أسطول «الحرية» تحرك.. ماذا عن أسطول الدبلوماسية؟

أسطول «الحرية» تحرك.. ماذا عن أسطول الدبلوماسية؟
الكاتب : حسين الرواشدة
2010-05-30

من المفترض أن يصل اليوم «أسطول» الحرية إلى شواطئ غزة، لكن يبدو أن التهديدات الإسرائيلية «بالاستيلاء» على السفن أو احتجازها قد يؤجل موعد الوصول، ومهما يكن فان «الحملة الأوروبية» التي انطلقت منها هذه المبادرة قد سجلت أهدافها، فهي استطاعت هذه المرة أن تضم نحو 650 ناشطاً من أكثر من 60 دولة في العالم، وتشتمل على تسع سفن محملة بالمساعدات الإنسانية ومواد البناء للمحاصرين في غزة، إحدى هذه السفن بتمويل تركي، وأخرى بتمويل جزائري، وثالثة ترفع العلم الكويتي ومن الشخصيات المشاركة نواب وسياسيون من أوروبا وتركيا والدول العربية «نحو 19 شخصية من الأردن» ويرافقهم نحو 40 صحفياً مزودين بأجهزة للبث الفضائي.
في موازاة إصرار المتطوعين على كسر الحصار المفروض على غزة، ونجاحها للمرة السابعة في تحدي «التهديدات» الإسرائيلية، تجد تل أبيب نفسها أمام موقف صعب قد يمنعها من تنفيذ خطة «رياح السماء» التي أعدتها لمواجهة «أسطول» الحرية، حفاظاً على صورتها المغشوشة لدى المنظمات الدولية والرأي العام الغربي الذي أصبح «لاعباً» قوياً في توجيه حكوماته لإدانة منطق الحصار الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين، وتحديداً على أهل غزة.
الأتراك، أيضاً، استثمروا سياسياً هذه المبادرة، وفيما أطلق اردوغان تحذيراته لتل أبيب من مغبة مهاجمة «الأسطول» تطوعت الحكومة التركية بإرسال طائرات لمتابعة السفن، وتعهدت بنقل ركابهم في حالة الاضطرار لذلك، مما يعني أننا أمام «حالة» تركية أوروبية مشتركة تسعى لكشف «الوجه» الإسرائيلي وإدانته عبر بوابة «الانتصار» لغزة.. وهي حالة يمكن البناء عليها عربيا ـلا في المجال الإنساني فقط وإنما السياسي أيضاً ـ لحشد اكبر مزيد من التأييد والتعاطف الدولي مع الفلسطينيين ورفع الحصار عنهم، وأيضاً إعادة «قضيتهم» إلى منصة الحضور الدولي بعد أن غابت عنه ـ للأسف ـ لأسباب نعرفها جميعاً.
في هذا الإطار تحديداً يمكن لعواصمنا العربية أن تتجاوز منطق أسطول الحرية في بعده الإنساني الموهوم لمنطق أسطول «الدبلوماسية» في بعد سياسي يشهر انفتاحه على «حماس» ويمهد لمعادلة جديدة في التعاطي السياسي مع «الفلسطينيين» ـ سواء مع حماس التي تتقدم فصائل المقاومة أو مع السلطة ـ كخطوة للرد على «الاستفزازات» الإسرائيلية أو للتناغم من أصداء «الرأي العام الدولي» الذي تمثل في أسطول الحرية، أو كرسالة واضحة إلى الغرب الذي تحرك قبلنا لكسر «الحصار« عن غزة.
كنا نتمنى أن ينطلق أسطول السفن من احد الموانئ العربية، أو أن تكون «المعابر» العربية مفتوحة دائما لإيصال الاحتياجات الإنسانية لأهلنا في القطاع، أو أن يكون من بين المتطوعين «شخصيات» رسمية عربية.. لكن ما علينا فقد وجدنا من يقوم بهذا الواجب ـ حتى لو كان بالنيابة عنا ـ، ووجدنا أن عالمنا هذا لا يخلو من أصحاب الضمائر «لا تسأل لأي دين أو امة أو جنس ينتمون؟ ،«وهؤلاء يستحقون الاحترام والشكر، كما يستحق أهالي غزة المحاصرون كل الدعم لتمكينهم من مواصلة الصمود والتحدي.. ومواجهة امتحان «الحصار» بمزيد من الإصرار على الحرية والكرامة والتحرر من الاحتلال.

» أسطول الحرية: من يحاصر من؟
» «أسطول الحرية» ومقولاتنا التحايلية
» «أسطول الحرية» و«مسيرة الشعوب»
» إسرائيل تنشر تحقيقا عن أسطول الحرية
» علّق ولو بكلمة ... تضامن مع أسطول الحرية