هل فقدت الولايات المتحدة قدرتها على حماية اسرائيل داخل اروقة الامم المتحدة

هل فقدت الولايات المتحدة قدرتها على حماية اسرائيل داخل اروقة الامم المتحدة

الجمعة يونيو 18 2010

تراجع الموقف الاميركي في الجمعية العامة

واشنطن – - بدا خلال الاسبوعين الماضيين ان جهود الولايات المتحدة أثمرت في حجب تشكيل لجنة تحقيق خارجية في التصرفات الاسرائيلية ضد المتشددين الفلسطينيين، بعد ان تمكن الدبلوماسيون الاميركيون من إفشال التوصية التركية بتشكيل هيئة تحقيق دولية في الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية.

وتقول مجلة "فورين بوليسي" الاميركية ان هذه الجهود واجهت عقبة غير منتظرة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فقد اوضح في اوائل هذا الاسبوع ان التحقيق الذي تجريه اسرائيل ليس كافيا وانه يتمسك بجهوده لتشكيل هيئة دولية في مواجهة المقاومة الاميركية والاسرائيلية.

وقال فرحان حق، الناطق بلسان كي مون، ان "اقتراح الامين العام لاجراء تحقيق دولي يظل على الطاولة وانه يأمل في الحصول على رد ايجابي من اسرائيل".

وكانت الولايات المتحدة قد حثت بان كي مون وآخرين على اعطاء التحقيق الاسرائيلي فرصة لاثبات مصداقيته. ولم تستغل واشنطن موقعها في مجلس الامن لحجب مقترحات بان، حسب دبلوماسيين دوليين.

وقال رياض منصور، المندوب الفلسطيني لدى الامم المتحدة للصحفيين، ان الفلسطينيين "يدركون حقيقة عدم وجود اي اعتراض في مجلس الامن لجهود الامين العام".

ويتناقض طلب كي مون لاجراء تحقيق مع رده السابق على مطالب اجراء تحقيق دولي في التصرفات الاسرائيلية خلال العملية العسكرية على غزة. ففي تلك الحالة، عاد كي مون الى مجلس حقوق الانسان، الذي عين المحامي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون للتحقيق في التصرفات الاسرائيلية والفلسطينية، ومن ثم قاوم مطالب الفلسطينيين لمتابعة نتائج تحقيقه المثيرة للجدال. ففي ذلك الوقت، كانت الدول الرئيسة في الامم المتحدة بما فيها الولايات المتحدة والصين وروسيا واوروبا مترددة في تطبيق جرائم الحرب ضد اسرائيل كما جاء في تحقيق غولدستون.

غير ان هناك في الوقت الحاضر تاييدا واسعا لاجراء تحقيق دولي في حادث الهجوم على اسطول الحرية. وقد توجه وزير الخارجية التركي احمد دافوتوغلو الى نيويورك على الفور بعد الهجوم على اسطول القوارب للضغط على مجلس الامن للتنديد باسرائيل وتشكيل لجنة تحقيق. وبعد عدة ساعات من المفاوضات، ساد الموقف الاميركي بتمييع القرار النهائي الذي طالب بتحقيق ذي مصداقية وغير منحاز فحسب. وبعد عملية التصويت اصبح المسؤولون الاميركيون والاسرائيليون مقتنعين بان اسرائيل في وضع يمكنها من اجراء تحقيق ذاتي. وفي 6 حزيران (يونيو) رفض رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو اقتراح كي مون ليرأس رئيس وزراء نيوزيلانده السابق جيفري بالمر هيئة تحقيق في الحادثة. وبدلا من ذلك اعلنت اسرائيل في وقت متأخر من الاسبوع الماضي أنها بصدد اجراء تحقيق داخلي يشارك فيه اثنان من المراقبين الدوليين من ايرلندا وكندا.

غير ان القضية لم تنته عند هذا الحد. فقد عمد المندوب التركي لدى المنظمة الدولية ارتوغال اباكان الى تقديم طلب قال فيه ان "الطريقة الوحيدة المعقولة للسير قدما" في التحقيق تكمن في تأييد اقتراح كي مون لاجراء تحقيق دولي، حسب احد أعضاء المجلس. وقال الدبلوماسي في المجلس ان "تركيا تبذل جهودا كبيرة، وان اردوغان يتعرض لضغوط محلية واسعة للسير في التحقيق الدولي المستقل". وقال ايضا "ان الاغلبية الكبرى من اعضاء المجلس مستعدون لتأييد اقتراح كي مون "اذا تخلي الاميركيون عن موقفهم".

غير ان الاميركيين لم يكشفوا اوراقهم بعد. وقال اليخاندرو وولف، الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد المندوب الاميركي في الامم المتحدة، لمجلس الامن ان الولايات المتحدة تعتقد ان اسرائيل يجب ان تمنح الفرصة لاثبات قدرتها على القيام بتحقيق ذي مصداقية. وقال ان النتائج التي تتوصل اليها اسرائيل يجب ان تعلن على الملأ وان يتدارسها المجتمع الدولي. لكنه امتنع عن التعليق على اقتراح كي مون لاجراء تحقيق دولي.

وبالنسبة للخطوة التالية لـ بان كي مون، فان الامين العام "يعتقد ان بالامكان ان يكون التحقيق المحلي الشامل في اسرائيل مهما، لكنه يتقد انه لا يلبي ما اقترحه: الا وهو تشكيل لجنة دولية للنظر في ما حدث"، حسب قول روبرت سيري، المبعوث الدولي الخاص الى مسيرة سلام الشرق الاوسط.

» فلسطين اليوم\الولايات المتحدة تنتقد قرار إسرائيل بحجب أموال السلطة
» فرنسا وبريطانيا والمانيا تدين بشدة في الامم المتحدة الاستيطان الاسرائيلي
» تحويلات مالية من الولايات المتحدة في جريمة اغتيال المبحوح
» خبراء اقتصاديون يتكهنون بكارثة اقتصادية اعمق من سابقتها في الولايات المتحدة
» الامم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يحتاجون للغذاء