الفلسطينيون يتجهون لإعادة إحياء الجنيه الفلسطيني وترك التعامل بالشيكل الإسرائيلي

الجنيه الفلسطيني القديم

الفلسطينيون يتجهون لإعادة إحياء الجنيه الفلسطيني
وترك التعامل بالشيكل الإسرائيلي لتحقيق الاستقلال الاقتصادي
الأحد مايو 30 2010

رام الله -

الفلسطينيون يتجهون لإعادة إحياء الجنيه الفلسطيني وترك التعامل بالشيكل الإسرائيلي Alqudslogo2

ـ كشفت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الاحد ان السلطة الفلسطينية تعمل بصمت على اعادة اصدار الجنيه الفلسطيني كعملة وطنية لفك الارتباط بالشيكل الاسرائيلي وتحقيق الاستقلال الاقتصادي وايذانا باعلان مؤسسات الدولة المرتقبة.

واشار تقرير الصحيفة الى المسؤول الفلسطيني جهاد الوزير الذي يتسلم منصبا هو الأقرب إلى ما يشبه منصب رئيس مجلس الاحتياطي النقدي الفلسطيني، يخطط لمظهر يعد من أهم مظاهر السيادة: ما الذي ستكون عليه العملة الوطنية.

وتقول الصحيفة انه ومنذ قيام اسرائيل عام 1948، استخدم الفلسطينيون الشيكل الاسرائيلي لغايات التجارة. وهم يفكرون الآن بهدوء في إعادة إصدار الجنيه الفلسطيني الملغى، وهناك نموذج له معروض في علبة شفافة كتلك الموجودة في المتاحف خارج مكتب الوزير، بجوار عملات معدنية تعود لعهد الاسكندر الاكبر.

ويأتي الكلام الخافت في الضفة الغربية عن عملة فلسطينية جديدة وسط جهود رئيس الوزراء سلام فياض لضمان إمكانية حياة للفلسطينيين مستقلين عن اسرائيل إذا حصلوا على السيادة عبر مفاوضات السلام أو اصدار إعلان أحادي الجانب خلال عامين إذا فشلت المفاوضات. ويواصل فياض العمل على إصلاح المؤسسات الحكومية، وتفعيل مهنية أجهزة الشرطة وإقامة هيئات حيوية مثل مكتب للإحصاءات.

وكان الوزير، الذي يعتبره رئيس بنك إسرائيل ستانلي فيشر صديقا، يعمل في نفس الوقت على خلق استقلال اقتصادي فلسطيني. وتصفه الصحيفة بانه رجل مصرفي بلا بنك مركزي، ولا يستطيع توظيف أدوات السياسة النقدية التقليدية بتغيير أسعار الفائدة أو إصدار سندات للخزينة. وعوضا عن ذلك، فقد شغل الوزير نفسه منذ 2008 بتقوية الإشراف على البنوك الخاصة، ومحاربة غسيل الأموال، ووضع آليات لضبط الشيكات المرتجعة. ويعد إنشاء العملة - أحد المؤشرات الأكثر تأكيدا على السيادة - الخطوة المنطقية المقبلة.

وقال الوزير خلال مقابلة أجريت معه: "جميع الخيارات مطروحة، بقدر ما يعنينا الأمر، وان إصدار عملتنا الخاصة أحد هذه الخيارات"، وأضاف أن الفلسطينيين يدرسون ربط العملة المستقبلية بالدولار أو اليورو أو اعتماد أحدهما بدلا من الشيكل.

وحتى بوجود هذا التحذير، فإن جميع المؤشرات تدل على أن الفلسطينيين مستعدون على الأقل لإصدار عملتهم الخاصة. فقد بدأت عمليات الإنشاء اخيرا لمبنى جديد للبنك المركزي الفلسطيني سيحوي خزائن متخصصة.

ولطالما كانت فكرة العملة الفلسطينية مثار جدل مع إسرائيل، الذين اعتمد الفلسطينيون لعقود على اقتصادها الأكبر بعشرين مرة. وفي بدايات اتفاقية أوسلو أوائل التسعينيات، وضع المفاوضون جانبا الفكرة وسط القلق الإسرائيلي بأنها ستكون إشارة جريئة على الاستقلال وحماقة اقتصادية.

وبحلول العام 2000، الذي شهد آخر مرة اجتمع فيها الفلسطينيون والإسرائيليون في محادثات سلام جدية، باركت لجنة فلسطينية - إسرائيلية الفكرة قبيل انهيار المفاوضات. وحتى الآن، وعلى الرغم من الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي رحب بها البنك الدولي وآخرون، يبقى المسؤولون الإسرائيليون يشككون في أن الفلسطينيين يمكن أن يتخلوا عن الشيكل.

وقال مسؤول إسرائيلي: "اقتصادهم صغير جدا، وسيحتاج شيئا للحفاظ على على العملة. العملة ليست مثل الطوابع أو رمز الاتصال الدولي، الذي يملكونه. لكن أن تكون لديك عملة خاصة، إنها لعبة مختلفة تماما. إنهم لا يملكون ما يتطلبه الأمر".

أما أرييه أرنون، وهو بروفسور إسرائيلي يشارك في مجموعة عمل دولية تبحث الجوانب الاقتصادية للصراع، فيقول إن العملة الفلسطينية هي أحد أكثر العناصر رمزية على الأجندة الدبلوماسية.

وأضاف: "سيقول الإسرائيليون إنها ستزيد من عدم استقرار الاقتصاد الفلسطيني. لكنني سأجادل لو كنت فلسطينيا بأن الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الفلسطيني جراء الإجراءات الامنية والحصار أكبر من أي خطر من العملة. ما ستحققه العملة للاقتصاد يعتمد على كيفية إدارة الفلسطينيين للأمر. إنهم مستعدون. المشكلة هي أن إسرائيل غير مستعدة سياسيا".

في غضون ذلك، تدرس لجنة بهدوء الصور التي ستوضع على الجنيه الفلسطيني الجديد. ويقول الوزير إن صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تشكل احتمالا، إلى جانب علماء وشعراء وفنانين.

وقال: "إننا نعيد الحياة إلى شيء ما. ونأمل أن تلحق العملية السياسية بهذا الركب".

» تعود الشعب الفلسطيني إحياء ذكرى النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني عام 1948
» «عملية إيتمار» كشفت هشاشة التعامل الإسرائيلي مع التغييرات الإقليمية
» استطلاع : الفلسطينيون يلومون "اللامبالاة" الأمريكية والتعنت الإسرائيلي والانقسام
» الفلسطينيون يدفعون «ثمناً كبيراً جداً» بسبب الجدار الإسرائيلي العازل
» إحياء ثقافة حق العودة