عشر سنوات على الاندحار الإسرائيلي من جنوب لبنان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عشر سنوات على الاندحار الإسرائيلي من جنوب لبنان:
متغيّرات استراتيجيّة وتحديات مستقبليّة أمام المقاومة
قاسم قصير

يحيي لبنان والعرب والمسلمون في الخامس والعشرين من شهر أيار الحالي ذكرى مرور عشر سنوات على الاندحار الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد 18 سنة على الاحتلال، وقد شكّل هذا الاندحار انتصاراً للمقاومة الإسلامية والوطنية بعد مسيرة طويلة من الجهاد والنضال في مختلف المجالات.

وأهمية هذا الحدث أن انسحاب المحتلين الصهاينة وهزيمة عملاء جيش انطوان لحد لم يأتيا بناءً على اتفاق سياسي أو أمني أو عبر عملية المفاوضات والتسوية، بل بسبب ضربات المقاومة الإسلامية والخسائر التي كانت تصيب الجيش الإسرائيلي والعملاء، وهذه هي المرة الأولى التي ينسحب فيها هذا الجيش من أراضٍ عربية بدون أي اتفاق مسبق.

واليوم، بعد مرور عشر سنوات على هذا الانسحاب، ما هي أبرز النتائج والمتغيرات السياسية والاستراتيجية التي حصلت في لبنان والمنطقة؟

وما هي التحديات التي واجهتها وتواجهها قوى المقاومة، وخصوصاً في لبنان وفلسطين؟

وهل كانت النتائج والتداعيات التي حصلت تعادل التضحيات والجهود التي بذلت؟

وهل المقاومة قادرة على الاستمرار في جهادها ونضالها في ظل السجالات والاشكالات التي تطرح في لبنان بشأن سلاح المقاومة ودور حزب الله في الداخل اللبناني؟

النتائج والمتغيرات

بداية، ما هي أبرز النتائج والمتغيرات السياسية والاستراتيجية التي شهدها لبنان والمنطقة خلال السنوات العشر الماضية، أي منذ الانسحاب الاسرائيلي وحتى اليوم؟

لقد كان أول تداعيات هزيمة الجيش الاسرائيلي في لبنان انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فبعد أشهر قليلة من الانسحاب وقيام المقاومة الإسلامية بعملية أسر الجنود الصهاينة في منطقة مزارع شبعا، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدما وصلت عملية التسوية وتداعيات اتفاق أوسلو الى حائط مسدود، وشكلت الهزيمة الاسرائيلية في لبنان رسالة واضحة لقوى المقاومة في المنطقة، بأن خيار المقاومة هو الخيار الأفضل لتحقيق الانتصار على العدوّ.

وخلال السنوات العشر الماضية شهد العالم تطورات كبيرة بدأت بأحداث 11 أيلول 2001 والاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق ومن ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري والانسحاب السوري من لبنان ووصول حركة حماس الى الحكم في فلسطين وسيطرتها على غزة، وحرب عام 2006 وبروز خريطة جديدة على صعيد دول المنطقة ودخول تركيا كعامل جديد في موازين القوى ولا سيما بعد حرب غزة عام 2009.

إذاً نحن اليوم أمام وقائع ومتغيرات جديدة وقوى المقاومة أصبحت رقماً أساسياً وهاماً في كل معادلات المنطقة، فيما عملية التسوية وصلت الى الحائط المسدود وتراجع ما يسمى «محور الاعتدال العربي»، ورفض الكيان الصهيوني كل المبادرات التي اطلقتها الدول العربية للعودة الى المفاوضات.

في المقابل، انتهى الحصار الدولي على سوريا ونجحت ايران في تجاوز العقبات بشأن ملفها النووي، وحققت قوى المقاومة انتصارات هامة في أفغانستان والعراق. وتواجه اليوم الولايات المتحدة الأميركية تحديات كبيرة بعد فشل مشروع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لإقامة «الشرق الأوسط الكبير» ومحاصرة سوريا وإيران وقوى المقاومة.

اذاً نحن أمام خريطة جديدة للمنطقة، وكل ذلك بفضل انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان وصمود الدول الداعمة للمقاومة ولا سيما سوريا وإيران وتركيا.

التحديات المستقبلية

لكن هل يعني ذلك ان الانتصارات التي حققتها قوى المقاومة في السنوات العشر الماضية تلغي التحديات والاشكالات التي تواجهها قوى المقاومة ولا سيما في لبنان وفلسطين؟

ففي لبنان أدت الصراعات الداخلية التي بدأت منذ اغتيال الرئيس الحريري وبعد حرب تموز 2006 الى طرح تساؤلات كثيرة عن مستقبل سلاح المقاومة ومدى صحة بقائه وكيف يمكن منع تحوله الى سلاح يستخدم في الصراعات الداخلية؟

وأما في فلسطين فإن قوى المقاومة ولا سيما حركة حماس أمام تحديات عديدة سواء لجهة حماية صمود غزة أو كيفية استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وصولاً إلى استعادة دور المقاومة الفاعل في حركة الصراع مع العدوّ الصهيوني.

إذاً، فإن المقاومة الإسلامية رغم التطور الكبير في أدائها والامكانات التي تمتلكها والتي تجعلها قادرة على مواجهة أي عدوان صهيوني جديد، يبقى التحدي الأهم أمامها يتلخص في كيفية تحصين جبهتها الداخلية والرد على الاشكالات التي تطرح حول سلاحها ودوره في المسألة الداخلية.

واذا كانت هيئة الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية تشكل المكان المناسب للنقاش الهادئ والمعمق في كيفية التنسيق والتعاون بين المقاومة والجيش اللبناني للرد على أي عدوان اسرائيلي، فإن المطلوب من قيادة حزب الله والمقاومة الإسلامية العمل بشكل حثيث للحوار مع مختلف الأطراف والقوى اللبنانية سواء كانت ممثلة على طاولة الحوار أو غير ممثلة من أجل إشراكها في المقاومة، وتعميم هذا الخيار على كل القوى السياسية والحزبية لكي لا يبقى محصوراً في طائفة معينة أو جهة محددة.

والمهمة الثانية تتعلق بكيفية التوفيق بين دور حزب الله الداخلي ودوره المقاوم لكي لا ينعكس الأداء السياسي الداخلي للحزب على المقاومة والالتفاف الوطني حولها.

أما على صعيد الوضع الفلسطيني، فإن المقاومة أمام تحديات أصعب نظراً للحصار الذي يفرض عليها وبسبب استمرار الانقسام الوطني وعدم التوصل الى خطوات ايجابية بشأن المصالحة، اضافة إلى الصعوبات الميدانية امام عمل المقاومة، وخصوصاً في الضفة الغربية.

لكن في المقابل، فإن خيار التسوية والعملية السياسية يواجه مأزقاً كبيراً نظراً للتعنت الصهيوني وعدم استعداد رئيس الحكومة الاسرائيلية لتقديم أي تنازل حقيقي للسلطة الفلسطينية.

وهذا الواقع سيدفع الشعب الفلسطيني بكامل قواه، وخصوصاً حركة فتح، للعودة الى خيار المقاومة والانتفاضة، ما سيعزز دور قوى المقاومة. وهذا يتطلب الاسراع بالحوار الوطني الفلسطيني واجراء المصالحة الداخلية حتى لو تطلب الأمر بعض التنازلات.

في الختام، بعد عشر سنوات من تحرير الجنوب اللبناني فإن خيار المقاومة لا يزال هو الأقوى، لكنه يواجه تحديات سياسية وعملية، ما يتطلب تطويراً في الأداء ووضع خطط جديدة لتحقيق انتصارات مستقبلية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد ثمانيةَ عشرَ عاماً من البطولات، ربحت المقاومةُ اللبنانيةُ جولتَها الصعبةَ مع العدو الصهيوني فاسقطت اسطورةَ الجيش الذي لا يُقهر واهدت النصرَ المؤزرَ لكل الامة .
فالخامس والعشرون من أيار/مايو عام الفين تاريخٌ حمل في طياته ملاحم بطولية سطرها أبطال المقاومة اللبنانية بوجه اعداء الوطن فاسقطوا اسطورة الجيش الذي لا يقهر

نقف اليوم أمام هذه المناسبة العظيمة حائرين كيف يمكننا الإحتفال بها بما يليق!

فالخامس والعشرون من أيار ليس عيداً كما الأعياد. هو يوم نصرنا وعزتنا وانتصار دمنا على السيف. هو يوم شهدائنا الذين سقوا هذه الأرض الطيبة بدمائهم العطرة وكللوا الجبال والوديان بأرواحهم المباركة ومضوا إلى حيث عاهدوا الله ورسوله والأئمة الأطهار وأبناء وطنهم وأمتهم، تاركين لنا أمانة أغلى وأعز من كل ما في هذه الأرض: الحرية.

والخامس والعشرون من أيار هو ميلاد لبنان الحر، لبنان البطولة، لبنان النصر، ولبنان الشعلة التي أضاءت وسط ظلام الهزائم والإتفاقات الإنهزامية والتخاذل والتراجع والمساومة والهرولة وراء أوهام السلام الكاذبة مع هذا الكيان العنصري المجرم. في مثل هذا اليوم، يقف لبنان بكل بنيه، بكل مدنه وقراه، بكل أتعابه وجراحاته، وبكل أماله وآلامه، شامخاً رافع الرأس مزهواً بما حققه، منتصب القامة، عزيزاً، نموذجاً يحتذى بقدرة الشعوب على النهوض من الركام وتحقيق المعجزات.

بين السابع عشر من أيار 1983 والخامس والعشرون من أيار 2000 رحلة ملؤها الصلابة والصمود والتحدي ورفض الأمر الواقع والإذعان. سبعة عشر عاماً مضينا على تلك الطريق حتى محونا آخر حرف في 17 أيار وكتبنا على كل قمة وتلة وموقع، وقع المتخاذلون على صك التنازل عنها في ذلك اليوم، تاريخنا الجديد: 25 أيار!

لكن فرحتنا ناقصة، والعيد فاقد بهجته وصخبه!

كيف لنا أن نفرح وفلسطين تبكي؟ كيف لنا أن نلبس ثياب العيد ونبتهج بذكرى التحرير وفلسطين تقبع تحت الإحتلال؟

كل عيد لا يطرق باب فلسطين ويدخل ليملأ قلوب أبنائها بفرحته مؤجل. العيد حين نعود...

سنحمل مشاعلنا وراياتنا ونصعد على التل لنزين لك قمراً ونجوم أيتها الأرض المباركة. لا تيأسي ولا تجزعي مهما طال هذا الليل. فلسوف يصنع أبطالك القابضين على جمرة الشهادة إكليل نصرك الأبهى ولسوف نمشي حفاة جنوباً جنوباً حتى نصلي معاً تحت قبة الأقصى. يومها، سيصبح كل يوم من تاريخنا القادم، بإذنه تعالى، الخامس والعشرون من أيار.

صورأيام الانتصار 25 ايار 2000

موكب الآليات التي غنمها مجاهدو المقاومة الإسلامية من العدو الصهيوني المهزوم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مواطن مع العلم اللبناني مقابل ميركافا إسرائيلية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اللقاء بالرئيس إميل لحود بعد التحرير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مواطنون في معتقل الخيام بعد تحريره

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دبابة صهيونية مدمرة في مدينة مرجعيون المحررة

d][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العدو الصهيوني المهزوم يحاول منع الأهالي من التقدم عبر قصف الطرق المؤدية إلى القرى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

امرأة تنثر الورد على أحد مجاهدي المقاومة الإسلامية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دبابة صهيونية غنمها مجاهدو المقاومة الإسلامية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» نذرالحرب تلوح في جنوب لبنان
» اسرائيل لم تسو حساباتها مع لبنان بعد عشر سنوات على انسحابها
» تأهب الجيش والمقاومة في جنوب لبنان بعد تحليق مكثّف للطيران الاسرائيلي
» طلاق صلية صواريخ من مدينة صور جنوب لبنان اتجاه الجليل الاعلى ومدينة نهارية
» وادي رم جنوب الاردن