دسترة فك الارتباط .. حسب من بلوروه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دسترة فك الارتباط .. حسب من بلوروه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم توجان فيصل (كاتبة أردنية)
جريدة الراية

إذا أردنا فهم ما يعنيه "دسترة فك الارتباط" , فالانصاف يحتم ان نعود لأصحاب الطرح.
ونورد هنا عينة ما يقوله كاتب يقف على أقصى اليمين الإقليمي الداعي لسحب جنسيات عدد كبير من المواطنين الأردنيين من أصل فلسطيني .
يعلن الكاتب أنه هو من " بلور وكتب وفصل في شأن" مطلب " دسترة فك الارتباط ", في العام 2002, أي حين انشغل السياسيون والكتاب الكبار بما كان يجري من عبث بالدستور تمثل في حل مجلس النواب وإصدار كم هائل من القوانين المؤقتة غير الدستورية وممارسة عسف وفساد غير مسبوقين.
ويقول الكاتب أن هذا الذي "بلوره"هو دخل في التداول السياسي وأصبح مطلبا محوريا لما يسميه" الحركة الوطنية الأردنية" ( غير القائمة كتنظيم , ولكن التسمية التي يوردها تتداخل مع تسميات لتجمعات وأحزاب لا تتبنى العديد منها هذا الطرح كما ظهر مؤخرا بوضوح) بعدما "تبناه العسكريون المتقاعدون" حسب قوله.. وهو ما نأمل ولا نظن أنهم فعلوا , كوننا نغلب الظن انه أقحم على مناقشاتهم ثم على صياغتهم كنص مكرر لما لم يكن قد محص بما يكفي من قبل كتاب وسياسيين كانوا منشغلين بالتصدي للعبث المذكور أعلاه, والذي كان ينفذ "عمليا" - وليس مجرد تنظير لكاتب واحد - وعلى يد حكومة استفردت بكل مؤسسات الدولة لتمارس وتحصن فسادها .. وكلاهما, تغييب الحياة النيابة والفساد, وما قادا إليه من إضعاف البلد وارتهان إرادته لمن أسموا ممولين ومانحين ومستثمرين ,هو ما حرك المتقاعدين العسكريين لإعلان انضمامهم بصدق وشجاعة عاليين لمجمل الحراك الإصلاحي , وليس لتوجه بعينه يريد ركوب موجتهم.. وحتما ليس لما يمكن أن يجرهم لمواجهة داخلية بدلا عن التصدي للعدو الصهيوني, أو لما هو أسوا مما يشرحه لنا أصحابه هنا.
فالكاتب الذي يقول أنه " طرح وبلور دسترة فك الارتباط " والتي يقول – نافيا دواعي الاعتزاز – أن "فكرته" لم تصبح مطلبا للحركة الوطنية الأردنية فقط ,بل " فكرة شغالة الفضاء السياسي " بما يؤهلها أن تستقل عن صاحبها بعد ان أثبتت أنها "ضرورية موضوعا" .
ولكن صاحب الفكرة يستطرد أن "من حقه" أن يوضح للرأي العام متعلقات طويلة مكررة لكل ما سبق وقاله من بديهيات ومن مغالطات في آن, نتوقف هنا عند أخطرها والحري بجعل فكرته "شغالة الفضاء" السياسي والقانوني والعسكري المحلي والعربي والدولي أيضا , لو طبقت .
والكاتب ينطلق من إقراره بأن فك الارتباط غير دستوري" لتعارضه مع النص الدستوري الصريح الذي يمنع منعا باتا التخلي عن أي جزء من تراب المملكة لأي سبب كان", ويؤكد أنه "نص لا يسمح حتى لجلالة الملك فك الارتباط مع أي جزء من أراضي المملكة".
ولكن الكاتب يقول أن لديه الحل الذي بلوره هو وحده (لاشريك معه حتما) وننقل عنه بالحرف الواحد كي لا يزعم أننا حرفنا أو تجنينا . هو يقول: "دسترة فك الارتباط لا تتطلب إجراء تعديلات أو تغييرات في الدستور تمس بأية ثوابت وطنية تكوينية أو بأية حقوق أو واجبات , وإنما تكمن في إضافة مادة دستورية جديدة كنت قد أوضحت فحواها منذ 2002 وهي مادة لا تتعارض مع روح الدستور ونصه, وتتمثل في إضافة بند يحدد حدود المملكة الأردنية الهاشمية بما يجعل الضفة الغربية خارج الحدود.
وهذا البند يلغي لادستورية قرار فك الإرتباط النابعة من انعدام دستوريته من النص الذي يمنع التخلي عن جزء من أراضي المملكة. فالنص على حدود المملكة يلغي تلك اللادستورية " !!.
هذا لا أقل , كي يتمكن من "دسترة" فك الارتباط الذي -باعتراف الكاتب في نفس مقالته هذه- لن ينجح في نزع المواطنة وبالتالي الحقوق السياسية من كافة ذوي الأصول الفلسطينية, بل سينجح فقط في إنهاء حالة "عدم التيقن من العدد النهائي والنسبة النهائية لهؤلاء" .. فمن هو المسكون "بالمحاصصة" واعتبار الوطن كعكة, أكثر ممن يقبلون دسترة الاحتلال للحصول على فرصة أعلى قليلا في تبوّؤ منصب ما أو التمتع بامتياز ما , مما تبقى ولم يستأثر به أعضاء نادي الحكم المغلق وأنسباؤهم وشركاؤهم ؟؟
قانون العقوبات عندنا كان يسقط عقوبة المغتصب إن "قبل" بزواج من اغتصبها, فقمنا عليه وقلنا انه يشرع لاغتصاب يتكرر بزعم أن مرتكبه اكتسب الحق منذ الاغتصاب الأول.. فإذا بنا اليوم أمام من يريد أن يقدم الشيء ذاته لمن اغتصب وطنا!!
وهو يقول أن هذه "إضافة " للدستور وليست تعديلا أو تغييرا (دليل جهل فادح بالدستور والقوانين والتعديلات) يمس بأية ثوابت وطنية تكوينية أو بأية حقوق أو واجبات !! فأي ثابت أهم من ارض الوطن وأي حق ؟؟ وهل يتناسى الكاتب حدود الوطن الذي تكون بحكم ذلك الدستور, نص عليه بخارطة أم لم ينص؟؟ على من نضحك غير أنفسنا ؟؟
وماذا عن حقوق أهل الضفة وماذا عن واجبات تحرير أرض عربية احتلت وهي أمانة في عنق الأردن, إن قبلنا أنها ليست أرض أردنية؟؟ هل يقبل عسكريونا هذا بديلا للتحرير الذي هو حلم كل عسكري عربي سواء أرضه محتلة أم لمجرد أنه عربي والأرض عربية ؟؟ أليس هذا ما يشكل مكانة الجيش ومنبع ثقة واعتزاز الشعوب به؟؟
كم شهيد من الجيش العراقي وحده يرقد في ثرى الأردن ذاته وليس في ثرى فلسطين فقط , وماذا عن الشهداء الأردنيين الذي قضوا على أرض فلسطين, من صفوف جيشنا, ومن صفوف المتطوعين حتى قبل أن تقوم الوحدة السياسية وبوحي من وحدة الدم تلك..أم أن هؤلاء ذهبت دماؤهم عبثا ؟؟
إسرائيل لا تقبل ان تحدد حدودها منذ قيامها وللآن, وكلنا نعرف لماذا. فما الذي يمنعها من أن تمد يدها لتأخذ المزيد من أرضنا, بالذات ما دمنا مستعدين لترسيم حدودنا حسب خط"الاحتلال", بعد ان قبلنا في وادي عربة "بخط الانتداب"؟؟ والحقيقة أنها ليست حتى حدود الانتداب وإنما هي دوما حدود الاحتلال , فهنالك مستوطنتا الباقورة والغمر اللتان أعطيناهما للإسرائيليين في الاتفاقية, وتقومان على أرض أردنية تقر الاتفاقية أنها مواقع "استراتيجية" ..بل وتقول صراحة أنها لهذا تركت للصهاينة ؟؟!!
وبالنسبة لما يسوقه الكاتب باعتباره مشاكل ناشئة عن فوضى لا دستورية ولا قانونية " تفاقمت بعد نشوء السلطة مما يسمح بتداخل المواطنة مع الضفة الغربية, وتداخل الهيئات السياسية والنقابية الخ, وهو وضع ضار بالأردن وفلسطين معا " .. فماذا عن الفوضى الدستورية والقانونية الناتجة عن فصل إقليم العقبة عن المملكة وتحويله"لسلطة" يعبث فيها نفر فكوا ارتباطها المالي والإداري والقانوني بالوطن بالقدر الذي يريدون, وعيّن مؤخرا على رأس تلك السلطة غزاوي من أقرباء محمد دحلان جنسوه منذ ستة أشهر فقط ؟؟
وتعيينه هو الذي أجج معارضة الكاتب ومن معه, دونا عن كل ما جرى للعقبة وأهلها وأرضها ومينائها واستثماراتها على يد متنفذين أردنيين ممن لا يمكن نزع جنسياتهم على تنوع أصولهم؟؟ ولا يخفى على أحد حجم "التداخل" في العقبة بين ما هو أردني (أو"سلطوي" حقيقة نسبة لسلطة الإقليم) وما هو إسرائيلي يصب في النهاية لصالح الطرف الإسرائيلي حتى باتوا يتصرفون كالمحتل, ويعلنون المطار الدولي الذي في جانبنا مثلا , مطارا لخدمة الطرفين .. الخ .
فماذا لو أظهرت إسرائيل مطامعها في هذا الموقع الاستراتيجي للعلن أكثر قليلا, فضمته صراحة لها ؟؟ هل "سنضيف" لدستورنا نصا آخر يعيد تحديد حدودنا ثانية بما يستثني العقبة ؟؟ وماذا لو طبقت ما يعلنه كل قادة إسرائيل ,وليس فقط شارون او الداد , وقامت باحتلال أي جزء من الأردن لتسهيل مخططاتها, كما فعلت باحتلال بيروت.. هل "سنضيف" لدستورنا تنازلا ثالثا في الحدود, ورابعا يعلن "الرويشد" على حدود العراق عاصمة للأردن ؟؟

في قصة الملك سليمان والمرأتين اللتين تنازعتا أمومة طفل, الأم الحقيقية قبلت إعطاء طفلها كاملا للأم المزعومة على أن يقطع نصفين .. وأظن أن كل أردني وأردنية يحبان هذا الوطن حبهما لأبنائهما, سيؤثران , ليس المحاصصة التي أنتجت قبل ستين عاما أردنا أكبر وأقوى , بل تسليم كل المناصب الحكومية والنيابية والإدارية ومعه القطاع الخاص, لذوي الأصول الفلسطينية, على أن يدوس ذرة من ترابه , من القدس وحتى الرويشد ,عسكري إسرائيلي واحد..

» فك الارتباط وحق العودة بين مجلس الاعيان ومجلس النواب القادم\ نضال هديب
» خليفات يتجاوز على تعليمات فك الارتباط ويمنح ارقام وطنية لحملة الجنسية الفلسطينية