فضيحة اليمين اللبناني

فضيحة اليمين اللبناني
الكاتب : رشيد حسن
تاريخ المقال : 2010-06-19

أساء اليمين اللبناني إلى لبنان الشقيق، قبل أن يسيء إلى الشعب الفلسطيني كله، وإلى أكثر من 300 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات الذل والهوان على أرضه.
أساء نواب هذا اليمين الذين رفضوا إعطاء الفلسطينيين حقوقه المدنية، التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة، وشرعة حقوق الإنسان، فأساؤا إلى كافة المبادئ والمثل العليا، التي آمن بها لبنان، وتمسك بها، وكانت سر قوته في أوقات كثيرة.
لقد أثبت هؤلاء النواب، الذين ينتمون إلى الكتائب، والقوات اللبنانية، والتيار العوني، أنهم رغم كافة المساحيق، التي يحاولون أن يغيروا بها لونهم، وحقيقتهم، أنهم لا يزالون عنصريين، وحاقدين على الشعب الفلسطيني، ولا يزالون مصرين على عدائهم لهؤلاء الغلابى، الذين هربوا من الجحيم الصهيوني، وحروب الإبادة عام 1948، إلى بلدهم الثاني لبنان.طلبا للحماية، فعاملوهم معاملة للعبيد.
ونسأل لماذا، يحق لكل إنسان على وجه هذه الأرض، أن يذهب إلى لبنان، ليتملك أو يعمل، في حين يمنع على الفلسطيني هذا الحق، حتى لو أراد شراء قبر له ولأسرته؟
وأكثر من ذلك فالفلسطيني ممنوع من التملك في هذا البلد العربي، حتى لو كان يملك جواز سفر عربي أو أجنبي.
«أليس هذا تمييزاً عنصرياً، وإلى متى سيبقى لبنان يسمح للجميع ممن يأتون إليه بالإقامة والعمل والتملك، ومن كافة أصقاع الأرض، ويصر على سلب هذا الحق من الفلسطيني» كما يقول الشيخ سعد الحريري رئيس الوزراء، مخاطباً النواب المسيحيين، ويضيف دولته «وإلى متى سيبقى لبنان مصراً على هذا الموقف العنصري، وهل ننتظر أن تأتي إلينا الوفود طالبة كسر الحصار عن المخيمات، كما نطالب نحن اليوم بكسر الحصار عن غزة، ونرسل السفن لكشف حقيقة الكيان الصهيوني الغاصب؟».
الحريري كان صادقاً ومنسجماً مع ضميره الوطني والإنساني والأخلاقي، ويجيء تحذيره هذا أيضاً، في محاولة لثني حلفائه، نواب الكتائب والقوات، عن مواقفهم، التي لا تسيء إلى تحالف 14 آذار فحسب، بل إلى لبنان، وإلى منظومة القيم والمثل التي يعتز بها هذا البلد، والأمة العربية كلها، وكل شرفاء العالم.
ليس سرا، أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومنذ أكثر من 60 عاما، وهم يعيشون حياة هي الأكثر شقاء وبؤسا، على وجه المعمورة، ولا يشبهها في مرارتها إلا حياة الأهل في غزة، بفعل الحصار الصهيوني.
فالفلسطيني في لبنان ممنوع أن يعمل في أكثر من 60 مهنة، وممنوع أن يدخل كيس إسمنت واحد إلى المخيم، لإصلاح ما تهدم، فالفلسطيني يتخرج طبيباً، أو مهندساً، أو صيدلانياً، أو محامياً.. الخ، ولكن ممنوع عليه أن يعمل في هذه المهن في لبنان، ما يؤكد عمق المأساة التي يعيشها هؤلاء اللاجئين، وعمق معاناتهم والتي أصبحت لا تحتمل.
لقد سقطت فزاعة التوطين، وأثبتت الأحداث والوقائع أن الفلسطينيين لو كانوا يريدون التوطين، لما انضموا إلى فصائل المقاومة في لبنان، كما أثبتت الأحداث أيضاً، أن الفلسطينيين في كافة أصقاع الأرض ممن يحملون جنسيات دول كثيرة، ووصلوا إلى مراكز عليا في تلك الدول، وفي جامعاتها هم الأحرص على العودة إلى فلسطين، ورفضوا أن يستبدلوها بأية أرض، ونذكر على سبيل المثال، ادوارد سعيد، هشام الشرابي، إبراهيم أبو لغد، رشيد الخالدي.. الخ والقائمة تطول.
باختصار...نثمن موقف رئيس حكومة لبنان سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذي طرح الموضوع بكل جرأة على مجلس النواب اللبناني، والذي عبر في ذروة غضبه عن واقع، وحال اليمين المسيحي «إنه أغبى يمين في العالم» ونضيف ليس غبياً فحسب بل عنصري ومسكون بالكراهية، ويصر على تذكيرنا بمجازر صبرا وشاتيلا.

» عيب يا أهل 'اليمين' في لبنان
» 1.5 مليون فلسطيني في أراضي الـ 48 يواجهون اليمين المتطرف
» شاهد فضيحة الانتخابات المصرية
» فضيحة «الحرية» وأقنعة التضليل
» تداعيات فضيحة تقرير غولدستون تتصاعد سياسيا وشعبيا