مع الفلسطينيين في مأساتهم بأنه لا سامي, تماما مثلما اتهمت العرب (الساميين) بأنهم لا ساميون. لا بل اتهمت اليهود الذين عارضوا الصهيونية باللاسامية. فحين تظاهر اليهود العراقيون في تل أبيب عام 1951 احتجاجا على التفرقة بين الأشكنازيين والسفرديين هاجمهم بن غوريون ووصف تظاهرتهم بأنها <<لا سامية إسرائيلية>>. وهكذا تحولت <<اللاسامية>> كليا إلى <<اللاصهيونية>> فأصبحت معاداة الصهيونية, أو استنكار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والأمة العربية, أو الوقوف إلى جانب الحق العربي في فلسطين, معاداة للسامية. وما تزال الصهيونية تشهر سلاح اللاسامية في وجه كل دولة أو سياسي في العالم ينتقد (إسرائيل) أو يقف من العرب موقفا مؤيدا, بعدما استخدمت هذا السلاح بفاعلية لإقامة دولتها في فلسطين العربية.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الخميس مايو 13, 2010 5:43 am | |
|
اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
الماشيح والمشيحانية
«ماشيح» كلمة عبرية تعني «المسيح المخلص», ومنها «مشيحيوت» أي «المشيحانية» وهي الاعتقاد بمجيء الماشيح, والكلمة مشتقة من الكلمة العربية «مشح» أي «مسح» بالزيت المقدس. وكان اليهود, على عادة الشعوب القديمة, يمسحون رأس الملك والكاهن بالزيت قبل تنصيبهما, علامة على المكانة الخاصة الجديدة وعلامة على أن الروح الإلهية أصبحت تحل وتسري فيهما. وكما يحدث دائما مع الدول في الإطار اليهودي الحلولي, نجد أن المجال الدلالي لكلمة «ماشيح» يتسع تدريجيا إلى أن يضم عددا كبيرا من المدلولات تتعايش كلها جنبا إلى جنب داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي. فكلمة «الماشيح» تشير إلى كل ملوك اليهود وأنبيائهم, بل كانت تشير أيضا إلى قورش ملك الفرس, أو إلى أي فرد يقوم بتنفيذ مهمة خاصة يوكلها الإله إليه. كما أن هناك في المزامير إشارات متعددة إلى الشعب اليهودي على أنه شعب من المشحاء. وهناك أيضا المعنى المحدد الذي اكتسبته الكلمة في نهاية الأمر إذ أصبحت تشير إلى شخص مرسل من الإله يتمتع بقداسة خاصة, إنسان سماوي وكائن معجز خلقه الإله قبل الدهور يبقى في السماء حتى تحين ساعة إرساله. وهو يسمى «ابن الإنسان» لأنه سيظهر في صورة الإنسان وإن كانت طبيعته تجمع بين الإله والإنسان, فهو تجسد الإله في التاريخ, وهو نقطة الحلول الإلهي المكثف الكامل في إنسان فرد. وهو ملك من نسل داود, سيأتي بعد ظهور النبي إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودي, بل البشري, فينهي عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون ويحطم أعداء جماعة يسرائيل, ويتخذ أورشليم (القدس) عاصمة له, ويعيد بناء الهيكل, ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوي ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة مثل السنهدرين, ثم يبدأ الفردوس الأرضي الذي سيدوم ألف عام, ومن هنا كانت تسمية «الأحلام الألفية» و«العقيدة الاسترجاعية». ولأن إله اليهود لا يحل في التاريخ فحسب, وإنما يحل في الطبيعة أيضا, فإننا نجد أن العصر الذهبي (أو العصر المشيحاني) يشمل التاريخ والطبيعة معا. فعلى مستوى التاريخ, نجد أن السلام حسب إحدى الروايات ـ سيعمم العالم, وأن الفقر سيزول, وستحول الشعوب أدوات خرابها إلى أدوات بناء, ويصبح الناس كلهم أحباء متمسكين بالفضيلة, ولكن صهيون ستكون بطبيعة الحال مركز هذه العدالة الشاملة, كما ستقوم كل الأمم على خدمة الماشيح. وفي رواية أخرى, ستسود صهيون الجميع وستحطم أعداءها. أما على مستوى الطبيعة, فإننا نجد أن الأرض ستخصب وتطرح فطيرا, وملابس من الصوف, وقمحا حجم الحبة منه كحجم الثور الكبير, ويصير الخمر موفورا. والفكر المشيحاني فكر حلولي متطرف يعبر عن فشل الإنسان في تقبل الحدود,وعن ضيقه بالفكر التوحيدي الخاص بفكرة الإله المتجاوز للطبيعة والمادة والتاريخ, وعن ضيقه بفكرة حدود الإرادة الإنسانية والعقل البشري, وبالتاريخ باعتباره المجال الذي تركه الإله للإنسان ليمارس حريته (فكأنه ضيق طفولي بالوضع الإنساني). يضيق الإنسان بكل هذا ويتخيل تساقط الحدود ليحل الإله في التاريخ والطبيعة والإنسان وينهي كل المشاكل دفعة واحدة إما بتدخله الفجائي والمباشر في التاريخ أو بإرساله المخلص (كريستوس) في المنظومة الغنوصية لينجز المهمة (وتظهر هذه الفجائية في أسفار الرؤى على عكس كتب الأنبياء الذين يرون التاريخ مجالا للفعل الإنساني الحر والرقي التدريجي). وقد أضعفت عقيدة الماشيح انتماء أعضاء الجماعات (وخصوصا في الغرب) لمجتمعاتهم, وزادت انفصالهم عن الأغيار, ذلك أن انتظار الماشيح يلغي الإحساس بالانتماء الاجتماعي والتاريخي, ويلغي فكرة السعادة الفردية. أما الرغبة في العودة, فتلغي إحساس اليهودي بالمكان وبالإنتماء الجغرافي. ويبدو أن اضطلاع أعضاء الجماعات اليهودية بدور الجماعة الوظيفية واشتغالهم بالتجارة الدولية في الغرب, كعنصر تجاري غريب لا ينتمي إلى المجتمع, هو الذي عمق أحاسيسهم المشيحانية, فالتاجر لا وطن له, ولا تحد وجدانه أو تصوراته أية قيود أو حدود, على عكس الفلاح الذي لا يجيد التعامل إلا مع قطعة معينة من الأرض. ومما له دلالته أن الحركات المشيحانية ارتبطت دائما بالتصوف الحلولي وتراث القبالاه الذي ينطلق من رؤية كونية تلغي الفوارق والحدود التاريخية بين الأشياء. وأصل عقيدة الماشيح المخلص فارس بابلية, فالديانة الفارسية ديانة حلولية ثنوية تدور حول صراع الخير والشر (إله النور وإله الظلام) صراعا طويلا ينتهي بانتصار الخير والنور. وقد بدأت هذه العقيدة تظهر أثناء التهجير البابلي, ولكنها تدعمت حينما رفض الفرس إعادة الأسرة الحاكمة اليهودية إلى يهودا. وقد ضربت هذه العقيدة جذورا راسخة في الوجدان اليهودي, حتى أنه حينما اعتلى الحشمونيون العرش, كان ذلك مشروطا بتعهدهم بالتنازل عنه فور وصول الماشيح. وقد أخذت عقيدة الماشيح في البداية صورة دنيوية تعبر عن درجة خافتة للغاية من الحلول الإلهي ولكنها أصبحت بعد ذلك تعبيرا عن حلول إلهي كامل في المادة والتاريخ. وحسب هذه الصورة, فإن الماشيح محارب عظيم ( أو هو الرجل الممتطي صهوة جواده) الذي سيعيد ملك اليهود ويهزم أعداءهم (أشعياء 9/9 ـ 7). وتزايدت درجة الحلول, ومن ثم ازدادت القداسة, فيظهر الماشيح بن داود على أنه ابن الإنسان أو ابن الإله (دانيال 7/13). ولما لم تتحقق الآمال المشيحانية, ظهرت صورة أخرى مكملة للأولى, وهي صورة الماشيح ابن يوسف الذي سيعاني كثيرا, وسيخر صريعا في المعركة, وستحل الظلمة والعذاب في الأرض (وهذه هي الفكرة التي أثرت في فكرة المسيح عند المسيحيين). ولكن, سيصل بعد ذلك الماشيح العجائبي الخارق من نسل داود, والذي سيأتي بالخلاص. ويفسر الحاخامات تأخر وصول الماشيح بأنه ناتج عن الذنوب التي يرتكبها الشعب اليهودي, ولذا فإن عودته مرهونة بتوبتهم. وصورة المسيح في الفكر الديني المسيحي متأثرة بكل هذه التراكمات, فهو أيضا مرسل من الإله, وهو ابن الإنسان وابن الإله, وهو يتعذب كثيرا بل يصلب ثم يقوم وسيحرز أتباعه النصر. ولعل الفارق الأساسي بين الرؤية المشيحانية في اليهودية والرؤية المشيحانية في المسيحية هو أن المسيحية جعلت الحلول الإلهي في شخص بعينه (عيسى ابن مريم) وهو حلول مؤقت ونهائي وغير قابل للتكرار, على عكس الفكرة المشيحانية في اليهودية, كما أن الخلاص في الفكر المسيحي غير مرتبط بمصير أمة بعيها وإنما هو ذو أبعاد عالمية, فباب الهداية مفتوح للجميع. والنزعة المشيحانية يمكن أن تأخذ أشكالا مختلفة, فهي باعتبارها تعبير عن الحلولية اليهودية (أي حلول الإله في مخلوقاته وتوحده معهم) تكتسب بعدا ماديا قوميا شوفينيا متطرفا (إذ كانت حلولية ثنائية صلبة), حيث إن وصول الماشيح يعني عودة الشعب المختار إلى صهيون, أو وصوله إلى أورشليم التي سيحكم منها الماشيح, قائد الشعب اليهودي, بل قائد شعوب الأرض قاطبة, فهنا هو خلاص اليهود من أعدائهم شر انتقام, ويشغلون مكانتهم التي يستحقونها كشعب مقدس. ولكن ثمة صورة أخرى عالمية وغير قومية للعصر المشيحاني (تعبير عن الحلولية الكونية الشاملة السائلة), فهو حسب هذه الرؤية عصر يسود فيه السلام والوئام بين الأمم. وإذا كان الشعب اليهودي ذا مكانة خاصة, فإن هذا لا يستبعد الشعوب الأخرى من عملية الخلاص. وإذا كانت الرؤية الأولى تؤكد الفوارق الصلبة الصارمة بين اليهود والأغيار, فالرؤية الثانية تلغي الفوراق تماما بحيث تنتج عن ذلك حالة سيولة كونية محيطية (تشبه حالة الطفل في الرحم قبل الولادة), ينتج عنها إسقاط الحدود تماما وذوبان اليهود في بقية الشعوب. ويمكن أن تأخذ المشيحانية طابعا ترخيصيا مارانيا (نسبة إلى يهود المارانو المتخفين) كما هي الحال مع الشبتانية (نسبة إلى شبتاي تسفي), وكذلك الدونمه والفرانكيه, فالماشيح وأتباعه كانوا يخرقون الشريعة ويسقطونها ويتمتعون بالحرية الناجمة عن ذلك ويمارسون الإحساس بما تبقى من هوية يهودية في الخفاء, ومن خلال أشكال أبعد ما تكون عن اليهودية. ولعل هذا يعود إلى أن اللحظة المشيحانية هي لحظة حلول الإله تماما في الإنسان (الماشيح), فهي لحظة وحدة وجود ومن ثم لحظة شحوب كامل أو حتى موت للإله إذ يتحول إلى مادة بشرية. وإذا حدث ذلك, فإن شرائعه التي أرسل بها باعتباره الإله تموت وتسقط. وقد ارتبط المشيحانية بالتعبير الفجائي وبمظاهر العنف الذي قد يأخذ شكل البعث العسكري أحيانا, كما هو الحال مع كل من أبي عيسى الأصفهاني, وداود الرائي, وديفيد رؤوبيني, ويعقوب فرانك (والصهيونية في نهاية الأمر). وثمة محاولة داخل اليهود الحاخامية لتهدئة التطلعات المشيحانية المتفجرة, فركزت على الجانب الإلهي لعودة الماشيح, وعلى الماشيح من حيث هو أداة الإله في الخلاص. وبناء على ذلك, أصبح من الواجب على اليهود انتظار عودة الماشيح في صبر وأناة. ويصبح من الكفر أن يحاول فرد أو جماعة التعجيل بالنهاية (دحكيات هاكتس). وقد نجحت المؤسسة الحاخامية في ذلك إلى حد كبير, إلى أن انتشر يهود المارانو في أوربا, وبعض أجزاء الدولة العثمانية (وخصوصا البلقان). وقد كانت النزعة المشيحانية بينهم عميقة متجذرة, وانتشرت القبالاه اللوريانية بين أعضاء الجماعات بما تتضمنه من رؤى مشيحانية, وأصبح اليهودي مركز الكون. وأصبحت صلاته, وقيامه بأداء الأوامر والنواهي (متسفوت) بمنزلة مساهمة نشيطة فعالة من جانبه للتعجيل بمجيء الماشيح. وقد خلق هذا تربة خصبة لشبتاي تسفي والشتبانية. ومن المعروف أن المؤسسة الحاخامية بذلت قصارى جهدها عبر تاريخها للوقوف ضد كل هذه النزعات, ولكن أزمة اليهود واليهودية كانت قد وصلت إلى منتهاها. وقد ظهر بين أعضاء الجماعة اليهودية عدد من المشحاء الدجالين, نذكر من بينهم كلا من: بركوخبا, وأبى عيسى الأصفهاني, وبودغان, وداود الرائي. أما في العصر الحديث في الغرب, فيمكن أن نذكر منهم: ديفيد رؤوبيني وشبتاي تسفي وجوزيف فرانك. ويلاحظ أن النزعة المشيحانية في العصر الحديث, رغم جذورها السفاردية, قد انتشرت في شرق أوربا وفي الأجزاء الأوروبية من الدول العثمانية. وبعد البدايات السفاردية, أصبحت المشيحانية مقصورة على الأقليات الإشكنازية. فالفرانكية, والحسيدية, وأخيرا الصهيونية, هي حركات إشكنازية بالدرجة الأولى. ولعل هذا يعود إلى وجود الإشكناز في تربة مسيحية, فالمسيحية تركز الحلول الإلهي في شخص واحد هو المسيح عيسى بن مريم, وهو ما تقوم به أيضا الحركات المشيحانية إذ أنها تنقل الحلول الإلهي من الشعب اليهودي إلى شخص الماشيح الذي سيأتي بالخلاص. ومع ذلك, فيمكن القول بأن الرؤى المشيحانية إمكانية كامنة في جميع الحضارات ولا تفجرها سوى حركة التاريخ نفسه, وأن الانفجارات المشيحانية اليهودية المتكررة في العصر الحديث تعبير عن أزمة اليهود واليهودية. فالمجتمع الأوربي كان يتحرك بسرعة منذ عصر النهضة, حين بدأت البورجوازية بقيمها الدينامية في الظهور, في حين أن أعضاء الجماعات اليهودية في الجيتو كانوا غير قادرين على مواكبة التطور لأن المجتمع لم يساعدهم على ذلك, ولأن تقاليدهم الدينية الفكرية المعقدة جعلت التكيف أمرا عسرا إن لم يكن مستحيلا. وكلما كانت هامشية أعضاء الجماعات تتزايد, كان الاضطهاد الواقع عليهم يتزايد, وبازدياد الاضطهاد كانت التوقعات تزداد أيضا وكذلك الانفجارات المشيحانية. ففي أوقات الضيق والبؤس, كانت الجماهير اليهودية التي تتحرك داخل إطار حلولي ساذج وبسيط تتذكر دائما الرسول الذي سيبعثه إله الطبيعة والتاريخ, والذي سيأتي بكل المعجزات اللازمة لإصلاح أحوالهم. كما أن الماشيح الملك يشبع رغبة أعضاء الجماعات في تملك زمام السلطة السياسية التي حرموا منها. ويمكن القول بأن المشيحانية هي الثورة الشعبية اليهودية, ولذا كانت تجتذب الفقراء والعناصر التي تم استبعادها من النخبة. ولكنها, مع هذا, كانت ثورة حمقاء عاجزة عن إدراك الأسباب الحقيقية للأزمة, وبالتالي فهي عاجزة عن الإتيان بحلول. وهي بذلك تشبه نزعة معاداة اليهود بين أعضاء الطبقات الشعبية المسيحية, فهي الأخرى شكل من أشكال الثورة الشعبية العاجزة عن إدراك سبب إفقار الجماهير وآليات الاستغلال. ولذا, فبدلا من أن تصل إلى لب المشكلة وتهاجم المستغل الحقيقي, كانت الجماهير الشعبية تنحرف عن هدفها وتهاجم الجماعات اليهودية لأنها كانت الأداة الواضحة المباشرة للاستغلال. ومن المهم التأكيد على أن للحركات المشيحانية سياقين: أحدهما محلي, والآخر دولي. كما يهمنا أن نؤكد على أن تلاقي السياقين هو عادة ما كان يؤدي إلى الانفجار. أما العنصر المحلي فيتمثل كما أشرنا في تزايد بؤس اليهود, وأما العنصر الدولي فيتمثل في وجود لحظة مفصلية يتصور الماشيح المزعوم أنها الفرصة المواتية له (انتهاء العصر الأموي بالنسبة لأبي عيسى الأصفهاني, والتطلعات البابوية لتجديد حروب الفرنجة بالنسبة لداود الرائي, وبدايات الاستعمار الغربي وأول هزيمة للعثمانيين بالنسبة إلى شبتاي تسفي). وتتميز المشيحانية بأنها صيغة هلامية لا يمكن أن تهزم. فإذا ظهر ماشيح, فإن ظهوره علامة على صدق الرؤية المشيحانية, وإذ لم يظهر فإن الواجب هو الانتظار. أما إذا انهزم الماشيح وانتصر في المراحل الأولى, فهذا علامة على صدقه. وإذا انهزم فهزيمته نفسها تعد علامة صدقه, فهو يتعذب من أجل شعبه وإذا أخذت الهزيمة شكل ارتداد عن اليهودية, فإن هذا (حسب التصورات المشيحانية) من باب التمويه والتقيه. كما أنه, باعتباره الماشيح, عليه أن ينزل إلى عالم الشر ذاته لمواجهته (ومن هنا اتداده عن اليهودية). كما أنه إذا قتل أو مات, فإن أتباعه عادة ما يؤمنون بأنه لم يمت أو يقتل وإنما اختفى وسيعود. وتكون جماعة التابعين المنتظرين, شيعة أو فريقا دينيا مستقلا عن المؤسسة الحاخامية, تدور عقائدها حول أفكار الماشيح, وتدور ممارساتها حول انتظاره. وهذا هو, في الواقع,النمط الكائن في معظم الحركات المشيحانية (اليهودية وغير اليهودية) التي عادة ما تنتهي بالإخفاق, فيدفع المؤمنون بها الثمن غاليا. ويلاحظ زيادة حدة النزعة المشيحانية في العصر الحيدث في الغرب, ابتداء من القرن السابع عشر, وهو بداية المشرع الاستعماري الغربي وتزايد علمنة الحضارة الغربية, بكل ما يطرحه ذلك من إمكانات أمام الإنسان الغربي لحل مشاكله عن طريق تصديرها وعن طريق غزو العالم. كما شهدت هذه الفترة تصاعد التفكير الصهيوني (الألفي) في الأوساط البروتستانية التجارية. وقد ظلت هذه النزعة المشيحانية كامنة بعد فشل محاولات شبتاي تسفي وجيكوب فرانك, إلى أن ظهرت الصهيونية. ويمكن القول بأن الحركة الحسيدية هي أيضا حركة مشيحانية دون ماشيح أو حركة مشيحانية مبعثرة بحيث تشتت الحلول الإلهي في عدد كبير من الأولياء الذين يسمون «تساديك» وكان كل واحد منهم يجسد قدرا من الحلول الإلهي ويلتف حوله عدد كبير من التابعين. ولا يعرف اليهود القراءون عقيدة الماشيح, وربما يرجع ذلك إلى تأثير الإسلام, وقد حذروا أتباعهم من أولئك الذين يتنبأون بظهور الماشيح. أما موسى بن ميمون فإنه, برغم إيمانه بأن السلام سيعم المجتمع بمقدم الماشيح, أكد أن الطبيعة لن تغير قوانينها, كما شكل في مدعي المشيحانية في أيامه وحذر منهم. وفي العصر الحديث, يؤمن اليهود الأرثوذوكس بالعودة الشخصية للماشيح, على عكس اليهودية الإصلاحية التي ترفض هذه الفكرة وتحل محلها فكرة العصر المشيحاني, أي مشيحانية بدون ماشيح, وهذا تعبير عن الحلولية بدون إله. والصهيونية بمعنى من المعاني عقيدة مشيحانية. ويمكن القول بأن السياق المحلي للحركة المشيحانية الصهيونية هو تزايد بؤس يهود شرق أوروبا, وخصوصا بعد تعثر التحديث. أما سياقها الدولي, فهو ضعف الدولة العثمانية, وتزايد حدة الهجمة الإمبريالية الغربية على الشرق. والكتابات الصهيونية تزخر بإشارات إلى العودة, والعصر المشيحاني الذهبي, والماشيح. وفي يوميات هرتزل, نجد أن جزءا من أوهامه عن نفسه يأخذ طابعا مشيحانيا. وإذا كان بعض الصهاينة لا يؤمنون بعودة الماشيح شخصيا, فإنهم جميعا يؤمنون بفكرة العصر المشيحاني أو «سبت التاريخ» على حد قول هس, أو «نهاية التاريخ» وهي فكرة لا تختلف كثيرا عن التصورات الدينية التقليدية, إلا في استبعاد شخصية الماشيح نفسه, أي أنها مشيحانية بدون ماشيح (نابع من حلولية بدون إله). وباستبعاد شخصية الماشيح أصبح من الممكن أن يتحالف المؤمنون والملحدون, وأصبح من الممكن أن تظهر مشيحانية لا دينية, أي محاولة استرجاع العصر المشنيحاني الذهبي في فلسطين عن طريق التكنولوجيا والعنف والوسائل اللادينية كافة, دونما انتظار مقدم أي مبعوث إلهي, ولكن المشيحانية الملحدة لا تختلف كثيرا عن التصور اليهودي للقضية في صورته الدنيوية الأولى التي وصفناها آنفا. وتحافظ الصهيونية على المشاعر والتوقعات المشيحانية بين أعضاء الجماعات بتصعيد إحساسهم بالاضطهاد وبعدم الانتماء لبلادهم, وحتى يفقدوا صلتهم بالزمان والمكان ويتجهوا إلى إسرائيل. ومن يدرس التجارب التاريخية لأعضاء الجماعات يعرف أنه لم يحدث قط أن تمكنت أية حركة مشيحانية من السيطرة على يهود العالم جميعا, ذلك بسبب عدم ترابطهم. ولذلك, فإن إخفاق أية حركة مشيحانية, وتحول أتباعها عن اليهود في أية منطقة, لم تكن نتتج عنه هزة شاملة لليهودية في كل البلاد الأخرى. أما في العصر الحديث, فقد حدث لأول مرة أن تمكنت حركة مشيحانية مثل الصهيونية من الوصول إلى يهود العالم تقريبا. وحركة جوش إيمونيل حركة مشيحانية في كثير من جوانبها في توقعاتها وخطابها ورموزها. ويمكن القول بأن حدة التفكير الثوري والعدمي عند بعض المفكرين اليهود أو مفكرين من أصل يهودي في العصر الحديث (إسبينوزا برؤيته لعالم هندسي مادي مصمت, وماركس برؤيته لعالم شيوعي خال من الجدل, ودريدا برؤيته لعالم يسوده اللامعنى) قد يكون نتيجة التراث المشيحاني. كما يمكن القول بأن ثوريتهم وعدميتهم ورفضهم الكامل للحدود التاريخية والبشرية تعبير عن حالة متطرفة من المشيحانية بدون ماشيح, وعن رغبة طفولية في اختزال العالم إلى عنصر أو اثنين والعودة إلى حالة السيولة الكونية (الرحمية) التي تسم الفكر المشيحاني.
المجلس الوطني اليهودي
المجلس الوطني اليهودي (المعروف بـ Vaad leumi أو اللجنة القومية), هو المجلس الذي قام بدعم الوجود الصهيوني في فلسطين خلال الفترة الممتدة بين تاريخ إنشاء المجلس في 10/10/1920 وإقامة الحكومة المؤقتة (لإسرائيل) في أيار 1948. وقد كان هذا المجلس الجهاز التنفيذي للجمعية المنتخبة للييشوف*, أي المستوطنين, والمعروفة باسم Asefat Hanivhrim وقد سبق هذا المجلس لجنة مؤقتة عرفت باسم Vaad zemanni كان قد أنشأنها مؤتمر ممثلي مختلف فئات المستوطنات الصهيونية في فلسطين بما فيهم جنود الفرقة اليهودية التي شكلت عام 1918, رغم أن هذا المجلس الوطني اختبر عام 1920 من قبل أول جمعية منتخبة لليشوف واعتراف به ممثلا رسميا لها بموجب رسالة من أول مندوب سام بريطاني (هربرت صموئيل) فإنه لم يحصل المجلس على مركز قانوني رسمي إلا في 1/1/1928 عندما أسس <<كنيست إسرائيل>> قانونيا في ظل مرسوم تنظيم الجماعات الدينية لعام 1926. وقد انتخب المجلس الوطني اليهودي مجموعة أصغر من أعضائه لإدارة أعماله اليومية. وتعاون بشكل وثيق مع الوكالة اليهودية* التي كانت مسؤولة عن رسم السياسة العامة للهجرة والاستعمار الاستيطاني, والتطور الاقتصادي والشؤون العسكرية اليهودية. وقد مثل المجلس الوطني المستوطنين الصهيونيين في علاقاتهم بالسلطة المنتدبة وعالج المسائل الداخلية التي أنيطت به من قبل الوكالة اليهودية, كما كان على صلة مع هيئة الحاخامين والمجالس المحلية اليهودية. كذلك مثل المجلس الوطني يهود فلسطين أمام لجنة الانتدابات التابعة لعصبة الأمم *, وأمام كثير من لجان التحقيق وتقصي الحقائق التي أرسلت إلى فلسطين* بما فيها لجنة الأمم المتحدة التي اقترحت تقسيم البلاد عام 1947. ممثلة لم تكن كل قطاعات اليهود في فلسطين ممثلة في الأجهزة التنفيذية لكنيست إسرائيل ومنها المجلس الوطني. فحزب <<أغودات إسرائيل>>* والأوساط المتدينة من المستوطنين الصهيونيين قاطعت المجلس. ومنذ عام 1944 انضم الى مقاطعته كل من جماعات السفارديم والصهيونيون التصحيحين والصهيونيين العموريين واتحاد الفلاحين. وكان آخر رئيس للمجلس الوطني بن زفي. وتتمثل الأهمية التاريخية للمجلس الوطني اليهودي في أنه حدد معالم النشاط الصهيوني لإقامة دولة على أراضي فلسطين العربية من خلال برنامج سياسي اقتصادي عسكري واسع النطاق نفذ بإشراف الوكالة اليهودية.
الأدب اليديشي Yiddish literaure
إذا كان يصعب الحديث عن <<أدب عبري>> حتى عام 1948, باعتبار أنه أدب يتبع عدة تشكيلات حضارية مختلفة, فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الأدب اليديشي المرتبط بتشكيل حضاري واحد في شرق أوروبا, روسيا وبولندا على وجه الخصوص. ولذا فإن مصطلح <<الأدب اليديشي>> مقدرة تفسيرية وتصنيفية عالية, خصوصا إن ذكر الانتماء القومي للكاتب باليديشية (بولندي, روسي, ...الخ). وظهرت أول أعمال أدبية يديشية في القرن السادس عشر, وكانت ترجمات للآداب الغربية وكتب الصلوات. وقد استخدم بعض دعاة حركة التنوير اللغة اليديشية, بدلا من العبرية, كلغة للتعبير الأدبي باعتبار أنها لغة حية وتتحدث بها الجماهير اليهودية من يهود اليديشية. ثم ظهر أساطين الأدب اليديشي وأهمهم إسحق بيريتس, وشالوم عليخيم, ومندلي موخير سيفوريم, الذين كتبوا أعمالا روائية بالأساس. كما ظهر مسرح يديشي عام 1870 (مع تعثر التحديث في الإمبراطورية الروسية), ولكنه لم يتطور وينمو إلا في الولايات المتحدة والأرجنتين حيث حمل المهاجرون الروس اليهود اللغة أو اللهجة اليديشية معهم, والتي أصبحت لغة الشارع اليهودي في المهجر. وكانت هناك مراكز للأدب اليديشي أينما هاجر يهود اليديشية, لكن المركز الأساسي كان في بولندا وروسيا ثم الولايات المتحدة. وربما كان الاستثناء الوحيد من القاعدة هو فلسطين حيث كانت المؤسسة الصهيونية تعارض اللغة اليديشية. تمتع الأدب اليديشي بمرحلة من الازدهار والإبداع الأدبي ساعد عليها حزب البوند والتنظيمات العمالية اليهودية التي تبنت اليديشية كلغة للجماهير اليهودية في شرق أوربا. لكن فترة الازدهار هذه كانت قصيرة للغاية, فاليديشية لم تستخدم كلغة للتعبير الأدبي إلا في نهاية القرن التاسع عشر, أي أنه لم يكن هناك تراث أدبي يديشي. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى, ظهرت عوامل حضارية وسياسية قضت على فرص هذا الأدب في التطور من أهمها أن يهود اليديشية أنفسهم اندمجوا في محيطهم الحضاري (السوفيتي والأمريكي), واختفت اليديشية كلغة للتعامل, كما أن العقول المبدعة من بين أعضاء الجماعات اليهودية تبدع عادة من خلال التشكيل الحضاري الذي تنتمي إليه ومن خلال لغة المجتمع الذي تعيش في كنفه, خصوصا إذا كان المجتمع متسامحا معهم, ويتيح لهم بعض فرص الحراك الاجتماعي والاقتصادي. ولذا, يلاحظ أن أساطين الأدب اليديشي الذين ماتوا مع أواخر الحرب العالمية الأولى, مثل: بيريتس (1915) وشالوم عليخيم (1916) ومندلي موخير سيفوريم (1917), لم يخلفهم أحد في مستواهم الأدبي. ومما لا شك فيه أن الإبادة النازية لليهود, خصوصا يهود اليديشية, والتصفيات الستالينية في الاتحاد السوفيتي, ساهمت في القضاء على كثير من كتاب اليديشية. ولكن يظل العنصر الأساسي اختفاء جماهير اليديشية. ولذا, لم يعد من المجدي للأدباء الكتابة بهذه اللغة, ونجد كاتبا مهما وشهيرا (مثل باشفيس سنجر) ينتقل إلى الكتابة بالإنجليزية, أو يكتب باليديشة مدركا أن عمله الأدبي سيترجم إلى الإنجليزية. هذا, رغم عدم تعرض يهود الولايات المتحدة لإبادة أو تصفية أو اضطهاد. وكانت تصدر في الاتحاد السوفيتي مجلة
المحدال
هذا المفهوم يعنى بلغة قضائية في العبرية: <<عدم العمل أو الامتناع عن العمل>> . ولكن الاستعداد الفاشل للحكومة الإسرائيلية وجهاز الأمن الإسرائيلي إزاء التطورات التي نجمت عن حرب يوم الغفران (6 أكتوبر 1973) إلى جانب الضربات التي تلقاها الجيش الإسرائيلي في المراحل الأولى للحرب, كل ذلك رسخ في الوجدان الشعبي الإسرائيلي وصف <<التقصير>>, ومنذ ذلك الحين وإلى الآن أصبح مصطلح تقصير (المحدال) مصطلحا متعارف عليه في الساحة السياسية الإسرائيلية للفشل وللإهمال.
الليكود
أسفرت حملة رص الصفوف في أوساط اليمن الصهيوني عن تشكيل جديد يدعى الليكود. وقد ضم كلا من تكتل غاحال*,والمركز الحر* والقائمة الرسمية, وحركة <<أرض إسرائيل الكاملة*>>. وتم التوقيع على ميثاق التكتل الجديد بين ممثلي هذه الأحزاب والكتل السياسية اليمينية في 13/9/1973. وأعلن حاييم لاندور رئيس إدارة غاحال إثر التوقيع: <<لقد تم الآن تكتل الحالمين بأرض إسرائيل المتكاملة>>. جاء تشكيل التكتل الجديد ليكون مقدمة لطرق أبواب السلطة في الأرض المحتلة وكسر أطواق العزلة الطويلة التي فرضتها الحركة العمالية الصهيونية حول اليمين الصهيوني بزعامة مناحيم بيغن رئيس التكتل الجديد. وقد طرح الليكود نفسه بالفعل في انتخابات عام 1977 وتمكن من الحصول على 45 مقعدا من أصل 120 مقعدا هي مجموع أعضاء الكنيست * . وتمكن بيغن إثر التحالف مع أحزاب أخرى متعاطفة مع تكتله من الوصول إلى رئاسة الوزارة. لقد جاء الليكود إلى الحكم على أساس برنامج اقتصادي وسياسي معين يمثل تحولا كبيرا عن البرنامج الذي كان يعتمده حزب العمل الإسرائيلي* الذي حكم (إسرائيل) من عام 1948 إلى عام 1977. ففي الميدان الاقتصادي نادى تكتل الليكود بالعودة إلى مبادئ الاقتصاد الحر والتحرر من تدخل الدولة المكثف في الأمور الاقتصادية كزيادة معدلات الضرائب وتقديم برامج الإعانات المالية وتدخل الهستدروت* المستمر في عملية تقرير مستوى الأجور عن طريق التفاوض مع الحكومة. كما ألغى الكثير من القيود المفروضة على انتقال رؤوس الأموال و التحويلات القطع الأجنبي, وأكد الليكود دور القطاع الخاص في عملية توزيع الموارد في الاقتصاد الإسرائيلي, وضرورة مراعاة مبادئ الكفاية الاقتصادية, وبالتالي عدم دعم الصناعات والنشاطات الاقتصادية التي لا تملك مقومات الحياة. وقد أدى اعتماد هذه السياسة الاقتصادية إلى ظهور معارضة عنيفة من الطبقات الفقيرة والمتوسطة والعمال بقيادة الهستدروت الذي يمثل أهم وأقوى تنظيم عمالي في (إسرائيل). غير أن وضع الاقتصاد ازداد سوءا بعد مضي ثلاثة أعوام على تسلم الليكود الحكم بسبب الإفراط في عملية التسليح. أما في الميدان السياسي فقد اتخذ الليكود موقفا أكثر تطرفا من حزب العمل الإسرائيلي تجاه الحقوق العربية بوجه عام, وحقوق الشعب العربي الفلسطيني بوجه خاص. ويمكن تلخيص برنامج الليكود السياسي الذي خاض الانتخابات على أساسه في التالي: ـ سيادة إسرائيلية مطلقة على الأراضي الواقعة بين نهر الأردن* والبحر المتوسط. وهذا يعني ضم الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس نهائيا إلى (إسرائيل). ـ حرية استيطان الإسرائيليين في أنحاء <<أرض إسرائيل>> كافة حسب المفهوم التاريخي لهذه الأرض. وهذا يعني إقامة المستعمرات بدون حدود في الأراضي العربية المحتلة. ـ الدخول في مفاوضات ثنائية مباشرة مع الدول العربية المجاورة, وتوقيع معاهدات صلح مع كل دولة عربية على انفراد على أساس عدم التفريط بالأراضي الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي. ـ تهجير اليهود من البلدان العربية التي مازالوا فيها واستقدامهم إلى (إسرائيل). وبعد مضي ثلاثة أعوام على تسلم الليكود الحكم, ومن خلال متابعة تفاصيل المفاوضات التي بدأت بين بيغن والرئيس المصري أنور السادات, اتضح أن مفهوم الحكم الذاتي للضفة الغربية ولقطاع غزة إنما يعني حسب ما يرى بيغن إعطاء الشعب العربي الفلسطيني حدا أدنى من تصريف شؤونه الإدارية دون أن يكون له حق في أرضه ووطنه أو سيادة عليهما. فالأراضي العربية المحتلة العربية المحتلة تعمل كلها على أنها امتداد (لإسرائيل). وتأكيد لهذا الفهم اعتمدت الحكومة الإسرائيلية الممثلة بتكتل الليكود أساسا سياسة بناء المستعمرات في الضفة الغربية وغزة والجولان* وإلحاق القدس* العربية نهائيا (بإسرائيل) واعتمادها عاصمة موحدة لها. ورغم الخلاف الظاهر بين تكتل الليكود وحزب العمل الإسرائيلي بزعامة شمعون بيرس فإن واقع الأمر يدل على أن الخلاف بين الطرفين خلاف في التفاصيل لا في المبادئ والأهداف العامة المتعلقة بنظرة الحكومات الإسرائيلية إلى حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى وطنه وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة في فلسطين. والجدير بالذكر أن استقالة عيزرا وايزمن من منصبه كوزير للدفاع في حكومة بيغن في شهر أيار 1980 أعطت بادئ الأمر انطباعا بأن هنالك خلافا جذريا بينه وبين مناحيم بيغن حول إقامة المستعمرات في الضفة الغربية. ولكن تبين فيما بعد أن الخلاف بين الاثنين مرحلي وشكلي لا أكثر. فوايزمن يعتقد أن بناء المستعمرات يشكل إحراجا للرئيس المصري في مفاوضاته مع (إسرائيل), الأمر الذي يضعفه أمام الرأي العام العربي. وتدل الاستفتاءات التي تجري بانتظام في (إسرائيل) على أن الرأي العام الإسرائيلي إجمالا ـ باستثناء الأحزاب اليسارية ـ يؤيد بشكل أو بآخر سياسة الليكود ومناحيم بيغن تجاه الأراضي العربية المحتلة ووضع مدينة القدس. وعلى الرغم من أن كتلة <<داش>> التي يترأسها الجنرال بادين والتي كانت قد شاركت بيغن في الحكم طرحت نفسها على أنها أكثر اعتدالا من تكتل الليكود فإن واقع الأمر غير ذلك تماما. فقد أيد يادين بحرارة فكرة إنشاء مستعمرات جديدة في الضفة والقطاع, كما تبنى مفهوم الليكود بالنسبة إلى الحكم الذاتي, وصوت إلى جانب إلغاء السيادة العربية على القدس وضمنها إلى(إسرائيل) كعاصمة لها.
الأرض الموعودة
الأرض الموعودة, أو أرض الميعاد, أو أرض إسرائيل, أو أرض المعاد, اسماء مختلفة لمعنى واحد هو أرض فلسطين. والأرض الموعودة هي إحدى الحجج التي استخدمتها الصهيونية لدفع يهود العالم إلى فلسطين واستعمارها. وتستغل هذه الحجة الحوافز الدينية المستوحاة من التوراة لتحقيق الأهداف الصهيونية. يزعم اليهود أن الرب وعدهم بارض فلسطين واعطاهم إياها ردحاً من الزمن. ثم وعدهم حين طردوا منها بارجاعهم إليها في الوقت المناسب. ولا ترسم التوراة نفسها حدوداً ثابتة لهذه الأرض. ففي حين ترد حدودها في الآية 18 من الأصحاح 15من سفر التكوين <<لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات>>, تختلف حدودها في الآية 8 من الأصحاح 17 من سفر التكوين <<أعطي لك ولنسلك من بعدك ارض غربتك, كل ألاض كنعان ملكاً أبدياً>>. ولم تقدم الحركة الصهيونية هي الأخرى حدوداً ثابتة, فقد اكتفى إعلان قيام (دولة إسرائيل) في 14/5/1948 بالإشارة إلى أرض (إسرائيل), مهد الشعب اليهودي, دون أن يرسم لهذه الأرض حدوداً. لقد استخدنت الصهيونية اسطورة أرض الميعاد, أو أرض (إسرائيل), لتأجيج الحماسة الدينية لدى اليهود للهجرة إلى فلسطين انطلاقاً من الادعاءات التوراتية التي ترى أن أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم, وأن هذه الأرض لا وجود لها خارج التاريخ اليهودي. ولعلا هذا هو الأساس الذي خرجت منه عبارة <<أرض بلا شعب لشعب بلا أرض>>. وبالإضافة إلى ذلك مكن مصطلح أرض الميعاد الصهيونية من تحاشي استخدام مصطلح أرض فلسطين الذي ينسف ادعاءاتهم من اساسها بما يحمله من دلالات على الوجود التاريخي غير اليهودي في فلسطين.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الخميس مايو 13, 2010 6:21 am | |
| اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
المسألة اليهودية
«المسألة اليهودية», مصطلح يتواتر في الكتابات الصهيونية وفي غيرها بصيغة المفرد, وهو مصطلح يفترض أن ثمة مشاكل محددة ثابتة لا تختلف تقريبا باختلاف الزمان والمكان, يواجهها اليهود وحدهم ولا يواجهها غيرهم من أعضاء الجماعات أو الأقليات الدينية أو الإثنية. ولذا تتم الإشارة إليها بعبارة «المسألة اليهودية» (الواحدة) لا «المسائل اليهودية» المتنوعة بتنوع تجارب أعضاء الجماعات اليهودية عبر الزمان والمكان. وحل هذه المسألة يكون عن طريق التخلص من اليهود, إما عن طريق تهجيرهم إلى وطنهم القومي اليهودي, وهذا هو (الحل الصهيوني), أو عن طريق طردهم(الحل المعادي لليهود), أو إبادتهم (الحل النازي). ويمكن تصنيف المصطلح, بشكله هذا, ضمن مصطلحات شبيهة أخرى, مثل «الشخصية اليهودية» التي تفترض وجود شخصية يهودية ثابتة مستقلة عما حولها من ظروف. و «التاريخ اليهودي», الذي يفترض وجود تاريخ مستقل له سماته المحددة, ووحدته الواضحة, وفتراته المتتالية التي تعرف بالعودة إلى جوهر يهودي أو وجود مستقل «هو أمر يتناقض مع الواقع التاريخي الحي المركب. فالمشاكل التي واجهها يهود الإمبراطورية الرومانية هي جزء من تاريخ هذه الإمبراطورية, والمشاكل التي واجهها يهود المدينة أيام الرسول (عليه الصلاة والسلام) ناجمة عن وجودهم داخل التشكيل الحضاري الإسلامي في الجزيرة العربية, كما أن المشاكل التي واجهها يهود روسيا في القرن التاسع عشر الميلادي كانت نابعة من وجودهم داخل التشكيل السياسي الروسي في عهد القيصرية, تماما كما أن المشاكل التي واجهوها بعد عام 1917 هي جزء من تاريخ روسيا السوفيتية. أما من هاجر من يهود اليديشية إلى الولايات المتحدة, فقد أصبح تاريخه وكذلك مشاكله جزءا من تاريخها. ومع أن هذا لا ينفي وجود مشاكل خاصة نابعة من خصوصية وضع أعضاء الجماعة اليهودية داخل هذه التشكيلات, فإنه لا يوجد عنصر مشترك واحد يجمع بين هذه المشاكل الخاصة, إذ أن هذه الخصوصية نفسها مستمدة من طبيعة علاقة الجماعة اليهودية بالمجتمع الذي تعيش في كنفه (وتتشكل في إطاره) وليس لها علاقة بخصوصية يهودية تشمل كل اليهود. وقد غير حدث ضخم, مثل الثورة البلشفية, نوعية المشاكل التي كان يواجهها أعضاء الجماعة اليهودية. فبعد أن كان يفرض عليهم الانعزال داخل منطقة الاستيطان, أصبح يتهددهم الاندماج, وبعد أن كانوا بعيدين تماما عن مؤسسات صنع القرار, أصبحوا قريبين منها, لدرجة أن أعداء اليهود والبلاشفة كانوا يسمون الثورة البلشفية «الثورة اليهودية». بل كانت هناك داخل التشكيل السياسي الروسي القيصري ثم البلشفي عدة تشكيلات يهودية مختلفة لكل مشاكلها الخاصة, فيهود جورجيا واجهوا مشاكل تختلف نوعيا عن مشاكل يهود اليديشية. أما اليهود القراؤون, فلم يواجهوا مشاكل حقيقة نظرا لأن الحكومة القيصرية اعتبرتهم جماعة منتجة, وبالتالي فإنها لم تطبق عليهم أيا من القرارات التي طبقتها على يهود اليديشية. كما أن تواتر المسائل اليهودية داخل المجتمعات البشرية لا يعني بالضرورة أن هذه المسائل متشابهة أو أن الواحدة لها علاقة بالأخرى. فقد تتشابك المسائل كما حدث حينما هاجر يهود اليديشية بأعداد كبيرة إلى ألمانيا وقوضوا وضع يهود ألمانيا ومكانتهم. ولكن, مع هذا, لا يمكن فهمها إلا بالعودة إلى سياقها التاريخي والحضاري والاجتماعي. لكل هذا, يكون مصطلح «المسألة اليهودية» الذي يفترض أن هناك مسألة يهودية واحدة, عالمية وعامة, مصطلحا منافيا تماما للحقائق المتعينة للتاريخ, ومن ثم فإن قيمة التصنيفية والتفسيرية ضعيفة إلى أقصى حد. ومن الأفضل استخدام صيغة الجمع والتحدث عن «مسائل يهودية». وحين يستخدم المصطلح في صيغة المفرد, فإنه يشير, في واقع الأمر, إلى المشاكل التي واجهها أعضاء الجماعات اليهودية (في القرن التاسع عشر) في أوروبا, وبخاصة في شرقها, وبذلك تستبعد الجماعات اليهودية الأخرى كافة. وهذا التحديد الزماني المكاني يعطي المصطلح مضمونا حقيقيا ودلالة ومقدرة تفسيرية وتصنيفية عالية. ويجب التمييز بين المسألة اليهودية في العصر الحديث من جهة, وبين المذابح التي كانت تدبر ضد أعضاء الجماعة اليهودية في الماضي من جهة أخرى. ورغم أن كلا من الظاهرتين ينبع من أساس واحد وهو كون اليهود جماعة وظيفية وسيطة, فإن أوجه الاختلاف بين الظاهرتين أساسية وجوهرية, فالمذابح التي دبرت ضد أعضاء الجماعة اليهودية حتى بداية القرن السابع عشر تقريبا كانت, في كثير من الأحيان, من قبيل الثورة الشعبية ضد جماعة وظيفية إثنية تشكل أجزاء من الطبقة الحاكمة وتعد أداتها. أما المسألة اليهودية الحديثة, فهي مرتبطة بظهور الرأسماليات المحلية وتآكل دور الجماعات اليهودية كجماعات وظيفية «نافعة» وتحولها إلى فائض بشري ومحاولة الدولة القومية التخلص من هذا الفائض البشري عن طريق دمجه بآليات وحركيات خاصة بالمجتمع الغربي بعد تآكل النظام الإقطاعي وانتقاله من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الرأسمالي, وأخيرا بالتشكيل الإمبريالي الغربي. ويجب الانتباه إلى أن مسألة يهود شرق أوروبا في القرن التاسع عشر ليست مسألة فريدة, فهي نمط متكرر في معظم المجتمعات التي تنتقل من النمط الزراعي التقليدي في الإنتاج إلى النمط الحديث. وعلى هذا, توجد مسألة هندية أو عربية أو أفريقيا, ومسألة إيطالية أو يونانية في مصر, ومسألة صينية في جنوب شرق آسيا, ولعل التشابه بين المسألة الصينية في الفلبين والمسألة اليهودية في بولندا أمر ملحوظ بشكل ما ويستحق الإشارة إليه. لقد كان أعضاء الجماعة الصينية يشكلون جماعة وظيفية وسيطة فكانوا يعملون وسطاء بين المستعمرين الإسبان والعنصر الفلبيني المحلي, تماما كما كان اليهود وسطاء بين النبلاء البولنديين (الشلاختا) والفلاحين والأقنان الأوكرانيين داخل مؤسسات الإقطاع الاستيطاني ونظام الأرندا. وكان الصينيون يعيشون في جيتو يسمى «باريان parian» خارج مانيلا, تماما كما كان اليهود يعيشون في الجيتوات والشتتل. وكان يحظر خروج الصينيين من الجيتو الخاص بهم بعد الساعة الثامنة. وقد طرد الصينيون من الفليبين عدة مرات (1569و1755) ودبرت المذابح والهجمات ضدهم (في سنوات 1603و1639و1662و1764), وفرضت عليهم ضرائب خاصة باهظة. وتركز الصينيون في مانيلا في الأعمال التجارية والمالية, ونظموا أنفسهم داخل مؤسسات تشبه القهال. وكان الصينيون يضطلعون بدور مهم في المجتمع الفليبني, ولكنهم بعد استقلال الفلبين فقدوا دورهم كجماعة وظيفية وسيطة, فحدثت محاولات للتخلص منهم بطردهم أو دمجهم عن طريق تحديثهم. ويمكن القبول بأن المسألة اليهودية في أوربا, في العصر الحديث, هي محاولة لتحديث أعضاء الجماعات اليهودية في أوربا بهدف دمجهم في مجتمعاتهم بعد أن فقدوا دورهم كجماعة وظيفية وسيطة, وهي محاولة حققت درجات متفاوتة من النجاح والإخفاق. ولفهم هذه الظاهرة, لا بد أن تتعامل مع مركب من الأسباب الاقتصادية والسياسية والتاريخية والثقافية التي أدت إلى الجماعات اليهودية ومع الجماعات الإثنية والدينية كافة, كما يجب أن نتعامل مع العناصر التاريخية والسياسية التي أدت إلى نجاح أو تعثر أو توقف هذه المحاولات. ويمكن القول بأن جذور المسألة اليهودية تعود إلى ما أسميناه «المسألة العبرانية» الناجمة عن ضعف الدولة العبرانية القديمة سواء في مواردها البشرية أو في مواردها المادية ووجودها في منطقة مهمة استراتيجيا بين عدة إمبراطوريات عظمى, وهو ما أدى إلى تحولها إلى معبر لهذه الإمبراطوريات, وجعل المجتمع العبراني مجتمعا طاردا لقطاعات من سكانه وأصبح مصدرا أساسيا للمادة البشرية. وقد أدى هذا الوضع, في نهاية الأمر, إلى انتشار اليهود, كما جعل عندهم قابلية لأن يتحولوا إلى جماعات وظيفية (قتالية أو استيطانية أو تجارية). ومع العصور الوسطى, كانت معظم الجماعات اليهودية في الغرب جماعات وظيفية وسيطة تضطلع بوظيفة التجارة والربا وجمع الضرائب وأعمال مالية وإدارية مماثلة أخرى. لكن التجارة التي كان يضطلع بها أعضاء الجماعة الوسيطة هي ما يطلق عليه «التجارة البدائية». فالتاجر اليهودي لم يكن يوظف أمواله في الإنتاج, كما كان يفعل تجار مدن العصور الوسطى الكبيرة, ولا يشتري مواد أولية ولا ينفق على صناعة الأقمشة جزءا من رأسماله, بل كان مجرد وسيط يوزع منتجات لا يسيطر عليها ولا يخلق ظروف إنتاجها. وهكذا, لم تكن التجارة اليهودية تنطوي على أسلوب معين لإنتاج فائض القيمة, وإنما كانت, على عكس التجارة المسيحية التي كانت تجارة تبادلية مرتبطة بالاقتصاد والإنتاج ذاته, تعيش على فائض القيمة الذي ينتجه الفلاحون, فهي تجارة توجد في الشقوق بين المجتمعات. وحينما تحول الرأسمالي اليهودي إلى الإقراض كان إقراضه أيضا استهلاكيا, على عكس الإقراض المصرفي الذي كان يساهم مباشرة في إنتاج فائض القيمة لأنه كان يمول المشاريع التجارية والصناعية الكبيرة. ولقد لعب اليهود دور التاجر والمرابي والخمار ووكيل السيد الإقطاعي والوسيط في جميع الأمور. والمجتمع الإقطاعي المستند إلى إنتاج القيم الاستعمارية لا يتناقض مع الرأسمالية بشكلها التجاري الربوي البدائي, بل يضمن بقاءها واستمرارها. ولذلك لم يكن هناك وجود لأية مسألة يهودية بدور حيوي مهم, إذ كان التاجر يورد للمجتمع الإقطاعي السلع التي يحتاج إليها ويصدر الفائض الإنتاجي, بينما كان المرابي يقرض الأمير الإقطاعي, وكذلك الفلاح, لشراء السلع الكمالية. بل إن التاجر أو المرابي اليهودي كانا أداة في يد النخبة الحاكمة الإقطاعية. وبهذا, كان اليهود أقنان بلاط (مماليك تجارية) يستخدمون لامتصاص الثروة من المجتمع ولضرب الطبقات التجارية الصاعدة. وقد ظهر, بين اليهود, يهود البلاط, وهم من كبار الممولين الذين كانوا يقومون بإدارة الشئون المالية لبعض الإمارات الألمانية والدول الغربية في عصر الملكية المطلقة, ويساعدون حكامها على تأسيس صناعات جديدة وارتياد آفاق اقتصادية لم يرتدها أحد من قبل. ولكن الوضع لم يختلف كثيرا, إذ كان يهود البلاط مرتبطين ارتباطا كاملا بالنخبة الحاكمة, وظل نشاطهم الاقتصادي محصورا بحدود الملكيات والإمارات المطلقة. كل هذا كان يعني أن أعضاء الجماعة الوظيفية الوسيطة اليهودية (أفنان بلاط أو يهود بلاط) كانوا خارج التشكيلات البورجوازية والرأسمالية الغربية الصاعدة التي يشير إليها ماكس فيبر باعتبارها «الرأسمالية الرشيدة». كما أن تبعيتهم هذه كانت تعني أن نشوء رأسمالية يهودية مستقلة مستحيل, إذ كان الحاكم يصادر أموالهم حينما يصلون إلى درجة عالية من الثراء كما حدث لكثير من يهود البلاط. وهذا الوضع في حد ذاته لا يخلق مسألة يهودية, بل إن مثل هذه المسألة تبدأ في الظهور حينما تتناقص حاجة المجتمع إلى اليهودي كتاجر أو مراب أو مدير مالي أو متعهد عسكري, وذلك بعد أن تنشأ طبقات تجارية ومالية محلية أو بعد أن تضطلع الدولة نفسها بمثل هذه الوظائف. وهذه عملية تتطور بالتدريج إلى أن يستغني المجتمع عن الجماعات الوظيفية الوسيطة تماما. وقد بدأ تقلقل وضع اليهود كجماعة وظيفية وسيطة في غرب أوروبا (في إنجلترا وفرنسا) في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين وطردوا منهما, كما طردوا من إسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي. وكان يتم طردهم من الولايات الألمانية حتى القرن السابع عشر الميلادي, ولكنهم يتنقلون من واحدة إلى الأخرى, ولذا لم يتم طردهم منها نهائيا. وقد كان اليهود يحلون مشكلتهم بالتقهقر إلى الماضي, إذ هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى شرق أوروبا, وبخاصة بولندا, حيث لعبوا دور التاجر والمرابي ومحصل الضرائب مرة أخرى, واستمر وضعهم مزدهرا حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. ولكن, بنشوء طبقات رأسمالية محلية في مجتمعات شرق أوروبا. وتزايد دور الدولة فيها, بدأ اليهود يواجهون مشكلة التأقلم مع الوضع الجديد. فمراكز التجارة الإقطاعية كانت قد بدأت تنحل لتحل محلها مدن صناعية وتجارية جديدة, وهو ما ضيق الخناق على جماهير التجار اليهود وأدى إلى تدفق المهاجرين إلى مناطق أكثر قدرة على استيعابهم داخل روسيا ذاتها في بداية الأمر, ثم إلى غرب أوروبا, وأخيرا إلى الولايات المتحدة. وعند هذه النقطة, تطرح قضية مدى نفع اليهود ومدى إنتاجيتهم, وتثار الأسئلة الخاصة بازدواج الولاء, بكون اليهود يشكلون دولة داخل دولة. وبالتالي, فإن المسألة اليهودية (أي بداية الاستغناء عن الجماعات الوظيفية اليهودية) بدأت مع الثورة التجارية وظهور الدولة القومية المركزية (المطلقة ثم الليبرالية ثم المشمولية) التي قامت بتوحيد جميع مناحي الحياة ودمج المواطنين كافة, وطالبتهم بالولاء الكامل والانتماء غير المشروط لها, وحاولت أن تصهرهم جميعا (بما في ذلك أعضاء الأقليات) في بوتقة واحدة ينتظمها إطار واحد. وعلى هذا, أعطى اليهود حقوقهم السياسية (أي تم إعتاقهم), وفتحت أمامهم مجالات الحراك الاجتماعي, وسمح لهم بالعمل في جميع الوظائف وفي الخدمة العسكرية, وأسقطت حوائط الجيتو. ولكنهم طولبوا في المقابل بأن يصلحوا أنفسهم وأن يتخلوا لا عن انعزاليتهم وحسب, وإنما عن خصوصيتهم أيضا, فالمثل السائدة في الغرب آنذاك كانت هي مثل عصر الاستنارة «الأممية» التي تدور حول فكرة الإنسان الطبيعي. ومن ثم تعين على أعضاء الجماعات اليهودية ألا يستخدموا سوى لغة الوطن الأم وأن ينبذوا اليديشية أو أية لغات أو لهجات أو رطانات سرية أو علنية خاصة بهم. وبخاصة في المعاملات التجارية حتى لا يغشوا أحدا (مثلما حرم على الصينيين استخدام الصينية في المعاملات التجارية في الفلبين), كما طالبوا بتغيير أزيائهم وأسمائهم, بل إدخال إصلاحات على عقيدتهم الدينية بحذف الجوانب القومية من عقيدتهم لتصفية أي اشتباه في ازدواج الولاء كما أصبح مفروضا على اليهود عدم تدريس التلمود إلا بعد سن معينة. وكانت الدولة تقوم بتدريب حاخامات في مدارس دينية يهودية تشرف عليها, كما كانت تتدخل في تعليم اليهودي كل شيء بما في ذلك تعليمهم الدين, بل كانت تتدخل أحيانا في تحديد الزواج وعدد الأطفال المصرح بإنجابهم. المستحمون في الصباح - هيميروبابتست
«المستحمون في الصباح» ترجمة للكلمة اليونانية «طوبلحاشحريت» أو «هيميروبابتست» والمستحمون في الصباح فرقة يهودية أسينية كان طقس التعميد بالنسبة إليها أهم الشعائر. ولذا, فقد كان هذا الطقس يمارس بينهم كل يوم بدلا من مرة واحدة في حياة الإنسان. كما أنهم كانوا يتطهرون قبل النطق باسم الإله. ويبدو أن يوحنا المعمدان كان واحدا منهم. وقد ظلت بقايا من هذه الفرقة حتى القرن الثالث الميلادي.
الأسرة اليهودية
<<الأسرة>> بالعبرانية <<مشباحاه>>. ومدلول هذا المصطلح يختلف من مجتمع لآخر. وفي المجتمع العبراني القديم (القبلي) كانت الأسرة تعني في واقع الأمر <<العشيرة>> إذ كانت تستند إلى قرابة الدم والعلاقة التعاقدية (الزواج) والجوار, والموالي ممن كانوا يطلبون الأمن و يلجأون إليها. ولكن, بعد تغلغل العبرانيين في كنعان واستقرارهم فيها, اختفت هذه الأسرة القبلية وحلت محلها الأسرة الممتدة التي كانت تسمى بالعبرية <<بيت>> وكانت تتكون من الأبوين والأبناء والخدم, وكان الأب هو رب الأسرة الذي يقف على رأسها وتخضع له الزوجة. ومع هذا كانت الزوجة تحتفظ بثروتها, وكان لها حق التصرف فيها, ولكن لم يكن لها حق في أن تطلق أو أن ترث. بل كانت تعد أحيانا جزءا من هذا الميراث. وكانت الأسرة العبرانية النواة الحقيقية للحياة الاجتماعية العبرانية, كما هو الحال في معظم المجتمعات القبلية. ومع العصور الوسطى, كانت قوانين الشريعة اليهودية قد تبلورت, ومن بينها قوانين الزواج والزواج المختلط, والطلاق وزواج الأرملة, والجنس والطهارة والشعائر الدينية المختلفة المرتبطة بالأسرة, وهي قوانين زودت مؤسسة الأسرة داخل أعضاء الجماعات اليهودية بإطار وفر لها قدرا عاليا من التماسك والاستمرار. ولكن هذه الشريعة لم تكن مطبقة على الجماعات اليهودية كافة, فالتنوع على مستوى الممارسة كان عميقا جدا, إذ أن مؤسسة الأسرة بين الجماعات اليهودية كانت تتأثر بالتشكيل الحضاري والاجتماعي الذي كانت توجد فيه. وفي العصر الحديث, يتضح هذا بشكل جلي في الغرب إذ تآكلت مؤسسة الأسرة بين اليهود (شأنها في ذلك شأن مؤسسة الأسرة في العالم الغربي) بل في كل التشكيلات الاجتماعية التي تتزايد فيها معدلات التحديث والعلمنة (التوجه نحو المنفعة واللذة) اللذين ينتج عنهما تزايد سلطة الدولة بحيث تضطلع مؤسساتها بكثير من وظائف الأسرة (مثل تنشئة الأطفال) كما تتزايد النزعات الفردية, فيقل ارتباط المرء بأسرته ويتركها عندما يصل إلى سن السادسة عشرة. وتنتشر حركات تحرير المرأة والتمركز حول الأنثى وما يتبع ذلك من إصرار المرأة على العمل خارج المنزل وإحساسها بأن تربية الأطفال هو استغلال لها لأنه عمل بلا أجر. ويؤدي كل هذا (مع زيادة التوجه نحو اللذة) إلى تناقص معدلات الإنجاب وتزايد الزواج المختلط وانتشار ظاهرة التعايش بين الذكور والإناث بلا زواج وتزايد معدلات الطلاق والأطفال غير الشرعيين. وحسب إحصاءات عام 1991, فإن الأسرة التقليدية بين اليهود (زوجا وزوجة كليهما من اليهود ومتزوجين للمرة الأولى وعندهما أكثر من طفل واحد) قد اختفت تماما تقريبا في الولايات المتحدة ولا تمثل سوى 14% من كل الأسر اليهودية. وقد صرح أحد الدارسين أن هذه هي البداية وحسب, إذ يعيش اليهود في عالم فردي علماني ذي توجه استهلاكي لا يوجد فيه إجماع ويفعل كل فرد فيه ما يروق له/لها! ويعد تآكل الأسرة من أهم أسباب موت الشعب اليهودي.
الأشكنازيون
كلمة <<أشكناز>> في أساسها اسم لأحد أحفاد نوح, وقد أطلقت على أحد الشعوب التي ورد ذكرها في سفر التكوين (10ـ3). وفي كتب الربيين للقرون الوسطى كانت العبارة تطلق على ألمانيا, ولا سيما أرض الهجرة الأساسية في منطقة ماينز وفورمز على ضفاف الراين. وقد أخذت كلمة أشكنازي تطلق على اليهود الألمان بشكل خاص , وعلى يهود أوروبا الغربية بشكل أعم, مع أن ليهود فرنسا مثلاً اسماً آخر هو <<أريغاتيم>>. وتقابل عبارة الأشكنازيين (أشكنازيم بالعبرية) عبارة السفرديين التي تشمل اليهود الشرقيين ويهود إسبانيا الذين هاجروا في القرن الخامس عشر وانتشرت تجمعاتهم في حوض البحر المتوسط و ويستعمل تعبيرا <<سفردي>> و<<يهودي شرقي>> كمفهوم واحد. ولقد تميز الاشكنازيون عن السفرديين بعدم تقبل حضارات الشعوب التي عاشوا على أرضها, وبمحافظتهم على لغة <<الييديش>>الخاصة بهم, وهي لغة تطورت من اللغة الألمانية ودخلتها بعض الكلمات والمصطلحات العبرية , كذلك دخلتها فيما بعد كلمات من السلافية. ويمكن التمييز بين أشكنازيي أوروبا الشرقية وأشكنازيي أوروبا الغربية في الطقوس الدينية ونمط الحياة, فالأولون أكثر تمسكاً بحرفية نصوص الكتاب المقدس وأشد تزمتاً في أمور الدين, وهم أقل حضارة. انتقل الأشكنازيون في أوروبا القرون الوسطى من التمركز في مهنة التجارة إلى الإقراض الربوي, وبصورة خاصة إلى إقراض الأمراء والنبلاء. وتوصل قسم كبير منهم إلى درجة عالية من الغنى عن طريق إدارة أموال هؤلاء الأمراء والنبلاء وتدوين حساباتهم, إذ كانوا أمناء خزينة ومحصلي ضرائب يحصلونها لحسابهم الخاص لقاء مبلغ مقطوع للخزينة. كما منحت لهم حقوق استثمار احتكارات الممالح والمناجم. وجاء طرد الاشكنازيين من دول اوروبا الغربية عقب التطور الاجتماعي هناك, وعلى إثر ظهور البرجوازية التجارية في بلدان أوروبا الغربية التي أرادت الحلول محل اليهود في الأعمال المصرفية والتجارية, خاصة أن هؤلاء أساؤوا وتعسفوا حتى أصبحوا مضرب المثل في الجشع والاحتكار. قد شهدت هذه المرحلة أعمال اضطهاد موجه للاشكنازيين أشهرها مجازر وحرائق سنوات 1348 ـ 1350 في ألمانيا التي سميت بسنوات الموت الأسود. وقد أخرج الأشكنازيون نهائياً من انكلترا في نهاية القرن الثالث عشر, ومن فرنسا في نهاية القرن الرابع عشر, ومن ألمانيا في القرن الخامس عشر. وذهب معظمهم إلى اوروبا الشرقية إلا أقلية اندمجت تدريجياً بالسكان الأصليين متأثرة بصورة خاصة بظهور حركة الاستنارة اليهودية. حمل الأشكنازيون الذين هاجروا إلى ليتوانيا وبولونيا وروسيا البيضاء معهم حضارة وأفكار أوروبا الغربية, ونقلوا مهنهم في التجارة والإقراض الربوي وإدارة أموال واحتكارات الأمراء وتعهد مواردهم كما حملوا معهم سلوكهم التعسفي وجشعهم المعهود. ففي دوقية ليتوانيا تسلك الأشكنازيون مثلاً بين عامي 1463 و 1494 مكاتب الجمارك في جميع المدن الرئيسية مث : بيليك وبرينسك وبرشكزن وأردينو وكييف ومينسك ونفغورود وجيتومير. وشكل الأشكنازيون في أوروبا الشرقية حتى مطلع القرن العشرين أكبر تجمع سكاني يهودي يمتد من بحر البلطيق إلى البحر الأسود, وكانوا يشكلون نصف عدد يهود العالم. وقد أشأوا نمطاً حضارياً منفصلاً عن المجتمعات الزراعية المحيطة بهم. ويعد هذا بدء ظهور صورة <<الغيتو>> أو الحي اليهودي. وكان 87% من أشكناز أوروبا الشرقية في القرن التاسع عشر يعملون بالتجارة, و12% حرفيين, و1% يعملون بالزراعة. وعندما بدأت أوروبا الشرقية تنتقل من مرحلة الإقطاع إلى الرأسمالية تكررت هناك مسألة محاربة اليهود على نحو ما حصل في غرب أوروبا, وبدأت هجرة الأشكنازيين إلى أوروبا الغربية وأمريكا خاصة بعد التمرد الشعبي الذي قاده <<بوغدان شميلنيكي>> (1595 ـ 1657)عام 1648 ضد نظام الحكم البولوني في أوكرانيا حيث كان الإقطاعيون والتجار المرابون اليهود مسيطرين. وقد أدى إقراض اليهود الإقطاعيين اموالاً ضخمة إلى تحول التجار والمرابون اليهود إلى ممثلين للاقطاعيين في جباية الضرائب الباهظة من ضياع الإقطاعيين وأملاكهم. وكان من نتيجة هذا التمرد أن قتل بعض اليهود. وقد سبب ذلك كله إعاقة حركة اندماج اشكنازيي الغرب في المجتمعات المحيطة بهم, وكان تكاثرهم أسرع من تكاثر اليهود المقيمين من السفرديم, حتى وصلت نسبتهم في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين إلى 94% من مجموع عدد يهود العالم, وزاد عددهم على عدد السفرديم في تلك الدول التي هجروا إليها, عدا دول شمال إفريقيا وإيطاليا والشرق الأوسط. لكن نسبة الأشكنازيين العامة انخفضت إلى 77.7% عام 1941 وإلى 59% عام 1963, وانتقل مركز الأشكناز منذ مطلع هذا القرن من روسيا إلى الولايات المتحدة. ويعتبر الأشكنازيون المؤسسين الفعليين للحركة الصهيونية, وقد شغلوا المراكز السياسية والاقتصادية والإدارية في الكيان الصهيوني بعد إعلان قيامه. وكانوا يشكلون حتى مطلع الخمسينات من القرن العشرين الأغلبية الساحقة من سكان (إسرائيل). لم ينصهر الأشكنازيون مع اليهود الشرقيين في المجتمع الإسرائيلي, بل حافظوا على نمط معيشتهم الأوروبي, وبقي لهم حاخام مستقل وعدد من الحاخامين الرئيسين للشؤون الدينية. وظلوا ينظرون بكثير من التعالي إلى السفارديم. كذلك ظهر تمايز بين أقسام الأشكناز حسب الدول التي جاؤوا منها, فأطلق مثلاً على اليهود الألمان تعبير <<يكش>> أي اليهود الذين يصعب أن يفهموا (بالعبرية: يهودي كشيه لهفين). ورغم أن أبناء الأشكنازيين الذين ولدوا في (إسرائيل) يعتبرون جزءاً من الصابرا (مواليد البلاد) إلا أن مجتمع الأشكناز في (إسرائيل) سيبقى متميزاً ومتفوقاً ما حافظ الأبناء الأشكنازيون على خصائصهم وأصروا على تعاليهم على السفارديم.
المعالجون - ثيرابيوتاي
«المعالجون» ترجمة لكلمة «ثيرابيوتاي» المأخوذة من الكلمة اليونانية «ثيرابي» أي «العلاج», وتعني «المعالجون». والمعالجون (ثيرابيوتاي) فرقة من الزهاد اليهود تشبه الأسينيين استقرت على شواطئ بحيرة مريوط قرب الإسكندرية في القرن الأول الميلادي, ويشبه أسلوب حياتهم أسلوب الأسينيين وإن كانوا أكثر تشددا منهم. وقد كانت فرقة المعالجين تضم أشخاصا من الجنسين, وأورد فيلون في كتابه كل ما يعرفه عنهم, فيذكر إفراطهم في الزهد وفي التأمل وبحثهم الدائب عن المعنى الباطني للنصوص اليهودية المقدسة. كما يذكر فيلون أنهم كانوا يهتمون بدارسة الأرقام ومضمونها الرمزي والروحي, كما كانوا يقضون يومهم كله في العبادة والدراسة والتدريب على الشعائر.أما الوفاء بحاجة الجسد, فلم يكن يتم إلا في الظلام (وهو ماقد يوحي بأصول غنوصية).
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الأحد مايو 23, 2010 12:55 am | |
|
اعرف عدوك...... مفاهيم ومصطلحات عبرية
المغارية
«المغارية» فرقة يهودية ظهرت في القرن الأول الميلادي حسبما جاء في القرقشاني. وهذا الاسم مشتق من كلمة «مغارة» العربية, أي كهف, فالمغارية إذن هم سكان الكهوف أو المغارات, وهذه إشارة إلى أنهم كانوا يخزنون كتبهم في الكهوف للحفاظ عليها, ويبدو أنها فرقة غنوصية, إذ يذهب المغارية إلى أن الإله متسام إلى درجة أنه لا تربطه أية علاقة بالمادة (فهو بشبه الإله الخفي في المنظومة الغنوصية), ولهذا فإن الإله لم يخلق العالم, وإنما خلقه ملاك ينوب عن الإله في هذا العالم. وقد كتب أتباع هذه الفرقة تفسيراتهم الخاصة للعهد القديم وذهبوا إلى أن الشريعة والإشارات الإنسانية إلى الإله إنما هي إشارات لهذا الملاك الصانع. وقد قرن بعض العلماء المغارية بالأسينيين والثيرابيوتاي.
المعارضون - منتديم
«متنجديم» كلمة عبرية معناها «المعارضون», أطلقها الحسيديون على أعضاء المؤسسة الحاخامية الذين تصدوا لحركتهم. أما مؤسسة الحاخامات, فقد عارضت الحسيدية لعد أسباب أهمها: 1ـ وجود اتجاهات حلولية متطرفة شديدة الوضوح داخل الحسيدية, ولذلك فقد رأى المتنديم أن المفهوم الحسيدي للإله ينفي عنه أي تسام أو تجاوز. 2ـ موقف الحسيدية من الشر, وقد قال الحسيديون إن الشر غير موجود, فالشر نفسه قد التصقت به الشرارات الإلهية, وهي رؤية حلولية تتنافى تماما مع التمييز بين الخير والشر. 3ـ ويرتبط بهذا اعتراض المتنجديم على دور التساديك في الشفاعة عند الإله وفي الوساطة بينه وبين المخلوقات, وفي تمتعه بقوى خارقة. ومثل هذه الأفكار مستقة مع الفكر الحلولي. 4ـ وقد اعترض المتنجديم أيضا على أن الحسيديين أهملوا دراسة التوراة (والتلمود) التي هي الهدف الأساسي من وجود اليهود, وأنهم يكرسون وقتا طويلا في الاعداد العاطفي والنفسي للعبادة, بل يهملون العبادة نفسها, وأنهم يهملون مضمون الصلوات ويحولونها إلى تكأة او وسيلة لتوحيد حالة من الشطحة الصوفية. ويذهب المتنجديم إلى أن الأغاني التي يغنيها الحسيديون, والرقصات التي يؤدونها, أمر غير لائق تماما. 5ـ اعترض المتنجديم أيضا على التعديلات الشعائرية المختلفة التي كان الحسيديون يحاولون عن طريقها تحقيق قدر من الاستقلال عن المؤسسة الحاخامية. ومن هذه التعديلات تبني فصل القبالاه السفاردي الذي كان يؤكد ترقب الماشيح, والتعديل الذي أدخل على الذبح الشرعي. وبطبيعة الحال, فقد وجد الحاخامات أن قيام الحسيديين بتأسيس معابد يهودية خاصة بهم يدعم شكوكهم. ولعل الحركة الفرانكية هي ما كان في ذهن الحاخامات حينما تصدوا للحسيدية. وفي الواقع, فإن ربطهم بين الفرانكية والحسيدية أمر منطقي للغاية, فكلتاهما تتبعان من القبالاه اللوريانية, وكلتاهما تدوران حول الموضوعات المشيحانية نفسها. وقد تصاعد الصراع بين الفريقين بشدة عام 1772, حينما أصدرت المحكمة الشرعية الحاخامية التابعة لقهال فلنا, وبموافقة الحاخام إلياهو زلمان (فقيه فلنا), قرارا بطرد الحسيديين من حظيرة الدين (حيريم). وأرسلت نسخة منه إلى الجماعات اليهودية في بولندا وجاليشيا الشرقية, طالبة من كل الحاخامات أن يتخذوا حطوات مماثلة. وردا على هذا, قام أعضاء القيادة الحسيدية بالهجوم الشديد على علم الحاخامات الزائف ومعرفتهم الجافة, ووصفوهم بأنهم حولوا التوراة إلى مجرد معول, وأداة يحصلون عن طريقها على المكانة الاجتماعية والربح المادي, وانعزلوا عن الجماهير وانشغلوا بالتفسيرات التي تتبع نمط البيلبول الذي لا فائدة ترجى من ورائه. فنشر الحاخامات حظرا آخر يمنعون فيه أعضاء الجماعة اليهودية من التعامل مع الحسيديين, أو الزواج من أبنائهم وبناتهم, أو حتى دفن موتاهم. وكان فقيه فلنا قائد هذه الحملة. وحينما حاول زلمان شنياءور مقابلته, قوبلت محاولته بالرفض. وحينما ظهر كتاب شنياءور زلمان هاتانيا (1796), هاجمه الحاخام إلياهو باعتباره كتابا يصدر عن رؤية حلولية. وحينما مات الحاخام إلياهو باعتباره كتابا يصدر عن رؤية حلولية. وحينما مات الحاخام إلياهو بعد ذلك بعام احتفل بعض الحسيديين سرا بالمناسبة, فقررت قيادة الجماعة اليهودية الانتقام منهم. وفي اجتماع سري, قرروا أن يدعوا الدولة الروسية, التي كانت قد ضمت ليتوانيا لتوها, للتدخل في معركتهم, واتهموا شيناءور زلمان بالقيام بأعمال تخريبية وجمع الأموال لأهداف مشبوهة. فقبض عليه, وأرسل مكبلا بالأغلال إلى سانت بطر سبرج حيث سجن عدة أشهر, ثم أفرج عنه بعد أن ثبتت براءته, ولكنه وضع تحت المراقبة. وقد قام الحسيديون برد الصاع صاعين بعد عام واحد, وأدت وشايتهم لدى الدولة إلى القبض على بعض القيادات الحاخامية. وقد جاء دور المتنجديم مرة أخرى عام 1800, واتهموا الحسيديين بأنهم جماعة «لا تخاف إلا الإله ولا تخاف الإنسان», أي أنهم لا يخافون من السلطة الروسية, فأعيد القبض على شيناءور زلمان, وأحضر إلى العاصمة حيث سجن مدة أخرى وأفرج عنه. ولم يتوقف الصراع المرير إلا بعد تدخل الحكومة القيصرية التي أعطت الحسيديين الحق (عام 1804) في أن يقوموا بنشاطهم دون تدخل من المؤسسة الحاخامية. وقد ساعد على فض الاشتباك تقسيم بولندا لأن المقاطعات الحسيدية ضمت إلى النمسا في حين ضمت ورسيا مقاطعات قيادتها أساسا من المنتجديم. ومع هذا, فلا يزال الصراع دائرا حتى الآن, وله أصداؤه في الكيان الصهيوني. ويبدو أن حزب ديجيل هاتوراه يمثل المتنجديم والنخبة الليتوانية (الليتفاك) في مواجهة حبد والحسيديين الذين يمثلهم حزب أجودت إسرائيل. وقد سئل الحاخام شاخ, الزعيم الروحي لديجيل هاتوراه, عن أقرب الديانات إلى اليهودية, فقال حبد. وهي إجابة ساخرة تعني أنه لا يعتبر الحسيديين يهودا.
اللغة العبرية
اللغة العبرية واحدة من فروع الهامة للغات المعروفة باسم <<السامية>> كالعربية والآشورية والبابلية والسريانية ولغات جنوب الجزيرة العربية والحبشية. وقد أطلق عليها <<العبرية>> نسبة إلى إبراهيم الذي عبر نهر الأردن حسب بعض المصادر و الفرات حسب مصادر أخرى. وإن كان بعض المستشرقين يعتقدون أنه لقب بالعبري تيمنا باسم أحد آبائه الأسطوريين المدعو <<عبير>>. نشأت اللغة العبرية على أرض كنعان قبل نزوح العبرانيين إليها (حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد). وكان العبرانيين قبل ذلك يتكلمون إحدى اللهجات الآرامية القديمة. ولكنهم سرعان ما تحولوا عنها إلى لغة البلاد التي نزحوا إليها ونسوا بالتدريج لغتهم الأصلية. ومع قدوم القرن الحادي عشر قبل الميلاد أصبحت الكنعانية اللغة المعتمدة في بلاد كنعان كافة (ر: اللغة الكنعانية). والعبرية ليست لغة العبرانيين كلهم بل لغة أحد فروعهم <<بنو إسرائيل>>. وصلت إلينا العبرية عن ثلاث طرق أولها أسفار العهد القديم والتلمود وعدد من المؤلفات الأدبية والعلمية التي كتبها علماء اليهود في مختلف العصور. وثانيها بعض النقوش الأثرية. وثالثها الأناشيد الدينية التي ظل اليهود يتلونها خلال العصور الماضية. ويلاحظ أن ما وصل لا يعطي صورة واضحة إلا عن الكتابة, في حين أن النطق لا يمكن الجزم به بصورة أكيدة. مرت العبرية خلال تاريخها بطورين رئيسين. واتصفت في طورها الأول بخلوها من التأثيرات الغربية عنها. وقد استمر هذا الطور من القرن العاشر حتى عام 586 ق.م تاريخ سقوط مملكة يهوذا. وفي أواخر هذا الطور بلغت العبرية ذروة ازدهارها بالرغم من اتسام كتاباتها بطابع البداوة حتى في عصور الاستقرار. وفي هذه الفترة تم تدوين أسفار العهد القديم. وفي الطور الثاني تراجعت أهمية اللغة لحساب الآرامية التي حلت محلها تدريجيا وبقوة (اللغة الآرامية). وقد ساهمت عوامل ثلاث في إضعاف هذه اللغة أولها اكتساح الآشوريين و الكلدانيين فلسطين وتشتيت اليهود وثانيها خضوع المنطقة للسيادة الإغريقية بعد عزوة الاسكندر, وثالثها الفتح العربي الإسلامي وما تلاه من سيادة اللغة العربية. ويبدو أن اليهود أدركوا بعد تخريب بيت القدس أن عليهم بعد تلاشي قوتهم السياسية أن يهتموا بتراثهم الروحي فبدأوا مع نهاية القرن الرابع قبل الميلاد بالاهتمام بتفسير أمور شريعتهم على شكل دراسات أدبية كان أشهرها <<المدراش>> وهي شروح العهد القديم بنوعيها <<الهالاخا>> التي تبين أحكام الشريعة في الحلال والحرام و<<الهالاخا>> التي تتضمن بعض النصوص التاريخية والأخلاقية. ومع بداية العصور الوسطى ظهرت العبرية الربانية, أو التلمودية, وهي مجموعة بحوث تقدر بنحو 63 كتابا كتبها بالعبرية مجموعة من رجال الدين عن أمور دينية وتاريخية وقانونية. وقد أطلق على مجموعة هذه الكتب اسم <<المنشأ>> في حين أطلق على شروحها <<الجمارا>>. ومن المنشأ والجمارا تألف <<التلمود>>. وقد عدت إحدى نسخه التي اختصرها موسى بن ميمون المادة الرئيسية للشريعة الإسرائيلية حتى اليوم. وتأثرت العبرية التلمودية هذه بالآرامية ثم بالإغريقية واللاتينية. ومع تدمير بيت المقدس وإحراق الهيكل عام 70م أصاب الانحطاط هذه اللغة مرة أخرى واقتصر استعمالها على الأمور الدينية حتى القرن الثامن الميلادي. وفي معظم البلاد الإسلامية ولا سيما الأندلس بدأ اليهود يؤلفون الكتب بالعبرية على غرار المؤلفات العربية وينظمون الشعر على الأوزان العربية ويترجمون الكتب العربية الهامة, ولا سيما كتب الفلسفة والطب إلى العبرية حتى عد العصر الأندلسي عند بعض المستشرقين العصر الذهبي لهذه اللغة. ضاعف اليهود في بداية القرن التاسع عشر عنايتهم بلغتهم و بدأوا يوسعون استعمالهم إياها في مختلف الشؤون العلمية والأدبية. وقد برزت نتائج هذا الاهتمام في البلدان التي كثر فيها العنصر اليهودي مثل روسيا وبولونيا. ففي روسيا ظهر عدد من الكتاب الذين بدأوا حركة ترجمة بسيطة لبعض الكتب الأدبية والعلمية العالمية, وأشهرهم أبراهام ليفنزون, وميخاليفنزون, ومردخاي غنيز بورغ, وأبراهام مابو, ويهودا غوردون, وأليعازار بن يهودا. وتدين الثقافة واللغة العبرية بفضل كبير لبن يهودا الذي أحيا هذه اللغة في فلسطين منذ أن هاجر إليها عام 1881م من ليتوانية, وذلك عن طريق اعتماد اللغة في محيطه, وإصداره الصحف بالعبرية, وتأليفه معجما تضمن مفردات اللغة قديمها وحديثها. وقد دعا بن يهودا بإصرار إلى تطوير اللغة وتحديثها وقام نفسه باشتقاق عدد كبير من المفردات من لغات سامية وأوربية مختلفة. ومع انتشار الحركة الصهيونية أدخل المشرفون اللغويون تعديلات أساسية على مناهج التعليم اليهودي, واستبدل بالحيدر (أو الكتاب) الذي اقتصر التعليم فيه على الأمور الدينية المدرسية الحديثة التي كان الطلاب يتلقون فيها دروسهم وفق مناهج تربوية عصرية مدروسة. وقد دأب المعلمون على تطوير طرق التعليم هذه في جميع مواد التدريس لدرجة أنتجت معها جيلا من الكتاب والصحفيين والشعراء المتميزين في مجالات اختصاصهم. ولعل أشهرهم في روسيا القيصرية شالوم أبراموفيتش وشالوم رابينوفيتش واسحق بيرتس. وقد كتب أخرهم معظم إنتاجه بلهجة الييديش (لهجة خاصة بيهود الغرب, وهي خليط من الألمانية وبعض اللغات السلافية والآرامية والعبرية). ولكنه قام في الوقت نفسه بترجمة قسم من إنتاجه إلى العبرية وترجم آخرون القسم الآخر. ومن أبرز الشعراء حاييم بيااليك الذي يعده اليهود شاعر القومية الصهيونية, يليه في الأهمية شاؤول تشرنخوفسكي الذي ألف عددا من القصائد ركز فيها على ما حدث لليهود في تاريخهم. وقد امتاز هذا الشاعر بقدرته على الترجمة من اللغات الكلاسيكية فترجم إلى العبرية <<الأوديسا>> لهوميروس <<أوديب ملكا>> لسوفوكلس وقصائد متعددة لبعض الشعراء الرومان. وقد أسهمت جهود هؤلاء جميعا, مع جهود من سبقهم, في جعل اللغة العبرية لغة متداولة على ألسنة بعض معاصريهم من اليهود. كما ساهمت النجاحات السياسية والعسكرية التي حققتها الحركة الصهيونية بعد اغتصاب أرض فلسطين العربية في دعم وترسيخ أقدام المؤمنين بضرورة اعتماد اللغة العبرية لغة قومية لليهود في فلسطين. وقد تم لهؤلاء تحقيق حلمهم في إحياء هذه اللغة التي أصبحت اليوم لغة حية تستخدم في جميع مناحي الحياة اليومية مع ملاحظة احتوائها عددا كبيرا من المفردات الغربية. وأما في مجال نطق اللغة, ونتيجة حتمية لتنوع جنسيات العناصر اليهودية, فيتهاون يهود الأرض المحتلة في إخراج الحروف من مخارجها. فهم ينطقون مثلا العين همزة والحاء خاء والراء غينا و الطاء تاء والقاف كافا. كما يهملون الشدة إهمالا شبه تام رغم أهميتها التي تساوي أهميتها في اللغة العربية. ويلاحظ في أسلوب الصحف اليومية والكتب اكتساب اليهود الأسلوب الأوروبي في الكتابة لدرجة يعتقد معها بعض علماء اللغة أن المقارنة بين عبرية الأندلس والعبرية الحديثة تؤكد ضياع العبرية الحديثة بين الأصالة والتحديث. ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة الصهيونية والأموال التي تنفقها لتعليم المهاجرين الصهيونيين العبرية لا يتمكن اليهود القادمون إلا من الإلمام بلغة التخاطب ويستبقون عادة لغاتهم الأصلية لغات ثقافية.
الأغيار - غوييم
<<الأغيار>> هي المقابل العربي للكلمة العبرية <<غوييم>>, وهذه هي صيغة الجمع للكلمة العبرية <<جوي>> التي تعني <<شعب>> أو <<قوم>> (وقد انتقلت إلى العربية بمعنى <<غوغاء>> و<<دهماء>>). وقد كانت الكلمة تنطبق في بادئ الأمر على اليهود وغير اليهود ولكنها بعد ذلك استخدمت للإشارة إلى الأمم غير اليهودية دون سواها, ومن هنا كان المصطلح العربي <<الأغيار>>. وقد اكتسبت الكلمة إيحاءات بالذم والقدح, وأصبح معناها << الغريب>> أو <<الآخر>>. و الأغيار درجات أدناها العكوم, أي عبدة الأوثان والأصنام (بالعبرية: عوبدي كوخافيم أو مزالوت أي <<عبدة الكواكب والأفلاك السائرة>>), وأعلاها أؤلئك الذين تركوا عبادة الأوثان, أي المسيحيون والمسلمون. وهناك أيضا مستوى وسيط من الأغيار <<غيريم>> أي المجاورين أو <<الساكنين في الجوار>> (مثل السامريين).
ولا يوجد موقف موحد من الأغيار في الشريعة اليهودية. فهي بوصفها تركيبا جيولوجيا تراكميا, تنطوي على نزعة توحيدية عالمية وأخرى حلولية قومية. وتنص الشريعة اليهودية على أن الأتقياء من كل الأمم سيكون لهم نصيب في العالم الآخر, كما أن هناك في الكتابات الدينية اليهودية إشارات عديدة إلى حقوق الأجنبي وضرورة إكرامه. وتشكل فكرة شريعة نوح إطارا أخلاقيا مشتركا لليهود وغير اليهود. ولكن, إلى جانب ذلك, هناك أيضا النزعة الحلولية المتطرفة, التي تتبدى في التمييز الحاد والقاطع بين اليهود كشعب مختار أو كشعب مقدس يحل فيه الإله من جهة والشعوب الأخرى التي تقع خارج دائرة القداسة من جهة أخرى. فقد جاء في سفر أشعياء (61/ 5ـ6): <<ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا. تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون>>.
كما جاء في سفر ميخا (4/12): <<قومي ودوسي يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديد وأظلافك أجعلها نحاسا فتسحقين شعوبا كثيرين>>.
وقد ساهم حاخامات اليهود في تعميق هذا الاتجاه الانفصالي من خلال الشريعة الشفوية التي تعبر عن تزايد هيمنة الطبقة الحلولية داخل اليهود, فنجدهم قد أعادوا تفسير حظر الزواج من أبناء الأمم الكنعانية السبع الوثنية (تثنية 7/2ـ4), ووسعوا نطاقه بحيث أصبح ينطبق على جميع الأغيار دون تميز بين درجات عليا ودنيا. وقد ظل الحظر يمتد ويتسع حتى أصبح يتضمن مجرد تناول الطعام (حتى ولو كان شرعيا) مع الأغيار, بل أصبح ينطبق أيضا على طعام قام جوي (غريب) بطهوه, حتى وإن طبق قوانين الطعام اليهودية. كما أن الزواج المختلط, أي الزواج من الأغيار, غير معترف به في الشريعة اليهودية, وينظر إلى الأغيار على اعتبار أنهم كاذبون في بطبيعتهم, ولذا لا يؤخذ بشهاداتهم في المحاكم الشرعية اليهودية, ولا يصح الاحتفال معهم بأعيادهم إلا إذا أدى الامتناع عن ذلك إلى إلحاق الأذى باليهود. وقد تم تضييق النطاق الدلالي لبعض كلمات, مثل <<أخيك>> فإن معنى ذلك يكون في الواقع <<أخيك اليهودي>>.
وقد تحول هذا الرفض إلى عدوانية واضحة في التلمود الذي يدعو دعوة صريحة (في بعض أجزائه المتناقضة) إلى قتل الغريب, حتى ولو كان من أحسن الناس خلقا, وقد سببت هذه العدوانية اللا عقلية كثيرا من الحرج لليهود أنفسهم الأمر الذي دعاهم إلى إصدار طبعات من التلمود بعد إحلال كلمة <<مصري>> أو <<صدوقي>> أو <<سامري>> محل كلمة <<مسيحي>> أو <<غريب>>. وأصبح التمييز إذا طابع أنطولوجي في التراث القبالي, وخصوصا القبالاه اللوريانية بنزعتها الحلولية المتطرفة, حيث ينظر إلى اليهود باعتبار أن أرواحهم مستمدة من الكيان المقدس, في حين صدرت أرواح الأغيار من المحارات الشيطانية والجانب الآخر (الشرير) والخيرون من الأغيار هم أجساد أغيار لها أرواح يهودية ضلت سبيلها. وقد صاحب كل هذا تزايد مطرد في عدد الشعائر التي على اليهودي أن يقوم بها ليقوي صلابة دائرة الحلول والقداسة التي يعيش داخلها ويخلق هوة بينه وبين الآخرين الذين يعيشون خارجها. والواقع أن هذا التقسيم الحلولي لليهود إلى يهود يقفون داخل دائرة القداسة, وأغيار يقفون خارجها, ينطوي على تبسيط شديد, فهو يضع اليهودي فوق التاريخ وخارج الزمان, وهذا ما يجعل من اليسير عليه أن يرى كل شيء على أنه مؤامرة موجهة ضده أو على أنه موظف لخدمته. كما أن يحول الأغيار إلى فكرة أكثر تجريدا من فكرة اليهودي في الأدبيات النازية أو فكرة الزنجي في الأدبيات العنصرية البيضاء. وهي أكثر تجريدا لأنها لا تضم أقلية واحدة أو عدة أقليات, أو حتى عنصرا بشريا بأكمله, وإنما تضم الآخرين في كل زمان ومكان. وبذا, يصبح كل البشر أشرارا مدنسين يستحيل الدخول معهم في علاقة, ويصبح من الضروري إقامة أسوار عالية تفصل بين من هم داخل دائرة القداسة ومن هم خارجها. وقد تعمقت هذه الرؤية نتيجة الوضع الاقتصادي الحضاري لليهود (في المجتمع الإقطاعي الأوروبي) كجماعة وظيفية تقف خارج المجتمع في عزلة وتقوم بالأعمال الوضيعة أو المشينة وتتحول إلى مجرد أداة في يد النخبة الحاكمة. ولتعويض النقص الذي تشعر به, فإنها تنظر نظرة استعلاء إلى مجتمع الأغلبية وتجعلهم مباحا, وتسبغ على نفسها القداسة (وهي قداسة تؤدي بطبيعة الحال إلى مزيد من العزلة اللازمة والضرورية لأداء وظيفتها). وبظهور الرأسمالية القومية وتزايد معدلات العلمنة في المجتمعات الغربية, اهتزت هذه الانعزالية بعض الشيء, وظهرت حركة التنوير اليهودية واليهودية الإصلاحية اللتان كانتا تحاولان تشجيع اليهود على الاندماج مع الشعوب. لكن الرؤية الثنائية المستقطبة عاودت الظهور بكل قوتها مع ظهور الصهيونية بحلوليتها الدنيوية (حلولية بدون إله) التي ترى أن اليهود شعب مختلف عن بقية الشعوب لا يمكنه الاندماج فيها, كما شجعت الانفصالية باعتبارها وسيلة مشروعة تحافظ بها أقلية عرقية على نفسها وتقاليدها وتراثها. فتحاول الصهيونية أن تنشئ سياجا بين يهود الخارج وبين الآخرين (ومن هنا الاهتمام الشديد بتأكيد ظاهرة معاداة اليهود والإبادة النازية لليهود باعتبارها العلاقة النموذجية والحتمية بين اليهودي والأغيار). كما أن الصهاينة يشجعون اليهود على الاهتمام بهويتهم اليهودية وبإثنيتهم حتى لا يذربوا في الآخرين. ويشار في الولايات المتحدة إلى الذكر غير اليهودي على أنه <<شيكتس>>, وإلى الأنثى غير اليهودية على أنها <<الشيكسا>> (وهما كلمتان مضمونهما الدلالي يتضمن فكرة الدنس والنجاسة وعدم الطهارة). ويشار إلى <<الشيكسا>> على أنها حيوان مخيف يختطف الأولاد اليهود. ويشار إلى الزواج المختلط على أنه <<هولوكوست صامت>>, أي <<إبادة صامتة>>.
وفي الأدبيات الصهيونية العنصرية, فإن الصهاينة يعتبرون العربي على وجه العموم, والفلسطيني على وجه الخصوص, ضمن الأغيار حتى يصبح بلا ملامح و قسمات (ويشير وعد بلفور إلى سكان فلسطين العرب على أنهم <<الجماعات غير اليهودية>> أي <<الأغيار>>) وينطلق المشروع الاستيطاني الصهيوني من هذا التقسيم الحاد, فالصهيونية تهدف إلى إنشاء اقتصاد يهودي مغلق, وإلى دولة يهودية لا تضم أي أغيار. ومعظم المؤسسات الصهيونية (الهستدروت, والحركة التعاونية, والجامعات) تهدف إلى ترجمة هذا التقسيم الحاد إلى واقع فعلي, كما أن فكرة العمل العبري تنطلق من هذا التصور.
وبعد ظهور الدولة الصهيونية الوظيفية (أي التي يستند وجودها إلى وظيفة محددة تضطلع بها), انطلق هيكلها القانوني من هذا التقسيم. فقانون العودة هو قانون عودة لليهود و يستبعد الأغيار من الفلسطينيين. ودستور الصندوق القومي اليهودي يحرم تأجير الأرض اليهودية للأغيار. ويمتد الفصل ليشمل وزارات الصحة والإسكان والزراعة. ومن أطرف تطبيقات هذا المفهوم في الوقت الحاضر, القرار الذي أصدره مؤتمر الدراسات التلمودية الثامن عشر الذي عقد في القدس عام 1974 وحضره رئيس الوزراء إسحق رابين, والذي جاء فيه ضرورة منع <<قيام الطبيب اليهودي بمساعدة المرأة غير اليهودية على الحمل>>. ومن المعروف أن الشرع اليهودي قد تناول بشيء من التفصيل قضية: هل يجوز للطبيب اليهودي أن يعالج غير اليهودي؟ وقد كان الرد هو النفي في جميع الأحوال, إلا إذا اضطر إلى ذلك. وينبغي أن تكون نية الطبيب دائما هي أن يحمي الشعب اليهودي نفسه, لا أن يشفي المريض. وقد أجاز بعض الفقهاء اليهود (مثل جوزيف كارو في كتابيه: بيت يوسف والشولحان عاروخ) أن يجرب الأطباء اليهود الدواء على مريض غير يهودي (و هي فتوى كررها موسى إيسيرليز في تعليقه على الشولحان عاروخ). وقد وردت كل الحقائق السابقة في مقال كتبه إسرائيل شاهاك, ولم ترد نقابة الأطباء الإسرائيلية على اتهاماته.
وقد أثبتت بعض استطلاعات الرأي في إسرائيل أن الخوف من الأغيار لا يزال واحدا من أهم الدوافع وراء سلوك الإسرائيليين.
وتحاول الدولة الإسرائيلية تغذية هذا الشعور بإحاطة المواطن الإسرائيلي بكم هائل من الرموز اليهودية, فشعار الدولة هو شمعدان المينوراه, وألوان المعلم مستمدة من شال الصلاة (طاليت), وحتى اسم الدولة ذاتها يضمر التضمينات نفسها. بل إن شعار العام الدولي للمرأة, الذي يتضمن العلامة (+) باعتبارها الرمز العالمي وللأنثى, تم تغييره في إسرائيل حتى يكتسب الرمز طابعا يهوديا وحتى لا يشبه الصليب. وقد جاء في التراث الديني التقليدي أنه لا يصح مدح الأغيار. ولذا فحينما تسلم عجنون جائزة نوبل للسلام, مدح الأكاديمية السويدية ولكنه في حواره مع التلفزيون الإسرائيلي, قال: <<أنا لم أنس أن مدح الأغيار محرم, ولكن يوجد سبب خاص لمديحي لهم>> فقد منحوه الجائزة.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الأحد مايو 23, 2010 3:02 am | |
| اعرف عدوك...... مفاهيم ومصطلحات عبرية
المعراخ المعراخ كلمة عبرية معناها <<التجمع>> أو <<التحالف>> وقد أطلق هذا الاسم على التحالف الذي كان يقوم بين الأحزاب العمالية الإسرائيلية. وهناك تحالفان من هذا النوع قاما خلال الستينات, الأول بين ماباي* وأحدروت هاعافودا* والثاني بين حزب العمل* ومابام*. ـ تجمع ماباي ـ أحدوت هاعافودا:
في 19/5/1965 تم التوقيع على اتفاق التجمع بين حزب ماباي وحزب أحدوت هاعافودا على الرغم من معارضة الأقلية في كل من الحزبين. فالأقلية التي كان يتزعمها في الماباي دافيد بن غوريون عارضت هذا التجمع لأنها اعتبرته تشويها للوحدة الفعلية وتوجها نحو اليسار. وكان بن غوريون يود الجنوح نحو اليمين وإقامة تحالف مع حزب الأحرار* ضد حزب حيروت* من جهة, وضد <<اليسار الطلائعي>> من جهة أخرى. وقد اشترط احتفاظ ماباي بحق المطالبة بتغيير طريقة الانتخابات البرلمانية في أي تجمع يتم التوصل إليه. كما عارضت الاتفاق الأقلية في أحدوت هاعافودا بزعامة يتسحاق طبنكين لأن التجمع لم يضم فيما زعمت حزب مابام. نص اتفاق التجمع الذي سمي <<معراخ ماباي ـ أحدوت هاعافودا>> على أن يخوض هذا التجمع بقائمة مشتركة للمرشحين انتخابات الكنيست* والهستدروت* والبلديات والمنظمة الصهيونية العالمية*والهيئات الأخرى التي تجري فيها الانتخابات على أساس حزبي. وجاء في الاتفاق أيضا أن يكون للتجمع كتلة موحدة في الكنيست* على أن يحتفظ كل منهما باستقلاله داخل الهستدروت. ومن الأهداف التي اعتمدها المعراخ برنامجا له على الصعيدين الداخلي والخارجي السعي إلى تحقيق الوحدة الكاملة لحركة العمال الإسرائيلية, وتعزيز سلامة (إسرائيل) واستقلالها, والتصدي للخطر الداهم الذي يهدد الحركة العمالية من قبل الكتلة اليمينية المتطرفة, والنهوض بمكانة (إسرائيل) الدولية, والسعي الحثيث لإحلال السلام في المنطقة, وزيادة الهجرة إلى (إسرائيل), والاستيعاب المنتج للمهاجرين, والتخطيط السريع للاقتصاد, وتطوير الثروة الطبيعة, وزيادة الإنتاج. بقي تجمع باباي ـ أحدوت هاعافودا قائما حتى شهر كانون الثاني 1968 حين تم التوحيد الكامل بين ماباي وأحدوت هاعافودا ورافي* في حزب واحد أطلق عليه اسم حزب العمل الإسرائيلي. ـ تجمع حزب العمل ـ مابام:
بعد حرب 1967* وما أسفرت عنه من نتائج, ولا سيما ازدياد موجة التعصب والتطرف وشهوة التوسع والسيطرة على الأراضي العربية المحتلة, وجد حزب مابام نفسه وحيدا في معسكر الأحزاب العمالية, الأمر الذي كاد يفقده <<حصته>> في مغانم الحرب وما تمخضت عنه من فرص لتعزيز مكانته في الداخل والخارج. ولكي يركب مابام هذه الموجة قرر تغيير سياسته التقليدية في ثلاث مسائل: الموقف من الاتحاد السوفيتي, والشؤون الخارجية والأمن, والسياسة الاقتصادية. فأخذ يهاجم الاتحاد السوفيتي ويتخذ موقفا مماثلا تقريبا لموقف حزب العمل بالنسبة إلى القضية الفلسطينية والدول العربية. ومن جهة أخرى وجد حزب العمل مصلحتين رئيسيتين في الاشتراك مع مابام: مصلحة سياسية تمثل في الرغبة في تصفية أية قوة سياسية عمالية تقف إلى يسار حزب العمل, ومصلحة تنظيمية تتجلى في زيادة قوته البرلمانية. أقيم التجمع بين حزب العمل ومابام وتم توقيع ميثاقه رسميا يوم 19/1/1969, واتفق الحزبان على خوض انتخابات الكنيست والهستدروت والمجالس المحلية بقوائم موحدة وفقا لبرنامج انتخابي مشترك, على أن تكون للتجمع كتلة مشتركة في الكنيست والهستدروت. وتقرر أن تشكل إدارة التجمع من تسعة أعضاء من حزب العمل وستة أعضاء من مابام. ومن أبرز النقاط التي اتفق عليها الحزبان ضمن إطار التجمع بالنسبة إلى قضية الشرق الأوسط مواصلة الحكومة الإسرائيلية اتخاذ المبادرات من أجل السلام واحتفاظها بخطوط وقف النار ما دام إحراز سلام دائم والتوصل إلى <<حدود آمنة ومتفق عليها>> لم يتحققا بعد. كما أن (إسرائيل) استمرت في إظهار استعداها للمفاوضات مع كل دولة عربية على انفراد من أجل السلام, على أن تشمل هذه المفاوضات إيجاد حل لمشكلة اللاجئين. وأكد ميثاق التجمع <<المحافظة على القيم الأساسية للحركة العمالية>>. بقي المعراخ يشكل الحكومات الإسرائيلية ويحصل على أكثرية المقاعد في الكنيست, ولو بنسب متفاوتة, حتى سنة 1977 عندما أخفق في الانتخابات وانتصر عليه تكتل الليكود* اليمين فشكلت الحكومة الإسرائيلية بزعامة مناحيم بيغن وأصبحت الأحزاب العمالية لأول مرة منذ إنشاء (إسرائيل) تشكل المعارضة الرئيسة.وقد تكرر إخفاق المعراخ في انتخابات عام 1981 فحصل على 47 مقعدا الأمر الذي مكن الليكود من الاستمرار في الحكم وأبقى المعراخ في المعارضة.
المفدال هذا المصطلح اللغوي هو عبارة عن الأحرف الأولى لثلاث كلمات عبرية (مفلجا داتيت لئوميت/ الحزب الديني القومي). أي أن المفدال هو اختصار باللغة العبرية <<للحزب الديني القومي>>. أهداف الحزب وفقا لما هو مسجل في قوائم الأحزاب, <<بناء دولة إسرائيل وتحصين وجودها وتطويرها من الناحية الدينية,الثقافية, الأمنية, الاقتصادية والاجتماعية, تنمية حب إسرائيل والإخلاص للدولة وحب الوطن والعمل من أجل التشريع الأصلي في الدولة المبنى على حكم التوراة وتقاليد إسرائيل, ترسيخ دعائم الحكم في الدولة على معايير العدل والمساواة لكل مواطن ولكل طبقة, تثبيت حكم اقتصادي من خلال رؤية شاملة لاحتياجات الاقتصاد في الدولة, والذي يحرص على الطابع الديني للدولة وضمان توفير كل الخدمات الدينية للشعب وللفرد بواسطة المؤسسات الحكومية, المحلية والشعبية وغيرها في الدولة>>. وقد تأسس حزب المفدال عام 1956 كاتحاد بين <<همزراحي>> و<<هبوعيل همزارحي>> ( واللذان عملا معا على مدى سنوات عديدة قبل ذلك في إطار اتحاد عام نقابات همزراحي العالمي, وظهروا أكثر من مرة مشتركين في مؤسسات الحركة الصهيونية والييشوف اليهودي, وخلقوا معا الجبهة الدينية القومية في الانتخابات الثالثة للكينست في عام 1955). وفي الواقع كان ذلك بمثابة انخراط حزب همزراحي المتضاءل داخل إطار حزب هبوعيل همزراحي, والذي كان هيكله التنظيمي والمؤسسي أكثر تطويرا بعدة مرات. واستمر حزب المفدال المتضاءل داخل إطار حزب هبوعيل همزراحي, والذي كان هيكله التنظيمي والمؤسسي أكثر تطويرا بعدة مرات. استمر حزب المفدال الديني في تنفيذ (الحلف التاريخي) مع حزب الماباي( حزب عمال أرض إسرائيل), وقد شارك تقريبا مع كل الائتلافات الحكومية برئاسته, وقبل بدون أية صعوبات سياسة ماباي في مجالات الخارجية, الأمن والاقتصاد. وفي مقابل ذلك حظي الحزب الحفاظ على الوضع القائم في الشؤون الدينية, حسب تفسيره, وحرص على تنمية وتطوير التعليم الرسمي الديني, كما ضمن سيطرته على الحاخامية الرئاسية وعلى المجالس الدينية, وتولى بصفة عامة وزارات الداخلية, الأديان والشؤون الاجتماعية (وأحيانا أيضا وزارة الصحة). وقد نشبت الأزمة الرئيسية بين هذين الحزبين في يوليو 1958, بسبب قضية <<من هو اليهودي؟>> وحينذاك انسحب المفدال من الائتلاف الحكومي لأكثر من عام. كما نشبت أزمة أخرى بينهما ارتبطت بعضوية حزب المفدال بنادى الأربعة عام 1961. وقد ظهرت سيطرة التكتلات التي أقيمت في المفدال منذ إنشائه وبرزت بشكل كبير بعد حرب الأيام الستة. فمعظم الدوائر في المفدال مالت في الواقع لتأييد فكرة أرض إسرائيل الكبرى, ولكن تكتل الشباب رفع تلك الراية عاليا, وفي المقابل بدأ في الدعاية والوعظ لزيادة التعاون مع كتائب التجنيد من الخارج (جاحال) وإلى تدخل أكبر للمفدال في المجال السياسي. وعلى ضوء ذلك اشتد التوتر بين المفدال وحزب العمل الإسرائيلي, والذي وصل إلى ذروته فيما عرف بـ <<مناورة الساطع>> في ديسمبر 1976 وبطرد وزراء المفدال من الحكومة. وبذلك انقطع التحالف الإسرائيلي المذكور وتم انضمام المفدال لتكتل الليكود, والذي في إطاره شارك الحزب في كل الحكومات منذ عام 1977 وحتى 1992 (كما حصل على حقيبة التعليم والثقافة أعوام 1977 ـ 1984), كذلك أعوام 1990 ـ 1992, ومن يونيو 1996 حتى يوليو 1999). وفي تلك الفترة نفذت في حزب المفدال <<مناورة أوسلو>> والتي أدت إلى تعاظم تأثير تكتل الشباب. واستمرارا لذلك جاء انسحاب حزبي <<تامي>> عام 1981و <<ميتساد>> عام 1983, مما سجل انخفاضا ملحوظا في قوة المفدال, وذلك تزامنا مع خلافات ومنازعات شديدة داخل الحزب. وفي عام 1986, في أعقاب عمل لجنة <<ياجار>> تم الإعلان عن إلغاء التكتلات وعادت حركة ميتساد إلى بيتها مرة أخرى. وعام 1988 انسحبت حركة <<ميعاد>> من المفدال. وفي عام 1992, بعد انتخابات الكنيست الـ13 بقي المفدال في المعارضة وانتقل جزء كبير من مواقعه في المؤسسة الدينية لأيدي حزب شاس الديني, وفي انتخابات الكنيست الـ14 عام 1996 أيد المفدال ترشيخ بنيامين نتانياهو لرئاسة الحكومة وانضم للائتلاف برئاسته. وقد استمر تأييد المفدال لنتانياهو كذلك في انتخابات الكنيست الـ15 عام 1999, ولكن بعد تلك الانتخابات انضم الحزب للائتلاف الحكومي برئاسة إيهود بارك وحصل على حقيبة البناء والإسكان وكذلك نوابا لوزيري التعليم والأديان. ومع ذلك انسحب المفدال في يوليو 2000 من الائتلاف الحكومي بسبب معارضة الحزب للخطوات السياسية لباراك. وكانت قيادة المفدال ورئاسة قوائمه للكنيست خاضعة حتى عام 1970 لحاييم موشيه شابيرا ثم خلفه يوسف بورج حتى عام 1988, ورغم أن <<أفننير شاكي>> كان على رأس قائمة الحزب للكنيست الـ12, إلا أن الوريث الحقيقي لبورج في زعامة الحزب كان <<زفولون هامر>> والذي كان على رأس القائمة للكنيست الـ13 والـ14 وانتخبت في نهاية 1994 لرئاسة المفدال. وفي بداية عام 1998, وبعد وفاة هامر, انتخب <<يتسحاق ليفي>> لرئاسة المفدال.. وخلال تلك الفترة تعاظم شأن الحاخام <<مورخاي إلياهو>>. وفي بداية 1999 انسحب من المفدال الأعضاء <<حنان بورات>> و<<تسفي هندل>> والذين أقاموا كتلة <<أمونيم>> وانضموا إلى حزب <<تقوماه>> ـ أي الإحياء ـ والذي انضم لتكتل الاتحاد القومي. ويعتبر الصراع بين المفدال والاتحاد القومي. واحد من الأسباب الأساسية لسقوط المفدال في انتخابات الكنيست الـ15. ويصدر حزب المفدال صحيفة يومية هي <<هاتسوفيه>> وتحت غطائها, تعمل حركة <<أمناه>>ـ أي العقيدة ـ وحركة <<بني عقيبا>>. والحركات الاستيطانية المرتبطة بالمفدال هي <<الكيبوتس الديني>> واتحاد المستوطنات الزراعية التابع لحزب <<هبوعيل هاتسعير>>.
اللواء اليهودي ما إن اشتعلت الحرب العالمية الثانية حتى لجأت الحركة الصهيونية إلى أسلوب جديد لتحقيق غايتها في إنشاء دولتها فوق أرض فلسطين. فإذا كانت القوى السياسية والدبلوماسية والمالية الصهيونية هي التي قامت بالدور الرئيس أثناء الحرب العالمية الأولى وبين الحربين الأولى والثانية فإن القوة العسكرية الصهيونية أصبحت أداة ضرورية لفرض الوجود الصهيوني في فلسطين وإقامة كيان سياسي له. ولهذا اتجهت جهود الصهيونية إلى إنشاء هذه القوة العسكرية. تبلور هذا الاتجاه أثناء انعقاد المؤتمر الصهيوني الحادي والعشرين في جنيف (آب 1939), وكانت الحرب وشيكة الوقوع. فتوجه حاييم وايزمان إلى لندن وعرض على رئيس الحكومة البريطانية وضع جميع القوى البشرية و الكفايات الفنية الصهيونية تحت تصرف الحكومة البريطانية لاستخدامها في الصراع المقبل. وحتى تقرن الصهيونية عرضها هذا بالتطبيق أنشأت الوكالة اليهودية مكتبا لتسجيل المتطوعين اليهود. كما دعت يهود فلسطين إلى التطوع في صفوف القوات البريطانية هناك. ركزت الصهيونية جهودها بعد ذلك على إنشاء وحدات يهودية مقاتلة مستقلة. فقدم بن غوريون وايزمان في شهر أيار 1940 إلى رئيس الحكومة البريطانية طلبا بتشكيل قوتين عسكريتين أحداهما من يهود فلسطين والثانية من اليهود المقيمين في البلاد الأخرى. وفي 13/9/1940 وافقت الحكومة البريطانية على إنشاء <<قوة مقاتلة يهودية>> من عشرة آلاف رجل منهم 3ـ4 آلاف من يهود فلسطين. غير أن الحكومة فضلت تأجيل تشكيل هذه القوة فترة من الزمن حتى إذا حل شهر آب 1942 أعلنت موافقتها على إنشاء كتائب مشاة يهودية للخدمة في الشرق الأوسط. لم ترض هذه النتيجة قيادة الحركة الصهيونية التي كانت تهدف إلى تشكيل وحدات يهودية مقاتلة ذات دربة وخبرة قتالية جيدة تشترك في العمليات الحربية وتكون نواة للجيش الصهيوني النظامي. فضاعفت الصهيونية مساعيها وضغوطها حتى قبلت الحكومة البريطانية في 19/9/1944 إنشاء <<لواء يهودي>> يشترك في العمليات الحربية ويعتبر وحدة قتالية مستقلة لها علمها الخاص (هو علم إسرائيل). تشكل اللواء اليهود من الأفواج اليهودية الثلاثة التي كانت جزءا من القوات البريطانية في فلسطين, وكان كل فوج مؤلفا من خمس سرايا. تدرب اللواء ـ وقد بلغ ملاكه خمسة آلاف رجل ـ في مصر ثم رحل إلى إيطاليا حيث أكمل تدريبه. والتحق بالقوات البريطانية وبلجيكا. وبعد انقضاء عام على انتهاء الحرب العالمية الثانية حلت الحكومة البريطانية اللواء اليهودي فعاد أكثر ضباطه وجنوده إلى فلسطين والتحقوا بالهاغاناه * وغيرها من المنظمات الصهيونية العسكرية الإرهابية وشكلوا جزءا هاما من قوات الاحتلال الصهيوني ثم من الجيش الإسرائيلي.
الموت في الفكر اليهودي كلمة «موت» العربية يقابلها في العبرية كلمة «مافت», التي كانت تستخدم كذلك للإشارة إلى إله الموت في العبادة الكنعانية القديمة الذي كان دائما يصارع بعل إله المطر والخصب. ويعود بعل في شهر المطر ويموت في نهايته, أما موت, فيعود إلى الحياة حينما يتوقف المطر, ويموت حينما يهطل المطر مرة أخرى. وهذه رؤية ثنوية للإله وجدت طريقها إلى العهد القديم, إذ ينظر إلى الموت باعتباره قوة مستقلة عن الإله, وله رسله (هوشع 13/14, أمثال 16/14). وتوجد عبارات عديدة في العهد القديم يفهم منها أن أعضاء جماعة يسرائيل تصوروا أن الموت ضرب من ضروب العودة إلى الأسلاف والانضمام إليهم (تكوين 49/3, عدد 27/13) وهو تعبير عن الطبقة الحلولية داخل اليهودية باعتبارها تركيبا جيولوجيا تراكميا, ومن هنا الاهتمام بمكان الدفن في اليهودية إذ أصبح من الضروري أن يدفن اليهودي بجوار أسلافه. وقد تأثر مفهوم الموت بعدم الإيمان بالبعث, فكان الموت ينظر إليه (في سفر أيوب مثلا) باعتباره نهاية مطلقة وعدما كاملا وفناء لا يرجى منه شفاء. وقد ورد في العهد القديم سببان يفسران الموت: الأول أن الإنسان خلق من تراب, ولذا فإنه لابد أن يعود إلى التراب (تكوين 2/7, أيوب 10/9). أما سفر التكوين, فيعطي سببا آخر وهو أن الموت عقاب على الذنوب التي يرتكبها الإنسان وعلى معصية آدم (الأولى) التي طرد بسببها من الجنة, فلم يعد بمقدوره أن يأكل من شجرة الحياة الأزلية (تكوين 3/22ـ24). والموت, بهذا المعنى, عقوبة سيرفعها الإله عن الناس في الآخرة, أي في العالم الآخر (الآتي). وكان الموت يعني الذهاب إلى أرض الموتى (شيول) التي لا عودة منها دون أن يكون هناك ثواب أو عقاب. وظهر فيما بعد الإيمان بخلود الروح وبالبعث, وذلك بعد الاحتكاك بالفرس واليونان, وتطورت المفاهيم الأخروية, وتقبل الفكر الحاخامي الموت كحقيقة طبيعة حتمية. وحينما ظهر التفكير الفكر الحاخامي الموت كحقيقة طبيعية حتمية. وحينما ظهر التفكير القبالي, طرحت قضية الموت مرة أخرى, فالفكر القبالي يرى أن الموت نتيجة خلل حدث في الكون بعد حادثة تهشم الأوعية. وقد حاول الفكر القبالي أن يهون من نهائية الموت, فطرح فكرة تناسخ الأرواح التي تجعل الزمان الإطار المرجعي الأساسي, إن لم يكن الوحيد, والذي تمكن هزيمته عن طريق دورات التناسخ. وفي العصر الحديث, اتخذ الفكر اليهودي مواقف متفاوتة متضارب من حقيقة الموت تعكس التناقضات القديمة. وقد عاد الفكر القبالي إلى الظهور من خلال الحاخام الصهيوني إسحق كوك الذي يرى, على طريقة القبالاه اللوريانية, أن الموت ليس حقيقة نهائية يقبلها المؤمن, وإنما هو عيب في الخلق, وعلى الشعب أن يصلح هذا العيب ويزيله وينقذ الطبيعة من الموت بالتوبة والصلاة. ويتفق هذا الموقف تماما مع موقف كوك الحلولي المتطرف. فالحلولية لا يمكن أن تقبل الموت لأن هذا يعني وجود مسافة بين الخالق والمخلوق. وقد كان كوك يرى أن تزايد متوسط عمر الفرد في القرن العشرين إحدى علامات اقتراب زوال الموت, وربما الانتصار النهائي عليه, وهذا اتجاه غنوصي واضح.
المؤتمر اليهودي العالمي هو تجمع عالمي للطوائف والمنظمات اليهودية, وهذا المصطلح ينطق بالعبرية لدارسيها: <<هاكونجرس هايهودي هاعولامي>>. وقد تأسس في جنيف بسويسرا عام 1936 وحل محل لجنة الوفود اليهودية ـ أو الهيئة المشتركة للمنظمات اليهودية, التي نشأت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. أهداف المؤتمر اليهودي العالمي: تنظيم الطوائف اليهودية في الشتات وتمثيلها في كل ما يتعلق بالدفاع عن حقوق أعضاءها باعتبارهم يهودا, وتشجيع تنظيم اليهود في أطر ثقافية مستقلة, العمل من أجل وحدة الشعب اليهودي, ضمان استمرار بقاء الشعب اليهودي كجماعة عرقية, تمثل اليهود أمام مؤسسات الحكم على مستوى الدولة وعلى المستوى العالمي في الشؤون التي تخص الشعب اليهودي عامة, وتنسيق أعمال كل المنظمات المتشعبة منه ـ صهيونية وغير صهيونية ـ في الشؤون السياسية, الاقتصادية والاجتماعية والثقافية اليهودية, ومكافحة معاداة السامية. وقبل الحرب العالمية الثانية حارب المؤتمر النازية, وخاصة في إطار عصبة الأمم, وخلال الحرب العالمية الثانية نقل المؤتمر مكاتبه من جنيف إلى نيويورك ولندن, وعمل من هناك على إنقاذ اللاجئين اليهود. وبعد نهاية الحرب ساعد على إصلاح أحوال بقية اللاجئين وطور نشاطا متشعبا لتحقيق أهدافه. وله حاليا فروع في بيونيس آيريس بالأرجنتين والقدس. وتتكون إدارته الإسرائيلية من ممثلي الأحزاب, حسب قوتها النسبية في الكنيست. ورؤساء المؤتمر اليهودي العالمي الذين تولوا المنصب حتى الآن هم: ستيفن وايز (1936 ـ1949) ناحوم جولدمان ـ الذي كان من كبار المؤسسين ورأس اللجنة التنفيذية للمؤتمر اليهودي العالمي حتى موت وايز ـ (1949 ـ1977), فيليب كلوتسنيك (1977 ـ 1979), وإدجار برونجمان منذ عام 1979.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الأحد مايو 23, 2010 3:25 am | |
| اعرف عدوك...... مفاهيم ومصطلحات عبرية المؤتمر الصهيوني هو المؤسسة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية* وينتخب أعضاء المنظمة من دافعي <<الشيكل>> من سن 18 وما فوق مندوبي المؤتمر. ولا ينتخب مندوبا للمؤتمر إلا من يتمتع بحق التصويت وعمره 21 سنة فأكثر. من مهام المؤتمر الرئيسة تلقي تقارير إدارة المنظمة الصهيونية ومؤسسات الحركة الصهيونية, ومناقشة المقترحات المختلفة التي ترفع إلى المؤتمر وإصدار القرار المناسب بشأنها, وتعيين السياسة المالية للمنظمة الصهيونية, ومناقشة تقارير المراقب واتخاذ قرار فيها, وانتخاب رئيس المنظمة الإدارة وأعضائها ومراقب الوكالة اليهودية*. قبل قيام (إسرائيل) كانت المؤتمرات الصهيونية تعقد في مدن مختلفة من أوربا. ومنذ سنة 1951 فصاعدا أصبحت تعقد في القدس* وفي البداية كان المؤتمر الصهيوني ينعقد مرة في السنة فأصبح يقعد مرة كل سنتين, ومؤخرا مرة كل ثلاث سنوات. ابتدع هرتزل منذ بداية نشاطه الصهيوني فكرة عقد مؤتمر صهيوني مستهدفا من ذلك إنشاء <<جمعية وطنية يهودية>> على نمط المجالس التشريعية. يحدد دستور المنظمة الصهيونية عدد مندوبي المؤتمر بـ 500 مندوب يتم انتخابهم على النحو التالي: 38% في الولايات المتحدة و 33% في سائر البلاد التي يقيم فيها صهيونيين. ويتطلب انتخاب المندوبين للمؤتمر الصهيوني مصادقة محكمة المؤتمر التي تنظر في الطريقة التي جرت بموجبها الانتخابات في كل منطقة. بعد الانتهاء من الإجراءات التي تسبق المؤتمر, كانتخاب المندوبين في مختلف أنحاء العالم والمصادقة النهائية عليهم من قبل محكمة المؤتمر, تحدد الإدارة الصهيونية جدول أعمال المؤتمر وتخطر به جميع فروع الحركة الصهيونية. ويحق للمؤتمر تغيير جدول الأعمال. للمؤتمر رئاسة خاصة به. ويفتتحه عادة رئيس المنظمة الصهيونية. وهو يترأس المؤتمر إلى حين تشكيل رئاسته التي تنتخب وقفا لنسب الكتل المختلفة الممثلة في المؤتمر. ويحق لاثني عشر مندوبا على الأقل تشكيل كتلة يعترف بها المؤتمر. وتقدم محكمة المؤتمر في الجلسة الثانية تقريرا عن الانتخابات وعن تركيب المؤتمر. وبعد تشكيل لجان المؤتمر يقدم رؤساء الدوائر تقاريرهم إلى اللجان المتخصصة عن نشاطات دوائرهم ويقترحون برامجهم للمستقبل. وبعد انتهاء أعمال اللجان تستأنف المناقشات في المؤتمر الملتئم للاستماع إلى تقارير ترفعها اللجان. ثم يصدر المؤتمر القرارات وينتخب مؤسسات المنظمة الصهيونية العالمية. أما اللجان التي درجت المؤتمرات الصهيونية على تشكيلها فهي: اللجنة الدائمة التي تتولى إعداد انتخاب مؤسسات الحركة الصهيونية, ولجنة التنظيم, واللجنة السياسية, ولجنة الاستيطان, ولجنة المال والميزانية, ولجنة الهجرة والاستيعاب, ولجنة الإعلام, ولجنة التربية والثقافة في المنفى. ويحق للمؤتمر تعيين لجان أخرى إذا اقتضت الحاجة ذلك. و بالإمكان تقسيم المراحل التي مرت بها المؤتمرات الصهيونية إلى أربع هي: ـ عهد هرتزل: كان المؤتمر في عهد هرتزل (1860 ـ1904) منصة برلمانية تناقش من فوقها المشكلات الأساسية المتعلقة بإنشاء ما كان يسمى بـ <<المنظمة القومية>> ليهود العالم وإقامة المؤسسات الأولى. وكانت المؤتمرات الصهيونية خلال هذه المرحلة تتصرف إلى مناقشات عقائدية ومداولات حول شؤون المنظمة وإطارها والنظام الداخلي وتعيين الإدارة وبلورة صورة المنظمة الصهيونية. وكانت هذه المؤتمرات تناقش أيضا الشؤون المتعلقة بفلسطين والشؤون التربوية للتجمعات اليهودية في العالم. وانصب الاهتمام خلال تلك المرحلة بصورة خاصة على النشاطات الخارجية والتصريحات السياسية, وعقدت فيها المؤتمرات الستة الأولى. ـ الصهيونية العالمية: بعد وفاة هرتزل أخذت الحركة الصهيونية تركز على النشاط العملي في فلسطين, وعلى مجال التربية اليهودية في مختلف البلاد التي يقيم فيها اليهود. وبذلك غير المؤتمر طابعه فاتجهت مداولاته وقراراته نحو الشؤون الداخلية, وعكست مواضيعه الشؤون العملية والواقعية. وكانت المناقشات تدور في المؤتمرات بين أنصار الصهيونية السياسية والصهيونية العملية. وقد أدت هذه المناقشات إلى نشوء صهيونية <<اندماجية>> تدمج بين الصهيونية السياسية والعملية. وتنتمي إلى هذه المرحلة المؤتمرات الخمسة التالية (من 7 إلى 11). ـ من وعد بلفور إلى قيام (إسرائيل): بدأت المرحلة الثالثة من تاريخ المؤتمرات الصهيونية سنة 1917 مع صدور وعد بلفور* الذي جعل من الحركة الصهيونية عنصرا سياسيا ذا طابع دولي. وبالتالي تغير الهيكل التنظيمي للمنظمة الصهيونية وأصبح المؤتمر منصة برلمانية بكل معنى الكلمة. وخلال هذه المرحلة فوضت إلى المؤتمر الصهيوني صلاحية إقرار الموازنة الصهيونية ابتداء من سنة 1921. وقد بلغت آنذاك 250 ألف جنيه إسترليني. ومنذ المؤتمر الصهيوني الثاني عشر نشطت الأحزاب الصهيونية بصورة بارزة في جميع المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك. وقد عقد ضمن هذه المرحلة أحد عشر مؤتمرا (من 12 إلى 22). ـ منذ قيام (إسرائيل): بدأت المرحلة الرابعة من تاريخ المؤتمرات الصهيونية منذ قيام (إسرائيل) في سنة 1948 فأخذت الحركة الصهيونية تنشط في ظروف جديدة. ففي المؤتمر الثالث والعشرين تمثلت التغييرات بإعادة صياغة البرنامج الصهيوني ووضع <<برنامج القدس>> بدل <<برنامج بازل>>*. وتقرر في هذا المؤتمر أن تمنح (إسرائيل) المنظمة الصهيونية ونشاطاتها مكانة رسمية. وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية والكنيست* على ذلك. وفي سنة 1962 أقرت الكنيست <<قانون المكانة المنظمة الصهيونية العالمية ـ الوكالة اليهودية>>. وفي المؤتمر السابع والعشرين الذي عقد في القدس سنة 1968 أقر <<برنامج القدس>> الجديد. وعقدت حتى نهاية سنة 1978 سبعة مؤتمرات ابتداء من المؤتمر الثالث والعشرين وحتى المؤتمر التاسع والعشرين. ـ المؤتمر الصهيوني الأول (1897): عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل في سويسرا بين 29 و31/8/1897 بحضور 204 مندوبين يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة. وجاء نحو 70 من أولئك المندوبين من روسيا وحدها, وحضر المؤتمر مندوبون من أمريكا والدول الإسكندنافية, وحتى من الجزائر. وكان من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في ميونيخ إلا أن الجالية اليهودية هناك عارضت ذلك. افتتح هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو <<وضع الحجر الأساسي للبيت الذي سيسكنه الشعب اليهودي قبل العودة إلى بلاد اليهود>>. وقد حدد هرتزل أيضا مضمون المؤتمر على أنه <<الجمعية القومية اليهودية>>. أقر المؤتمر أهداف الصهيونية المعروفة منذ ذلك الوقت باسم <<برنامج بازل>> الذي حسم موقف الصهيونية العالمية التي تولت مئذئذ الإشراف على الأجهزة الصهيونية. وكانت إقامة المنظمة الصهيونية العالمية فاتحة عهد جديد من النشاط الصهيوني يستهدف تحقيق مخططات الحركة. ووضع المؤتمر الأول برنامجا سارت عليه سائر المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك, وناقش تقارير حول أوضاع الجاليات اليهودية في العالم ومحاضر عن فلسطين والنشاط الاستيطاني فيها, وعن المسائل التربوية. وقد انتخب المؤتمر تيودور هرتزل رئيسا له ورئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية. وانتخب كذلك لجنة تنفيذية موسعة مكونة من 15 عضوا وأخرى مصغرة مكونة من 5 أعضاء. ـ المؤتمر الصهيوني الثاني (1898): عقد المؤتمر الصهيوني الثاني في بازل بسويسرا بين 28 و31/8/1898 بحضور 349 مندوبا يمثلون 913 مجموعة صهيونية. وقد بحث في كيفية نشر الفكرة الصهيونية بين الجاليات اليهودية, وأسفر عن إنشاء <<صندوق الاستيطان اليهودي>> الجهاز المالي للمنظمة الصهيونية العالمية. تركزت الخلافات التي نشبت في المؤتمر الصهيوني الثاني بين <<الصهيونية السياسية>> و<<الصهيونية العملية>> إلا أن قرار إنشاء <<صندوق الاستيطان اليهودي>> أدى إلى تضيق شقة الخلاف بين المعسكرين المتنازعين. ـ المؤتمر الصهيوني الثالث (1899): عقد المؤتمر الصهيوني الثالث في بازل بسويسرا بين 15و 18/8/1899 بحضور 153 مندوبا, وتركزت مناقشاته حول تفسير <<مشروع بازل>>. استهل هرتزل المؤتمر بتقرير حول اجتماعاته مع الإمبراطور وليام الثاني إمبراطور ألمانيا في اسطنبول بتاريخ 18/10/1898 وفي القدس أيضا. استمر الخلاف المؤتمر بين هرتزل ومناوئيه الذين عارضوا اقتراحه منح أسهم <<صندوق الاستيطان>> إلى سبعة من أصداقائه الصهيونيين لكي يضمن لخطه السياسي السيطرة على المؤسسة المالية للمنظمة الصهيونية. وعندما حاولت المعارضة منعه من ذلك هدد بالاستقالة فكان له ما أراد. ووافق المؤتمر أيضا على أن يحصر صندوق الاستيطان نشاطه الاستيطاني في فلسطين وسورية. 4) المؤتمر الصهيوني الرابع (1900): عقد المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن بين 13 و16 /8/1900 بحضور 498 مندوبا. وأما السبب لعقد هذا المؤتمر في لندن فقد عبر عنه هرتزل بقوله إن إنكلترا هي <<التي ستفهم أمانينا>>. وقد ناقش المؤتمر مسألة الطرد الجماعي ليهود رومانيا ورأى هرتزل في اضطهادهم برهانا على الحاجة الملحة إلى <<الحل الصهيوني>>. كما ناقش المؤتمر ضائقة العمال في فلسطين وقلة الأشغال فيها ونزوح اليهود عنها. وأعيد في هذا المؤتمر طرح اقتراح تأسيس شركة <<كيرين كايمييت * ليسرائيل>> (الصندوق القومي اليهودي) فاتخذ المؤتمر قرارا <<أوليا>> بإقامة هذه الشركة. لقد شهد المؤتمر الرابع مجابهة بين الصهيونيين المتدنيين والعلمانيين حول توسيع مجال النشاط الثقافي من قبل المنظمة الصهيونية, الأمر الذي لاقى معارضة شديدة من قبل المتدنيين. وحسما لهذ المجابهة اقترح هرتزل شطب هذا الموضوع من جدول الأعمال فأقر المؤتمر اقتراحه بأغلبية ضئيلة. استهل هرتزل المؤتمر بعرض أكبر إنجاز له في ذلك الحين, وهو مقابلة السلطان العثماني عبد الحميد* كما قدم تقريرا عن النشاطات الأولية لصندوق الاستيطان اليهودي. بيد أن هذه النشاطات أثارت معارضة بعض الوفود, ولا سيما الطلاب الجامعيين في أوربا الغربية الذين عقدوا مؤتمرا في ميونيخ مستقل داخل المنظمة الصهيونية أطلقوا عليه اسم <<الكتلة الصهيونية الديمقراطية>> بزعامة موتسكين وبوبر. وقد طالب التنظيم الجديد بالتشديد على <<الثقافة اليهودية>> لا على النشاطات السياسية العقيمة. وقد استرضاهم هرتزل, واتخذ المؤتمر قرارا أوضح فيه أنه يرى في تعبير <<الثقافة>> التربية القومية لليهود, ويعتبر هذا العمل مادة مهمة في البرنامج الصهيوني ويفرضها كواجب على كل صهيوني. 6) المؤتمر الصهيوني السادس (1903): عقد في بازل بين 23 و28 /8/1903 بحضور 592 مندوبا. افتتح هرتزل المؤتمر بعد أن كانت الحكومة البريطانية قد أبلغت رسيما المنظمة الصهيونية عن استعدادها للسماح بتوطين اليهود في أوغندا (ر:الاستيطان, مشاريع ـ الصهيونية خارج فلسطين). وقد دافع هرتزل عن <<مشروع أوغندا>> بحرارة واعتبره <<ملجأ ليليا لوقت الشدة>> ـ إلا أن المشروع لاقى معارضة شديدة وأثار نقاشا حادا بين أعضاء المؤتمر. وقد اتهم المعارضون هرتزل بالخيانة. ثم أيد المشروع 295 مندوبا ضد 178. وقرر المؤتمر أن يوفد إلى أوغنذا بعثة استقصاء.وكان المؤتمر قد شهد ضغطا متزايدا للحل المشكلة اليهودية, ولا سيما بعد صدمة مذبحة كيشينيف (في روسيا) في ربيع السنة نفسها. وقد دفع هذا الوضع إلى المناداة بحلول مؤقتة مثل <<مشروع العريش>> و <<مشروع أوغندا>>. 7) المؤتمر الصهيوني السابع (1905): عقد في بازل (27/7 ـ 2/8/1905) بحضور 497 مندوبا. وهو أول مؤتمر يعقد بعد وفاة هرتزل. وانتخب المؤتمر دافيد ولفسون (1856 ـ 1914) أول رئيس للمنظمة الصهيونية العالمية. وعلى أثر ذلك تقرر نقل مقر الحركة الصهيونية من فيينا إلى كولون بألمانيا حيث يقيم ولفسون. ومن أبرز أعمال هذا المؤتمر اعتبارا <<برنامج بازل>>ساري المفعول, ورفض <<مشروع أوغندا>> بأكثرية كبيرة بعد أن وجدت لجنة الاستقصاء أن أوغندا غير ملائمة للاستيطان الجماعي اليهودي. وقد انسحب مؤيدو مشروع أوغندا بزعامة يسرائيل زانغويل من المؤتمر وأسسو <<الجمعية الإقليمية اليهودية>>. وقرر المؤتمر أنه لا ينبغي الانصراف إلى أي عمل استيطاني خارج حدود فلسطين, واعتمد أسلوب <<العمل المنهجي>> لذلك, خارج حدود شركة <<كيرين كايميت>> من شراء الأراضي في فلسطين ما دام ذلك لا يتم على <<أساس قانوني مضمون>>. المؤتمر الصهيوني الثامن (1907): عقد في لاهاي في هولندا بين 14و 21/8/1907 بحضور 329 مندوبا نصفهم تقريبا من روسيا. وحضره لأول مرة أربعة مندوبين عن اليهود في فلسطين. وكان الغرض من عقد المؤتمر التاسع في لاهاي شد الانتباه العالمي للنشاط الصهيوني بسبب انعقاد مؤتمر السلام الدولي الثاني في تلك المدينة, وهو المؤتمر الذي دعا إليه نيقولا الثاني قيصر ورسيا بعد نجاح مؤتمر لاهاي الأول عام 1899. طالب حاييم وايزمن في هذا المؤتمر بدمج الصهيونية السياسية مع العمل الصهيوني الاستيطاني في فلسطين. وقد تمخض المؤتمر عن فض النزاع بين الصهيونيين العمليين والسياسيين باتخاذ قرار يفرض عدم تأخير النشاط الاستيطاني في فلسطين بعد الحصول على <<الميثاق>>. وبعد أن تبنى المؤتمر موقف وايزمن بوجوب القيام بنشاط عملي في فلسطين قرر تأسيس <<المكتب الفلسطيني>> في يافا سنة 1908 لتوجيه <<أعمال الاستيطان الزراعية من قبل المنظمة الصهيونية العالمية وترأس هذا المكتب آرثور روبين. وكان من بين القرارات التي اتخذها المؤتمر اعترافه مبدئيا باللغة العبرية لغة رسمية للحركة الصهيونية>>. 9) المؤتمر الصهيوني التاسع (1909): عقد في مدينة هامبورغ بألمانيا بين 26و 30/12/1909 بحضور 364 مندوبا. واشترك فيه لأول مرة ممثلو الأحزاب الصهيونية العمالية في فلسطين. أعرب دافيد ولفسون رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وماكس نورداو من أنصار خطة هرتزل عن الأمل في تغيير موقف الحكومة العثمانية من الصهيونية بعد ثورة حزب تركيا الفتاة. شهد المؤتمر معارضة شديدة لزعامة ولفسون من قبل الصهيونية العمليين بزعامة أوسشكين ووايزمن وسوكولوف, وتبعهم ممثلو العمال في فلسطين, وكان محور هذه المعارضة الأسلوب <<التجاري>> للنشاط الاستيطاني الذي قوم كل مشروع بجداوه الاقتصادية. وجاء قرار المؤتمر <<بإقامة مستوطنات تعاونية>> في فلسطين تنازلا كبيرا للصهيونيين العمليين وممثلي بوعالي تسيون (عمال صهيون) وعمال فلسطين. ورغم أن المؤتمر أعاد انتخاب ولفسون رئيسا للمنظمة الصهيونية فإن الخلافات بينه وبين مناوئيه لم تنته بنهاية المؤتمر. 10) المؤتمر الصهيوني العاشر (1911): عقد في بازل بسويسرا بين 15,9/8/1911 بحضور 387 مندوبا, وقد اكتسب هذا المؤتمر اسم <<مؤتمر الصلح>> لأنه أنهى الخلافات بين الصهيونيين العمليين والسياسيين وحقق الانتصار الكامل <<للصهيونية المركبة>>. انتخب هذا المؤتمر أوتووابرغ أستاذ النبات في جامعة ستراسبورغ رئيسا للمنظمة وانتخب معه 4 أعضاء آخرين من اللجنة التنفيذية كلهم من <<العمليين>>.وبذلك سيطر <<العمليون>> على رئاسة المنظمة. وناقش هذا المؤتمر <<النشاطات العملية>> في فلسطين ومشكلة العرب والحاجة إلى شرح معنى الصهيونية لهم. 11) المؤتمر الصهيوني الحادي عشر (1913): عقد في فيينا بين 2و9/9/1913 بحضور 539 مندوبا.وهو آخر مؤتمر صهيوني عقد قبل نشوب الحرب العالمية الأولى. وقد أكمل <<العمليون>> فيه الدورة وسيطروا على المؤسسات المالية للحركة أيضا. وجاء غياب ماكس نورداو عن المؤتمر احتجاجا صامتا على التخلي عن خط هرتزل. وأقر المؤتمر بحماسة كبيرة اقتراحا يطالب الإدارة الصهيونية باتخاذ الخطوات الضرورية لإقامة جامعة عبرية في القدس. وتبنى حاييم وايزمن هذا المشروع وعمل بدأب على تنفيذه. واستمع المؤتمر إلى تقرير روبين المكتب الفلسطيني عن النشاطات الاستيطانية في فلسطين. 12) المؤتمر الصهيوني الثاني عشر (1921): عقد في كارلسباد في تشيكوسلوفاكيا بين 1و4/9/1921. وهو أول مؤتمر عقد بعد الحرب العالمية الأولى, ووعد بلفور, واحتلال بريطانيا لفلسطين وطرد الأتراك منها, و الاضطرابات ضد اليهود في أوربا الشرقية. وتركز النقاش في هذا المؤتمر على إقامة مشروعات ذات <<صبغة قومية>> وتوسيع الاستيطان في فلسطين. وصادق المؤتمر على إقامة <<كيرين هايسود>>* (الصندوق التأسيسي) وشراء أراضي مرج ابن عامر* وإقامة المستعمرات فيها. وقدم حاييم وايزمن الذي كان ترأس المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1920 تقريرا عن النشاطات السياسية للمنظمة خلال الحرب, ودعا يهودا العالم إلى المساهمة في بناء فلسطين. 13) المؤتمر الصهيوني الثالث عشر (1923): عقد في كارلسباد أيضا بين 6و18/8/1923. وطرح فيه حاييم وايزمن اقتراحا بتوسيع الوكالة اليهودية, وضم غير صهيونيين إليها. ولكن هذا الاقتراح أثار معارضة شديدة من قبل الذين رأوا في ذلك تهديدا للقاعدة الديمقراطية للمنظمة الصهيونية العالمية, فرفض المؤتمر هذا الاقتراح خوفا من تشويه الطابع الديموغرافي الشعبي للحركة الصهيونية بضم متبرعين وأصحاب رؤوس أموال. وقرر المؤتمر المصادقة على إنشاء الجامعة العبرية في القدس, ناقش إمكانات توفير المصادر المالية للمشروعات الصهيونية في فلسطين. 14) المؤتمر الصهيوني الرابع عشر(1925): انعقد في فيينا بين 18و31/8/1925. وتأثر بالحركة العمرانية بين السكان اليهود في فلسطين, وكانت قد نجمت عن الهجرة الرابعة ( معظمها من بولونيا) فنشط بناء المنازل وشراء الأراضي (ر:الهجرة الصهيونية إلى فلسطين).وشجع المؤتمر الشركات الخاصة على المساهمة في حل مشكلات استيطان فلسطين. وشهد المؤتمر ذروة الانتقادات لأساليب الاستيطان العمالي. وشارك دافيد بن غوريون في هذا النقاش مستعرضا نشاطات العمال اليهود في فلسطين. واستقال روبين من رئاسة دائرة الاستيطان في الوكالة اليهودية بعد أن قضى في هذا المنصب 18 سنة. وعين المؤتمر كيش مديرا للدائرة السياسية التابعة للوكالة اليهودية التي كان مقرها القدس. 15) المؤتمر الصهيوني الخامس عشر (1927): انعقد في بازل بين 30/8 و11/9/1927. وكانت أبرز قضية عالجها الأزمة الاقتصادية والبطالة في فلسطين. فقد أدى الجوع والفقر إلى هجرة يهودية من فلسطين, كما تقلصت الهجرة إليها. وقدم وايزمن اقتراحا للتغلب على هذه الأزمة. وألقى روبين محاضرة عن الطلائعية ومعنى الصهيونية. وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية دون أن تضم ممثلا عن العمال. 16) المؤتمر الصهيوني السابع عشر(1931): انعقد في بازل بين 30/6و 15/7/1930 في ظل الأحداث الدامية التي كانت قد انفجرت في فلسطين في 29 /8/1929(ر:ثورة 1929) وبعد أيام قليلة من الإعلان عن توسيع الوكالة اليهودية. وعلى أثر هذه الأحداث صدر <<الكتاب الأبيض>> البريطاني الذي يقيد الهجرة وقد استقال وايزمن من رئاسة المنظمة الصهيونية احتجاجا على السياسية البريطانية الجديدة التي اعتبرتها الحركة الصهيونية معادية لها. وخلالها المؤتمر قدمت بعض الوفود احتجاجا على سياسة وايزمن داعية إلى المزيد من التعاون مع الحكومة البريطانية. وطالبت المعارضة بقيادة التصحيحيين الذين يتزعمهم فلاديمير جابوتنسكي بتحديد صيغة جديدة لـ<<الهدف النهائي>> للصهيونية, وهو استيطان الأكثرية هذه الصيغة مزق جابوتنسكي بطاقة العضوية صارخا <<هذا ليس مؤتمرا صهيونيا>> وانسحب التصحيحيون من المؤتمر بصورة تظاهرية وقد شكلوا فيما بعد المنظمة الصهيونية الجديدة*. وعندما أصر وايزمن على استقالته انتخب المؤتمر ناحوم سوكولوف رئيسا للمنظمة الصهيونية.كما انتخب لجنة تنفيذية جديدة ازدادت فيها قوة الأحزاب العمالية بانتخاب حاييم أرلوزورف رئيسا للدائرة السياسية التي استمرت في انتهاج خط وايزمن. 18) المؤتمر الصهيوني الثامن عشر(1933): انعقد في براغ بين 21/8و4/9/1933 في ظل ثلاثة أحداث رئيسية, الأول شبخ تسلم النازية للسلطة في ألمانيا وتفاقم اضطهاد اليهود الألمان, والثاني التضخم المالي في فلسطين, والثالث اغتيال أرولوزوروف. وبلغ الخلاف بين التصحيح والعمال ذروته بسبب اتهام العمال للتصحيحين بأن سياستهم التحريضية أدت إلى اغتيال أرولوزورف. وقرر المؤتمر تشكيل لجنة تحقيق في هذه القضية, وجدد انتخاب سوكولوف رئيسا للمنظمة الصهيونية. وانتخب لجنة تنفيذية جديدة ازداد فيها تمثيل الأحزاب العمالية فضمت بن غوريون وموشيه شرتوك (شاريت) الذي خلف أرولوزوروف في رئاسة الدائرة السياسية. 19) المؤتمر الصهيوني التاسع عشر(1935): انعقد في لوزان بين 24/8 و20/9/1935.وقد تميز هذا المؤتمر بالمحاضرات العلمية الشاملة التي ألقاها عدد من زعماء الحركة الصهيونية. واستطاعت الحركة العمالية تشكيل ائتلاف واسع أعاد الزعامة لوايزمن الذي انتخب رئيسا للجنة التنفيذية, كما انتخب سوكولوف رئيس شرف للمنظمة الصهيونية العمالية والوكالة اليهودية الموسعة. وقد برز من غوريون في هذا المؤتمر فأعيد انتخابه في اللجنة التنفيذية( وقد توفي سوكولوف بعد سنة من ذلك). 20) المؤتمر الصهيوني العشرون (1937): انعقد في زوريخ بين 3و16 /8/1937.ومن أبرز القضايا التي واجهها ـ منذ مشروع أوغندا ـ <<تقرير اللجنة الملكية عن فلسطين>> (لجنة بيل)* التي عينت على أثر الثورة العربية سنة 1936 (ر:ثورة 1936 ـ 1939). فقد فجر هذا التقرير الذي اقترح تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية في جزء منها خلافا حادا بين الأحزاب الصهيونية إذ أيد الاقتراح حزب ماباي* بزعامة بن غوريون وعارضه كاتسنلسون. وفي النهاية قرر المؤتمر أن يأخذ علما بنتائج لجنة بيل. وجاء في القرار أنه فهم لدى صدور وعد بلفور أن <<الوطن القومي اليهودي>> سيقام <<على فلسطين بأسرها, بما فيها شرقي الأردن>>. وفي الوقت ذاته فوض المؤتمر اللجنة التنفيذية بالتفاوض مع الحكومة البريطانية حول إمكان ضمان الوصول إلى تقسيم أفضل من ذلك الذي اقترحته لجنة بيل, على أن تقدم اللجنة نتائج مساعيها إلى المؤتمر قبل اتخاذ القرار الأخير. 21) المؤتمر الصهيوني الواحد والعشرون (1939): انعقد في جنيف بين 16و 26/8/1939 قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الأثناء تراجعت الحكومة البريطانية عن مشروع التقسيم وعقدت مؤتمرا حضره ممثلون عن العرب واليهود (ر:لندن, مؤتمر 1939) ونشر على أثره الكتاب الأبيض الذي يقيد الهجرة اليهودية في فلسطين(ر:ماكدونالد, كتاب ـ الأبيض). وقد اعتبرت الصهيونية هذه القيود معادية لها, كما عارضتها الوفود اليهودية بشدة وأعلنت عن <<استعداد السكان اليهود في فلسطين لمقاومة هذه القيود>>. وأعلن كاتسنلسون عن <<برنامج الهجرة غير الشرعية>> داعيا الحركة الصهيونية إلى المساهمة في توسيع نطاق الهجرة في ضوء الوضع السياسي الذي يهدد أوربا (ر:الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية نفسها بزعامة وايزمن. وأعرب أوسيتسكين رئيس المؤتمر عن القلق على مصير يهود بولونيا. 22) المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون (1946): انعقد في بازل بين 9و 24/12/1946 بعد الحرب العالمية الثانية وحملة النازية على اليهود (ر:النازية والصهيونية). وناقش المؤتمر قضايا الهجرة غير الشرعية <<والنضال السياسي والعسكري>> ضد السلطات البريطانية في فلسطين بسبب موقف لندن من تقرير لجنة التحقيق الأنكلو ـ أمريكية* (1946) والقيود التي فرضتها تلك السلطات على الهجرة اليهودية. عاد التصحيحيون إلى المنظمة الصهيونية بعد أن كانوا قد انسحبوا منها خلال المؤتمر السابع عشر (1931), وحضر ممثلوهم المؤتمر الثاني والعشرين. وأقر هذا المؤتمر مشروع بلتمور* (1942) وإنشاء دولة يهودية في فلسطين كبرنامج للحركة الصهيونية. ورفض المؤتمر مشروع موريسون* ـ غريدي الخاص بتقسيم فلسطين إلى أربع مقاطعات: عربية ويهودية ومقاطعة القدس ومقاطعة النقب. وأصر وايزمن على إقامة دولة يهودية في فلسطين وشدد على تعاطف الرئيس الأمريكي ترومان والرأي العام الأمريكي مع الصهيونية. وأقر المؤتمر برنامج المنظمة الصهيونية السياسي الذي ينص على <<إنشاء كومنويلث يهودي يكون جزءا من تركيبة العالم الديمقراطي>>. كما أقر اقتراحا برفض حضور مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا (ر:لندن, مؤتمر 1946) واستقال وايزمن الذي عارض هذا القرار وأيد حضور مؤتمر لندن. ولم يتمكن المؤتمر من انتخاب رئيس جديد للمنظمة الصهيونية العالمية. المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين (1951): عقد لأول مرة في القدس بعد إقامة (إسرائيل) بين 14 و30/8/1951. ولم يستطع وايزمن حضور المؤتمر بعد انتخابه رئيسا (لإسرائيل) فبعث برسالة إلى الوفود وصف فيها الوضع الجديد بقوله إن <<إن ثمة رمزا عميقا لحقيقة أن المؤتمر الصهيوني لم يعقد في أرضنا القديمة إلا بعد أن عادت لنا>>. وافتتح المؤتمر بالقرب من قبر هرتزل في القدس. ولخص بيرل لوكر رئيس اللجنة التنفيذية مسيرة الحركة الصهيونية<< من بازل إلى القدس>>. وكانت أبرز مشكلة عالجها هذا المؤتمر هي <<وضع الحركة الصهيونية بعد إقامة دولة يهودية>>. وقرر أن برنامج بازل لم يعد ملائما لمتطلبات الوضع الجديد وأقر بدلا منه <<برنامج القدس>> الذي كانت أهم فقرة فيه <<إن مهمة الصهيونية هي تعزيز دولة إسرائيل, وجميع المنفيين في أرض إسرائيل, والعمل من أجل وحدة الشعب اليهودي>>. وقد ضم الائتلاف الذي تشكل بعد المؤتمر جميع الكتل الحزبية ما عدا الصهيونيين التصحيحين ـ حيروت*. وانتخب المؤتمر رئيسيين للجنة التنفيذية: ناحوم غولدمان في نيويورك وبيرل لوكر في القدس. وطالب أحد قراراته بـ <<اعتراف الدولة الرسمي بمكانة المنظمة الصهيونية>>. وقد نفذت الحكومة الإسرائيلية هذا القرار بعد المؤتمر بقانون أقرته الكنيست في 24/11/1952 في ظل الوضع الأمني المضطرب (لدولة إسرائيل) وتزويد مصر بالأسلحة من الكتلة السوفيتية. وقد ناقش هذا المؤتمر مشكلات الهجرة والاستيطان وتنظيم جمع الأموال, وقرر في النهاية تركيز جميع نشاطات جمع الأموال والتبرعات في أيدي <<كيرين هيسود>> (الصندوق التأسيس) و <<الجباية الإسرائيلية الموحدة>>, وانتخب ناحوم غولدمان ليشغل منصب رئيس المنظمة الصهيونية العالمية الذي بقي شاغرا منذ سنة 1946. 25) المؤتمر الصهيوني الخامس والعشرون (1960): انعقد في القدس بين 27/12/1960.وكانت أبرز القضايا التي بحثها العلاقة بين الحكومة والمنظمة الصهيونية العالمية ومكانتها الرسمية في ضوء الانتقادات الشديدة التي وجهها بن غوريون إلى المنظمة وبحث كذلك مشكلات الهجرة واستيعاب المهاجرين والثقافة والتعليم اليهوديين في الشتات. وأعادت انتخاب غوريون رئيسا لمنظمة الصهيونية واللجنة التنفيذية. وبعد المؤتمر انتخب موشيه شاريت لفرع اللجنة التنفيذية في القدس بدلا من لوكر الذي استقال من منصبه. 26) المؤتمر الصهيوني السادس والعشرون(1964 ـ1965): انعقد في القدس بين 30/12/1964و 10/1/1965. وتمثل الموضوع الرئيس الذي ناقشه هذا المؤتمر بالشعار الذي طرحه غولدمان في خطابه الافتتاحي:<<مواجهة الشتات>>. وقد شعر غولدمان بأنه بعد إقامة (إسرائيل) أصبح من الضروري اعتبار أهداف الصهيونية << المحافظة على حياة الشعب اليهودي في الشتات ومساعدة الدولة له>>. وتطرق النقاش إلى العلاقات بين (الدولة) والمنظمة الصهيونية والالتزامات نحو الهجرة. وقرر المؤتمر أن المهمة الأولى للحركة الصهيونية يجب أن يكون <<تعميق الوعي الصهيوني ونشره كنهج حياة استنادا إلى الاعتراف بتميز الشعب اليهودي واستمرارية تاريخه, ووحدة الشعب على الرغم من تشتته, والالتزام المتبادل بين جميع فئاته, ومسؤوليتهم المشتركة عن المصير التاريخي, والاعتراف برسالة دولة إسرائيل الحاسمة من أجل ضمان مستقبلة>>. وأعاد انتخاب غولدمان رئيسا للمنظمة الصهيونية. 27) المؤتمر الصهيوني السابع والعشرون (1968): انعقد في القدس بين 19,9 /6/1969. وهو أول مؤتمر يعقد في هذه المدينة بعد احتلال البلدة القديمة في أعقاب حرب 1967*.وقد اشتركت فيه لأول مرة وفود عن الشبيبة والطلبة وأعضاء <<حركة الهجرة>>. وكان محور مناقشاته مشكلة الهجرة وقرار الحكومة الإسرائيلية بإنشاء وزارة لاستيعاب المهاجرين. وقد صادق على هذا القرار في النهاية وأكد أهمية التعاون بين (إسرائيل) والحركة الصهيونية. كما وافق على إعادة صياغة برنامج القدس الذي أقر في المؤتمر الثالث والعشرين (1951). وأصبحت الصيغة الجديدة لأهداف الصهيونية في برنامج القدس على النحو التالي: أهداف الصهيونية هي: 1ـ وحدة الشعب اليهودي ومركزية دولة إسرائيل في حياته. 2ـ تجميع الشعب اليهودي في وطنه التاريخي أرض إسرائيل بالهجرة إليها من جميع البلاد. 3ـ تدعيم دولة إسرائيل القائمة على نبوءة الأنبياء في العدل والسلام. 4ـ المحافظة على هوية الشعب بتطوير التربية اليهودية والعبرية وبث القيم الروحية والتربوية اليهودية. 5ـ الدفاع عن حقوق اليهود في جميع الأماكن التي يقيمون فيها. واتخذ المؤتمر بنتيجة ضغط <<الاتحاد العالمي للطلبة اليهود>> قررا ينص على إجراء انتخابات مباشرة للممثلين في المؤتمر الصهيوني بعد أن كان ذلك يتم نتيجة اتفاقيات وتسويات بين مختلف الأحزاب والفئات الصهيونية تعين على أثرها نسبة ممثلي كل منها في المؤتمر. وخلال هذا المؤتمر استقال غولدمان من رئاسة المنظمة الصهيونية العالمية ولم ينتخب حلف له. وانتخب المؤتمر آرييه بينكوس رئيسا للجنة التنفيذية لشغور المنصب بعد وفاة شاريت. 28) المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرون(1927): انعقد في القدس بين 18 و28/1/1972 وكان أول مؤتمر يعقد منذ سنة 1946 بعد إجراء انتخابات مباشرة داخل الحركة الصهيونية تنفيذا لقرار المؤتمر السابق. كانت أبرز القضايا التي بحثها المؤتمر مشكلة <<من هو اليهودي>> و<<الولاء المزدوج>> (ر:الجنسية, قانون),والعلاقات بين (إسرائيل) ويهود العالم, ومشكلات الهجرة والاستيعاب وإقامة المستعمرات الصهيونية في المناطق العربية المحتلة. وتمخض هذا المؤتمر عن تأسيس الاتحادات الصهيونية خارج (إسرائيل) ودعمها, والمصادقة على توسيع الوكالة اليهودية التي أصبحت تضم ممثلين عن جميع الفئات تقريبا, وبلورة النشاط الصهيوني بشأن حمل يهود الاتحاد السوفيتي على الهجرة إلى (إسرائيل). واختتم المؤتمر أعماله بإعادة انتخاب لويس آرييه بينكوس رئيسا للإدارة الصهيونية, وانتخاب الإدارة السابقة نفسها مع تغيير طفيف, فقد أصبح عدد أعضائها 20 عضوا منهم 12 في القدس والباقون في نيويورك. وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية الصهيونية المكونة من 110 أعضاء و220 نائبا لهم ومنح بينكوس صلاحيات رئيس المنظمة الصهيونية, ولم ينتخب رئيسا أصلا لها بسبب عدم توفر شخصية ملائمة لهذا المنصب. 29) المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرون (1978): ترافق انعقاد المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرين في القدس بين 20/2 و1/3/1978 مع انقضاء ثمانين عاما على عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة 1897 وثلاثين عاما على قيام (إسرائيل) سنة 1948.كما أنه عقد بعد <<انقلاب السياسي>> الذي حدث في (إسرائيل) في 7/5/1977 وتسلم تكتل اليمين (ليكود*) بنتيجة زمام السلطة على أثر انتخاب الكنيست التاسعة, وغدا التجمع العمالي (المعراخ*) في صفوف المعارضة للمرة الأولى منذ قيام (إسرائيل). والأهم من ذلك أنه عقد بعد مرور بضعة أشهر على زيارة أنور السادات فظهرت انعكاسات هذه الزيارة على قراراته السياسية. شارك في المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرين 560 مندوبا لهم حق التصويت الكامل, وتمثلت فيه للمرة الأولى إلى جانب الأحزاب التقليدية الكتل التالية: داش (26 مندوبا) وحركة حقوق المواطن (مندوبان) وشلي (4مندوبين) وحركة حقوق المواطن (مندوبان) وشلي (4 مندوبين) وقائمة فلاتو شارون (مندوبان) و <<إرتسا>> ـ منظمة الإصلاحيين في الولايات المتحدة ـ (9مندوبين) و <<تسيونا>> ـ يهود شمال إفريقيا في فرنسا ـ (3مندوبين). وقد شارك 60% من المندوبين للمرة الأولى, كما ازدادت نسبة الشباب ممن هم دون الخامسة والثلاثين بين أعضاء المؤتمر فبلغت 40%. وقد تضمن جدول أعمال المؤتمر المواضيع الأساسية التالية: الهجرة والاستيعاب, والاستيطان, وبنية المجتمع الإسرائيلي, واليهود الذين يعيشون في البلاد الفقيرة. وكانت قراراته تقليدية أبرزها <<ضرورة اعتماد الاستيطان خلال الفترة المقبلة على تعزيز المستعمرات القائمة, وإعطاء الأولوية للمناطق الفقيرة في عدد السكان الحيوية لأمن الدولة>>. كما أنه أقر مبدأ المساواة بالنسبة إلى مشاريع التربية اليهودية للمنظمة الصهيونية.
المؤتمرات الحاخامية «المؤتمرات الحاخامية» هي مجموعة من المؤتمرات التي عقدت في ألمانيا, في منتصف القرن التاسع عشر, لمحاولة التصدي للمشاكل الناجمة عن التحديث وإعتاق اليهود وتساقط الجيتو وتصاعد معدلات العلمنة, وكلها أمور أدت إلى تفاقم أزمة اليهودية. وقد عقد أبراهام جايجر مؤتمرا عام 1837 في وايسبادن لمناقشة آرائه في الإصلاح الديني, ولكنه لم يتوصل إلى أية نتائج عملية. وعقدت بعد ذلك المؤتمرات التي صاغت منطلقات اليهودية الإصلاحية: 1ـ مؤتمر برونزويك (12ـ19 يونيه عام 1844). وقد حضره 24 حاخاما معظمهم من الإصلاحيين, من بينهم جايجر وهولدهايم. وكان ضمن قراراته إلغاء صلاة كل النذور, وتأكيد أن اليهود يعتبرون البلاد التي يعيشونها فيها أوطانهم وبلاد آبائهم. ووافق المؤتمر على الزواج المختلط شريطة أن يكون النسل يهوديا. 2ـ مؤتمر فرانكفروت (16ـ28 يوليه عام 1845). وقد حضره 38 حاخاما يمثلون أفكارا إصلاحية ومحافظة. وقد بدأت الاختلافات بين التقليديين والإصلاحيين تظهر ثم تتضح, فتم الاتفاق على ضرورة الاحتفاظ بالعبرية في الصلاة, ولكن الفريقين اختلفا حول حجم الجزء العبري. وقد نجح الفريق الإصلاحي في فرض موقفه, كما نجح في اتخاذ قرار بشأن إلغاء الأدعية الخاصة باستعادة العبادة القربانية, الأمر الذي أدى إلى انسحاب زكريا فرانكل وأتباعه. وقد وافق المؤتمر على إدخال الأرغن في المعبد اليهودي. 3ـ مؤتمر برسلاو (13ـ24 يوليه عام 1846). وقد حضره 22 حاخاما, كلهم إصلاحيون تقريبا. وقد عدل المؤتمر قوانين السبت وخفف من حدتها, بالذات بالنسبة إلى الجنود والموظفين العموميين, وألغى اليوم الثاني في الأعياد. وحاول المؤتمر أن يعدل طريقة الختان بحيث تتفق وقواعد الصحة الحديثة, وأبطلت بعض عادات عند اليهود, مثل تمزيق الملابس, والجلوس على الأرض إعلانا للحداد, وإطلاق اللحية, وقد زادت قرارات المؤتمر من حدة الخلاف, إذ أن التقليديين اعتبروها قرارات متطرفة في حين أعتبرها الإصلاحيون الثوريون محافظة أكثر من اللازم. وقد توقفت المؤتمرات بعد ذلك في ألمانيا, ولكنها استمرت في الولايات المتحدة التي أصبحت أهم مركز لليهودية الإصلاحية. 4ـ مؤتمر فيلادلفيا (3ـ6 نوفمبر عام 1869). وقد حضره 12 حاخاما إصلاحيا, واتخذت قرارات بضرورة إنهاء بقايا التفرقة بين الكهنة واليهود العاديين, وتأكيد رسالة إسرائيل للعالم, وقبول الشتات, وأي انتشار الجماعات اليهودية في العالم, لا باعتباره عقابا وإنما كوسيلة لإنجاز هذه الرسالة, وإنكار فكرة البعث والإصرار على أن تكون الصلاة بلغة الوطن. 5ـ مؤتمر بتسبرج (16ـ18 نوفمبر عام 1885). وقد حضره 18 حاخاما إصلاحيا. وهو المؤتمر الذي أصدر قرارات بتسبرج الشهيرة التي أصبحت تشكل إطار اليهودية الإصلاحية. وقد رفضت القرارات الشعائر الاحتفالية التي لم يعد لها معنى أخلاقي, وكذلك فكرة عودة اليهود إلى فلسطين واستعادة العبادة القربانية, وأكدت القرارات الإيمان بخلود الروح (مقابل فكرة البعث) والدعوة إلى حل القضايا الاجتماعية على أساس من العدل والتقوى. وقد أشارت القرارات إلى أنه لا يوجد أي شيء في روح اليهودية أو قوانينها يمنع من أن تتم احتفالات نهاية الأسبوع يوم الأحد بدلا من السبت (إذا رأت الجماعة ذلك). وقد تم تأسيس أول تنظيم للحاخامات الإصلاحيين بعد مرور أربعة أعوام من مؤتمر بتسبرج, وهو المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين, والذي يعقد اجتماعاته سنويا. كما تم تأسيس تنظيمات لحاخامات الفرق الأخرى, وهي تعقد اجتماعات سنوية تناقش كل ما قد يظهر من أسئلة وقضايا دينية.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الأحد مايو 23, 2010 3:44 am | |
| اعرف عدوك...... مفاهيم ومصطلحات عبرية
الموساد إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي*. وهي الجهاز التنفيذي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. وكانت قبل إنشاء الكيان الصهيوني سنة 1948 تابعة للوكالة اليهودية*. وقد أوكل إليها آنذاك مهمة تنظيم الهجرة السرية إلى فلسطين على نطاق واسع, وتسوق الأسلحة للصهيونيين في فلسطين استعدادا للجولة القادمة مع الشعب الفلسطيني. وتعمل الموساد جهازا للاستخبارات الخارجية فتجمع المعلومات وتدير شبكات العملاء في الخارج وتقوم بأعمال التجسس والحرب وتدير ضد الدول العربية خاصة, مع التركيز على الشعب الفلسطيني لضرب حركة المقاومة واغتيال زعمائها.كما تقدم خدماتها لوكالة الاستخبارات الأمريكية فيما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط. تضم موساد ثلاثة أقسام هي: قسم المعلومات: يتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها ووضع الاستنتاج بشأنها. قسم العمليات: يقوم بوضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل ضمن إطار مخطط الدولة للاستخبارات والأمن. قسم الحرب النفسية: يضع الخطط الخاصة بالحرب النفسية وينفذها ويستغل لذلك إنتاج قسمي المعلومات والعمليات. ويهدف في خططه وأعماله إلى تحطيم معنويات الشعوب العربية والتخريب <<العقائدي>> ونشر<<الدعوة>> الصهيونية.
الموشاف تجمع استيطاني صهيوني يأخذ شكلا تعاونيا. وهو على نوعين: الموشاف التشاركي والموشاف العمالي. أما الموشاف التشاركي (شتوفي) فهو مستعمرة تعاونية نشاطها الأساسي الزراعة. وتشكل أرض هذا الموشاف التي يملكها الصندوق القومي اليهودي (كيرين كايميت*) وحدة اقتصادية كبيرة غير قابلة للتقسيم الفردي. فالإنتاج في هذا الموشاف جماعي, والملكية جماعية في كل شيء, حتى في البيوت التي يقطنها الأعضاء ويتم تسويق الإنتاج من خلال وحدة تعاونية مركزية. الأسرة في الموشاف التشاركي هي الوحدة الإنتاجية. ولكل أسرة مسكنها الخاص وميزانيتها الخاصة التي تحدد وفقا لعدد أفرادها لا لأي اعتبار آخر. وللأسرة الحق في إدارة شؤون حياتها وإنفاق دخلها كما تريد. اقترح فكرة الموشاف التشاركي الدكتور أهارون روفين عام 1913. وأنشئ أول موشاف من هذا النوع ـ وهو (حطين) ـ عام 1936 في الجليل الأوسط, وتلاه موشاف <<موليدت>> عام 1938. وقد وصل عدد المستعمرات من هذا النوع إلى 42 مستعمرة عام 1976. أما الموشاف العمالي (موشاف عوفديم) فهو تجمع استيطاني عمالي يتكون من مجموعة من المزارع تديرها مجموعة من العائلات وفقا للأسلوب العمل الذاتي. ويمتلك الصندوق القومي اليهودي الأرض, وتمتلك كل أسرة منزلها الخاص وقطعة أرض تعمل فيها بمفردها. وأما المنشآت المركزية والمعدات وبعض الفروع الإنتاجية فهي ملكية عامة. ويعاني الموشاف العمالي من مشكلة العمل المآجور. فغالبا ما يقوم أعضاؤه بتأجير الأرض للمزارعين العرب, وأحيانا اليهود, ويتحولون هم إلى ملاك غائبين. أنشئ أول موشاف عمالي عام 1907, وتوسع العمل به بعد الحرب العالمية الثانية وتسريح اللواء اليهودي من الجيش الإنكليزي فارتفع عدد المستعمرات من هذا النوع إلى 58 مستعمرة عام 1948. وقد بلغ عددها عام 1981 حوالي 420 مستعمرة.
المنظمة الصهيونية الجديدة إثر موافقة اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية* على الكتاب الأبيض الصادر ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني عام 1922 والقاضي بإخراج الأردن من إطار <<الوطن القومي اليهودي>> أعلن فلاديمير جابوتنسكي انسحابه من تلك اللجنة وتأسيس <<الاتحاد الصهيوني التصحيحي>> عام 1925. ثم تفاقم الخلاف إثر قرار المؤتمر الصهيوني * السادس عشر (زوربخ/ سويسرا 1929) إنشاء <<الوكالة اليهودية* الموسعة>> التي ضمت في قيادتها عددا من اليهود البارزين غير الصهيونيين. فقد رأى الصهيونيون التصحيحيون في الوكالة الموسعة تمييعا للعضوية في المنظمة الصهيونية العالمية. قبيل المؤتمر الصهيوني التاسع عشر (لوسيرن / سويسرا 1935). وقد شهدت السنوات اللاحقة تحول المنظمة الصهيونية الجديدة إلى مواقع أكثر تطرفا في القضايا الرئيسة النظرية والعملية المطروحة صهيونيا: ـ فعلى الصعيد النظري طالب الصهيونيون التصحيحيون بأن يسري وعد بلفور* على فلسطين وشرقي الأردن ويتحول الوطن القومي اليهودي إلى دولة يهودية ذات غالبية يهودية بأسرع ما يمكن. وطالبوا بتأسيس جيش يهودي مستقل وتشكيل وحدات يهودية ضمن قوات الأمن في فلسطين. ودعوا إلى أن يكون تدريب الشباب اليهود على <<الدفاع>> جزءا أساسيا من برامج التعليم, وإلى تنظيم الهجرة الصهيونية على نطاق جماعي. وعلى هذا الأساس رأى التصحيحيون أن الاستيطان الزراعي وحده غير كاف لتحقيق هذه الغاية لأنه بطيء. ودعوا إلى التركيز على التطوير الصناعي, وإلى استيطان تقوم به الطبقة الوسطى بمبادرة فردية ورأسمال خاص. ـ وعلى الصعيد العملي تبنت المنظمة الصهيونية الجديدة دعوة جابوتنسكي للإبقاء على الفرقة اليهودية التي شكلتها بريطانيا لمحاربة العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى وتوسعها. وعندما أصرت قيادة المنظمة الصهيونية العالمية على اعتماد الهاغاناه* نواة عسكرية سرية تتحول مستقبلا إلى جيش صهيوني رسمي, أنشئ التصحيحيون عن الهاغاناه وشكلوا منظمة <<الإرغون تسفاي لئومي>>* أي (المنظمة العسكرية القومية) في عام 1931 بقيادة مناحيم بيغن. وعلى الرغم من مناشدة جابوتنسكي أنصاره, قبيل وفاته عام 1940, مهادنة بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية فقد ظل بعضهم يحارب العرب والبريطانيين على حد سواء, بعد أن انشقوا عن الإرغون في منتصف عام 1940 مكونين المنظمة الإرهابية الجديدة <<لحمة حيروت إسرائيل>> أي (المحاربون في سبيل حرية إسرائيل) التي اشتهرت لاحقا باسم قائدها أبراهام شتيرن. ومن الجدير بالذكر هنا أن أنصار جابوتنسكي المنضوين تحت جناح الإرغون سرعان ما تخلوا عن قراهم السابق بمهادنة بريطانيا وعادوا إلى مقاتلتها أوائل عام 1943 (ر:ليحي, منظمة). انتشرت الحركة التصحيحية في يهود وسط أوربا و شرقيها, ولاسيما في بولونيا ودول البلطيق. وتفرع منها وارتبط بها عدد من المنظمات أبرزها <<بيتار>> أو <<منظمة الشباب التصحيحين) التي تأسست عام 1923 وأصبحت في عام 1938 تضم نحو مائة ألف عضو من 26 دولة, و<<اتحاد النساء التصحيحيات>> الذي تأسس عام 1930, و<<بريت هاحايل>> أي (اتحاد المحاربين اليهود) الذي تأسس عام 1932 وكانت له فروع في ثماني دول أوربية وفي الأرجنتين وأصبح يضم عام 1938 نحو 25 ألف عضو, و <<الاتحاد القومي للعمل>> الذي انشق عن الهستدروت* في فلسطين عام 1934. وهذا بالإضافة إلى منظمات أخرى للطلاب والرياضيين وغيرهم. أنشأت الحركة التصحيحية جهازها المالي الخاص الذي عرض باسم <<صندوق تل جاي>>. وكانت تصدر صحيفتين أسبوعيتين إحداهما باللغة الروسية في باريس والأخرى بلغة اليديش صدرت أول الأمر في باريس ثم أصبحت تصدر في لندن. ومنذ إعلان برنامج بلتمور* الصهيوني عام 1942 ازداد التقارب في الموقف السياسي بين المنظمة الصهيونية العالمية والخارجين عليها من التصحيحين. وفي شهر أيلول 1945 بدأ التعاون العسكري بين منظمات الهاغاناه و الإرغون وشيترن, ونما في السنوات الثلاث اللاحقة حتى عادت المنظمة الصهيونية الجديدة بأطرافها كلها ـ رغم تصادم بعضها مع القيادة الرسمية الصهيونية عام 1948 ـ إلى حظيرة المنظمة الصهيونية العالمية الأم.
المنظمة الصهيونية العالمية عبر الفكر السياسي الصهيوني عن نفسه بشكل عملي بظهور حركة <<أحباء صهيون>>* مع بداية الثمانيات من القرن الثامن عشر. ولعل أبرز ما استهدفته هذه الحركة دعم الاستيطان الصهيوني في فلسطين عن طريق تشجيع الهجرة الصهيونية إلى الأراضي المقدسة وتقديم المساعدة المالية والمعنوية للمهاجرين. وكانت حصيلة ذلك كله إقامة المستعمرات الصهيونية الأولى في فلسطين (بتاح تكفا*, ريشون لتسيون*, ورشبينا, زخرون يعقوب, الجديرة). ولقد فتحت حركة أحباء صهيون في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الطريق أمام اتجاه سياسي صهيوني أكثر بلورة وتطورا عرف فيما بعد بـ <<صهيونية هرتزل>> نسبة إلى ثيودور هرتزل (1860 ـ1904). وقد تميزت الصهيونية الهرتزلية عن غيرها بكونها تيارا يؤكد أن الخلاص القومي <<لليهود>> لا يمكن تحقيقه عبر عملية متقطعة لإقامة المستعمرات وإنما عبر عمل سياسي كامل محمي على الصعيد العالمي. وقد نجحت جهود هرتزل ـ رغم فشله في تحقيق كثير من الأهداف الأساسية أو الفرعية التي رسمها لنفسه ـ في عقد المؤتمر الصهيوني* الأول الذي افتتح أعماله في مدينة بال (بازل) بسويسرا 29/8/1897. ولقد أسفر ذلك المؤتمر عن تحقيق أمرين رئيسيين هما: ـ وضع البرنامج الصهيوني المعروف ببرنامج بال (بازل)*. ـ إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الموضوع الذي نص على :أن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام>>. ولإنجاز الهدف الصهيوني الرئيس ووضعه موضع التنفيذ الفعلي كان لا بد من جعل المنظمة الصهيونية العالمية منظمة فاعلة. وقد تم للصهيونيين ذلك عبر حرصهم على جعل المنظمة مؤسسة لها أجهزة مركزية تمثلت في رئيس المنظمة, ونائب الرئيس, ومكتب التوجيه المركزي, واللجنة التنفيذية, والمجلس العام (شبه التنفيذي شبه التشريعي), والمؤتمر الصهيوني, وهو <<السلطة العليا التشريعية في الحركة الصهيونية>>, كما جرى تأسيس الأجهزة المحلية في المنظمة على أساس ترك <<تقرير شكلها النهائي وشكل العضوية فيها لكل بلد على حدة>>. وبالفعل نمت المنظمة الصهيونية على نحو سريع. فما كاد المؤتمر الصهيوني السادس ينعقد في عام 1903 حتى بلغ عدد الأعضاء المشاركين فيه 600 عضو وازداد عدد الجمعيات الصهيونية إلى 1,572 جمعية متوزعة على بلاد مختلفة. كما نجحت المنظمة في تأسيس <<الصندوق القومي اليهودي>> (الكيرين كايميت)* عام 1901 بهدف استملاك الأراضي في فلسطين لتكون <<ملكا للشعب اليهودي لا يمكن التفريط به>>. بل إن المنظمة نجحت في نهاية عام 1901 في إنشاء بنك صهيون عرف باسم << صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار>> الذي تفرعت عنه بنوك أخرى هدفها جميعا تمويل النشاطات والمشاريع الصهيونية. وفي الوقت ذاته حرص هرتزل, رئيس المنظمة الصهيونية العالمية, على تكثيف جهوده الدبلوماسية للحصول على <<براءة>> تستطيع المنظمة بموجبها ضمان أي كيان صهيوني يقام في فلسطين علاوة على تسريع النشاطات الصهيونية الهادفة إلى إقامة مثل ذلك الكيان. وعلى الرغم من أن محادثات هرتزل مع كل من ألمانيا وتركيا ومصر وبريطانيا وروسيا والنمسا فشلت في تأمين <<البراءة>> المطلوبة فقد نجحت جهوده في جعل <<المسألة اليهودية>> قضية عالمية, تماما مثلما نجحت في حصوله ـ بمحادثاته المختلفة ـ على نوع من الاعتراف الضمني بالمنظمة الصهيونية العالمية, إلى جانب نجاحها في حل الكثير من المشكلات التنظيمية التي واجهت المنظمة. غير أن المرحلة الهرتزلية في المنظمة لم تكن خلوا من المشكلات الداخلية التي كانت تهدد وجود المنظمة ووحدتها أكثر من مرة. فبالإضافة إلى التيار المعادي للصهيونية الذي ظهر منذ اللحظات الأولى لتأسيس المنظمة بدأ يتشكل منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 نوع آخر من المعارضة سرعان ما تمثل في <<الصهيونية العملية>> مقابل<<الصهيونية السياسية>> التي كان يتزعمها هرتزل ذاته. ومن الجدير بالذكر في هذا النطاق أن الخلاف بين هذين الفريقين لم يكن خلافا بقدر ما كان خلافا في التركيز على بند دون آخر من بنود <<البرنامج الصهيوني>>. وذلك أن <<العمليين>> ركزوا على البند الخاص بتشجيع حركة الاستيطان في حين ركز <<السياسيون>> على البند الخاص بالحصول على <<براءة>> من الدول المعنية لضمان شرعية واستمرار أي كيان صهيوني يقام على فلسطين. كما شهدت المنظمة بروز <<الجناح الديمقراطي الصهيوني>> ـ بقيادة حاييم وايزمن, وليوموتزكن, وفكتور جاكوبسن, ومارتن بوبور وغيرهم ـ الذي انتقد القيادة الهرتزلية <<غير الديمقراطية>> لأنها لم تظهر حرصا كافيا على <<بعث الثقافة اليهودية>> بشكل كاف. غير أن أخطر ما واجهه هرتزل على هذا الصعيد تجلى في المعارضة التي قادها مناحيم اوسيخن من خلال <<اللجنة الروسية>> وعبر مؤتمر المعارضة في مدينة كاركوف بروسيا في تشرين الأول 1903. وقد تبنى مؤتمر كاركوف إنذارا نهائيا إلى هرتزل يطالبه فيه بتغير أسلوبه في إدارة شؤون المنظمة, كما يطالبه بإلغاء مشروع أوغندا في إفريقيا الشرقية نهائيا <<لصالح المشاريع الخاصة بالاستيطان في فلسطين أو سورية>>, وبالتخلي عن طريقته الدكتاتورية في تصريف الأمور. وقد استمرت هذه الخلافات بين جزر ومد حتى وفاة هرتزل في منتصف عام 1904. تميزت الفترة التي تبدأ بغياب هرتزل وتنتهي باندلاع نار الحرب العالمية الأولى بالتطورات التالية: ـ ازدياد نفوذ <<الصهيونيين العمليين>> حتى تحققت لهم السيطرة الكاملة على مقدرات المنظمة في المؤتمر الصهيوني العاشر المنعقد في عام 1911. وقد ترأس المنظمة منذئذ أوتو وابورغ زعيم تيار <<الصهيونية العملية>>. ـ وضع مشروع إقامة الوطن القومي اليهودي في أوغندا جانبا, وعلى نحو نهائي, بدءا من المؤتمر الصهيوني السابع المنعقد عام 1905, الأمر الذي أدى إلى انسحاب مؤيدي المشروع من المنظمة وتأسيس <<المنظمة الدولية الإقليمية>> بقيادة <<إسرائيل زانغويل>>. ـ ازدياد النشاط الصهيوني في فلسطين عبر الأجهزة المختلفة لإرساء قواعد <<الوطن القومي اليهودي>>. وقد أدت الجهود والمشاريع الصهيونية إلى هجرة 40 ألف يهودي إلى فلسطين في الفترة الممتدة بين 1904 و1914, في حين لم يتجاوز عددهم في الفترة الأطول بين 1882و 1904 خمسة وعشرين ألفا (ر: الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). تركت الحرب العالمية الأولى آثارا بعيدة المدى في المنظمة الصهيونية العالمية. فمن جهة وقعت أجهزة المنظمة في حال من الفوضى الإدارية وانقطعت مكاتبها المركزية عن الأجهزة والوحدات المحلية والأعضاء, ومن جهة ثانية تعرضت الأجهزة الصهيونية في فلسطين ذاتها, إلى حل كثير من تلك الأجهزة وهجرة كثير من الصهيونيين إلى خارج فلسطين. ومن جهة ثالثة برز نجم حاييم وايزمن في لندن كزعيم <<الأمر الواقع>> للحركة الصهيونية, وأما الأهداف السياسية للحركة الصهيونية فقد تحددت في أربعة هي: ـ ضرورة انتصار الحلفاء. ـ تسهيل ذلك الانتداب دخول مليون يهودي, أو أكثر, إلى فلسطين. ـ انتهاء الانتداب بعد أن يكون اليهود قد سيطروا على مقدرات فلسطين. وقد حرص وايزمن ومؤيدوه على بناء جسور متينة مع الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية. وأسفرت هذه الجهود عن عقد مؤتمر صهيوني طارئ في نيويورك في 30/8/1914 تشكلت فيه <<اللجنة التنفيذية المؤقتة للشؤون الصهيونية العامة>> برئاسة القاضي لويس براندايس زعيم الصهيونيين الأمريكيين. وقد نجحت الجهود الصهيونية بجناحها البريطاني والأمريكي وأنصارها في تقريب وجهات نظر الحكومتين البريطانية والأمريكية فيما يتعلق بقضية فلسطين, وكانت حصيلة ذلك كله صدور وعد بلفور * في 2/11/1917. وما كادت الحرب العالمية الأولى تضع أوزارها حتى أعيد تنظيم المنظمة الصهيونية العالمية, بل جرى تطويرها, ولا سيما في مجال استكمال الجهاز المالي, بتأسيس <<الصندوق التأسيسي لفلسطين>> (الكيرين هايسود)* المختص بنشاطات الهجرة و الاستيطان. وأما <<اللجنة الصهيونية>> في فلسطين فسرعان ما تحولت إلى<<حكومة طور التكوين>> التي أشرفت على كافة شؤون يهود فلسطين, وعلى إعادة تنظيم وتطوير الجهود الخاصة ببناء وطن قومي يهودي عبر دوائر السياسة والدعاية والإغاثة الزراعة والاستيطان والإحصاء والتجارة والصناعة والهجرة والتعليم والمالية والعمل وسواها. ولقد جاء انعقاد المؤتمر الصهيوني الثاني عشر في أيلول 1921 تتويجا لعملية إعادة التنظيم, وتكريسا لعودة السلطة التشريعية في المنظمة بعد انقطاع دام من1 عام 1913. ومنذئذ ترأس حاييم وايزمن المنظمة واستحدث منصب رئيس اللجنة التنفيذية التي انقسمت إلى لجنتين: لجنة فلسطين التنفيذية, لجنة لندن التنفيذية, ومن الجدير بالذكر أن اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية تم على أسس ائتلافية تمثلت فيها الأحزاب الصهيونية المختلفة وفقا لقواها العددية. انصرفت جهود القيادة الصهيونية بعد ذلك إلى استكمال إنجاز الأهداف الصهيونية المعلنة عشية الحرب. وما إن انتهت الحرب بانتصار الحلفاء في 11/11/1918 حتى سعت القيادة الصهيونية إلى وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني شرط أن يتضمن صك الانتداب جميع الوعود المعطاة لليهود في تصريح بلفور. وقد كان لهم ذلك مع المصادقة النهائية على قيام الانتداب البريطاني في فلسطين في 24/7/1922 (ر:الانتداب على فلسطين, صك). ولأن صك الانتداب نص على قيام <<وكالة يهودية على أسس مناسبة لتكون هيئة عامة تقدم النصح وتتعاون مع حكومة فلسطين (البريطانية) في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي يمكن أن يؤثر في إقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين>> حرص وايزمن على تأسيس <<الوكالة اليهودية الموسعة>> التي ضمت اليهود غير الصهيونيين بعد أن تأكد من أن تلك <<الوكالة>> ستكون لقمة سائغة بيد المنظمة الصهيونية العالمية ذاتها. وقد تم إنجاز ذلك الهدف في الثلث الأخير من عام 1929. وفي السنوات العشر التي تلت عقدت خمسة مؤتمرات صهيونية. وأما عدد أعضاء المنظمة فازداد من 220 و393 عضوا في عام 1929 إلى 280 و1,406 عضوا في عام 1939 على الرغم من انشقاق جماعة فلاديمير جابوتنسكي (التصحيحين) وتأسيسهم المنظمة الصهيونية الجديدة* عام 1935 احتجاجا على عدم إتباع المنظمة الأم سياسة متطرفة ضد بريطانيا. ضعضع نشوب الحرب العالمية الثانية في عام 1939 أوضاع المنظمة الصهيونية. ولكنها نجحت مع ذلك في تنفيذ برامجها بصورة فعالة. فاللجنة التنفيذية الصهيونية كانت بعكس سالفتها خلال الحرب الأولى قادرة على معالجة الشؤون الصهيونية والاستفادة الكاملة بشكل خاص من جهود يهود الولايات المتحدة و إمكاناتهم. ولقد نجحت المنظمة الصهيونية ـ بفضل الدعم والتشجيع البريطاني والأمريكي رغم النضالات الفلسطينية ـ في زيادة عدد اليهود في فلسطين من 80 ألفا ـ أي ما يعادل 11,1% من مجموع السكان ـ في عام 1922 إلى 650 ألفا ـ أي ما يعادل 33,3% من مجموع السكان ـ في عام 1984. بل إن المنظمة الصهيونية, بعد أن أدركت الثقل المتزايد للولايات المتحدة على الصعيد الدولي نتيجة للحرب ودورها فيها, نقلت مركز ثقلها من لندن إلى واشنطن. وعقدت مؤتمرا استثنائيا لها في بلتمور في 8/5/1942 صدر عنه برنامج بلتمور* الصهيوني الشهير. وقد تأكدت بنود البرنامج بعد ذلك في الاجتماع الصهيوني العالمي الاستثنائي في لندن في 1/8/1945, وفي المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين في 9/12/1946, وهو المؤتمر الصهيوني الأخير قبل قيام (إسرائيل). وقد أمكن فيه إعادة تنظيم وتطوير المنظمة الصهيونية العالمية وأجهزتها. ومع اتساع التطورات السياسية في الأمم المتحدة وفلسطين بعد عام 1947 قامت المنظمة الصهيونية بتأسيس <<مجلس وطني>> كان برلمانا للدولة الصهيونية القادمة, و<<إدارة وطنية>> كانت حكومة للدولة المرتقبة. وبالفعل قام دافيد بن غوريون رئيس كل من اللجنة التنفيذية الصهيونية واللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية والإدارة الوطنية (في ظل عدم انتخاب رئيس للمنظمة الصهيونية العالمية بعد استقالة وايزمن قبل المؤتمر الثاني والعشرين) قام في 14/5/1948 بإعلان قيام (دولة إسرائيل). وقد تم تشكيل الحكومة المؤقتة للدولة الجديدة من بين أعضاء اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية. وفي حين ترأس حاييم ايزمن (رئيس المنظمة الصهيونية العالمية لأكثر من عشرين عاما) الدولة ترأس بن غوريون الحكومة الإسرائيلية الأولى. كان لقيام (إسرائيل) أثره الحاسم في دفع العلاقات بين المنظمة الصهيونية العالمية من جهة والكيان الصهيوني الجديد من جهة ثانية إلى أزمة طويلة متصاعدة لم تنكسر حدتها حتى عام 1968. وقد بدأت مطالع تلك الأزمة مع اقتراب نجاح الصهيونية في إنجاز إقامة <<الدولة اليهودية>>. ففي نهاية المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين المنعقد أواخر عام 1946 استقال وايزمن من رئاسة المنظمة بسبب فشل مشروعه الخاص بضرورة اشتراك المنظمة في مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا في 9 أيلول من ذلك العام (ر: لندن , مؤتمر 1946). وقد كانت تلك التطورات بسبب الموقف المتصلب الذي اتخذه بن غوريون, فعجز المؤتمر عن انتخاب رئيس للمنظمة والوكالة وفشل في انتخاب لجنة تنفيذية لأي منهما. وقد فوض المؤتمر <<المجلس الصهيوني العام>> بتجاوز ذلك العجز والعمل على انتخاب لجنة تنفيذية للمنظمة وللوكالة. وفي الواقع أصبح ذلك <<المجلس>> المرجع النهائي في كافة شؤون المنظمة والوكالة, بل كان هو الذي أعلن تشكيل <<المجلس الوطني>> (مجلس الدولة المؤقت لاحقا) و <<الإدارة الوطنية>> (الحكومة الإسرائيلية المؤقتة لاحقا). وقد استبق المجلس الأمور فحدد في دورة انعقاده الثالثة (6ـ12/4/1948) وظائف المنظمة بعد قيام الحكومة المؤقتة. ولكن إصرار معظم أعضاء الحكومة المؤقتة (8من أصل 13) على استمرار مناصبهم في اللجنة التنفيذية جعل الصهيونيين الأمريكيين أنفسهم يصرون على <<مبدأ الفصل>> بين الحكومة وقيادة المنظمة. وقد تم لهم ذلك بعد صراع عنيف في أيلول 1948, ومع انعقاد الدورة الرابعة للمجلس الصهيوني العام الذي انتخب بدوره لجنة تنفيذية صهيونية موزعة على مركزين أولهما في (إسرائيل) والآخر في نيويورك. ولكن سرعان ما استقال أباهليل سلفر رئيس فرع اللجنة في نيويورك عام 1949 نتيجة الضغط الإسرائيلي المتزايد الرامي إلى تحجيم المنظمة ودورها عن طريق تجاهل الصهيونيين وقصر معظم التعامل على المنظمات اليهودية (غير الصهيونية). وكان حلول ناحوم غولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي* محل سلفر إيذانا بخسارة المنظمة واحدة من معاركها المتصلة مع (إسرائيل). سارعت (إسرائيل) بعد ذلك إلى الإعلان أمام الكنيست* في 15/5/1950 بلسان بن غوريون, ومن موقع القوة الجديد الذي اكتسبه, عن قيام <<لجنة التنسيق>> بين الحكومة الإسرائيلية واللجنة التنفيذية الصهيونية. وقد تألفت <<لجنة التنسيق>> تلك من أربعة وزراء وأربعة أعضاء من اللجنة التنفيذية علاوة على ممثل للصندوق القومي اليهودي. وأما مواضيع التنسيق بين الطرفين فتحددت مؤقتا حتى انعقاد المؤتمر الصهيوني التالي. ثم أصدرت الكنيست الإسرائيلية بتاريخ 7/7/1950 ما يسمى قانون العودة* الذي أكد ما سبق أن جاء في بيان إعلان قيام (إسرائيل) في 14/5/1948 من حق كل شخص يهودي في الاستيطان داخل (إسرائيل).وقد كانت السمة المشتركة لكل هذه التحركات ترجيح كفة (إسرائيل) من حيث الصلاحيات والمسؤوليات على كفة المنظمة الصهيونية. فتح المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون الأبواب واسعة أمام الإخلال المتزايد بعلاقات (إسرائيل) بالمنظمة. والواقع أن سبب تأخير انعقاد المؤتمر من أواخر عام 1948 إلى آب 1951 لم يكن بمعزل عن الصراع بين (إسرائيل) والمنظمة على الصلاحيات والمهام. وإذا كانت الفترة التي سبقت ذلك المؤتمر (1948ـ1951) فترة الإعداد الحازم لضمان هيمنة (الدولة) فالفترة التي أعقبته (1951 ـ1954) كانت مخصصة لتثبيت تلك الهيمنة. ففي ذلك المؤتمر تم إقرار <<برنامج القدس>> الذي جاء بعد أن استنفذ برنامج بازل أغراضه بإنشاء الدولة الصهيونية في فلسطين. وأما المهام ـ لا الأهداف ـ التي حددتها المنظمة الصهيونية لنفسها فهي: <<توطيد دعائم دولة إسرائيل, وتجميع المنفيين في أرض إسرائيل, وتنمية وحدة الشعب اليهودي>>. ومما تجدر ملاحظته هنا أن ذلك البرنامج <<الذي أدخل في دستور المنظمة الجديد عام 1960) دعم خط (إسرائيل) مقابل خط المنظمة بجعل أولى المهام الواردة حلا وسطا بين المعتدلين الذين بحثوا تكتيكيا عن <<مهام>> والمتشددين الذين أصروا دون مراعاة لأي تكتيك على إعلان <<أهداف>> الصهيونية لا مهامها فحسب. كما أن المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين تجنب الاعتراف بكون المنظمة تمثل جميع اليهود في العالم وفي <<شتى>> الشؤون عندما تحدث فقط عن <<بعض>> الشؤون التي تمثل فيها المنظمة الصهيونية اليهود. ويتبدى كذلك الانتصار الأولي لمدرسة بن غوريون في صراعها مع قيادة المنظمة في جعل تجميع المنفيين في (أرض إسرائيل) مهمة رئيسية ثانية من مهام المنظمة, وذلك أن أبرز مطالب بن غوريون المستمرة جعل الهجرة إلى (إسرائيل) الدليل الحاسم على صهيونية أي زعيم أو فرد من أبناء <<الشعب اليهودي>>. غير أن ذلك الانتصار الأولي المعسكر بن غوريون تحقق في ظل خلاف مستحكم بينه وبين معسكر ناحوم غولدمان بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية الصهيونية ـ فرع نيويورك الذي طالما تحدث باسم الصهيونية الأمريكية. فمنذئذ بدأ غولدمان يتحدث لا عن مبدأ <<فصل الصلاحيات>> الذي أصر عليه الصهيونيون الأمريكيون عشية قيام (إسرائيل) بل عن مبدأ <<المشاركة بين دولة إسرائيل والشعب اليهودي. وقد أشار غولدمان إلى أهمية دور المنظمة في رسم وتبنى الخطوط السياسية الأساسية للدولة, علاوة على ضرورة اعتراف (إسرائيل) بالمنظمة كممثلة <<للشعب اليهودي في معاملاته مع إسرائيل>>. بل إن حدة الصراع بين المعسكرين (وكانت قد أدت إلى التجميد الفعلي لعمل لجنة التنسيق) عادت فأدت إلى إضعاف جديد للمنظمة. وقد تجلى ذلك كأوضح ما يكون فيما أصبح يعرف باسم <<القانون التشريعي>> الذي صدر عن الكنيست في 24/11/1952 وسرى مفعوله بدءا من 2/12/1952. فرغم اعتراف المنظمة بأن <<الفرع الإسرائيلي من الشعب اليهودي هو الشريك الأكبر قدرا>> حسب تعبير غولدمان نفسه فقط جاء القانون التشريعي ـ على عكس قرارات المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين ـ يؤكد أن المنظمة هي <<وكالة محولة السلطات>> لا منظمة تمثل <<الشعب اليهودي>>. ومما لا شك فيه أن أية مراجعة متأنية لذلك القانون التشريعي تؤكد حقيقة تكريس المنظمة كمنظمة تابعة (لإسرائيل) لا دور لها أكثر من كونها امتدادا للدولة في الخارج وأداة موظفة في خدمتها. وقد تأكد هذا التكريس على نحو أكثر إلزاما في <<الميثاق>> الموقع بين حكومة (إسرائيل) واللجنة التنفيذية الصهيونية عام 1954. فبعد أن حدد الميثاق وظائف اللجنة التنفيذية الصهيونية في أول بند من بنوده أتبع ذلك ببند جديد يقول: <<كل نشاط يجري تنفيذه في إسرائيل بواسطة اللجنة التنفيذية, أو بالأصالة عنها على سبيل تأدية الوظائف المدرجة أعلاه, أو جزء منها, سوف ينفذ وفقا لقوانين إسرائيل, وتمشيا مع الأنظمة والتعليمات الإدارية التي يسري مفعولها من وقت إلى آخر, والتي تتحكم بنشاطات السلطات الحكومية ذات الوظائف المغطية للنشاط المعني أو الذي هي متأثرة به>>. على أن الأزمة المستفحلة بين (إسرائيل) والمنظمة الصهيونية لم تنته رغم رجحان كفة (الدولة) على كفة المنظمة. فمع انتخاب غولدمان رئيسا للمنظمة في نهاية دورة انعقاد المؤتمر الصهيوني الرابع والعشرين في عام 1956 (بعد أن كان ذلك المنصب شاغرا منذ استقالة وايزمن في العام 1946) عاد الصراع بين (الدولة) والمنظمة. وقد انعكست الخلافات في المؤتمرين الصهيونيين الخامس والعشرين والسادس والعشرين في عامي 1961 و 1965 على التوالي. ولم تخف حدة الصراع حتى انتهاء أعمال المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين في حزيران 1968. وفي جميع هذه المؤتمرات أطلت المفاهيم المتصارعة لدى المعسكرين بأشكال جديدة. فمن جهة أكدت المنظمة ضرورة تجديد حيويتها المفقودة منذ تأسيس الدولة مشددة على أهمية استمرار وازدهار <<يهود المنفى>> ليشكوا <<الدرع الواقي لإسرائيل والمعين المغذي لها في الخارج>>, ضمن هدف شامل عنوانه <<تأمين بقاء الشعب اليهودي>>, ومن جهة ثانية أصرت (إسرائيل) على أن القضية الأساسية ليهود العالم (وللمنظمة بالتالي) هي تقوية (إسرائيل) بالهجرة إليها لا بتهجير الأموال إليها فحسب, وعلى أساس <<مركزية إسرائيل>> في كل الأمور, لأن ذلك هو الكفيل بضمان <<بقاء الشعب اليهودي في العالم أجمع>>. وبعبارة أخرى فإنه حين رأت المنظمة (إسرائيل) وسيلة لضمان استمرار إسرائيل التي تشكل غاية كل جهد صهيوني>>. ومن جديد نجحت (إسرائيل) في تحقيق انتصار إضافي على المنظمة في المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين عام 1968. ففي ذلك المؤتمر صدر <<برنامج أورشليم>> الذي تحدث هذه المرة, خلافا لبرنامج القدس عام 1951, على أهداف الصهيونية لا عن مهامها فحسب. وقد نص ذلك البرنامج على أن: <<أهداف الصهيونية هي وحدة الشعب اليهودي, ومركزية أرض إسرائيل, جمع الشعب اليهودي في وطنه التاريخي عن طريق الهجرة من كل البقاع, وتقوية دولة إسرائيل القائمة على مثل الأنبياء في العدالة والسلام والمحافظة على أصالة الشعب اليهودي بتنمية التعليم اليهودي واللغة العبرية وبث القيم الروحية والثقافة اليهودي>>. وعلاوة على ما في نصوص ذلك البرنامج من تعبيرات واضحة تؤكد الغلبة الحاسمة (لإسرائيل) على المنظمة تجدر الإشارة إلى <<ترحيب>> المؤتمر الصهيوني بسلب (إسرائيل) واحدا من أهم اختصاصات المنظمة, ألا وهو استيعاب المهاجرين اليهود باستحداث وزارة الاستيعاب في (إسرائيل). كما أقر ذلك المؤتمر تحويل المنظمات إلى <<حركة عامة>> تفسح المجال أمام انضمام الفئات والجماعات التي لا تنتمي إلى أحزاب صهيونية. وتبني المؤتمر كذلك قرار بتأسيس <<حركة الهجرة>> لإنجاز هجرة اليهود إلى<<الوطن التاريخي>>. ولعل أبرز التطورات في ذلك المؤتمر تخلي غولدمان عن رئاسة المنظمة ورفضه ترشيح نفسه من جديد لذلك المنصب. وشكل انسحاب غولدمان سقوط آخر قلعة أساسية من قلاع المقاومة في المنظمة الصهيونية أمام الزحف <<الإسرائيلي>> الكاسح. تسارعت الأمور بعد ذلك على نحو أكد <<مركزية دولة إسرائيل في حياة الشعب اليهودي عامة, وفي حياة كل يهودي خاصة>>, حسبما جاء في قرارات المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرين (كانون الثاني 1972). وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي كان يوجهها آرييه بنكوس خليفة غولدمان إلى (إسرائيل) فإنها بقيت أشبه ما تكون بالصيحات الخافتة التي يبديها المنهزم أمام الغالب. وإذا كان بنكوس (توفي عام 1973) قد عجز عن تحسين موقع المنظمة إزاء (إسرائيل) فإن بنحاس سابير خليفة بنكوس لم يكن راغبا أساسا في إعادة التوازن في العلاقات بين (إسرائيل) والمنظمة. وما ينطبق على سابير (توفي عام 1975) ينطبق على خلفيته يوسف الموجي الذي أصبح رئيسا للمنظمة في مطلع عام 1976.وباختصار يمكن القول إنه منذ سقوط غولدمات بدت المنظمة الصهيونية العالمية راضية تماما عن دورها كتابع (لإسرائيل) مهمته تقديم المساعدات المالية والبشرية والإعلامية والسياسية عبر أجهزته وأجهزة الوكالة اليهودية الموسعة الجديدة (1972) دون أن يطمح ذلك التابع إلى موقع الند المشارك (لإسرائيل) في المسؤولية.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الخميس يونيو 10, 2010 9:12 am | |
| الاستيطان (مشاريع ـ الصهيونية خارج فلسطين) عند التعرض لبحث مشاريع الاستيطان اليهودية خارج فلسطين لا بد من الإشارة إلى أن تلك المشاريع اقترحتها هيئات وجهات مختلفة, فمشروعا الاستيطان في الأرجنيتين وكندا قامت بوضعهما الجمعية اليهودية للاستيطان التي أسسها البارون دو هرش. بينما تقدم تيودور هرتزل والمنظمة الصهيونية بمشورع شرقي افريقيا (المعروف أيضاً مشروع أوغندا) ومشروع سيناء (العريش). أما مشروع ليبيا فقد قامت بطرحه المنظمة اليهودية للأراضي وهي منظمة انشقت عن التيار الرئيس للحركة الصهيونية تحت قيادة إسرائيل زانغويل عام 1950. 1) الارجنتين : يرتبط الاستيطان اليهودي في الأرجنتين ارتباطاً وثيقاً باسم البارون موريس دو هرش مؤسس الجمعية اليهودية للاستيطان في لندن 1981. وقد انشئت مستعمرة مويزفيل في إقليم <<سانتا في>>الزراعي الخصيب في العقد الأخير من القرن الماضيو بالإضافة إلى العديد من المستوطنات الأخرى. ثم امتدت هذه الشبكة من المستوطنات مع حلول سنة 1941 إلى مقاطعات <<لابامبا>> و <<انتري ريوس>> و <<بونس إيريس>> وكانت غالبية المهاجرين إليها من يهود أوروبا الشرقية. ولا بد من التذكير بان هرتزل اختار الأرجنيتن في كتابه <<دولة اليهود>> لتكون أحد الموقعين المحتملين لإقامة الدولة اليهودية, أما الوقع الآخر فقد كان فلسطين. شملت خطة العمل الأساسية للجمعية اليهودية للاستيطان مفاوضة الحكومة الأرجنتينة لاستعمار ما يقارب 3.75 مليون هكتار من الأراضي من جهة, ومفاوضة روسيا القيصرية من جهة أخرى للسماح بهجرة ثلاثة ملايين يهودي إلى الأرجنتين على امتداد خمسة وعشرين عاماً. إلا أن هذه الخطة لم تنجح تماماً, فلم يتم الحصول على أكثر من 600.000 هكتار من أراضي الأرجنتين. وقد بلغ عدد اليهود في مستعمرات الأرجنتين الزراعية في عشرينات هذا القرن حوالي 20.000 يهودي. وهو أعلى رقم اجتمع في المستوطنات الزراعية, لأن المدن الكبيرة استقطبت المزارعين اليهود في البلدان الأخرى. وهكذا فشلت مشاريع الاستيطان الزراعية. وعلى الرغم من أن منظمة غير صهيونية هي التي أسست مستوطنات الأرجنتين وأمدتها بالعون فقد مال يهود هذه المستوطنات بولائهم السياسي والأيديولوجي سريعاً نحو الحركة الصهيونية العالمية ويهود الأرجنتين, وعددهم اليوم نحو مليون, يشكلون قوة سياسية ضاغطة لها تأثيرها في السياسية الخارجية للحكومة الأرجنتينية. 2) الولايات المتحدة والبرازيل وكندا : كان الاستيطان اليهودي في كندا يجري تحت رعاية الجمعية اليهودية للاستيطان أيضاًَ. وبالرغم من أن نشاطها الأساسي كان يتوجه نحو استقطاب هجرة اليهود الروس والبولونيين إلى الأرجنتين فإنها أولت بعض الاهتمام للمشاريع الاستيطانية في أماكن أخرى. فقد حصلت الجمعية على بعض الأراضي في الولايات المتحدة, وتم تنظيم بعض المستوطنات في ولايات نيويورك ونيوجرسي وبنسلفانيا. واشترت المجعية عام 1904 أراضي في مقاطعة <<ريوغراندي دوسول>> البرازيلية حيث تم تأسيس مستوطنة في ضاحية <<كواترو ايراماموس>> مساحتها 93 ألف هكتار. لكن هذه المشاريع لم تتحول إلى مستوطنات فعلية, مما لأدى إلى صرف النظر عنها. أما في كندا فقد بدا الوضع مشجعاً, إذ أسست الجمعية عام 1892 <<مستوطنة هرش>> في مقاطعة ساسكا تشوان. وتم تأسيس مستوطنات أخرى في مقاطعة <<مانيتوبا>> كما تم تأسيس فرع كندي للجمعية للإشراف على العدد المتزايد من مشايع الاستيطان هناك. وغدا فرع الجمعية الكندي, مع حلول عام 1910, مسؤولاً عن خمسة مشاريع استيطانية يهودية رئيسة. وقد بلغت الحركة الاستيطانية أشدها في ذلك الزمن. لكن الحكومة الكندية رفضت فيما بعد أن تبيع مساحات واسعة من الأراضي. وهكذا منعت انتشار المستوطنات اليهودية في تلك البلاد. 3) مشروع العريش : كان مشروع العريش للاستيطان في شبه جزيرة سيناء من أوائل مشاريع الاستيطان الصهيونية. وكان مشروعاً محبباً إلى هرتزل. وقد تولى الزعيم الصهيوني الألماني دافس تريتش دراسة هذا المشروع دراسة مستفيضة لأن تصوره <<لفلسطين الكبرى>> اليهودية كان يشمل فلسطين نفسها وسيناء وقبرص. اعتقد هرتزل أن نجاح مشروع العريش يعتمد على دعم وزارة المستعمرات البريطانية, ويعتمد كذلك على امدادات مائية من نهر النيل. وقد سعى هرتزل لوضع هذا المشروع تحت حماية البريطانيين ورعايتهم على أنه مشروع استيطاني مستقل مستغلاً وجود اللورد كرومر حاكم مصر الفعلي في ذلك الوقت. وقد زارت سيناء عام 1902 لجنة صهيونية عالية المستوى تضم خبراء في الاستيطان وبعض المهندسين في لندن, ومع اللورد كرومر في مصر. انتعشت آمال الصهيونيين من النتائج الإيجابية التي توصلت إليها تلك اللجنة. لكن هذه المفاوضات لم تصل في نهاية الأمر إلى غايتها المنشودة, فقد رفضت الحكومة المصرية تقديم الامدادات المائية من نهر النيل لشعور اللورد كرومر بأن المشروع قد يؤدي إلى خلق متاعب سياسية لبريطانيا في مصر وللامبراطورية العثمانية في فلسطين. 4) مشروع اوغندا : في عام 1903, وبعد فشل مشروع الاستيطان اليهودي في العريش, عقد جوزيف تشمبرلن وزير المستعمرات البريطاني محادثات مع تيودور هرتزل حول امكانية الاستيطان اليهودي في بعض أجزاء الامبراطورية البريطانية المترامية الأطراف في إفريقيا, على الأخص في منطقتي كينيا وأوغندا. وكان هرتزل يرغب في الحصول على عرض محدد, وعلى ترخيص رسمي بالاستيطان من الحكومة البريطانية إلى المنظمة الصهيونية تواكبه تعهدات باستقلال يهودي ذاتي في الشؤون الداخلية. أما فيما يتعلق بالحدود النهائية لهذا الإقليم فقد اقترح أن تحددها لجنة مشتركة من الصهيونيين ومن خبراء المستعمرات البريطانية. وقد وجد البريطانيون في هذا المشروع الاستيطاني فرصة مؤاتية لاستقطاب ذوي المهارات ورأس المال إلى امبراطوريتهم الافريقية, وربما لتحويل هجرة اليهود الروس من بريطانيا إلى إفريقيا أيضاً. أما فيما يتعلق بهرتزل فإن <<مشروع أوغندا>> , كما أصبح يعرف, كان يمثل تأكيداً لبرنامج بازل (بال) وانتصاراً لدبلوماسيته التي كانت تتجه نحو الحصول على براءات للاستيطان. لذا فإن عرضاً بريطانياً من هذا القبيل كان من شأنه ان يمنح هرتزل كسباً مادياً هاماً يستخدمه في المؤتمر الصهيوني السادس. أدى مشروع أوغندا إلى انقسامات خطيرة في صفوف اليهود عندما عرض على المؤتمر الصهيوني السادس, فقد دار الصراع بين انصار هرتزل (والمشروع) من جهة والفئة التي عرفت باسم صهونيي صهيون من جهة أخرى, وأصر هؤلاء على الالتزام بالاستيطان الصهوني في فلسطين. وجرى طرح حل وسط يقضي باعتماد أوغندا مؤقتاً لتلبية الحاجات اليهودية الآتية, ومرحلة على طريق الهدف النهائي, أي فلسطين. لكن هذا الحل لم يلق تجاوباً من صهيونيي صهيون الذين خرجوا من قاعة المؤتمر ووجهوا إنذاراَ نهائياً إلى هرتزل بالتخلي عن مشروع أوغندا. وبعد ذلك التاريخ بعام واحد سحبت الحكومة البريطانية عرضها هذا, ومات تيودور هرتزل, فانتهى أمر هذا المشروع الاستيطاني, بالرغم من أن إسرائيل زانغويل والمنظمة اليهودية للأراضي ثابرا على العمل لإحياء ذلك المشروع دون جدوى. 5) أنغولا وأستراليا والمكسيك وليبيا والعراق: بعد موت تيودور هرتزل, وخلال انعقاد المؤتمر الصهيوني السابع عام 1905, انشقت عن الحركة الصهيونية الأساسية زمرة من المندوبين الصهيونيين بقيادة إسرائيل زانغويل وأسست المنظمة اليهودية للأراضي كمنظمة مستقلة. وكان مبعث هذا الانشقاق في الدرجة الأولى الخلاف في الرأي حول المكان الذي قد تنشأ فيه المستعمرات اليهودية الكبيرة. فبينما ركز الصهيونيين جهودهم على فلسطين كان أعضاء المنظمة اليهودية للأراضي, أو <<أصحاب الأرض>> كما جرت تسميتهم, يرغبون في إقامة المستعمرات في أي مكان بشرط ألا تكون الأرض كبيرة كفاية. وقد قال زانغزيل ذات مرة :<<لا توجد بقعة من الأرض لم تفكر فيها المنظمة اليهودية للأراضي>>. تابع <<أصحاب الارض>> في البداية المفاوضات التي كان هرتزل قد أجراها مع وزارة المستعمرات البريطانية حول مشروع اوغندا, لكن هذه المفاوضات لم تتقدم بشكل ملموس. وحاول <<أصحاب الأرض>> الحصول على براءة للاستيطان في بقاع كبيرة من أنغولا عام 1907, وفي أماكن أخرى كأستراليا والمكسيك, وفي الشرق الأوسط حيث ركزوا جهودهم على الحصول على اراض ملائمة من الحكومة العثمانية في ليبيا عام 1908, وفي العراق عام 1909. ويرتبط مشروع الاستيطان في ليبيا باسم ناحوم سلاوش أحد أتباع هرتزل الأوائل, واحد مؤسسي الاتحاد السويسري الصهيوني الذي انضم فيما بعد إلى جماعة زانغويل,أي <<أصحاب الأرض>>. وكان سلاوش استاذاً للأدب العبري في جامعة السوربون الفرنسية وخبيراً في شؤون يهود إفريقيا الشمالية. وقد أمضى بعض الوقت في ليبيا بين عام 1906 وعام 1908 لدراسة الأوضاع هناك بغية تأسيس مشروع يهودي كبير للاستيطان فيها. وأصبح التقرير السري الذي قدمه سلاوش أساساً لمبادرة قاه بها <<أصحاب الأرض>>. ويروي ناحوم سلاوش في كتابه <<رحلات في شمال إفريقيا>> أن بعثة من <<أصحاب الأرض>> تضم خبراء في الزراعة والهندسة بقيادته هو استقبلت بحفاوة من قبل السلطات العثمانية في ليبيا عام 1908. وقد أجرت البعثة مفاوضات حول مشروع لإقامة <<مستعمرة يهودية قومية تتمتع بالاستقلال الذاتي>> في ليبيا. لكن هذه المفاوضات لم تؤد إلى نتائج ملموسة. وهكذا تداعت مشاريع الاستيطان اليهودي خارج فلسطين واحداً بعد الآخر واتجهت الحركة الصهيونية كما خططت منذ البداية إلى فلسطين حيث استعمرتها تدريجياً وأقامت فيها (الدولة) التي أقر إنشاءها مؤتمر بازل (بال).
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الجمعة أغسطس 06, 2010 5:31 am | |
|
البالماخ
البالماخ كلمة منحوتة من لفظتين عبريتين هما <<بلوغوت ماهاتزو>> ومعناها <<جند العاصفة>>. والبالماخ تنظيم عسكري أنشئ في 19/5/1941 حين كانت قوات المحور تقترب من فلسطين. وتكون التنظيم من وحدات خفيفة تلقى أفرادها تدريبات شاقة, خاصة في أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق. شارك هذا التنظيم في الحملة البريطانية ضد حكومة فيشي في سورية ولبنان. وكان قائد البالماخ اسحق سادي وهو ضابط سابق في الجيش القيصري الروسي واحد من مؤسسي العسكرية الإسرائيلية. وارتبط التنظيم منذ البداية بحركة مزارع الكيبوتز وحزب المابام. تمكنت قوات البالماخ, نتيجة لعلاقاتها المتينة بحكومة الانتداب البريطاني على فلسطين, من التزود بأحدث السلاح, وتأمين سرعة الحركة, كما أولتها قيادة الهاجاناه أهمية خاصة, فكانت قوات البالماخ قوة الهاجاناه الضاربة, نظراً لقدرتها على تنفيذ المهام الهجومية العدوانية البحتة, ولتمتع أفرادها بدرجة كبيرة من التثقيف السياسي الذي يركز على مبادئ الصهيونية العالمية. كانت لقوات البالماخ قيادة خاصة مفرزة من الوكالة اليهودية, ومتمركزة في تل أبيب, كما كان لها قيادات ميدانية في معظم المدن الفلسطينية الرئيسة, مثل القدس وحيفا. لعبت المرأة دوراً في تنفيذ عمليات البالماخ العسكرية. وقد تجاوز عدد النساء في بعض سرايا البالماخ 30% من مجموع أفرادها. وقد اشتركت بعضهن في عدد من العمليات العسكرية, مثل نسف خطوط السكك الحديدية, بالإضافة إلى اعمالهن الأساسية في الحراسة والإسعافات الأولية وتشغيل أجهزة اللاسلكي والإذاعة السرية. وكان للبالماخ مخابرات جيدة التنظيم, استطاعت بواسطتها التسلل إلى بعض معسكرات أسرى الحرب الألمانية لأغراض التجسس. كما تخفى كثيرون منهم بالزي العربي واستقروا في سورية ولبنان للهدف ذاته. عملت قوات البالماخ ضد الانتداب إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية, ولعبت دوراً رئيساً في حرب 1948 في الجليل الأعلى وسيناء والنقب والقدس, وشكل ضباط البالماخ, مثل ييغال آلون واسحق رابين وحاييم بارليف ودافيد اليعازر وغيرهم, نواة قيادة الجيش الإسرائيلي. وعند قيام (إسرائيل) أصدرت حكومة (إسرائيل) قراراً بحل البالماخ ودمجها في الجيش.
الباخرة (ستروما)
استغلت الوكالة اليهودية ظروف الاضطهاد النازي لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية فدفعت بالآلاف منهم إلى الهجرة بصورة غير شرعية إلى فلسطين متجاوز بذلك الصيغ التي تفاهمت مع إنكلترا حولها (ر: الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). في تشرين الأول سنة 1941 غادرت الباخرة ستروما stroma التي استأجرتها الوكالة اليهودية ميناء كونستانزا في ورمانيا حاملة 769 يهوديا في طريقهم إلى فلسطين. وعندما وصلت الباخرة إلى استانبول أبلغت السلطات البريطانية تركيا أنها لن تسمح لهؤلاء المهاجرين بدخول فلسطين. وبعد اتصالات استمرت عشرة أسابيع وافقت السلطات البريطانية على قبول الأطفال فقط. وكانت السلطات التركية في غضون ذلك قد أمرت الباخرة بمغادرة استانبول باتجاه البحر الأسود. وفي 24/2/1942 حدث في الباخرة انفجار غرقت على أثره ولم ينج من ركابها إلا واحد هو ديفيد ستولير الذي كان ضابطا من ضباط الهاغاناه. سارعت الوكالة اليهودية إلى الزعم بأن الحادث من أعمال الانتحار الجماعي احتجاجا على منع السلطات البريطانية ركاب الباخرة اليهود من دخول فلسطين. وقد تلقت الأوساط اليهودية في فلسطين النبأ بالهياج والسخط الشديدين. وارتفعت الأصوات مطالبة معاقبة المندوب السامي البريطاني <<لارتكابه جريمة قتل اللاجئين اليهود وإغراقهم>>, وبفتح أبواب فلسطين أمام <<ضحايا الاضطهاد النازي>>. ودان بعض الزعماء الصهيونيين المتطرفين ما وصفوه بسياسة الوكالة اليهودية المحابية للإنكليز. أما الحكومة البريطانية فقد ألقت اللوم على تركيا وأعربت عن أسفها العميق للحادث.
البيلو
الأحرف الاولى من الكلمات العبرية التي ترجمتها <<هلموا يابيت يعقوب لنسلك في نور الرب>> وقد رودت في العهد القديم في (سفر أشعيا 2/5). ويطلق على رجال هذه الحركة اسم البيلوييم نسبة إلى <<بيلو>> وهي حركة هجرية كان معظم أعضائها من طلاب اليهود في روسيا الذين تركوا مقاعد الدراسة وانضموا إلى الدعوة للهجرة إلى فلسطين بدوافع شتى جعلوا في طليعتها <<حب صهيون>> وخلاصة آرائهم هي <<أن استيطان أرض إسرائيل (فلسطين) هو الخطوة الأولى لبعث أمتنا, وكل (العناصر) الجيدة من أبناء شعبنا ملزمة من الآن فصاعداً بالتضحية بكل ما لديها في سبيل ذلك...إن هذا الامر صعب جداً, ولكنه عظيم جداً. فلا تعقلوا آمالكم على تقدم اوروبا ومدنيتها. تأسست حركة البيلو في روسيا عام 1882 بعد الاضطرابات التي وقعت ضد اليهود سنة 1881, ودعت إلى العودة <<إلى فلسطين والاستيطان فيها>>. ومن الأهداف المعلنة لحركة البيلو <<بعث سياسي ـ إقتصادي وقومي ـ روحي للعشب العبري في سورية وأرض إسرائيل>> وإحياء اللغة العبرية والتحقيق الذاتي. وقد انضم إلى الحركة 500 عضو معظمهم من المثقفين اليهود من أنصار الحركة الاشتراكية في روسيا. وأقام <<البيلوييم>> فروعاً لتنظيمهم في أماكن مختلفة من روسيا وأنشأوا لهم مركزاً في خاركوف نقلوه إلى موسكو, ثم إلى مدينة أوديسا, وذلك لتسهيل هجرتهم إلى فلسطين عن طريق تركيا. وقد وصل 15 ممثلاً للحركة إلى القسطنطينية يطلبون العون من لورانس أوليفانت, وهو صحفي بريطاني يعد من أوائل من نادوا بالصهيونية فقد نشر سنة 1880 كتناباً بعنوان <<أرض جلعاد>> دعا فيه إلى إقامة دولة يهودية شرقي نهر الأدرن. وافتتح البيلوييم مكتباً خاصاُ بهم في فلسطين ليحصلوا على موافقة السلطات التركية على تأسيس مستعمرة لهم في فلسطين. ووصلت أول مجموعة من أعضاء البيلو (تضم 14 شخصاً بينهم فتاة) إلى شواطئ فلسطين في 6/7/1882 لإقامة مستعمرة زراعية على أسس تعاونية. ثم لحق بهم سنة 1884 قرابة 34 عضواً (بينهم 4 سيدات) ويطلق على هجرة هؤلاء البيلوييم الثمانية والأربعين في تاريخ الحركة الصهيونية اسم <<الهجرة الاولى>> وقد عمل اوائل البيلوييم الذين وصلوا إلى فلسطين في البداية عمالاً في المدرسة الزراعية <<مكفيه يسرائيل>> , ثم في مستعمرة ريشون لتسيون, ونجحوا سنة 1884 في وضع حجر الأساس لمستعمرة جديرا لكنهم واجهوا مشكلات كثيرة لجهلهم بالعمل الزراعي, ولعدم اعتيادهم الجو, وكادوا يتخلون عن مشاريعهم لولا مساعدة عائة روتشيلد. وقد بقي في فلسطين نحو عشرين فقط من أعضاء الحركة, وذلك بسبب الضائقة الاقتصادية, وانعدام العمل, والاجور المتدنية, والامراض , والوضع الاجتماعي في الييشوف اليهودي القديم في فلسطين, وعجز <<احباء صهيون>> عن تقديم يد العون للييلوييم, والخلافات بين أعضاء الحركة أنفسهم. وعلى الرغم من قلة من بقي من البيلوييم ومن انضم إليهم في فلسطن فقد تحولوا هناك إلى عنصر ثائر ومهيج لباقي المستوطنين نظراً لتشديدهم على فكرة <<البعث القومي والهجرة>> وحياة العمل المنتج في فلسطين, ما دفهم إلى صدام دائم مع المسؤولين عن تنظيم عمليات الاستيطان الصهيوني في فلسطين. كما أن اليهود الأرثوذكس في القدس لم يرحبوا بأعضاء البيلو, بل رأوا فيهم عامل إقلاق فناصبوهم العداء كما وقفت السلطات التركية ضد هؤلاء المستوطنين وحرمت هجرة اليهود الروس وشراء الأراضي في فلسطين ولكن البيلوييم تحايلوا على ذلك برشوة الموظفين الأتراك وتسجيل الأراضي بأسماء يهود من أوروبا الشرقية. وقد حدثت صدامات بين البيلوييم وأفراد الهجرة اليهودية الثانية الذين سموا بالرواد لأن البيلوييم كانوا يشكلون الييشوف القديم, ولم يكن من الممكن أن يستوعبوا هؤلاء القادمين الجدد بسبب الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة في المستعمرات التي أقامتها الهجرة الاولى. وقد رفضوا تشغيلهم في هذه المستعمرات لقلة خبرتهم, ولرخص أجور العمال الزراعيين العرب, وبذلك كان <<الرواد>> ضيوفاً غير مرغوب فيهم بالنسبة إلى المستوطنين القدامى. وقد تمخضت عن هذا الدعوة إلى العمل العبري التي نادى بها الرواد, بحيث أصبحت هذه الدعوة تعبر عن مصلحة معيشية لهؤلاء المهاجرين الجدد. ثم أعقبها الدعوة إلى شعاري : احتلال العمل واحتلال الأرض. على أية حال كانت حركة <<بيلو>> أول تنظيم شكل حركة إقليمية في روسيا نادت بفكرة هجرة جماعية منظمة, وسعت إلى تشكيل حركة قومية واسعة. وفرضت على أعضائها واجب الهجرة إلى فلسطين, كما كانت أول حركة عملت على هجرة مجموعة منظمة بغرض الاستيطان الزراعي.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الجمعة أغسطس 06, 2010 5:35 am | |
| التساديك (الصديق)
«تساديك» كلمة عبرية معناها «الرجل الصالح» أو «الصديق» وتعتبر كلمة «ربي», اسما آخر للتساديك ومعناها «السيد», كما كان يدعي أحيانا «أدمور», وهي اختصار للكلمات «أدونينو» و«رابينو», أي «سيدنا» و«أستاذنا» و«معلمنا». ويعتبر هذا التصور لقائد الجماعة من أهم أشكال التمرد الحسيدي على المؤسسة الدينية, وعلى القيادة الحاخامية التي انعزلت عن الجماهير الفقيرة وارتبطت بالأقلية المالية التي كانت تسيطر على القهال. ومن المعروف أن منصب الحاخام, مع منتصف القرن الثامن عشر, كان يباع ويشتري, ويتحكم فيه الأقلية الثرية. وقد تحدت الحسيدية المؤسسة الحاخامية, وخلخلت قبضتها على الجماهير في عدة مجالات من بينها وظيفة الحاخام الذي حل التساديك محله. والتساديك, حسب التصور الحسيدي المتأثر بتصورات القبالاه اللوريانية, تعبير متطرف عن الرؤية الحلولية اليهودية. فهو أولا شخص ذو قداسة خاصة يقف في منزلة لا تتلو إلا منزلة الإله, وهو أحد التجليات النوارنية العشرة (سفيروت), أي أنه جزء من الإله. بل هو أحد العمد التي تستند إليها الدنيا, وهو أساس العالم (يسود). وأكثر من ذلك, فإن العالم خلق من أجله. وكما هو الحال دائما مع الحلولية, ينتهي بها الأمر إلى تعادل بين الإله ومخلوقاته, ثم إلى ترجيح كفة المخلوقات على حساب الإله وتتوحد معه, ولذا فقد كان الحسيديون يقولون دائما: «لقد تحدث التساديك توراة», أي أن كلامه في قداسة التوراة وقداسة الإله, ولذا فإن من يعارضه يجدف في الإله. ولكن الحسيديين يدينون بالمفهوم اللورياني للشرارات الإلهية (نيتسوتسوت) وضرورة استعادتها بعد تهشم الأوعية (شفيرات هكليم). والواقع أن مهمة التساديك هي تحرير هذه الشرارات الإلهية المحبوسة, أي تحرير الإله. ومن هنا كانت حاجته إلى التساديك. بل إن الإله يحتاج إلية في أمر آخر, وهو الوصول إلى الناس, فالتساديك هو الوسيلة الوحيدة التي تربط الأرض بالسماء. ومهمة التساديك هي أن يقوم بقيادة جماعته, وأن يربط بينها وبين السماء, فهو قادر على التأمل الصوفي الذي يقربه من الإله ويوحده معه, وبذا فإنه يصبح حلقة الوصل بين الخالق ومخلوقاته, وهو أن لم يقم بهذه المهمة فلا معنى لوجوده. ولكن إذا كان التساديك حلقة الوصل, فإن الجماهير تحتاج إليه احتياج الإله إليه, فهو الذي يأتي إليها بالشفاعة, ويحضر لها الحياة من السماء, كما أنه يوصل روح الإله إليها, وهو قادر على الالتصاق بالإله (ديفيقوت), ومن خلال التصاقه هو بالإله تتمكن الجماهير هي الأخرى من تحقيق الالتصاق بالخالق. وقد تعمق هذا المفهوم حتى أصبح الإيمان بالإله هو الإيمان بقدرات التساديك العجائبية. ويعد هذا تطورا جديدا كل الجدة في اليهودية التي ترفض الوساطة والكهانة, على الأقل من الناحية النظرية. وإذا كانت اليهودية التقليدية تدعو إلى احترام الحاخامات, فاليهودية الحسيدية تدعو إلى تقديس التساديك, فهو يشبه القديسين المسيحيين. وهنا يظهر أثر المعتقدات الدينية الفلاحية السلافية على الحسيديين, وخصوصا فرقة الخليستي التي كان يرأسها مشحاء, تحل فيهم الروح القدس, فليست تعاليم التساديك هي التي تهم وإنما أفعاله, فكل فعل من أفعاله, مهما كان تافها, معبا بالمعنى. لكل هذا, يتمتع التساديك بقدرات خرافية خارقة. وقد جاء في الأدب الحسيدي أنه كان يمكنه شفاء المرضى, وله سلطة على الحياة والموت تفوق قدرة الإله نفسه, إذ يمكنه أن يتدخل لديه ويجعله يرجئ قراره بشأن موت فرد ما. وقد ورد في أحد الكتب الحسيدية أن مجموعة من الحسيديين كانوا في طريقهم بحرا إلى فلسطين, حين هبت عاصفة هددت السفينة. وحينئذ جمع التساديك كل رعاياه, وأمسك مخطوط التوراة, وقال للإله «إذا كان قد تقرر في محكمة الأعالي أن نقضي نحبنا, فإننا نعلم, باعتبارنا محكمة الجماعة المقدسة, أننا لا نوافق على هذا القرار». وقال الجميع «آمين». فتوقفت العاصفة. وكان بعض القادة التساديك يلومون الإله على أي أذى يحل بهم, ويتناقشون معه بصوت عال: وتعود قدرات التساديك هذه ـ حسب التصور الحسيدي ـ إلى صفاء روحه وشفافيتها التي تمكنه من الوصول إلى تلك العوالم (سفيروت) التي لا توجد فيها أية قرارات أو حدود, لأن الرحمة وحدها هي التي تسود فيها. ولكن لم يتمتع التساديك بكل هذه القوى الخارقة وبكل هذه الإعجازية التي لم تمنح لعظماء اليهود في الماضي؟ ولم يتمتع وحده بهذه الشفافية وهذه المقدرات؟ يقول الحسيديون إن الشعب اليهودي يوجد الآن في المنفى. ولذلك, يحل الإله في أي إنسان متواضع شأنه في هذا شأن الملك المسافر الذي يمكنه أن يحط رحاله في أي منزل مهما بلغ تواضعه. وعلى العكس من هذا, فلو أن الملك كان في عاصمته, فإنه لن ينزل إلا في قصره وحده. وفي الماضي, كان الزعماء والأنبياء اليهود هم وحدهم القادرون على الوصول إلى الروح الإلهية, ولكن الشخيناه الآن في المنفى, ولذلك يحل الإله في أي روح خالية من الذنوب, أي أن التساديك أصبح تجسيد الإله, ومن ثم وسيلة اليهودي المنفي للوصول إلى الإله. إنها إذن الحلولية اليهودية في المنفى. وبدلا من أن يحل الإله في أرض الميعاد ويتكون الثالوث الحلولي: الإله, الأرض, الشعب, يحل الإله في التساديك, ويظل الثالوث على حاله بعد تعديل طفيف (الإله ـ التساديك ـ الشعب في المنفى). ويلاحظ هنا التشابه القوى بين المسيحية والحسيدية في أن الحلول الإلهي ينتقل من الشعب إلى شخص واحد هو: المسيح في المنظومة المسيحية والتساديك في المنظومة الحسيدية. ومهما بلغ التساديك من سمو روحي, فليس بإمكانه, مادام يقوم بأفعاله وحده, تغيير نظام العالم أو الإسراع بالخلاص, فهو, كما تقدم, لم يكن منفصلا عن جماعته, ولذا فإن سموه الروحي عديم الجدوى بل قد يأتي ذلك بأثر عكسي, فهو حينما يتسامى ولا يلحق به أتباعه (لأنهم لا يمكنهم أن يصلوا إلى الأعالي التي وصلها), فإن السماء ستحكم عليهم بقسوة ودون رحمة, ولذا سيلحق بهم الأذى نتيجة تقوى التساديك. ولهذا, فلكي يحقق لشعبه إمكانية الالتصاق بالإله من خلاله دون أن يلحق بهم الأذى, عليه أن ينزل من سموه الروحي حتى يرتفع بالناس, ويقود أتباعه إلى النور المقدس, فهو يختلط بالناس في السوق بتواضع, ولكنه في الوقت نفسه ملتصق بالإله في أعاليه. ويمكن القول بأن المفهوم الحسيدي الخاص «يريداه لتسورخ هعالياه», أي«الهبوط من أجل الصعود» أو «التسامي عن طريق الغوص في الرذيلة» هو ترجمة حسيدية معتدلة للتصور الشبتاني للماشيح الفاسد ظاهرا الطاهر باطنا. وقد كان يرأس كل جماعة حسيدية تساديك خاص بها, له بلاطه الذي يعد مركز القداسة الخاص بها, فهو مركز الحلول الإلهي أو اللوجوس الذي يوحد بينهم. وكان التساديك يعيش قريبا من الجماهير محبوبا منهم يتحدث لغتهم, فكان يدخل على قلبهم الطمأنينة التي اقتقدوها في عالم تعثر التحديث والعلمانية والثورة, على عكس الحاخام البعيد عنهم, المنغلق على دراساته التلمودية, وبهذا صار نوعا من القيادة الكاريزمية التي تتجاوز المؤسسات. وكان المريدون يسافرون يوم السبت إلى بيت التساديك ليسمعوا مواعظه, وليأتنسوا بمشورته, وأحيانا لم يكونوا يزورنه إلا ثلاث مرات سنويا. وكان التساديك يعيش على معوناتهم. فمن فرط حبهم له, كانوا يساعدونه ماليا, وهو من فرط حبه لهم كان يعتمد عليهم ماليا, أي أن المساعدة المالية كانت وسيلة للارتباط الروحي والعاطفي, فكان يقف المحصل أو الجابي (بالعبرية: الجباي) على بابه فيكتب اسم المريد ويدون احتياجاته الروحية والمالية, ويقوم التساديك بإسداء النصح له, ويعطيه السجيلوت أو الصيغة الصوفية التي تضمن له النجاح. وكان لدى التساديك أحجية لا حصر لها لكل المناسبات والأمراض (وكما هو واضح, فإن البحث عن الصيغة السحرية للتحكم في العالم سمة أساسية في النظم الحلولية). وبعد الزيارة, يقوم المريد بإعطاء المحصل بعض المال (بالعبرية: فيديون), من أجل الخلاص الروحي وهي اختصار «فيديون نيفيش», أي «فدية أو خلاص النفس». ويرى أحد المؤرخين اليهود أن هذه العادة تشبه من بعض الوجوه صكوك الغفران المسيحية في العصر الوسيط. وكان التساديك يلبس الأبيض مثل قيادات الجماعات المسيحية كالدوخوبور والخليستي وغيرهما. وكان يبدأ في تفسير تعاليمه لمريديه بعد أن يتناول وجبه الطعام, ويترك فضلات الطعام ليتخاطفها المريدون باعتبارها مصدر بركة. وبعد انتهاء طقس تناول وجبة الطعام, يقوم المريدون بالرقص والغناء, وكان التساديك يشاركهم هذا الطقس أيضا. وحينما يموت التساديك, كان يدفن في ضريح فاخر يحج إليه المريدون. ويقال إن بعض المريدين كانوا يقومون بالإدلاء باعترافاتهم أمامه على طريقة الكنائس المسيحية. وكان بعض القادة التساديك يتصف بالتقوى والزهد والتضحية بالنفس, وكانوا يؤكدون زعامتهم على أساس تقوقهم الأخلاقي والروحي. ولكن بعضهم الآخر أثرى ثراء فاحشا أدى إلى ظهور عوامل الانحلال بينهم في نهاية الأمر, مثال ذلك حفيد بعل شيم طوف الذي كان يعيش مثل النبلاء البولنديين ويمتلك مهرجا داخل بلاطه,وكان يطارد أي تساديك حسيدي آخر يدخل منطقته. وكان بعض القادة التساديك يتجولون في عربات تجرها عدة أحصنة مثل النبلاء البولنديين (ومثل جيكوب فرانك من قبلهم). وقد تحول منصب التساديك إلى منصب يتوارثه أعضاء الأسرة. وقد أصبح هذا التوراث القاعدة فيما بعد, الأمر الذي يعكس التأثر بالنظم الإقطاعية البولندية السائدة. وبهذا, أصبحت القداسة, مثل الكهنوت, مسألة داخلية تورث. ولكن الحسيديين يفسرون هذا الفساد باعتباره ضروريا للوصول (كما هو الحال مرة أخرى مع الماشيح), ولكن توارث القداسة هو في واقع الأمر سمة أساسية في الأنساق الحلولية.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الإثنين نوفمبر 01, 2010 1:08 am | |
|
اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
البناءون (بنائيم)
«البناءون» ترجمة لكلمة «بنائيم». والبناءون فرقة يهودية صغيرة ظهرت في فلسطين في القرن الثاني الميلادي. ومعنى الكلمة غير معروف بصورة محددة, فيذهب بعض العلماء إلى أن الاسم مشتق من كلمة «بنا» بمعنى «يبني», وأن أتباع هذه الفرقة علماء يكرسون جل وقتهم لدراسة تكوين العالم (كوزمولوجي). ويذهب آخرون إلى أن (البنائيم) فرع من الأسينيين. ويذهب فريق ثالث إلى أن الاسم مشتق من كلمة يونانية بمعنى «حمام» أو «المستحمون». ويذهب فريق رابع إلى أنهم أتباع الراهب الأسيني بانوس. ولعل ربط البنائيم بالأسينيين يرجع إلى اهتمامهم البالغ بشعائر الطهارة والحفاظ على نظافة ملابسهم.
التقويم العبري
يوافق يوم السبت السابع والعشرين من سبتمبر الحالي عيد رأس السنة العبرية حسب التقويم العبري... فالسنة العبرية ليست كالتقويم المسيحي الميلادي المتعارف عليه, بل تسير حسب الشهور القمرية (مثل السنة الهجرية في الإسلام). مع اختلاف جوهري لدى اليهود يسمى <<عبرنة>> السنة بإضافة شهر قمري ثالث عشر لتبقى أعيادهم الرئيسية شبه ثابتة في شهور معينة من كل عام مع اختلافها من عام لآخر بقدر الاختلاف السنوي بين الشهور القمرية الميلادية (حوالي 11 يوم تقريبا كل عام). واليوم سنلقي الضوء على التقويم العبري والسنة العبرية في المصادر الدينية والتراث اليهودي باعتبارها أحد العناصر الهامة التي لا يعرف المهتمين بدراسة الشؤون الإسرائيلية واللغة العبرية على حد سواء الكثير عنها. والمعروف من المصادر عن التقويم العبري بإسرائيل حتى فترة السبي البابلي قليل للغاية. فهناك إشارات في التوراة (بأسفارها الخمس الأولى) إلى تقويم قمري (كالتقويم الإسلامي) في العصر القديم. ولكن بعد استيطان الأرض استوجبت الأعياد المرتبطة بمظاهر الطبيعة والأعمال الزراعية الأخذ في الاعتبار كذلك السنة الشمسية (والتي تتكون من 365يوم)... ولا توجد معلومات كافية عن طريقه التوفيق والملائمة بين التقويميين. فالسنة العبرية بدأت في الخريف, ولكن لدواعي الطقوس الدينية عادوا إلى صهيون (بعد السبي البابلي) قد جلبوا معهم من بابل معلومات فلكية وطرق تقويم تاريخي مما ساعد على حساب السنة والتقويم العبري. ومنذ بداية فترة <<المشنا>> وربما حتى في فترة الكنيست الكبرى (وهي الفترة التي تأسس فيها المجمع الإسرائيلي الأكثر في عهد ملوك فارس إبان ظهور النبي عزرا والنبي نحميا وبقي حتى عهد الاسكندر المقدوني... وكان ذلك المجمع يعالج الشؤون الدينية والدنيوية للشعب اليهودي) استكملت عمليات رصد رؤية هلال القمرة الوليد في سماء الغرب بالقرب من غروب الشمس. أما فيما يتعلق بنهج عبرنة السنة (بإضافة شهر قمرية إضافي لشهور السنة كل أربع سنوات, مع السنة الكبيسة الميلادية لتثبيت مواسم الأعياد الزراعية والدينية نسبيا) فقد استكملت بمتابعة الرصد الفلكي والرصد لمواسم الزراعة. أما عن تقديس الشهر وفقا للرؤية بالعين. والتي تستعين بالرصد, فقد ورد عدة مرات متكررة بتفاصيله في تفاسير المشنا. فعلى مدى مئات السنين استخدمت تلك المعلومات الفلكية في الأساس لفحص ودراسة شواهد الرؤية المجردة. ولكن بمرور الزمن أصبحت تلك المعلومات الفلكية هي الأساس, والرؤية المجردة هي الثانوية حسب التراث المتوارث. ومن كل تلك المعطيات يتضح أن عدد الأيام التي ما بين شهري آذار وتشري كان محددا. كما كان متفق عليه ألا تحتوي السنة البسيطة أكثر من ثمانية أشهر كاملة. وليس أقل من أربعة أشهر. و يتضح كذلك أن تعارفا على قانونية طول الأشهر (29 أو30 يوم) كان قائما وبارزا في فترات قديمة للغاية. وعلى وجه الخصوص قد حرص اليهود على عدم عبرنة أشهر ألون وأدار,حتى يستطيع يهود بابل أن يعرفوا مسبقا, بواسطة الرسل الذين خرجوا إليهم من أرض إسرائيل ( في فترة السبي البابلي), متى سيحل راس السنة وعيد الفصح... وعلى ذلك, فقد أصبحت المعايير والمفاهيم التالية هي تحكم التقويم العبرية وعلاقته بالتقويمات الأخرى. مفردات تتعلق بالتقويم العبري: شاناه إزراحيت: وتعني السنة الميلادية (ابتداء من يناير وحتى نهاية ديسمبر). شاناه حاسيراه: السنة البسيطة أو الناقصة ( وهي في التقويم العبري تتألف من 353 يوما في حين أن السنة العبرية الكبيسة تتألف من 13 شهرا أو 383 يوما). شاناه معوبرت: السنة الكبيسة ( وهي في التقويم الميلادي يتألف فيها شهر شباط <<فبراير>> من 29 يوما وليس 28 يوم. أما في التقويم العبري فتتألف من 13 شهرا). شاناه بشوطاه: سنة عادية (تتألف من 12 شهرا في التقويم الميلادي, وشهر شباط منها يتألف من 28 يوما. وفي التقويم العبري تتألف من 12 شهرا عاديا). قواعد عبرنة السنة: إن إضافة شهر أذار مكرر لعبرنة السنة (كل أربع أعوام بسيطة) جاء ذكرها ووصفها بالتفاصيل في سفر سانهادرين (الإصحاح 10,13) من تفاسير المشنا والتلمود. فقد كان يحدد قواعد عبرنة السنة ثلاثة عوامل رئيسية قديما ـ وكان توافر اثنين منها معا كافيا للقيام بذلك ـ وهي فصل الربيع (مع نضج زراعة القمح حتى وقت الحصاد). وثمار شجر الإيلان وتطور نموها في الربيع, والفترة التي يتساوى فيها الليل والنهار في الربيع, والذي لا يحدث بعد منتصف شهر نيسان. فإضافة 30 يوما للعام (أو شهرا من 29 أو 30يوم) قبل شهر نيسان جاءت حسب التراث اليهودي لتعديل الوضع قوت الضرورة. كما وجد أن العنصر الفلكي بمفرده ـ أي تساوي ساعات الليل مع النهارـ ليس حاسما وأن ثقله أقل من اعتبار الوضع في الزراعة. وبالإضافة لذلك كله, فقد استعان مجلس حكماء اليهود الأعلى المعروف باسم السانهورين بمتابعة دورات فلكية مختلفة وصلت ثماني, أو ثلاثين بل وحتى 84 عاما. وخلال فترة لا تقل عن 800 عاما منذ عهد الرابي <<عكيفا>>, والذي كان على ما يبدو أول من قام بتعديل قواعد ثابتة لعبرنة السنة, وحتى وقت الخلاف الذي نشب بين الحاخام <<سعديا>> وبين <<بن ميئير>> طرأ تغيير بطيء نحو تقويم عبري ثابت, ولكن منذ القرن العاشر الميلادي لم يطرأ أي تغيير على التقويم العبري أو طقس عبرنة السنة. رأس السنة العبرية: ويوافق هذا العام (2003) السابع والعشرين من سبتمبر الحالي... وعيد رأس السنة العبرية هو الأكبر من بين أعياد إسرائيل. ومع حلوله يبدأ اليهود باستراجاع <<الأيام الفظيعة>> والتي تنتهي مع الصوم الكبير يوم الغفران (أو يوم كيبور). ومصدر الاحتفال برأس السنة ليس واضحا لنا, مثل وضوح مصادر باقي الأعياد في إسرائيل والتي يتم شرح ظروفها وملابساتها جيدا في التوراة. حتى أن الاسم المفسر <<رأس السنة لم يأت ذكره في التوراة. فقد جاء ذكره مرة واحدة فقط في جزء <<الأنبياء>> بالعهد القديم وليس في التوراة بأسفارها الخمس, وحتى تلك المرة الوحيدة فلا ترتبط باليوم الأول من الشهر السابع, بل من العاشر منه, حيث جاء في سفر يحزقيئيل: في الخمس وعشرين عاما لمنفانا. في رأس السنة في العاشر من الشهر. وصف الاحتفال بالعيد: جاء في سفر العدد: <<يوم نفخ في الصور ـ البوق ـ يكون لكم>>. وكما جاء في سفر <<اللاويين>> فقد ذكر فقط علامات العيد (النفخ في الصور) ورمزه. ولكن لم يذكر العوامل التي أدت إليه أو أسبابه. وهذا ما لم تتبعه التوراة بالنسبة للأعياد الأخرى. فمثلا نجد أن السبب الرئيسي في الاحتفال بعيد الأسابيع ـ شفوعوت ـ هو نزول التوراة على موسى عليه السلام, وكذلك عيد الحصاد, وعيد سوكوت... والواقع أن الأعياد التي كان يتم فيها الاحتفال بالنفخ في الأبواق كانت كثيرة في إسرائيل, كما كان تتويج الملوك يواكبه نفخ في الصور, وهكذا أمر داوود عليه السلام لتخليد ولذكر تتويج سليمان عليه السلام. ومنذ خروج بني إسرائيل من مصر وحتى نهاية فترة التيه بسيناء. اتضح أن طابع وخواص مواسم السنة في أرض إسرائيل يختلف تماما عن طابعها في مصر وفي صحراء سيناء. فكان الشعب اليهودي منذ البداية يذكر تواريخه وفقا لحادث الخروج من مصر. وعند استقراره فقط على أرضه, بدأ الشعب اليهودي يشعر بأن نيسان ليس هو الشهر الربيعي الذي يمثل توقفا بارزا بنهاية عام وبداية عام جديد. بل هو شهر تشري, وفيه أضعف مواسم العام. ففي نهاية الصيف ـ في تشري ـ تفقد الأرض نضارتها ويتوقع الجميع الإنقاذ والخلاص للحياة. فعندما تحددت الأعياد بنظامها وفي مواعيدها لم يكن رأس السنة الطبيعي قائما ومعروفا لبني إسرائيل. ولذلك لم يعرفوا رأس السنة باسمها المفسر... ومع مرور الوقت فقط, احتل شهر تشري مكانة الطبيعي والملائم لظروف البلاد. وهذا العيد طبيعي أيضا. حيث يتفق توقيت رأس السنة مع ظروف ارض إسرائيل كذلك في العصر الحديث, وإن كانت قد حدثت عدة تغيرات في أساليب زراعة اليهود. وعلى مدى السنوات العديدة التي عاش فيها الشعب اليهودي في الشتات, حدد (أي الشعب اليهودي) أنماط وأشكال محددة لعيد راس السنة العبرية, فقد شكل خطوط وعلامات مميزة لهذا العيد, حلت فيها القيم الاجتماعية, الأخلاقية والدينية محل القيم الطبيعية الاقتصادية التي افتقدها الشعب في كافة أرجاء العالم بالشتات.
الحمام الطقوسي (مكفيه) RITUAL BATH
تعبير <<الحمام الطقوسي>> يقابل كلمة <<مكفية>> العبرية. والحمام الطقوسي هو الحمام الذي يستخدم ليتطهر فيه اليهود بعد أن يكونوا قد تنجسوا, كما يستخدم الحمام الطقوسي لتطهير الأوعية التي صنعها غير اليهود. وحتى يكون الحمام شرعيا, يجب أن يحتوي على ماء يكفي لتغطية جسد امرأة متوسطة الحجم, ويجب أن يأتي الماء من عين أو نهر. ولا يبيح الشرع لليهود أن يسكنوا في مكان لا يوجد فيه حمام طقوسي. ويتعين على المرأة اليهودية أن تأخذ حماما طقوسيا بعد العادة الشهرية, وقد جاء في إحدى الصياغات الحاخامية المتطرفة أن على مثل هذه المرأة, وهي في طريقها إلى المنزل, أن تحذر مقابلة فرد من الأغيار, أو خنزير أو كلب أو حمار. وإن قابلت أيا منهما فعليها أن تغير طريقها لأنه سينجسها مرة أخرى. وعلى كل من يتهود أن يأخذ حماما طقوسيا. وعلى سبيل المثال, فقد طلبت الحاخامية من يهود الفلاشاه أن يأخذوا حماما طقوسيا ليتطهروا حتى تكتمل يهوديتهم, فرفضوا ذلك لأن هذا يفترض نجاستهم. كما أن النساء المتهودات عليهن أن يأخذن حماما طقوسيا وهن عاريات تحت عيون ثلاثة حاخامات, الأمر الذي ترفضه الكثيرات منهن.
عدل سابقا من قبل امل فلسطين في الجمعة فبراير 25, 2011 5:55 am عدل 1 مرات | |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الإثنين نوفمبر 01, 2010 1:16 am | |
|
اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
الجمعية اليهودية للاستعمار في فلسطين
<<بيكا>> هي الأحرف الأولى من الكلمات الإنكليزية : Palestine Jewish Colonization Association. أسسها في سنة 1924 البارون روتشيلد (1845 ـ1934) لتخلف جمعية الاستعمار اليهودي, (ريكا) التي أسسها هو نفسه لإدارة المستعمرات التي أقامها في فلسطين بدءا من مطلع عام 1900. وجاء تأسيس الجمعية الجديدة بسبب اتساع مشروعات روتشيلد الاستيطانية ونموها. وقد عين ابنه جيمس رئيسا عليها, واعترفت حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين بالجمعية الجديدة فور تأسيسها في عام 1924. وقد أقامت <<يكا>> ومن بعدها <<بيكا>> مجموعة من المستعمرات, منها سجرا وكفار تايور ويفيئل وبيت غان وما تسببه كنيرت وكفار جلعادي وتل حيي وإيليت هاشاحر ومحنايم وبنيامنيا وبين براك ومجدائيل ورمتايم وهرتسليا, وكفار حانيم ورديس حنا. وتل موند وناتانيا. وهدار. كما اشتركت <<بيكا>> في إقامة مستعمرات مشمار هاشلوشا وغينوسار ومعيان تسفي وبيت قيشت وغيرها. وعملت في تجفيف مستنقعات بتاح تكفا والخضيرة وكفارا وسواها. كذلك ساعدت <<بيكا>> في إقامة مشروعات اقتصادية, مثل معامل الخمور في ريشون لتسيون, وفي زخرون يعقوب, ومصنع كهرباء روتنبرغ, ومصنع إسمنت نيشر, وشركة ملح عتليت, والمطاحن الكبيرة في حيفا. وبعد وفاة جيمس روتشيلد عام 1957, وحسب وصيته, توقفت عمليات بيكا, ونقلت أملاكها ومشروعاتها إلى <دولة إسرائيل>. وقد أقيم مبنى الكنيست في القدس من أموال هذه التركة.
الحالوتسيم
<<الحالوتسيم>> كلمة عبرية تعني <<رواد>> أو <<طلائع>>, ومفردها <<حالوتس>>. وقد أطلق المؤرخون الصهيونيون هذه التسمية على تيار من مهاجري الهجرة الثانية (1904 ـ1914) من الشبان الصهيونيين المتحمسين الذين قدموا إلى فلسطين ليصبحوا عمالا زراعيين في المستعمرات الصهيونية. وكان كثير من هؤلاء المهاجرين ـ حسب المصادر الصهيونية ـ أعضاء في جماعات ثورية روسية تأثروا بالأفكار الراديكالية والاشتراكية التي كانت مألوفة في أوساط المنظمات السياسية المختلفة في روسيا آنذاك. ويقال إن دوافع تكوين هذا التيار ترجع إلى أحداث سنة 1905 في روسيا, و الاضطرابات ضد اليهود, وخيبة أمل قسم من الشباب اليهودي بإمكان حل مشكلة اليهود في المهجر. ويفترض المؤرخون الصهيونيون أن الحالوتس, أو الرائد, شخص تتجسد فيه مجموعة من العوامل المشتركة أولها عنصر التضحية بالذات, فهو على استعداد لحرمان نفسه والعيش حياة الزاهد الناسك. وليس هذا الحرمان من أجل الحرمان نفسه, وإنما من أجل القيام بواجب مهم للجماعة. ويتمثل العنصر الثاني في الاهتمام الشديد بالأعمال الزراعية, أو العمل اليدوي بصفة عامة. وهذا العنصر أمر جوهري في خلق إنسان يهودي جديد عن طريق العمل الجسماني. وثالث العناصر هو إحياء اللغة والثقافة العبريتين. ويرتبط بهذا ارتباطا وثيقا التركيز على المساهمة الفعالة في أوجه النشاط الاجتماعي وفي حياة المجتمع. وكان هذا المزيج من العناصر المختلفة هو الذي هيأ الجوانب الديناميكية لصورة الرائد. فقد نادى الحالوتسيم برفض حياة اليهود فيما سموه <<الدياسبورا>> وبالتمسك بفكرة العمل الذاتي وبعودة يهود العالم إلى فلسطين. توجز أهداف الحالوتسيم في ثلاثة أمور: أرض عبرية, وعمل عبري, ولغة عبرية, وقد برزت في تلك الفترة, أي فترة الهجرة الثانية التي كان الحالوتسيم في عدادها, الدعوة إلى احتلال الأرض وممارسة العمل العبري. وساهم الحالوتسيم في ظهور فكرة الحراسة الذاتية للمستعمرات الصهيونية في فلسطين, ولهذا ارتبطت هذه الريادة بمزارع الكيبوتز. وهي الفكرة التي كانت نواة للتنظيمات العسكرية الصهيونية التي نشأت في فلسطين ابتداء من منظمة هاشومير. سنة 1909, ومنظمة الهاغاناة سنة 1921, وغيرها من المنظمات العسكرية التي انبثق منها سنة 1948 الجيش (الإسرائيلي). ويعتبر أهارون غوردون وهو صهيوني عملي, الأب الروحي المؤسس للحالوتسيم. فقد تبنت هذه الجماعة دعوته إلى <دين العمل>> وتقديسه, وهي دعوة استمدها غوردون من التوراة والتلمود. وقد ترك نمط الرائد أثره العميق في الفكر الاستيطاني الصهيوني, فهو إلى اليوم المثل الأعلى الذي يحتذي في (إسرائيل), لأن المجتمع الإسرائيلي الذي لم تتحدد بعد حدوده الجغرافية لا يزال, بشكل من الأشكال في نظر الصهيونيين, مجتمع رواد يقومون باستيطان أراض جديدة.
الجبهة التوراتية
تتألف الجبهة التوارتية التي تكونت عام 1955 من حزب أغودات إسرائيل, وحزب بوعالي أغودات إسرائيل والكتلة المركزية, وشلومي إيمونيل والكتلة الموحدة. غير أن الخلاف بين حزبي أغودات إسرائيل وبوعالي أغودات إسرائيل إسرائيل سرعان ما أدى إلى انفصال الحزب الأول عن الجهة التوراتية, وبالتالي إلى خوض المعركة الانتخابية للكنيست الثامن عام 1977 بصورة مستقلة. والجبهة التوارتية شديدة العداء لحقوق الشعب العربي الفلسطيني. فقد حاربت اتفاقيتي كامب ديفيد بين بيغن والرئيس السادات والرئيس الأمريكي كارتر, وعدتهما تنازلا من جانب (إسرائيل), لأن إحدى الاتفاقيتين أشارت إلى موضوع الحكم الذاتي لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد تزعم الحاخام كالمان كهانا عضو الكنيست معارضة الاتفاقية لأنها قد تؤدي, برأيه في يوم من الأيام <<إلى العودة إلى حدود عام 1967>>. ومفهوم الجبهة التوارتية (لدولة إسرائيل) هو المفهوم التوسعي المتعصب, أي أرض (إسرائيل) من الفرات إلى النيل.
اليبوسيون
سكان مدينة القدس* التي كانت تعرف قبل احتلالها في زمن الملك داود باسم يبوس فنسبوا إليها وعرفوا باسم <<اليبوسيون>> ولا تزال هوية اليبوسيين القومية من المواضيع المثيرة للجدل وتعدد الآراء بسبب ندرة الأدلة من جهة, وعدم وضوح المعروف منها في الوقت الحاضر من جهة أخرى. فهناك من الباحثين من يرون أن اليبوسيين كانوا من الشعوب السامية ويستندون في رأيهم هذا إلى المصادر التوراتية التي تعتبرهم من الأقوام التي انحدرت من كنعان*. ويرى آخرون أنهم من الساميين العموريين استنادا إلى ما تحدثت عنه التوراة* من ترؤس ملك اليبوسيين <<آدوني صادق>> لحلف أقامه العموريون* للوقوف في وجه الزحف الإسرائيلي على فلسطين بزعامة يشوع, واستنادا إلى العثور على اسم <<يابو ـ سوم>> في الكتابات العمورية التي تعود إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد في المنطقة الواقعة على حدود بلاد بابل الشمالية الغربية, وهي منطقة كانت تعرف باسم بلاد عمورو ومنها دخل العموريون إلى العراق. ويرفض عدد آخر من العلماء قبول الرأي القائل إن اليبوسيين كانوا من الساميين ويرجحون نسبهم إلى أصول حورية. وحجتهم في ذلك أن الأسرة التي كانت تحكم القدس في عصر العمارنة (حوالي 1400 ق.م) كانت تحمل أسماء حورية كالملك <<عبدي ـ خيبا>> لأن <<خيبا>> أو <<خيبات>> اسم آلاهه حورية مشهورة. وكذلك فإن اسم الملك اليبوسي<<ارومة>> الذي باع أرضا للملك داود هو وفقا لهذا الرأي تحريف لتعبير حوري ورد في المصادر الأوغاريتية وهو <<أويري Ewri>> ويعني سيد أو ملك. إن تعداد الآراء وتناقضها بالنسبة إلى هوية اليبوسيين يشيران بوضوح إلى أن هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى مزيد من الأدلة والبحث. أما بالنسبة إلى تاريخ دخول اليبوسيين فلسطين فإن العلماء الذين يعدونهم من الشعوب السامية يحدون هجرتهم في الفترة التي دخلت خلالها بقية القبائل الكنعانية في أواخر الألف الثالث وأوائل الألف الثاني قبل الميلاد. وإذا كان من الصعب البرهنة على وجود اليبوسيين في هذا التاريخ المبكر فإن الأدلة المستنبطة من رسائل تل العمارنة* تشير بما لا يترك مجالا للشك إلى وجودهم في فلسطين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وهناك من يعتقد بأن اليبوسيين كانوا آخر من دخل فلسطين من الشعوب قبل الاحتلال الإسرائيلي, لأن اسمهم يرد في غالب الأحيان في نهاية قائمة الشعوب المذكورة في التوراة. ويبدو أن عدد اليبوسيين لم يكن كبيرا بدليل ارتباطهم بمدينة يبوس فقط وعدم وجود ما يشير إلى انتشارهم في أنحاء أخرى من فلسطين. ولكنهم على قلة عددهم ظلوا يحكمون مدينة يبوس (القدس) قرونا قبل أن يتمكن داود من الاستيلاء عليها. وهناك ما يشير إلى شدة مقاومتهم للغزو الإسرائيلي, حتى إن ملكهم آدوني صادق ترأس حلفا من أربعة ملوك لمقاومة الإسرائيليين بزعامة يشوع الذي استطاع أن ينزل الهزيمة بالحلفاء. وقد بقي نفوذ اليبوسيين قويا حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي بدليل اضطرار الملك داود إلى شراء الأرض التي أراد أن يبني عليها المعبد من ملكهم. ويبدو أن اليبوسيين استعادوا استقلالهم مرة أخرى بعد سقوط دولة يهودا في سنة 586 ق.م. على يد نبوخذ نصر وسبي الكثير من اليهود إلى بلاد بابل ( ر: السبي البابلي) وقد حاول اليبوسيون فيما بعد منع العائدين من اليهود من إعادة بناء الهيكل الذي دمره نبوخذ نصر. وكانت لليبوسيين ديانة هي مزيج من العقائد السامية والحورية, وكانت لهم صناعة وتجارة. وانصهروا بعد القرن السادس قبل الميلاد بالأقوام الأخرى.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الإثنين نوفمبر 01, 2010 1:22 am | |
| اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
الحركة الشبتانية
«الشبتانية» مصطلح يطلق على الحركات المشيحانية الدينية الباطنية (الغنوصية) اليهودية التي ظهرت في الغرب وأطراف الدولة العثمانية بعد أن أسلم شبتاي تسفي. وكلها هرطقات ضد الدين اليهودي, وضد الصياغة التلمودية على وجه الخصوص. وتعد الشبتانية شكلا من أشكال الثورة ضد الدين اليهودي, وتعبيرا عن أزمة اليهودية. وقد ساهمت القبالاه اللوريانية وانتشارها في خلق التربة الخصبة لانتشار الأفكار الشبتانية. والواقع أن المفهوم القبالي الخاص بإصلاح الخلل الكوني (تيقون) قد غير كثيرا من المفاهيم اليهودية التقليدية تماما. فقد كان الخلاص يعني العودة إلى أرض الميعاد, أما التيقون فقد جعل الخلاص هو إصلاح الخلل الكوني وإنهاء حالة النفي التي تسم الكون بأسره. والنفي ليس وضعا خارجيا كامنا في وجود اليهود خارج فلسطين, وإنما هو وضع داخلي كامن في الطبيعة البشرية نفسها ويتمثل في ابتعادها عن الإله وعدم التصاقها به (ومن هنا أهمية الأوامر والنواهي والوصايا لكل من اليهود والأغيار). وتبدأ عملية الخلاص في هذا العالم الداخلي الباطني أي في عقل الإنسان وقلبه, استعدادا للخلاص الخارجي, بمعنى أن الحالة العقلية النفسية أكثر أهمية من اللحظة التاريخية. وبذلك فقد مزجت القبالاه اللوريانية النزعة القبالية الباطنية (الذاتية) بالنزعة المشيحانية الخارجية, وجعلت الثانية تعتمد على الأولى, ومهدت الطريق بذلك لظهور شبتاي تسفي والشبتانية ككل. ولكن أتباع شبتاي تسفي قاموا بتعديل التصور اللورياني وتعميقه, فالقبالاه اللوريانية, مثلها مثل قبالاة الزوهار (برغم حلوليتها المتطرفة وهرطقتها), كانت تحوي داخلها إمكانية تعميق الولاء للشريعة وممارسة شعائرها, وبالفعل جعلت الخلاص المشيحاني وإصلاح الخلل الكوني (نيقون) مرتبطا بممارسة اليهود للشعائر وتنفيذهم الأوامر والنواهي. أما شبتاي تسفي وأتباعه, فقد كان موقفهم معاديا للشريعة والشعائر بشكل واضح وصريح, بل تعمدوا خرق قوانينها وإبطال أوامرها ونواهيها. وإذا كان الشعب اليهودي يشغل في التصور اللورياني مركز عملية الخلاص, فإن شخصية الماشيح, بدلا من الشعب اليهودي, يعود إلى وجود اليهودية إما في تربة مسيحية (بولندا وروسيا) أو على مقربة منها (في شبه جزيرة البلقان). وقد قضى يهود المارانو عشرات السنين يعانون من الاضطهاد الناجم عن قولهم إن المسيح عيسى بن مريم ليس هو الماشيح الحقيقي, وأن الماشيح اليهودي سيأتي لينقذ شعبه. وهكذا تحولت النزعة المشيحانية إلى إيمان بشخصية الماشيح. وكان من الممكن أن يؤدي ظهور شبتاي تسفي إلى سد الفجوة بين الظاهر والباطن. ولكنه, كما هو متوقع, فشل في ذلك تماما, الأمر الذي أدى إلى ظهور الحركة الشبتانية برؤيتها للكون. ويعد نيثان الغزاوي أهم مفري الشبتانية وأبرز دعاتها, فقد أعاد تفسير كثير من الأفكار اللوريانية, وأضاف إليها حتى خلق نسقا فكريا يعد تنويعا جديدا على النسق اللورياني. وأهم أفكار نيثان هي فكرة «النور الذي لا عقل له» مقابل «النور العاقل» وحسب هذا التصور, يحوي الإين سوف (الإله الخفي أو العدم) النورين داخله. أما الأول, فهو قوة مدمرة هائل لا عقل لها, وهي لا تكترث كثيرا بعملية الخلق بل تعاديها فيه قوة العدم. وأما النور العاقل, فهو النور الذي يفكر في عملية الخلق ويقوم بها في نهاية الأمر. وقد حدثت عملية الانكماش الإلهي (تسيم تسوم) ليس في الوجود الإلهي بنوريه العاقل والمعادي للعقل وإنما حدثت في النور العاقل وحده استعدادا لعملية الخلق, فانفصل النور العاقل عن النور الذي لا عقل له فصار هذا النور العدمي قوة نابعة من الإين سوف (الإله الخفي) مستقلة عنه, وبذلك فقد أصبح قوة الشر, أي أن الشر الماثل في الدنيا إن هو إلا جزء من الإله. ويقوم هذا النور بتدمير كل ما ينتجه النور العاقل الذي اخترق, رغم هذا, الفضاء العلوي وشيد العالم. ومع هذا. فقد ظل النصف السفلي, أو الهوة الكبرى (الهيلولي السفلي), مظلما بعيدا عنه وعن سلطانه. ويصبح جدل الكون هو محاولة النور العاقل الوصول إلى العالم السفلي, وقيام النور غير العاقل بصد الإشعاعات (وهذا تعبير عن الثنوية القوية داخل التركيب الجيولوجي اليهودي). ولا يمكن في الواقع أن تصل هذه الإشعاعات إلا من خلال شخصية الماشيح, فهو وحده القادر على توصيلها وعلى إعادة تشكيل الهيلولي السفلي. بل إن روح الماشيح توجد في هذا العالم السفلي. فهو إحدى الشرارات الإلهية التي التصقت بالقشرة (قليبوت), ولذا فهو ليس خاضعا لسلطان التوراة أو القانون, وهو وحده القادر على بدء عملية التيقون. والبشر جميعا خاضعون لسلطة الشريعة, التي هي تعبير عن النور العاقل والأرواح المتصلة به, على عكس الماشيح الذي لا يخضع لسلطانه. فهو يحوي النورين, وله من الرخص ما لم يمنح لبشر. وقد مكنت هذه الفكرة نيثان الغزاوي من أن يفسر تلك الأعمال الغريبة التي صدرت عن الماشيح. وقد وصفه بأنه البقرة الصغيرة الحمراء التي ورد ذكرها في العهد القديم (عدد 19), فهو يطهر المدنسين ولكنه هو نفسه مدنس, وهو أيضا الثعبان المقدس الذي سيخضع ثعابين الهوة (والواقع أن كلمة «ناحاش» العبرية, أي ثعبان, لها القيمة الرقمية نفسها التي لكلمة «ماشيح», ولذا فإنه مقدس مهما أتى من أفعال قد تبدو مدنسة). وتستند هذه الرؤية للماشيح إلى فكرة شبتانية أساسية, وهي فكرة التوراتين: توراه دي أتسليوت, أي توراة العالم العلوي أو توارة الفيض والخلاص, وتوراه دي بريئاه, أي توراه الخلق أو توراه الظاهر والعالم الحسي أو السفلي. فحسب التصور الشبتاني (وهو مجرد تطوير وتعميق للفكر القبالي), هناك معنيان للتوراة, أحدهما ظاهري والآخر باطني. ويرتبط المعنى الظاهري بهذا العالم, عالم الخير والشر والحياة والموت والزوال والدنس والشتات والنفي. ولذا, فإن هذه التوراة, توراة لخلق والخليقة, تحوي الوصايا والأوامر والنواهي التي يجب على اليهودي اتباعها ليساعد الشخيناه (المنفية مع اليهود) في محنتها. ويشار إلى توراة الخلق هذه بأنها رداء الشخيناه في سبيها. أما المعنى الباطني للتوراة, فيرتبط بالعالم السامي, عالم الخير والحياة الأزلية, وهو عالم ثابت لا نفي فيه ولا شتات, وتوارته هي توارة الخلاص, وبرغم التشابه بين التوارتين في المحتوى والألفاظ, فإن طريقة فهم كل منهما مختلفة لأن تفسير كل توراة يتم وفقا للعالم الذي نزلت من أجله. فالتوراة في العصر السابق على الخلاص (العصر الشبتاني أو المشيحاني), تقرأ في ضوء من الوصايا والنواهي والتحريمات المعروفة لدينا. أما توراة الخلاص والفيض فتسمح بالمحرمات, بل إن انتهاك توراة الخليفة لينهض دليلا على مجيء العصر الجديد الذي بشر به شبتاي تسفي. ويستند كل هذا إلى مفهوم محوري في الفكر الشبتاني, هو مفهوم قداسة الرذيلة. فالأفعال المدنسة هي في الواقع أفعال مقدسة, شكلها الخارجي وحسب هو المدنس (ويظهر هنا تأثير دني. وقد وجد الشبتانيون تبريرا لرأيهم هذا في التلمود الذي ورد فيه أن الخطيئة التي تقترف لذاتها هي أعظم من وصية لا تؤدي لذاتها. كما أن المختارين لا يمكن أن يحكم عليهم بالمقاييس العادية, فهم ينتمون إلى قانون مختلف هو قانون الفيض, وهم فوق الخير والشر (مثل الإنسان الأعلى عند نيتشه). فمن المستحيل على الذين يعيشون في عالم التيقون أن يرتكبوا الخطيئة, لأن الشر بالنسبة إليهم فقد معناه لأنهم وصلوا إلى الخلاص الداخلي الكامل. وقد بشر باروخيا روسو أتباعه بأن الست والثلاثين خطيئة القاطعة التي تنص الشريعة اليهودية على قتل من يرتكبها, هي خطايا من وجهة نظر توراة الخلق فقط. أما وقد تم الوصول إلى مرحلة الخلاص, مرحلة توراة الفيض, فإن تلك الخطايا قد أصبحت من المحللات. وأصبح الشبتانيون يتحللون من كل الأوامر ويترخصون في كل النواهي, بل أصبحوا يرون أمن من واجبهم انتهاك الشريعة وتدنيس الأخلاقيات الشائعة باسم المعاني الباطنية والمبادئ السامية. وصار شعارهم الأساسي عبارة شبتاي تسفي: «الحمد لك يا رب, يا من تحلل المحرمات». والمعنى الباطني للتوراة هو المعنى الحقيقي بالنسبة إلى المبشرين بعالم الخلاص, وبالنسبة إلى الذين وصلوا إليه. ومن العلامات الحقة لإيمانهم أنهم يخفون دينهم الحقيقي ويبقونه سرحا خفيا عن عيون البشر. بل يجب على المؤمن الحق أن يدخل كل الأديان وينتمي إليها بصورة ظاهرة, على أن يبطن دينه الحقيقي. وهو بذلك سيتمكن من أن يهدم الأديان كلها التي سيرتديها فقط كغطاء خارجي. ويبدو أن يهود المارانو الذين كانوا يعتنقون اليهودية سرا والمسيحية علنا, قد لعبوا دورا أكيدا في إشاعة هذه الأفكار وفي قبولها. ويرى بعض الدارسين أن ثمة تأثرا بالتراث الديني المسيحي في الفكر الشبتاني, يتبدى في مركزية فكرة الماشيح الفرد الذي يصلب (والصلب في حالة الفكر الشبتاني قد يكون حقيقيا وقد يأخذ شكل الاتداد والتدنس). كما يتبدى الفكر المسيحي في تأكيد الخلاص الداخلي, والحرية الباطنية. بل يذهب الدارسون إلى وجود ثالوث شبتاني: الإله الخفي وإله جماعة يسرائيل والسخيناه, أو تنويعات على هذا الثالوث. وقد تأسست بعد موت تسفي مراكز شبتانية في أطراف الدولة العثمانية في البلقان, وفي كل من إيطاليا وبولندا وليتوانيا. وأهم الحركات الشبتانية هي حركة جيكوب فرانك. ولقد كانت الحركة الشبتانية منتشرة بشكل عميق في أوروبا إذ ظل الشبتثانيون داخل اليهودية الحاخامية, وأبطنوا آراءهم,وقاموا بالدعوة لها سرا, حتى أن أحد عمد اليهود الحاخامية (الحاخام إيبيشويتس) كان من دعاتها. وقد أصبح الشبتانيون من أهم العناصر الثورية والعدمية في أوربا واحتفظوا بآرائهم داخل أنفسهم, حتى ظهرت الثورة الفرنسية, فصار كثير منهم من دعاتها ورسلها. وكان موسى دوبروشكا, أحد المرشحين لرئاسة حركة فرانك, من زعماء الثورة الفرنسية ممن أعدوموا مع دانتون عام 1794. والحركة الشبتانية واحدة من الحركات اليهودية المشيحانية الحديثة التي تعبر عن بؤس اليهود, وعن أزمة اليهودية التي انتهت بظهور الحسيدية ثم الصهيونية, وكلها حركات شعبية هروبية ترفض الزمان والمكان وتطالب بالانتقال من وضع تاريخي متعين متأزم إلى مجتمع جديد مثالي يشيد على أرض فلسطين. وقد اتخذت حركة الهروب هذا الشكل المشيحاني, بسبب الحلولية الكامنة في النسق الديني اليهودي, التي تشكل واحدا من أهم طبقاته الجيولوجية. ويرى أحد المفكرين اليهود أن الحركة الشبتانية هي بداية اليهودية الحديثة, فظهورها تعبير عن ضعف اليهودية المعيارية, أي اليهودية الحاخامية. وهي, بإسقاطها كل النواميس, تشبه في كثير من النواحي الحركات اليهودية المعاصرة, أي اليهودية التي تحاول أن تطرح جانبا القيود المتزمنة التي فرضتها اليهودية الحاخامية على اليهود. وبالتالي, فإن الوريث الحقيقي للشبتانيه هو اليهودية الإصلاحية. فهذه, هي الأخرى, ثورة على التقاليد التلمودية الحاخامية, ويقال إن أحد أهم زعماء اليهودية الإصلاحية في المجر (أرون كورين) كان شبتانيا في شبابه. وثمة رأي آخر يرى أن الوريث الحقيقي للحركة الشبتانية هو الصهيونية فهي ترفض الأوامر والنواهي, ولا تقبل الانتظار حتى يشاء الإله أن يأتي الماشيح. ولكن الطبقة الحلولية اليهودية هي التي تجمع بين كل هذه الحركات التي تعد مجرد تجليات لهذه الطبقة التي تنكر وجود الإله المفارق, وتبحث عن المطلق والركيزة النهائية في المادة نفسها, ولذا يحل الإله تماما في الطبيعة والتاريخ وتتقدس المادة ومن ثم تصبح كل الأمور متساوية (نسبية) وتسقط المطلقات الأخلاقية لتصبح الزذائل فضائل والفضائل رذائل.
[/size]
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الجمعة فبراير 25, 2011 5:53 am | |
|
اعرف عدوك......
مفاهيم ومصطلحات عبرية
اليسار الإسرائيلي الجديد
ظهر اليسار الإسرائيلي الجديد في أعقاب حرب 1967* وعرف باسم <<سياح>> وهو اختصار للكلمات العبرية الثلاث <<سمول يسرائيل حداش>> ومعناها: اليسار الإسرائيلي الجديد. ويضم هذا الحزب أشخاصا كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي الإسرائيلي* قبل انشقاقه, كما يضم بعض اليهود الذين ولدوا في فلسطين قبل عام 1948. وينتسب معظم هؤلاء إلى الطبقة الوسطى وخصوصا في المدن التي يعيش فيها عرب ويهود معا. وكان بعض هؤلاء ينتمي إلى حزب المابام* أهم أحزاب المعارضة في الخمسينات. يحاول حزب اليسار الإسرائيلي الجديد (سياح) الجمع بين الفكرة الصهيونية كفكرة القومية والاشتراكية كنهج في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وانطلاقا من هذا الموقع يسعى الحزب من خلال التعامل مع (إسرائيل) كدولة قائمة ذات وجود شرعي إلى تحسين أوضاع المواطنين العرب والطبقة العاملة وسكان الأحياء الفقيرة من عرب ويهود, كما يحارب التميز العرقي والطائفي الذي يتعرض له المواطنون العرب. والوزن السياسي لهذا الحزب ضئيل جدا, وليس له تمثيل في الحكومة أو الكنيست* ويمكن القول إنه يمثل ردة على ازدياد نفوذ رجال الدين اليهود في الأوساط السياسية في (إسرائيل). ويتركز نشاط الحزب في مدينة القدس* ويدعو إلى العلمانية في كافة مرافق الحياة, وإلى إعطاء المرأة حقوقا كاملة.
الحزب الشيوعي الإسرائيلي
<<ماكي>> اختصار للعبارة العبرية <<مفلاجا كوميونستيت يسرائيليت>> أو الحزب الشيوعي الإسرائيلي. ويعد امتدادا للحزب الشيوعي الفلسطيني الذي تأسس عام 1919 مع وصول أفواج المهاجرين اليهود الجدد الذين يحملون الأفكار الاشتراكية. وقد قام بنشاط كبير بين الميناء والسكك الحديدية في حيفا. بدأ التحول في الحزب منذ مؤتمره الخامس عام 1923 حين اعتبر القومية العربية إحدى الحركات المناوئة للاستعمار. وبدأت تنقيته من الأوهام الصهيونية, ثم انضم عام 1924 إلى الأممية الشيوعية (الكومنترن). امتلأ تاريخ هذا الحزب بالخلافات والانقسامات بين العرب واليهود, حتى إن الكومنترون اضطر عام 1937 إلى قطع علاقاته به. وفي مطلع عام 1943 انشق الشيوعيون العرب عن الحزب, و أسسوا عصبة التحرر الوطني, وفي حين أطلق الحزب على نفسه اسم <<الحزب الشيوعي اليهودي>>. بعد إعلان قيام (إسرائيل) اتخذ الحزب قرارا بتغير اسمه فأصبح <<الحزب الشيوعي الإسرائيلي>>. وتلا ذلك مباشرة ما يسمى بمؤتمر الوحدة في 22 و 23 /10/1948 في مدينة حيفا. وأعلن الشيوعيون العرب أعضاء <<عصبة التحرر الوطني>> في المناطق التي احتلتها (إسرائيل) عام 1948 انضمامهم إلى زملائهم اليهود في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي. ظل هذا الحزب محافظا على خطه الذي تبناه منذ قيام (إسرائيل) وهو محاربة الصهيونية, والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية طبقا لقرار التقسيم, حتى كان آب 1965 فسيطرت الاتجاهات الصهيونية على بعض قادته, وحدث الانشقاق في صفوفه, وتمكنت الأقلية الصهيونية من الاحتفاظ باسم الحزب (ماكي) بقيادة شموئيل ميكونس وموشي سينه, في حين اضطرت الكوادر الشيوعية ذات الأغلبية العربية والخط الأممي إلى اتخاذ اسم راكاح أو <<القائمة الشيوعية الجديدة>>. استمر <<ماكي>> على هذا النحو حتى عام 1976 حين أعلن حل نفسه والانضمام إلى <<حركة الأزرق والأحمر>> الصهيونية العالمية. وقد تقدم الحزب بطلب دخول المؤتمر اليهودي العالمي, ولم يتجاوز عدد مقاعد هذا الحزب في الكنيست, منذ الانشقاق وحتى الانحلال, المقعد الواحد, في حين ظلت مقاعد راكاح تراوح بما بين 3و5 مقاعد.
الحسيدية
«الحسيدية» بالعبرية «حسيدوت» وهو مصطلح مشتق من الكلمة العبرية «حسيد» أي «تقي». ويستخدم المصطلح للإشارة إلى عدة فرق دينية في العصور القديمة والوسطى, ولكنه يستخدم في العصر الحديث للدلالة على الحركة الدينية الصوفية الحلولية التي أسسها وتزعمها بعل شيم طوف. وبدأت الحركة في جنوب بولندا وقرى أوكرانيا في القرن الثامن عشر, وخصوصا في مقاطعة بودوليا التي ظهرت فيها الحركة الفرانكية كما ظهرت فيها فرق بودوليا التي ظهرت فيها الحركة الفرانكية كما ظهرت فيها فرق مسيحية حلولية ذات طابع غنوصي متمردة على الكنيسة الأرثوذكسية الروسية (مثل الدوخوبور والخليستي والكسوبستي). وقد كانت هذه المقاطعة تابعة لتركيا في نهاية القرن السابع عشر, وانتشرت الحسيدية منها إلى وسط بولندا وليتوانيا وروسيا البيضاء ثم المناطق الشرقية من الإمبراطورية النمساوية المجرية: جاليشيا, وبوكوفينا, وترانسلفانيا, وسلوفاكيا, فالمجر ورومانيا. ولكن أقصى تركيز لها كان في الأراضي البولندية التي ضمتها روسيا إليها. وقد انتشرت الحسيدية في بادئ الأمر في القرى بين أصحاب الحانات والتجاروالريفيين والوكلاء الزراعين, ثم انتشرت في المدن الكبيرة حتى أصبحت عقيدة أغلبية الجماهير اليهودية في شرق أوبا بحلول عام 1815, بل يقال إنها صارت عقيدة نصف يهود العالم آنذاك, إلى جانب أنها عقيدة أغلبية يهود اليديشية. ويلاحظ أن الحركة الحسيدية لم تضم في صفوفها كثيرا من العمال والحرفيين اليهود, لأن الأساس الاقتصادي لوجودهم كان ثابتا, كما أن أولادهم كانوا لا يدرسون إلا التوراة, بل كانوا يتركون المدارس بسبب فقرهم ولهذا, فأنهم لم يكونوا يخوضون في دراسة الشريعة الشفوية. وبالتالي, وجدو أفكار الحسيدية غريبة وغير مفهومة, كما أن الأحزاب الاشتراكية والثورية نجحت في ضمهم إلى صفوفها. ويرجع نجاح الحسيدية إلى أسباب اجتماعية وتاريخية عدة, فالجماهير اليهودية كانت تعيش في بؤس نفسي وفقر اقتصادي شديد بسب التدهور التدريجي للاقتصاد البولندي, إذ طرد كثير من يهود الأرندا, وأصحاب الحانات من القرى الصغيرة, الأمر الذي زاد من عدد المتسولين واللصوص والمتعطلين. ويقال إن عشر أرباب العائلات كانوا بلا عمل. وكانت قيادة الحركة الحسيدية ـ أساسا ـ من يهود الأرندا السابقين و مستأجري الحانات وأصحاب المحال الصغيرة. وكانت هذه الجماهير في خوف دائم بعد هجمات شميلنكي, وعصابات الهايدماك من الفلاحين القوزاق. كما كانت تشعر بالإحباط العميق, بعد فشل دعوة شبتاي تسفي وتحوله إلى الإسلام. وهي مشاعر زادت من حدتها التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تخوضها مجتمعات شرق أوروبا آنئذ. هذه التحولات التي جعلت من القهال شكلا إقطاعيا طفيليا لا مضمون له, يقوم باستغلال اليهود لحساب الحكومة البولندية والنبلاء البولنديين, ولحساب موظفي القهال من اليهود الذين كانوا يشترون المناصب. وقد صاحب هذا الوضع تدني الحياة الثقافية والدينية داخل الجيتو والشتتل إلى درجة كبيرة, وصار اليهود يعيشون في شبه عزلة عن العالم, بل في عزلة عن المراكز التلمودية في المدن الكبرى. وعلى أية حال, كانت اليهودية الحاخامية قد تحولت إلى عقيدة شكلية, تافهة وجافة, خالية من المضمون الروحي والعاطفي, وتؤكد الأوامر والنواهي دون اهتمام بالمعنى الروحي لها. ويلاحظ أن القبالاه كانت قد أحكمت هيمنتها على الفكر الديني اليهودي بين جماهير اليهود وحتى بين طلاب المدارس التلمودية العليا وأعضاء العاطفية لدى الجماهير الساذجة اليائسة. ومن المفارقات أن أعضاء الجماعات اليهودية, بعد أن عاشوا بين فلاحي أوكرانيا وشرق أوربا لمئات السنين, بعيدا عن المؤسسات الحاخامية في المدن الكبرى والمدن الملكية, تأثروا بفولكلور فلاحي شرق أوروبا, وبمعتقداتهم الشعبية الدينية, وبوضعهم الحضاري المتدني بشكل عام. ويبدو أن الحسيدين تأثروا بالتراث الديني المسيحي, وخصوصا تراث جماعات المنشقين (بالروسية: راسكولنيكس Raskolniks من فعل فعل «راسكول raskol» بمعنى «ينشق») في ورسيا وأوكرانيا. فالقرنان السابع عشر والثامن عشر شهدا ظهور جماعات دينية مسيحية متطرفة, مثل: الدوخوبور (المتصارعون مع الروح, وكان بينهم مدام بلافاتسكي) والخليستي (من يضربون أنفسهم بالسياط) والسترانيكي (الهائمون على وجوههم) (كان راسبوتين عضوا في هاتين الجماعتين) والسكوبتسي (الخصيون), والمولوكاني (شاربو اللبن), وغيرهم. وكان عدد أعضاء هذه الجمعيات كبيرا إلى درجة غير عادية حيث كان يصل إلى خمس عدد السكان حسب التقديرات الرسمية وإلى نحو نصفهم حسب التقديرات الأخرى. وكان أتباع هذه الفرق يتبعون أشكالا حلولية متطرفة, فالسكوبتسي (على سبيل المثال) طالبوا بالإحجام عن الجماع الجنسي, ولكنهم كانوا يقومون في الوقت نفسه بتنظيم اجتماعات ذات طابع جنسي جماعي داعر. وقيادات هذه الجماعات كانوا يتسمون بأسماء غريبة مثل: «المسيح» أو «النبي» أو «أم الإله», فقد كانوا يؤمنون بأن القيادة هي تجسيد للإله, تماما مثل المسيح. وأقرب الجماعات المسيحية المنشقة إلى الحسيدية هي جماعات الخليستي. وقد ذهب قادة هذه الجماعة إلى أنه حينما صلب المسيح, ظل جسده في القبر. أما البعث, فهو هبوط الروح القدس بحيث تحل في مسيح آخر هو قائد الجماعة. ولذا قادتهم مسحاء قادرون على الاتيان بالمعجزات, يحل فيهم الإله. والواقع أن مفهوم التساديك في الحسيدية قريب جدا من هذا, فالتساديك هو القائد الذي يحل فيه الإله, وعادة ما يتم توارث الحلول. ولذا, فإننا نجد أن قيادات الخليستي يكونون أسرا حاكمة يتبع كل واحدة منها مجموعة من الأتباع, وهذا ما حدث بين الحسيديين أيضا. بل إن التماثل في التفاصيل كان يصل إلى درجة مدهشة, فكان الخليستي يعيشون بعيدا عن زوجاتهم باعتبار أن الإله إن شاء أن تحمل العذراء لحملت. وهذا هو موقف بعل شيم طوف, برغم أن فكرة «الحمل بلا دنس» أبعد ما تكون عن اليهودية. فعندما ماتت زوجته وعرض عليه أن يتزوج من امرأة أخرى, احتج ورفض وقال إنه لم يعاشر زوجته قط, وإن ابنه هرشل قد ولد من خلال الكلمة (اللوجوس). وكان دانيال الكوسترومي (1600 ـ1700) من أهم زعماء الخليستي. وقد ولد ابنه (الروحي) بعد أن بلغت أمه من العمر مائة عام. وكذلك بعل شيم طوف, فقد ولد, حسب الأساطير التي نسجت حوله, بعد أن بلغت أمه من العمر مائة عام. وكان الخليستي يرتدون ثيابا بيضاء في أعيادهم, وكذلك الغناء والرقص, لحلول روح المسيح فيهم, وهذا قرب من تمارين الحسيدين أيضا. والمضمون الفكري الاجتماعي لكل من الخليستي والحسيديين مضمون شعبي يقف ضد التميزات الطبقية بشكل عام. وفي هذا المناخ, ظهر الدراويش الذين يحملون اسم «بعل شيم», أي «سيد الاسم»,وهم أفراد كانت الجماهير البائسة تتصور أنهم قادرون على معرفة الأسرار الباطنية, وإرادة الإله, وطرد الأرواح الشريرة من أجساد المرضى, كما أنهم كانوا يتسمون بالتدفق العاطفي الذي افتقدته الجماهير في الحاخامات. وظهرت الحسيدية بحلوليتها المتطرفة وبريقها الخاص ورموزها الشعبية الثرية التي تروي عطش الجماهير اليهودية الفقيرة التي كان يخيم عليها التخلف. وقد تبدت هذه الأفكار الحلولية المتطرفة في التصادم الحاد بين الحسديين والمؤسسة الحاخامية (متنجديم), وهو تصادم كان حتميا, باعتبار أن الحسيدية تمثل رؤية بعض قطاعات الجماعة اليهودية التي استبعدت من جانب المؤسسة الحاخامية والقهال. وكانت الحسيدية تحاول أن تحقق لهم قسطا ولو ضئيلا من الحرية ومن المشاركة في السلطة. والحسيدية, في جانب من أهم جوانبها, محاولة لكسر احتكار المؤسسة التلمودية للسلطة الدينية, ومحاولة لحل مشكلة المعنى. وقد انعكس هذا التصادم, على المستوى الفكري, حين قام الحسيديون بالتقليل من شأن الدراسة التلمودية أو دراسة التوراة. فإذا كان الهدف من الحياة ليس الدراسة وإنما التأمل في الإله والالتصاق به والتوحد معه وعبادته بكل الطرق, فإن هذه العملية لا بد أن تستغرق وقتا طويلا, وهو ما لا يترك للإنسان أي وقت لدراسة التوراة على الطريقة الحاخامية القديمة. كما أن التواصل المباشر مع الإله والالتصاق به والتوحد معه وعبادته بكل الطرق, فإن هذه العملية لا بد أن تستغرق وقتا طويلا, وهو ما لا يترك للإنسان أي وقت لدراسة التوراة على الطريقة الحاخامية القديمة. كما أن التواصل المباشر مع الإله يطرح إمكانية أمام اليهود العاديين, ممن لا يتلقون تعليما تلموديا, لأن يحققوا الوصول والالتصاق (ديفيقوت). بل إن الجهل, في إطار التجربة الوجودية المباشرة, يصبح ميزة كبرى. وهدف التجربة الوجودية المباشرة, يصبح ميزة كبرى. وهدف التجربة هو الفرح والنشوة, وهو إعادة تعريف للتجربة الدينية تؤكد العاطفة (الجوانية) كوسيلة للوصول إلى الإله, بدلا من الشعائر والدراسات التلمودية (البرانية), فالإله (حسب تصور بعل شيم طوف) لا يسمع الدعاء ولا يقبل الصلاة إلا إذا نبعت من قلب فرح. ومن ثم, يصبح الإخلاص العاطفي أهم من التعليم العقلي. وقد قلب الحسيديون الأمور رأسا على عقب, إذ تبنوا الفكرة اللوريانية الخاصة بحاجة الإله إلى الشعب اليهودي ككل, وخصوصا القادة التساديك. وقد ذهب الحسيديون إلى أنه لا يوجد ملك دون شعب. وبالتالي, فإن ملك اليهود في حاجة إليهم, ومن خلال حاجته إليهم تتضاءل أهمية الأوامر والنواهي. وقد نجحت الحسيدية في تحقيق قدر من الاستقلال عن المؤسسة الحاخامية, فاتبعت بعض التقاليد السفاردية في الشعائر (ربما تحت تأثير القبالاه اللوريانية ذات الأصول السفاردية), كما أدخلوا بعض التعديلات على طريقة الذبح الشرعي(وهو مايعني في واقع الأمر السيطرة على تجارة اللحم). وأصبح للحسيديين معابدهم الخاصة وطريقة عبادتهم, ولذلك تحولت الحركة من يهودية حسيدية إلى يهودية تساديكية (نسبة إلى التساديك الذي يقوم بالوساطة بين أتباعه والإله). وقد أصبح هذا مفهوما محوريا في الفكر الحسيدي. وكان الحسيديون يعمدون إلى إحلال التساديك محل الحاخام (لتقليص سلطان المؤسسة الحاخامية) كلما كان ذلك بوسعهم. والتساديك نوع من القيادة الكاريزمية يحل مشكلة المعنى والانتماء لأتباعه متجاوزا المؤسسات التلمودية. وقد تحولت الحسيدية (التساديكية) إلى بيروقراطية دينية لها مصالحها الخاصة, واستولت على القهال في كثير من الأحيان, ولكنها لم تدخل أية إصلاحات اجتماعية. بل كان القهال أحيانا يزيد الضرائب على اليهود بعد استيلاء الحسيدين عليه. وقد ارتبطت كل جماعة حسيدية بالتساديك الخاص بها. ولذا فقد انقسمت الحركة إلى فرق متعددة. فبعض هذه الفرق اتجه اتجاها صوفيا عاطفيا محضا, في حين اتجه بعضها الآخر, مثل حركة حبد, اتجاها صوفيا ذهنيا يعتمد على دراسة كل من القبالاه والتلمود. كما أن وجود هؤلاء الحاخامات داخل دول مختلفة, زاد من هذا الانقسام. وأثناء الحرب النابليوينة ضد روسيا أيد بعض الحسيدين الروس ضد نابليون, ولكن بعض الجماعات أيدته ضد ورسيا, بل تجست لحسابه. قد حاولت المؤسسة الحاخامية القضاء على الحسيدية, فأصدر معارضو الحسيدية الذين كان يقال لهم المتنجديم قرارا بطرد اليهود من حظيرة الدين, وحرق كتاباتهم كلها, وعدم التزاوج بهم. وكان من أهم الشخصيات الحاخامية التي قادت الحرب ضدهم الحاخام إلياهو (فقيه فلنا). ومع هذا, ورغم الانقسامات والخلافات بين الحسيدية واليهودية الحاخامية, فقد وحدوا صفوفهم في النهاية بسبب انتشار العلمانية ومثل الاستنارة والتنوير والنزعات الثورية بين اليهود. ولما كان القهال قد تداعي كإطار تنظيمي, فإن الحسيدية استطاعت أن تحل محله كإطار تنظيمي جديد. ولذا, فإن الحسيدية لم تنتشر جغرافيا وحسب, بل انتشرت عبر حدود الطبقات أيضا. ويتكون الأدب الحسيدي من الكتب التي تلخص تفاسير الزعماء التساديك للكتاب المقدس, وتعاليمهم وأقوالهم وقصص الأفعال العجائبية التي أتوا بها. ومن أشهر القادة التساديك شيناءور زلمان وليفي إسحق ونحمان البراتسلافي (حفيد بعل شيم طوف). وكان لكل مجموعة من الحسيديين أغانيها وطرقها في الصلاة, وكذلك عقائدها وقصصها. وكانت لهم شكبة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية خارج القهال. وقد أتت النازية على المراكز الحسيدية الأساسية في شرق أوربا. وقد انتقلت الحركة الحسيدية إلى الولايات المتحدة, مع انتقال يهود اليديشية إليها, منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر, لكن جماعات الحسديين تفرقت وتبعثرت نظرا لابتعاد زعامتها التمثلة في التساديك. وقد هاجر بعض القادة التساديك بعد الحرب العالمية الأولى, لكن الحركة الحسيدية لم تبدأ نشاطها الحقيقي إلا بعد الحرب العالمية الثانية. وقد استقر الحسيديون في بروكلين في منطقة وليامزبرج. أهم الجماعات الحسيدية في: جماعة لوبافيتش (حبد), وجماعة الساتمار, وبراتسنرف وتشرنوبيل, ولا تزال توجد بينهم جيوب قوية معارضة للصهيونية. ويوجد مركزان أساسيان للحسيدية في الوقت الحاضر: أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في إسرائيل.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الجمعة فبراير 25, 2011 6:02 am | |
|
الحسيدية والصهيونية
من المعروف أن معظم المفكرين والزعماء الصهاين إما نشأوا في بيئة حسيدية, أو تعرفوا على فكرها الحلولي بشكل واع أو غير واع. بل إن الصهيونية ضرب من «الحسيدية اللادينية» أو الحسيدية داخل إطار حلولية بدون إله ووحدة الوجود المادية. والدارس المدقق يكتشف أن ثمة تشابها بين الحسيدية والصهيونية, فالجماهير التي اتبعت كلا من الصهيونية والحسدية كانت في وضع طبقي متشابه, أي جماهير توجد خارج التشكيلات الرأسمالية القومية بسبب الوظائف المالية والتجارية التي اضطلعت بها مثل نظام الأرندا. لذلك, نجد أن جماهير الحسيدية, شأنها شأن جماهير الصهيونية, تتفق على حب صهيون, الأرض التي ستشكل الميراث الذي سيمارسون فيه شيئا من السلطة. كما قامت الحسيدية بإضعاف انتماء يهود اليديشية الحضاري والنفسي إلى بلادهم, وهذه نتيجة طبيعية لأية تطلعات مشيحانية الأمر الذي جعل اليهود مرتعا خصبا للعقيدة الصهيونية. كما أن الحسيدية والصهيونية تؤمنان بحلولية متطرفة تضفي قداسة على كل الأشياء اليهودية وتفصلها عن بقية العالم. وفي الحقيقة, فقد كانت الهجرة الحسيدية التي تعبر عن النزعة القومية الدينية فاتحة وتمهيدا للهجرة الصهيونية. والصهيونية, مثل الحسيدية, حركة مشيحانية تهرب من حدود الواقع التاريخ لمركب إلى حالة من النشوة الصوفية, تأخذ شكل اوهام عقائدية عن أرض الميعاد التي تنتظر اليهود. ويعتقد المفكر النيتشوي الصهيوني بوبر أنه لا يمكن بعث اليهودية دون الحماس الحسيدي, بل يرى أن الرواد الصهاينة قد بعثوا هذا الحماس. ولكن الحسيدية تظل, في نهاية الأمر, حركة صوفية حلولية واعية بأنها حركة صوفية, ولذا فإن غيبتها منطقية داخل إطارها, ولا تتجاوز أفعالها, التابعة من المشيحانية الباطنية, نطاق الفرد المؤمن بها وأفعاله الخاصة, أما سلوكه العام فقد ظل خاضعا إلى حد كبير لمقاييس المجتمع. ولذا, ظل حب صهيون بالنسبة إلى هذه الجماهير حبا لمكان مقدس لا يتطلب الهجرة الفعلية. أما الصهيونية, فهي حركة علمانية, ذات طابع عملي حرفي. كما أن الفكرة الصهيونية لا تنصرف إلى السلوك الشخصي لليهودي وإنما إلى سلوكه السياسي. ولكي تتحقق الصهيونية, لا بد أن تتجاوز حدودها الذاتية لتبتلع فلسطين, وتطرد الفلسطينيين بحيث يتحول حب صهيون إلى استعمار استيطاني. ومما لا شك فيه أن الحسيدية قد ساهمت في إعداد بعض قطاعات جماهير شرق أوروبا لتتقبل الأفكار الصهيونية العلمانية الغيبية, عن طريق عزلها عن الحضارات التي كانت تعيش فيها, وإشاعة الأفكار الصوفية الحلولية شبه الوثنية التي لا تتطلب أي قدر من إعمال العقل أو الفهم أو الممارسة. ولكن هذا لا يعني أن الحسيدية مسئولة عن ظهور الصهيونية, فكل ما هناك أنها خلقت مناخا فكريا ودينيا مواتيا لظهورها. ومما يجدر ذكره أن بعض الحسيديين عارضوا فكرة الدولة الصهيونية وأسسوا حزب أجودات إسرائيل. ولكن بعد إنشاء الدولة, بل قبل ذلك, أخذو يساندون النشاط الصهيوني, وهم الآن من غلاة المتشددين في المطالبة بالحفاظ على الحدود الآمنة و«الحدود المقدسة» و«الحدود التاريخية لإرتس يسرائيل». ولكن هناك فرقا حسيدية قليلة لا تزال تعارض الصهيونية ودولة إسرائيل بعداوة, من بينها جماعة ساتمار (ناطوري كارتا). (انظر الباب المعنون «الصهيونية الإثنية الدينية»).
اليشوف
كلمة عبرية معناها الاستيطان. وتطلق في الكتابات الصهيونية على التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين قبل قيام الكيان الصهيوني. وتقسم الكتابات الصهيونية تاريخ الييشوف إلى مرحلتين: 1ـ مرحلة ما قبل عام 1882 وفيها الييشوف القديم ويتكون أساسا من يهود متدنيين لم يتجاوز عددهم في نهاية هذه المرحلة 24 ألف نسمة كانوا موزعين في أربع مدن هي القدس* والخليل* وصفد* وطبرية*. وكانت غالبيتهم تعيش على الصدقات والمعونات المرسلة إليهم من يهود أوربا وتعرف باسم <<الهالوكا>>. وقد تكون الييشوف القديم من فئتين منفصلتين هما الفرديون* والأشكنازيون*. ولكل طائفة مؤسساتها الدينية الخاصة. 2ـ مرحلة ما بين 1882 ـ1948 وفيها الييشوف الجديد, وهو التجمع الاستيطاني الذي نشأ بعد عام 1882 من الهجرات الصهيونية المتتالية إلى فلسطين بهدف تنفيذ المشروع الصهيوني. وقد اقترنت موجة الهجرة في هذه المرحلة بالعمل على شراء الأراضي في فلسطين وإقامة مستعمرات زراعية وبلدية يهودية فيها. وفي هذه المرحلة حاول الييشوف الجديد تنظيم نفسه على أساس أنه أقلية قومية ونواة لإقامة دولة صهيونية في فلسطين.وقد تم ذلك أول الأمر بإدارة روتشيلد (1886 ـ1896) التي استخدمتها القوى الاستعمارية الواقفة وراء المشروع الصهيوني واجهة يهودية للإشراف على شؤون المستعمرات الصهيونية وتأمين الأراضي اللازمة لإقامة مستعمرات جديدة. وقد اتخذت إدارة روتشيلد من مدينة الخليل مقرا لها. ثم انتقل الإشراف على شؤون الاستيطان اليهودية في فلسطين إلى <<جمعية الاستعمار اليهودي>> التي كان يترأسها المصرفي اليهود الفرنسي البارون موريس دي هرش. وفي عام 1908 افتتحت المنظمة الصهيونية العالمية* مكتبا لها في يافا. وقد ظل هذا المكتب حتى بداية الانتداب البريطاني المسؤول عن كافة شؤون الاستيطان من شراء الأراضي وتخطيط المستعمرات وتزويدها بالآلات والإرشاد الزراعي. تطور الييشوف بسرعة أثناء فترة الانتداب البريطاني على فلسطين بعد أن منحه هذا الانتداب نوعا من الاستقلال الذاتي والإدارة الذاتية. فقد أنشئت الوكالة اليهودية* بمقتضى المادة الرابعة من صك الانتداب* التي نصت على إقامة وكالة يهودية معترف بها لتقديم المشورة والمعونة لإدارة في كل ما يتعلق بشؤون اليهود في فلسطين. وأقيمت الجمعية التأسيسية اليهودية أو المجلس التمثيلي اليهودي* وسمح لمؤسسات الييشوف بالإشراف على المؤسسات الصحية والتعليمية اليهودية وجباية الضرائب* من اليهود للإنفاق على الخدمات العامة وشؤون الييشوف الأخرى. كما أقام الييشوف أجهزته الأخرى مثل نقابات العمال (الهستدروت)* ومنظمة الهاغاناه*. وقد بلغ عدد المستوطنين اليهود في فلسطين في نهاية الانتداب البريطاني نحو 680 ألف نسمة, أو ما يعادل ثلث سكان البلاد. كذلك عملت سلطات الانتداب بمختلف الوسائل على تسهيل حصول الصهيونيين على الأراضي بما في ذلك منح المؤسسات الصهيونية مساحات واسعة من الأراضي الحكومية. وبذلك بلغت مساحة الأراضي التي استوطن عليها الصهيونيون في نهاية فترة الانتداب حوالي 1,8 مليون دونم, أو ما يعادل 6% من مجموع مساحة البلاد, وبلغ عدد المستعمرات الصهيونية 291 مستعمرة.
اليهودية الإصلاحية
النيولوج «نيولوج» هو الاسم العرفي (غير الرسمي), الذي كان يطلق على أعضاء الجماعة اليهودية في المجر والمنتمين إلى اليهودية الإصلاحية. وقد ظهرت الاتجاهات الإصلاحية بين الجماعات اليهودية في المجر في أوائل القرن التاسع عشر والتي واجهت مساعيها وأنشتطتها التنظيمية معارضة المؤسسة الأرثوذكسية. وبعد أن منح يهود المجر حقوقهم المدنية كاملة عام 1867, قدم زعماء طائفة النيولوج في مدينة بست, التي كانت تعد مركز أقوى تجمع نيولوجي في المجر, مذكرة إلى وزير التعليم والشئون الدينية المجري بشأن الهيكل التنظيمي للجماعة اليهودية المجرية مقترحين عقد مؤتمر لممثلي يهود المجر دون إشراك الحاخامات, وذلك تفاديا لتفجر الجدل حول المسائل العقائدية, وكذلك منعا لتدخلهم في الشئون التي تتعدى وظائفهم ومهامهم. وقد أصبح هذا التجاه, وهو اتجاه عارضه الأرثوذكس وكذلك بعض النيولوجيين, إحدى الركائزالأساسية في تنظيم الطائفة النيولوجية وتجمعهاتها. وقد سمح للحاخامات فيما بعد بحضور المؤتمر. وفي الانتخابات التي جرت داخل الجماعة, حقق النيولوجيون أغلبية في الأصوات إذ حصلوا على 57,5% مقابل 42,5% للأرثوذكس. وفي نهاية عام 1868, تم افتتاح المؤتمر اليهودي العام الذي كانت قضيته الأساسية مناقشة الهيكل التنظيمي للجماعة. وقد سادت المؤتمر خلافات حادة وجدل عنيف, وخصوصا حول تحديد طبيعة أو ماهية الجماعة اليهودية في المجر, إذ أن النيولوجيين قد اعتبروا الجماعة «جماعة تعمل على تلبية الاحتياجات الدينية» في حين أصر الأرثوذكس على اعتبارها «جماعة من أتباع العقيدة الموسوية الحاخامية والأوامر التي تم وضعها وتصنيفها في الشولحان عاروخ». ومن القضايا الأخرى التي أثارت الخلاف, المدرسة اللاهوتية للحاخامات التي كان من المزمع إقامتها بتمويل صندوق المدارس الذي أسسه الإمبراطور فرانسيس جوزيف الثاني من أموال الغرامة التي فرضت على يهود المجر في أعقاب ثورة 1848. وفي النهاية, انسحب ثمانية وأربعون مندوبا أرثوذكسيا من المؤتمر, وتم التصديق على قرارات المؤتمر. وقد نجح الأرثوذكس فيما بعد تنظيم إطار خاص بهم, وذلك بعد حصولهم على تصريح بذلك من الإمبراطور. وقد سعى النيولوجيون إلى توحيد الطائفتين النيولوجية والأرثوذكسية ولكن دون جدوى. ومع ذلك, كان لسعيهم في هذا الاتجاه أثر في عدم تطبيقهم أية إصلاحات راديكالية في الطقوس الدينية وتبنيهم توجها محافظا. وإلى جانب ذلك, ظل هناك خلاف داخل المعسكر النيولوجي نفسه, فمنذ عام 1848 سعى بعض أعضاء الطائفة إلى تأسيس معبد إصلاحي, ولكن المخاوف داخل الطائفة إلى تأسيس معبد إصلاحي, من أن تتسبب هذه الخطوة في إحداث انشقاق نهائي بين الجماعة اليهودية, أدت إلى حصولها على أمر من السلطات 1884, حاولت مجموعة أخرى تأسيس جماعة إصلاحية ولكن المكتب القومي للنيولوجيين تدخل مرة أخرى لمنعهم. أما بعد الحرب العالمية الأولى, فقد شكلت الطائفة النيولوجية نقطة جذب ليهود المجر الذين تباعدوا تماما عن العقيدة اليهودية ولكنهم لم يجدوا قبولا بعد داخل المجتمع المجري المحيط. وخلال الفترة التي عاش فيها يهود المجر في عزلة اجتماعية واقتصادية (1938ـ1944), نشطت الطائفة النيولوجية, وخصوصا في المجالات التعليمية والخيرية, كما انضمت إليهم بعض العناصر الصهيونية بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن هذا التطور لم يستمر حيث تم منع النشاط الصهيوني عام 1949. وفي عام 1950, تم توحيد الطائفتين النيولوجية والأرثوذكسية بقرار من النظام الشيوعي.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الجمعة فبراير 25, 2011 6:09 am | |
|
الحويون
شعب لم يرد ذكره في غير التوراة, من المصادر القديمة. ولذا أصبحت الروايات التي وردت في الكتب التوارتية المصدر الوحيد الذي استند إليه المؤرخون في محاولتهم تحديد هوية هذا الشعب وصلاته ببقية الشعوب واستنباط ملامح تاريخه. ولما كانت روايات التوراة في أغلب الأحيان مقتضبة وغير وافية, وفي أحيان أخرى غير واضحة, فإن الغموض مازال يكتنف تاريخ الحويين. وستبقى معرفة هذا التاريخ ناقصة إلى حين العثور على مصادر جديدة تلقي ضوءا على ما خفي من جوانبه. نسب الحويون في التوراة إلى كنعان كما نسب اليبوسيون والعموريون والجرجاشيون, فإذا صحت هذه النسبة فإنها تعني أنهم كانوا من الشعوب السامية التي استوطنت بلاد كنعان قبل الغزو الإسرائيلي لهذه البلاد. إلا أن العلاقة <<سبايزر speiser>> يرى أن نسبة الشعب الحوي إلى السامين لا يمكن قبولها. ويعتقد بأن اسم <<حوي>> الذي ورد في التوراة ما هو إلا تحريف للاسم <<حووئيا>> الذي عثر عليه بين الأسماء الحورية في الوثائق الحورية المكتشفة في مدينة نوزي التي كانت المركز الحضاري الرئيس للحوريين, في العراق. فإذا قبل ما ذهب إليه سبايزر يكون الحويون والحوريون شعبا واحدا, وبالتالي لا يمكن نسبتهم إلى الشعوب السامية. ومن الذين يؤيدون سبايزر في رأيه هذا العلامة <<جرنتز Grintz>>. ومما يستند إليه هذان العالمان أيضا أن لفظ <<حوي>> كان يحل محل <<حورايت>> أي الحوريين, كما يحل الاسم الأخير محل الأول في سفر التكوين (36:2). ويشيران كذلك إلى ما ورد في سفر يشوع (9:6) من أن الحويين كانوا من الغرباء الذين نزحوا إلى البلاد من مناطق نائية. وهذا يتفق مع حقيقة أن الحوريين كانوا أيضا غرباء نزحوا إلى فلسطين من مناطق بعيدة تقع في شمال العراق وبلاد الأناضول. ويرى سبايزر أن الحويين دخلوا إلى فلسطين مع الجموع التي كانت تعرف بالهكسوس, عند مرورها بهذه البلاد في طريقها إلى مصر بين القرنين الثامن عشر والسابع عشر قبل الميلاد. وهناك فريق آخر من الباحثين يعتقد أن الحويين لم يكونوا غير <<الآخيين>> اليونانيين الذين ذكروا في الإلياذة وظهروا في الوثائق المصرية باسم <<آكيواشا>> غير أن هذا الزعم لا يستند إلى دليل واضح, وبالتالي لا يمكن قبوله. يظهر مما مر بوضوح صعوبة البت في تحديد هوية الحويين, وأن أيا من الآراء التي قدمت تنقصها الأدلة المقنعة, مما دفع أغلب المؤرخين إلى الاعتماد في الوقت الحاضر على ما ورد عنهم في التوراة. كان الحويون, كما ورد في التوراة يقيمون في شكيم (نابلس) وجبعون. وعندما تحالفت شعوب المنطقة من الحثين والعموريين والكنعانيين والفرزيين , للوقوف بوجه الغزو الإسرائيلي خرج الحويون على هذا الإجماع, وحاولوا تجنب الحرب بالتقرب من الإسرائيليين والتوسل إلى يشوع بعدم التعرض لهم. و أنكر الحويون وجود أية علاقة بينهم وبين الشعوب الأخرى, و ادعوا أنهم غرباء وفدوا من مناطق نائية بعد أن تنكروا بارتداء ملابس بالية. وسالمهم يشوع, وعفا عنهم, ثم بدأ يستخدمهم في جمع الحطب ونقل الماء للإسرائيليين. ويبدو أن موقف الحويين هذا أثار عليهم غضب الشعوب الأخرى, حتى إن ملك القدس العموري حاول ضربهم في جبعون, إلا أن الحويين استنجدوا بيشوع الذي أسرع لنجدتهم وتتحدث التوراة عن التقارب الشديد بين الحويين وبني يعقوب, حتى إن شكيم بن حمور الحوي خطب ابنة يعقوب <<دينة>> لابنه أملا في أن تؤدي المصاهرة إلى تقوية ما كان بين بني يعقوب والحويين من علاقات, ووعد شكيم بتسهيل إقامة بني يعقوب في أراضي الحويين ومنحهم حق تملك الأرض والمتاجرة معهم. واشترط بنو يعقوب لقبول ذلك أن يوافق الحويون على ممارسة ختن الذكور منهم. وتوجه زعماء الحويين بنداء إلى قومهم يدعونهم فيه إلى قبول بني يعقوب بينهم والاتجار والتزاوج معهم. غير أن كل ما فعله الحويون لكسب ود الإسرائيليين, وكل ما قدموه من تنازلات, لم يمنع هؤلاء النازحين الجدد من نهب أراضيهم وسلب أغنامهم وأبقارهم وسبي نسائهم واختطاف أولادهم, كما ورد في سفر التكوين.
الدونمة
«الدونمة» كلمة تركية بمعنى«المرتدين»: 1ـ كلمة «دونمة» مكونة من كلمتين مدغمتين «دو» بمعنى «اثنين» و«نمة» بمعنى «عقيدة» فهم أصحاب عقيدتين واحدة ظاهرة وهي الإسلام, والثانية مبطنة وهي اليهودية. 2ـ يقال إن الكلمة مشتقة من كلمة «دونماك» بمعنى «العائدين», أي يهود المارانو الذين هاجروا من شبه جزيرة أيبريا إلى الدولة العثمانية. وقد أطلق هذا الاسم على جماعة يهودية تركية شبتانية من اليهود المتخفين استقرت في سالونيكا وأشهرت إسلامها تشبها بشبتاي تسفي (الماشيح الدجال). فقد اعتقد كثيرون من أتباعه المؤمنين به أن ارتداده عن دينه واعتناقه الإسلام تلبية لأمر خفي من الرب وتنفيذ للإرادة الإلهية, فحذوا حذوه, ولكنهم ظلوا متمسكين سرا بتقاليد اليهودية. وهم يختلفون عن يهود المارانو في أنهم اعتقنوا الإسلام طواعية دون قسر, فلم تكن الدولة العثمانية تكره أحدا على اعتناق الإسلام. وعقيدة الدونمة عقيدة حلولية غنوصية متطرفة فهم يؤمنون بألوهية شبتاي تسفي, وأنه الماشيح المنتظر الذي أبطل الوصايا العشر وغيرها من الأوامر والنواهي. وهم يرون أن التوارة المتداولة (توراة الخلق) فارغة من المعنى وأنه أحل محلها توراة التجليات, وهي التوراة بعد أن أعاد تسفي تفسيرها. وكان مركز الجماعة في بادئ الأمر في أدرنة ثم انتقل إلى سالونيكا. ويحمل كل عضو من أعضاء الدونمة اسمين: اسم تركي مسلم وآخر عبري يعرف به بين أعضاء مجتمعه السري. وكانوا يعتبرون أنفسهم يهودا. فكانوا يتدارسون التلمود مع بقية اليهود ويستفتون أنفسهم يهودا, ويستفتون الحاخامات فيما يقابلهم شعائرهم عدا شعيرة الكف عن العمل يوم السبت حتى لا يلفتوا النظر إلى حقيقتهم. وقد أضافوا إلى الأعياد عيدا آخر اعتبروه أقدس الأعياد على الإطلاق وهو عيد ميلاد شبتاي تسفي. ويدفن الدونمة موتاهم في مدافن خاصة بهم, ولكن كل فريق منهم يتعبد في معبده الخاص الذي يسمى «القهال» (الجماعة أو جماعة المصلين), والذي يوجد عادة في مركز الحي الخاص بهم مخبأ يخفيهم عن عيون الغرباء. وكانت صلواتهم وشعائرهم تكتب في كتب صغيرة الحجم حتى يسهل عليهم إخفاؤها, ولهذا لم يطلع عليها أحد حتى عام 1935. وكانت كتب الصلوات بالعبرية أصلا, لكن اللادينو حلت محل العبرية سواء في الأدب الديني أم الدنيوي, ثم حلت التركية محل اللادينو في منتصف القرن التاسع عشر. وقد اتهمت هذه الجماعة, أو على الأقل إحدى فرقها, بالاتجاهات الإباحية وبالانحلال الخلقي والانغماس في الجنس, وذلك بسبب تحليل الزيجات التي حرمتها الشريعة اليهودية وبسبب الحفلات التي كانوا يقيمونها ويتبادلون خلالها الزوجات (وهذا أمر شائع في أوساط الجماعات الحلولية التي تسقط كل الحدود, بمعنى حدود الأشياء والعقاب). وللدونمة صيغة خاصة من الوصايا العشر لا تحرم الزنى, بل إنها تحول عبارة «لا تزن» إلى ما يشبه التوصية بأن يتحفظ الإنسان فقط في ارتكاب الزنى وليس أن يمتنع عنه تماما. والموعظة الطويلة التي تركها أحد زعمائهم تحتوي على دفاع قوي عن إسقاط التحريمات الخاصة بالجنس في «توراة الخلق». وتؤكد الموسوعة اليهودية أنهم يعقدون احتفالات ذات طابع عربيدي داعر في عيد من أعيادهم الذي يسمى «عيد الحمل» (22أذار/ مارس) وهو عيد بداية الربيع. وإن كان يبدو ن مثل هذه الاحتفالات مقصورة أساسا على فرقة القنهيلية, وهي على كل حال أكبر فرق الدونمة عددا. وتنقسم الدونمة إلى عدة فرق: 1ـ اليعقوبلية: بعد موت تسفي, أعلنت آخر زوجاته أن روح زوجها قد حلت في أخيها يعقوب فيلسوف (أو يعقوب قويريدو, أي المحبوب), وأن تسفي تسجد مرة أخرى من خلاله. وقد أعتنق أتباع يعقوب الإسلام بل أدى هو فريضة الحج عام 1690 ومات أثناء عودته. وقد تبعه ما يقرب من ثلاثمائة أسرة انقسمت عن جماعة الدونمه ككل. وقد سمي أتباع يعقوب (اليعقوبلية) أي «اليعقوبيون» وهم يسمون باللادينو «أرابادوس», أي «الحليقون النظفاء» لأنهم يحلقون شعور رؤوسهم تماما, وإن كانوا يرسلون لحاهم. وكان الأتراك يسمونهم «الطربوشلوه» أي «لا بسو الطرابيش» لأنهم كانوا يرتدون الطرابيش. ويضم هذا الفريق أساسا أفرادا من الطبقات الوسطى أو الدنيا من الموظفين الأتراك. وهم مندمجون في المجتمع التركي تماما. على الأقل من الناحية الشكلية. 2ـ الأزميرليه: وقد أطلق على بقية الدونمه اسم «الأزميرلية», ولكنهم ما لبثوا أن انقسموا إلى قسمين: أ ) القنهيليه («القونيوسوس» باللادينو, و«كاركاشلر» بالتركية). وقد حدث انقسام آخر في صفوف هؤلاء عام 1700 حين ظهر قائد جديد هو باروخيا روسو الذي أعلن أنه تجسد جديد لشبتاي تسفي وأعلن أتباعه أنه التجسد أو التجلي المقدس وأنه ربهم. وكان باروخيا روسو (وكان اسمه التركي مصطفى شلبي, كما كان يعرف باسم الحاخام باروخ فونيو) أكثر الدونمه راديكالية. فقد قام بتعليم التوراة المشيحانية الخفية, أو توراة التجليات التي تطالب بقلب القيم, فطالب على سبيل المثال بإيقاف العمل بالستة والثلاثين حظرا كيريتوت), وقد كانت عقوبة من يخالفها هو اجتثاب الروح من جذورها وإبادتها تماما, بل وحولها إلى أوامر واجبة الطاعة. وقد كان ذلك يتضمن العلاقات الجنسية. ومن ذلك العلاقات بين المحارم, وأعضاء هذه الفرقة من الدونمه هم أساسا من الحرفيين, مثل الحمالين والإسكافيين والجزارين, ويقال إن جميع الحلاقين في سالونيكا كانوا من أتباع هذه الفرقة. وكانوا يرسلون لحاهم ولا يحلقون شعر رأسهم (وهذا مثل جيد لجماعة وظيفية تتبنى الرؤية الحلولية). وتعد فرقتهم أكثر الفرق تطرفا نظرا لعدميتهم الدينية. وقد قام هذا الفريق من الدونمة بنشاط تبشيري كثيف بين أعضاء الجماعات اليهودية, وأسست جماعات تابعة له في أماكن عدة وقد ظهرت الحركة الفرانكية من أحد هذه الأماكن. ب ) القبانجي: بعد موت باروخيا, انفصلت مجموعة أخرى سمتي «القبانجي», وهي كلمة تركية تعني «القدماء» أو «القائمون على حراسة الأبواب» (باللادينو: «كافاليروس»), رفضوا الاعتراف بقويردو, كما رفضوا الطبيعة المشيحانية لباروخيا, ولم يعترفوا إلا بشبتاي تفسي, وأصحاب أرستقراطية الحركة الشبتانية. وتضم هذه الفرقة المهنيين (من أطباء ومهندسين) وأصحاب المهن الحرة وأثرياء اليهود. وهؤلاء كان يحلقون رؤسهم ولا يطلقون لحاهم. وكان كل فريق من الدونمه يعيش بمعزل عن الآخر. وقد لعب الكثير من أعضاء الدونمه دورا قياديا في الثورة التركية سنة 1909, وخصوصا داود بك الذي أصبح فيما بعد وزيرا للمالية, وكان من نسل باروخيا رئيس الجماعة القنهيلية المتطرفة. ويشاع بين يهود سالونيكا أن كمال أتاتورك نفسه كان من الدونمه. ولا تعرف أعداد الدونمه إلا على وجه التقريب. ويقال إن عددهم, وصل إلى ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألفا قبل الحرب العالمية الأولى. وقد تفرق شملهم على أثر اتفاقية تبادل السكان التي وقعتها تركيا واليونان بعد الحرب عام 1942 بسبب اضطرار أعضائها, باعتبارهم مسلمين اسما, إلى ترك مقرهم في سالونيكا والاستقرار في جهات متفرقة في تركيا, خصوصا إستنبول. وقد حاولوا أن ينضموا مرة أخرى إلى الجماعة اليهودية, ولكن طلبهم رفض لأن أولادهم يعتبرون غير شرعين (مامزير). وتم أخيرا إزاحة النقاب عن سر هذه الجماعة بعد أن نجحت طويلا في إخفاء حقيقة أمرها عن المسلمين واليهود على السواء, فقد ظهرت وثائق ومخطوطات كشفت عن عدميتهم المتأصلة وبعدهم التام عن الإسلام وعن اليهودية. وقد فشلت جميع المحاولات التي بذلت لإقناعهم بالهجرة إلى إسرائيل, ولم يكن بين المهاجرين الأتراك غير أفراد قلائل من الدونمه. وثمة دلائل تشير إلى أن القنهيليه استمرت موجودة حتى الستينات, وأنها لا تزال تبقي على إطارها التنظيمي, وإن رئيس الجماعة أستاذ في جامعة إستنبول.ويبدو أن أعضاءها تربطهم علاقة وثيقة بالحركات الماسونية في تركيا ويلعبون دورا نشيطا في علمنة تركيا, وهو ما يعطي الحركة الماسونية طابعا خاصا.
الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية
منظمة مصرية شبه علنية معادية للصهيونية اقتصرت عضويتها على اليهود الشيوعيين في مصر. ففي إطار الحركة الوطنية المصرية, ومع تنامي الخطر الصهيوني وتعقد القضية الفلسطينية في النصف الثاني من الأربعينات, نضجت في مصر فكرة تكوين تنظيم يؤكد الاختلاف بين اليهوديين والصهيونية كحركة سياسية موالية للاستعمار ومعادية للحركة الوطنية المصرية. ولذا كان طبيعيا أن يقوم هذا التنظيم على أكتاف اليهود ما دام سيحصر نشاطه في أوساط الطائفة اليهودية في مصر. وهكذا ظهرت إلى الوجود الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية صيف عام 1946 واستمرت في نشاطها زهاء عشرين شهرا. أعلن سكرتير الرابطة عزرا هراري أن الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية قامت لمواجهة <<الدعاية المسممة>> التي <<نشطت أخيرا نشاطا كبيرا, مما يهدد العلاقات بين العرب واليهود>>. وأوضحت الرابطة في بيان نشرته في جريدة <<صوت الأمة>> الوفدية المصرية في 6/10/1948 أنها ترمي إلى <<محاربة العنصرية ومكافحة الاستعمارية وربيبته الصهيونية>>. وقد ألف الرابطة اليهود المنضمون إلى منظمة ايسكرا ـ وهي منظمة ماركسية مصرية سرية, تشكلت في بداية الأربعينات وانضمت في عام 1947 إلى منظمتين ماركسيتين مصريتين لتشكل جميعها <<الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني>> ـ بالرغم من أن الرابطة أعلنت <<استقلالها عن جميع الأحزاب السياسية>>. وكانت ايسكرا تضم في تنظيمها قسما <<للأجانب>> ضم قسما لليهود وتوزع إلى دوائر تقود خلايا الأعضاء اليهود.وكان في قسم الأجانب قسم اقتصادي مهمته العمل داخل المؤسسات الأجنبية الاقتصادية, مما عجل بالصدام بين اليهود الشيوعيين واليهود الصهيونيين الذين كانوا يعملون في تلك المؤسسات, كما أن تجنيد اليهود في عضوية ايسكرا كان مصدرا آخر للصدام بين هاتين الفئتين. وحين تكونت الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية ضمت لجنتها التأسيسية كلا من عزرا هراري ومارسيل إسرائيل وإدوارد متالون وهانزين كاسفلت وإدوارد ليفي, وتعرضت منذ تكوينها إلى مقاومة مزدوجة من الصهيونيين ومن الحزب السعدي المصري الحاكم برئاسة محمود فهمي النفراشي, وقد اعتقلت أعضاء اللجنة التأسيسية للرابطة, ولكنها أفرجت عنهم بعد 48 ساعة. وفي حزيران 1947 أصدرت الرابطة كراسا علنيا أرفقت به بيانا ووزعتهما في التجمعات اليهودية في مصر. وقد أجملت في الكراس أهدافها فيما يلي: 1ـ الكفاح ضد الدعاية الصهيونية التي تتعارض مع مصالح كل من اليهود والعرب. 2ـ الربط الوثيق بين يهود مصر والشعب المصري في الكفاح من أجل الاستقلال والديمقراطية. 3ـ العمل على حل مشكلة اليهود المشردين. وأشارت الرابطة في كراسها إلى أنه <<بمقدار نجاح الرابطة في كفاحها ضد الصهيونية, وبمقدار نجاحها في جذب الجماهير اليهودية نحو الحركة الوطنية الشعبية المصرية, تشن نضالها ضد الصهيونية أداة الاستعمار وعدوة اليهودية تحت شعار: ضد الصهيونية, وفي صالح اليهود, وفي صالح مصر. عدت الرابطة الحركة الصهيونية <<أخطر حركة ظهرت في تاريخ اليهود وعقبة في طريق حل المشكلة اليهودية>>. كما أشارت إلى أنها في الوقت <<الذي تكافح فيه الرابطة ضد الصهيونية تناضل من أجل جميع العناصر الإيجابية التي تسهل حل المشكلة اليهودية>>. وقد أشارت عزرا هراري سكرتير الرابطة في حديث أدلى به لصحيفة <<الجماهير>> القاهرة (5/5/1947) إلى أن الصهيونية <<أداة استعمارية تريد جذب جماهير اليهود إليها لتحقيق أغراض الاستعمار بإنشاء دولة يهودية في فلسطين تساعد على تثبيت أقدامه في الشرق الأوسط>>. وأكد هراري أن الصهيونية تريد <<أن تربط اليهود بعجلة الاستعمار وأن تجعلهم عبيدا لتنفيذ مأربه الحقير من خلال سياسة فرق تسد التي يقدمها في فلسطين, ومن خلال سياسة إنشاء دولة يهودية صهيونية في فلسطين تصبح رأس الرمح الاستعماري ضد شعوب البلاد العربية>>. دانت الرابطة الهجرة اليهودية إلى فلسطين ورفضت <<تأييد سياسة للهجرة تعارضها أغلبية سكان فلسطين وتؤدي ـ عمليا ـ إلى نتائج تتعارض مع الأغراض الإنسانية المزعومة>>. وأعربت الرابطة من معارضتها لهجرة <<تؤدي بإخواننا اليهود إلى أن يعيشوا في جو حرب أهلية في فلسطين, أن لم تؤد بهم إلى معسكرات قبرص المشؤومة وراء الأسلاك الشائكة>>. ودانت الرابطة الصهيونيين الذين يرفضون التفكير في أي حل للمشردين اليهود الموجودين في معسكرات أوربا الغربية <<سوى الذهاب إلى فلسطين, وبذلك يطيلون عذابهم ليتمكنوا من استغلاله في حدود مصالح السياسة الصهيونية>>. واقترحت الرابطة إعادة هؤلاء المشردين <<إلى البلاد التي طردتهم منها الفاشية>>. وأما من لا يرغب في العودة إلى وطنه الأصلي فيجري توطينه في أي قطر من أقطار العالم. ونددت الرابطة بالإرهاب الصهيوني في فلسطين ووصفته بأنه حركة فاشية موجهة أساسا ضد الجماهير اليهودية, ولا تخدم في الواقع سوى المستعمرين الذين وجدوا في الحركات الإرهابية ـ تحت ستار المحافظة على الأمن ـ حجة قانونية في الظاهر لتحويل فلسطين إلى معسكر مسلح في خدمة مشروعاتهم العدوانية, وتبريرا أدبيا في الظاهر لإخضاع السكان إلى نظام اضطهاد واستبداد دائم>>. وحملت الرابطة الحركة الصهيونية مسؤولية بث الأفكار والوسائل الفاشية بين اليهود, وانتهت إلى <<أن تكوين جبهة موحدة مع الحركة التحريرية العربية في سبيل فلسطين حرة مستقلة ديمقراطية هو طريق الخلاص الوحيد للجماهير اليهودية في فلسطين>>. وقدمت الرابطة تفسيرا طبقيا للتأييد الواسع الذي تلقاه الأفكار الصهيونية و الشوفينية في أوساط يهود مصر فقالت :إن الأزمة الاقتصادية القائمة الآن أخذت تمس اليهود بازدياد, إذ إن أغلبيتهم ينتمون إلى الطبقات المتوسطة. فصاحب الحرفة اليهودي والتاجر الصغير والمستخدم الذين يقاسون شظف العيش كثيرا ما يقعون فريسة للدعاية الصهيونية التي تجعلهم يحلمون بالهرب من حياتهم الصعبة ليعيشوا في فلسطين كفلاحين على الأرض في الهواء الطلق وبدون أن يهتموا بقوت الغد. ويضاف إلى أكاذيب الدعاية الصهيونية ضغط بعض أصحاب الأعمال الصهيونيين أو المحبذين للصهيونية>>. وترى الرابطة أن الحل بالنسبة إلى يهود مصر>> هو تحقيق أهدافها, إذا لا تختلف مصالح الجماهير اليهودية بتاتا عن مصالح الشعب المصري عامة>>. ورأت الرابطة في العداء لليهودية سلاحا في يد أعداء التقدم والحرية. وأكدت أنها ترى ـ على عكس الصهيونيين ـ إمكانية تجنب هذه الظاهرة. وأشارت إلى <<أن المشكلة اليهودية قد تفرعت اليوم فأصبحت ذات ثلاثية جوانب متمايز الواحد عن الآخر. فهناك أولا مشكلة الأقليات اليهودية التي تعيش في أغلب أنحاء العالم. وهناك ثانيا مشكلة يهود فلسطين, ويريد الصهيونيون إظهارها على أنها المشكلة اليهودية بأسرها. وهناك أخيرا مشكلة اليهود الذين لا مأوى لهم غير معسكرات المشردين في أوروبا الغربية>>. و أنكرت الرابطة على اليهود حق إنشاء دولة خاصة بهم. وأكدت أن العداء لليهودية لا يتقدم إلا حيث تتراجع الديمقراطية. واتهمت الرابطة الصهيونيين <<بصرف اليهود عن الكفاح ضد عدوهم الأول ألا وهو الفاشية>>, ورأت <<أن سلام الأقليات اليهودية لن يكفل إلا بالتحالف مع القوى الديمقراطية التي ستحقق الحرية والرفاهية لليهود بتحقيقها الحرية والرفاهية لكافة الشعب. وصاغت الرابطة حلا ديمقراطيا للمسألة اليهودية, إذ رأت <<أن المشكلة الفلسطينية هي أساسا مشكلة تحرر فلسطين من الاضطهاد والاستعمار. والطريق الوحيد الذي يجب أن يسلكه يهود فلسطين هو التفاهم مع العرب والاتحاد معهم لتحرير فلسطين من نير الاستعمار. إن فلسطين مستقلة <<ديمقراطية>> هي الوحيدة التي تستطيع أن تضمن للسكان اليهود حياة رغدة حرة مستعمرة>>. وكانت الرابطة وراء بعض المقالات التي نشرت بدون توقيع في صحيفة <<صوت الأمة>> القاهرية الوفدية ودارت حول النشاط الصهيوني في مصر. وفي المقال الأول جرى تحذير الهيئات الوطنية المصرية من بعض أصحاب المحال التجارية في القاهرة, وبعض سماسرة الإعلانات ووكلاء شركات الدعاية الموالين للجمعيات الصهيونية في فلسطين والهادفين إلى <<مقاومة الهيئات والجماعات والأفراد والصحف وكل ما له علاقة بالعرب>>. واحتم الصراع بين الشيوعيين والصهيونيين من يهود مصر ونجح تآمر الصهيونيين المدعومين من الشرطة المصرية في طرد الشيوعيين اليهود من نادي <<مكابي الضاهر>> في القاهرة. إلا أن هذا لم يمنع الرابطة من مواصلة حملتها ضد الحركة الصهيونية وملاحقة نشاطها في مصر. فنشرت بدون توقيع في صحيفة صوت الأمة مقالات عنوانه <<أوكار الصهيونية في مصر>>, وآخر بعنوان <<مؤامرة صهيونية سافرة>> كشف فيه زيف انتخابات عنوانها <<من أوكار الصهيونية>> تم فيها إلقاء الضوء على مواقع الصهيونية في مصر مثل <<شركة الإعلانات الشرقية>>, التي تصدر يمتلكها صهيونيون وبعض الإنكليز والتي جعلت مهمتها الدفاع عن الاستعمار والصهيونية, وتبرير استغلالهما للشعب المصري, واتهام <<الحركة الوطنية العربية في فلسطين بأنها حركة رجعية>>. ولما كانت هذه الشركة تحتكر الإعلانات في مصر فقد كانت تسيطر على عدد كبير من الصحف والمجلات المصرية. وفي مساء 24/5/1947 شدد الصهيونيون حراستهم على أبواب <<مكابي الضاهر>> ليحولوا دون دخول اليهود الشيوعيين إلى النادي بمناسبة عيد العمال العالمي. وبعد يومين من ذلك اشتبك الصهيونيون مع مجموعة من الشيوعيين اليهود حاولت دخول النادي, وأصيب عدد من الشيوعيين في حين قبضت الشرطة المصرية على عدد آخر منهم. كشفت الرابطة في إحدى مقالاتها الصهيونيين الذين يستخدمون مدراس الطائفة اليهودية في القاهرة والإسكندرية <<في إقامة حفلات صهيونية يستغلونها في نشر دعايتهم وجمع الأموال التي يستخدمونها في تهريب اليهود إلى فلسطين. كما أن نواديهم التي يعملون فيها تحت ستار النشاط الرياضي هي في الواقع نواد أنشأها الصهيونيون في مصر لا للرياضة, بل لكي تكون أوكارا لهم يدبرون فيها مؤامراتهم, وينظمون صفوفهم, ويعدون خططهم الإجرامية في العدوان على الشعب الفلسطيني>>. ونشرت الرابطة في <<صوت الأمة>> تحذيرا إلى الحكومة المصرية من <<أن لجنة تكون من كبار الماليين اليهود المناصرين للصهيونية في مصر, وأنها تقوم بتحصيل مبلغ جنيه مصري واحد من كل يهودي قادر على الدفع لتشجيع الأغراض العدوانية التي ترمي إليها الحركة الصهيونية في فلسطين, وفي الشرق الأوسط بوجه عام>>. وفي أواسط حزيران 1947 أبلغت وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية سكرتير الرابطة عزرا هراري>> عدم الموافقة على تكوين الرابطة لأسباب تتعلق بالأمن>>. وندد مؤسسو الرابطة بموقف الحكومة المصرية هذا. و في أواسط أيار 1948 ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على اليهود المصريين الذين لعبوا دورا ضد الصهيونية وأبعدت أغلبهم عن البلاد. و بهجرة الكتلة الرئيسة من يهود مصر فقدت الرابطة أساسها الجماهيري فكفت عن مزاولة نشاطها.
| |
| | | امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: رد: اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية الجمعة فبراير 25, 2011 6:16 am | |
|
السامريون
جماعة من اليهود اشتق اسمهم من السامرة عاصمة مملكة إسرائيل القديمة التي كانت تقع إلى الشمال من شكيم (نابلس). ويبدو أن أعضاء هذه الجماعة هم البقية الباقية من يهود مملكة إسرائيل الذين لم يرحلهم الغزاة الآشوريون مع من رحل من اليهود عام 721 ق.م . وقد تزاوجت هذه البقية مع المستوطنين الجدد الذين جاء بهم الآشوريون. وحينما عاد اليهود من السبي البابلي , رفضوا إشراك يهود السامرة معهم في إعادة بناء الهيكل, ولذا أنشأ هؤلاء في القرن الرابع قبل الميلاد هيكلهم الخاص على قاعدة جبل جرزيم (الطور). وعلى الرغم من أن السامريين طائفة يهودية فإن ثمة هوة عميقة من الخلافات الدينية تفصلهم عن بقية اليهود. فهم لا يؤمنون إلا بأسفار موسى الخمسة ـ ويضاف إليها أحيانا سفر يشوع بن نون ـ ولا يعترفون بالأنبياء اليهود ولا بالكتب السماوية الأخرى بل يعتبرونها من صنع البشر. وقد سن اليهود القوانين التي تحرم الاختلاط بالسامريين أو الزواج منهم. وهم يعيشون الآن في شبه عزلة, ولا يتزاوجون إلا من أعضاء طائفتهم التي تعد الآن من أصغر الطوائف في العالم. وقد تبين من إحصاء سنة 1970 أن عدد السامرين على وجه التقريب 430 يقطن أكثرهم في نابلس ومستعمرة حولون في مقاطعة تل أبيب ويستعمل السامريون العبرية في صلواتهم ولكن لغة الحديث بينهم هي العربية. وفي حوزة السامريين ترجمة عربية للتوراة يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر للميلاد. وليس أعضاء جماعة السامرية بحكم تكوينهم الديني صهيونيين. فهم لا يعترفون بقدسية جبل صهيون ,إذ إن جبلهم المقدس هو جبل جرزيم, كما أنهم لا يؤمنون بداود وسليمان, وإن كانوا يؤمنون بالمسيح المخلص الذي سيعود إلى جبل جرزيم لا إلى جبل صهيون.
الشتات
الشتات ترجمة عربية لكلمة <<دياسبورا>> التي كان يستخدمها اليهود الهيلينيون للإشارة إلى جماعات اليهود التي كانت تعيش متفرقة بين شعوب العالم. ومصطلح الشتات مصطلح قيمي وليس وصفيا, لأنه يفترض أن الأقليات اليهودية المختلفة في العالم ترطبها رابطة واحدة, وأنها متمركزة حول نقطة هي <<أرض الميعاد>> وأنها <<مشتتة>> بسبب وجودها خارج هذا المركز, أو بعيدة عنه. وقد فسرت اليهودية الأرثوذكسية ظاهرة الشتات على أنها من علامات اختيار الخالق لليهود. لذا يكون من الهرطقة والتجديف محاولة إنهاء حال الشتات بالعودة إلى أرض الميعاد. وقال دعاة اليهودية الإصلاحية بأن الشتات مصدر <<عالمية>> اليهود وأنه حالة يجب الحفاظ عليها. ورأوا أن الشتات لا يتنافى مع محاولة الاندماج مع بقية الشعوب. أما الحركة الصهيونية فقد رأت الشتات تعبيرا عن شذوذ اليهود ومرضهم كشعب, وأنهم لا يمكن أن يصبحوا شعبا مثل بقية الشعوب إلا عن طريق العودة إلى فلسطين ليستوطنوا فيها. إن استخدام المصطلح قديم قدم وجود اليهود ذاتهم. ويعود إلى ما قبل السبي البابلي (597ق,م). وهو ليس حالا تتسم بالشذوذ و الإجداب, كما يدعي الصهيونيون, فالأقليات اليهودية عاشت, وهي في الشتات, فترات عديدة من الخصوبة من الحضارية والإبداع, كما هي الحال في عصر اليهود الذهبي في الأندلس. ويهود الشتات لا يعانون إحساسا بالغربة ـ حسبما تروج الكتابات الصهيونية ـ لأن معظم يهود العالم مرتبطون ببلادهم التي يعيشون فيها, كما تشهد بذلك معدلات المهجرة إلى (إسرائيل). ويبلغ عدد اليهود في العالم نحو 15 مليونا, توجد غالبيتهم العظمى في الشتات ( 7ملايين في الولايات المتحدة, 2,5 في الاتحاد السوفيتي , و 2,5 في بقية العالم) ولا يوجد في (إسرائيل) سوى 3 ملايين يهودي.
السبي البابلي
السبي البابلي اصطلاح تاريخي يستخدم للدلالة بشكل رئيس على قيام الملك البابلي نبوخذ نصر بإكراه عدد من يهود فلسطين الذين قاوموه على الانتقال من بيت المقدس إلى بابل, أو للدلالة على الفترة التي قضاها هؤلاء في بابل ولا يمكن الحديث عنها دون العودة إلى تكوين الممالك اليهودية الأولى في فلسطين. في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد ساء شيوخ بين إسرائيل ألا يكون لهم ملك كسائر الشعوب المجاورة من الإيدوميين, والمآبيين والعمونيين والفينيقيين, فقصدوا الزعيم الديني صموئيل الذي اختار شاؤول ملكا يحكم بينهم حسب شرائع يهوده ولكنه لم يكن جديرا بالملكية وقتل في إحدى معاركه ضد الفلسطينيين. وتسلم حامل سلاحه داود (1004 ـ963 ق.م.) وصلت هذه المملكة إلى ذروة مجدها من النواحي الاقتصادية والأدبية والعمرانية. وبعد مماته لم يتفق اليهود على مبايعة ابنه, واتفقت عشر قبائل على مبايعة بربعام ملكا على مملكة شمالية جديدة دعوها <<إسرائيل>> وعاصمتها شكيم, ثم ترزة, ثم السامرة, في حين بايعت قبيلتا يهوذا وبنيامين رحبعام بن سليمان ملكا على مملكة <<يهوذا>> وعاصمتها بيت المقدس. وكان من أشهر ملوك إسرائيل عمري وآخاب وياهو ويربعام الثاني الذي حصل في عهده أول صدام مع الآشوريين بزعامة تغلات بلاسر الثالث (745 ـ727ق.م). وفي عهد خليفته هوشع اصطدم شلمنصر الخامس ومن بعده صارغون الثاني باليهود, وسبى الأخير لأول مرة في تاريخ اليهود أفضل رجالهم إلى فارس (721 ق.م) وضعفت بذلك مملكة إسرائيل في حين استمرت مملكة يهوذا فترة أطول. وكانت هذه المملكة قد تعرضت في فاتحة أيامها عام 920 ق.م لغزوة مصرية أسفرت عن نهب الهيكل. ومن أشهر ملوكها في عهده عزيا أو عزريا (782 ـ751 ق.م) الذي توسعت المملكة في عهده نتيجة عناية بأمور الجيش. وبعد زوال المملكة العبرانية الشمالية أصبحت يهوذا أكثر تعرضا للهجمات الشمالية على وجه الخصوص. وفي أوائل حكم الملك حزقيا (721 ـ639 ق.م) اضطرت إلى دفع الجزية للأشوريين. ويبدو أن هذا الملك كان مغامرا بطبعه لدرجة قرر معها محاولة الإفادة من الصراع بين أشور ومصر. وبتشجيع من المصريين استعد لحصار طويل وامتنع عن دفع الجزية, فقام صارغون وخليفته سنحاريب (705 ـ681ق.م) بتوجيه عدد من الحملات بلغت ذروتها عام 701ق.م في حصار بيت المقدس الذي انتهى بانسحاب الأشوريين وسماحهم لحزقيا بالاحتفاظ بعرشه بعدما تعهد بدفع الجزية المتأخرة وإرسال الرهائن إلى نينوى. وفي عهد الملك بوشيا كانت الدولة الأشورية آخذة في الانهيار أمام الدولة البابلية الجديدة, الأمر الذي شجع يوشيا على التوسع في فلسطين والفرعون نيخار على التوسع باتجاه سورية. وعند موقع مجدو (أواسط فلسطين الشمالية) حاول يوشيا الذي عد نفسه تابعا لدولة بابل الجديدة وقف تقدم الجيش المصري عام 608ق.م, ولكنه أخفق وقتل في المعركة. وساعد نيخاو ابنه يهوياقيم على تبوء العرش, كما شجعه على الاستهانة بالبابليين الذين لم ينتصروا لأبيه, وعلى تحدي ملكهم الثاني نبوخذ نصر الذي كان قد أحرز مكانة عسكرية عالية في عهد أبيه حينما تمكن من هزيمة نيخاو نفسه في قرقميش عام 605ق.م. وفي عام 597ق.م لم يوفق يهوياقيم في الدفاع عن بيت المقدس فدخلها نبوخذ نصر وقتل ملكها. ولم يكن ابن ملك يهوذا, واسمه أيضا يهوياقيم, أكثر حكمة من والده فثار بعد ثلاثة أشهر, وسرعان ما وجد نفسه محاصرا وسباه نوخذ نصر وأسرته وعددا من أتباعه منهم النبي حزمقيال إلى بابل وعين صدقيا (597 ـ586ق.م) ملكا. وفي بداية الأمر تظاهر صدقيا بالولاء لنبوخذ نصر عازما على حسم الموضوع نهائيا. وبعد عام ونصف من الحصار سقطت بيت المقدس عام 586ق.م. فأحرقها الملك البابلي وهدم هيكلها وقتل أبناء صدقيا أمامه, ثم سمل عينه, واقتاد عددا كبيرا من سكان بيت المقدس اليهود إلى بابل, ولم يبق منهم إلا المعدمين الذين كلفوا القيام بالأعمال الزراعية. ونصب نبوخذ نصر جداليا بن أخيقام حاكما على المدينة المقدسية. وفي تلك المرحلة تنازل من بقي من اليهود في فلسطين عن تعنتهم واتصلوا ـ درءا لبطش البابليين ـ بالفلسطينيين والعمونيين والمآبيين, وكثر التزاوج فيما بينهم ونشأ جيل جديد سادت بين أفراده العبادات البابلية والمصرية و الكنعانية والانصراف عن عبادة يهوه. وفي بابل لم ينزل البابليون جماعات السبي من اليهود إلى مرتبة العبيد بل عاملوهم معامل الأغراب القاطنين. وهذا ما دفع النبي ارميا إلى حث المسبيين على أن يحيوا حياة عادية فيبنوا بيوتا ويزرعوا ويتزاوجوا. ولما كان البابليون أسياد التجارة في المنطقة فقد أخذ اليهود عنهم هذه المهنة وتفوقوا فيها لدرجة لوحظ معها أن عددا كبيرا منهم تبرعوا بسخاء لإعادة إنشاء حزقيال, وكان رجلا من أسرة الكهنة التي سبقت أيام السبي الأول, على أن المسبيين مارسوا معظم ألوان الحياة التي ألفوها وحافظوا على شعائرهم التي أدركوا بعدما رسخ إيمانهم بما قاله حزقيال من أن ما حل باليهود كانت نتيجة عدم إتباع شرائع يهوده وما شاع في بيت المقدس من وثنية في الدين وانحلال في الأخلاق, وأن هذا المصير كان اتفاقا من الإله الذي لم ينل التوقير الذي يستحقه, وأن ما حل بهم من عقاب يتفق والنذر التي توالت على آبائهم من قبل ولم يعيروها آذانا صاغية. و نظرا لتعاظم فكرة الندم عند السبي تكاثر بينهم الأنبياء ومدعو النبوة. ولقي معظم هؤلاء تأييد على مستوى الأفراد الذين كانوا يأملون في الخلاص, أو يتعلقون على الأقل بحبال الأمل التي كان يروج لها هؤلاء الأنبياء من أن الله سينجي عن قريب بقية اليهود, وأن بيت المقدس سيبعث حيا, وأنه لا بد من قيام المدنية الفاضلة التي يسود فيها رجال الدين. وكان جميع الأنبياء يرمون من هذا إلى الإبقاء على المسبيين بعيدين عن التأثر بالثقافة البابلية والاندماج في المجتمع, ولا سيما بعد تحسن أحوالهم الاقتصادية ولكن جهود هؤلاء ذهبت أدراج الرياح إذ تزايدت بأطراد أعداد اليهود الذين انصرفوا عن شريعة الآباء. حتى إنه عندما شب الجبل الثاني من أبناء المنفيين كانت ذكرى بيت المقدس قد محيت أو كادت من أذهانهم. ولعل أبزر آثار السبي الملموسة ظهور الحاجة إلى إقامة العبادات في مكان ظاهر. وبعد أن اضطر الأتقياء, ولا سيما جماعة ارميا, إلى التعبد في أي مكان متجهين نحو قبلة بيت المقدس, راودت بعضهم فكرة إنشاء معبد فوق الأرض الجديدة مادامت العودة إلى المعبد القديم مستحلية. ومن هنا نشأت فكرة بناء الكنس في أي موضع يقيم اليهود بعيدا عن بيت المقدس. وفي عام 549 ق.م. انقلب أحد الضباط الميديين, ويدعى قورش, على ملكيه وأنشأ الإمبراطورية الفارسية الأخمنية. وكانت أبرز أعماله في تلك الفترة سماحه لليهود بالعودة إلى بيت المقدس بكامل حريتهم, وإعادة كل ما تبقى في خزائن الدولة من غنائم نبوخذ نصر في فلسطين إليهم. ورغم أن القرار حظي بتأييد كبار الأحبار وغلاة اليهود ومباركتهم فإنه لم يتحمس عدد كبير من الشباب لهذا التحرير لأن كثيرين منهم كانوا قد تأقلموا في الوطن الجديد ونعموا بثرواته. ومرت سنتان بعد قرار قورش قبل أن تتحرك القافلة الأولى من المتحمسين اليهود في رحلتها الطويلة التي استغرقت ثلاثة أشهر إلى بيت المقدس.
| |
| | | | اعرف عدوك مفاهيم و مصطلحات عبرية | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| تصويت | | هل تقبل التنازل عن حق العودة | لا | | 90% | [ 1470 ] | نعم | | 10% | [ 160 ] |
| مجموع عدد الأصوات : 1630 |
|
|